كان مديرو فوكس ورئيسها سبيرو سكوراس يبحثون عن ضحية ليثبتوا
لحملة الأسهم أنهم «إدارة قوية».. ولم يكن أمامهم غير ماريلين مونرو لتكون
هذه
الضحية.. فكروا فى فصلها بدلا من اليزابيت تايلور.كانت ميزانية فيلم «شىء
يجب أن
يعطى» الإنتاجية لا تتجاوز 1,2 مليون دولار، فكانت ماريلين مونرو، فى تلك
الأيام
تخالف شروط تعاقدها، وهى تتغيب عن بلاتوه تصوير الفيلم لكى تذهب وتغنى
للرئيس جون
كيندى أغنية «هابى بيرث داى تويو»..
وحتى يتحقق الهدف العام للاستوديو، فقد
قام فرانك فيرجسون المحامى، وأحد كبار المحامين العاملين مع فوكس، بتخطيط
سلسلة من
الإجراءات الاستفزازية التى لا تجد ماريلين مونرو بدا من الموافقة عليها
إذا أرادت
أن تستأنف تصوير الفيلم، وبين ما تضمنته هذه الإجراءات أن تتنازل ماريلين
مونرو عن
كل الحقوق والفوائد التى يحق لها الحصول عليها كنجمة، وقبل أن يستطيع محامو
ماريلين
مونرو التفكير فى كيفية مواجهة ألاعيب وخطط فرانك فيرجسون محامى شركة فوكس،
كان
جورج كوكور مخرج الفيلم يقدم للاستوديو تقريرا عن الأضرار التى تسببها
ماريلين
مونرو للاستوديو وللفيلم بسبب تعطيلها التصوير.. وقد لجأ مديرو شركة فوكس
إلى حيلة
رخيصة وهى طلب رأى المخرج كوكور فى أداء ماريلين مونرو فى فيلمه «شىء يجب
أن يعطى»
وقال لهم كوكور:
-
لقد أصيبت بالجنون، وفى إمكانكم أن تروا بأعينكم مظاهر
جنونها.
وفى الوقت الذى كان فيه مديرو شركة فوكس يشاهدون الجزء الذى تم
تصويره وطبعه من الفيلم وينفعلون به وتثيرهم ماريلين بأدائها كانوا متفقين
جميعاً
على أن الشركة يجب أن تتخذ قرارا بفصل ماريلين مونرو، كانوا فى حاجة ملحة
لاتخاذ
هذا القرار بصرف النظر عن أية مبررات تحول دونه.
وكان خبر طرد ماريلين
مونرو من شركة فوكس فى الثامن من يونيو،
سببا فى أن ينطلق رجال الدعاية فى
ستوديوهات فوكس إلى أصعب مهمة يمكن أن
يقوموا بها، كان عليهم أن ينظموا حملة مضادة،
يصورون فيها طرد ماريلين من ستوديوهات فوكس على أنه رسالة واضحة إلى
الآخرين بأن
الشركة تريد أن تحكم نجومها.. وبدأ رجال الدعاية وتبعتهم الصحف فى نشر
الشائعات
والأقاويل التى يقصد بها القضاء على مونرو وخنقها تماما، وصورت ماريلين على
أنها
امرأة بدأت تجن تدريجيا بتأثير الحبوب المخدرة التى تأخذها وأنها تحولت إلى
ممثلة
شرهة لا تقنع.. وانبروا يتسابقون فى فتح ملفات بمشاكل مونرو القديمة أثناء
العمل فى
أفلام أخرى مع ستوديوهات فوكس وسلوكياتها وعدد مرات غيابها وتعطيلها للعمل،
واستخدامها للحبوب المهدئة، ومرات انهيارها العصبى وهى تعمل، لكى يغذوا بها
الحملة
الصحفية التى قصد بها إنهاء عملها وتحطيمها دفعة واحدة وإلى الأبد.
على أن
ماريلين مونرو لم تجلس مكتوفة الأيدى..
قررت أن تخوض المعركة ضد ستوديوهات فوكس،
واستغلت صلاتها الحميمة بآل كيندى، وتحدت بيتر ليفاثيز الذى يرأس إدارة
الإنتاج فى
فوكس، واستعانت أيضا بضغط معجبيها ومحبيها فى طول أمريكا وعرضها، وفى
العالم أيضاً،
وأعطت سلسلة من الأحاديث التى وجهت فيها الصحفيين إلى الأخطاء المباشرة فى
فوكس،
وإلى المعاملة السيئة التى عاملوها بها
وفى نيويورك، كانت عملية طرد مونرو
من فوكس، والحملة الصحفية التى أثارتها سببا فى أن ينفعل مجلس إدارة الشركة
فى
اجتماعه العاجل، ويتخذ قرارا بالاستمرار فى إنتاج فيلم «شىء يجب أن يعطى»..
ولم تمر
عشرة أيام فقط على طردها، حتى كان الاستوديو يطلب عودتها إليه، عودة منتصرة.
وقد ذهب إليها بيتر ليفاثيز، رئيس إنتاج فوكس بعقد جديد بفيلمين وبأجر
قدره
مليون دولار.. وقبل أسبوع من موتها كانت تحادثه تليفونيا وتقول
له:
-
لن
تتعرف على تخيل ماريلين مونرو تحضر إلى
الاستوديو فى مواعيدها، كل هذه الظروف
والملابسات تكشف حقيقة لا تغيب عن البال هى
أن ستوديوهات فوكس كان لها مصلحة مباشرة
أيضاً فى إسكات ماريلين مونرو.. أو على الأقل السكوت على ما يدبر ضدها
والمشاركة فى
خطة إسكاتها إلى الأبد.. وهذا ما حدث.
•
قتلة.. قتلة..
قتلة!
بعد الفجر بقليل.. يوم الأحد الخامس من أغسطس 1962، اندفعت
امرأة جارية من بيت ماريلين مونرو فى ضاحية برنتوود بلوس أنجلوس.. كانت
المرأة تصرخ
وهى تجرى:
-
قتلة.. قتلة.. هل أنتم راضون الآن بعد أن قتلتموها.
وقد سمع معظم المحققين الصحفيين الذين سارعوا إلى المكان فى ذلك
الصباح
المبكر بهذه المرأة وما كانت تصرخ به.. ثلاثة من الجيران فقط
سمعوا صراخ المرأة..
وإن كان الجيران لا يهتمون عادة إلا بالفضائح التى كانت تجرى
خلف جدران البيت
الأبيض اللون الذى تعيش فيه النجمة.
واستولت هذه الحادثة الغامضة، المرأة
المجهولة الصارخة، على اهتمام فلورابل موير التى تعمل محققة للجريمة فى
مجموعة صحف «هيرست»..
فى البداية كانت تعتقد أن المرأة المجهولة الصارخة لم تكن إلا يونيك
موراى مديرة بيت ماريلين مونرو، وقد أصيبت بانهيار عصبى بسبب ما شاهدته،
لكن حديثها
واستجوابها لهذه السيدة موراى أعطاها قناعة أنها هذه السيدة موراى، جزء من
عملية
التغطية على ما ارتكب.
وعادت محققة الجريمة. الصحفية فلورابل موير. تشك فى
أن تكون المرأة المجهولة الصارخة هى بات نيوكومب، مديرة ماريلين الشخصية
لشئون
الدعاية، التى تسمرت فى المكان وهى تشاهد ما تعتقد أنه جريمة قتل، عندما
وصلت إلى
البيت فى الساعة الخامسة والربع بعد الظهر.. على أن موراى لم تستطع أبداً
شق هذا
اللغز، ومازالت شخصية المرأة الصارخة مجهولة حتى الآن.
تلك هى المرة الأولى
التى يستخدم فيها أى إنسان كلمة «قتل» عند
الحديث عن موت ماريلين مونرو، ولن تستخدم
مرة ثانية، أثناء الحديث علنا عن القضية لعشر سنوات قادمة.. ومن الظاهر..
من فوق
السطح.. قامت مؤسسات الصحافة فى هوليوود بتغطية الحادث على أنه «قصة ناعمة»..
انتحار محزن لامرأة تعيش حياة أكبر منها وأكبر مما يمكن أن تحتمل.. وفى نفس
الوقت،
أزيلت كل شواهد الجريمة وأبعد الشهود الذين يملكون مفاتيح الحقيقة خارج لوس
أنجلوس.
وبمجرد أن خفت حدة الهيستريا التى أحاطت برحيل مونرو، بدأت الصحفية
لويلا
بيرسون أشهر أصحاب أعمدة الفضائح فى هوليوود، تتعقب شخصيتين
تعرف أن كلاً منهما
يستطيع أن يخبرها بالحقيقة.. بيتر لوفورد،
زوج أخت الإخوة كيندى.. وبات نيوكومب..
لكن الاثنين اختفيا تماما.. كان بيت آل لوفورد على الشاطئ
مغلقا، وكان جرس تليفون
نيوكومب يرن دون مجيب.. وعرفت لويلا بيرسون
فى النهاية أنهما فى بيت آل كيندى فى
هيانيس بورت بولاية ماشوشيتس. وتوقف المحققون الصحفيون فى هوليوود عن
المطاردة
والبحث بعد أن تعبوا واستناموا إلى ما هو متاح وشائع، من أن حادث الموت كان
نتيجة
لجرعة زائدة من الحبوب المخدرة.. وحتى يمكن التأكد من أن هذا هو الاعتقاد
السائد،
لم يلبث الممثل بيتر لوفورد أن غادر بيت آل كيندى، فى هيانيس بورت، ليقوم
برحلة
علنية، وهو يضمن لفئة مختارة من الصحفيين فى نيويورك أحاديث لن تعطى لأحد
غيرهم ثم
انتقل إلى بوسطن وسان فرنسيسكو ليقول: - أعرف أن الحادث وقع بالصدفة..
فالعزيزة
المسكينة ماريلين على ما أعرف لم تكن تقصد أن تقتل نفسها.
وعندما أعاد
المدعى العام المحلى لمدينة لوس أنجلوس فتح
التحقيق فى موت ماريلين مونرو عام 1982،
أى بعد عشر سنوات من العثور عليها ميتة فى مخدعها، وجد المحققون أن بيتر
لوفورد
ورجال ستوديوهات فوكس قد أعادوا ترتيب المكان الذى شهد الجريمة.
فى الصباح
الباكر من يوم 5 أغسطس 1962، قام اثنان من
حرس الأمن فى ستوديوهات فوكس - بملامبسها
الرسمية - بالوقوف على بابى بيت ماريلين مونرو، أحدهما أمام الباب الأمامى
والثانى
أمام الباب الخلفى.. وبعد قليل من الوقت جاء حارس ثالث وأخد مكانه على مدخل
المنطقة
التى تقود إلى بيت ماريلين.. وأبعد رجال الصحافة عن البيت إلى أن يتم مديرو
الدعاية
فرانك نيل وآرثر جاكوب ويونيك موراى، وفى بعض المراحل بيتر لوفورد فحص
الملفات التى
تركتها النجمة الراحلة.
وتعاون رجال الدعاية، ورجال الأمن فى الاستوديو،
وأعضاء من العاملين مع ماريلين مونرو بمن فيهم موراى واينز ميلسون مدير
أعمالها، فى
إلقاء آلاف من الحبوب التى نصح الأطباء مونرو باستخدامها، فى حوض المياه..
وأخذوا
عقود النجمة، ومذكراتها و«كرتونات» ثقيلة على اليدين فى حملها من أمتعة
مونرو
الشخصية.. واختفت تماما أدلة يمكن أن تكشف عن ارتكاب جريمة قتل، كلها حملت
فى حقائب
من النوع الذى يستخدمه المحامون.. ولما تمت إزالة كل الآثار والدلائل،
وأعيد ترتيب
مسرح الجريمة أصبح من السهل القول بأن ماريلين مونرو ماتت منتحرة.. لقد
غسلت كل
الملايات التى كانت فوق السرير، وكل ثيابها الداخلية وغسيلها المتسخ، وجفف
ووضع فى
الدواليب.
كانت فوكس تحافظ بلا شك على التقاليد، بتنظيف كل شىء فى مسرح
الجريمة، تقاليد ستوديوهات السينما التى تجعل من نجومها قديسين.. ولقد كانت
مشاهد
القتل فى هوليوود مؤيدة من كبار القوم فى المدينة منذ عصر السينما الصامتة،
وكان
مشهد قتل ماريلين مونرو قد حظى بأعظم مدير مسرح على الإطلاق.. رئيس بوليس
مدينة لوس
أنجلوس وليام باركر أقوى رجل فى المدينة.
منذ اللحظة الأولى صنف باركر موت
ماريلين مونرو على أنه انتحار، وكلف قوات البوليس بالتحقيق فى الجريمة على
أنها
انتحار، وأعطى رجال الطب الشرعى أيضا نفس التوجيهات والإرشادات، ولكى يثبت
هذا
التصنيف فى الأذهان أسند التحقيق فيه إلى قسم التحقيق فى جرائم الانتحار
الذى كان
قد أنشىء حديثا فى إدارة بوليس المدينة، وكان يعرف بالتأكيد أنهم سوف
يركزون البحث
حول «كيف قتلت ماريلين نفسها» لأن الفريق لم يكن مسموحا له بأن يتحرى أو
يحقق كيف
قتلت أو كيف ماتت.
ثم كانت هناك خطوة بارعة قد أتخذت، هى إعطاء فريق
التحقيق فى الانتحار جرعة كبيرة من الدعاية، فى الوقت الذى ترأس فيه باركر
لجنة
عليا لتقصى الحقائق رسميا وكانت بمثابة هيئة محلفين للاستماع، ولو أنه كان
هناك
استجواب حقيقى، لكان من الممكن إجبار بيتر لوفورد ونيوكومب وموراى وحتى
روبرت كيندى
المدعى العام، لكى يدلى بالشهادة تحت ظل حلفان اليمين.
ولم يكن وليام باركر
صديقا لروبرت كيندى فقط، بل لقد خاضا معا
مترابطين معركة المدعى العام ضد الجريمة
المنظمة، وكانت هناك بعض الإرهاصات بأن باركر سوف يخلف ادجار هوفر فى رئاسة
مكتب
التحقيق الفيدرالى، وكان باركر يعمل بهمة ونشاط من أجل الوصول إلى الوظيفة
الفيدرالية وخلافة ادجار هوفر، عندما قتلت ماريلين مونرو، وكنوع من المعروف
يقدمه
بالطبع لروبرت كيندى والأسرة الأولى فى الولايات المتحدة، فقد أغلق التحقيق
فى موت
ماريلين مونرو بعد خمسة أيام فقط من بدايته، وأدرج موتها رسمياً فى سجلات
البوليس
على أنه حادثة انتحار.. وكان محظوظاً بالطبع لأن ستوديوهات فوكس كانت
تناصره
وتسانده فبدون الموقف المستفز الذى كان يقفه الاستوديو ضد ماريلين مونرو
ومحاور
دعايتها لكانت تغطية الجريمة أصعب كثيراً على وليام باركر.
وكما حدث فعلاً،
كانت فوكس قد بدأت تشكك فى عقلية ماريلين
مونرو وأنها ماتت منتحرة ببعض أخبار
ومقالات نشرت بالفعل، وسارع عشرات من
المحققين والمخبرين الصحفيين، إلى الإشارة
كنوع من الواجب إلى تقرير رئيس دعاية فوكس هارى براند بوجهة نظره فى حكاية
طردها من
ستوديوهات فوكس وإيقاف تصوير فيلم «شىء يجب أن يعطى» آخر أفلامها الذى لم
تكمله،
وتقرير المخرج جورج كوكور عنها ووصفه لها بأنها تقترب من «الجنون»، وقد
أعادت فوكس
توزيعه على إدارات الصحف عشرات المرات.
وللوهلة الأولى يمكن إدراك أن
ماريلين مونرو كانت ضحية أمرين خطيرين فى الأسابيع الأربعة عشرة الأخيرة من
حياتها.. الأول هو أن شركة كبرى للسينما هى فوكس، جعلت منها «العنزة
الهاربة» لكى
تدارى أمراضها وضعفها الذى يكلف مليارات الدولارات، وحتى يمكن خدمة أهداف
الاستوديو، كان يجب أن تصور على أنها حطام عاطفى تسير بسرعة إلى الجنون،
وهذا الأمر
قاد بالضرورة إلى الأمر الثانى وهو الأخطر، تغطية كل الظروف التى أحاطت
بموتها..
وقد نجح أخصائيو الدعاية فى ستوديوهات فوكس فى تمرير خبر عما سمى بمحاولة
انتحار
ماريلين مونرو، خلال الأسبوع الأول من تمثيلها لفيلم «شىء يجب أن يعطى»
وعلى هذا
فقد كان من السهل عليهم أكثر أن يصوروا جريمة قتلها على أنها «ضغط نفسى
جعلها
تنتحر».
كان الإطار النفسى الذى اتخذ مبررا لإثبات انتحار ماريلين مونرو
زائفا، وكان مكتب الطب الشرعى يعلم هذا جيداً وقتها، فالعينة الكيميائية لم
تكن
صحيحة.. كان دم ماريلين مونرو يحوى 5,4% من مادة مخدرة تسمى «نمبوثال»
بينما وجد
خبير التحاليل الطبية رايموند ابرناثى فى جهازها المعوى جرعة مبلورة من
الـ«نمبوثال» وجرعة أخرى مساوية من منشقات الكلور.. تكفى كما يقول الطبيب
الشرعى
توماس نوجوشى قتل ثلاثة أشخاص.
ولم تكن ماريلين مونرو بقادرة أبداً على
تعاطى الجرعات المضاعفة، ففى المكان الأول لم يكن عندها العدد الكافى من
الحبوب
التى تشكل تلك الجرعات، ففى يوم 3 أغسطس، وهو اليوم الذى سبق موتها، كتب
لها طبيبها
الخاص هايمان انجلبرج «روشتة» لصرف 25 قرصا «نمبوثال» زنة ميللى ونصف جرام،
وتبعا
لأقوال مديرة بيتها موراى، تناولت ماريلين مونرو ثلاثة فقط من هذه الأقراص،
وبقى 22
قرصاً، وكانت قد أعطيت أيضاً بعض أقراص «نمبوثال» من طبيب الاستوديو لى
سيجل منذ
أسبوع.. وعلى أية حال، كانت ماريلين مونرو قد استهلكت أكبر كمية من هذه
الحبوب،
أثناء رحلة نهاية الأسبوع المحزنة إلى بحيرة «تاهو».
وفى القول الذى يقول
وليام باركر رئيس بوليس لوس أنجلوس، إن
ماريلين مونرو قد تكون قد لجأت سرا إلى
تخزين هذه الحبوب، لكن موراى مديرة بيتها
كانت قد قامت بتفتيش دقيق للبيت خلال
الأسبوع، ولم تجد أى أثر للحبوب، وقبل
موتها بفترة قصيرة قامت ماريلين مونرو
باستعارة قرصى «نمبوثال» من صديقتها جينى
كارمن.
وكان البوليس مهتما إلى
أقصى حد بروشتة طبيب ماريلين دكتور هايمان
انجلبرج التى وصف فيها أقراص «نمبوثال»
فقاموا بتزوير تقريرهم إلى الطب الشرعى بأن ضاعفوا كمية
الأقراص المكتوبة فى
«الروشتة» لأنهم بالطبع يريدون تبرير تلك الكمية الضخمة من
المواد المخدرة التى
وجدت فى جهاز ماريلين مونرو المعوى بعد
الجريمة، لهذا أصر محققو لوس أنجلوس أن
زجاجة أقراص «نمبوثال» سعة 50 قرصا وهى فى
الواقع سعة 25 قرصا فقط.
وعندما
زاد التساؤل عن النسبة المئوية المرتفعة من
عقار «نمبوثال» فى جهاز ماريلين المعوى،
قالت المتحدثة باسم «معامل ابوت» التى تنتج هذه الأقراص التى تحمل اسم «نمبوثال»
فى
البداية: «إن هذا الذى يقال مستحيل».. وماذا لو كان ما قيل عن هذه النسبة
ممكنا؟!..
كم من الحبوب كان على ماريلين أن تبتلع؟!.. وعادت المرأة المتحدثة تقرر أن
ماريلين
كان يتحتم عليها فى هذه الحالة أن تبتلع من 75 إلى 90 قرصا.
وقال
اينزميلسون، مدير أعمال ماريلين.. الذى وصل
إلى البيت فى الخامسة بعد ظهر اليوم
الثانى للجريمة، أنه عثر على «دستات» من الأقراص من بينها أقراص «نمبوثال»
وأكد
ميلسون:
-
كانت هناك حبوب منومة، وخليط من كل أنواع الحبوب، وأيا كان
الذى
سبقنا إلى البيت فأنه لم يأخذها وتركها مبعثرة فوق المائدة،
وقد جمعناها وألقينا
بها فى حوض «التواليت».
وبالطبع ساهمت هذه الحركة العفوائية فى تدمير
الدليل على جريمة القتل.
لقد كانت ماريلين مونرو تحتاج كل حبة من هذه
الحبوب حتى يمكن أن تصل إلى سم المخدر فى أمعائها لكى تموت.
صباح الخير المصرية في
07/12/2010
تحت إغراء النجاحات التي حققتها أفلام الـ3D
مخرجون مصريون يتجهون إلى إنتاج أفلام ثلاثية الأبعاد
القاهرة - دار الإعلام العربية
يتجه مخرجون مصريون إلى إنتاج أفلام ثلاثية الأبعاد في صناعة السينما
بمصر لأول مرة رغم أن دور العرض الموجودة حالياً غير مهيأة لتلك التقنية.
وترددت أنباء حول خوض المخرج تامر مرتضى تجربة إنتاج فيلم من هذا
النوع لم يتحدد أبطاله حتى الآن. إلا أن البعض يشكك في إنجاز ذلك بالفعل
لما يتطلبه من إمكانيات مالية ضخمة ومعدات سينمائية متطورة.
ويأتي ذلك في ظل إيرادات غير مسبوقة حققتها أفلام 3D "ثلاثية الأبعاد" في كثير من دول العالم، لاسيما
بعد أن عرضت مباريات كأس العالم الأخير بتلك التقنية، وأيضاً بعد النجاح
الساحق لفيلم "آفاتار" الذي حقق إيرادات غير مسبوقة تخطت 3.5 مليارات
دولار، وما لحقه من أفلام ثلاثية الأبعاد حصدت أيضاً ملايين الدولارات، حتى
إن ألعاب الفيديو جيم جنحت أخيراً إلى تكنولوجيا 3D.
وقال نقاد لـ"العربية.نت" إن صناعة السينما العربية والمصرية لم تستطع
مواكبة الإنتاج الغربي المتزايد للأفلام ثلاثية الأبعاد، والتي ميزت أيضاً
السينما الهندية في السنوات الأخيرة، وقد اقتحم بعضها دور العرض في العالم
العربي مثل "آفاتار"، "أليس في بلاد العجائب"، "كيف تدرب تنينك"، "قصة لعبة
3" إلى جانب قائمة طويلة من الأفلام.. كل هذا لم يقابله أي إنتاج عربي
مماثل.
حتى لا تصبح مثيرة للسخرية
ويرى الناقد الفني طارق الشناوي أن دخول تقنية الـ3D إلى السينما المصرية لو تحقق فبكل تأكيد سيحدث
قدراً كبيراً من الإبهار للجمهور، ما سيجذب الأنظار تجاهها خاصة إذا كان
موضوع وقصة العمل يمس المشاهد.
وأضاف: "أعتقد أن هذه الخطوة إن تمت ستحدث طفرة نوعية في تاريخ
السينما المصرية مثلما حدث عند ظهور تقنية الديجيتال لتصوير الأفلام،
وستلفت أنظار المشاهدين خصوصاً الشباب كما حدث عند عرض الفيلم الأمريكي
"آفاتار".
واعتبر الشناوي أنه من الصعب جداً أن يقوم صناع السينما المصرية
بتحضير فيلم بتقنية البعد الثالث؛ لأنه سيواجه بالعديد من المشكلات التي
تعرقله أهمها التكلفة المرتفعة للغاية، إلى جانب الحيرة في اختيار الأبطال
الذين يملكون القدرة على تنفيذ هذه النوعية من الأعمال، وحتى لا يظهر العمل
على أنه تقليد أعمى للغرب وينتهي الأمر بفيلم "الأكشن" إلى لوحة كوميدية
مثير للسخرية، هذا إلى جانب أن دور العرض المصرية التي تملك التقنية محدودة
للغاية، لأن تكاليف تجهيزها باهظة جداً، وثمن نظارة المشاهدة مكلف أيضاً،
ما قد يؤدي في نهاية الأمر إلى إحجام الجمهور المصري والعربي عن مشاهدتها،
فضلاً على إنتاجها.
مواصفات خاصة وأموال باهظة
بينما أكد المنتج هاني جرجس فوزي أن أفلام الـ3D تتطلب مواصفات خاصة لمشاهدتها وأموالاً باهظة لإنتاجها وإلى تقنيات
أعلى للاستمتاع بها، أي أنها سينما أخرى غير الموجودة في مصر.
وعن إمكانية إنتاج فيلم مصري متكامل بخاصية الـ3D أكد فوزي أن هذا الفيلم سيظهر بلا شك في القريب
العاجل، وأن المنتجين سينتجون تلك النوعية من الأفلام؛ لأن وراءها الكثير
من الفوائد خصوصاً مع ظهور قنوات تلفزيونية تعتمد على تلك الخاصية في
أعمالها مع ظهور أجهزة حديثة تتيح هذه التقنية.
وأنهى جرجس كلامه حول الفيلم الذي يحلم بإنتاجه: "أبطاله سيكونون ممن
برعوا في تقديم الأكشن في السينما العادية، ويجب أن يكون فريق العمل
بالكامل على دراية تامة بهذه النوعية من الأعمال، لكن لن أدعي أن هناك
أشخاصاً محددين سيتم الاستعانة بهم، ما يمكنني تأكيده أن لدينا الكثير
والعديد من الكفاءات السينمائية التي تحتاج إلى من يمنحها الفرصة".
في الاتجاه ذاته، أكد المنتج والسينارست محمد حفظي أن الأفلام ثلاثية
الأبعاد ستكون موجودة في مصر خلال سنوات قليلة. وبدا متفائلاً وهو يقول:
"سيقبل عليها الجميع، وأعتقد أنها قد تمحو السينما التقليدية".. وأشار إلى
أن التقنية موجودة بالفعل في مصر، لكن تكاليف تفعيلها مرتفعة للغاية.
وعن رأيه في الأبطال وفريق العمل الذي من الممكن أن يقدم فيلماً ثلاثي
الأبعاد قال: "أعتقد أن أي ممثل مصري مجتهد أو مدير تصوير طموح أو مخرج
متميز، قادر على فعل ذلك، المشكلة ليست في الأبطال أو فريق العمل، لكن في
فكرة الغرافيك وعمليات أخرى بعيدة عن التمثيل، وبالطبع الإمكانيات والأموال
اللازمة لإخراج فيلم بهذه التقنية".
وختم حفظي مؤكداً أن هذه التقنية ستكون أكثر وجوداً في المستقبل،
لأنها بالفعل موجودة حالياً في بعض المنازل من خلال تلفزيونات بتقنية الـ3D.
مخاطرة غير محسوبة
أما المنتج محمد حسن رمزي فأشار إلى أن نجاح هذه التقنية يعود إلى
إبهار المشاهد، ولأن هذا العنصر سيجبر الجمهور على مشاهدة هذه النوعية من
الأفلام كما حدث مع "آفاتار"، مؤكداً أن هذه النوعية من الأفلام تقتصر
حالياً على أفلام الخيال العلمي والأكشن.
وأضاف: "نحن في مصر قادرون على تحضير فيلم بهذه التقنية من الناحية
الفنية، لكن العقبة في التكاليف المرتفعة، فكثير من المنتجين وأنا منهم
نخشى خوض التجربة، لأنها مخاطرة غير محسوبة، من الممكن نجاحها وأيضاً
فشلها، لذلك الجميع ينتظرون مبادراً بالتجربة لمعرفة ما ستسفر عنه".
وعن رأيه فيمن يشارك في هذه النوعية أكد أنه لا يوجد شخص بعينه، لكن
ستحسب لأول ممثل ومنتج ومخرج يقوم بهذه الخطوة.. "سيذكرهم التاريخ سواء
نجحت التجربة أم فشلت".
العربية نت في
07/12/2010 |