لعل السجال الذي أحدثته سينما المخرج العالمي يوسف شاهين يكمن في تموضع
الذات
المبدعة بفلسفة القضايا التي تتناولها أفلام هذا المخرج .
الحكاية الفيلمية لا
تقدم الى المتلقي بطريقة سهلة وتقليدية بالمعنى السائد للسينما التجارية بل
هي بناء
صوري زاخر بالتفسيرات والرؤى الفلسفية وهذا ما اكسبه خصوصية متفردة في حرفة
الإخراج
السينمائي .
وكدأبه في تحقيق منجزه الفيلمي ما انفك شاهين يبحث عن أساليب
جديدة في التعبير الفيلمي _فمثلا يفضي فيلم
(المصير) الى بناء رؤية مشبعة بالإدراك
الدقيق للأزمة التي يتعرض لها المثقف العربي بكل أشكالها .
الفيلم يتناول سيرة
حياة المفكر والفقيه وقاضي القضاة أبي الوليد ابن رشد (520-595 هـ) وشاهين
في هذا
الفيلم لا يقدم لنا أبن رشد بوصفه مجرد فيلسوف أو مفكر يقبع في صومعته بل
ابن رشد
الإنسان المنخرط بحياة الناس العاديين ومشاكلهم المصيرية واليومية ويدافع
عن قضايا
الشباب الذين غدرت بهم الجماعة الإسلامية وجعلتهم يقومون بأفعال عنف
واغتيال ويعترض
على قرار الخليفة بإعدامهم لأنهم مجرد أدوات للجريمة ومن هنا يتقاطع ابن
رشد مع
الخليفة المنصور ويختلف معه . فابن رشد قد اختار بملء إرادته الوقوف الى
جانب الشعب
مهما كلفه هذا الموقف حتى ولو كان الخلاف مع الخليفة نفسه الذي يقول له ابن
رشد ان
هذه الجماعة الإرهابية قد تستقطب حتى أبنائه . وسرعان ما يتحقق توقع ابن
رشد عندما
تستقطب هذه الفئة الابن الأصغر للخليفة والذي ينجح ابن رشد مع مردان
بإعادته من
معسكر الجماعة
.
من الواضح أن السينما قد تناولت الكثير من المواضيع التاريخية
وثمة جدلية قائمة في كيفية تقديم المادة
التاريخية على الشاشة العريضة ... يرى هيغل (
ان التأريخ مادة يصنعها العقل ) من هذا التصور ينطلق هيغل في تفسير الأحداث
تفسيرا عقلانيا وبهذا الفهم أيضا نجد
أن هيغل يفسر التأريخ كتقديم جدلي لا
يتضمن التوثيق والضبط فحسب, بل يتضمن التقويم أيضا.
وهو أمر متضمن في التاريخ
ذاته عند اعادة بنائه بقدر ما يتضمن أهمية وجود من يقوم بعملية
التقويم وهذه وظيفة
ومسؤولية المبدع ذاته . في فيلم (المصير)
لم يقف يوسف شاهين عند الحدث التاريخي الى
اطار الفهم الموضوعي والذاتي لهذا الحدث فيما يتطلب ليس توثيقا خاليا من
الرؤى بل
اعادة تقويم لهذا الحدث فثمة فارق كبير بين الوقائع التاريخية وبين إعادة
بناء هذه
الوقائع – وفق هذا السباق يصبح الفرق واضح بين التاريخ بما يعنيه من
(تمثيل) وتفكير
الفنان المبدع لوقائع هذا التاريخ وبالتالي يصبح الموضوعي الذي نراه على
الشاشة هو
ما تقصده ذات المبدع وليس ما يقوله (ان الفيلم لا ينتمي الى ما يسمى
بالسينما
التاريخية لأنه يتجاوز قيود الالتزام الحرفي بالاحداث ويستلهم روح العصر,
لكي يصب
بشكل مباشر في الاحداث المعاصرة الكبرى).
ما أراد يوسف شاهين قوله في فيلم
المصير ان مأساة المثقف لا تتأثر فقط من المجتمع الذي لا يحتاج
إليه وإنما أيضا من
السلطة التي تحاربه كمثقف عقلاني .
كما أراد شاهين ان يؤكد ان الإرهاب والتطرف
لا يقتصر على دين دون غيره, فهو في
المسيحية كما في محاكم التفتيش وهذا ما أظهره
المشهد الافتتاحي للفيلم وفي الإسلام أيضا يشمل الإرهاب عند الجماعات
الإرهابية
الظلامية.
الصباح العراقية في
04/12/2010
انطلاق مهرجان دول الجوار السينمائي
بغداد – الصباح
انطلقت يوم
امس السبت فعاليات مهرجان الجوار السينمائي الدولي الاول الذي تقيمه دائرة
السينما
والمسرح بالتعاون مع دائرة العلاقات الثقافية ومنظمة سينمائيون بلا حدود،
بمشاركة
ثلاث دول هي ايران وتركيا وسوريا بالاضافة الى افلام من اقليم
كردستان وجميعها حازت
على مراكز وجوائز متقدمة في العديد من المهرجانات السينمائية العربية
والدولية ..
ومن المؤمل ان يسهم هذا المهرجان في الحراك السينمائي المطلوب
لاعادة الحياة للسينما العراقية ودوران عجلتها باعتبارها رسالة ابداعية
تهدف الى
اشاعة قيم الحب والتسامح والجمال في وقت نحن في امس الحاجة الى مثل هذه
الافلام
وتكريسها في حياة العراقيين.
د.شفيق المهدي رئيس المهرجان ومدير عام دائرة
السينما والمسرح اكد لنا ان هذا المهرجان هو مساهمة في مد الجسور للتعاون
والتعايش
السلمي ,وزيادة التعارف الثقافي والإجتماعي بين العراق وجيرانه,لما للصورة
من
إمكانيات تعبيرية بصرية جمالية مؤثرة،لكون الصورة السينمائية
أضحت من مواثيق
الحوار،ومن مواثيق التخاطب الإنساني الفعال,وخصوصا لدول الجوار.مختتما
المهدي حديثه
ان يشكل هذا المهرجان دفعة جديدة للنهوض بالسينما العراقية وبما ينسجم واسس
ومبادئ
العراق الجديد.
اهداف المهرجان:
*
كانت لنا وقفة اخرى مع الفنان قاسم محمد سلمان مدير
السينما في دائرة السينما والمسرح الذي اوضح ان اهداف المهرجان تتلخص في
أنه حراك سينمائي احترافي حر، يسعى لتمتين الروابط السينمائية والفنية بين
سينمائيي دول الجوار العراقي والعالم ولايهدف المهرجان إلى
الربح التجاري، ويسعى
إلى الترويج الفيلمي بين دول الجوارالعراقي، ويعنى المهرجان بالفيلم الطويل
بجنسيه (الروائي،التحريك)و بمختلف أنواعه, والذي يهتم بالبيئة و يهتم
بالإنسان
وقضـايا الإنسان بشكل عام
.
وتطوير وترسيخ الثقافة السينمائية
في العراق ، ومنح الفرص المالية والمعنوية للمبدعين السينمائيين والاحتفاء
بالأعمال
الإبداعية المتميزة على مستوى العراق والجوار العراقي.
اما لجنة التحكيم ستضم
عددا من المتخصصين بالشأن السينمائي والثقافي من العراقيين أو من دول
الجوار
العراقي أو من بلدان العالم ، وتتألف من ستة أشخاص مهمتهم
تحديد الأفلام الفائزة
بالجوائز الثلاث الرسمية.
قيمة الجائزة الاولى ستكون عشرين مليون
دينارعراقي،أما الثانية فخمسة عشر مليون دينار عراقي،واما الثالثة فستكون
قيمتها
عشرة ملايين دينار عراقي.
ومن المؤمل ان يكون الافتتاح بالفيلم الروائي الطويل
(ابن
بابل) للمخرج محــــمد الدراجي.
الصباح العراقية في
04/12/2010
ظاهرة اختلفت بشأنها الاراء
الفنانون العراقيون من التمثيل
الى تقديم البرامج
بغداد- حيدر العبودي
اصبح تأثير الفضائيات المحلية واضحا
على الفنانين العراقيين اكثر بكثير مماهو عليه الحال بالنسبة للمشاهد
العراقي بل
اصبح قادرا على تحريك بعض الفنانين باي اتجاه يريد من خلال دفعهم لاختراق
ميدان
الاعلام عبر تقديم البرامج
.
ولان هذا الحقل بطبيعته يعد سلاحا ذا حدين فقد اطاح بالبعض من
الفنانين ووفر ربما فرصة طيبة للبعض الاخر حسب رأي الكثير من
المتابعين .رغم ذلك
وجد فنانون عراقيون فرصة الخروج الى الجمهور من خلال برامج تلفزيونية في
هذه
الفضائية او تلك تعزيزا لاستمرار عمل الفنان وهذا ماكان بحد ذاته عرضة
للنقد من قبل
فنانين اخرين وحتى اعلاميين
.
الفنان علي داخل الذي يقدم برنامج ( سوالف ابو
هلال ) من على شاشة قناة الوطن تحدث لملحق فنون عن تجربته في تقديم البرامج
قائلا :
عادة مايستغل الفنان من قبل الفضائيات
نتيجة لامتلاكه الشهرة وبامكانه تحقيق نسبة
عالية من المشاهدة لتلك الفضائية التي يعمل فيها كمقدم للبرامج
سواء كانت الفنية او
الترفيهية .اعتقد ان عملية تقديم البرامج يجب ان تتكامل والاساس فيها هنا
ان يكون
المقدم او الممثل المقدم على مستوى من المعرفة والثقافة العامة واللباقة
والوعي
وحتى الكاريزما الواضحة كي يتسنى للفضائية تحقيق النجاح في هذا
التوجه الذي قد يحمل
مخاطر الاخفاق ان اخلت في امتلاك احد من تلك المقومات
..
اما الفنانة
سولاف التي تقدم بعض البرامج الترفيهية وبرامج للاطفال في قناة الحرية
الفضائية فقد
تحدثت لملحق فنون قائلة : من المؤكد ان تقديم البرامج عملية اصعب من
التمثيل
استنادا لطبيعة الحالتين كون البرامج اغلبها تبث على الهواء
مباشرة اما المشاهد
التمثيلية فهي تسجل وربما تعاد اذا تطلب الامر لذا اعتقد ان هذه الصعوبة
تحمل
الفنان مسؤولية انجاح البرامج التي يقدمها خوفا من الاخفاق
.
اتصور ان تقديمي
لعدد من البرامج في فضائية الحرية قد افادتني كثيرا في ان اكون اعلامية
وممثلة في
الوقت ذاته .
وتستدرك الفنانة سولاف قائلة لكن هذا لايعني ان باستطاعة اي فنان
تقديم البرامج .صحيح انني تعرضت للانتقاد ولكن النقد خدمني
كثيرا في تصحيح الاخطاء
.وانا
بدوري انصح الفنان ان كان راغبا بتقديم البرامج فعليه الانصراف لتقديم
البرامج الفنية والترفيهية وان يبتعد عن السياسية لانها تحتاج الى متخصص في
هذا
الميدان المعقد .ترد على الانتقادات بحزم :على من ينتقد تحرك
الفنان العراقي صوب
تقديم البرامج اقول ان الممثل بامكانه ان يصبح اعلاميا لكن الاعلامي من
الصعب عليه
ان يكون ممثلا ..
الفنان محسن العزاوي علق على هذه الظاهرة قائلا : لاعيب
في ظاهرة تقديم البرامج من قبل الفنانين باعتبارها امتلاكا لقدرة التواصل
الثقافي .
لكن اي برنامج يختار الممثل هذا هو المهم
اذا كان امتدادا لحياة الانسان الفنية
والثقافية والاجتماعية فلاباس اما محاور اخرى فاعتقد ستكون
صعبة عليه .فلا يصح لي
كفنان ان امارس العمل الموسيقي مالم اكن ملما باولويات الموسيقى
.
الجانب الاخر
المهم هو ان يمتلك الفنان المقدم ثقافة عامة تؤهله لقيادة الحوار مع ضيوفه
في
البرنامج
.
اضيف لذلك ان الوضع المادي للفنان قد يجبره على اختيار تقديم
البرامج في الفضائيات بغية تقديمها والسبب ضمور الحركة الفنية
لذلك هو يلجا الى عدة
منافذ والبرامج التلفزيونية واحدة منها
..
هذا الطرح وافقه والى حد
كبير الفنان علي جابر حيث قال : الفنان يرغب دائما في ان يعمل باستمرار لان
العمل
الفني ضعيف وبالتالي فهو جزء من شريحة تشبه الشرائح الاخرى في
احتياجاتها المادية
والاجتماعية لكن هذا لايعني قبول اية فكرة قد تاتي ربما منافية لمبدئه او
لبلده .
اعتقد ان الممثل اعلامي شئنا ام ابينا فهو ناقل للفكرة والمضمون لكن
الاكثار من
تقديم البرامج قد يلقي بالفنان في مأزق التكرار ما يلحق به
ضررا في النهاية ..
الاعلامي والشاعر باقر جعفر العلاق وجد في احتضان الفضائيات لعدد من
الفنانين كمقدمي برامج فرصة مثالية تقدم لهم لان المبدع حسب
رأيه ينبغي ان لايحصر
في مجال واحد بل من حقه ان يثبت ابداعه في كل المجالات خصوصا وان مجال
الاعلام
مقارب جدا لمجال التمثيل .
فانا والحديث للعلاق اكتب التحقيق مثلا بطريقة شعرية
وكذلك التمثيل الذي جربته من خلال ادائي لبعض الادوار لذا فلا ضير في ان
يكون
الممثل اعلاميا ..
تقديم البرامج من قبل الفنانين مجازفة تحتمل الوقوع في
الخطأ بنسبة عالية . هذا ماوجده الفنان ستار السعداوي في توجه بعض الفنانين
صوب
الفضائيات مضيفا ان الاختيار الخاطئ للبرامج يلحق ضررا كبيرا بالفنان
بالاضافة الى
عناصر التخبط والتعددية والابتعاد عن التخصص فهذه كلها قد تجتمع في برنامج
واحد اذا
لم يحسن الاختيار او اذا كان الممثل بعيدا عن معرفة الكثير من
القضايا الخاصة
بمواضيع الحلقات للبرامج التي يقدمها وهو ماقد نجده عند بعض الفنانين الذين
يلقون
بانفسهم في مواقف حرجة فقد نجد حوارهم مستمرا لفترة قصيرة بعدها يبدا
التلكؤ وعدم
المطاولة الناجم عن عدم الالمام بمحاور المواضيع البعيدة عن
الفن كونهم متخصصين في
التمثيل والفن اما الاعلام فله متخصصون باموره وشؤونه
.
الاعلامية رقاء
الصالحي كانت واحدة من ابرز المعارضين لظاهرة تقديم البرامج التلفزيونية من
قبل
الفنانين حيث تحدثت لملحق فنون قائلة : نحن في العراق ينقصنا
التخصص لذلك انا اقف
ضد هذه الظاهرة وبشدة رغم اجادة البعض
.
صحيح ان الفنان قد يحقق للفضائية التي
يعمل لصالحها نسبة عالية من المشاهدة لكنه يبقى فنانا متخصصا في الحقل الذي
اعتاد
العمل فيه فهو يؤدي شخصية معينة في عمل فني لا اكثر وبالتالي فان كثرة
الظهور قد
تولد مللا للمشاهد.
وتصنيف الاعلامية رقاء من جانب اخر يسهم الفنان وفقا لهذا
التوجه فقد يؤثر ذلك في مسيرته الفنية لانه يصبح بلا هوية فنية . خصوصا وان
الفضائيات تبحث عن مصلحتها في تحقيق المشاهدة ولايهمها الفنان .اعتقد ان
مسؤولية
هذه الظاهرة تتحملها الفضائيات لانها ينبغي ان تصرف اهتمامها الى تنمية
المواهب
والى احتضان الاعلاميين المتخصصين حفاظا منها على هويتها
الاعلامية .
وعن فرص
التمثيل للاعلاميين تحدثت الصالحي : عرضت علي وغير مرة فرص التمثيل ومن قبل
مخرجين
كبار مثل فاروق القيسي وفتحي زين العابدين لكنني ابتعدت عنها وفضلت البقاء
في
اختصاصي كاعلامية
الصباح العراقية في
04/12/2010
فيلم (رجل يصرخ)
المخرج الافريقي محمد هارون عاش
الحرب ليرويها
متابعة - جودت جالي
(آدم)،
رجل في العقد السادس من عمره،
أستاذ السباحة في حوض فندق فخم، يتوجب عليه عندما يشتري الفندق مستثمرون
صينيون أن
يخلي مكانه لإبنه، يبدو له الأمر وكأنه يعيش حالة سقوط إجتماعي. هذه قصة
مصير إنسان
في فندق، وهي أيضا مأساة الناس في بلدهم (تشاد).
أعلن الأب والأبن الحرب أحدهما على الآخر، الإبن يحتل مكان أبيه،
وتندلع الحرب الأهلية ، ولكن في الوقت نفسه، توجد بين الأب
والإبن هذه المنافسة
التي تنتهي الى التضحية بالإبن. قصة أطلقت عقال الصرخات. هي صرخة في الصمت،
وكذلك
هي صرخة الذي فقد إيمانه. لقد سبق للمخرج أن عاشها والآن يرويها لنا «
أُلهمْتُ هذه
القصة عندما كنت أصور فيلمي السابق (دارات). آنذاك دخل المتمردون (نجامينا)
ما
أجبرنا على وقف العمل. كنا سجناء حرب لاتُرى، نسمع أصوات
الرصاص، وأشياء أخرى».
الحرب تدور رحاها في تشاد منذ 40 عاما، بمشاهدها من ذبح للأبرياء ونفي
إجباري
لمن واتاه الحظ فأفلت من القتل. يقول محمد « كنت أنا أحد ضحاياها إذ أني
جُرحت. هذه
الحرب طردتني من بلدي وصنعت مني ما أنا عليه ... منفي. أعيش في
فرنسا منذ 27 عاما.
عندما جرحت لم أقدر حتى على المشي، ونقلني أبي كما ينقل كيس بطاطا بنقالة
ذات عجلات
ليعبر بي النهر الى الكاميرون. هذه الحرب في داخلي ولا أستطيع أن أخفيها».
إذن
بدلا من أن يكون محمد شاهدا على الحرب بصنعه فيلما تستخدم فيه أنواع
الأسلحة
المدمرة فضل أن يظهر مجانية هذه الحرب بطريقته، فمن جانب نرى
الذين يقومون بها، ومن
جانب آخر الناس البسطاء الذين حوصروا داخل صراع مسلح لا يرحم.
يقول المخرج «إن
أفريقيا تفقد الآن أحدى قيمها المهمة. لقد أخفقت في تحولها الحضاري. منذ
أعوام
الستينيات لم يكن وضع حكومات الإستقلال يبشر بخير، ولم تجر
الأمور كما أمل الناس،
صراعات، ومستويات اقتصادية متدنية، وقمع. إن المسؤولية فيما وصلنا إليه تقع
على
عاتق من سبق في قيادة البلاد. أشخاص معينون من الأجيال السابقة حددوا
مستقبل
الأجيال التالية». أخيرا يسلم آدم إبنه الى الجيش وكان قبلها
يسأل الله أن يلهمه
وسيلة تجنبه هذه النهاية، ولكنه لم يجدها فسلم إبنه ليقضي أيامه يعيش في
صراخ غير
مسموع. لمعلومات القارئ نقول أن محمد صالح هارون هو السينمائي الأفريقي
الوحيد من
جنوب الصحراء الكبرى الذي يتصدر المشهد السينمائي منذ 1997
وأول تشادي حصل على سعفة
مهرجان كان الذهبية.
*عن
(كورْيَر أنترناسيونال)
الصباح العراقية في
04/12/2010
الإعلان عن الإنتهاء من مشروع السينماتيك المصرى خلال عامين
كتب
أحمد الهوارى
فى ندوة «الحفاظ على تراث السينما المصرية» التى أقيمت صباح الخميس على
هامش الدورة الرابعة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى وحضرتها
بياتريس دى باستر، مديرة أرشيف الفيلم الفرنسى فى المركز القومى للسينما،
ود. محمد القليوبى الأستاذ بأكاديمية الفنون بالقاهرة، وريجيس روبرت، منسق
وموثق السينماتيك الفرنسى، والمخرج يسرى نصرالله والمنتجان جابى وماريان
خورى، أعلن خالد عبد الجليل رئيس المركز القومى للسينما، عن أن مشروع
السينماتيك المصرى فى قصر الأمير طوسون، سينتهى العمل فيه خلال عامين على
أقصى تقدير.
وأكد عبد الجليل الأضرار الكبيرة التى لحقت بأرشيف السينما المصرية طوال
السنوات الماضية، مؤكدا قدرة المشروع الجديد على إعادة هيكلة الأرشيف
وترميم الأفلام المصرية وبناء السينماتيك فى قصر الأمير طوسون بالشراكة مع
الجانب الفرنسى، بينما فرق محمد القليوبى بين أرشيف السينما والسينماتيك
قائلا: إن الأرشيف هو مكان لحفظ الأصول مثله مثل دار الوثائق، بينما
السينماتيك هو مكان لعرض الأعمال السينمائية مثل دار الكتب، والقانون
المصرى يلزم منتجى السينما بإيداع نسخ من أفلامهم فى الأرشيف لكن بعضهم
تحايل بوضع نسخ أبيض وأسود من الأفلام، والبعض الآخر يودع الأرشيف النسخة
الأولية من الفيلم قبل التصحيح النهائى وهو ما وصل بالأرشيف إلى الحالة
المزرية الحالية.
وعن اختيار قصر الأمير طوسون ليكون مقراً للسينماتيك، قالت بياتريس دى
باستر: القصر تتوافر فيه ميزتان ،الأولى أنه تاريخى يعود بناؤه إلى منتصف
القرن التاسع عشر وهو ما يتناسب مع فكرة إنشاء مكان لحفظ أرشيف السينما
وعرضه ويشكل عامل جذب للجمهور، والثانية وجوده فى منطقة شعبية مما يؤكد
مهمته فى توصيل وتوفير التراث لكل طبقات الشعب.
المشروع يشمل أيضا حفظ الكثير من الأشياء التى لها علاقة بالإنتاج
السينمائى مثل الأفيشات ومعدات التصوير والملابس، والتى يقول عنها ريجيس
روبرت إنها تمثل «التراث غير الفيلمى» فى صناعة السينما وهى تشمل الأوراق
التى كتبها كاتب السيناريو ومخطوطات المخرج.
فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم» أعرب يسرى نصرالله، عن تحفظه عند سماع
كلمة «تراث» فى مصر لأنها تستخدم لوصف أشياء «محنطة» لا تمس، وقال: السينما
لا تمثل تراثا بقدر ما تمثل «ذاكرة» تعبر عن شىء حى، فنحن نمتلك ذاكرة
عمرها مائة عام أنتجت ٤ آلاف فيلم ذاكرة بصرية موجودة تذكرك كيف يعيش الناس
وماذا يرتدون وكيف يتكلمون وما هى الموسيقى التى يستمعون إليها فى كل فترة
من تلك الفترات.
وأكد يسرى أن بيع نيجاتيف الأفلام ليس المشكلة، والأهم كيفية عودة هذه
الأصول لتكون متاحة للجميع، وقال: إذا كان صانع الفيلم يريد أن يربح من
ورائه فليفعل، ولكن يجب أن يكون هناك مكان مثل دار الكتب أستطيع أن أذهب
إليه كى أشاهد الفيلم مثلما تمت صناعته، لأن هذه الأفلام هى ذاكرتنا
البصرية التى يجب أن نحافظ عليها.
المصري اليوم في
04/12/2010 |