ميلودراما عمال المناجم في تشيلي شغلت العالم حين حصلت، وحين باشرت الحكومة
معالجتها وحين عثرت على منفذ قادر على الوصول الى العمال المحاصرين على عمق
700 متر تحت الارض لتوصيل مساعدات غذائية بسيطة ثم ابتكار الحل المعجزة
القاضي بإنزال سفينة نجاة الى هذا العمق وسحب العمال واحداً واحداً وبصحة
جيدة الى سطح الارض وإلى العالم كله وأمام الانظار كلها، وكانت لحظات حساسة
مؤثرة لا نفكر اننا معها او معنا ونحن نتابع البث المباشر لعملية اخلائهم
وكيف كانت معنوياتهم مرتفعة جداً، وأية مشاعر غامرة رافقت استقبال ذويهم
لهم، مع اشارة الى عدة مفارقات حصلت من نوع ان بعض العمال كشفت الايام التي
امضوها في الاسر انهم خانوا زوجاتهم مما اوجد بعض المشاعر المتناقضة في هذا
الإطار·
السبب في تطرقنا لهذا الموضوع، هو ما اعلنه براد بيت من رغبة لديه في نقل
هذه القصة في فيلم سينمائي لن يمانع في ان يكون منتجه وبطله في آن واحد·
جيد ان يقول هذا الكلام نجم بحجم <بيت> يريد قطف هذه القصة اللافتة وبدء
تقديمها في فيلم نظراً لما احدثته من ردات فعل ميلودرامية عالمية وهنا بيت
يقصد حيث يحق للقائلين وما الذي سيقدّمه <بيت> من جديد جاذب في هذا الاطار
يساوي خصوصية وقوة الحدث نفسه، الذي صوّرته كاميرات التلفزة بكثير من
الشفافية والواقعية التي تعتقد ان مهمة <بيت> ستكون صعبة جداً في هذا
الاطار ولن يجذب سوى اسمه، ومعرفة كيف تناول موضوع العمال، من اي زاوية واي
كاتب سيناريو تمت الاستعانة به، وخصوصاً ان احداثاً عديدة عالمية تناولتها
السينما الهوليوودية وكتبها اميركيون فإذا بمناخها بعيد جداً عن واقع
القضية والسيرة التي يتم تناولها، فتفقد المادة مصداقيتها·
لكن مع <بيت> نادراً ما كانت المشاريع فاشلة او نصف ناجحة لذا علينا ان
ننتظر فقط، في وقت تقوم صديقته انجلينا جولي بإنهاء تصوير شريطها الجديد
وأول اخراج لها عن نساء البوسنة اللواتي تعرّضن للاغتصاب خلال حرب الابادة
التي خاضها الصرب ضد مسلمي البوسنة والهرسك، مع مفارقة في القصة التي
ستقدّمها انجلينا وهي علاقة حب تقع في صربي مغتصب وبوسنية مغتصبة وهو ما لم
تقبله نساء البوسنة اطلاقاً·
منذ فترة والصديقان - بيت وجولي- لا يهتم الاعلام بأعمالهما الجديدة بل بما
يفعلون في حياتهما العامة من اسفار واسهامات نقدية في مسائل انسانية، او ما
يعلنونه من مواقف عن حياتهما الخاصة، عن اولادهما وزياراتهما الى مواقع
ساخنة في العالم، وهي المرة الاولى التي يجري الحديث عن مشاريع فنية لهما،
بما يعيدهما الى دائرة الضوء الفنية وليس الشخصية·
<بيت> بالمناسبة كان اعلن أكثر من مرة انه غير مهتم بمتابعة حضوره
السينمائي ويميل أكثر الى الاعتزال، ثم صرّح ان عودته من وقت لآخر الى
السينما سببها وجود موضوعات لها وزنها وقيمتها الادبية المتميزة، او
خصوصيتها التي تجعلها قادرة على شغل الرأي العام الذي يحبه ويريده ويهتم به
هذا النجم·
يصل الفنان الى مستوى النجومية ثم يرتاح مادياً، واذا به لا يهتم بأعمال
كثيرة، المال الذي بحوزته يكفيه لآجال بعيدة، لذا يبدأ في التراخي وعدم
الاهتمام كثيراً بالفن، بل بالمسائل المختلفة من انسانية وسواها·
وكان بيت حين ظهر لُقب بأنه روبرت ردفورد القرن الجديد، وهو في واقع الأمر
كذلك، لكن خيارات هذا الفنان لاحقاً، راحت تتفاوت وتتقلّص الى ان اصبحت
ضيّقة جداً، ومع ذلك فهو سعيد، قلّما يصرّح بما يريده، ونادراً ما اشتكى من
شيء، وفي كل الحالات بدت صورته متناقضة غالباً، لكنها ولا مرة كانت مريبة
او تهدد نجوميته، انه ثابت، ماهر وممثل جيد·
إضاءة
الفيلم اللبناني حاضر أكثر من السينما اللبنانية والرهان
على المحاولات الفردية
الأكاديميون فعل نوعي متميّز والحاجة ماسّة إلى
فيلم جماهيري يقبل عليه الناس
محمد حجازي
الى أين تخطو بنا السينما اللبنانية؟· بل الى أين وصلت هي لكي نكون وإياها
على خط واحد، نواكب، نرصد ونتابع لكي نخلص الى نتائج ناجعة ومفيدة·
نقول هذا ونحن ما نزال نحتفل بالانتصارات المهرجانية التي ما زال فيلم:
<شتى يا دني> للدكتور بهيج حجيج يحققها ما بين أبو ظبي وبروكسل، وعندما
نذكر هذا الفيلم لا ننسى ردة الفعل الايجابية على فيلم <12 لبناني غاضب> لـ
زينة دكاش الذي رصد عملية إعدادها وتنفيذها لفكرة تقديم مسرحية يبدعها
مجموعة من السجناء في سجن رومية وها هي بعد جائزة مهرجان دبي السينمائي لم
تستكن وصوّرت شريطاً لبنانياً سويسرياً بعنوان <يا نوسك> كبطولة نسائية
مميزة·
لكن ما حصل منذ فترة وجيزة يعيد إلى الاذهان ما نواكبه عادة من تداعيات
المشاريع السينمائية التجريبية كما حصل مع شريط: <مثل الحلم> الذي رصدناه
بكلام سلبي منذ ثلاثة اسابيع، واعتبرناه غير جدير بالفرص·
مبعثرة الطاقات مبعثرة محلياً، فكثيرون من التقنيين عالقون في وظائف تضمن
لهم مردوداً جيداً وثابتاً، لذا فإن امكانات تحركهم لتقديم مواد ابداعية
تبدو ضئيلة وسط تصوير لعديد من المشاريع مع مخرجين سوريين، وإيرانيين
وفرنسيين، كما حصل مع نجدت انزور وباسل الخطيب وشريط: <سما الجنوب> الذي
ينجز حالياً·
نعم بات ممثلون يظهرون في اشرطة عربية وعالمية افضل من التي نراها نحن من
وقت لآخر لهم في لبنان، فهل ابدع من اداء ممثلينا في الاشرطة التي عرفنا
مضمونها مثل: كارلوس، الذي اثبت حقيقة واحدة تقول ان العيب لم يكن في
ممثلينا سابقاً، ولا في الانتاج بل في الاخراج، لأن هؤلاء عندما عملوا
بإدارة فادي طمبا (ميلودراما حبيبي) الذي لم يعرض رسمياً قبل ذلك وهو ما
يزال ينتظر برمجته على شاشاتنا مع جوليا قصار، بيار شمسيان، غبريال يمين
وغيرهم، وحين رأينا فادي ابي سمرا، أحمد قعبور في كارلوس ادركنا العيب
الحقيقي فقد كان هذان الممثلان رائعين في وقت كان فيه فادي يقدّم دوراً
صغيراً في فيلم: <كل يوم عيد> لـ ديما الحر والذي اختلفت الآراء حوله
بالكامل فمن قائل انه تحفة فنية الى آخرين وصفوه بالتافه، هكذا ولا حل
وسطاً·
وحضر <عندما كنا شيوعيين> لـ ماهر ابي سمرا في مهرجان ابو ظبي وحاز جائزة
وجرى الاحتفاء به من قبل شيوعيين سابقين لهم مواقعهم حالياً في الحياة
السياسية او الثقافية·
هذا في وقت تحضر فيه افلام كمشاريع مثلما يفعل جورج شمشوم الموجود في لبنان
لفترة قصيرة قبل العودة الى اميركا ومتابعة عمله في لوس انجلوس قد يحبها
جداً ويريد تحقيق كل ما لم يستطعه في فترة حياته الاوروبية السابقة، مشروع
<شمشوم> قرر تصويره في أيلول/ سبتمبر المقبل مع جورج خباز، وهيفاء وهبي·
كما ان فيليب عرقتنجي صوّر عدداً من مشاهد فيلمه الجديد مع <خباز> ايضاً،
في احدى الكليات الخاصة البريطانية عن طالب عربي يلتحق بها ولا يكفها
حالياً ان تكون صارمة في القانون لديها الا ان الطالب والذي لغته
الانكليزية ليست مثالية تصادفه عقبات وإحراجات عالمية ومضحكة جداً·
أسئلة والذي يطرحه غياب بعض السينمائيين الكبار عن الساحة:
- برهان علوية صاحب: لبنان اللقاء، الشريط الجميل والرائع، تعامل مع قناة
الجزيرة في شريط وثائقي عن تلميذ صغير يتأخّر عن مدرسته لأنه صادف في
الطريق نملة لا تستطيع الصعود فوق حبة تراب فساعدها وهنا حصل التأخير فبرر
كل واحد من وجهة نظره الى الامور
· - رفيق حجار، صاحب فيلم <الانفجار> غاب منذ اقفل الاستوديو الخاص
بالدبلجة الخاص به، وغادر الى احدى دول الخليج وانباء عن ابتعاده الى
الاغتراب·
- جورج غياض عاد الى التلفزيون وهو في مجاله لا ينفذ الكثير من المشاريع
معيداً ذلك الى المستويات المتواضعة التي تعرض عليه·
- يوسف شرف الدين ترك السينما تماماً والتزم عدداً من الاعمال التلفزيونية
جراء تواجده في القاهرة وتقديمه كليباته من خلال صداقة جمعته بالفنان نور
الشريف، رغم ان له حضوراً سينمائياً متميزاً· وفي القاهرة هو قادر
بالتنويعة التي عوّدنا عليها في العثور له على مكان، لكنه لم يفعل·
جدد عندنا ذخيرة رائعة من مخرجي الكليبات الذين قدّموا باقة من الاغنيات
المصوّرة المميّزة، وبالتالي فكرامة هؤلاء محروسة تماماً، ولنا ان نعلن
قناعتنا بأن مستقبل السينما سيكون على ايديهم·
ولهذا كان طوني ابو الياس بدأ بـ: <الفجر> عن العشرة ايام الاخيرة قبل نيل
لبنان استقلاله مع ميرنا خياط (زوجته) ووليد العلايلي، فإن سعيد الماروق
حظي بفرصة جيدة أمّنها له السيد محمد ياسين عندما كان يتحضّر لإنتاجه
الجديد: 365 يوم سعادة، مع احمد عز ودنيا سمير غانم، وقد تعاقب على
الاعتذار عنه اكثر من مخرج، فأسند الاخراج لـ سعيد الماروق، بعدما تم
الاستحصال على اذن بالاخراج وهكذا عرف شريط <سينما ريفولي> تأجيلا وقدّم
الماروق اول افلامه الذي يعرض خلال اشهر قليلة·
هذا الكلام ينسحب على عدد من زملائه الآخرين ومنهم: وليد ناصيف المفترض انه
يشرف على انجاز احد الكتّاب السوريين للسيناريو الخاص جداً الذي سيصوّره،
وكذلك اعلن فادي حداد عن مشروع يعمل عليه وقد ينضج في الربع الثاني من
العام 2011·
ايضاً، <رندلى قديح> تحضّر لشريط روائي اول بالتعاون مع اسبانيا في مجال
الانتاج ومع وجود بطلة اسبانية في الدور الاول انطلاقاً من ان القصة تدور
حولها· دعم
الذين يقدّمون مشاريع جديدة يستندون غالباً الى دعم مؤسسات انتاجية عربية
وجهات اجنبية او مهرجانات كما فعلت دبي ثم ابو ظبي، وما تحضّر له الدوحة
عبر مهرجان الترايبي·
هذه الاجواء تعطي صورة عما هو مفيد من حركة السينمائيين اللبنانيين لتحقيق
رغباتهم في سينما مختلفة وخاصة، وغالباً ما يكون البحث عن نجم يقول نعم
للتسويق لكن هؤلاء على وجه العموم لم يألفوا ابداً التعكير على السينما
لأنهم بكل بساطة لا يحتاجونها ولا يريدون لها ان تؤثر سلباً على نجوميتهم
بدل ان تخدمهم في صورتهم·
وتظهر في السياق تجارب الخريجين الجدد من الجامعات اللبنانية ومضافاً إليها
تلك الافلام التي تنفذ داخل المعاهد الخاصة للتباري في مهرجانات مختلفة
وآخرها ما شهدته سيدة اللويزة (NDU) من مهرجان لأفلام الطلبة وقد واكبنا منها باقة من الاشرطة لكي يصح
في بعضها القول انها رائعة، واقرب الى الاحتراف منها الى الاكاديمية·
ان واقع سينمانا اللبنانية ما زال بتأرجح لكنه حاضر، وهناك محاولات بلغت
بالمهرجانات الكبيرة وحظيت بالاحترام والجوائز، وأخرى لم تكن محظوظة فراكمت
عددياً ولم تؤذ الصورة العامة وحسب·
موهبة
فرحاتي··· لأكثر من مرة سألنا عن المخرج المغربي المتميّز جداً جيلالي
فرحاتي الذي عرفناه جيداً من خلال عمله الجميل جداً، شاطئ للاطفال
الضائعين، من بطولة شقيقته الرائعة صباح فرحاتي والتي اجمع النقاد قبل عشر
سنوات على اعتبارها نسخة طبق الاصل من الراحلة سعاد حسني، عندما لعبت دوراً
صعباً في الشريط ما يزال الى اليوم علامة فارقة في حياة الاخوين فرحاتي،
واللذين حازا الكثير من الجوائز من مهرجانات عديدة·
السؤال يتكرر، مخرج بحجم جيلالي لماذا لا يكثّف الاعمال المتميّزة، لماذا
لا يجد من يموّل مشاريعه، ولماذا بالتالي لا يجد المنابر العديدة التي يطل
من خلالها على الجمهور تعوّل ما عنده سينمائياً، مؤخراً حاوره نقاد واساتذة
جامعات، وفنانون في حوار دعا إليه منتدى نقدي في المغرب، كنوع من تعزيز
اعتباره مخرجاً راقياً ومبدعاً·
اللواء اللبنانية في
30/11/2010
رحيل الممثل الكندي لزلي نلسن:
الدراما والكوميديا وجهان لممثل واحد
ريما المسمار
خطف الموت أول من أمس الممثل الكندي ليزلي نلسن عن أربعة وثمانين عاماً،
أمضى أكثر من نصفها في ميدان التمثيل، مانحاً السينما ما يربو على المئة
دور والتلفزيون مئات البرامج. يشكّل نلسن حالة فريدة بين الممثلين لجهة
التحوّل الكبير الذي شهدته مسيرته بين بداياته في خمسينات القرن الماضي
وثمانيناته التي ظهّرت وجهاً كوميدياً للممثّل اكتسح كل ما عداه. قلّة تعرف
أن تلك القامة الكوميدية التي أطلقت العنان لسلسلة أفلام من نوع الباروديا
أو المحاكاة الساخرة منذ الثمانينات في هيئة أفلام من نوع "طائرة"
Airplane! (1980)
وسلسلة "مسدس عارٍ"
Naked Gun (1988-1994)
والسلسلة التلفزيونية التي اقتبست الأخيرة عنها "فرقة الشرطة "
Police Squad (1982)،
انطلق صاحبها من خلال أدوار درامية في الخمسينات إبان ما يُعرف بـ"الحقبة
الذهبية للتلفزيون". خلال الخمسينات، ظهر في نحو خمسين عملاً تلفزيونياً
فضلاً عن منح صوته كراوٍ لعدد من الأفلام الوثائقية والإعلانات. على أن تلك
الأدوار لم تفلح في تحقيق مكانة له كممثل درامي جاد إلى أن قدّم دوره
السينمائي الأول العام 1956 في الفيلم الموسيقي "الملك المتشرّد"
The Vagabond King
لمايكل كورتيز. وعلى الرغم من أن الفيلم لم يلقَ نجاحاً جماهيرياً كبيراً
إلا أنه شكّل بالنسبة إلى نلسن جواز المرور إلى هوليوود ضامناً له دوراً في
الفيلم الخيال العلمي "الكوكب المحرّم"
Forbidden Planet (1956)
قبالة آن فرانسيس. بعده، وقّع الممثل الشاب عقداً طويل الأمد مع استديوات
مترو غولدون ماير (MGM)
أثمر "فدية !"
Ransom و"الجنس الآخر"
The Opposite Sex و"ليلة صيف ساخنة"
Hot Summer Night
فضلاً عن دور البطولة الأول له في الكوميديا الرومنسية "تامي والعازب"
Tammy and the Bachelor (1957) قبالة ديبي راينولدز. استقبلت هوليوود ليزلي
نلسن على اساس انتمائه إلى معايير النجومية بوسامته ووجدت فيه القدرة على
تجسيد الأدوار الدرامية والأخرى الرومنسية الكوميدية في زمن حفل بعدد كبير
من الممثلين المنضوين تحت راية "فتى الشاشة الأول". على أن رابطاً غريباً
كان يشدّه إلى التلفزيون فترك الاستديو عام 1959 ليلعب الدور الرئيسي في
السلسلة التلفزيونية القصيرة
The Swamp Fox (1959-1961)
من إنتاج ديزني مجسّداً شخصية الثائر وبطل الحرب الأميركي "فرانسيس ماريون".
خلال الستينات والسبعينات، ظهر في أفلام كثيرة من بينها في فيلم الكوارث
الطبيعية الكندي "مدينة تحترق"
City on Fire الذي شكّل آخر عهده بالأدوار الدرامية.
جاء التحوّل المصيري في العام 1980 من خلال دور ثانٍ في
Airplane! الذي شكل محاكاة ساخرة لأفلام تناولت السفر الجوي مثل "الساعة صفر"
Zero
Hour! و"مطار"
Airport
وسواهما. في الفيلم، حافظ نلسن على ملامحه الجادة وسط أجواء عبثية مطلقاً
جملاً حوارية مازالت تُعد من بين الأطرف وببرودة أصبحت لاحقاً ملمحاً
أساسياً لأدائه هذا النوع من الأدوار. حاز الفيلم شهرة كبرى ألحقها مخرجو
الفيلم (جيم أبراهامس ودايفيد وجيري زاكر) بكوميديا تلفزيونية مشابهة لعب
نلسن بطولتها وهي "فرقة الشرطة". مرة أخرى سيلعب التلفزيون دوراً رئيسياً
في تحديد مساره إذ ما لبثت السلسلة أن تحولت بعد ستة أعوام من تاريخ
إنتاجها الأساس السينمائي للسلسة السينمائية "مسدس عارٍ" التي اتخذت من
الأفلام البوليسية عموماً مادة للسخرية والباروديا. لاحقاً، قدّم أفلام
باروديا أكثر "تخصصاً" لجهة محاكاتها أفلاماً محددة مثل
Repossessed ( المحاكاة الساخرة لشريط ويليام فريدكن "طارد
الأرواح"
The
Exorcist) و2001:
A Space Travesty
( المحاكاة الساخرة لشريط ستانلي كيوبريك 2001:
A Space Odyssey)
وأخرى. ولكن لم يحصد أي من تلك الأفلام شهرة
Naked Gun
باستثناء دوريه المساندين في سلسلة "فيلم مخيف"
Scary Movie
بجزءيها الثالث والرابع.
لم يتوقف ليزلي نلسن عن التمثيل-مقدّماً أدواره في المسرح والسينما
والتلفزيون- حتى وفاته إذ لعب العام الفائت دور الطبيب في الفيلم الساخر
"فيلم اسباني"
Spanish
Movie فضلاً عن أدائه الصوتي في فيلم التحريك "فيلم رجل
الماء "The
Waterman Movie
المتوقع عرضه في العام 2011.
خلال حياته، حاز نلسن الكثير من الجوائز والتكريمات والتقديرات في الولايات
المتحدة الأميركية مركز عمله لعقود طويلة وفي كندا بلده الأم. ولكن الصورة
الأبلغ عنه التي ستبقى محفورة في ذاكرة كثيرين هي تلك الملامح الجادة التي
خبّأت حسّاً فكاهياً تلقائياً وقدرة على إشاعة الضحك من دون تكلّف بما هي
أيضاً صورة تختزل مسيرته التمثيلية المنقسمة بين وجهين، أحدهما درامي
والآخر كوميدي.
المستقبل اللبنانية في
30/11/2010
راسل كرو... لا يحبّ الشهرة!
لوس أنجلس - ستيفن زيتشيك
لعلّ معظم الأشخاص يعلم أن النجم السينمائي راسل كرو يحاول قدر المستطاع
عدم
الإفصاح عن أيّة أمور شخصيّة. كذلك، يتمتّع بإغاظة كلّ من
يحاول حثّه على ذلك بطرح
أسئلة عدّة وهذا ما جرى معي في هذه المقابلة. يجلس كرو مع المخرج بول هاجيز
في ردهة
البولو في بيفيرلي هيلز ويتحدّث عن الفيلم الذي يُعرض في الصالات بعنوان
«الثلاثة
أيام المقبلة»
The Next Three Days.
وبعد مرور بعض الوقت، تطرّقنا الى أحد المواضيع
المفضّلة لديه.
يشتكي كرو عالَم الشهرة قائلاً: «كان بعض الغموض يحيط بالمشاهير سابقاً،
لكنه
تلاشى الآن، إذ أينما نظرت في المجلات تعلو الصفحات معلومات عن
هؤلاء لا تكون
صحيحة، وأنا أعلم ذلك وأنت أيضاً لكن لا يأبه القارئ بالحقيقة لأنه يرغب
فحسب في
قراءة أيّ معلومات عنهم».
بعد ثلاث سنوات على أدائه دور البطولة في فيلم «روبن هود» ذي الميزانية
الكبيرة،
قرّر كرو المشاركة في
The Next Three Days،
لأنه أراد أن يكون جزءاً مما يدعوه
«فيلم
تجري أحداثه بطريقة أسرع» ولأنّ خطط الفرار من السجن التي يطرحها هاجيز
استحوذت على اهتمامه. يلفت كرو: «استمتعت جداً بقراءة نص هذا الفيلم ولم
أشعر بذلك
منذ اطّلعت على نص فيلم
Beautiful Mind» .
فيهزّ هاجيز رأسه ويقول له: «لقد بدا
عليك ذلك عندما قرأت النص».
يقول كرو وهو يرتدي كنزة فضفاضة كتب عليها North Bergen (شارع
في نيو جيرسي) إنه
يتعامل مع الدعاية وكأنها جزء آخر من الشهرة. تعلّم منذ وقت طويل أن سر
النجاح في
البرامج الحوارية «يكمن في أداء دور شخصية تستمتع في المشاركة في هذه
البرامج».
لكنه، لم يبدُ أنه متمرّس بهذا الدور ذلك المساء. من وقت الى آخر يتوجّه
كرو
بإجاباته نحوي، غير أنه يصبّ جلّ تركيزه على هاجيز الذي ترتبطه به علاقة
جيّدة
فيضحكان معاً على قصص الحروب والمطاردات في الأفلام
السينمائية. أماّ هاجيز فيرتدي
قميصاً أزرق وهو مفعمٌ بالنشاط والحماسة حول فيلمه الجديد. ويشعر من وقت
الى آخر
بالحاجة الى الاعتذار أو تقديم شروحات نيابة عن كرو.
ينوّه هاجيز قائلاً: «قد لا يعلم الناس أن كرو كان أحد أوائل الأشخاص الذين
دعموا مشروع إنشاء المدارس في هايتي بعد الزلزال المدّمر:
«لقدّ قدم مبلغاً كبيراً
من المال ولم يتباهَ بذلك أمام الوسائل الإعلامية». فيردّ كرو مبتسماً:
«لكنّك تقوم
بذلك الآن!».
يتردّد مشاهير كثر بالتطرّق الى حياتهم الشخصيّة مثل كرو الذي لا يرغب في
الكلام
عن أعماله أيضاً.
يضيف كرو: «إذا كنت أريد تعذيب شخص ما، أضعه في غرفة لا يمكنه الخروج منها
ويدخل
إليها كلّ ثلاث دقائق شخص جديد ليطرح عليه السؤال نفسه على مدى
أيام عدة».
قدّم هاجيز من خلال The Next Three Days
نسخته الخاصة عن الفيلم الفرنسي Pour Elle
الذي تدور أحداثه المشوّقة حول محاولة الفرار من السجن وتتابع عن كثب
الشخصية
التي يؤديها كرو في الفيلم، أي الأستاذ البسيط الذي سرعان ما يتقن فنّ
تزوير جوازات
السفر وخلع الأقفال. اتّخذ المخرج من بيتسبرغ موقعاً لتصوير الفيلم وأضاف
الى نسخة
الفيلم الفرنسيّة مجموعة من الشخصيات الجديدة وقدّم حلاً غامضاً للمشكلة،
ويقول
ضاحكاً: «لعلّها أول نسخة إنكليزية عن فيلم فرنسي تكون أكثر
التباساً من الأصليّة».
يتحدّث كرو عن الأسباب التي دفعته الى أداء هذا الدور: «قال لي هاجيز عندما
تقابلنا للمرّة الأولى إني سأجسّد في الفيلم شخصيّة الإنسان
المتفاني لحبّ زوجته،
المستعدّ للقيام بأيّ شيء في سبيل المرأة التي يحبّها فيتحوّل في النهاية
الى شخص
تعجز هي عن حبّه. عندما اختليت بنفسي، وجدت أنها فكرة جيّدة وقررت قبول
العرض». بعد
دور كرو في «روبن هود» حيث يقود الكثير من الرجال الى حرب من
خلال كلماته المقنعة
وطلاقة لسانه وسيفه المسلول، يمضي الممثل في هذا الفيلم الجديد معظم الوقت
بمفرده
وهو يخطط لمساعدة زوجته على الفرار من السجن. تتّسم تصرفاته بالتعقيد
والإجرام
والخطورة لكنّها في الوقت نفسه رومنسيّة بشكل غريب. يضيف كرو:
«طالما أثار اهتمامي
دور البطولة الذي ينبثق من الشخصيّة البسيطة. فأنا أبحث عن ذلك في حياتي
العادية،
لأنني أريد أن أؤمن بأمور أكبر».
يصف كرو الشهرة بأنها أمر اضطرّ هو وأسرته على تحمّله. في هذه المرحلة من
مسيرته
المهنيّة، لعلّه محقّ. بعد أن انهالت عليه التعليقات في وسائل
الإعلام حين تعطّل
الهاتف فصب غضبه على موظف فندق في نيويورك قاذفاً الهاتف بوجهه.
يصعب تحديد أين ينتهي غضب كرو وأين تظهر حاجة الصحافيين الى إثارة فضيحة
عنه.
ففي الموقع الإلكتروني MySpace، مجموعات تهدف الى تشويه صورة كرو. على رغم ذلك،
يتعامل الأخير مع الشهرة بطريقة جيّدة أو أقلّه على صعيد علاقته مع
المعجبين. فعلى
الطاولة المجاورة في المطعم، سمعت فتاة شقراء في الثلاثين من
العمر صوت كرو فالتفتت
إليه وقالت إنها التقت به سابقاً في موقع تصوير في توكسن منذ عقدين من
الزمن. فردّ
ضاحكاً: لعلّك كنت تبلغين الثالثة أو الرابعة من العمر». ثم راحت تتحدّث
كيف أمضت
هي وأصدقاؤها وقتاً ممتعاً معه في فندق هوليدي إن.
يضيف هاجيز أنه حين أراد اختيار نجم Gladiator
لفيلمه الجديد، راودته بعض
الشكوك. لكنّه أراد أن يمعن كرو التفكير في أداء دور فيه. يقول: «سيسألني
الناس لم
اخترت راسل كرو؟ من الواضح أنه سيساعد زوجته على الفرار من السجن، وسأجيب:
«ماذا عن Beautiful Mind
أو
The Insider، تذكروا أن بإمكانه تجسيد أدوار شخصيات فاشلة أو
تعاني اضطرابات نفسيّة». قد تكون هذه التجربة مفيدة، ففي حين يتحضّر كرو
للقيام
بجولة دعائية سيضطرّ الى إعطاء رأيه في أمور عدّة وفي قضايا خاصّة
بالحيوانات
الأليفة مع أنه لا يرغب في التحدّث عن ذلك. يقول كرو: «يعتبر
بعض الأشخاص أن الشهرة
تشكّل قوة يجب الاستفادة منها، لكنّك تتمتّع بالسلطة لأنك تملك النقود. أنا
مشهور
لأنني أمثّل في أفلام سينمائية ضخمة ولسوء الحظّ، الشهرة ترافق ذلك».
بعد بضع دقائق، شارفت المقابلة على النهاية. فهممت بالخروج وتفاجأت حين
قدّم كرو
اعتذاراته عماّ صدر عنه في المقابلة (ولم أدرك إذا كان يقصد
تعليقاته حول الفيلم
الجديد أو تذمّره من الشهرة)، لكنّه على الأرجح يعير أهميّة الى ما يُكتب
عنه في
الصحف.
عن لوس أنجلوس تايمز
الجريدة الكحويتية في
30/11/2010 |