منذ أن رزقت الممثلة الأمريكية جينيفر جارنر بابنتيها فيوليت التي ولدت في
ديسمبر/كانون الأول ،2005 وسيرافينا التي ولدت في يناير/كانون الأول
الماضي، وهي تكرس جل وقتها لهما، ومن حينها أصبحت بطلة المسلسل التلفزيوني
الدرامي “إيلياس” الذي نالت عنه جائزة “الجولدن جلوب” للعام ،2002 وتجسد
أكثر من أي وقت مضى الجمال العذب والعاقل للمرأة الأمريكية .
المعروف أن جارنر تزوجت من الممثل الأمريكي بن أفليك في 2005 بعد علاقة
بدأت قبلها بعام، وقامت على اثر ذلك بتغيير اسمها إلى جينيفر آفليك وهو اسم
عائلة زوجها رغبة منها في مشاركة ابنتها المولودة فيوليت بنفس اسم العائلة
.
وجاذبية جارنر ربما تمتد إلى ما وراء الجسد، إذ غدت امرأة تتمتع بلياقة
بدنية عالية وبفنون قتالية جريئة بعد أن شاركت في فيلم “إلكترا” .
كان مجرد ظهورها في الفيلم بدور إلكترا أمر يجعل من الفيلم شيئاً مسلياً
لأنها أدت دورها بذكاء وجاذبية قوية، وكذلك بعفوية .
ولمعرفة المزيد عن حياة هذه الممثلة التي توصف أحياناً بالمنعزلة حاورتها
مجلة “باري ماتش” الفرنسية:
·
وضعت مطلع العام الماضي ابنتك
الثانية، والكل متفق على أنك أم بالفطرة، كيف ترين ذلك؟
- أعتقد أننا جميعاً كإناث نتخذ من أمهاتنا نموذجاً نحاول أن نسير على دربه
ونتطبع به، فمن ناحيتي كانت أمي نموذجاً يحتذى بالفعل، بل لا أزال أعشق
الجلوس على ركبتيها لتأخذني في حضنها، مع العلم أنني أطول منها بمرتين، إذا
كنت أما بالفطرة أو (ولدت لأكون أماً) فهذا لأن أمي كانت بالنسبة لي خير
مثال على هذا الشعور الراقي .
·
ولكن ماذا عن والدك، هل تعتبرينه
نموذجاً يحتذى هو الآخر؟
- إنه أب رائع، فعندما كنت أصغر سناً، كان لا يغيب أبداً عن عروض الباليه
التي كنت أؤديها رغم أنها كانت طويلة ومملة .
·
ألا ترين أنه من الصعب على الطفل
أن يكون ابناً لوالدين مشهورين مثلك ومثل زوجك بن آفليك؟
- نحاول دائماً أنا وزوجي أن نكون صادقين ونتصرف بنزاهة مع طفلتينا كي
نمكنهما من التعبير عن نفسيهما بحرية ويكون لكل منهما شخصيتها المميزة .
·
هل الزواج برجل يمارس المهنة
نفسها يعتبر شيئاً إيجابياً ومفيداً لك؟
- ما يعمله الرجل في حياته ليس مهماً جداً حسب رأيي، بل الذي يعنيني هو أن
يكون له كيان يميزه عن الآخرين وأن يقبل ما يفعله الآخر .
·
والداك متزوجان منذ 44 سنة، فهل
كان زواجهما مثالاً يحتذى بالنسبة لك؟
- بالطبع وهذا ما جعلني أفكر بأنني إذا تزوجت فسيكون ذلك للأبد، لكنني لم
أفكر بأنهما بذلا مجهوداً كبيراً كي تستمر علاقتهما حتى هذا الوقت، وهذا ما
سأحاول فعله مع زوجي .
·
عام ،2002 أسست شركة (فانداليا
فيلمز) لممارسة مواهبك كمنتجة، فما هو نوع الأفلام الذي تحبين أن تنتجيه؟
- كل أنواع الأفلام، بل لدينا مشروع يهدف إلى إعادة تصوير أحد الأفلام
اليابانية الدرامية، بالاضافة إلى مشاريع أخرى ذات علاقة بأفلام كوميدية
ورومانسية تتعلق بالزواج ومشاكله .
·
هل تفكرين بإنتاج أفلام تحمل
رسالة معينة؟
- بالطبع أحب ذلك، لكن المهم أن يكون الفيلم جيداً لأنه ليس بإمكان العمل
المتواضع أن ينقل للناس رسالة معينة . ومسألة انتاج الأفلام تشغلني كثيراً
وتدفعني إلى تكوين قصص وشخصيات والتواصل مع كتّاب السيناريو .
والشيء الذي استغربه هو أنني لم أكن أتوقع أن يعجبني الانتاج بهذا الشكل،
لكن ما أفكر فيه كثيراً هو هل سيكون لإنتاجي السينمائي أي تأثير على
الآخرين؟ وهل من الممكن أن أعرض سمعتي يوماً ما للخطر أو الأقاويل .
وبصراحة، لم يحدث أنني ركزت تفكيري على موضوع واحد يختص بالأعمال الخيرية
مثلاً لأنني كنت على الدوام منشغلة جداً، لكن اليوم سأكرس وقتي لجمعية تهتم
بالطفل لا سيما في المجتمعات الريفية التي خرجت منها.
الخليج الإماراتية في
24/11/2010
3
أعمال في قائمة الترشيحات
طريق الأفلام العربية إلى "الأوسكار"
صعب
القاهرة - محمد المصري:
هناك قصة شهيرة عن ساعة
“صلاح الدين” التي كان الفنان أحمد مظهر بطل فيلم
“الناصر” ليوسف شاهين يرتديها وحرمت العمل من الوصول لمسرح
“كوداك”
للتنافس على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي ضد أربعة أفلام أخرى، وهناك
حكايات أخرى أقل شهرة عن اقتراب فيلم
“أم
العروسة”
لعاطف سالم، أو الفيلم التونسي
“بابا
عزيز”
لناصر خميري، أو اللبناني
“بيروت
الغربية”
لزياد دويري، وأخيراً
“سهر
الليالي”
للمصري هاني خليفة الذي وصل للتصفيات الثانية ضمن عشرين فيلماً، وتبقى
الحقيقة المثيرة للانتباه: عبر أكثر من نصف قرن لم تستطع دولة عربية
باستثناء الجزائر وفلسطين الوصول لترشيح الأوسكار عوضاً عن الفوز بها .
أكد عدد كبير من النقاد أن الأمر في الترشيح لا يتعلق فقط بجودة الفيلم أو
الإنتاج، ولكن كذلك بتوجهات العمل ومدى مواءمته للنظرة الليبرالية التي
تنتهجها الأكاديمية، وأخيراً وربما الأهم ثقل الدول المشاركة في الإنتاج
وقدرتها على الدعاية للفيلم إعلاميا قبل وصوله للمصوتين . لذلك فإن الجزائر
ذهبت هناك في أربعة ترشيحات بصحبة فرنسا، وفلسطين ذهبت في فيلم المخرج هاني
أبوأسعد
“الجنة
الآن”
2004 بصحبة ألمانيا وهولندا، بل و”إسرائيل”
التي شاركت في إنتاج الفيلم، والأفلام التي ذهبت دارت أغلبها حول نبذ العنف
والحرب والميْل إلى السلام .
ولعل تلك المقدمة كانت ضرورية قبل النظر إلى الأفلام الثلاثة العربية التي
احتوتها القائمة الأولى لأكاديمية العلوم والفنون الأمريكية (الأوسكار) ضمن
خمسة وستين فيلماً، سيصل خمسة منها فقط للحفل الذي سيقام في مارس/ آذار
المقبل، وهي ضرورية لمحاولة رؤية فرصة كل منها للترشيح .
رشحت الجزائر للجائزة أربع مرات: الأولى بالفيلم الشهير
“غ”
وكان من إخراج اليوناني كوستا جافراس، والثانية كانت عن فيلم
“فق مج” من إخراج الإيطالي إيتوري سكولا، والثالثة والرابعة كانتا عن طريق
مخرج جزائري الأصل هو
“رشيد
بوشارب”
عام 1995 عن فيلم
“غبار
الحياة”،
وعام 2006 عن فيلم
“بلديون”
الذي تناول فيه تضحيات الجنود العرب من الشمال الإفريقي الذين انضموا إلى
الجيش الفرنسي لتحرير فرنسا من الاحتلال النازي أثناء الحرب العالمية
الثانية . وينافس رشيد هذه المرة بالعمل الممثل الرسمي للجزائر في الأوسكار
“خارج القانون” وهو الفيلم الذي أثار جدلاً كبيراً في الأوساط الفرنسية عند عرضه في
مهرجان
“كان”
الماضي .
الفيلم الجديد لرشيد بوشارب يعد استكمالاً لثلاثية
“التاريخ
الجزائري غير المروي” كما يسميها، بدأها مع
“بلديون”
واستمرت في
“خارج
عن القانون”
كجزء ثان، ويتناول هذه المرة العنف الفرنسي أثناء فترة احتلال الجزائر، عن
طريق ثلاثة إخوة يرون أن المقاومة هي الطريقة الوحيدة للاستقلال، ويؤسسون
حركة كفاح مسلح ضد الفرنسيين، فيقرر المسؤولون الفرنسيون تأسيس فرقة سلاح
مضادة غير رسمية باسم
“اليد
الحمراء”
للتصدي لما أسموه
“الإرهاب
الجزائري”
بإرهاب مضاد بكل الوسائل، حتى لو أدى ذلك إلى قتل المدنيين . ونتج عن ذلك
مذبحة سطيف عام ،1945 قبل أن ينتهي الفيلم باحتفال الجزائريين بعيد
الاستقلال عام 1962 .
تعرض رشيد بوشارب بسبب هذا العمل للكثير من الهجوم، وتحديداً من اليمين
الفرنسي الذي هاجم الفيلم ومخرجه بضراوة حتى قبل عرضه، وزعم النائب
البرلماني عن حزب الاتحاد
“ليونيل
يوركا”
أن
“الفيلم
يزور التاريخ ويؤجج مشاعر الكراهية من دون داع”، بوشارب علق على كل هذا بهدوء قائلاً إن
“الفرنسيين لا يتقبلون فكرة أن يروي
الجزائريون قصتهم بأنفسهم”، مفسراً في تصريحاته السبب الذي دعاه إلى إخراج الفيلم قائلاً:
“قول
الحقيقة كاملة عن حقبة الاستعمار الفرنسي للجزائر مهم لمصالحة الشعبين مع
تاريخهما المشترك، لأن الأمور ستحل والعلاقات ستتقدم عندما يتم التطرق
للتاريخ الاستعماري، وبشكل كامل، حيث يمكن بعد ذلك للعلاقات بين الشعبين أن
تنتقل إلى مرحلة جديدة”
.
السؤال الآن: هل يستطيع فيلم بوشارب الوصول للترشيح من دون مباركة فرنسا؟
فيلم
“بلديون”
كان احتفاءً بالمبادئ الليبرالية ورفض الحروب، أشبه بقول الجميع
“الجزائر/ فرنسا/ أمريكا”
إنهم ضد النازيين وما مثلوه في التاريخ، ولكن الترشيح تلك المرة قد يعني
الإقرار بما يقوله رشيد في فيلمه وإدانة فرنسا عن جرائم شنيعة في حق الشعب
الجزائري، وهو موقف لن تتخذه الأكاديمية، رغم القيمة الفنية الرفيعة للفيلم
.
رسائل داود لن تصل
الفيلم الثاني الذي ضمته قائمة الخمسة وستين فيلماً هو
“رسائل
البحر”
للمصري المخضرم داود عبدالسيد، وهو الفيلم الوحيد في الأعمال العربية
الثلاثة الذي كان بعيداً عن السياسة، ويحكي قصة إنسانية عن الطبيب
“يحيى” الذي لديه مشكلات في النطق تجعله عاجزاً عن التواصل طوال حياته،
ويقرر عند هجرة أهله أن يسافر إلى الإسكندرية كي يبدأ حياته من جديد، وهناك
يتعرف إلى الحبيبة
“نورا”
والصديق
“قابيل”
الذي يكتشف من خلاله عالماً لم يره من قبل .
كما يحدث مع مصر في كل مرة، تكتفي لجنة المشاهدة التي تكونها وزارة الثقافة
بترشيح الفيلم، ولكن من دون متابعة أو دعاية حقيقية له داخل أمريكا، ففيلم
عبدالسيد
“أرض
الخوف”
كان المرشح المصري الرسمي عام ،2000 ولكن لم يحظ بمتابعه جيدة فخرج من
التصفية الأولى .
وبصرف النظر حتى عن ذلك، ففيلم عبدالسيد يبدو غير مؤهل بمعايير الأوسكار
لأن ينال ترشيحاً، فهو فيلم هادئ على النمط الأوروبي، منفصل، بقصد، عن زمنه
ومكانه، ويدور في إطار الحنين إلى الماضي، ولا يدعي أنه يتناول قضية كبيرة
تهم العالم، وكلها أمور لا تفضلها الأكاديمية في اختياراتها، ولو كان هذا
الفيلم عرض في مهرجان دولي كبير، وتحديداً
“كان” و”برلين”
و”فينيسيا”
قبل عرضه تجارياً، لربما زادت فرصته في أن ينال تكريماً أكبر، ولكن رسائل
داود عبدالسيد التي لم تصل إلى أوروبا عبر البحر المتوسط لن تستطيع أيضاً
الوصول إلى أمريكا .
الفيلم العربي الثالث هو الأقرب للوصول من وجهة عدد من النقاد
“ابن
بابل”،
الذي يمثل العراق بمخرجه الشاب محمد الدراجي . يدور حول صبي في عمر الثانية
عشرة وجدته الكردية يبحثان عن
“الأب/
الابن”
إبراهيم المفقود منذ حرب الخليج في سجون العراق . وتمتد بها الرحلة عبر
العراق إلى بغداد ثم الناصرية ثم صحراء ومقابر جماعية، في هجائية سياسية
مباشرة للنظام السابق .
الفيلم لا يتحدث عن أمريكا مباشرة، ولكنه يجمّل وجهها حين يسبب من دون أن
يقول ذلك حرب العراق في ،2003 فيجعل الخلاص من النظام السابق غاية يمكن من
خلالها تبرير كل شيء . ومن خلال حبكة وقصة بحث مؤثرة، واستعراض جميل بصرياً
للعراق وتأثرها بالحروب، فإن فيلم محمد الدراجي يبدو قريباً من الترشيح،
بخاصة أن الأمور التي تؤخذ عليه كالاستدرار العاطفي ومحاولة المبالغة في
مأساوية الحدث، أمور لن تستوقف الأكاديمية والجمهور الغربي بشكل عام، وهو
ما أكده تصفيق الجمهور الألماني عقب عرض الفيلم، بعد بكائه أثناء عرضه، في
مهرجان برلين الماضي .
كذلك فإن منح مجلة
“فاريتي” الأمريكية لمحمد الدراجي جائزة
“مخرج الشرق الأوسط”، يعبر بشكل واضح عن تحيز ورضا إعلامي أمريكي عن الفيلم، وبخاصة حينما
تصفه المجلة بأنه
“المخرج
الأكثر اجتهادا في المنطقة، ويقدم أفلاما تجعلنا ننظر إلى العالم من منظور
مختلف”،
كل هذا يجعل من
“ابن
بابل”
الفيلم العربي الأقرب للوصول لترشيح الأوسكار ممثلاً للعراق في حدث تاريخي
.
الخليج الإماراتية في
24/11/2010
عماد حمدى.. المشهد الأول والأخير
بقلم: كمال رمزي
النجم الكبير، عماد حمدى «24/11/1909 ــ 28/1/1984، قدم أكثر من مائتى
فيلم، وعمل مع أجيال متوالية من المخرجين، وأضحت عشرات من أفلامه فى مقدمة
كلاسيكيات السينما المصرية وعيونها، لكن ثمة مفارقة جديرة بالتأمل، تتعلق
بالعلاقة القوية، عميقة المعنى، بين أول سطوع له، على الشاشة، فى «السوق
السوداء ــ لكامل التلمسانى 1945، «وآخر ظهور له، فى «سواق الأتوبيس ــ
لعاطف الطيب 1983».. والطيب، ينتمى لذات المدرسة التى أرسى دعائمها
التلمسانى، مع كمال سليم وصلاح أبوسيف وعاطف سالم وآخرين، وهى المدرسة
الواقعية التى ترى الواقع ولا تكتفى بتصويره، والتى تبين القوانين المسببة
للظاهرة التى يتعرض لها الفيلم.
كامل التلمسانى، بحث طويلا عن بطل من نوع جديد، لا يعتمد على جمال الوجه
ونعومة الشعر وسحر التقاطيع، ولكن يتميز بوضوح شخصيته وقوة روحه وتطابق
ملامحه ملامح ملايين الرجال العاديين، فمشكلة بطل «السوق السوداء» تتجاوز
حدوتة العاشق الولهان، الذى يضنيه عشق فتاة تقف العقبات بينهما، البطل هنا
صاحب قضية عامة، تتعلق بالوقوف فى وجه تجار السوق السوداء، الذين امتصوا
دماء الشعب، بلا رحمة، خلال الحرب العالمية الثانية.. وجد التلمسانى ضالته
فى عماد حمدى، بوجهه المتسم بمسحة عناء، كانت ولا تزال سمة لأبناء الطبقة
الوسطى. هنا، يحاول «حامد» ــ عماد حمدى أن يبث الوعى فى عقول أهل الحارة،
وأن يجعلهم يدركون أن المجاعة ليست قدرا، ولكنها من صنع الأوغاد والسفلة
ومن ماتت ضمائرهم.
لاحقا، على مدار ما يقرب من الأربعة عقود، يتألق عماد حمدى، ويصل إلى أعلى
مستوياته، حين يجسد متاعب وآمال «الأفندية»، رجال الطبقة الوسطى، سواء
كانوا موظفين يتم الاستغناء عنهم كما فى «حياة أو موت» لكمال الشيخ 1954،
أو ضابط صغير بترت ذراعه فى حرب 1948، كما فى «الله معنا» لأحمد بدرخان، أو
الابن الأكبر، الذى يضحى من أجل أسرته، فى «خان الخليلى» لعاطف سالم 1966،
أو المتورط ماليا بسبب تكاليف زواج ابنته فى «أم العروسة» لعاطف سالم 1962،
أو الموظف الفاشل، السارح فى غيبوبة الدخان الأزرق «ثرثرة فوق النيل» لحسين
كمال 1972، وهذا على سبيل الأمثلة وليس الحصر.
القوس المفتوح بالعناء والأمل، فى «السوق السوداء»، يغلق بالحزن والألم فى
«سواق الأتوبيس». هنا «سلطان» ــ عماد حمدى طبعا ــ الذى لم يمارس طوال
حياته إلا العمل، الجاد والدءوب، نجح فى بناء ورشة خشب، وبسبب الانفتاح،
وجنون الاستيراد، بدأت الورشة تتعثر.. يحاول الابن «حسن»« بأداء نور
الشريف، أن ينقذ الموقف بجولة عند إخواته الميسورى الحال، بلا جدوى. وفى
مشهد قوى، من دون كلام، وبنظرة واحدة، بين الرجل الجميل، العجوز، عماد حمدى،
وابنه الشاب، المتفهم بعمق للموقف، نور الشريف، يدرك الأب ما حدث فيحل
الأسى، فى عينيه، مكان القلق والترقب.. وها هو، عماد حمدى، يجر قدميه
منسحبا من الصالة، ذات الأثاث المتواضع، ويدخل إلى حجرته. يتمدد على فراشه
طالبا من زوجته أن تغلق النافذة، ويرحل إلى الأبد.. وتبقى صورته فى الضمير،
وعلى الشاشة.. إلى ما شاء الله.
الشروق المصرية في
24/11/2010
أمه حولته من متسكع لنجم يتقاضى الملايين
دينزل واشنطن .... لا يمكن إيقافه!
عبدالستار ناجي
لا حديث هذة الايام
الا عن جديد النجم الاميركي الاسمر دينزل واشنطن والذى جاء تحت عنوان «لا
يمكن
ايقافه» ويحتل هذه الايام موقعا متقدما بين الافلام الاكثر
دخلا فى الاسواق
العالمية الذي انطلقت عروضه في الكويت وعدد من الاسواق الخليجيه اعتبارا من
اول
ايام عيد الاضحى المبارك.
وبمناسبة جديدة أكد الممثل الأميركي دينزل
واشنطن، مستعيدا ذكريات الايام الصعبة في حياته، أن قرار والدته انتشاله من
الشارع
كانت نقطة تحول في حياته، من مجرد متسكع متمرد إلى ممثل يقدر بالملايين.
وقال
واشنطن ان تفجيرات 11 أيلول في الولايات المتحدة لا تمت
للإسلام بصلة، وان مجموعة
متطرفين هم السبب، داعيا الأميركيين إلى عدم تصديق كل ما يرد في وسائل
الإعلام.
وفي لقاء خاص مع صحيفة «دايلي ميل»، كشف الممثل الحائز على جائزة
أوسكار عن قصة حياته منذ الطفولة، مرورا بمعاناته خلال
المراهقة بطلاق والديه،
وصولا إلى امتهانه التمثيل صدفة، وأمله الحالي بأن يكون أبا ناجحا أكثر من
أن يقال
عنه ممثل ناجح.
وحري بالذكر ان واشنطن ينحدر من ولاية نيويورك، وتربى في
ضواحيها مع أخته الكبرى لوريس وأخيه الأصغر دايفيد. وكانت أمه لين تعمل في
محل
تجميل، في حين كان يشغل والده وظيفتين ويلقي عظة دينية في نهاية الأسبوع.
ووصف
عائلته بأنها عادية تكد في العمل كي تعيش، قائلا «كنت نادرا ما
أرى والدي، حالي حال
أبناء جيلي، لكنه كان يشجعنا على إنهاء دراستنا الثانوية والبحث عن عمل،
لكن أمي
كانت تحثنا على دخول الجامعة.. أرادت لنا المزيد».
وانفصل والدا دينزل
واشنطن حين كان عمره 14 عاما، وانتقل للعيش مع والده، وقال: انه كان يتجه
للكنيسة
كل أحد مع والده وأحيانا خلال الأسبوع، وتابع «لم يكن الأمر
مرحا، خصوصا في تلك
المرحلة العمرية؛ حيث أردت أن أتفرغ للعلب في الشارع مع الأصدقاء».
وكان
النجم الأميركي قد تعرض بعد طلاق والديه لأزمة نفسية، فصادق بعض الشباب
السيئ، وبدأ
يتورط في المشاكل، على حد تعبيره. ويشرح ذلك قائلا: «كنت
مراهقا في أواخر
الستينيات، وفعلت كل ما قد يفعله مراهقو نيويورك: التسكع في الشوارع، بعض
أصدقائي
تم القبض عليهم، ورميهم في السجن، لكن حظي كان أفضل من حظهم». وأردف قائلا:
«لو
استمررت على ما كنت عليه لما بقيت حيا حتى اليوم، كانت نقطة
التحول في حياتي عندما
أرسلتني والدتي إلى أكاديمية عسكرية في أوكلاند، انتشلتني من الشارع
وأرسلتني إلى
مدرسة خاصة، وفي الصيف كانت ترسلني إلى المخيمات التدريبية». وتابع: قرارها
غير
حياتي. في المدرسة بدأت أحب المطالعة، وكان لدينا أستاذ يقرأ
لنا صحيفة نيويورك
تايمز يوميا، فبدأت أهتم بما يحدث من حولي وخارج بيئتي الصغيرة، وفتّح عيني
على
عوالم أخرى.. عرّفني على بعض الأدباء كإرنست همينغواي وسكوت
فيتزجيرالد».
والتقى واشنطن بزوجته الممثلة بوليتا أثناء تصويره مسلسلا
تلفزيونيا العام 1983م، ويعتبران من أكثر الأزواج استقرارا في هوليوود.
ووصف علاقته
بزوجته بأنها لم تكن سهلة؛ إذ «يمر الجميع بأيام جميلة وتعيسة، وعليك أن
تجتهد
لتحافظ على علاقاتك».
ويُرجع الفضل في تربية أولاده الأربعة لزوجته التي
أنجب منها جون دايفيد -26 عاما- كاتيا -22 عاما- والتوأمين أوليفيا ومالكوم
-19
سنة- وقال: «قررنا أن نؤمّن لهم حياة مستقرة كبقية الأولاد.. وجل ما يهمني
الآن هو
نجاح أولادي.. فأنا أفضل أن أموت كأب ناجح على أن أموت ممثلا
ناجحا».
وعن
امتهانه التمثيل أوضح واشنطن أنه جاء بمحض الصدفة، قائلا: «كنت أدرس الطب
في
الجامعة، لكن سرعان ما اكتشفت أني لا أريد أن أصبح طبيبا، فلم
أكن مجتهدا كفاية في
هذا الاختصاص.. وفي عمر العشرين بدأت آخذ حصصا في الدراما وأشارك في بعض
المسرحيات.. ثم أصبح حلمي العمل في مسرح برودواي، وأن أكسب ألف دولار في
الأسبوع..
لم أكن أظن أني سأذهب إلى هوليوود أبدا.... واليوم فان اجر دينزل واشنطن في
هوليوود
يعتبر من اعلى الاجور بين نجوم الفن السابع». وحول موضوع تفجيرات 11 سبتمبر
يقول
واشنطن بان الاسلام دين عظيم وهو بريء من تلك التهم التى تسند
اليه . فما يتحمل كل
تلك الامور مجموعه من المتطرفين التى
اساءت لنفسها قبل ان تسيء الى الاسلام والعالم
بشكل عام ... وعلى العالم ان يقترب من الدين الاسلامي لمعرفة عظمته ومكانته
ودور
العرب والمسلمين فى الحضارة الانسانية.
ونعود الى فيلم «لا يمكن ايقافه» أو «لا
يمكن ردعه» الذي انتجته استديوهات «فوكس للقرن العشرين» ويتحدث عن قطار
يحمل
شحنة من المواد الكيميائية، حيث يعيش مهندس القطار وسائقه في
سباق مع الزمن من اجل
السيطرة على ذلك القطار الذي انطلق بسرعته القصوى دون ان يتم السيطرة عليه
حاملا
كارثة كبرى الى العالم . حاله من الترقب والقلق يعيشها ذلك الثنائي من أجل
السيطرة
على ذلك القطار الفالت والمتجهة بأقصى سرعته الى احدى المدن ...
مع دينزل
في الفيلم كم من الشخصيات من بينهم كريس بين وروزاريو داسون وعدد آخر من
الاسماء
التي تعيش أجواء ذلك الفيلم الحافل بالاشارات والتلميحات السياسيه على
طريقه المخرج
توني سكوت الذي يستعين في هذا الفيلم بسيناريو مكم كتبه مارك بومباك.
فيلم
مغامرات من الطراز الاول يزينه الاداء الجميل لدينزل واشنطن .. والذى نكتشف
في
نهايته ان كل شيء يمكن ان ينسى في الفيلم من احداث ومغامرات
الا ذلك الاداء الجميل
للنجم دينزل واشنطن الذى ينضج يوما بعد اخر ليزيد الشاشه بهاء وتجددا.
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
24/11/2010 |