بسبب نشأتها في عائله فنية - فهي ابنة الفنان الكوميدي سمير غانم والفنانة
دلال عبدالعزيز - اعتقد البعض أن دخولها المجال الفني مجاملة لوالديها
وأنها لا تملك من الموهبة ما يؤهلها للوقوف أمام الكاميرا، وقد ألقت بكل
هذه الأقاويل عرض الحائط، وأصرت على إثبات موهبتها والتأكيد على أن دور
والديها اقتصر فقط على وضعها على بداية الطريق الصحيح، ثم انطلقت وحدها
كالصاروخ لسماء النجومية، واستطاعت بجدارة أن تحصل على لقب فنانة شاملة
لموهبتها في الغناء والتمثيل والاستعراض.
«العرب» التقت بالفنانة دنيا سمير غانم، التي تحدثت عن الأعمال التي تقوم
بتصويرها وردود الفعل المتعلقة بمسلسل «الكبير أوي» الذي عرض في رمضان
الماضي, وفيلم «365 يوم حب» الذي تصوره حالياً، وتعرفنا على الخطوات التي
تتبعها للحفاظ على نجوميتها.
·
هل تعتقدين أن كونك ابنة الفنان
سمير غانم ودلال عبدالعزيز خدمك فنياً؟
لا أنكر الفضل الكبير الذي منحه لي اسم والدي ووالدتي, فمنذ ظهوري وأنا
اسمي دنيا سمير غانم، وأفتخر بذلك, فكل منهما وجهني, واستفدت من ذلك
الكثير, خاصة في فترة تقديمي للجمهور الذي ينتظر بشغف التعرف على أبناء
النجوم، ولكن هذا لا يمنع أن الموهبة هي التي تحدد استمرار الفنان في
الطريق الفني من عدمه.
·
منذ بدايتك وأنت محظوظة وقفت
أمام نجوم كبار منهم يحيى الفخراني في مسلسل «للعدالة وجودة كثيرة»، ومع
نادية الجندي في مسلسل «من أطلق الرصاص على هند علام» وأعمال أخرى.
نعم، الحمد لله كانت بداية موفقه ظهرت من خلالها مع نجوم كبار ولهم جمهورهم
الذي ينتظر أعمالهم، استفدت منهم الكثير وأثقلوا موهبتي الفنية، ولم يبخل
أحد منهم علي بمعلومة سواء كانت أمام الكاميرا أو خلفها، كما أن ظهوري مع
هؤلاء النجوم كسر عندي الخوف من التعامل مع الآخرين ورهبة الوقوف أمام
الكاميرا.
·
ماذا عن تصوير الجزء الثاني من
مسلسل «الكبير أوي» بعد توقف تصويره في رمضان؟
بدأنا تصوير الجزء الثاني من العمل بعدما تحسنت حالة أحمد مكي، بعد إصابته
بالتواء في قدمه تسبب في توقف التصوير لفترة طويلة لحين شفائه، رغم ضغط
فريق العمل لأن التصوير كان يجري في رمضان متزامناً مع عرض الحلقات.
ونحن أوشكنا على انتهاء التصوير, وسوف يتم عرض العمل في أقرب وقت ممكن بعد
إجراء المونتاج على حلقاته لتصل إلى 30 حلقة كاملة.
·
هل هناك مفاجآت في الجزء الثاني
من المسلسل تعوض الأزمة التي حدثت بعد توقفه في رمضان؟
نعم، سيشهد هذا الجزء العديد من التحولات والتغيرات، ولكن سأبقي على شخصيتي
«هدية» زوجة الكبير أوي الشخصية التي يقدمها أحمد مكي، والمفاجأة هي ظهور
والدي سمير غانم, وسيجسد شخصية والدي أيضاً, وهو رجل صعيدي يأتي ليعيش معنا
في المنزل وتتوالى المواقف الكوميدية بينه وبين مكي.
·
كيف أتقنت اللهجة الصعيدية التي
تحدثت بها في المسلسل لهذه الدرجة؟
أنا صعيدية في الأصل، ولم أجد مشكلة في التحدث بها على الإطلاق, رغم أنني
لم أكن أتخيل في يوم أن أقدم دوراً صعيدياً كوميديا في الوقت نفسه,
بالإضافة إلى وجود مدقق اللهجة حسن قناوي الذي يوجهني باستمرار.
·
ماذا عن فيلم «365 يوم حب «مع
النجم أحمد عز؟
أنا سعيدة بهذه التجربة, خاصة أنها التعاون الأول بيننا, وأتمنى أن تنال
رضا الجمهور، والعمل يدور في إطار رومانسي اجتماعي حول شاب يقاطع الزواج،
ويقيم علاقات عاطفية عديدة، حتى أظهر في حياته وتنقلب حياته رأساً على عقب،
ومن المقرر عرضه في عيد الأضحى.
·
هل أنت راضية عن المرحلة الفنية
التي وصلت إليها؟
نعم، أنا راضية تمام الرضا عن أعمالي التي قدمتها في السينما والتلفزيوني،
وأعتقد أنه ما زال أمامي الكثير والكثير كي أحقق أحلامي الفنية رغم أنني لم
أشغل بالي ولم أحسب خطواتي الفنية بقدر اهتمامي باختيار الأدوار المناسبة
من بين ما يعرض علي.
·
ولكنك بالفعل أصبحت نجمة
الترشيحات الأولى في الأعمال السينمائية رغم سنك الصغيرة.
أنا لا أشغل بالي بكل هذه الأمور، وكل ما يهمني أن أركز في عملي واختيار
الدور الذي يناسبني ويصدم الجمهور، كما أن فكرة الترشيحات تأتي لأية فنانة
وعليها اختيار الأفضل، وبالنسبة لترتيب الأسماء على الأفيش والتترات فإنها
لا تشغلني كثيراً, كما تشغل غيري.
·
بعد النجاح الذي حققتيه في
العملين السينمائيين «طير انت» و «لا تراجع ولا استسلام» متى سنراك في
بطولة سينمائية؟
لا أفكر في هذه الخطوة في الوقت الحالي، فهي خطوة مؤجلة، ولا أعتقد أنني
أستطيع أن أتحمل مسؤولية عمل سينمائي وحدي في هذه الفترة، كما أنني سعيدة
بالمشاركات التي قدمتها في أعمالي.
·
البعض لاحظ بالفعل ابتعادك عن
الرومانسية التي تفرضها عليك ملامحك الهادئة؟
لقد أعلنت تمردي على ملامحي الهادئة منذ فترة طويلة، وخرجت من عباءة
الرومانسية، وكل ما يهمني التنوع والتغيير وتجنب القولبة الفنية مهما كانت
الإغراءات المادية، فأنا حريصة على ألا يرتبط ظهوري بالكوميديا وحدها, أو
الرومانسية وحدها، ولكن أحاول التغيير من فترة لأخرى حتى لا يمل الجمهور.
·
تردد مؤخراً أنك تفكرين في
التقديم التلفزيوني، ما تعليقك؟
بالفعل، عرض علي في الفترة الماضية العديد من البرامج التلفزيونية، ولكني
لم أجد وقتاً لها، كما أن هناك ندرة في الأفكار، وفي الحقيقة أفضل الظهور
بفكرة جديدة وغير مستهلكة.
·
أين أنت من الساحة الغنائية رغم
أنك تمتلكين خامة صوتيه يفتقدها الكثير من المغنين الحاليين؟
للأسف، أنا مقصرة في حق نفسي كمطربة, ولكن هناك سببان, الأول هو أن تركيزي
انصب على التمثيل أكثر من أي شيء آخر, والثاني أنني لم أجد شركة إنتاج
مناسبة أتعاقد معها, إلى جانب المشاكل التي تعانيها سوق الكاسيت بعد قرصنة
الإنترنت.
·
ما رأيك في تكدس شهر رمضان بمئات
الأعمال التلفزيونية؟
في الحقيقة أنا مندهشة من هذا الكم الكبير الذي يعرض كل عام من الأعمال
التلفزيونية، ولا يمكنني أن أتابع من هذه الأعمال إلا القليل, لأنني في
رمضان الماضي كنت مشغولة بتصوير مسلسل «الكبير أوي»، كما أن شهر رمضان شهر
العبادة والصوم والصلاة وأحرص على تأدية العبادات في وقتها، والحمد لله
فهذه الأعمال يمكن أن تعاد بعد رمضان, مما يعطي فرصة للمشاهد لمتابعتها في
أوقات مناسبة.
·
ما تعليقك على ما يتردد دائماً
أن هناك غيره فنية بينك وبين شقيقتك إيمي؟
تقول «ضاحكة»: لقد قرأت بعض ما كتب عن هذا الأمر، وأتعجب من أين جاؤوا بهذه
المواضيع، فكيف أغير من شقيقتي التي أشجعها ليل نهار على العمل، كما أن
الغيرة لا تجوز بينا, فبعيداً عن أننا أشقاء لكن لكل منا لون يميزه عن
الآخر؛ لأن إيمي بطبيعتها تميل للكوميديا والأدوار التي قدمتها تشهد على
ذلك, مثل «عسل أسود» مع أحمد حلمي، و «سمير وشهير وبهير» وفيلم «بلبل
حيران» الذي سيعرض قريباً, إلى جانب مشاركتها مع والدي في مسرحية «ترالم
لم» فهي كوميدية بالفطرة، أما أنا فمختلفة عنها تمام الاختلاف.
·
وماذا عن شائعات الحب والارتباط
التي عادة ما تواجهك؟
الشجرة المثمرة عادة ما تلقى بالحجارة، وأعتبر هذه الشائعات ضريبة النجاح
والشهرة.
·
كيف استقبلت شائعة ارتباطك
عاطفياً بالفنان أحمد مكي بعد تعاونكما في أكثر من عمل؟
كانت الأيام وحدها كفيلة للرد على تلك الشائعات، كما أنني نفيت أكثر من
مرة, وصرحت أن أحمد مكي صديقي المقرب, وتعاملنا مع بعض في أكثر من عمل فني
لا يعني ارتباطنا عاطفيا، والجمهور تعود عندما يشاهد نجمين بينهما كيمياء
فيشعر أن هناك علاقة عاطفية تربطهما.
·
وماذا عن قلبك حالياً؟
أنا لا أخشى التصريح بما في قلبي، فهو خالٍ الآن, وفي حال وجدته يدق سأعلن
ذلك لجمهوري، لأنني صريحة جدا ولم أُخف سرا على أحد.
المصري اليوم في
18/11/2010
«ابن
القنصل».. مؤامرة محبوكة دون مواعظ
كتب
رامى عبدالرازق
للمرة الثانية فى العام نفسه يقدم أحمد السقا تجربة لا تعتمد عليه كبطل
محورى، وإنما على شخصية أخرى، بينما يقوم هو بدور «الرجل الثانى» أو
الشخصية الأقل كثافة فى كتلتها الدرامية. حيث إن حبكة ابن القنصل تتمحور
بالأساس وينحاز ثقلها الدرامى نحو شخصية القنصل نفسه، خالد صالح، وبهذا
يصبح السقا أول نجم مصرى من نجوم المرحلة الحالية يقرر أن يكسر فكرة البطل
النجم، وأن يصبح فقط فناناً أو ممثلاً يقدم الدور الذى يحبه مهما كان حجمه
بالمقارنة لمساحة أدوار بقية الشخصيات.
ونتيجة لهذه المعادلة السليمة تصبح لدينا تجربة محكمة التنفيذ فيما يخص
النوع وهو كوميديا المؤامرة، وفيما يخص السرد وتطوير الحبكة وعملية الإيهام
المستمر بحقيقة ما يحدث. لأن كوميديا المؤامرة تعتمد دائما على خداع
المتفرج بنفس القدر الذى يتم فيه خداع الشخصية الرئيسية التى تحاك حولها
المؤامرة، وكأنها تحاك حولنا نحن المتلقين.. وسواء كانت الفكرة مقتبسة أو
لا فقد استطاع صناع الفيلم الإمساك بتلك الستارة السحرية التى تحجب كواليس
المؤامرة عن أعين المشاهد طوال الوقت وبقدر الإمكان.
نحن أمام شخصية القنصل المزور الشهير الذى يتم سجنه لمدة ٣١ سنة وفى مشاهد
متوازية نطالع ولادة طفل ونشأته وظهور موهبة الرسم والتزييف لديه فى إيهام
واضح بأن هذا الطفل هو ابن القنصل نفسه، بينما يلقى إلينا السيناريو
بمعلومات سريعة عن غنيمة أخفاها القنصل عن شركائه فى إحدى الجرائم إلى أن
يتم سجنه.. ويعتمد الإخراج فى هذا الجزء على اللقطات السريعة الأشبه
بفلاشات عابرة للهجوم على المشاهد وسحبه سريعا نحو صلب الحبكة.. وتستمر
عملية الإيهام بوجود ابن بعد مرور سنوات طويلة ليظهر لنا عصام، «السقا»،
بمظهره السلفى الدينى الواضح حتى فى مشاهده المنفردة ليجعلنا نقول (يخلق من
ضهر الفاسد عالم)، وتتطور الحبكة بسرعة إلى أن يستقر القنصل مع ابنه فى
شقته فوق سطح إحدى عمارات الكورنيش ليدور فى هذا الديكور أغلب مشاهد الفيلم
فى شكل مسرحى تحكمه وحدة المكان والشخصيات..حيث تظهر شخصية بوسى، «غادة
عادل» كعاهرة استدعاها القنصل من النت لتقيم معه هو وابنه على انها بنت أخت
القنصل.. وتصبح شقة السطح هى مسرح التفاعل الإنسانى والكوميدى بين الشخصيات
الثلاث..ولا ينسى صناع الفيلم أن يقوموا بتهوية المُشاهد بصريا كل فترة
ببعض اللقطات الخارجية على الكورنيش أو فى الشارع.
والشكل المسرحى يناسب إلى حد كبير فكرة المصيدة التى تم نصب شباكها للقنصل
من قبل كل الأطراف.. ومن هنا يتسق هذا الشكل مع مضمون الفيلم خصوصاً مع
وجود غرفة خلفية للشقة تصبح هى كواليس المسرحية التى يلعب الجميع أدوارهم
فيها.. وحيث يستخدم السيناريو أكثر من أسلوب كوميدى فهناك كوميديا الإفيه
بكثرة من خلال تعليقات القنصل وتلميحاته الساخرة ثم كوميديا الموقف مثل
محاولته التسلل للاختلاء ببوسى فى وجود ابنه.. وكوميديا عكس الفعل كأن يقول
عصام: «مش هحلق دقنى أبدا» وفى اللقطة التالية نجده يجفف وجهه بعد
الحلاقة..ويكتمل الأسلوب بتوظيف الموسيقى بشكل طريف مثل مشهد «زن» القنصل
على أذن ابنه من أجل الاقتناع بفكرة التزوير بعد أن أصبحت يد القنصل
ترتعش.. حيث تتوالى اللقطات منتهية بجملة «اسمع كلام أبوك» التى تقولها
بوسى لتدخل الموسيقى تحمل صوت الهون الذى يدق للرضيع الصغير مصحوباً بتلك
الجملة فى السبوع، وهو فكر كوميدى سمعى بصرى يذكرنا بالمؤثرات السمعية
الطريفة فى سينما فطين عبدالوهاب.
وقد أفرز محسن أحمد الكثير من اللقطات الجيدة فى المشاهد الخارجية القليلة
للفيلم وبدا محتفياً بالإسكندرية بشكل يحمل الكثير من النوستاليجا أو
الحنين للماضى الأوروبى لهذه المدينة سواء فى مشاهد المقابر أو الشاطئ أو
الزوايا المنخفضة للعمارات الأربعينية مع استخدام المرور الزمنى السريع.
وأضعف نقاط الفيلم هى المساحة التى تأتى بعد اكتشاف المؤامرة ودخول القنصل
للسجن حيث يلجأ السيناريو لنظام «الفلاش باك» التقريرى الذى تحكى فيه
الشخصيات لبعضها ما عاشته بالفعل.. لأنهم فى الحقيقة يقومون بحكيه للجمهور
وهو أسلوب ساذج جداً كان الأولى أن يتم حله بصرياً ولو من خلال ذاكرة جمعية
أو فلاش باك دون حكى مباشر..
وقد أفسد هذا «الفلاش باك» البدائى فكرة تعدد الذرى التى حاول الفيلم
تطبيقها، فى النهاية حيث نتصور أن الذروة فى القبض على القنصل بعد تجريده
من الغنيمة وتلفيق تهمة تزوير عقد بيع له ثم إصابته بلوثة عقلية يرى فيها
ابنه المزيف فى كل من حوله.. لكننا نجد ذروة أخرى عندما تقوم نفس المجموعة
التى حبكت له المصيدة بإخراجه من التهمة بعد تلقينه هذا الدرس.. ثم الذروة
الأخيرة وهى اكتشاف القنصل ونحن معه بقية أطراف المؤامرة فى مشهد النهاية
الحيوى وشديد الطرافة والذى قد يراه البعض ما بعد الذروة.. ولكنه يمثل هو
الآخر ذروة ساخرة، وإن كانت أقل أهمية من الذرى السابقة.. وربما كان أهم ما
فى الفيلم هو عدم محاولته تقديم أى موعظة أو حكمة أخلاقية من أى نوع!
صحيح أن كل شخصياته من المزورين والمدعين والشخصيات الخارجة عن القانون
بشكل أو بآخر لكن التركيز على أن تصبح الحبكة هى المضمون أو طرافة المؤامرة
هى الهدف الدرامى أخرج التجربة من مأزق الأحكام الأخلاقية التى كانت
ستفسدها بلا شك.. وهو تأثر واضح بالسينما الأمريكية التجارية التى لا يدخل
فيها المجرمون دائما للسجن فى نهاية كل الأفلام.. خاصة الأفلام التى تعتمد
على كوميديا المؤامرة والتى يتورط فيها المشاهد فى حب الشخصيات والتعاطف
معها.. حتى لو كانت خارجة عن النظام العام.. بل أحيانا يتوحد المشاهد مع
هذه الشخصيات ويعتبرها تقوم بتنفيس مكبوتاته أو إفراغ طاقات سلبية محتجزة
بداخله.
ريفيو
تأليف: أيمن بهجت قمر
إخراج: عمرو عرفة
بطولة: خالد صالح - أحمد السقا - غادة عادل
إنتاج: الأخوة المتحدين - سعيد شنب
مدة الفيلم: ١١٠ ق
المصري اليوم في
17/11/2010
المخرج عمرو عرفة:
صعوبة «زهايمر» تكمن فى خلط الكوميديا
بالميلودراما.. وصداقة السقا وخالد صالح أفادت «ابن
القنصل»
حوار
محسن حسنى
ينافس المخرج عمرو عرفة نفسه خلال موسم عيد الأضحى بفيلمين هما: «زهايمر»
و«ابن القنصل»، وأكد عمرو لـ«المصرى اليوم» أنه لم تكن فى نيته المشاركة
بفيلمين خلال موسم واحد وأنه لو الأمر بيده لما فعل ذلك، كما يتحدث عن ظروف
إخراجه لفيلمى «زهايمر» و«ابن القنصل»، وكيف أدار نجماً كبيراً فى حجم عادل
إمام، وكيف تعامل مع علاقة الصداقة بين أحمد السقا وخالد صالح فى «ابن
القنصل».
■
لماذا وافقت على أن تنافس نفسك بفيلمين خلال موسم واحد؟
- الفيلمان لم أصورهما فى توقيت واحد، ففيلم «ابن القنصل» اتفقت عليه مع
المؤلف أيمن بهجت قمر فى شهر سبتمبر ٢٠٠٩ واستغرقت كتابته أربعة أشهر، ثم
بدأنا تصويره فى شهر يناير وصورناه دون استعجال خلال يناير وفبراير ومارس
وأبريل ثم أجرينا مونتاجه فى مايو، وبعده بشهر بدأت تصوير «زهايمر» وكانت
القصة مكتوبة وجاهزة منذ أربع سنوات وكنت متعاقدا مع نادر صلاح الدين
مؤلفها على الإخراج، ثم عرفت أن عادل إمام تعاقد مع إسعاد يونس فذهبت
إليهما بهذا الفيلم واتفقنا عليه وصورناه دون استعجال أيضا خلال أشهر يونيو
ويوليو وأغسطس وسبتمبر وخلال أكتوبر انتهت مرحلة المونتاج، وليس لى يد فى
عرضهما معا.
■ لماذا استغرقت هذه الأشهر الطويلة لتصوير كل
فيلم؟
- لأننا كنا نصور بشكل متقطع، والسبب أن ظروفاً قهرية كانت تعطلنا، لكننا
لم نكن قلقين لأن موسم العرض كان بعيدا، ففى «ابن القنصل» صورنا عدداً
كبيراً من المشاهد الخارجية فى الإسكندرية، وظروف السفر كانت تستغرق وقتاً
كبيراً لإنجاز التصوير بالشكل المطلوب كما كنا ننتظر تغيير الديكورات دون
استعجال، وفى «زهايمر» أصبنا كلنا بأمراض عطلت التصوير، أصيب مهندس الديكور
صلاح مرعى أولاً ثم عادل إمام ثم مدير التصوير محسن أحمد ثم أصبت أنا، وهى
ظروف قهرية خارجة عن إرادتنا، وتسببت فى أن يكون التصوير بشكل متقطع.
■ هل ترى أن عرض فيلمين لك فى توقيت واحد يفيدك
كمخرج؟
- لا.. ولو كان الأمر بيدى لما عرضتهما فى توقيت واحد، لأن هذا يجعل البعض
يحسدنى ويعتقد أننى أهوى تصوير أكثر من فيلم خلال العام، وهذا غير حقيقى
فأنا بطبيعتى أخرج فيلماً واحداً كل عامين، لكن الصدفة أن كل فيلم وزعته
شركة مختلفة وفى دور عرض مختلفة مما قلل الضرر.
■ مشاهد الأكشن فى «ابن القنصل» بدت كأنها «خناقة»
حقيقية ويفترض أنها تمثيلية على «عادل» الذى يجسده خالد صالح؟
- هذا أوضحناه فى نهاية الفيلم حين قابل «عادل» كل الأفراد الذين عملوا
تمثيلية عليه وكأنهم إرهابيون، وكسروا أمامه الشوم والسنج التى اتضح أنها
بلاستيكية وليست حقيقية.
■ كيف أدرت العلاقة بين ثلاثة نجوم أحجامهم متقاربة
دون إثارة حساسيات بينهم؟
- المسألة كانت بسيطة لأنهم محترفون وكل واحد منهم يعرف المطلوب منه ويؤديه
على أكمل وجه، ثم إن مسألة ترتيب الأسماء على التتر والصور على الأفيش كل
هذا محدد مسبقا فى عقودهم مع المنتج، كما أن خالد صالح صديق شخصى لأحمد
السقا، وعملا معا فى أكثر من تجربة من قبل منها «تيتو» و«حرب أطاليا»
وبالنسبة لغادة عادل فقد عملت معى فى «جعلتنى مجرما» وكانت إدارتها بالنسبة
لى أمراً سهلاً.
■ لماذا أسرفت فى استخدام الفلاش باك فى «ابن
القنصل»؟
- إجمالى مشاهد الفلاش باك بالفيلم لم تعد ٥ دقائق موزعة فى أكثر من موضع،
وهذا ليس إسرافاً، لأن طبيعة دراما الفيلم استلزمت إيضاح العديد من الأمور
الغامضة بأسلوب الفلاش باك وكأنك تراجع ساعة ونصف الساعة من الأحداث خلال ٥
دقائق فقط بوجهة نظر أخرى لتصبح القصة واضحة للمشاهد، وهذا ليس إسرافاً.
■ الطفل الذى جسد شخصية «شمبر» فى الصغر تتشابه
ملامحه بدرجة كبيرة مع السقا، فهل هناك قرابة بينهما؟
- الطفل هو ياسين ابن أحمد السقا وقد اخترته لتشابه ملامحه واعتبرته الأفضل
لتقديم هذا المشهد، ورغم أنه مشهد صامت فإنه أداه ببراعه، ولم أطلب منه هذه
النظرة وإنما طلبتها من أبيه لعمل مزيج بين الصورتين، وقد أجريت للطفل فقط
بعض الماكياج لأنه أشقر فجعلت شعره أسود.
■ نسبة مشاهد الأكشن فى الفيلم قليلة فى حين أن
أحمد السقا حريص على وجود جرعة كبيرة منها فى أفلامه؟
- أحمد اقتنع بالفكرة بمجرد أن عرضناها عليه لأنه يراعى دائماً تجديد نفسه،
وهناك أفلام قدمها من قبل وكانت مشاهد الأكشن فيها قليلة مثل «عن العشق
والهوى» و«أفريكانو».
■ هل ترى أن عدد نسخ «ابن القنصل» مناسبة لتحقيق
النجاح التجارى للفيلم؟
- عدد النسخ سيصل خلال أيام العيد إلى ٧٠ نسخة، وهذا كاف فى رأيى لتحقيق
النجاح التجارى والجماهيرى، خاصة أن العمل يمس الواقع بدرجة كبيرة، لأن
القصة مستوحاة من قصة حقيقية لشخص اسمه «شمبر» كان يزور جوازات السفر، وهو
الآن يعيش فى أمريكا بجواز سفر أمريكى حقيقى.
■ بالنسبة لفيلم «زهايمر» هل كانت إدارة نجم فى حجم
عادل إمام داخل البلاتوه أمراً سهلاً خاصة أن هناك فارقاً فى الخبرة والسن؟
- هذه ثانى تجربة لى مع عادل إمام بعد «السفارة فى العمارة»، والصعوبة كانت
فى تجربتى الأولى معه، لكن فى «زهايمر» كنت أتعامل معه بصيغة تفاهم
متبادلة، وخلافا لذلك أحب أن أقول إن عادل إمام يحترم من يعمل معه ويعرف
حدوده كممثل أياً كانت مساحة نجوميته، وبحكم فارق الخبرة بيننا كان يتقدم
أحيانا باقتراحات لصالح العمل وتكون محل نقاش بيننا لنصل معا للقرار
الأفضل، وهناك مشاهد اقترحها ولم تكن فى السيناريو مثل مشهد قراءة القرآن
حين تلا عدة آيات تتضمن دعاء سيدنا أيوب.
■ «زهايمر» خليط من الكوميديا والميلودراما ألم يكن
تنفيذه صعبا وخاصة مشاهد الكوميديا التى تليها مشاهد ميلودراما؟
- كان صعباً فعلاً.. ففى مشهد تشجيعه للنادى الأهلى قيل له «إنت طول عمرك
زملكاوى» فكان مشهداً ميلودراميا، وحين قال له ابنه «إنت بتشجع بترول
أسيوط» كانت كوميديا رغم تشابه النصوص، أستطيع أن أقول إن الكوميديا
السوداء التى خرجت من أوجاع هذا الفيلم كان هدفها إضحاك الجمهور وفى
التوقيت نفسه خدمة السياق الدرامى للعمل ككل.
■ بالنسبة للمادة العلمية لمرضى الزهايمر هل استشرت
طبيبا متخصصاً لمعرفة ملامح المريض وتصرفاته والأعراض التى تبدو عليه؟
- بالتأكيد، كان لنا مستشار أستاذ فى المخ والأعصاب وتابع من قبل كثيراً من
مرضى الزهايمر، لكنه رفض أن يذكر اسمه على التتر والحقيقة أنه أفادنا كثيرا
فى تنفيذ أعراض المريض.
■ جزء من كوميديا «زهايمر» بدا نمطياً معتمداً على
غراميات عادل إمام كما يفعل فى معظم أعماله فما ردك؟
- هذا الجزء ضئيل للغاية فى المشاهد الأولى فقط وكان بإمكاننا التمادى فيه
والناس ستضحك لكننا قررنا كسر النمطية والخروج من ذلك القالب، وعوضناه
بمشاهد كوميدية جديدة ومنها مشهد اصطياد البط ومشهد «حموم» ابنيه ومشهد
الملاكمة.
■ الرقابة كادت تحذف عدة مشاهد من «زهايمر» لو لا
تدخل عادل إمام، فما حقيقة ذلك؟
- الرقابة لم تحذف مشهداً واحداً من «زهايمر» وهناك مشكلة رقابية وحيدة
قابلتنا فى هذا الفيلم هى أن مؤلفاً آخر كان له فيلم بالرقابة يحمل نفس
الاسم لكننا تفاوضنا معه وهو تنازل لنا عن الاسم، ونحن نشكره على ذلك.
المصري اليوم في
17/11/2010 |