في الغالب، لا يمانع المخرج الفرنسي جان-لوك غودار في نيل الأوسكار
لسببين: الأول أنه لم يسع له، وبالتالي لم يخن عهده وموقفه وتاريخه من
السينما الهوليوودية، والثاني هو أنهم هم الذين سعوا وفي هذه الحالة لن
يقول لا . ما اكتفى بقوله، أوّل ما وصله نبأ نيّة الأكاديمية تقديم جائزة
أوسكار له عن كل تاريخه الفني هو أنه لن يستطيع أن يحضر الاحتفال . واكتفى
بهذا القرار من دون أن يرفض المبادرة او يعكس قبوله بها في الوقت نفسه .
المسألة لم تنته عند هذا الحد . حالياً في “هوليوود” هناك ضغوط
تمارسها عصبات صهيونية وجماعات يهودية تسعى لحمل أكاديمية العلوم والفنون
السينمائية على عدم منح غودار تلك الجائزة اللامعة على أساس أن المخرج
الفرنسي، الذي احتفى العالم بخمسين سنة على انتقاله من النقد السينمائي الى
الإخراج، معاد للسامية .
في الشهر الماضي، نشرت صحيفة “الجريدة اليهودية” الأسبوعية الصادرة في
نيويورك، مقالاً على صفحتها الأولى تحت عنوان: “هل يمنحون الأوسكار لمعاد
للسامية؟” وفي عنوان فرعي: “شيء غريب في هوليوود حيث غير النبلاء يُكرّمون”
.
المقال الذي يلي يحمل على المخرج الفرنسي، مشيراً إلى أنه كاره لليهود
وأن ذلك سبب خلافه القديم مع المخرج الراحل فرنسوا تروفو، والمعروف أن
صداقتهما تأثرت كثيراً في الستينيات من القرن الماضي وانتهت الى قطيعة
شاملة بينهما . ومع أن الكثير كُتب عن أسباب هذا الخلاف، الا أن أحداً لم
يذكر ما ذكرته الصحيفة من أن السبب الرئيسي يعود الى أن غودار شتم اليهود
في حضور تروفو ما نتج عنه رفضه الحديث إليه حتى رحيله .
هذه القصّة تبدو مفبركة بغية التأكيد على موقف مُثار أكثر مما هي
مدعومة بشهود ووقائع (كون تروفو رحل منذ أكثر من عشرين سنة فإن تأكيد هذه
القصّة مستحيل) خصوصاً وأن كل ما ذكرته المراجع، كما الرسائل الغاضبة التي
تبادلها تروفو وغودار في الستينيات وجزء من السبعينيات أشارت إلى أن السبب
هو اختلاف عميق في وجهتي النظر السياسية: غودار كان على أقصى اليسار،
وتروفو كان أقرب الى خط الوسط . حتى حينما كتب فرنسوا تروفو سيناريو أوّل
فيلم أخرجه جان-لوك غودار وهو “نفس لاهث”، الذي لا يزال النقاد يعتبرونه من
أفضل أفلام الموجة الفرنسية الجديدة .
السبب الحقيقي للحملة التي تشنّها الصحيفة وبعض المطبوعات والمواقع
الإلكترونية ذات التوجّهات المعروفة ليس ناتجاً عن موقف غودار من اليهود
(وما دام هو موقف واضح كما تدّعي لمَ لم يُثر من قبل؟) بل موقف غودار من
“اسرائيل” .
في العام 1967 وصف غودار رئيسة الوزراء “الإسرائيلية” غولدا مائير
بأنها تلتقي على خط واحد من أدولف هتلر وذلك في فيلمه الوثائقي “هنا وفي
أماكن أخرى” . في فيلمه الأخير “اشتراكية” حمل على الكيان “الإسرائيلي” من
حيث التذكير، مرّة أخرى، بأن ما حل بالفلسطينيين هو نتيجة عنصرية توازي ما
حل باليهود على أيدي النازيين . وبين الفيلمين المذكورين حملت بضعة أفلام
له على الوضع الناتج عن الاحتلال “الإسرائيلي” للفلسطينيين بما في ذلك ما
ورد في فيلمه “موسيقانا” حيث عرض الفعل اليهودي (الهجرة الى فلسطين) مقابل
رد الفعل الفلسطيني (الاضطرار الى الهجرة من فلسطين) .
وإذا لم يكن ذلك كله كافياً، فإن غودار رفض الذهاب إلى “إسرائيل” قبل
أشهر قليلة لكي يلقي محاضرات هناك وذلك بالتوافق مع مبدئه السياسي .
معظم الوارد في المقال المذكور مستخلص من كتاب كتاب “غودار” الذي نُشر
في مارس/آذار الماضي بقلم انطوان دباسك، وكتاب آخر عنوانه “كل شيء سينما:
الحياة المهنية لجان لوك غودار” ألّهف رتشارد برودي سنة 2008
ومع أن غودار سبق له في الواقع أن انتقد اليهود بالكلمة، إلا أنه
كثيراً ما ربط نقده بالوضع السياسي من باب تأييده للفلسطينيين والمقاومة
التي كانت إحدى سمات النضال الفلسطيني في السبعينيات وما بعد . لقاء هذا
الموقف أثيرت حوله ومنذ سنوات علامات استفهام لم يشأ ضحدها بل أنتج أفلاماً
تتحدّث عن رأيه السياسي من دون أن يواجهه الطرف الآخر بآراء سياسية ولو
مضادة . أما الآن فإن أكاديمية العلوم والفنون السينمائية تأمل أن تنجح في
تحييد هذا الجانب مدركة حجم الضغوط التي بدأت تتعرّض إليها لحجب الجائزة عن
أحد أهم مؤلفي السينما في التاريخ .
“سكايلاين” عودة لحرب الأرض
والفضاء
بعد أيام تنطلق عروض فيلم خيالي علمي جديد بعنوان “سكايلاين” من إخراج
الأخوين كولين وكرغ ستراوس اللذين بدآ التحضير لجزء ثان يصوّرانه في العام
المقبل لعرضه بعد سنتين . لجانب أن ذلك التخطيط المبكر يعكس قدراً كبيراً
من الثقة بمستقبل هذا الفيلم الجديد، فإنه إذ ينطلق على نحو ثلاثة آلاف
شاشة عبر الولايات الأمريكية وكندا والمكسيك يفتح النقاش حول موضوع اشتركت
في طرحه العديد من الأفلام السابقة .
الخط الرئيس الجامع لهذه الأفلام، الذي يضمه هذا الفيلم الجديد أيضاً،
هو أن هناك قوى من الفضاء تهاجم الأرض وتوقع خسائر بشرية ومادية كبيرة، لكن
مجموعة من المقاومين ينجحون في نهاية المطاف برد الاعتداء بطريقة أو بأخرى
.
وتعرّضت الأرض للهجوم الفضائي منذ أن اخترعت السينما وسيلة لتصوير
كواكب متحركة وصحون طائرة . الخمسينيات من القرن الماضي تحديداً شهدت
تياراً كبيراً من أفلام الخيال العلمي التي تدور حول تعرّض الإنسان فوق سطح
هذا الكوكب لغارات الكواكب الأخرى ممثّلة بمخلوقات تستخدم العلم المتقدّم
والأسلحة الفتّاكة لتدمير الحياة على الأرض .
أحد أوائل أفلام الخمسينيات كان فيلم “الشيء من العالم الآخر” الذي
أخرجه كرستيان نيبي وهوارد هوكس سنة ،1951 وفيه يقتحم مخلوق وحيد محطّة
علمية في القطب الشمالي ويفتك بمن يستطيع الوصول إليه قبل أن يفتك به أهل
الأرض . وفي العام نفسه أخرج رادولف ماتي (وكان مصمماً فنيّاً في الأساس)
“عندما تصادمت العوالم” حيث تهدد الصواريخ الفضائية لا حياة الأرضيين فقط،
بل تلك القصص العاطفية الصغيرة التي تربط بينهم .
الغزو صار أكثر خطراً حينما سقطت مركبة فضائية في الوسط الأمريكي
وخرجت منها مخلوقات تستطيع تقمّص ملامح وأشكال البشر ما يجعل التفريق بين
الغزاة وأهل الأرض مستحيلاً، وذلك تبعاً لأحداِث “جاء من الفضاء الخارجي”
لأحد مخرجي أفلام الرعب والخيال العلمي آنذاك جاك أرنولد . وإذ استمرت
الموجة بكل ما تحمله من دمار وتطرحه من أسئلة حول المصير المجهول للبشر
والسبب الذي من أجله يعادي الغزاة الفضائيون أهل الأرض، ارتدت هذه الأفلام
رسالات مختلفة، فهناك الأفلام التي تجد في الدين القوّة التي يحتاجها أهل
الأرض للذود عن حياتهم، وذلك تبعا لأحداث فيلم “حرب العالمين” لبريون
هاسكين، وهناك تلك التي تتحدّث عن الخطر الداهم في لعب على الرمز هدفه
تخويف الأمريكيين من انتشار ماحق للفكر الشيوعي . كما تتخذ المخلوقات
الفضائية أشكالاً مختلفة، فكما هي بشر في بعض تلك الأفلام، نجدها “روبوتس”
ميكانيكية في أفلام أخرى، أو مخلوقات وحشية في أفلام ثالثة .
المد لم يعرف سوى هدنة بسيطة في أواخر الستينيات قبل أن يعود بأشكال
أخرى: هذه المرّة المخاطر هي أرضية أيضاً، وليست فقط فضائية، كما الحال في
“كلوكوورك أورانج” لستانلي كوبريك (1971)، و”سويلانت غرين” لرتشارد فلايشر
(1973) و”وستوورلد” لمايكل كريتون (1976) والأخير انتمى إلى منهج تأمّلي
عبّر عنه كوبريك في رائعته “أوديسا الفضاء” (1968) وأندريه تاركوفسكي في
تحفته المميّزة “سولاريس” (1972) بين أفلام أخرى .
هذا قبل أن تعود أفلام الثمانينيات إلى الفضاء مستحدثة غزوات أرضية
فاشلة ليس من نتائجها سوى التعرض لمخاطر الفضاء الخارجي كما الحال في سلاسل
“ستار وورز” و”ستار ترك” و”أليانز”) .
في الوقت ذاته، وفي غضون العقود الأخيرة أيضاً، تم البحث عن مخارج
جديدة للأسئلة المثارة . فأنجز ستيفن سبيلبرغ فيلمين عن رسالتين فضائيتين
مسالمتين (في “إي تي” ثم “لقاءات قريبة من النوع الثالث”) . وإن لم يكن
الأول الذي عمد إلى ذلك، فهناك فيلم في مطلع الخمسينيات لروبرت وايز عنوانه
“اليوم الذي توقّفت فيه الأرض”، ومفاده أن أهل المريخ يريدون منّا أن نوقف
التطاحن والحروب بيننا . حتى سبيلبرغ نفسه نبذ فكرة السلام وأنجز نسخة
ثانية من “حرب العالمين” مستبدلاً الحل المتمثّل باللجوء الى الدين، بآخر
يغازل فيه عناد الإنسان للبقاء حيّاً .
قبل العرض
براد بت يطارد عصابة
يتفاوض الممثل براد بت على إنتاج وبطولة فيلم عنوانه “تجارة كوغَن”
على أساس أن يقوم أندرو دومينيك بإخراجه . وإذا نجحت المفاوضات، كما يبدو
ذلك من الآن، فإن هذا العمل (الذي يدور في نطاق أفلام العصابات والسرقات
الكبيرة) سيكون ثاني فيلم يجمع بين براد بت ودومونيك بعد فيلمهما “إغتيال
جسي جيمس على يدي الجبان روبرت فورد” . سيؤدي بت هنا شخصية محقق يطارد
العصابة التي سرقت من المافيا ما يجعله مهدداً من الطرفين .
شاشة البيت
Detour 1945
جديد على أسطوانات
لم يكن المخرج إدغار ج . ألمَر واحداً من كبار السينمائيين
الهوليووديين، لكن هذا الفيلم البوليسي جعله واحداً من أشهر السينمائيين
الخارجين عن النظام الهوليوودي بأسره . ولد فيما كان يعرف بتشيكوسلوفاكيا
وترعرع في النمسا وتعلّم على يدي المخرج الألماني ف . مورناو (“نوسفيراتو”)
. هذا الفيلم أحد أعماله الأمريكية قليلة التكلفة التي قام بإخراجها منذ
وطأ الولايات المتحدة في أواخر الثلاثينيات من القرن العشرين . بوليسي عن
رجل سيئ الحظ متّهم بجريمة لم يرتكبها ويجد نفسه يرتكب جريمة أخرى من دون
قصد .
أوراق ناقد
إرث العقاد
تقترب ذكرى رحيل المخرج والمنتج مصطفى العقّاد الذي قضى بحادثة
إرهابية مخيفة ذهبت بمستقبله، وإن لم تذهب بماضيه . الحادثة ذاتها قضت على
نحو 300 قتيل، حسبما ورد في الأنباء حينها، عدا الجرحى ومنهم من سيعيش باقي
حياته حاملاً جرحاً جسدياً أو نفسياً يدوم معه الى أن يموت .
عاماً بعد عام يتبيّن أننا خسرنا عبر هذه العملية التي لم تسترجع
شبراً واحداً من فلسطين، أو تنقذ أسيراً في غياهب العدو أو تترك أثراً
إعلامياً إيجابياً لا بين العرب ولا بين سواهم .
لكن على كثرة ما يجري في عروق هذا الوطن، اعتاد الناس النسيان سريعاً
. ما بدا حينها صدمة كبيرة لمن أحب شخص وسينما العقاد، أصبح الآن مجرّد
ذكرى انضمّت إلى الأيام الخوالي التي تمر بنا من دون تقدّم يذكر على أي
صعيد بما في ذلك الصعيد السينمائي الذي عمل فيه العقاد طويلاً والذي حاول،
حتى ولو كانت لديه مصلحة تجارية وهذا حقه منتجاً، رفع شأن العالم العربي
عبر صنع أفلام تطرح قضاياه القومية الشاملة وتسعى الى تحسين صورة العرب
وإظهار الوجه الحقيقي للإسلام .
فيلما “الرسالة” و”عمر المختار” لم يكونا من تحف الفن السابع، لكنهما
كانا عملين جيدين على الأقل، وجادّين في إيصال رسالة فشل الإعلام العربي
الرسمي في إيصالها ولا يزال .
الى جانب أن الأول دفع بمن لم يسبق لهم أن تعرّفوا الى هذا الدين
الحنيف لمعرفته وفهمه (وبعضهم أمّه مؤمناً بسببه) قام الثاني بإظهار قسوة
الاستعمار الإيطالي على الشعب الليبي وإقامته معسكرات التصفية قبل عقود من
قيام النازيين بنصب معسكراتهم ضد يهود ألمانيا والدول التي خضعت لسيطرتها .
وخوفاً من انتشار فكرة أن “الهولوكست” ليس حكراً على اليهود، هوجم
“عمر المختار” من قبل الكثيرين في الإعلام الغربي الذي كان يومها (في
الثمانينيات من القرن الماضي) في أوج خضوعه للصهيونية .
لكن الغريب هو موقف بعض النقاد والسينمائيين العرب، لا من ذلك الفيلم
ولا من الفيلمين معاً فحسب، بل من كل مسيرة وسينما مصطفى العقاد وكان آخر
ما ورد في سياق هذا الموقف ما كُتب مؤخراً من أنه لم يكن مخرجاً على
الإطلاق وأنه كان منتجاً فاشلاً .
في زمن بات من السهل إطلاق كلمة “مخرج” على من يحمل كاميرا هاتف، يريد
البعض التشكيك في أن مصطفى العقاد لم يكن مخرجاً، فإن لم يكن مخرجاً كيف
يمكن تصنيفه وقد حقق بضعة أفلام ولو أن الفيلمين المذكورين هما أشهرهما؟
المسألة الثانية تساويها فداحة: إذا كان العقاد منتجاً فاشلاً، كيف
حوّل نفسه من مهاجر وصل الى الولايات المتحدة وفي جيبه أقل من 300 دولار،
وغادر الحياة وثروته عشرات ملايين الدولارات . وربما أكثر؟ . لم يعمل
العقاد في أي مهنة سوى السينما وكل ما كوّنه من ثروة كوّنها من وراء
إنتاجاته . الفيلمان الكبيران اللذان أنتجهما، حقق بهما شراء استديوهات
تويكنغهام في بريطانيا . أفلام الرعب التي أنتجها في “هوليوود” حصدت له
مئات ملايين الدولارات نصفها يمكن اعتباره ربحاً صافياً . بأي قانون عمل او
معيار تصنيف يمكن أن نعتبر العقاد منتجاً فاشلاً؟
هناك من يهاجمه لسينماه . يفضّل سينما من نوع آخر . وأصغر . وذاتية .
وفنية صرفة . أو خطابية أو مستقلّة أو بديلة الخ . . . لكن هذا الفريق لا
يعرف بعد أن السينما كيان واحد . ربما تفضّل جانباً منه أكثر من سواه، لكن
إذا أحببت السينما فإنك لا تستطيع الا أن تحب كل ما هو جيّد فيها ولو اختلف
عما تهواه منها .
م .ر
merci4404@earthlink.net
http://shadowsandphantoms.blogspot.com
الخليج الإماراتية في
07/11/2010
الفنان ستيفن سيلبرغ يفوز بمسابقة «واشنطن بوست» للفن
الواقعي
أعماله تدور حول الحياة اليوم ويستخدم فيها
التكنولوجيا التي نحملها في جيوبنا
واشنطن: جيسيكا داوسون*
ما الذي يحدث بالضبط داخل جهاز «آي فون» الخاص بك والذي يحول البكسلات
إلى الصور؟ إذا كنت مثل معظمنا، وتسلم بتكنولوجيا التصوير الفوتوغرافي التي
تملكها في جيبك أو حافظتك، فهذا هو نوع من الفتور الذي يسعى ستيفن سيلبرغ
إلى إنهائه.
وقد فاز سيلبرغ بجائزة «واشنطن بوست» لمسابقة الفن الواقعي التي
استمرت لمدة 6 أشهر، والتي شارك فيها الفنانون المقيمون في المنطقة بما
يزيد على 4000 صورة تم تحميلها على موقع صحيفة «واشنطن بوست». واستطاع
سيلبرغ التغلب على 9 منافسين آخرين كانوا ينافسونه على اللقب خلال المرحلة
الأخيرة من السباق.
وبرز سيلبرغ، 35 عاما، بعد سباق محتدم. وقد حصل على 38% من الأصوات
التي زادت على 17000 متقدم على من أتى بعده في الترتيب بأقل من 200 صوت.
وجاءت في المركز الثاني الفنانة ستيفاني بوث، التي حولت أعمالها، التي
استخدمت فيها الإبرة، من تجارب سيئة إلى قطع فنية، وفي مقدمة هذه الأعمال
لوحة وصيفه العروسة.
أما أعمال سيلبرغ الفنية التفاعلية فكانت تدور حول الحياة اليوم.
ويستخدم سيلبرغ في أعماله التكنولوجيا التي أصبحت في كل مكان في حياتنا،
والتي نتهرب منها بينما ينبغي علينا حقا أن نحول فهمها.
ويقول سيلبرغ: «أعتقد أن أعمالي تلائم هذا القسم الفرعي الغريب في
عالم الفن، وهذا إلى حد ما رد فعل على العمل الرقمي. إنها مرحلة ما بعد
التكنولوجيا الرقمية ويبدو أن الناس يعودون من جديد إلى اللمسة الإنسانية؛
حيث يوجد اختلاف كبير عن النقاء التام للصورة الرقمية. ويرفض الكثيرون
فصلها».
وباستخدام أسلوب يسميه «إعادة تركيب عناصر الصورة» يدعونا سيلبرغ
لتجربة ضعف التكوين الرقمي المتداول على الإنترنت والموجود في الأقراص
الصلبة لدينا. ويقوم الفنان بتفكيك عملة القرن الـ21 البصرية الأكثر شيوعا،
وهي الصور الرقمية، عن طريق تقسيم الصور إلى أصغر عناصرها.
والنظر إلى فن سيلبرغ يعني التفاعل معه؛ حيث يقوم شخص بالجلوس على
مقعد في وحدة التحكم ويضغط على زر البدء، وتبدأ كاميرا سيلبرغ بتجميع صورة
غريبة ليست صورة حقا على الإطلاق.
وفي الدقائق القليلة التالية، تقوم كاميرا الويب الموجودة في جهاز
الكومبيوتر الخاص ببناء صورة أخرى، جزء بجزء. وتتشكل الصورة من اليسار
الأعلى وتتحرك أفقيا حتى تصل إلى أقصى يمين الشاشة، ومن هناك، تبدأ مرة
أخرى إلى أسفل، وتنمو الصورة باطراد من أعلى إلى أسفل، ومن اليسار إلى
اليمين. وتقوم الصورة بتكوين نفسها أمام أعيننا.
وهنا تكمن الصعوبة؛ حيث يقوم كل بكسل بالتسجيل على الشاشة، يسجل فقط
الجزء أو البكسل الذي أمام الكاميرا في تلك اللحظة بالضبط. وإذا تحركت، حتى
لو قليلا (من الذي لا يفعل ذلك؟) فسوف يؤدي ذلك إلى طمس الصورة. وإذا قمت
بالتحرك عمدا، مثلما يفعل الكثيرون، فإن المنتج النهائي سيكون مهتزا
ومتداخل الألوان. (تحميل البرنامج «إعادة تركيب عناصر الصورة» للاستخدام
المنزلي وشاهد جميع صور سيلبرغ على موقع
http://www.pixel-lapse.com).
ويقول سيلبرغ: «عملي به هذه الدرجة من التفاعلية، القليل من اللعب
والقليل من الاستكشاف».
إن غير الواقعية، والاختلاف التام عن الصور التقليدية، هما اللذان
جعلا صور سيلبرغ مهمة الآن. إنه يمثل جزءا من حركة داخل عالم الفن تهدف إلى
تقويض الآنية في التصوير الرقمي. ويعقد سيلبرغ الأمور عن طريق إضافة عنصر
الوقت إلى وسيلة معروف عنها أنها تلتقط صورة واحدة وثابتة. إن تجارب سيلبرغ
الطويلة تذكرنا بالانتظار الذي لم يكن له نهاية في القرن الـ19 من أجل
اكتشاف التصوير.
ومشروع سيلبرغ الحديث يعد بأن يكون مثيرا مثل تشكيل الصورة عن طريق
البكسل (أو أصغر واحدة للصورة). والعملية التي يطلق عليها «فيديو التقليص»
تحلل ملفات الفيديو الرقمية إلى وحدات البكسل الأساسية الخاصة بها. وعند
تشغيل ملف الفيديو الرقمي، فإن مساحات كل إطار تظل ثابتة والحركة فقط هي
التي تسجل تغيرا في البكسل. ومن خلال العمل على ملفات فيديو معدة بصورة
مسبقة، يستغل سيلبرغ الحقيقة من خلال خفض الحركة إلى بكسلات بيضاء دقيقة
ترقص على خلفية سوداء. وتنتج العملية صورة أشباح تشبه الصور التي صورها
رائد دراسات الحركة إيادويرد ميوبرديج في القرن الـ21. وبالنسبة لسيلبرغ،
فإن الفوز بمسابقة الفن الواقعي في العاصمة واشنطن ما هو إلا بداية لأسبوع
سعيد؛ فسوف يتزوج قريبا من خطيبته جيسيكا جونسون.
* خدمة واشنطن بوست - خاص بـ«الشرق الأوسط»
الشرق الأوسط في
07/11/2010
هوليوود تتهم بوليوود بسرقة قصص أفلام وكلمات أغان.. وأشياء
أخرى
تقدم قائمة طويلة من الأفلام الهندية التي
اقتبست مواضيعها من أفلامها الشهيرة
نيودلهي: براكريتي غوبتا
أقامت شركة «توينتيث سينشري فوكس» دعوى قضائية ضد منتج في بوليوود
بزعم محاكاة فيلم من الأفلام التي أنتجها، حيث ادعت الشركة أن فيلم بوليوود
«نوك أوت» (الضربة القاضية)، الذي قام ببطولته نجم فيلم «سلامدوغ مليونير»
(المليونير المتشرد)، عرفان خان، بمصاحبة سانغاي دوت، تقليدا لفيلم «فون
بوث» (كابينة هاتف)، الذي قام ببطولته كولين فاريل وكيفر ساذرلاند.
وفي الوقت نفسه يُعتقد أن شركة «وارنر برازرز» بهوليوود قد طلبت
مشاهدة نسخة ترويجية من فيلم آخر من أفلام بوليوود باسم «غوثا هاي ساهي»،
وسط شكوك بأن قصته تقوم على مسلسل «فريندز» (الأصدقاء) الشهير، الذي أنتجته
ويعرض منذ فترة طويلة.
وقد نفى منتج فيلم «نوك أوت» سهيل ماكلاي أن يكون الفيلم مقتبسا من
فيلم «فون بوث» مدافعا: «نعم، لقد تلقينا إخطار المحكمة ويتعامل محامونا مع
الأمر، لكن التشابه يتوقف عند هذا الحد».
وبحسب ماكلاي، فإنه على الرغم من أن الفيلم يحكي عن كابينة هاتف، فإن
بطله ليس هدفا لقاتل، بل يتمحور حول خطة للكشف عن أفراد يقومون بغسيل أموال
وإعادة «النقود السوداء» من حسابات في مصارف في دول أخرى إلى الحكومة
الهندية.
وأضاف قائلا: «إنه فيلم مستقل ولا يمت بصلة لفيلم كابينة الهاتف». ومن
جانبه، نفى منتج فيلم «غوثا هاي ساهي»، مادو مانتينا، التحضير لعرض الفيلم
أمام ممثلي شركة «وارنر برازرز». وأوضح قائلا: «لا أنوي عرضه (في إشارة إلى
الفيلم) أمام (وارنرز)، فهو لا علاقة له بمسلسل (فريندز)». وتوصل المنتج
الهندي، سوباش غاي، منذ شهرين إلى تسوية بعيدا عن ساحات القضاء مع شركات
الإنتاج «توينتيث سينشري فوكس»، التي زعمت أن فيلم «هالو دارلينغ» (مرحبا
يا عزيزتي) يحاكي فيلم «فروم ناين تو فايف» (تسعة إلى خمسة). والفيلم
الكوميدي الذي أنتج عام 1980 قام ببطولته كل من جين فوندا ودولي بارتون،
بينما رفض مسؤولون في مكتب شركة «توينتيث سينشري فوكس» في الهند التعليق.
من الواضح أن هوليوود لن تجلس وتشاهد إنتاجها يقلد. لقد وجه مسؤولو
هوليوود الكثير من الاتهامات على مدار سنوات ضد بوليوود بسرقة قصص أفلام
وكلمات أغان، وأشياء أخرى من إنتاجها. وتحظى الاتهامات بمصداقية، لأنه من
المعروف أن صناعة السينما في بوليوود تنقل كثيرا عن أفلام هوليوود.
ويعرض الموقع الإلكتروني
www.bollycat.com
أفلام بوليوود التي تحاكي أفلام هوليوود، يزور الآلاف يوميا هذا الموقع،
الذي يضم قائمة بأكثر من 300 فيلم من أفلام بوليوود، وبدأ منتجو هوليوود
يهتمون به.
ويشيع محاكاة أفلام هوليوود وتقديمها كأنها عمل إبداعي أصيل داخل
بوليوود، وكانت شركات هوليوود تغض الطرف حتى سنوات قليلة ماضية عن محاكاة
أفلامها التي تحدث بكثرة، لكن يبدو أنها أفاقت وقررت المطالبة بحقوقها. لكن
المفاجئ في الأمر أن المبادرة باتخاذ هذه الخطوة كانت من جانب مكتب الشركات
الرئيسي في أميركا، وليس مكتب بومباي.
وأصدرت شركة «وارنر برازرز»، التي تعد من كبرى شركات الإنتاج في
هوليوود، إخطارا علنيا مؤخرا، نوهت فيه بأنه من يُعِد صناعة الفيلم الحائز
على جائزة الأوسكار «كيوريس كيز أوف بنجامين بوتن» (حالة بنجامين بوتن
الغريبة) دون إذن مسبق، فسيخسر أمواله، قائلة: «سنتخذ إجراء».
وقد صدر الإعلان في الصحف بعد أن عرفت الشركة أن فيلم «أكشن ريبلاي»
للمنتج الهندي والمخرج فيبيل شاه، يعتمد على فيلمهم الحائز على الأوسكار.
وسارع فيبيل بالتوضيح قائلا: «فيلمي يعتمد على مسرحية كتبتها منذ
سنوات طويلة، وتم تسجيلها لدى لجنة الرقابة الهندية، وعُرضت على خشبة
المسرح. ولا يوجد في فيلمي مشهد يشبه فيلم براد بيت».
لكن بحسب ما أفاد به المستشار القانوني لشركة «وارنر برازرز»، تشاندلر
لال، من شركة «لال آند سيثي» هذه هي فقط البداية، حيث قال: «لقد انتبهنا
لفيلم (ذا ديبارتيد) (الراحل)، عندما سمعنا أن المنتجين ساجد ناديادوالا
وإيروس، يعدان لفيلم يقوم على ذلك السيناريو»، وأضاف قائلا: «لقد كاتبناهما
وأرسلا ردا يوضح أنهما لم يقوما بهذا، لذا قلنا: حسنا فليكن».
وقد أقامت الشركة المنتجة نفسها دعوى قضائية ضد منتجي فيلم بوليوود
آخر باسم «هاري بوتر - كوميديا الرعب» على أساس أنه يشبه فيلم «هاري بوتر»،
لكن كسبت شركة «ميركي موفيز ليميتيد» المنتجة للفيلم هذه الدعوى.
وأقامت شركة «توينتيث سينشري فوكس» دعوى قضائية أمام محكمة دلهي
العليا لمنع شركة الإنتاج الهندية «زي تيليفيلمز» من عرض مسلسل حركة باسم
«تايم بوم» (قنبلة زمنية). وتزعم شركة «توينتيث سينشري فوكس» أن المسلسل
الهندي يحاكي «شو 24» وأمهل القاضي الشركة الهندية فترة نهاية الأسبوع
لتحضير دفاعها عن التهم الموجهة إليها.
تقول شركة «توينتيث سينشري فوكس» إن أحداث المسلسل «قنبلة زمنية» تدور
في الوقت الحقيقي مثل مسلسل «24 ساعة»، حيث تمثل ساعة من العرض ساعة من
حياة الشخصيات. وبينما تدور أحداث «24 ساعة» حول محاولة اغتيال رئيس أميركي
يتمتع بالقبول لدى الشعب على أيدي إرهابيين، تدور أحداث مسلسل «قنبلة
زمنية» حول محاولة اغتيال رئيس وزراء هندي يتمتع بقبول لدى الشعب.
وقبلت شركة «توينتيث سينشري فوكس» مبلغ 200 ألف دولار في أغسطس (آب)
2009 كتسوية خارج ساحات المحاكم، من شركة «بي آر فيلمز»، التي تنتج أفلام
بوليوود، بعد اتهامها بتقليد فيلمها الكوميدي الحائز على جائزة الأوسكار
إنتاج عام 1992 «ماي كازين فيني»، المعروف باسم «باندا يي باندياز هاي»، أو
«زيس غاي إز فيرليس» في بوليوود، وأنتج في أبريل (نيسان) 2010.
من الأمثلة الواضحة الأخرى فيلم بوليوود «بارتنرز» (شريك)، حيث اتهمت
شركتا «أوفرلوك إنتيرتينمينت» و«سوني بيكتشيرز»، اللتان أنتجتا فيلم
«هيتش»، منتجيه بمحاكاة الفيلم الكوميدي الرومانسي إلى حد نقل كادرات
كاملة.
وقد طالبت الشركة بتعويض قدره 30 مليون دولار، وبحسب مصادر في عالم
صناعة السينما، فهناك اتجاه نحو التسوية بين الطرفين. لماذا استيقظ منتجو
هوليود فجأة وأدركوا هذه السرقة؟! لقد أثار النجاح الذي حققه فيلم
«المليونير المتشرد» فضول المنتجين الكبار داخل هوليوود بشأن «نمط أفلام
بوليوود»، فبدأوا في مشاهدة أفلام بوليوود بشكل متقطع، مما أدى إلى ما يطلق
عليه الأميركيون «موقفا»، وأدركوا وجود مشاهد كاملة مسروقة من أفلامهم في
الكثير من أفلام بوليوود.
وفي عالم سوق الترفيه في ظل العولمة، يوضح أحد المنتجين في بوليوود،
ساجد ناديادوالا، سبب انهمار دعاوى قضائية، التي يقيمها منتجو هوليوود، على
بوليوود فجأة، قائلا: «تحاول بوليوود أن تصبح لاعبا عالميا، ويتطلع عمالقة
الإعلام العالمي إلى السوق الهندية. والإنتاج داخل بوليوود ضخم حيث تنتج
سنويا 1000 فيلم، ويبلغ عدد الذين يرتادون السينما يوميا في الهند 14
مليون. واحتل 30 فيلما من إنتاج بوليوود مكانا ضمن قائمة أعلى 10 أفلام
حققت الإيرادات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية في السنوات
الخمس الماضية، ولا يمكن مقاومة إغراء هذه السوق. لا تجني شركات الإنتاج
الضخمة في هوليود مثل (يونيفرسال) و(وارنر برازرز) و(ميرا ماكس) و(توينتيث
سينشري فوكس) أرباحا من عرض إنتاجها السينمائي في الهند فقط، بل يعهدون
بدبلجتها باللغة الهندية. والآن تتعارض مصالح هوليوود مع مصالح بوليوود،
فهم يريدون أن يراقبوا من يقوم بتقليد الأفلام، وعلي أي عمل يعتمد ومن
أين..؟ لذا علينا الآن التأكد من كل شيء. لم تكن بوليوود تتمتع بمكانة
عالية في الماضي، لذا لم يكن أحد يلاحظها كثيرا، بينما أصبحنا اليوم
عالميين».
وقال مخرجون ونقاد فنيون هنود إنه على الرغم من أن الحملة القانونية
قد أثارت مخاوف من الانتشار من خلال بوليوود، فإنها ستنهي أخيرا «ثقافة
الاقتباس» وستؤدي إلى التحول نحو إنتاج أفلام أفضل والمزيد من الأفلام
الأصيلة، وسيتعين على صناع السينما الهندية الآن تعلم الاحتراس من «التأثر»
بمضمون أفلام هوليوود، وإلا سيجدون شركات هوليوود تطالبهم بالمشاركة في
الأرباح باعتبارها رسوم حق الملكية الفكرية.
ويقول الناقد الفني والسينمائي ميناكشي شيد: «السرقة التي تقوم بها
بوليوود خبر جيد لكتاب السيناريو الهنود، حيث إنه من المأمول أن يحظوا ولو
بالقليل من الاحترام بدلا من تكليفهم بنسخ أسطوانة (دي في دي) بالهندي. لقد
قامت بوليوود بسرقة أفلام هوليوود لسنوات أو على الأقل كانت مصدر إلهام
لها». ويقول بوني كابور أحد أهم الشخصيات في بوليوود: «لقد حاكى أكبر صناع
السينما في بوليوود سيناريوهات كاملة لأفلام هوليوود ونجوا بفعلتهم، ومن
الأشياء الرائجة التي يقوم بها كتاب السيناريو الهنود هذه الأيام التجول
بأسطوانات (دي في دي) لأفلام هندية وإنجليزية قديمة، وعرض بتقديم نسخ
منها». وأضاف قائلا: «لقد نسخت سيناريوهات هوليوود، لكنني لم أفعل ذلك أبدا
من دون الحصول على التصريحات اللازمة لذلك. لكن هل من مهرب لبوليوود؟
المهرب الوحيد هو العودة إلى كتابة سيناريوهات أصيلة، ولا يعد ذلك غريبا
على مومباي، حيث تم تنفيذ سيناريوهات وقصص أصيلة في حقبة الأربعينات
والخمسينات والستينات تنتمي شخصياتها إلى واقع الحياة في الهند، ولم تنسخ
من أفلام هوليوود. وسيطرت بوليوود على العالم، بدءا من شوارع موسكو إلى
محلات التحف في طهران، ومن مقاهي القاهرة إلى مسارح بكين، حيث كانت تلقى
الأفلام الهندية رواجا كبيرا. تلك هي الأفكار الأصيلة التي ندري وجودها
اليوم، ولعل مخرجينا ومنتجينا يستلهمون من ذلك بعض الأفكار الأصيلة».
الشرق الأوسط في
07/11/2010 |