أم لأربعة أولاد وبنت، تتفانى فى تربيتهم والعمل على راحتهم لكنهم
يعيشون بانفلات. تلك هى ملامح فيلم «عائلة ميكى» الذى وافقت لبلبة على
بطولته بمجرد أن قرأت نص السيناريو.
■
لماذا كان الإعجاب السريع بالنص والتعاقد عليه خلال ٢٤ ساعة من قراءته؟
- لأن هذه النوعية من الأفلام ذكرتنى بأعمال قدمتها السينما المصرية
منذ ما يقرب من ٣٠ عاما مثل «إمبراطورية ميم» و«الحفيد» و«عالم عيال» و«أم
العروسة»، وكنت أتمنى منذ فترة تقديم عمل خفيف، وفى الوقت نفسه له هدف
اجتماعى ويستعرض أحوال الأسرة المصرية ويعرض مشكلاتها.
■
الأم لم تعرف تجاوزات ابنتها وجلبها لشاب غريب إلى الشقة، فهل قصدتم شيئا
ما من وراء عدم علمها؟
- نعم، ولو علمت الأم أن ابنتها فعلت هذا كان مسار الأحداث سيتغير من
لايت كوميدى لميلودراما وبرغم غضبى من موقف تأخرها عن المنزل فإننى لم أبلغ
الأب بما حدث.
■
رغم مثالية مريم فى تربيتها لأبنائها إلا أن أعصابها كانت تنفلت مع أمها فى
بعض الأحيان، لماذا؟
- السبب هو زيادة الضغوط عليها، لكنها كانت تعود لأمها وتعتذر لها عما
بدر منها لأن مشاكل أبنائها هى التى جعلتها تتحدث بأسلوب فظ مع أمها فى بعض
الاحيان.
■
أحداث الفيلم كلها تدور فى ٢٤ ساعة وخلال هذا الزمن الدرامى الضيق تمر
الشخصية بتحولات ومشاعر متنوعة ألم تشعرين بصعوبة فى هذا؟
- بالتأكيد كانت صعوبة بالغة لأنى خلال تلك المدة المحدودة يجب أن أمر
بأكثر من «مود» نفسى، بين الغضب والخوف والقلق وتلقى خبر الفوز بجائزة
الأسرة المثالية.. كل هذا جعلنى أشعر بصعوبة فى تأدية كل مشهد، وفضلا عن كل
هذا كنت أعيش ظروفا قاسية بسبب مرض والدتى.
■
رغم الذوق الرفيع فى اختيار ملابس الشخصية إلا أنها كانت أقل من مستوى
الشخصية الاجتماعى، فما ردك؟
- مريم لديها مصروفات كثيرة كانت تلتهم دخلها ودخل زوجها وهذا أثر
طبعا على مستوى ملابسها، وقد راعينا فى اختيار الملابس كل تفاصيل الشخصية
وظروفها الاجتماعية والمادية والتزاماتها تجاه أولادها الخمسة وقد التزمت
بكل ما أوصيت به حتى أننى ارتديت حجابا كاملا وليس نصف حجاب لأن مظهر شخصية
مريم يجب أن يكون هكذا.
■
حين أبلغوك بترشيح أسرتك لجائزة الأسرة المثالية ضحكت وبكيت فى التوقيت
نفسه ألم يكن هذا صعبا؟
- كان غاية فى الصعوبة ولأول مرة أقدم هذا الأداء فى حياتى، والضحك
طبعا كان فرحا بالترشيح بينما البكاء كان على حال الأسرة التى لم تكن
مثالية مطلقا وقد احتاج هذا المشهد وحده «توضيب وتظبيط كاميرات» استغرق ٣
ساعات، وبرغم صعوبة هذا المشهد فإننا نجحنا فى تصويره من أول محاولة.
■
الفيلم استعرض تدهور حال أسرة مصرية دون أن يشير بأصابع اتهام لشخص محدد،
على من تلقون اللوم؟
- اللوم نلقيه على تطورات العصر وانفتاح الأولاد ودخول الموبايل
والإنترنت فى حياتنا وتأثيراتهما السلبية.
المصري اليوم في
17/10/2010
«ديل
تورو» ينسحب من «الهوبيت» ويخرج «على جبال الجنون» من
إنتاج جيمس كاميرون
ريهام
جودة
تعاقد المخرج المكسيكى «جوليرموديل تورو» على إخراج فيلم «على جبال
الجنون»، الذى ينتجه المخرج الأمريكى «جيمس كاميرون» بعد تقديمه تحفته
السينمائية «أفاتار»، ليحسم «ديل تورو»، الذى يعد أحد أبرز المخرجين
الأجانب فى هوليوود حاليا، كثيرا من الشائعات التى تناثرت عن تقديمه الفيلم
المأخوذ عن رواية بالاسم نفسه، تدور فى أجواء من الرعب والإثارة، حيث يصطحب
أستاذ جامعى عددا من العلماء إلى قارة «أنتراكتيكا» لاكتشاف مجموعة من
الجبال المليئة بالأشباح والمخاطر.
من المقرر مشاركة الممثل الأمريكى «رون بيرلمان» فى الفيلم، الذى
تعاون مع «ديل تورو» فى فيلم «Hell boy the golden army»،
حيث جسد شخصية «هيل بوى»، وقد وعد «بيرلمان» «ديل تورو» بمشاركته الفيلم فى
حال عدم انشغاله بأى أعمال، وفقا لما صرح به على موقعه الرسمى، خاصة بعد
تأكيد «ديل تورو» له بكتابة شخصية خصيصا له بين شخصيات الفيلم، وهى لحارس
الكلاب التى تصطحب مجموعة البحث، الذى لايهتم بالقواعد العلمية.
كان من المفترض تقديم الفيلم عام ٢٠٠٤، لكن ظروفا إنتاجية حالت دون
خروجه للنور، ويبدأ تصويره الصيف المقبل بتقنية ثلاثية الأبعاد ٣D، حيث عدل «ديل تورو» والسيناريست «ماثيو روبنز» السيناريو ليناسب
العام الحالى، ولم يستقر على باقى الأبطال بعد.
من ناحية أخرى، حسم «ديل تورو» الموقف بالنسبة لفيلم «الهوبيت» الذى
واجه مشاكل إنتاجية قبل أشهر عديدة، أدت إلى إعلان «ديل تورو» انسحابه
لتأجيل البدء فى التحضير له أو تصويره، وفقا لما ذكره «ديل تورو» على
موقعه، الذى أكد أنه تفرغ لتصوير الفيلم رافضا أى مشروعات أخرى بسببه، ثم
عاد ليتراجع وأعلن استمراره فى العمل مخرجا للفيلم بعد وعد من صديقه كاتب
سيناريو الفيلم ومنتجه المخرج «بيتر جاكسون» بتذليل العقبات للبدء فى تصوير
الفيلم فى أسرع وقت، وحدد بشكل نهائى أوائل العام المقبل كأقصى موعد لبدء
التصوير، ثم عادت الشركة المنتجة لتعلن أن «جاكسون» هو المخرج وليس «ديل
تورو»
طلب الممثل البريطانى «أورلاندوبلوم» من المخرج الأمريكى «بيتر
جاكسون» إسناد أى دور له فى فيلم «الهوبيت» الذى يأتى استمرارا للأجواء
الأسطورية التى قدمها «جاكسون» فى سلسلة «ملك الخواتم» الذى تولى إخراجه،
وشارك «بلوم» بدور الأمير الجنى منذ تقديم الفيلم الأول من السلسلة عام
٢٠٠١، وأكد «بلوم» أنه طلب دورا من «جاكسون» الذى يتولى كتابة سيناريو
الفيلم حاليا، كما سيكون مسؤولا عن كاستينج الممثلين فيه، إلى جانب إنتاجه
له، مشيرا إلى رغبته فى تجسيد شخصية الأمير الجنى مجددا فى حال تواجدها فى
السيناريو، المقرر تقديم جزأين له، يعرض الأول منهما عام ٢٠١٢.
انتشرت شائعات كثيرة مؤخرا عن إسناد دور البطولة فى الفيلم للممثل
الأمريكى «توبى ماجواير»، الذى قدم ٣ أفلام من سلسلة «الرجل العنكبوت»، حيث
تردد تجسيد «ماجواير» شخصية «بيلبو باجنز»، وهو ما علّق عليه «ماجواير»
بعدم عرض السيناريو عليه أو مخاطبة أى من أسرة الفيلم له، وكان «ماجواير»
آخر من ترددت شائعات عن بطولته للفيلم بعد عدد من الممثلين، منهم الممثل
البريطانى «دانييل راد كليف» بطل سلسلة «هارى بوتر»، و«جيمس مكفوى» الذى
شارك «فورست ويتكر» بطولة فيلم «آخر ملوك أسكتلندا».
المصري اليوم في
17/10/2010
على أبو شادى رئيس مهرجان
الإسماعيلية:
سمعة
المهرجان أكبر من أية مجاملات
أحمد النومي
بعد انـتــــهـاء
فــعــالـــيـات الدورة الرابعة عشرة من مهرجان الاسماعيلية الدولى للأفلام
التسجيلية كان من المهم أن نجلس مع الناقد الكبير على أبو شادى رئيس
المهرجان لنتحدث معه حول هذه الدورة وما أثير من تساؤلات حولها.. وإلى
تفاصيل الحوار..
* إلى أى مدى استطاع المهرجان أن يحقق لنفسه مكانة ومكاناً وسط المهرجانات
السينمائية الدولية؟
** منذ نجاح د. محمد كامل القليوبى عام 2001 فى استعادة المهرجان بعد توقفه
4 سنوات نحاول تطويره ونجعله نموذجاً للمهرجانات الدولية حسب إمكاناتنا لكن
بتقاليد المهرجانات الدولية وانضباطها وبقيمة الأفلام المنافسة خصوصاً أننا
المهرجان الوحيد فى العالم العربى والشرق الأوسط الذى يضم 5 أقسام وعام بعد
عام ونتيجة للسمعة الطيبة واحترام مواعيد العرض والانضباط واحترام المشاهد
والضيوف والدقة فى مطبوعات المهرجان استطعنا أن نجعل من هذه التقاليد هى
الأصل فى عملنا ونجحنا فى أن يصبح للمهرجان شخصية لكونه مهرجاناً سينمائياً
مصرياً وعربياً بتوجهاته ودولياً بنشاطه.. وعندى أمران نصب عينى قيمة
المهرجان واسم مصر وقيمتها عند الفنانين فى الخارج والجغرافيا لا تهمنا ولا
عدد الأعمال المشاركة سوى فكرة التميز وأن أشغل 30 ساعة بأفضل الأفلام.
* إذا فلم تكن هناك محاباة فى اختيار الأفلام من مصر أو الدول العربية؟
** إطلاقاً حتى لو انتقد البعض عدم وجود أفلام مصرية مادام لا توجد أفلام
تستحق أن تمثلنا وإن كنت فى بعض الأحيان أراعى مع لجنة المشاهدة مستوى
الأفلام فى العالم العربى. والمشاركة العربية الضعيفة سببها إنتاجهم ونحن
أرسلنا لجميع الدول العربية وهذا العام شاركت 3 دول عربية وفى سنوات سابقة
كانت توجد 8 و10 دول.. لا تهمنى جنسية الفيلم ولا تهمنى وزارة الصحة أم
وزارة الثقافة التى تنتج المهم هو جودة المنتج.
* لكن هناك من اتهم إدارة المهرجان بأنها تسعى «لتسيس» المهرجان بسبب فيلم
الافتتاح عن سياسات بوش ووزيرة خارجيته كونداليزا رايس.
** لا نريد أن «نسيس» المهرجان بقدر أن نقول موقفنا وتسييس المهرجان به
خطورة لأنه سيحجب عنك أشخاصاً كثيرين وأهم ما فى المهرجانات أننا ننفتح على
كل التيارات والثقافات جميعاً كان يهمنى أن يكون هناك «تلامس» مع الواقع.
* لكن كان هناك قصد لعرض هذا الفيلم بالذات من بين أعمال كثيرة؟
** نعم اخترت هذا الفيلم لطرحه وللمعلومات الجديدة به وتم تنفيذه بشكل رائع
والمهم أنه يقدم وجهة نظر أمريكية فى مواطنة أمريكية تسيدت العالم فى لحظة
ما وتوحشت من عازفة بيانو إلى وحش كاسر سببت كوارث بالعالم.. فهى رؤية
أمريكية إنهم يحاسبون بعضهم ونحن ليس لنا دخل لأننا لم نعرض فيلماً مصرياً
يشتم ويهين ويهاجم ويحاكم كونداليزا رايس أو الأمريكان.. أنا جهة عرض.
* لماذا كان قرار وزير الثقافة برفع قيمة الجوائز من 60 ألفاً إلى 150 ألف
جنيه فى اللحظات الأخيرة من بدء المهرجان وما هى كواليس هذا القرار؟
** انتهزت فرصة موافقة الوزير العام الماضى على رفع قيمة جوائز المهرجان
القومى للسينما وطلبت منه قبل المهرجان زيادة جوائز مهرجان الاسماعيلية
وكانت الاستجابة فورية وتعمدت أن أعلن ذلك أمام الجميع فى حفل الافتتاح
بدلاً من إعلانه فى الصحافة لأن المردود الإيجابى سيكون أفضل خصوصاً من
الضيوف الأجانب.
* غياب الوزير عن حفلى الافتتاح والختام قد أثار تساؤلات فهل هذا يقلل من
قوة المهرجان؟
** إطلاقاً.. والوزير كل عام لا يحضر.. وطلبت منه أن يكون هناك نائب أو
بديل حتى لا يشعر الناس بأن الوزير غير مهتم بالمهرجان.
* أيضاً كان من المفترض حضور د. أشرف زكى رئيس قطاع الإنتاج الثقافى بدلاً
من الوزير ففوجئنا بحضور د. عماد أبو غازى أمين المجلس الأعلى للثقافة..
فهل لذلك علاقة بقواعد البروتوكول؟
** حسب البروتوكول د. ?أشرف زكى هو رئيس الجهة التى تنظم المهرجان وهى
المركز القومى للسينما و د. أشرف كان سيحضر بصفته رئيس القطاع واعتذر
لارتباطه بمؤتمر فى نفس اليوم وأبلغت الوزير.
* لكن البعض فسر ذلك بأن د. مغازى منصبه أعلى من د. زكى؟
** لم نحسبها بهذا الشكل بقدر أننا اخترنا د. أشرف زكى بصفته المسئول عن
المكان.. وأمين عام المجلس يعنى هو الواجهة الأساسية لأن رئيس المجلس
الأعلى للثقافة هو الوزير ليس وزير الثقافة فقط بل هو فى حد ذاته وزير
والأمين العام للمجلس هو الشخص التالى له مباشرة.
* لماذا لا يوجد راع للمهرجان؟
** عندما يأتى رئيس آخر للمهرجان غيرى ينفذ ذلك وأنا شخصياً لا أحب ذلك
لأننى لا أحب أن يتحكم فىّ شخص وميزانية المهرجان ضئيلة «وبنغزل برجل حمار»
ولا يفرق معنا هذا الموضوع.
* كيف ذلك ووجود راع سيجلب لك أموالاً؟
** الدولة تصرف على المهرجان وليست متأخرة ثم أننى لست مهرجان نجوم أسعى
مثلاً لإحضار نيكول كيدمان فالمهرجان ليس به بذخ وبهرجة كالمهرجانات الأخرى
وليس لدينا الميزانيات المفتوحة لأن ميزانيتنا محدودة جداً لكن الشطارة أن
نقدم بها شيئا محترماً ونحن نرشد الإنفاق بأكثر قدر ممكن.
* كم ميزانية المهرجان؟
** لا تزيد على 150 ألف يورو وهو شىء مضحك.. هل شاهدت من قبل مهرجاناً
ميزانيته كذلك؟ وتشمل قيمة الجوائز وتذاكر الطيران لأكثر من 70 أو 80 شخصًا
حضر.
* لكن وجود راع سيحقق لك فكرة استقلال المهرجان مالياً بعيداً عن الميزانية
الضئيلة كما يحدث فى مهرجان القاهرة السينمائى؟
** هذا هو مهرجان الدولة وجزء من مهام الدولة ومهرجان القاهرة السينمائى
الدولى هم أحرار فى ذلك.. ثم إنهم يأخذون 6 ملايين جنيه من الدولة. أنا لست
ضد الرعاة ولو وجدت راعياً لا يفرض شروطه على فلن أرفض وحدث ذلك مع يوسف
شاهين أعطى لنا 25 ألف جنيه وشكرته فى نصف صفحة بكتالوج المهرجان.. ومؤسسة
سمات كانت تعطينا 25 ألف جنيه وفعلت نفس الأمر. ود. عزة كامل رئيس مركز
وسائل الاتصال أعطت لنا جائزة بقيمة خمسة آلاف جنيه لأحسن فيلم يناقش قضايا
المرأة ولن أرفض والناقد سيد درويش من مجلة سينما كان يعطينا 100 ألف دولار
جائزة من المجلة بلجنة خاصة ولم أرفض.
* وهل تقدم محافظة الاسماعيلية دعماً مالياً للمهرجان؟
** تتحمل جزءاً من تكلفة الإقامة وأية زيادة نتحملها وهو جهد مشكور وليست
القضية الدعم المالى بل تأمين المكان وتوفير الراحة والرعاية والاهتمام
والإحساس بأن هذا المهرجان فى الاسماعيلية لدرجة أن اللواء عبد الجليل
الفخرانى محافظ الاسماعيلية حول الموضوع بأن أصبح المهرجان اسماعلاوياً
100%.
مجلة أكتوبر المصرية في
17/10/2010
حكايات من منزل الأكاذيب فى «عائلة ميكى»
محمود عبدالشكور
قليلة جدا فى تاريخ السينما المصرية تلك الأفلام التى تقدم تشريحا
واعيا وناضجا للعلاقة بين الآباء والأبناء فى الأسرة المصرية، وتحاول أن
ترصد التغييرات التى حدثت داخلها بسبب اختلاف الزمن أو نتيجة للظروف
الاقتصادية والاجتماعية، ولذلك كانت سعادتى مضاعفة عندما شاهدت فيلم «عائلة
ميكى» الذى كتبه عمر جمال فى تجربته الثانية بعد «أوقات فراغ»، واخرجه
«أكرم فريد»، الفيلم بدون مبالغة من أفضل الأفلام التى قدمت هذه العلاقات
بصورة تجمع بين الشجن والسخرية، كما أنه يعرض نماذج حية واقعية تتحدث بلسان
الجيل الأحدث.. جيل الموبايل والكمبيوتر والروشنة.. والأهم من ذلك أن
الفيلم يفضح جبال الأكاذيب ويزيح كل الأقنعة عن أبطاله، ويحاكم الكبار بشكل
غير مباشر بنفس الدرجة التى يتحدث فيها عن الشباب، وبدون أى قدر من
المباشرة أو الخطب الزاعقة.
السيناريو المتماسك يدخلنا فى لقطات سريعة، وقبل انتهاء العناوين إلى
عالم أسرة مصرية من الشريحة العليا للطبقة المتوسطة، ومن خلال شريط الصوت
وحده تعرف أن الأسرة وصلت إلى التصفية النهائية فى مسابقة لاختيار الأسرة
المثالية، ومن خلال صورة مشتركة للجميع نتعرف على أفراد الأسرة: الأب ضابط
الجيش (أحمد فؤاد سليم) والأم (لبلبة) التى تعمل مديرة للشئون القانونية فى
إحدى المؤسسات الحكومية، والأبناء: «مصطفى» وهو ضابط شرطة حديث التخرج،
و«ماجد» طالب بالهندسة، و«مازن» طالب الثانوية العامة، و«ميادة» الطالبة،
و«مختار» أو «ميكى» التلميذ الصغير الذى يحمل الفيلم اسمه على وزن الفيلم
العائلى الشهير «عائلة زيزى»، ورغم أن كل شئ فى الصورة لامع وبراق بفضل
إضاءة «رءوف عبد العزيز» وديكورات «كمال مجدى»، فإننا عندما نبدأ الأحداث
بعد العناوين نكتشف مفاجأة لا حدود لها، الجدة والدة «مريم» (لبلبة) تعانى
من الوحدة بعد أن فقدت بصرها ورفض ابنها إقامتها عنده، والابن مصطفى يكره
عمله ويريد الاستقالة بعد أن أجبره والده على دخول الشرطة، ويستغل الشقة
لمواعدة صديقته، واخته «ميادة» تواعد صديقها فى نفس المكان وتكره وزنها
الزائد، والابن «مازن» أصبح فتوة يضرب رفاق اللعب، و«ماجد» لا يذهب إلى
كلية الهندسة منذ عامين، حتى «ميكى» يعاقب دائما بسبب مشاغبته، صورة مفزعة
لجيل تائه قدمت بسخرية مريرة وانتهت إلى سقوط الأب والأم أيضا حيث يقومان
برشوة القائمين على المسابقة للفوز بلقب الأسرة المثالية التى لا علاقة لها
أبدا بالمثالية!
الفيلم رغم بساطته يدين الجميع: الأسرة وما حولها، الكبار والصغار،
الشخصيات قوية وحية وحواراتها واقعية ومعبرة عن الأجيال الجديدة، أداء
متفوق من الجميع خاصة من «لبلبة» فى دور عمرها مما يجعلها مرشحة بقوة للفوز
بلقب أفضل ممثلات العام، مع دور مساعد لا ينسى للقديرة العائدة «رجاء حسين»
بالإضافة إلى المواهب الواعدة «عمرو عابد» و«حسن حرب» و«إيرينى فارس»
والطفل «محمد طلعت»، وقبل هؤلاء جميعا المخرج «أكرم فريد» الذى يعتذر بهذا
العمل عن أفلامه السابقة.. المتواضعة.
مجلة أكتوبر المصرية في
17/10/2010 |