«ليس في الفيلم رسائل،
بل هو يطرح الأسئلة» يشرح مخرج فيلم «شيوعيين كنّا» ماهر أبي سمرا رداً على
سؤال من
أحد مشتركي موقع «شباب السفير» حول الرسالة التي أراد إيصالها من خلال
الفيلم. وطرح
الأسئلة، وليس إيصال الرسائل، «قاعدة» يتبعها أبي سمرا في عمله
السينمائي.
قاعدة أخرى «كسرها» أبي سمرا في لقائه مع «شباب السفير». في العادة،
لا يجري
المخرج حوارات تسبق عرض الفيلم. و«شيوعيين كنّا» لم يعرض بعد بشكل واسع،
وإن كان
شارك في مهرجانات عدّة، في لبنان ودول أخرى. وفي حالة كهذه، لن يتمكن
الجمهور من
المشاركة في النقاش حول فيلم لم يسبق أن شاهدوه.
وأخذ اللقاء مع «شباب السفير»
صيغة مختلفة، أي محاولة لمتابعة النقاش حول ما يثيره «شيوعيين كنّا»، وليس
حول
الفيلم بحد ذاته. لقاء استضاف «أبطاله» الأربعة: رئيس القسم السياسي في
«السفير»
الزميل حسين أيوب، ورئيس مجلس إدارة جريدة «الأخبار» الزميل إبراهيم
الأمين،
والمهندس المعماري بشار عبد الصمد، والمخرج ماهر أبي سمرا.
وفي هذا السياق وردت
أسئلة مشتركي الموقع:
«شيوعيّين كنّا..» تعبيرا عن الفيلم فقط أم حقيقة؟
وما معنى شيوعيين كنتم؟ هل تراجعتم نتيجة تغيرات فكرية أم نتيجة تغير
الظروف
السياسية..؟
لو أعدنا عقارب الساعة إلى الوراء فهل كنتم تكررون المحطات
الرئيسية من التجربة؟
ومن بعد أن كان هؤلاء الرفاق أو الأصدقاء شيوعيين يمثلون
كل الوطن وكل الطوائف، وكان لهم مشروعهم الوطني الكبير، أين أصبحوا اليوم؟
وهل
عادوا إلى المشاريع الطوائفية الصغيرة؟
وأسئلة أخرى وجهها المشتركون وأجاب عنها
«الرفاق
الأربعة» في مقابلة تنشر كاملة اليوم على الموقع الالكتروني لـ«شباب
السفير»، على العنوان التالي:
http://shabab.assafir.com/Interview/?InterviewID=39
فيلم
«شيوعيين
كنّا»
:
أسئلة حول أربعة تجارب فردية
إعداد: إبراهيم
شرارة
"ليس في الفيلم رسائل، بل هو
يطرح الأسئلة" يشرح مخرج فيلم "شيوعيين كنّا" ماهر أبي سمرا
رداً على سؤال من أحد
مشتركي موقع "شباب السفير" حول الرسالة التي أراد إيصالها من خلال الفيلم.
وطرح
الأسئلة، وليس إيصال الرسائل، "قاعدة" يتبعها أبي سمرا في عمله السينمائي.
قاعدة أخرى "كسرها" أبي سمرا في لقائه مع "شباب السفير". في العادة،
لا يجري
المخرج حوارات تسبق عرض الفيلم. و"شيوعيين كنّا" لم يعرض بعد بشكل واسع،
وإن كان
شارك في مهرجانات عدّة، في لبنان ودول أخرى. وفي حالة كهذه، لن يتمكن
الجمهور من
المشاركة في النقاش حول فيلم لم يسبق أن شاهدوه.
من هنا، أخذ اللقاء مع "شباب
السفير" صيغة مختلفة، أي محاولة لمتابعة النقاش حول ما يثيره
"شيوعيين كنّا"، وليس
حول الفيلم بحد ذاته. وفي هذا السياق وردت أسئلة مشتركي
الموقع. فكان اللقاء الذي
استضاف "أبطال" الفيلم الأربعة: رئيس القسم السياسي في "السفير" الزميل
حسين أيوب،
ورئيس مجلس إدارة جريدة "الأخبار" الزميل إبراهيم الأمين، والمهندس
المعماري بشار
عبد الصمد، والمخرج ماهر أبي سمرا.
انتم جيل طموح جدا،
دعوني أسميكم جيل الآباء، ولكن نحن من ولد في المرحلة اللاحقة عاصرنا
الهزائم
والانكسارات مرة تلو الأخرى أضف إليه كمية التطرف والتعاطي مع المشهد
السياسي
بطريقة غريبة. فهل يعول علينا بعد كل هذا؟
شارك في السؤال:
طارق حميد
حسين أيوب: أنا قلت إنني بعد تموز 2006 لم أعد
معنياً وحسب، بل صرت معنياً وأرغب بالتأثير بالرأي في مجموعات
من خلال مهنتي في
الصحافة. إذا كنت أعوّل على نفسي عمليا، فهل أكون أقطع الطريق على ابني وهو
لم
يتجاوز العاشرة بعد؟
•
إبراهيم الأمين: لا ارغب أن أكون في موقع الناصح.
لكنني أجيبك كما أحاول الحديث مع ابني الذي
لديه بعض الهواجس المشابهة. أعتقد انه
لا يوجد من يقدر على تحميلكم إرث أي هزيمة أو فشل. حتى ولو
أصابكم بعض من ضرر. لكن
المغالاة في التصورات وادعاء الجذرية في الأفكار وتوهّم الأدوار المستحيلة،
كل ذلك
يقود عمليا إلى الجمود... أي الاستسلام. المهم الاعتراف بالآخر كما هو، لا
كما
نتخيله نحن أو كما نرغب له أن يكون. عندها يمكن خلق المشتركات وبعدها العمل
والتغيير.
•
بشار عبد الصمد: لا شك أن ظاهرة المقاومة طموحة وخلاقة، وهي
مغايرة للمشهد الحالي. لسنا جيل الآباء، نحن من جيل أحفاد تلك الحركة
المتنورة التي
حملت أفكاراً ومشروعاً لم تتوفر له فرص التحقق، وتعرّض لانهيار
مدويّ. سقط المشروع
نعم، لكن الأفكار لم تزل مضيئة ومصدر أمل لاحق، عسى المستقبل أن يزهر ويعطي
ثماره،
وهذا دور أبناء الأحفاد...
•
ماهر أبي سمرا: انتسابنا إلى الحزب بداية كان أشبه
بالانتساب إلى نادٍ. لاحقاً، بعد العام 1982، كان الانخراط الجدي بالعمل
الحزبي،
ومن ضمنه العسكري. كانت لدينا بالطبع طموحات مرتبطة بالقضايا العامة، ولكن
لم يكن
دخولنا الحزب بمنطق أيديولوجي بمقدار ما هو انتماء إلى حزب
سياسي خارج عن الطوائف،
بالإضافة طبعاً إلى العنصر الأساسي لانخراطنا، وهو مقاومة الاحتلال
الإسرائيلي.
ونحن كأفراد لدينا اليوم أهدافا ومشاريع
ليست مرتبطة ببعضها بشكل جماعي. كل واحد من
الأربعة لديه طموحات مختلفة وأهداف يحاول أن يحققها.
المرحلة الحالية لا يجب أن
تستمر بالطبع. هذا الوضع الطائفي لا يسمح لأحد بالحياة. لكن
السؤال المطروح هو عن
جدوى الانتماء الحزبي، وهل أن دخول الأحزاب هو الوسيلة الأفضل لتحقيق
التغيير؟
حسين أيوب: بالمعنى العاطفي
والفكري... أنا اليوم أكثر تجذراً
وثباتاً
"شيوعيّون
كنّا"
تعبيرا عن الفيلم فقط أم حقيقة؟ وما معنى شيوعيين كنتم؟ كنّا وتراجعنا
نتيجة تغيرات
فكرية أم نتيجة تغير الظروف السياسية أم لم نتراجع؟
شارك في السؤال:
سجى مرتضى -
وائل
حمادة
•
حسين أيوب: "شيوعيين
كنا" بالمعنى الحزبي التنظيمي، نعم. هذا ينطبق عليّ بمعزل عما
يريده المخرج ماهر
أبي سمرا من العنوان. أما بالمعنى العاطفي والفكري، فأنا اليوم أكثر تجذراً
وثباتاً
من أي وقت مضى.
•
إبراهيم الأمين: بصراحة، عندما انخرطنا في الحزب الشيوعي
في تلك المرحلة، كانت مشكلة الطائفية والاحتلال. يعني أن عناصر الجذب
المركزية كانت
محصورة ـ بالنسبة لي ـ في هذين الأمرين. أما العناوين الكبرى، فكرياً
وسياسيا وحتى
على مستوى السلوك والطقوس، فقد جاءت إضافية. وبالتالي لست اقدر
على شرح مدلول معرفي
أو علمي دقيق لعبارة "كنت شيوعيا أو لا زلت شيوعيا".
•
بشار عبد الصمد: كنّا
بالحزب الشيوعي، وخرجنا منه. لكن القناعات التي أدخلتنا
وتبلورت في هذا المسار،
اعتقد أنها طبعت معالمها في وعينا، لكن البوصلة أضحت فردية بعد أن كانت
جماعية.
•
ماهر أبي سمرا: النقاش الذي يثيره الفيلم ليس في معنى كلمة
شيوعية
أو التجربة الشيوعية ككل. الكلمة هنا هي للتسمية فقط. الفيلم يتناول تجربة
أربع
أشخاص هم اليوم في حالة هزيمة، بعد مرحلة سابقة عشناها معا في محاولة
لإيجاد مساحات
خارج طوائفنا. كان لدينا حلم بإمكانية بناء مجتمع علماني خارج
الحالة الطائفية التي
نراها سائدة اليوم. نحن فشلنا، لكننا لا زلنا نأمل بوجود هذه
الإمكانية.
لو أعدنا عقارب
الساعة إلى الوراء هل كنتم تكررون المحطات الرئيسية من التجربة؟ إذا كان
الجواب
بالنفي ما هي البدائل التي كنتم اعتمدوها؟
شارك في السؤال:
مروان البسط
•
حسين أيوب: نعم أكرّر
التجربة، ولا أندم على أيّ من مراحلها.
•
إبراهيم الأمين: لا يمكنك قراءة
المرحلة الماضية بأدوات اليوم. لذلك فانه مخطئ من يدّعي انه
يملك الجواب. لأن طبيعة
الأمور تقول بأننا في ذلك الزمن كنا كذلك. ولو عاد بنا الزمن لكان من
الطبيعي أن
نكون كذلك.
السؤال الأدق والأكثر إحراجاً: ماذا تقول لمن استشهد معك يومها عن
واقع القيادات والكوادر والرفاق والأصدقاء اليوم؟ هل نعتذر منهم يوميا؟ هل
نتذكرهم
أصلا؟ هل نتفقد بقيتهم؟
•
بشار عبد الصمد: أكيد، أكررها وبزخم اكبر. لكن مع
هوامش خاصة وذاتية أوسع.
•
ماهر أبي سمرا: الذاكرة ليست أمرا مقفلاً أو
مغلقاً. استعادة ذاكرتي مع الرفاق هي استعادة لذاكرة الـ2010 نسبة إلى
الماضي.
الذاكرة هي ذاكرة حاضر الشخص نسبة إلى ماضيه. فإذا تحوّل حاضره ستحدث
تحولات في
ذاكرته. ما عشناه في فترة الانخراط في الحزب الشيوعي كان مسارا قبلنا فيه.
على
المستوى الفردي، لو لم أعش تلك التجربة لما كنت كما أنا اليوم.
والسؤال عما إذا كنت
سأعيد التجربة إن عدت إلى الوراء خاطئ. لأنني سأكون في الظروف نفسها التي
رافقت
الانخراط في العمل الحزبي والعسكري حينها.
الشيوعية "تاريخية
معاصرة" فكونها تاريخية أفهم معنى "شيوعيين كنا"، ولكن كونها
معاصرة أيضاً فأين
"شيوعيين سنبقى"؟ وحبذا لو نتحدث عن الحاضر والمستقبل المفترض أن
تكونوا من
صناعه...
شارك في السؤال:
havana ismail -
جبل
طارق
•
حسين أيوب: أنا أساهم من موقعي في الصحافة في ضخ
ما أدعي أنني املكه أو أضيفه من قناعات في مجالي التغيير والتحرير.
•
إبراهيم الأمين: المسألة اعقد من أكون قادراً على المساهمة في
الإجابة عنها. لذلك
اعتذر.
•
بشار عبد الصمد: تتحول وتتغيّر الأطر والأشكال والأدوات
والتسميات
وغيرها ربطاً بالظروف، لكن جوهر الأفكار الأساسي أظنه يبقى ويغتني كحاجة
وضرورة
إنسانية ومعرفية وتغييرية.
•
ماهر أبي سمرا: لست متشائما. لكي أعمل على مثل
هذا الفيلم يعني أنني متفائل بقدر ما أو في زاوية ما. لكن هذه الزاوية تعني
أنني
أؤمن أو أحلم بعودة الحزب الشيوعي إلى قوته السابقة؟ ليس
بالضرورة أن يكون هذا
موقفي الشخصي. شخصياً، ما عدت أؤمن بالانخراط في أي حزب. أنا أفكر بأطر
ثانية، ربما
من خلال العمل مع أفراد، أو تجمعات منسجمة تعمل خارج الانتماءات
الحزبية.
إبراهيم الأمين:
ادعاء عدم التأثر بالحساسيات الناجمة عن حروب الطوائف
مبالغة
من بعد أن كان هؤلاء
الرفاق أو الأصدقاء أو الإخوان في الحزب الشيوعي أو كانوا شيوعيين يمثلون
كل الوطن
وكل الطوائف وكان لهم مشروعهم الوطني الكبير أين أصبح هؤلاء الشيوعيين، أو
أين
أصبحتم؟ هل عدتم إلى المشاريع الطوائفية الصغيرة؟
شارك في السؤال:
havana ismail
•
حسين أيوب: كلما ابتعدت
عن الحزب بالمعنى التنظيمي الضيق كلما تجذر موقعي اليساري
وكلما صرت أكثر اقتناعا
بأن لا قيامة للبنان مع الطوائف والطوائفيين.
•
إبراهيم الأمين: ليس الأمر
على هذا النحو. التصالح مع البيئة الاجتماعية لا يلزمك بكل ما
يراه العقل الجمعي
الخاص بها مبادئ أو عناوين. لكن ادعاء عدم التأثر بالحساسيات اليومية
الناجمة عن
حروب الطوائف فيه مبالغة. بهذا المعنى، فان أي حساسية ذات جذر اجتماعي أو
طائفي هي
تعبير عن حقيقة، كان يفترض بالحزب الشيوعي إزالتها لا رفع شعار مواجهتها
فقط.
والمشكلة أن الحزب الشيوعي تصرّف مثل النظام في لبنان. لم يعرف أن يميز
ثقافياً
وفكرياً وسياسياً واجتماعياً بين خصوصيات كل طائفة، وتصرّف معها على أنها
شيء واحد،
ونمط واحد، حتى صار يتعامل معها على طريقة 6 و6 مكرر. وهو أمر مجافي
للحقيقة وغير
علمي.
•
بشار عبد الصمد: تفّرق العشاق في كل الاتجاهات. أما حول
المشاريع
الطوائفية الصغيرة فهي لا تتسع.
•
ماهر أبي سمرا: الفيلم يوضّح هذا الموقف.
والفيلم سيعرض لاحقاً، ومن سيشاهده يستطيع بنفسه تقدير موقف هؤلاء
الأربعة.
برأيي، بعد نهاية الحرب في العام 1990 نجحت الطوائف باستعادة أبناءها
الفارّين. لكني رغم ذلك لا أعتقد فعلاً أن من يلجأ إلى طائفته هو طائفي
حتماً.
أحيانا الظروف تلزم الناس بالعودة إلى طوائفهم من أجل مصلحة ما أو فائدة لا
يمكن
تحقيقها خارج الطائفة ودعمها.
بعد أن مررت وخضت
تجربة الانتماء إلى اليسار، نرى خطابك اليوم غير متمايز بالمطلق عن خطاب
حزب الله،
والبعض يطلق عليك اسم الناطق الرسمي باسم حزب الله أو أمينه العام السيد
حسن نصر
الله. السؤال هو هل تستطيع الفصل بين تأييدك للمقاومة كمقاومة
وبين حزب الله كحزب
سياسي له مشروعه السياسي العقائدي، الخ... أم أنت فعلاً مع هذا
المشروع؟
شارك في السؤال:
Revolution Red
•
إبراهيم الأمين: حاولت
في الفيلم شرح الأمر. وأعتقد أنني عبّرت بوضوح عن إنني لا اخجل
بل اشعر برضا في
داخلي عن علاقتي بالمقاومة. ولم أهتم يوماً لشكل رايتها أو لونها. لأنني لا
زلت
مقتنعا بأن الاحتلال هو ثابتة المعركة، وان المقاومة هي ثابتة الرد. أما من
يحمل
الراية فهم أبناء نفس المدن والقرى والعائلات. وأنا أجيد
التمييز بين ما يتعرض له
حزب الله بوصفه قائد المقاومة العربية المعاصرة ضد أميركا وإسرائيل، وبين
ما
يتناوله كفريق سياسي وعقائدي. واعتقد أن القسم الأول هو عنوان كل السجال مع
حزب
الله الآن.
•
بشار عبد الصمد: تصوير انحسار مشروع اليسار من خلال شخصيات
الفيلم.
إلى الرفيقين
السابقين إبراهيم وحسين: هل تعتقدان إنه تفصيل صغير أن تشربا "الشاي"، أو
تصرحا
بذلك في الفيلم؟ علماً أن الجميع يعلم بمن فيهم حزب الله وجمهوره، الذي
تداريان "لا
أعرف ماذا" أمامه، أنكما لا تزالان تشربان خمر غير المؤمنين؟ هل ستقف عند
هذا الحد
مداراتكما لموقعيكما المستجدين أم...؟
شارك في السؤال:
أحلام سعيدة
•
حسين أيوب: أترك الإجابة عن موضوع الشاي للمخرج
ماهر أبي سمرا، علما أننا وفي معظم مراحل الفيلم كنا نحتسي ما تيسر من
المشروب
ولكنه اختار هذا المقطع، لأسباب تتعلق به.
•
إبراهيم الأمين: بالنسبة لي
أنا، المسألة لا تتعلق بتورية أو تقية أو ما تعتقده. بمعزل عن
تقديري لخلفية
السؤال. المسألة تتعلق بسلوك عام، وهو لم يكن أصلا سلوكا معلنا في السابق
حتى يكون
سلوكا مخفيا اليوم. لكن إذا كان المطلوب أن تسير في شوارع صور وان ترفع
زجاجة بيرة
أثناء رمضان. فاعتقد انه الهبل بعينه. وهي صفة موجودة عند جميع
اللبنانيين على أي
حال.
•
ماهر أبي سمرا: المشهد هذا هو الوحيد الذي يجمع الأربعة كعلاقة.
مسألة "الشاي" بدأت كـ"تنقيرة" أو مزحة أطلقها بشار عبد الصمد. لكنها أيضا
تظهر
طبيعة العلاقة بشكل ما بين الأربعة ربطا بتجاربهم.
ماهر أبي سمرا: لا أخرج أفلاما لأوجه رسائل... بل لأفتح
الباب أمام الأسئلة
ما الرسالة التي
أردتم إيصالها من خلال هذا الفيلم؟
شارك في السؤال:
سجى مرتضى
•
حسين أيوب: في النقاشات التي جرت بيني وبين ماهر
والشباب، طرحت فكرة وظللت متمسكا بها حتى آخر لحظة: لم يقدم أي من أطياف
اليسار
وخاصة الحزب الشيوعي اللبناني على إجراء مراجعة لمرحلة جيل
1982ـ 1990. هذا الجيل
هو الجيل الذي انتسب إلى الحزب من خلال المقاومة أولا، وعندما هزم مشروع
المقاومة (الشيوعي) أصيب بالخيبة. نحن لسنا من جيل
الستينيات ومطلع السبعينيات الذي أغرته
العقائد أولاً. هذه نقطة مهمة. ولسنا من جيل أغرته الحرب
الأهلية، فانخرط فيها ثم
أصيب بالهزيمة عندما هزم مشروع الحركة الوطنية. للأسف لم يصل ماهر بالفيلم
إلى
النقطة التي كنت أصبو إليها وأخذه إلى مكان آخر، وهذا حقه كمخرج، في انتظار
فيلم
آخر يعرض للتجربة أو كتاب يقدم التجربة التي لا يجب أن تبقى
ملكا لنا.
•
إبراهيم الأمين: السؤال يخص المخرج.
•
بشار عبد الصمد: فتح النقاش والإضاءة
على هذه التجربة المتعلقة بانحسار دور اليسار وتراجع مشروعه
العلماني والديموقراطي
وقضاياه وجاذبيته، وتصوير دوي انهياره وتشظيه من خلال شخصيات الفيلم.
•
ماهر
أبي سمرا: ليس في الفيلم رسائل، بل هو يطرح الأسئلة. لا أخرج أفلاما لأوجه
رسائل،
بل لأفتح الباب أمام الأسئلة والالتباسات والتناقضات. لا أعرف أن كان
الفيلم نجح في
ذلك، وهذا يعود تقديره إلى من شاهده وسيشاهده بعد عرضه قريباً.
لماذا اخترت في
الفيلم أولا أن تفرق الشيوعيين الأربعة؟
شارك في السؤال:
سجى مرتضى
•
ماهر أبي سمرا: الأربعة
كانوا في حزب جمعهم بالقرار السياسي والمركزية الديموقراطية.
وهذه التجربة انتهت
بهزيمة. وكل واحد منهم صار في مكان خاص، يحاول فيه أن يحافظ على نفسه قدر
الإمكان.
يعني الأربعة لم يعودوا مجموعة، بل صاروا
أفراداً. وهذا مرتبط بعملي الدائم للخروج
من الجماعة والدخول في الفرد.
هل كان ينقصكم الياس
عطا لله لتصبحوا خمسة شيوعيين تتحدثون عن تجاربكم الماضية؟
شارك في السؤال:
havana ismail
•
حسين أيوب: ربما كان
ينقصنا أكثر من الياس، وفي كل الأحوال جيل الياس مرّ في الفيلم
من خلال خالد المصري
(أبو
محسن) بمعزل عن تقييمي لدور الياس أو لدور المصري الذي كانت له بصمات
حقيقية
في تجربتي من يومها الأول حتى يومها الأخير.
•
إبراهيم الأمين: سؤال آخر يخص
المخرج.
•
بشار عبد الصمد: ممكن، لكن العدد أكبر بكثير، ويا ليت عدد
الخسائر
اقتصر على عدد أصابع اليد الواحدة.
•
ماهر أبي سمرا: لم يكن معنا في
المجموعة ليكون في الفيلم. الفيلم تناول تجربة أربعة أشخاص
كانوا في مجموعة واحدة
في ذلك الوقت.
ما موقفكم من تجاهل
قضية اغتيال جورج حاوي وإقحامه بالاسم فقط في احتفالات اليمين
السنوية؟
شارك في السؤال:
طارق حميد
•
حسين أيوب: أترك الجواب للمخرج.
•
إبراهيم
الأمين: أصلا ليس هناك ملف من الاغتيالات محل متابعة. بمعنى أدق، إن غالبية
القوى
السياسية المتفاعلة مع قضية الاغتيالات لا تتابع الملف من زاوية إجرائية أو
قضائية.
بل من زاوية سياسية. وثمة التباس كان موجودا في مواقف حاوي الأخيرة قبل
اغتياله،
ربما تسببت بهذه البلبلة المستمرة.
•
بشار عبد الصمد: لا يستطيع احد تبني
وتجيير موقع ودور تلك القامة الكبيرة. غير أن استخدام الاسم
مرتبط حكماً بالظروف
التي رافقت مناخ الاغتيالات السياسية القائمة حينها. أما حول تجاهل قضية
الاغتيال
فهذا يرتبط بخلل الذاكرة العضوي الذي نمتاز به، من جهة، وبمسار التحقيق من
جهة
أخرى، إذا وصل إلى نتائج واضحة.
•
ماهر أبي سمرا: أيضا لم يكن معنا في
المجموعة، والفيلم لا يتناول هذه التجربة.
الفيلم من المهرجانات إلى بيروت والمناطق... خلال
شهرين
سؤال موجه إلى حسين
أيوب وإبراهيم الأمين: ما الذي تبقى من فكر الراحل جوزف سماحة؟
شارك في السؤال:
طارق حميد
•
حسين أيوب: بالنسبة إلي
شخصيا، جوزف سماحة موجود في ثنايا كل فكرة كتبتها منذ تموز
2006 حتى الآن. وأنا
تحدثت في أثناء تصوير الفيلم مطولاً عنه، لكن لم يرد الكلام في التوليفة
الأخيرة...
والجواب عند المخرج.
•
إبراهيم الأمين: هل كان جوزيف مفكرا؟ اعتقد انه كان
صاحب خبرة وثقافة ومعرفة وشخصية من نوع خاص. في "الأخبار" اليوم، ما يشبه
الدليل
عند كثيرين تعرفوا على سماحة في العمل وليس في القهوة، وهم غالبا ما
يتأثرون بطريقة
تفكيره. لكن اعتقد أن سماحة لا يزال خيطا قويا متينا يلف جمعا
من الصحافيين
والموظفين والقراء في بلد مفكك بأكثر مما كان هو يعتقد.
•
ماهر أبي سمرا:
جوزف سماحة له أثر كبير على نشأتي وتفكيري. وهو يستحق فيلما خاصا به لحجمه
الكبير
ودوره. لكن "شيوعيين كنا" لم يكن في معرض تناول هذا الدور وهذه
التجربة.
هل وصل الفيلم إلى
النقطة التي كان يصبو إليها كل من الشخصيات الأربعة؟
شارك في السؤال:
سجى مرتضى
•
ماهر أبي سمرا: لا
أتمنى أن يكون لدى أي أحد مرض الاكتفاء. على المستوى الفردي
أنا غير مكتف تماماً.
حاولت وأعتقد أن المحاولة ستكون ناجحة إن نجحت هي في فتح الأسئلة
أولاً.
كيف نستطيع مشاهدة
الفيلم؟
شارك في السؤال:
طارق حميد
•
ماهر أبي سمرا: الفيلم
سوف يعرض في بيروت والمناطق خلال شهر أو شهرين. وهو مشارك في
مهرجانات عدّة، من أبو
ظبي إلى تونس ونيويورك، كما مرّ في باريس وعرض في إيطاليا
السفير اللبنانية في
15/10/2010 |