اسمها وحده كفيل بأن يشعرك بالسعادة.. ارتبط بها الصغار والكبار..
مرحة خفيفة الظل تجمع بين براءة الطفل وإغراء الانثي.. انها النجمة لبلبة
عندما تسمع صوتها تدرك انك أمام فنانة مختلفة جمعت كل المواهب ارتبط بها
المشاهد وارتبطت هي به منذ طفولتها فكانت الطفلة المعجزة والمراهقة
المعجزة.. ثم الفنانة الشابة المرحة التي قدمت الاعمال ذات الطابع الخفيف..
ومع مطلع التسعينيات عادت كسيدة ناضجة بأدوار ابهرت الجمهور والنقاد بل
والفنانين انفسهم الذي شاهدوها في أدوار صعبة لم يتخيل أحد أنها قادرة علي
أدائها..
في حوارها اللطيف ستقرأ كم هي مرتبطة بالفن وتري في شاشة السينما
عالماً ساحراً دخلته منذ طفولتها ك"أليس في بلاد العجائب" فخطفها ولم تخرج
منه لليوم حيث يعرض لها الفيلم المتميز جداً "عائلة ميكي".. تميزه جاء من
كونه فيلماً يجمع الكوميديا الصارخة مع النقد الاجتماعي للأسرة المصرية
حالياً.. ومع أم العيال "لبلبة" كان لنا هذا الحوار..
اسمها الحقيقي "نونيا" وحاليا حالتها الاجتماعية "غير متزوجة"
·
بداية الف مبروك علي نجاح فيلم
"عائلة ميكي"؟
الحمدلله الفيلم نجح ليس فقط لأنه فيلم كوميدي "بيضحك" بل لأننا نقدنا
فيه أحوال الأسرة الآن من خلال خمسة أولاد يمثل كل منهم شريحة من أولاد مصر
وهو ما جعل له جمهوراً من الكبار والصغار وأنا شاهدة علي ذلك..
·
كيف؟
كنت أمارس رياضة المشي في أحد النوادي واقترب مني ثلاثة مراهقين
يرغبون في التحدث معي وقال أحدهم ذهبت لهذا الفيلم مع اسرتي لأنه فيلم
عائلي ولكن بعد مشاهدته أخذت اصحابي وذهبنا "شلة" لأنه عمل مرح ووجدنا فيه
أنفسنا.. شعرنا ان لبلبة أم لخمسة أطفال رغم انها لم تنجب فهل ربيت اطفالا
في اسرتك من قبل؟
لا للأسف والغريب انني قدمت دور الأم قبل هذا إلا أنني في هذا العمل
وحتي كواليسه تحولت الي "ماما".. فالأولاد يكلمونني طوال الوقت كأمهم
ولأنهم جميعاً في بداية الطريق حدث بيننا الفة فكل واحد يسألني ماما أيه
رأيك في المشهد؟ أنا حانفع أمثل لما أكبر هل اتوقف عن العمل الآن واعود
للفن وعندما اصبح أكثر نضجاً وغيرها من الأسئلة التي تدل علي "وسوسة"
الممثل الموهوب..
·
في رأيك ما الفرق بين عائلة زيزي
وعائلة ميكي؟
عائلة زيزي لم تركز علي حياة الشباب ومشاكلهم بالقدر الكافي.. هي اسرة
عادية نراها بعيون الطفلة. أما ميكي فهو فرد من الأسرة مشارك في أحداثها
وكوارثها ويقوم بعمل مشاكل مثله مثل أخوته..
·
ما طرائف الطفل محمد أو ميكي
معك؟
تضحك عمل مثلي بالضبط عندما كنت في مثل عمره فكان ينام بسبب طول يوم
العمل الذي يمتد نحو "18" ساعة ثم يستيقظ لأداء مشهده. حتي انه رفض العمل
مرة لأننا أيقظناه فجأة. ولكنني شجعته وقلت له وأنا في عمرك عملت 20 ساعة
في اليوم وفي عدة أفلام وأصرات أن اشاهده ما تم تصويره في هذا اليوم ليعرف
أهمية ما قدمه..
·
ما رأيك في الأطفال الممثلين
اليوم بما انك مثلت منذ الطفولة فهل يوجد خليفة لك؟
للأسف لا يوجد اهتمام بالطفل فلا يوجد اعمال موجهة لهم فأين هو الشاعر
الذي يؤلف أوبريتاً كاملاً للطفل أو الملحن أو المخرج. ثم ان طفل اليوم ذكي
جداً ويريد ما هو مختلف. دول عندهم كمبيوترات وخبرة فيها أكثر فننا. يعني
محتاجين اعمال مميزة ولذلك لا تظهر مواهب الأطفال كما حدث معي.
·
قلت انك كنت تمثلي أكثر من فيلم
فكيف يتاح للأجيال الجديدة اليوم؟
من خلال التليفزيون طبعاً كل جيل له ظروفه إحنا مكنش عندنا تليفزيون
فيه الآن عشرات المسلسلات ممكن كل المواهب تقدم خلالها..
·
هل توافقي علي العمل مع الجيل
الجديد؟
هو أنا لسه حوافق. أنا مثلت مع معظمهم من هنيدي ويسرا اللوزي التي
مثلت معي أول مرة في "اسكندرية نيويورك" وحتي الذين لم أمثل معهم مثل مني
زكي والسقا ومنة شلبي هم اصحابي جداً ووقفوا بجانبي في وفاة ماما وكانوا "جدعان"
جداً..
·
الحديث عن شاهين لا ينتهي كيف
اختلف في رأيك؟
الله يرحمه كان يطلب مني ان أحضر سواء كان لي مشاهد أو لا وان احفظ
دوري ودور الزملاء حتي افهم شكل الشخصية..
·
أنت عملت مع كبار المخرجين وفي
"عائلة ميكي" مع أكرم فريد فهل هو مخرج موهوب يعرف كيف يضبط "وتر العمل"؟
الإخراج زي الطبيخ كل واحد له "نفس" مختلف أحاسيس المخرج ووعيه بالنص
يختلف بين كل شخص والممثل يقدم المشهد ويروح بيتهم والباقي متروك للمخرج
الذي يقدمنا كما يريد. وعاطف الطيب كان له روح رائعة. وكذلك أكرم فريد مخرج
متميز واع طلع مني حاجات جديدة وهو أمر صعب لأنني عملت مع العديد من
المخرجين بس أكرم فيه حاجة متميزة.
·
حدثني قليلاً عن دورك في "عائلة
ميكي"؟
أقوم بدور "مريم" وهي ليست مجرد أم بل هي "مليون أم" تراها في الشارع
تعبانة ولادها مطلعين عينها ولكنها صابرة عليهم.
·
سألك العديد من قبل حول ظهورك
بالحجاب هل تخوفتي منه؟
"باستغراب" أخاف من إيه واحدة متزوجة لواء جيش وابنها ضابط شرطة عندها
ولد في الجامعة حتلبس ايه "ميني جيب" أكيد حتلبس حشمة وحجاب.. الدور شكله
كده..
·
بعد ظهورك كأم الم تندمي علي عدم
الانجاب؟
انا عندي خمسة أولاد في الفيلم ومش محتاجه حد تاني. وبجد انا إنسانة
بتعلق جداً بأي شيء حتي لو كان حيوان أليف.. واعتقد اني لو انجبت كنت
ساحبهم لدرجة اني اخنقهم من خوفي عليهم!
·
عشت مع والدتك حتي وفاتها كيف هي
احوالك الآن؟
تصدقي أنا لم افارقها أبداً واليتم يشعر به الكبار خاصة لو كان مثلي
عاش مع أمه لسنوات فرغم ان عندي أربعة أخوة ولكن أمي كانت جزءا مني..
وبأحاول اعيش بعدها بالعمل والتواصل مع اقاربي واصحابي وحب الجمهور حولي..
·
هل من المعقول الا يعرض علي
لبلبة عمل تلفزيوني خاصة واننا لم نسمع بهذا من قبل؟
شرف المهنة علمني عندما أرفض عملاً ان أرفضه بهدوء حتي لا أحرج زملائي
الذي يذهب إليهم العمل ولا يقولوا "ده العمل الذي رفضته لبلبة" فأنا بالفعل
رفضت العديد من الاعمال التليفزيونية..
·
ما هي إذن شروطك للعمل في
الدراما؟
تخيلي اظهر "30" حلقة أمام المشاهد يجب ان اقدم له قصة حلوة تلمس
المشاعر وتستحق المشاهدة.
الجمهورية المصرية في
07/10/2010
ليل ونهار
الرجل الغامض بهيافته!
محمد صلاح الدين
العنوان مثل موضوع الفيلم.. كلاهما أكذوبة.. فلا الرجل كان غامضا
بسلامته. بل واضحاً وضوح الشمس. لتكون المسألة مجرد استغلال لاسم أغنية
شائعة والسلام.. ولا الموضوع الذي كان يروجونه للصحف لمدة عامين حقيقيان..
لتصبح الحكاية كلها هايفة. حتي ولو كانت تضم كلاما كبيرا قد دماغهم!!
إذن فيلم "الرجل الغامض بسلامته" للمخرج محسن أحمد وهو نفسه مدير
التصوير السينمائي المعروف يبحث لنفسه عن حقيقة واحدة. أو لحظة صدق يصل بها
إلي الناس فلا يجدها.. فبطل الفيلم هاني رمزي اعتاد أن يشاغب الرقابة
بأفلامه التي تحمل قدرا من السياسة فلخبطها هذه المرة!! ومثله بلال فضل
مؤلف الفيلم الذي أراد أن يجمع بين السياسة كاهتمام أخير. وبين الكوميديا
كاهتمام أولي. فجاء الفيلم علي طريقة "دراما في كي جي تو".. أما المخرج
محسن احمد فيطارده تاريخ طويل ومشرف كمدير تصوير سينمائي ناجح. بينما هو
يفضل عليه لقب مخرج جديد أو مبتديء. حتي لو كانت له تجربة سابقة مع نفس
البطل اسمها "السيد ابو العربي وصل" كانت متماسكة اكثر من "بسلامته" الذي
يريد أن يعمل وينجح ويتزوج فيلجأ إلي الكذب علي طول الخط.. ليصبح "الرجل
الكذاب بسلامته" ومع ذلك هي ليست بعيدة قوي عن "أبو العربي" الفشار!!
إننا نري عبدالراضي "هاني رمزي" في شخصية غير مستقيمة دراميا. حيث
يحاول اصلاح الفساد في شركته التي يعمل بها.. بينما هو فاتحها "مبوسة" في
كل النساء والبنات في صالة المطار كنوع من البديل عن الضغط من عدم الزواج..
ثم يوقعه قدره ليكذب امام فتاته "نيللي كريم" بأنه رجل الأعمال رياض
الصمدي.. ومنها يصل إلي وزير الاستثمار "أشرف زكي". ومنه يصل إلي رئيس
الوزراء "حسن حسني" وهلم جرا.. وفي لحظة صراحة مشتركة يكتشف ان حبيبته ايضا
كانت تسعي للايقاع برجل ثري والسلام..ثم يسامحان بعضهما البعض ويقرران
الزواج بعد ان كان متهما بقتل وزير الاستثمار الذي اغتيل علي يد افراد شركة
دولية متعددة الجنسيات كانت تريد اقامة مشروع يسبب التلوث!!
الغريب أنه حتي "شوية" السياسة التي يتضمنها الفيلم تقدم بصورة مضطربة
ايضا.. فلا يوجد مثلا وزير للاستثمار في المطلق. بل هي وزارة مستحدثة
ويرأسها د. محمود محيي الدين ولم يرأسها أحد قبله.. ثم كيف يرفض الوزير
مشروعا فاسدا بينما يقبله رئيس الوزراء.. أو بالأحري كيف لهذا الرئيس أن
يكون "منفس" من الوزير لمجرد ان مستشاره نصاب مثل بطل الفيلم. ويريد أن
يستفيد به هو فقط.. وكيف الكل يتم تضليلهم بحقيقة هذا الرجل لأن الشركة
العالمية غيرت له بطاقات الهوية حتي يمرر لها مشروعها. ثم عاد الفيلم ونسي
هذا الموضوع وقتلوا الوزير ليرتاحوا!!
كما نري كلها اسئلة تحتاج الي اهتمام درامي محبوك ومقنع قبل الاهتمام
بانتزاع الضحك بالعافية.. حتي بدت الشخصية التي تقود كل هذه الاحداث "هايفة"
وليست "ذكية" بالقدر الذي يجب ان تكون عليه. خاصة وانها تعاملت مع كبار
رجال السلطة والحكم.. ولكنه العيب الأزلي في تفصيل الثوب علي النجم الاوحد..
وتفصيل الانتاج علي شاكلة اعلانات ميلودي.. وسلم لي علي وديع!!
Salaheldin-g@hotmail.com
الجمهورية المصرية في
07/10/2010
مقعد بين الشاشتين
مهرجان سينمائي مجتهد .. وتجاوب جماهيري متزايد
هل يصلح مهرجان الإسماعيلية لكل محافظات مصر ؟
بقلم : ماجدة موريس
* ينجح بائع سيارة قديمة في لفت نظر زبون إليها في سوق أشبه بالأسواق
الشعبية العشوائية بالقاهرة ويخفض البائع ثمن السيارة إلي 800 يورو من عشرة
آلاف! ثم يقبل مبلغ 300 يورو من الزبون الذي يأخذها سعيدا ليقودها مسافة
تقل عن نصف كيلو متر - في نفس السوق - قبل أن تصرخ وتصمت نهائياً.. ويجرها
الزبون عائدا إلي البائع ليجده هرب والمكان خالياً فيقف مكانه ويلتقط
اللافتة نفسها "سيارة للبيع" ويقرر ان يبيعها لآخر.. وهذه أحداث الفيلم
الروائي القصير "شيطان من كراجويفاك" وهو انتاج كرواتيا إحدي دول يوغسلافيا
سابقا والتي كانت مشهورة بصنع سيارة "زاستافا" التي أصبحت خردة الآن - كما
قدم الفيلم - دلالة علي التغيير الذي طال كل شيء بين الماضي والحاضر والذي
أوصل الناس إلي ما حدث ويحدث في الفيلم فلم تعد هناك سيارات ولكن لم تعد
أيضا في المدينة معاملات محترمة . الفيلم للمخرجة آرينا سكورية وهو واحد من
ثلاثين فيلما روائيا قصيرا ضمن 78 فيلما تعرض الآن في مهرجان الاسماعيلية
السينمائي الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة في دورته الرابعة عشرة والتي
أفتتحت مساء السبت الماضي بكلمات لمحافظ المدينة اللواء عبدالجليل الفخراني
ود.عماد أبوغازي رئيس المجلس الأعلي للثقافة نائبا عن الوزير فاروق حسني
وعلي أبوشادي رئيس المهرجان وجاء فيلم الافتتاح كعادة المهرجان منذ سنوات
قويا ومهما يحتاج إلي إعادة لمشاهدة في مصر كلها حيث يطرح دراما الصعود
الاجتماعي والسياسي لدي شخصية ضمن أوائل صناع القرار السياسي في أمريكا هي
كونداليزا رايس وزيرة الخارجية السابقة وكاتمة أسرار الرئيس الأمريكي
السابق بوش وقبل ذلك معلمته التي شرب علي يديها ألف باء السياسة قبل أن
يختارها مستشارة للأمن القومي ثم وزيرة للخارجية. الفيلم انتاج أمريكي كتبه
واخرجه سيباستيان دوجارت في 89 دقيقة واختار له عنوان "فاوست الأمريكي.. من
كوندي إلي نيوكوندي".
وكوندي هو اسم التدليل لكونداليزا أما "فاوست" فهي الأسطورة التي
ألهمت الكثير من المسرحيين والكتاب حول الرجل الذي باع روحه للشيطان وفي
الفيلم التسجيلي الطويل عن حياة وزيرة خارجية أمريكا السابقة تفسيرا لهذا
الاسم من خلال محطات ومواقف مختلفة من حياتها تقلبت فيها دائما لصالح
صعودها الذي حاولت أن يكون بلا خسارة.. حتي لو علي حساب جثث الآلاف مثلما
في الحرب علي العراق الذي يبين الفيلم انها صاحبة الفكرة والمؤثرة علي
القرار بشأنها.. ولعل الأفلام التسجيلية الطويلة هي الرقم الأصغر في أفلام
المهرجان الذي بدأت عروضه صباح ومساء الأحد الماضي وتستمر علي مدي الأسبوع
بقصر ثقافة الاسماعيلية الذي أصبح يحظي بجمهور متزايد للمهرجان هذا العام
من بين مواطني المدينة بجانب صناع الأفلام والصحفيين والنقاد والسينمائيين
الجدد من طلبة معهد السينما والمشاركين في ورشة العمل هذا العام التي
يقيمها المهرجان بالاشتراك مع مؤسسة "سمات" بعنوان "مصنع الأحلام" وقد تم
اختيار قصة أديب نوبل نجيب محفوظ "أحلام فترة نقاهة" لتكون فكرة الورشة
وملتقي ابداعات شبابها وأول أمس الثلاثاء عرضت أفلام البرنامج الخاص
للمهرجان هذا العام وعنوانه "العنف ضد المرأة" وهي 12 فيلما تسجيليا وقصيرا
تسعة أفلام منها مصرية وثلاثة أفلام لكل من فرنسا والجزائر وهولندا ولعل
أهم ما تؤكده هذه الأعمال هو اتفاقها علي حد تصاعد العنف ضد المرأة في
البيت أولا بسبب ميراث ثقافي قديم مازال يحرك المجتمع تجاهها حيث اعتمدت
الأفلام المصرية كلها علي قصص واقعية.
فيلم الدقيقة الواحدة
* في ندوة مناقشة أفلام الاثنين الماضي أثار الفيلم الفنلندي "لمسة"
جدلا كبيرا بين الحضور فمدته دقيقة واحدة وقد وضعه المهرجان ضمن برنامج
الأفلام التجريبية وهو ما رفضته المخرجة ماريت سومي فانانين مؤكدة انه ليس
كذلك ولكنه قصيدة سينمائية قصيرة وان طول الفيلم ونوعه لم يعودا معضلة وأن
هذه الأعمال القصيرة جدا تعرض في دور العرض الخاصة بالفن وقاعات الفن
التشكيلي مرارا وهو ما يفرض أسلوباً جديداً في النظر لهذه الأفلام ولهذا
جاء المهرجان سابقا - أي مهرجان الاسماعيلية - حين يناقش ندوته الدولية
صباح السبت بعد غد موضوع "الفيلم القصير وعبور النوعية" وتداخل الوسائط
الفنية ما بين السينما والمسرح وفنون البوب وحيث ترتبط الفنون ببعضها البعض
وبمعناها الأشمل بأربطة تنبع من خواصها وتعبر عن جوهر الابداع الذي تقفز
بمقتضاه علي التقسيمات القديمة وتتجاوزها إلي أشكال وقوالب جديدة مثل وجود
مشاهد السينما داخل نسيج العمل المسرحي حكاية "الموسيقي البصرية" الخ.
الندوة باشراف الكاتب والمخرج السيد سعيد وبنهايتها تنتهي أحداث
المهرجان وتعلن مساء نفس اليوم جوائز لجنة التحكيم الدولية برئاسة المخرجة
ومديرة التصوير الألمانية جيزيلا توختفهاجن وأيضا جوائز ثلاث جمعيات الأول
جماعة السينمائيين التسجيليين المصريين والثانية جمعية نقاد السينما
المصريين عضو الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية "النيبريس" والثالثة لجنة
تحكيم وسائل الاتصال من أجل التنمية.
ثلاثة أفلام عربية
* من أهم ظواهر المهرجان هذا العام قلة الأفلام العربية التي لم تزد
عن ثلاثة أفلام فقط. اثنان عن فلسطين هما "حكاية حرب" من الأردن اخراج بهية
غور عن حرب غزة وما أحدثته من خراب وترويع ضد الأطفال والكبار علي حد سواء
والثاني يحمل الجنسية الفلسطينية واخراج فيليب رزق وعنوانه "صمود" أما
الفيلم الثالث فهو لبناني بعنوان "كل العصافير بتصوفر" من اخراج روي خليل
الذي يطرح بأسلوب فني جميل ومؤثر لغة الحياة بين زوجين مسنين وحيدين تلقيا
قفص به عصفور يغرد من جار مسافر لهما.
وتسعة أفلام مصرية
* شاركت تسعة أفلام مصرية وهو رقم جيد ضمن عروض المسابقة تلمع بينها
أسماء لمخرجين ومخرجات جدد مثل عايدة الكاشف وفيلمها "النشرة في نوفمبر"
وشادي أبوحسين "يا مسافر وحدك" وشكري ذكري "قطر المياه" ومني عراقي "طبق
الديابة" وأياد صالح "متي المسكين" ثم مخرجة الأفلام التسجيلية الكبيرة
تهاني راشد وفيلمه "الجيران" وربما يصبح مهما اجراء مقارنة بين الأفلام
التسجيلية والقصيرة للمخرجين المصريين والأجانب لدفع عملية انتاج هذه
الأفلام إلي آفاق أوسع وأكثر جرأة في التعبير وفي بلاغة الصورة أيضا من
المهم تقليد تجربة هذا المهرجان - الإسماعيلية - في الذهاب بالأفلام إلي
جمهور آخر من غير رواد دور العرض السينمائي جمهور المعاهد والمدارس
والمقاهي الذي يذهب إليه فريق يقوده الفنان محمود عبدالسميع مدير التصوير
السينمائي ومعه عدد من النقاد ليدور جدل خصب وهي حول الناس والسينما من هذه
النوعيات التي لا يرونها علي شاشات التليفزيون انه تفاعل مختلف يقوم به هذا
المهرجان ببساطة وايمان بأهمية العاملين به بأهمية ما يفعلون.. وليتهم
يقدرون علي اقامة مهرجان مثله في كل محافظة مصرية.
magdamaurice1@yahoo.com
الجمهورية المصرية في
07/10/2010
"خالتي صفية والدير" في احتفالية يوم الوحدة الوطنية..
الفنانون: هي اللغة التي نجيدها.. والسلاح في مواجهة
التطرف!
حسام حافظ
لم يبتعد الفن يوماً عن نبض الحياة في المجتمع المصري. لذلك جاء عرض
"خالتي صفية والدير" في وقته يوم إحتفالية الوحدة الوطنية. فهذا نص يؤكد
وحدة النسيج الوطني بين المسلمين والاقباط في هذا المجتمع. والمسرحية
المأخوذة عن رواية بهاء طاهر أرادت ان تدخل في اعماق المجتمع المصري في
الصعيد. لتحكي قصة العشق المستحيل بين "صفية وحربي" والذي تحول الي ثأر
مستحيل أيضا بعد لجوئه الي الدير. لقد إمتلأ مسرح ميامي برجال الدين
المسيحي والإسلامي بجوار وزير التربية والتعليم ووزيرة القوي العاملة
ومحافظ القاهرة ومحافظ كفرالشيخ. وجاءت المسرحية لتؤكد للجميع ان مصر سوف
تبقي للأبد رمزاً للتسامح الديني بين أبنائها. وان الفن يؤكد دائماً علي
القيم النبيلة التي نعيش من أجلها.
لا وجود للفتنة
* يقول الفنان أشرف زكي نقيب الممثلين: إحتفالية يوم الوحدة الوطنية
رد واضح من فناني مصر علي المحالاوت الفاشلة لقوي الظلام لإفتعال فتنة
طائفية لا وجود لها علي أرض مصر. ونحن اخترنا رائعة بهاء طاهر "خالتي صفية
والدير" لأنها رواية تختزل وتكثف طبيعة العلاقة بين المسلمين والمسيحيين.
والفن هو اللغة التي نجيدها والسلاح الذي اخترناه لمواجهة التطرف.
ويضيف: هذه المسرحية نعيد عرضها للمرة الثانية بعد النجاح الكبير الذي
حققته في يناير الماضي. وكم نحن سعداء بإحتفالية يوم الوحدة الوطنية لوجود
عدد كبير من رجال الدين الإسلامي والمسيحي. لتؤكد ان الفن المصري لم يغب
يوماً عن ترسيخ القيم الإنسانية النبيلة. ولم يتأخر يوماً عن تلبية نداء
مجتمعه حرصاً علي السلام الإجتماعي في مصر.
* يري الكاتب الكبير بهاء طاهر ان المجتمع المصري نسيج متجانس عاش
المسيحي والمسلم علي أرض هذا الوطن لقرون طويلة ويقول:
المسرحية قدمت خلال ساعة ونصف الساعة فقط كل العناصر الأساسية في
الرواية. قدمت أهل القرية حيث لا تعرف من هو المسيحي ومن هو المسلم. وقام
المخرج محمد مرسي بعمل "سبوتات" ضوئية علي كل شخصية. وهو ما أسعدني بشكل
شخصي. الي جانب حفاظه علي وجود "الراوي" بصوت خارجي ولم يفرط في استخدامه
وهذه جعلت المسرحية أقرب للحكي الشعبي. وبالفعل هذا أسلوب قريب من طبيعة
الجمهور المصري.
ويضيف: الدير يقع عند أطراف القرية بعد آخر منزل. وقد حاولت ان يكون
الدير إمتدادا لمنازل القرية فهو مثل البيوت الفقيرة وهي في النهاية حياة
واحدة سواء في بيت المسلم أو المسيحي. والفن الجيد قابل للظهور في أكثر من
شكل سواء الرواية مكتوبة أو علي خشبة المسرح.
المقدس بشاي
* الناقد د.حسن عطية الأستاذ باكاديمية الفنون يري اننا في حاجة اليوم
الي الأعمال التي تتحدث عن التعايش السلمي بين المسلمين والاقباط
ويقول: مسرحية "خالتي صفية والدير" حاول الكاتب حمدي زيدان والمخرج
محمد مرسي استخدامها في التعبير عن عمق العلاقة بين أبناء الوطن الواحد
بإستغلال مساحة المسرح للتنقل بين الأماكن التي دارت خلالها أحداث الرواية.
في الدير وفي بيت صفية وبيت القنصل ثم المشاهد التي يظهر فيها حربي يتحاور
مع أهل القرية الذين دسوا بينه وبين القنصل خاصة بعد ان رزقه الله بالطفل
حسان.
ويضيف: اعتقد ان شخصية المقدس بشاي اساسية سواء في الرواية أو في
المسرحية. فهو يكاد يكون الراوي والشاهد علي كل فصول قصة الحب بين صفية
وحربي منذ طفولتهما حتي جري ما جري. ودخل حربي للاحتماء بالدير بعد ان قضي
عقوبة السجن ثم هرب من الثأر. كما استخدم كاتب النص المسرحي بعض آيات
القرآن والإنجيل في الكثير من المشاهد. وقد اعتبر البعض ذلك نوعاً من
المباشرة في طرح فكرة النص. والحقيقة ان الرواية خرجت من هذا المأزق الذي
وقع فيه النص المسرحي. خاصة ان العمل إحتشد بالكثير من الاستعراضات
والأغاني التي لطفت كثيراً من قتامة الأحداث بشكل كبير.
أداء صابرين
* حضر المخرج الكبير إسماعيل عبدالحافظ إحتفالية يوم الوحدة الوطنية
وشاهد عرض مسرحية "خالتي صفية والدير" وعبر عن سعادته.
وقال: عندما قرأت رواية خالتي صفية عام 1991 وقعت في هواها وقررت ان
اقدمها في مسلسل وتم ذلك بالفعل عام 1994 من بطولة بوسي وممدوح عبدالعليم
وسناء جميل. وحمدي غيث. وقد سعدت لمشاهدة هذا العمل علي خشبة المسرح خاصة
أداء صابرين الرائع والجهد الكبير الذي قدمه الاعداد والإخراج وطاقم
التمثيل والديكور والموسيقي والملابس وفريق الاستعراضات. أعتقد ان كل إضافة
لهذا النص الرائع سيكون في صالح المشاهد. لأنه تحول الي نوع من أنواع
"الفرجة الشعبية" جمع بين البساطة والعمق والرؤية السليمة للعلاقة الأبدية
بين المسلم والمسيحي. الي جانب حديث عن الصبر والتسامح. وسعدت بأداء هشام
عبدالله في دور حربي وإيهاب مبروك في دور المقدس بشاي وصلاح رشوان في دور
القنصل. ورسالة العمل سوف تصل للمشاهد سواء أكان مسلسلاً أو علي المسرح.
الدراما أقوي
* الناقدة د.ياسمين دراج تري ان الدراما هي سيدة الموقف في رواية بهاء
طاهر وتقول: الدراما تحت سطح الحدث أقوي من الحدث نفسه. التناقض بين حب
صفية لحربي ورغبتها في قتله ثأراً لمقتل زوجها القنصل. ودخول حربي للسجن ثم
لجوئه للدير خوفاً من صفية والمقدس بشاي كان شاهداً علي قصة حب صفية وحربي.
كل هذا دراما مشتعلة تحت طبقة من الاحداث البسيطة وهذه عظمة هذا العمل
المتميز. الي جانب المونولوج الجميل الذي دار بين صفية وأيقونة العذراء
مريم داخل الدير. هي كانت تبحث عن السماح المستحيل بينها وبين حربي وتريد
الثأر. ولكن القدر في النهاية يجعل حربي "يموت موتة ربنا" جوه الدير. لكن
صفية في هذه اللحظة المشحونة تفصح عن عشقها لحربي وتناديه حتي تفارق الحياة
هي الأخري. ويعود المقدس بشاي الي الظهور ولكن وسط أهالي القرية ليؤكد ان
صفية ذهبت لترتدي فستان الزفاف للزواج من حربي ولكن ليس في هذا العالم الذي
نعيشه.
الجمهورية المصرية في
07/10/2010 |