متأثرا بأمراض الشيخوخة، توفي الساعة السابعة من صباح السبت 25 سبتمبر 2010
المخرج ورائد فن العرائس صلاح السقا والد الفنان الشاب أحمد السقا. و شيعت
جنازته من جامع مصطفي بحضور لفيف من الفنانين والكتاب والمثقفين، كان علي
رأسهم الفنان فاروق حسني وزير الثقافة.
غيب الموت الفنان صلاح السقا، إثر إصابته بتوقف وظائف الكلي، وتدهور حالة
القلب، وذلك عن عمر يناهز 78 عاما، وبعد رحلة عطاء كبيرة في مسرح العرائس
بمصر والوطن العربي امتدت علي مدار 50 عاما.
مسارح العرب
قدم الفنان صلاح السقا الكثير من الأعمال الفنية التي أثرت في تاريخ صناعة
الفن بمصر، كما عمل مديرا لمسرح العرائس لفترة طويلة، وأخرج الكثير من
المسرحيات والأوبريتات.
تخرج السقا في كلية الحقوق جامعة عين شمس، وعمل بالمحاماة ولم يستمر فيها
أكثر من عام لعشقه لفن العرائس (الماريونت)، حيث
التحق بدورة تدريبية لتعليم فن العرائس
علي يد الخبير "سيرجي أورازوف" الأب الروحي لفناني العرائس في العالم،
وسافر بعدها إلي رومانيا ليحصل من هناك علي دبلوم الإخراج المسرحي وتخصص فن
العرائس، ثم عاد إلي مصر ليحصل علي ماجستير من معهد السينما قسم إخراج عام
1969.
وفي فترة السبعينات أخرج السقا عروضا، منها "مقالب صحصح وتابعه دندش" من
أشعار الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، "أبو علي" تأليف الشاعر سيد حجاب، "عودة
الشاطر حسن"، "عقلة الصباع"، "الديك العجيب"، "حكاية سقا" تأليف سمير عبد
الباقي.
ولم يكتف بإسهاماته وإبداعاته في مجال الإخراج المسرحي، بل أسهم في إنشاء
مسارح العرائس ببعض الدول العربية الأخري، مثل سورية والكويت وقطر وتونس
والعراق، كما أجري الكثير من الأبحاث في "تاريخ فن العرائس"، وهي التي قررت
بعد ذلك علي طلبة الأقسام الخاصة بالمعاهد وكلية التربية.
تقلد السقا الكثير
من المناصب الإدارية في المسرح، كانت بدايتها عندما حضر له الرئيس جمال عبد
الناصر عرضا مسرحيا عام 1960 وأبدي إعجابه به بشدة فقرر إنشاء مسرح للعرائس
يكون السقا مديرا له، كما تولي رئاسة البيت الفني للمسرح في الفترة من 1988
حتي 1990، ورئاسة المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية بجانب
إشرافه علي مسرح العرائس حتي عام 1992، كما أنه كان عضو الهيئة العالمية
لفنون ومسارح العرائس.
حصل الراحل علي الكثير من الجوائز من مصر وبعض الدول العربية والأجنبية،
منها الجائزة العالمية الثانية من بوخارست في بداياته الفنية، وفي عام 1973
حصل علي الجائزة الأولي بمهرجان برلين، كما نال شهادة تقدير من الولايات
المتحدة الأمريكية عام 1980، كما كرمه المهرجان القومي للمسرح هذا العام.
ويعد صلاح السقا من أهم الأسباب التي أسهمت في نجاح نجله أحمد السقا،
ودائما ما كان يتحدث الابن عن تأثره
بوالده وكيف علمه حب مسرح العرائس وعلمه أصول هذا الفن، حيث كان حريصا علي
الذهاب للمسرح واللعب بالعرائس وهو ما نقل إليه إحساسا مرهفا بالفن.
الليلة الكبيرة
عمل الفنان الراحل صلاح السقا مديراً لمسرح العرائس فترة طويلة، وأخرج
العديد من المسرحيات منها: "الليلة الكبيرة"، و"حمار شهاب الدين"، و"صحصح
لما تنجح"، و"النص نص"، و"عودة الشاطر حسن"، و"السما الثامنة"، و"عقلة
الصباع"، و"الأوكازيون"، وكان عضوا بلجنة التحكيم الدولية لأفلام الكارتون
والبرامج التليفزيونية. وكان حاصلا علي ليسانس حقوق جامعة عين شمس 1957 -
ودبلوم في فن العرائس من رومانيا 1960 : 1962 - دبلوم إخراج وسيناريو معهد
السينما 1968، وقد ترأس مناصب مدير مسرح العرائس 1960: 1962 - مدير مسرح
العرائس 1968 : 1992 - رئيس الإدارة المركزية لهيئة المسرح من 1987 : 1992
خبير لفن العرائس في الاتحاد الدولي لعرائس الماريونيت الـUNIMA.، كما أخرج في السبعينات عروضا منها: "مقالب صحصح"
و"تابعه دندش"، من أشعار الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، "أبو علي" تأليف
الشاعر سيد حجاب، وقدم عرض "عودة الشاطر حسن" في نهاية السبعينات. لم يكن
الإخراج المسرحي كل دوره، وإنما ساهم في إنشاء مسارح العرائس ببعض الدول
كقطر، سوريا، الكويت، فرقة العرائس السودانية بأم درمان 1978، فرقة العرائس
التونسية 1980، كذلك العراق، وقد أسهم بمشاركة الفنان "ألفريد ميخائيل"، في
تدريب فناني العراق "أنور حيران، وطارق الربيعي"، من خلال دورة تدريبية
لتحريك وصناعة العرائس. كما أنجز عشرات البحوث، أهمها "محاضرات عن تاريخ فن
العرائس" بشكل عام، "وخيال الظل والأراجوز" بشكل خاص، وقررت هذه البحوث علي
طلبة الأقسام الخاصة بالمعاهد، كلية التربية، ووزعت علي مشاركي الدورات
التدريبية التي ساهم بها مع وزارة التربية والتعليم. هذا بجانب تأسيس مسرح
شكوكو للعرائس وفرقته، فرق العرائس بالأقاليم، ومن قبلهم مسرح القاهرة
للعرائس وفرقته.
تكريما لإسهاماته الفنية، حصل علي العديد من الجوائز، ونال العديد من
الدروع من مصر وبعض الأقطار العربية والأجنبية؛ حيث حصل في بداية طريقه علي
الجائزة العالمية الثانية من بوخارست،. وفي 1973 حصل علي الجائزة الأولي
ببرلين، كما نال شهادة تقدير في 1980 من الولايات المتحدة الأمريكية "هيئة
السبموسوينان"، ثم يعرض تاريخ شخصية الأراجوز بحديقة البيت الأبيض بواشنطن.
كما كرمه عمدة بلدة مستل باخ بالنمسا بمناسبة عرض الليلة الكبيرة عام 1989،
وكانت النمسا كرمته من قبل عام 1980، ونال الدرع المميز من مهرجان جرش،
الأردن 1985، والدرع الذهبي لدولة الشارقة 1986 وتقلد بالميدالية الذهبية
لمهرجان دول البحر المتوسط بإيطاليا 1986 وكرمته بلاده في عيد الطفولة
1997، كما كرمه المهرجان القومي للمسرح هذا العام، مع ثلاثة من مبدعي مصر،
هم الراحل بهجت قمر، والفنان القدير عادل إمام، والناقدة الكبيرة د.هدي
وصفي.
الوداع
إن الذاكرة السمعية والبصرية لفن العرائس في مصر والوطن العربي ارتبطت منذ
عقود بمنجزات صلاح السقا، الذي لعب دورا كبيرا في التسويق لفكرة العرائس
ومسرحها من خلال أعماله المسرحية التي تربت عليها أجيال طويلة منذ الصغر،
كما يحسب له أنه لم يكن يقوم بدوره بشكل نمطي بل كان مبدعا في أداء
عمله.... فوداعا أيها الفنان الرائع.
جريدة القاهرة في
05/10/2010
الأفلام التي تخرج من إسرائيل
تنتقد بجرأة جرائمها ضد الفلسطينيين
بقلم : عبدالنور خليل
تثير إسرائيل في عالم اليوم السخط العالمي علي تصرفاتها وجرائمها في
الأراضي المحتلة، إلا أن كتابها وصناع الأفلام فيها، يقدمون في استجابة
إنسانية أدبا وفنا وسينما محورها انتقاد الذات والاعتراف بجرائم إسرائيل..
هذا ما يؤكده الناقد السينمائي براين أبيل يارد الذي يبدأ حديثه في مجلة
كالشر «الثقافة» التي تصدرها «صنداي تايمز» في لندن قائلا: منذ سنوات مضت،
كنت في إسرائيل، وتحدثت مع الكاتب ماير شاليف وقال لي إنه بعد حرب الأيام
الستة «1967» عندما احتلت إسرائيل سيناء والضفة الغربية والجولان قال
لوالده إن إسرائيل لن تتمكن أبدا من هضم هذه القضمة الضخمة، وأن والده
خاصمه ولم يتبادل معه كلمة طيلة ثلاثة أشهر وكطفل كنت مبهورا بهذا النصر
الكبير الذي حققه الجنرال موشي ديان المتفاخر بتلك العصبة السوداء علي
عينه، ولم تكن أمي قد أخبرتني أنني يهودي الديانة بعد.
علي أن الكاتب الإسرائيلي ماير شاليف، وقد شارك في حرب الأيام الستة عام
1967 كان أكبر سنا وأكثر ذكاء من براين أبيل يارد وأكثر ذكاء من والده،
وهكذا كان الكاتب أموس أوز، الذي تجول في المناطق المحتلة حديثا من القدس
الشرقية وبخيال الروائي اختار أن يضع ذهنه في مخيلة رجل فلسطيني ورأي وحشية
هذه «القضمة الضخمة» وأعلن أن إسرائيل يجب أن تنسحب وأن تصنع سلاما مع
الفلسطينيين، وكانت تلك الفكرة لا تلقي ترحيبا، لكنه قال: عندما أنا
وأصدقائي ندعو لحل وجود الدولتين تعين علي كثيرين منا ألا نتبادل أي أحاديث
خاج كبائن التليفون.
كان نصر 1967 «لعنة مقدسة» ولا تزال إسرائيل تحتل الضفة الغربية ومرتفعات
الجولان، لكن صبية المدارس البريطانية لا يرون الاحتلال نصرا ومعظم الصبية
والشباب الذين قابلتهم ـ والحديث لبراين أبيل يارد ـ
يرون إسرائيل مجرمة وتمارس المزيد من العنف والاضطهاد، ويلقون اللوم علي
الحليفة الدائمة وهي أمريكا وعلي إنجلترا أيضا. ولقد قال ديان مرة: حلفاؤنا
الأمريكيون يعطوننا المال والسلاح والنصيحة وينطبق هذا القول علي الجميع
حتي أوباما وبايدن، ولكن ديان يكمل: نحن نأخذ المال ونأخذ السلاح لكننا لا
نأخذ النصائح.
حتي نهاية الأرض
ورغم كل ما يحدث، ففي الداخل الإسرائيلي يتزايد السخط بين الكتاب والمثقفين
وصناع السينما، ويتصاعد بينهم الشعور بالذنب وتعذيب الضمير وينعكس هذا في
أعمالهم ونتاجهم الثقافي والفني.. وآخر نموذج لهذا الاختبار النفسي
الإسرائيلي، رواية في 600 صفحة بعنوان «حتي آخر الأرض» كتبها ديفيد جروسمان
وترجمتها عن العبرية إلي الإنجليزية جيسكا كوهن.
بطلة جروسمان تدعي «أورا» زوجة افشرام تتجول في شمال إسرائيل مع والد طفلها
لموفر التي كان علي وشك أن تحتفل بانتهاء خدمته كجندي. ولكن بلا تحذير
يرسلونه ليقاتل لأنه يريد أن يصبح جزءا من عملية كبيرة.. وبتجوالها في
الجليل وبعدم إمكانية الوصول إليها لا يخبرها أحد أن ابنها لموفر قد قتل
وقد تجعلك هذه القصة تشعر بأنك تتعرف علي كل شيء لكنه كل شيء عن إسرائيل
وبإحساس ذاتي بعدم الأمان والتمسك بالحياة.. الديالوج الرائع في محاولة
جروسمان دفن الكتاب في أرض إسرائيل. وفي موقف ما تلجأ أورا إلي دفن وجهها
في الأرض في محاولة لأن تصبح جزءا من الأرض التي اغتصبتها إسرائيل، أكثر من
هذا أن جولات أوراتتسم بالجنون في وطن خلق وبقي بحروب وحشية مجنونة.
سينما النقد الذاتي والإدانة
وما ذهب إليه جروسمان في رواية «حتي آخر الأرض» سبقته إليه السينما
الإسرائيلية في سلسلة من الأفلام التي تنتقد وتدين السياسة الإسرائيلية مثل
فيلم آري فولمان «رقصة الفالس مع بشير» الذي يحكي عن الاحتلال الإسرائيلي
للبنان عام 1982، ويتحدث عن
مجازر «صبرا وشاتيلا» ومصرع ثلاثة آلاف فلسطيني علي أيدي بشير
الجميل وبالتعاون مع الجيش الإسرائيلي.. وفيلم إسكندر قبطي، المخرج العربي
الذي يعيش «اجامي» الذي يصف الحياة في يافا التي تتسم بالعنف وانعدام
الأمل، وفيلم صامويل مواز «لبنان» الذي تدور أحداثه أيضا في الحرب
اللبنانية، ومعظم هذه الأفلام صورت من برج دبابة، حيث المنطقة خارجها منطقة
رعب وخوف، حيث يرغب كل فرد يقترب من هذه الدبابة في قتل طاقمها.. والدبابة
رمز واضح لإسرائيل وأفلام أخري كثيرة تنتقد الحياة الآن في إسرائيل مثل
فيلم «آشبيبيزان» «عيون مفتوحة علي اتساع» والفيلم الناطق باللغة العربية
«الجنة الآن».
طفلة في ملجأ أيتام القدس
علي أن الطفرة الكبري أحدثها المخرج جوليان شانزبيل ميرال في الدورة
الأخيرة من مهرجان فينسيا السينمائي الدولي.
كان ميرال قد كسب لنفسه مكانة عالمية بين صناع الأفلام عام 2007 عندما قدم
فيلمه «الجرس والفراشة» عن قصة الصحفي جان دومنيك بولي رئيس تحرير إحدي
المجلات الفرنسية الذي أصابته صاعقة شلت جسده تماما ولم يبق غير عينين
يحركهما ليعبر عما في نفسه.
فيلم ميرال الذي عرض في دورة مهرجان فينسيا الأخير أعطي بطولته للنجمين
العالميين فانيسا ريدجريف ووليم دافو والممثلة الهندية فرايدا بنتو
«المليونير المتشرد» الفيلم يحكي قصة طفلة فلسطينية تربت في ملجأ يهودي في
القدس وكبرت وهي لا تعرف شيئا عن أهلها أو العالم الخارجي.. تصل إلي سن
السابعة عشرة وتكتشف الحقيقة عن أهلها، ومرة ثانية تحاكم إسرائيل علي
تصرفاتها حيال الفلسطينيين.. ومرة ثانية تصبح إسرائيل مجرمة.
أكثر من هذا أن الصراع شيء مفزع للمثقفين من الكتاب، الذين يعطون ثقافتهم
لأهلهم في إسرائيل، لأنهم هم الذين سوف تعيش وتبقي أعمالهم، وستظل آلامهم
تصيبهم في الصميم، كما حدث كجروسمان نفسه، فعندما تقرأ «إلي
نهائية الأرض» تتأثر أكثر إذا عرفت أنه خلال الحرب اللبنانية عام 2006 كان
هو وأوز من دعاة وقف إطلاق النار، وبعد عامين قتل ابنه بانفجار صاروخ في
دبابته.
جريدة القاهرة في
05/10/2010
بريق عمر الشريف وإختيار المسافر
في الإفتتاح ضربة معلم لمهرجان الاسكندرية
السينمائي
بقلم : فوزي سليمان
في البداية يجب أن نشيد بإعداد وإخراج حفلي الافتتاح والختام رؤية عصام
الشماع وتصميم عادل عبده والاستعانة بالشرائط المصورة عن رموز ومبدعي
الإسكندرية في الافتتاح، ورموز رائدات ومبدعات السينما المصرية في الختام،
واستمعنا بالحركات الرشيقة لراقصي وراقصات فرقة الإسكندرية للفنون الشعبية،
ولابد من الإشادة بالتوفيق في اختيار الأفلام.. المسابقة وخارجها رغم عدم
وجود نجوم إلي جانب خمسة أفلام فرنسية كانت هناك أربعة أفلام إيطالية
وأربعة أفلام إسبانية من بينها فيلم للمخرج الكبير كارلوس ساورا carlos saara
وهو أنا دون جوفاني وثلاثة أفلام يونانية، وثلاثة تركية، وحضر من المخرجين
العرب المخرج المغربي حسن بن جلون مع فيلمه «المنسيون» نتمني أن يكون
لجمهور القاهرة فرصة مشاهدة بعض هذه الأفلام في مركز الإبداع.
كان اختيار فيلم «المسافر» للافتتاح في عرضه الأول بمصر ضربة معلم، وخاصة
بحضور وبريق النجم عمر الشريف، وتجربة لمناقشة دور وزارة الثقافة في
الإنتاج، واختلف الرأي حوله بين النقد الشديد مثل خيرية البشلاوي بالمساء
وغيرها، والإعجاب والتقدير مثل مقال خالد شوكات رئيس مهرجان الفيلم العربي
في روتردام ـ بالنشرة.
وفي انتظار رأي الجمهور مع عرضه الجماهيري .
الجمهور!
دار عرض رقم 4 علي بعد أقل من خمس دقائق من مقر إقامة الضيوف والصحفيين
والإعلاميين.. مختارات من أفلام المسابقة تعقبها مناقشة مع صناع الفيلم
مخرجا أو ممثلا.. إلي جانب لجنة التحكيم لا يحضر إلا قلة قليلة من الصحفيين
أو النقاد المدعوين أو حتي السكندريين!
ولكن كان يحضر المخرج محمد خان وزوجته السيناريست وسام سليمان كما كان يحضر
أحيانا بعض الشبان العابرين.
إذا كان الحضور في القاعة القريبة من الفندق
ضئيلا فإن المشكلة نفسها في دور العرض بوسط المدينة.. كانت شبه خالية، فضل
الجمهور أن يشاهد أفلام العيد التجارية.
ولكن.. كان مهما أن تنتقل الأفلام إلي مراكز التجمعات الثقافية.. امتلأت
حالة المركز الثقافي الفرنسي بالجمهور الذي استمتع بالأفلام الفرنسية
والأفلام المصرية القصيرة والديجيتال.. حيث أقيمت ندوة أدارها الناقد نادر
عدلي وشارك فيها بعض المخرجين الشبان.
وحدثنا المخرج الكبير محمد خان عن تجربته الخاصة في الديجيتال وأن الفيلم
عرض في الفضائيات واستقطب مشاهدين أكثر بكثير من دور العرض.
كذلك عرضت أفلام في مكتبة الإسكندرية في قاعة متوسطة.. وفي نادي الأتيليه
وفي مركز الإبداع، رغم الدعاية التليفزيونية الواسعة لابد من سعي أكثر لجذب
الجمهور السكندري وآلاف طلاب الجامعات والمعاهد.
فيلم «علي الطريق» من البوسنة للمخرجة ياسميلا زبانيتش
lasmila zbanisch
التي فاز فيلمها «الطريق الأول» جرابافيتشا qrabavica
فاز بالدب الذهبي في مهرجان برلين 2006، حضرت بطلته ـ الطريف أنها من
كرواتيا ـ وليس البوسنة زرينكا سيفتسيش zrinkc cvitesic، وكما قالت لنا كان عليها أن تتعلم وتتقن اللغة البوسنية، وعلي مدي
ثمانية أشهر أقامت المخرجة وهي نفسها كاتبة عمل السيناريو ورشة عمل لدراسة
ومناقشة كل التفاصيل مع كل المشاركين.. حينما نضجت الصورة بدأ التصوير.
بداية خلفية من أثار الحرب التي دمرت البلاد، وقتلت وخربت، تدور أحداث
الفيلم البطلة لونا تعمل مضيفة جوية ـ تعيش مع زوجها عمر ـ كزوجين مسلمين ـ
حياة عصرية ـ يشربان الخمر ويرقصان في الديسكو، لكن تنغص حياتهما أن عمر
فقد وظيفته، أصبح بلا عمل، كما أن لونا تتردد علي الطبيب علي أمل بوادر
الحمل، مفاجأة جميلة يحتفلان بها عندما يجد عمر عملا كمدرس كمبيوتر، كان
عليه أن يرحل إلي معسكر للأصوليين، حيث نساء منتقبات ورجال ملتحين.. تصدم
لونا عند زيارتها له.. كان قد تحول تحولا كاملا.. حتي يصر علي أن زواجهما
غير شرعي، وأن جنينها حرام.. وتصر لونا علي الاحتفاظ بالجنين.. وبالسير في
حياتهما كما تريد.. فازت البطلة بجائزة أحسن ممثلة.
الطريف أن يوغسلافيا السابقة التي انقسمت إلي عدة دول شارك في مهرجان
الإسكندرية إلي جانب البوسنة أفلام من كرواتيا ومرسلوفينيا وفي ظل النظام
الاشتراكي وحكم تيتو كان يقام مهرجان بولا لأفلام كل جمهوريات الاتحاد
اليوغسلافي.
الواجهة
إسكندرية 26 نشرة المهرجان اليومية - برئاسة تحرير الأمير أباظة - كانت
متميزة شكلا ومضمونا - تساير أحداث المهرجان اليومية كلمة وصورة، وتحقيقاً
وأحداثياً ونقدًا، تتجاور أقلام نقاد كبار مع نقاد شبان في تحليلاتهم
للأفلام المخرج الباحث فاروق عبدالخالق، والنقاد مجدي الطيب، ومني المغازي،
وناهد صلاح، وأشرف البيومي، وياقوت الديب.
بل تقرأ حواراً
شاملا يجريه الكاتب والروائي الكبير الدكتور شريف حتاتة، مع
ابنه الشاب عاطف حتاتة بمناسبة تكريم الابن واختيار فيلمه «الأبواب
المغلقة» كأحد أهم أفلام السنوات العشر الأخيرة الذي عرض عام 2001 - حسب
استفتاء النقاد.
قلت لعاطف: أين انت.. لماذا هذا الغياب.. اجباني
بهدوء أنه يستعد لفيلمه الروائي الطويل الثاني.. مع تفتح النشرة القشيبة..
اتذكر أول نشرة اصدرناها عام 1979.. بمعاونة شباب سكندري.. كانت مطبوعة
بالرونيو!
المرأة في السينما العربية والعالمية
الندوة الرئيسية لمهرجان الإسكندرية السينمائي
الدولي - كما أعلن مقدما بعد اختيار المرأة في السينما - موضوعا أساسيا
بعنوان «المرأة في السينما العربية والعالمية».. قضايا لم يعد مسكوتا عنها
-محاورها: 1 - قضايا المرأة في السينما.. صور إيجابية وصور سلبية، 2-
الرجال أفضل من عبروا عن قضايا المرأة في السينما،3- ايهما أكثر جذبا
للسينما في المرأة.. العقل أم الجسد، 4- نساء مبدعات في السينما.
كان مفروضا أن ترأسها ليلي علوي ثم تأجلت - لتقام
بمكتبة الإسكندرية - افتتاح ممدوح الليثي، ومشاركة المخرجة التونسية مفيدة
التلاتلي والكاتبة حسن شاه والكاتبة إيريس نظمي والممثلة السورية نادين
سلامة والممثلة التركية سوزان جينيش. لم تحضر الممثلة الكرواتية كما لم
تحضر الكاتبة مريم نعوم، كاتبة سنياريو واحد- صفر، وكل منهما له تجربته.
المحاور كما نري مهمة من الصميم ولكنها تحولت إلي
شهادات وانطابعات، تحدثت إيريس نظمي عن دور رائدات السينما المصرية، وحسن
شاه عن فليم «أريد حلا» - الذي كتبته واشادت بالمخرجة الألمانية مرجريت
فولد تروتا واطالت مفيدة التلاتلي في الحديث عن نشأتها وتكوينها - باللهجة
التونسية - مما استدعي تدخل حسن شاه لتسألها عن تأثير دورها كمونتيرة في
أفلامها كمخرجة -كما اجابت نادين سلامة عن سؤال لماذا تفوقت الدراما
التليفزيونية علي الأفلام السينمائية في سوريا، فأشارت إلي قلة الإنتاج
الذي تتولاه الدولة، وقلة دور العرض، وهناك مشروعات لتشييد دور عرض جديدة.
كما نري - أن المحاور الأساسية للندوة علي الأقل
الثلاثة الأولي لم تناقش كما يجب، كما كان يجب دعوة مخرجات مصريات مثل
ايناس الدغيدي وكاملة أبوذكري وهالة خليل وهالة لطفي وكاتبات مثل زينب عزيز
ووسام سليمان وغيرهن.
تكريمات.. تكريمات!
جميل أن يكرم المهرجان بعض الشخصيات
المصرية:الممثلة سميرة أحمد، الممثل جميل راتب، المخرج علي بدرخان الكاتب
مصطفي محرم، مدير التصوير محمود عبدالسميع، مهندس الصوت جميل عزيز،
الكاتبة إيريس نظمي، الكاتبة حسن شاه، ومن العرب المخرجة التونسية مفيدة
التلاتلي ووزير الثقافة السوري رياض سمعان أغا.. كما يكرم ثلاثة من
المبدعين بالسينما الفرنسية ضيف شرف المهرجان، الكاتب روبير سولينRobr.t، والممثلة كريستين سيتي
Christine Citti
والممثلة اني كونسينيه Anne Consigny
أي ثمانية من مصر، واثنان من العرب وثلاثة فرنسين، بعض التوازن!
لكن هذا التوازن يحتل تكريم أسماء كثيرة اختارها
نقاد جمعية نقاد السينما في استفتاء حول أحسن أفلام السنوات العشر الأخيرة.
ثم يزداد اختلال التوازن مع منح عدد كبير من
الفنانين المصريين جوائز التمييز الفني.. وصل إلي 35 إضافة إلي جوائز خاصة
بعنوان نجوم ساندوا سينما المستقبل الديجيتال! بدون ذكر أعمالهم لكن الأغرب
والأكثر اختلالاً هو هذا العدد الكبير من الفائزين في مسابقة الديجيتال حتي
لو كان 3000 جنيه أو 2000 جنيه!.
يأتي بعد هذا كله تكريم وزير الثقافة السوري رياض
أغا الذي أناب عنه الناقد محمد الأحمد رئيس مؤسسة السينما السورية، كان يجب
أن يكرم في البداية وليس في النهاية!
هذا الحشد الكبير من الفنانين المصريين كأنما هو مهرجان قومي وليس مهرجانا
دوليا، كما في المطبوعات أو لدول البحر المتوسط كما هو في الحقيقة.
جريدة القاهرة في
05/10/2010 |