الفيلم الجزائري »حراقة«
يرصد من يحرقون هوياتهم العربية علي شواطيء أوروبا.. ثلاثة أفلام في المسابقة الرسمية لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط
تتناول موضوع الهجرة إلي الخارج هي حلم البسطاء الذين
يعانون من الفقر والبطالة بالرغم من علمهم أن البحر ممكن أن يبتلعهم.. فهم
في الحالتين أموات..
وقد يدفعون تحويشة العمر التي
يستدينونها من أهاليهم وذويهم علي أمل استردادها عندما يعملون.. مستخدمين
وسائل غير شرعية للنقل وهي قوارب الصيد لتوصلهم إلي شواطيء أوروبا..
فيحرقون جوازات سفرهم أو حرقها لكي لاتعرف هويتهم وانتماءاتهم أملا في
الحصول علي هوية اوروبية.
أما النتيجة إما غرق القارب..
أو الحصول علي جثتهم علي الشاطيء..
أو يدخلون البلد خلسة ويتعرضون للشرطة التي
تتبعهم وتعاملهم أقسي معاملة وتوجه لهم أفظع الإهانات..
فهم يعملون في أدني وأحط الوظائف..
وقد تطردهم وترجعهم كما جاءوا أو يعانون من الجوع
والتشرد وينامون في أحقر الأماكن التي لايمكن ان تقيم فيها الكلاب..
فالكلاب في هذه الدول تلقي الرعاية الكافية..
وهم يعرفون من اشكالهم وفقرهم وجوعهم
وقذارتهم.
> > >
أما الأفلام الثلاثة فهي الفيلم الفرنسي
»مرحبا« اخراج فيليب ليورية الفائز بالجائزة الأولي كأحسن فيلم في
المهرجان.. كما فاز بجائزة السيناريو الذي اشترك فيه ثلاثة منهم المخرج
نفسه. والفيلم الثاني هو »حراقي«
الجزائري لمرزاق علواش،
أما الفيلم الثالث فهو المغربي »المنسيون«
للمخرج حسن بن جلون.
مرحبا
[welcome]
أو »مرحبا« هو اسم الفيلم الفرنسي الذي لايعني هذه الكلمة
التي تكتب علي »الدواسة« أمام المنزل.
وبالرغم من تناول هذا الموضوع من وجهة النظر الفرنسية لكنه الأشد
تأثيرا وقسوة..
وقد دمعت عيناي وأنا أشاهد النهاية الحزينة له.
في البداية نري الشاب »بلال«
الكردي الأصل يريد أن يلحق بصديقته »مينا«
التي هاجرت مع اسرتها إلي انجلترا..
وهو إنسان مهذب صامت في معظم مشاهد الفيلم..
ينضم لمجموعة من المهاجرين الفقراء المعديين والغوغاء في هذه الرحلة الشاقة
التي لانعرف مصيرها، ولايمكن تصور المغامرات والصعاب والاهانات التي
يلاقيها هؤلاء الذين كتبت عليهم اقدارهم أن يهجروا بلادهم ليدخلوا خلسة
مدينة »كاليه«
علي الساحل الشمالي الفرنسي.
ويتصور »بلال«
أن رحلته الطويلة الشاقة قد قاربت النهاية..
لنري الشاب ذو السبعة عشرة ربيعا يلتقي
بمدرب الغطس الفرنسي »سيمون«
لكي يدربه علي السباحة لإيمانه بموهبته ليدخل به في مسابقة عبور القناة
الإنجليزية »المانش«.. وكله أمل ان يلتقي بصديقته »مينا«
التي يحمل لها صورة في جيبه كما يحمل
عنوانها في ورقة صغيرة.
وعندما يحاول أحد رجال الأمن تمزيقها يجن
»بلال« وبعد مشاجرة يحصل علي نصف الصورة الممزق وفيه وجهها.
والمعروف انه اذا أراد أي مواطن فرنسي إيواء أي مهاجر هجرة
غير شرعية فهو يتعرض للقضاء والتساؤل.
وهكذا فيظل سيمون مابين تدريب الشاب المؤمن
به والذي يأدبه في منزله، وبين القانون..
فالشاب بلال من العراق من أصل كردي والمعروف أن الكرديين ذاقوا العذاب
والمر والإبادة الجماعية في العراق يصر بلال علي بقائه رغم معاملته
غير الكريمة. ويقوم »سيمون« بمحاولة شاقة وأخيرة لاستعادة حب واحترام زوجته »ماريون«
المقبلة علي الانفصال.
> > >
يلتقي »بلال«
صدفة برفقاء الرحلة بعد اقامته مع المدرب..
ويشمون رائحته العطرة الذي استحم بها..
ولايتركونه الا حينما يحاولون اقتحام بيت سيمون لكي يستحموا ويشبعوا
جوعهم.. لكن سيمون يرفضهم ويتركون المنزل.
نتابع بلال في رحلة التدريب وهي رحلة شاقة بالاضافة إلي معاملة سيمون
الجادة له أمام صمت بلال ذي الوجه البائس الحزين..
ويتهمه سيمون بسرقة خاتم زواج زوجته التي وجدها صدفة في المنزل واتهمته
بأنه سارق ولايستطيع بلال تحمل هذه الاهانة فيحاول ترك المنزل لكن سيمون
يرجعه ويحاول أن يرضيه وحينما عرف بقصته التي جاء من أجلها يعطيه الخاتم
هدية لعروسه حينما يتزوجها. ويبلغ البعض رجال الشرطة والأمن بأن سيمون يأوي بمنزله فتي دخل البلاد بشكل
غير شرعي.. يفتشون منزله لكن بلال الذي سمع الحوار يغادر المنزل خلسة لكي
لايسبب أي مشكلة لسيمون.
ويبحث عنه سيمون في كل مكان ويهديه حدسه إلي أن بلال قد
غادر ليعبر القناة الانجليزية للوصول إلي حبيبته.
ويصل الفيلم إلي قمة المأساة..
فالبحر الهائج لايرحم حتي السباحين الموهوبين..
والموج يتحرك بسرعة جنونية يعلو إلي فوق..
ثم يهبط ليقدم لنا المخرج والمصور تصويرا موحشا
متوحشا للبحر الهائج..
ويحاول بلال بكل قوته أن يقاومه لفترة طويلة حتي
تخور قواه في الوقت الذي تمر فيه احدي السفن الانجليزية في محاولة كبيرة
لانقاذه بكل امكانياتها..
لكن البحر الهائج كان أسرع وابتلع
»بلال«.
هذا المشهد هو الماسترسين..
قمة المأساة.. في نهاية الرحلة الشاقة الذي جاء من أجلها فدفع عمره في
أعماق البحر.
أما بالنسبة للتمثيل فقد كانت مباراة بين الصبي والمدرب..
»فغيرات إڤروي« - بلال- الكردي الأصل يتمتع بشكل تتعاطف معه..
يحمل تحته الذل والهوان والصمت الرهيب.
يحزن عليه »سيمون« حزنا عميقا ويقوم بدفنه وكتابة اسمه ووضع الزهور عليه،
ويتصل بصديقته أو عروسه التي احبته وانتظرته طويلا حين ضاع بلال وضاعت معه
أحلامها قدم لها سيمون خاتم الزواج الذي اهداه لبلال لكن الفتاة الملكومة
تركته ومشيت في طريقها، أما زوجة »سيمون«
المقبلة علي الانفصال تعود إليه احتراما لجهوده وانسانيته.
فما هي وجهة نظر الدول العربية بالنسبة لهذه المشكلة القاسية التي
تدفع الشباب للمغامرة والموت وتغيير هويتهم للحصول علي هوية أوروبية بعد أن
تسد الأبواب في وجوههم..
فالموت واحد!
مافيا تصيد الفتيات
نفس الموضوع في المغرب ومعظم الدول العربية..
فنحن نقرأ كل يوم عن الهجرة
غير الشرعية التي تجسد ضحاياها إما الموت
غرقا أو اكتشاف جثامين الشباب علي الشواطيء يكون البحر قد لفظهم.. أو
الوقوع في يد ماڤيا الجنس بالنسبة للبنات..
فالهم سواء في معظم الدول العربية.
ويتناول المخرج المغربي حسن بن جالون موضوع الهجرة
غير الشرعية.. أو حلم الفردوس الضائع والمشاكل المترتبة عليه من احباطات
وفشل واستغلال جنسي، وهو فيلم يتناول بعض الشرائح الاجتماعية العربية.
بطلا الفيلم اثنان من الشباب المغاربة »عزوز«
و»يمني«.
تمر شهور علي الشاب دون أن تصل أي رسائل منه لخطيبته التي أرادوا أن
يزوجوها غصبا عنها..
وفعلا يقام الفرح والطبل والزمر..
لكنها ترفض تماما معاشرة زوجها..
ولأجل التقاليد المجحفة في هذه البلاد والسمعة
السيئة التي سيطلقها الناس تهرب الفتاة قاصدة بلجيكا لتبحث عن حبيبها هناك
وهي لاتعرف له عنوانا أو مكانا وليس معها المال اللازم للرحلة.
تتلقفها ماڤيا الدعارة والاتجار بالجنس..
وفجأة تجد نفسها في أحد بيوت الدعارة لتغصب
علي ممارسة الجنس لراغبي المتعة.
ويستعرض الفيلم عملية تهجير بعض الفتيات اللاتي يقعن في يد عصابات الماڤيا
التي تقوم بتهجريهن إلي اوروبا وإرغامهن علي ممارسة الدعارة بالقوة والضرب
والحرق وسوء المعاملة.. فيكون بعدهن إما قبول هذا العمل أو محاولة الهروب
لتتصيدهم الماڤيا ويعذبوهن.. وإما الإنتحار.
أما »عزوز«
الذي لايعلم شيئا عن خطيبته فهو يعمل في أحط الأعمال.
ويتحدث الفيلم عن هذه المشاكل وتأثيرها علي
أوضاعهم النفسية والاجتماعية..
كما يستعرض المخرج فيلمه بأسلوب مأساوي
ومؤثر.
أما بطلات الفيلم اللاتي كن يحلمن بالهجرة إلي اوروبا فهن
يجسدن تلك المعاناة في بيت الدعارة التي استغرقت نصف الفيلم تقريبا..
و»المنسيون« ليس فقط قصة حب بين شاب وفتاة بل قدم مخرجه العمل بروح
الجماعة. ويوجه المخرج الاتهام إلي البلاد التي ترغم الشباب البسيط العاطل
علي الهجرة غير الشرعية فهي تعتبرهم أمواتا أو »منسيين«
كما يوجه درسا إلي هؤلاء الشباب الباحث عن الفردوس المفقود ولا يجده الفيلم
مأساوي شديد القسوة.
»حراقة«
الجزائري
»كلنا في الهم سواء«..
هذا ينطبق علي ظاهرة الهجرة
غير الشرعية التي أصبحت ظاهرة مأساوية في الدول العربية،
وقد قدمت هذه الظاهرة في كثير من الأفلام التي تحدث خللا جوهريا في الأنظمة
العربية.. والفيلم جزائري من اخراج مرزاق علواش يناهض فيه الحكومات العربية
وليس الشباب البسطاء الذين يعتبرون أن أوروبا هي الحلم والأمل والفردوس.
و»الحراقة«
تطلق علي هؤلاء الذين يحرقون هويتهم
العربية قبل الوصول إلي الشواطيء الأوروبية.
لكي لاتقع في أيدي السلطات فيتم ترحيلهم..
وكلهم أمل بأن يحملوا هوية أوروبية.
في البداية يصور لنا المخرج مرزاق علواش الأماكن العشوائية في الجزائر
والفقر المدقع..
وتدور كل الأحداث أو معظمها في القارب في
عرض البحر.
في البداية نري قصة حب الفتاة
»ايمان« وصديقها رشيد.. ويدور معظم الفيلم في البحر..
حين تتمسك الفتاة بالسفر في قارب الموت..
فقد أرادت أن تحقق حلمها بالسفر
وذلك ربما لأنها تأثرت بموت شقيقها الذي رأيناه
منتحرا في أول مشهد بعد اجتياز حدود الشواطيء الاوربية.
والفيلم تقوم معظم مشاهده في البحر الذي يعتبر بطل الفيلم لنري القارب
تتقاذفه الأمواج..
وهو الجزء الاكثر اثارة وتشويقا..
لنعيش مع ابطالها علي ظهر القارب كأحد الركاب والقلق عليهم اذا ما تعطلت
البوصلة أو اذا ما أصيب الموتور بالخلل الذي يؤدي إلي توقفه.. فربما يموتون
غرقا ليبتلعهم البحر..
أو يتم القبض عليهم حين وصولهم..
ما إذا تمكنوا من الهروب والفرار من حرس السواحل فسوف يصدمون بالحلم
بالفردوس الذي كان ينتظرهم وربما يعثر علي جثثهم علي الشاطيء.
الفيلم يتعاطف مع هؤلاء الشباب علي ظهر قارب تلاطمه الأمواج لكنه يمثل
الحلم بالنسبة لهم..
وهناك إذا وصلوا يعيشون كمهاجرين
غير شرعيين، وقد استطاع المخرج علواش ان يعبر بالايحاء عن الحالة التي
تنتاب الشباب بالنسبة للوصول إلي الشاطيء وذلك باستخدام الإضاءة والصورة
والتنبؤ بما سيحدث.. فطائر النورس فعلا يعني ان الشاطيء قريب..
وينقلب القارب ويصلون بأعجوبة سباحة إلي
الشاطيء الاسباني لتتحقق المعجزة بوصول رشيد وإيمان بعد سباحة مستحيلة..
وينتهي الفيلم نهاية مفتوحة لانعرف ماذا سيحدث لهم.. فاذا استطاعوا الدخول
سيعيشون كالكلاب الضالة.
ويتم القبض عليهم.
والمخرج في هذا الفيلم يوجه أيضا الاتهام لحكام هذه الدول العربية
التي لاتحتضن أبنائها فيسوقهم إلي قدرهم التعس إلي اللجوء للهجرة
غير الشرعية وعدم الإنتماء لبلدهم.
أخبار النجوم المصرية في
30/09/2010
مصر والجزائر .. النار تحت
الرماد
بقلم : طارق الشناوي
تلقيت مكالمة من الصحفية الجزائرية الشابة
»وردة بوجيني« بجريدة »الشروق« بعد نهاية مهرجان الاسكندرية السينمائي
واعلان جوائزه مباشرة.. سألتني لماذا قاطع الجمهور المصري الفيلم الجزائري »حراقة«
اخراج مرزاق علواش كان الفيلم قد عرض في آخر أيام المهرجان.. سبق لي أن
شاهدته مرتين الأولي في مهرجان »فينسيا«
والثانية في مهرجان »دبي«
وكنت قد عدت للقاهرة من الاسكندرية قبل عرض »حراقة«
أجبتها بنفي مبدأ المقاطعة،
سألتني: الفيلم لم يحصل علي جائزة من المهرجان قلت لجنة التحكيم ترأسها
المخرجة التونسية الكبيرة »مفيدة التلاتلي«
ولا أتصور أن هناك أي حسابات لدي
»مفيدة« أو لدي المهرجان ضد الجزائر ولكني أمام إلحاحها طلبت منها أن ترسل
لي ايميلها لكي أستطلع الأمر وبعد ذلك أرد عليها..
وبالفعل اتصلت بالناقدة الكبيرة
»ماجدة موريس« وهي من بين عدد قليل جدا من النقاد يحرصون علي حضور عروض
أفلام المهرجان أغلب الزملاء يواظبون علي حضور الحفلات والثرثرة عن سلبياته
في الطرقات وجنبات الفندق الذي يقام فيه المهرجان ولكن لا تعثر لهم علي أثر
يذكر في عروض الأفلام.. أكدت لي »ماجدة« أن العدد الضئيل الذي يشاهد
الأفلام لم يتغير..
وكتبت الرد للصحيفة الجزائرية والتي أعرف عنها الأمانة في النشر وقلت لها:
أشعر أنها الحساسية الزائدة هي التي دفعت البعض للتشكك وبأن هناك مقاطعة
للفيلم الجزائري.. قبل أيام قليلة كنت قد كتبت كلمة عن »صلاح السعدني«
الذي اعتذر عن تكريمه في مهرجان الاسكندرية لاحساسه أن المقصود ليس تكريمه
بقدر ما هو استغلال تواجده بالاسكندرية للصعود الي خشبة المسرح وهو يرفض أن
يكون مجرد نجم يظهر علي المسرح انقاذا للموقف..
وجاءت لي علي الايميل
رسالة من صديق جزائري يحرص علي قراءة ما أكتبه قال لي: اكتفيت بقراءة أول
كلمتين ولم أكمل لأول مرة مقالك لأنني عاتب علي »صلاح السعدني« بسبب موقفه
السابق من الفريق الجزائري..
كنت أتصور أن الأزمة قد انتهت ولكن من
الواضح أنها دائما تتجدد..
كل واقعة تحدث يتم قراءتها علي ضوء مباراة
»أم درمان«.. في شهر ديسمبر الماضي اعتقدت أن الأمر قد انتهي عندما أقيم
مهرجان »دبي« ورأس لجنة التحكيم المخرج الجزائري الكبير »أحمد راشدي«
وكان عضوا باللجنة النجم »خالد الصاوي«..
والذي حصل علي الجائزة الكبري الفيلم
الفلسطيني »زنديق«
لميشيل خليفي وحصل الفيلم الجزائري
»حراقة« لمرزاق علواش علي جائزة الاخراج والفيلمان المصريان »واحد
صفر« السيناريو والتصوير و»عصافير النيل«
المونتاج..
وكان المخرج »أحمد راشدي« قد ألغي تكريمه قبلها باسبوع واحد في مهرجان
القاهرة وتوقع البعض أن مشاعر الغضب سوف تتملك »راشدي« ولكن هذا لم يحدث
وكان الفيصل في قرار لجنة تحكيم مهرجان »دبي« هو القيمة الفنية فقط؟!
كنت أعتقد أن المأزق توقف عند تلك الحدود ولكن مكالمة الصحفية الشابة
من الجزائر أشعرتني أن الحساسية لم تنته هناك شعور ما بأنه برغم أن الأجواء
السياسية بين الرئيسين »حسني مبارك«
و»عبدالعزيز بوتفليقة«
علي أكمل وجه خاصة أن الرئيس
»حسني مبارك« قد حرص علي تقديم واجب العزاء بعد وفاة شقيق الرئيس الجزائري
كذلك فإن كل الاجراءات الانفعالية التي أصدرتها النقابات الفنية وغرفة
صناعة السينما ودار الأوبرا المصرية بالمقاطعة لكل ما هو جزائري كل ذلك قد
سقط تباعا بل إن من أصدروه ووثقت الفضائيات أقوالهم الانفعالية تنكروا
لها.. المؤكد أيضا أن هناك من أخطأ إلي الجزائر وانفعل مثلما انفعل أيضا
الاعلام المصري إلا أن المنطق كان يقضي بأن تصمت نهائيا الأصوات الغاضبة
هنا وهناك!!
هل لدي أحد مصلحة في أن يظل التوتر قائم؟ مع الأسف المتربصون كثيرون
والمستفيدون أيضا كثيرون..
ويظل دور الاعلام رئيسي وهام في مواجهة هذه
التجاوزات..
عندما نري عددا ضيئلا من النقاد والصحفيين شاهدوا الفيلم
الجزائري في العرض الصحفي نوقن أنها ليست مقاطعة ولكنها مع الأسف صارت
ظاهرة مؤسفة في مهرجان الاسكندرية..
نعم في مهرجان القاهرة لا تمتليء القاعة بالزملاء
إلا في الأفلام المصرية فقط أما الفيلم الأجنبي أيا كانت جنسيته يعاني
والفيلم العربي مهما كانت جنيسيته سوري، لبناني،
سوداني، جزائري، تونسي يعاني أكثر ورغم ذلك فإنهم في مهرجان الاسكندرية
يغيبون كثيرا كثيرا؟!
لجنة التحكيم والتي رأستها التونسية
»مفيدة التلاتلي«
لم تمنح الفيلم الجزائري جائزة عن قناعة أعضائها والتي توجهت
الي الفيلم الفرنسي »مرحبا«
والفيلمان مع الثالث المغربي »المنسيون«
يتناولون ظاهرة الهجرة ولكن يبدو
- وهذا بالتأكيد حق اللجنة -
أن المشاعر الانسانية في الفيلم الفرنسي
»مرحبا« هي التي انتصرت في النهاية وتوجته بالجائزة..
الفيلم المصري
»المسافر« لم يحصل سوي علي جائزة خاصة لعمر الشريف وبالفعل كان »عمر«
رائعا في الجزء الثالث وحتي لو لعب اسم »عمر الشريف«
دورا في منحه الجائزة فهي كما أفهمها لاتعني انحيازا للسينما المصرية بقدر
ما هي تشكل تقديرا لتاريخ »عمر الشريف«..
شاهدت كل أفلام المسابقة الرسمية لمهرجان
الاسكندرية و»حراقة«
فقط شاهدته مرتين في مهرجان
»فينسيا« و»دبي« وتواصلت وجدانيا مع الفيلم ولكن علينا أن نحترم قناعات
لجنة التحكيم وأن نتوقف عن النظارة الي كل شيء ثقافي وفني من خلال تلك
النظار التي تري كل حدث وكأنه مباراة ثأرية تالية لأم درمان..
وعلينا أن ندرك أن النيران لا تزال تحت الرماد
ودورنا كإعلاميين ألا ننفخ في الرماد!!
أخبار النجوم المصرية في
30/09/2010
صور .. وحكايات " ٢
"
بقلم : موفق بيومي
ومازلنا مع صور الأبيض والأسود القادمة من أعماق الزمن الجميل عامرة
بذكريات تستخرج الآه من أعماق القلوب ومليئة بحكايات تدفعنا إلي الضحك
- علي ما كان - مرة والبكاء - علي ما هو كائن -
مرات..
رحمة الله علي أيام زمان.
المحارب
ثمانون عاما كاملة هو عمر صورتنا الأولي حيث ترجع الي سنة
٠٣٩١ عندما تبنت وزارة المعارف العمومية فكرة انشاء أول معهد حكومي للتمثيل
في مصر وهي الفكرة التي حولتها بالفعل الي واقع متحدية العادات ومستعدية
التقاليد ومحاربة الاعتقاد السائد وقتها ان التمثيل مجرد تشخيص فارغ من
غير جدوي وأنه مهنة من لا مهنة له وقد حارب أصحاب هذه الآراء المعهد الجديد
وناصبوه العداء مما جعله لا يعمر طويلا إلا أن اغلاقه لأبوابه جاء بعد أن
نجح في كسر حاجز الرهبة الذي كان موجودا وفاصلا بين الكثيرين من أصحاب
المواهب وبين اقتحامهم لعالم الفن خاصة من أبناء الأسر الكبيرة كما أن
تواجده القصير العمر شجع الكثير من الافراد والعديد من الجهات علي أن
ينظموا وينشأوا جمعيات ونقابات ومعاهد متنوعة في أوقات لاحقة.
كان الأستاذ زكي طليمات هو الذي وقع اختيار الحكومة عليه لكي يشرف علي
معهدها الوليد كما أسس طليمات بعد ذلك معهد التمثيل العالي مفتتحا بذلك
طريقا طويلا من الجهاد الفني الذي آمن به الرجل وأفني حياته فيه ليس داخل
حدود مصر فقط..
بل وفي دولة الكويت قبل أكثر من أربعين سنة وحتي رحيله عن عالمنا.
الراحل العظيم زكي طليمات نراه يتوسط صورتنا الأولي وهو في أوج حيويته
وريعان شبابه يحيط به الجيل الأول من تلاميذه والذين كان معظمهم في سنه أو
يدور في فلك نفس الدائرة ومن بينهم أسماء لا نملك عند سماعها اليوم سوي أن
نهب واقفين رافعين لها القبعات اظهارا للاحترام واعرابا عن تقدير بلا حدود
ودعنا نساعدك أن تتعرف علي بعضهم مثل ينبوع خفة الدم ابن الشام القادم الي
مصر لدراسة علوم الدين في الازهر الشريف المرحوم عبدالسلام النابلسي أول
الواقفين علي يسار الصف الأول أما ثاني الجالسين من اليمين فهو الفنان
الجامع الشامل محمد عبدالقدوس زوج السيدة روزاليوسف ووالد كاتبنا الكبير
الراحل احسان عبدالقدوس وبجواره المخرج مهضوم الحق من الشهرة عبدالفتاح
حسن،
أما صف الفنانات المحيط عن اليمين واليسار بطليمات فأولهم ابنة المنوفية
ملهمة الاطلال لشاعرنا العظيم ناجي السيدة زوزو حمدي الحكيم وبجوارها روحية
خالد ثم رفيعة الشال وعلية حسن.. كوكبة من النجوم اللامعة والأسماء البراقة
التي اضاءت - ومازالت تضيء - سماء الفن المصري الخالد اجتمعت في صورة واحدة
اسعدنا الحظ ان نستخرجها من سباتها العميق ونبعثها الي الحياة بعد عشرات
السنين من النسيان.. والجحود.
الرواد
يحفل تاريخ الفن المصري بأسماء العديد من العائلات الفنية التي قدمت
عشرات المواهب والنجوم ولعل أبناء عكاشة من أوائل هذه العائلات ان لم
يكونوا أولهم بالفعل حيث يرجع تاريخ نشاطهم الظاهر والمؤثر علي الساحة
الفنية إلي بدايات القرن العشرين وقد آزرهم طلعت باشا حرب وقدم لهم مساعدات
هائلة حتي يستمروا في نشاطهم وعطائهم الفني وكانت فرقة أولاد عكاشة
المسرحية التي تضم الاخوة الثلاثة عبدالله وعبدالحميد وزكي هي المعمل الذي
قدم عشرات الاسماء العملاقة في مجال وعالم المسرح ومنهم من اتجه بعد ذلك
الي السينما في أعقاب ظهورها وكان أولاد عكاشة ملوكا متوجين في الأزبكية حي
القاهرة الفني قبل عماد الدين وربحوا من عملهم عشرات الألوف من الجنيهات
الذهبية وانفقوا أكثر منها في وقت كان من يملك فيه مائة جنيه نقدا يعد من
الأعيان والأثرياء كما كان لهم -
شأن عدد
غير قليل من الفنانين -
الكثير من العادات الغريبة واشتهروا بالعصبية الزائدة والغضب
السريع المقترن بالرضا الاسرع.
الصورة المنشورة يعود تاريخها الي قرن كامل من الزمان ويظهر فيها
دينامو الفرقة ومديرها وعقلها المدبر عبدالله عكاشة مع زوجته الممثلة
المسرحية العظيمة الراحلة فيكتوريا
موسي نجمة المسرح المصري وباقة زهرة في ذلك الحين والتي رأها عبدالله لأول
مرة في حفلة مدرسية ووقع كلاهما في غرام الآخر فتخلت عن ديانتها اليهودية وتزوجت منه ويظهر معهما في
الصورة أربعة من الابناء والجميع يبتسمون لغد قريب حافل بالكثير من المال
والمجد والشهرة وغد بعيد نعيشه اليوم خال من كل شيء حتي سطور قليلة تذكرنا
بما جري
.. أيام زمان.
أخبار النجوم المصرية في
30/09/2010 |