ياسمين المصري ليست ابنة ثقافة واحدة، بل احتفظت من كل ثقافة احتكت بها أو
عايشتها بأجزاء تشكل هذه الأجزاء مجتمعة كيان هذه الفنانة. فهي فلسطينية من
أم مصرية، كبرت في لبنان، وانتقلت منذ عشر سنوات إلى باريس بمنحة لتنهي
دراستها في الفنون الجميلة، وتتخصص في الأداء الحي وكيفية دمجه
بالتكنولوجيا والميديا. والفن شغف بالنسبة لها، وأفضل وسيلة لتلاوة قصصها
وقصص شعبها على مسمع ومرأى العالم.كان لياسمين المصري زيارة سابقة إلى قطر
في العام الفائت ضمن مهرجان ترايبيكا السينمائي للأفلام، وقد حضرت اليوم
إلى العاصمة القطرية مجدداً لعرض فيلم «سكر بنات» ولإقامة ورشة عمل حول
مهارات التمثيل والرقص للنساء مع مؤسسة الدوحة للأفلام. وعلى هامش زيارتها
للدوحة، كان لياسمين لقاء مع الصحافة المحلية، في ما يلي نصه:
تجتمع فيك «أجزاء» من ثقافات عربية مختلفة. كم خدمك هذا الواقع في عملك
الفني؟
- أنا لا أعتبر أنني أنتمي لثقافة واحدة، بل لكل الثقافات العربية التي
عايشتها. أنا جزء منها وهي جزء مني. وأشعر أن هذا التعدد في هويتي العربية
يسمح لي بأن أكون جزءاً من أي بلد عربي أزوره أو أقيم به دون أن أشعر أنني
غريبة. ولا شك أن إقامتي بفرنسا جعلتني أفهم عروبتي بشكل أفضل، وقيمة اللغة
العربية.
كفلسطينية، ما مدى إحساسك بالقضية وأنت في الخارج؟
- أنا ولدت بعيداً عن بلادي، وتربيت في عائلة لديها مبادئ وهوية شربتها
بالملعقة. أنا لم أتربَّ على فلسطينيتي بكتاب، بل شربتها من عائلتي. فجدي
حتى لحظة مماته كان يتمنى أن يعود إلى بلاده، وأن يموت على أرضه. هذا هدف
كل فلسطيني خارج فلسطين. لقد كبرت على هذه المبادئ، وكل ما أقوم به كفنانة
أتوجه فيه نحو فلسطين.
ما سبب انتقالك للإقامة في فرنسا وليس في بلد عربي؟
- وصلت إلى فرنسا عن طريق الصدفة. فالحكومة الفرنسية كانت تعرض منحة
لمتابعة الدراسة في فرنسا، وهكذا حصل معي.
على الصعيد المهني، هل من الأسهل لك الانطلاق من فرنسا؟
- من الصعب جداً أن يجعل الفنان لنفسه مكاناً في فرنسا، لأن كل الفنانين
يتوجهون نحوها نظراً للدعم الذي تعطيه للمبدعين. فالتركيبة الاجتماعية هناك
تحترم الثقافة والفنانين بشكل كبير. والعاملون في هذا المجال لديهم راتبهم
من الحكومة حين يكونون دون عمل، ويحصلون على دعم ليطوروا أنفسهم.. فما من
حكومة في العالم، ولا حتى في أوروبا، تقدم هذا الدعم لفنانيها.. ثانياً،
بالنسبة للسينما، إن معظم المخرجين الشباب الذين يريدون للعالم أن يشاهد
أفلامهم، يتوجهون إلى فرنسا بحثاً عن إنتاج مشترك. كما أن الشعب الفرنسي
يحب السينما كثيراً، ويعود قسم من الأرباح من كل بطاقة سينما تباع، لدعم
فيلم في أي منطقة في العالم.
ولم قررت البقاء وسط هذه المنافسة الشديدة؟
- عائلتي الثانية هي في باريس، وقسم كبير من عملي يحتاج لتواجدي هناك لأنني
أحمل الجنسية الفرنسية، ووفقاً لسياسة الإنتاج، لكي يدخل بلد معين في إنتاج
فيلم أجنبي، يجب أن يكون جزء من فريق الفيلم يحمل جنسية البلد. بالتالي،
كوني أحمل الجنسية الفرنسية يساعد في الحصول على إنتاج فرنسي، ويساعدني في
إيجاد أفلام على مستوى معين، ورغم ذلك أنا لا أبقى في بلد واحد، بل أتنقل
كثيراً. وكنت مؤخراً في إسبانيا لتعلم اللغة الإسبانية بمنحة من مؤسسة
ثقافية اسمها «الأرجواني» يملكها الفلسطيني غالب جابر إبراهيم، وهي تقدم
مهرجان «أمل» الذي يعتبر الحدث العربي الوحيد الموجه للجمهور الإسباني،
والذي يترجم كل الأفلام العربية إلى الإسبانية ويريهم ماذا يحصل في السينما
العربية. وقبل إسبانيا كنت في بيروت، وقبلها في تونس، حيث قمت بتقديم
برنامج تلفزيوني بعنوان «فلسطين في قلب المغرب العربي».
فيلم «سكر بنات» شكل بدايتك السينمائية. كيف تم التواصل مع المخرجة نادين
لبكي؟
- كانت نادين لبكي في باريس لتأليف فيلم «سكر بنات»، وصادف أن بيتها في نفس
الشارع حيث أسكن. وهكذا تعرفنا على بعضنا، وكنا نتشارك الشغف نفسه للسينما
والفن، والحلم نفسه بأن يسمع كل العالم ما لدينا لنقوله. وعندما انتهت من
كتابة الفيلم، طلبت مني أن أصور نفسي وأرسل لها التسجيل.
حقق فيلم «سكر بنات» انتشاراً لافتاً بالنسبة لفيلم عربي. ما سر هذا
الانتشار؟
- افتُتح الفيلم في «كان»، وبيع في حوالي 45 دولة حول العام. ما من فيلم
عربي حقق هذا الانتشار، والسبب باعتقادي هو أن «سكر بنات» يتحدث بلغة جيل
كامل، هو لم يخترع أشياء غير موجودة أو لا تحصل.
لكن لم يتقبل الكل هذا الفيلم بنفس الطريقة. فمن يشاهده إما يحبه كثيراً أو
لا يتقبله أبداً.
(مقاطعة) هذا أمر طبيعي، لا يمكن أن نطلب من الكل أن يوافق على رأينا.
لكن العديد من الشابات اللبنانيات اعتبرن أن بطلات فيلم «سكر بنات» الأربع
لا يمثلنهن، بل يمثلن فئة محددة، والفيلم قد يحمل المشاهدين لاسيَّما الذي
لا يعرفون المجتمع العربي إلى التعميم. ما ردكم؟
- الفيلم ليس وثائقياً. من مسؤولية الوثائقي أن ينقل الواقع، أمام مسؤولية
الفيلم الروائي فهي أن يلمس إنسانية المشاهد، ويحمله إلى التفكير بموضوع
معين.
ألا تعتبرين أن الغرب يتقبل الفيلم الذي يعطيه ما يرغب هو برأيه، وإن كان
لا يتطابق مع الواقع العربي؟
- كثر حاولوا القول إن «سكر بنات» هو لوحة استشراقية، أي أننا قدمنا
للفرنسيين «السكر» من العالم العربي، أنا أحترم كل الآراء، لكن رأيي مخالف
لذلك، لأنني كنت جزءا من الفيلم، عشت 3 أشهر في بيروت، وكل من أسهم في
الفيلم كان فخوراً بذلك وسعيد بعمله. ما أريد قوله هنا هو أنه بدلاً من أن
نقدم «كاراميل» واحد كل خمس سنين، يجب أن نقدم 5 آلاف فيلم في كل عام، هكذا
تقول للأوروبي: «أنا هكذا وهكذا وهكذا».. هذا المسكين «كاراميل» خرج من
بيروت، وهو أول فيلم لا يتحدث عن الحرب الأهلية، فهل ننهال عليه ضرباً؟ يجب
أن نمتثل به ونقدم غيره.
وكيف تردين على من اعتبر «سكر بنات» يفتقر لقضية؟
- هذا غير صحيح. قد لا يوافق الكل على القضايا التي يطرحها الفيلم، لكن لا
يمكن القول إنه يفتقر لقضية. فكل شخصية لديها قصتها وأسئلتها ومخاوفها
وعلاقتها مع الكون والمجتمع حولها. وأقول هنا إنه إذا كانت نية السينمائي
صافية وهو يقدم الفيلم، وإذا كان هدفه تلاوة قصة ومشاركتها مع الناس، ستصل
القصة للناس. هناك أفلام تحمل قضية واضحة لكنها تصل للناس بطريقة مبتذلة،
ولا أحد بالتالي يتعاطف معها. وهناك أفلام تحاول أن تحكي الواقع، لكن لا
يشعر بها أحد... السينما تشبيه، ولكي يجعل المشاهد إنسانيته تتأثر بفيلم،
يجب عليه هو أيضاً أن يدخل الصالة بصفحة بيضاء. طبعاً لديه الحرية التامة
بأن يخرج موافقا أو غير موافق على ما رآه.
هل لديك مشروع خاص بك؟
- نعم، لدي «طفل» يكبر في ذهني منذ 3 سنوات، مشروع راقص مبني على نص كتبته
عن تجربتي في الحرب الأهلية بلبنان، وعلاقتي بأمي وجدتي وخالاتي وعماتي،
وعلاقتي مع نفسي كامرأة. والرقص شغف لي، يسمح لإنسانيتي أن تعبر عن نفسها
بكل حرية.
بشكل عام، ماذا ينقصنا كعرب لننافس عالمياً في صناعة السينما؟
- سألني شاب هذا السؤال بعد عرض فيلم «سكر بنات»، وأجبته: لا تسأل أبداً ما
الذي ينقصني لأنافس الآخر، لأن هذا السؤال يضعفني.
لكن ألا تعتبرين أن السينما العربية ضعيفة، رغم أنها موجودة من مئة سنة؟
- لن أقول إننا ضعفاء بل مبتدئين. أولاً نتحدث بلغة «نحن» علينا أن نحدد من
«نحن». صحيح أننا نتشارك اللغة العربية، لكننا كبرنا على %80 من المنتوج
المصري، وكل العاملين في مجال السينما كانوا يقصدوا مصر للعمل. وإذا نظرنا
إلى السنوات الخمس الأخيرة نجد أن سورياً بدأت تكتب دراما يشيد بها العالم
كله. وأصبح في كل العواصم العربية مهرجان للسينما. حتى المهرجانات القديم
أصبحت مؤخراً تعي لأهمية جلب ضيوف عالميين وتوسيع رقعة انتشارها. لنأخذ
أيضاً مهرجان الدوحة ترايبيكا للأفلام، فهو يعتبر في غاية الأهمية. أنا كنت
حاضرة في العام الفائت، وشاهدت طارق بن عمار وهاني الفارسي اللذين يعتبران
أهم منتجين عربيين اليوم، وممثلين عربا من لبنان ومصر سوريا وفلسطين.. كان
هناك إعلام يحكي الإنجليزية والفرنسية والهندية، أي إننا على الطريق
الصحيح.. أنا مثلاً عندما أنزل إلى بيروت وأرى المسلسلات التي تشاهدها أمي
أتفاجأ.. هناك مبادرات، لكن الأمر يحتاج للوقت.
برأيك، ما الذي يميز مهرجان الدوحة ترايبيكا للأفلام عن المهرجانات
العربية الأخرى؟
- فريق المهرجان يعي جداً أهمية بناء شبكة مجتمعية. هذا هو المهرجان الوحيد
الذي دعيت إليه، واستطعت أن أقابل فيه مثلاً طارق بن عمار وهاني الفارسي.
فمن يريد مقابلة طارق بن عمار في فرنسا عليه أن ينتظر سنتين أو 3، وإن لم
يعجبه الـ «سكريبت» قد لا يقابله. لكنه كان موجوداً في الدوحة ترايبيكا،
ومن يرغب بمحادثته يحادثه بكل بساطته. كذلك الأمر بالنسبة لهاني الفارسي.
حتى على صعيد الممثلين، فقد قابلنا مثلاً عادل إمام الذي من الصعب جداً
مقابلته. كذلك يسرا وليلى علوي، وكارمن لبس، وأشرف برهوم.. فمهرجان الدوحة
ترايبيكا يجمع مواهب عربية.
ما طبيعة تعاونك مع مؤسسة الدوحة للأفلام؟
- أنا جئت هنا لإقامة ورشة عمل مع النساء وباللغة العربية. وتلك النقطتان
هامتان بالنسبة لي. فأنا أعيش بالغربة منذ عشر سنوات، أتعلم وأشاهد وأكتشف،
وأريد للشابات من عمري أن تكون لهن نفس الفرصة في أن يتعلمن ويكتشفن
ويختبرن معي.. لست هنا لأعطي محاضرات لأنني صغيرة في السن ولا زلت أتعلم،
لكنني جئت لأتشارك الأشياء التي قرأتها والأفلام التي شاهدتها والموسيقى
التي أحبها والرقص الذي أقوم به، مع أناس يحبون عملي. والورشة باللغة
العربية لأنني عربية، ولأنني طوال إقامتي في الخارج كنت أقول لنفسي: ليته
في يوم من الأيام يصبح بالإمكان تعلم هذه الأمور في بلادي.
العرب القطرية في
29/09/2010
فيفي عبده جادة وسخية مع العمال وهنيدي مهرج
أسرار نجوم الفن خلف الكواليس عالم مثير
القاهرة ـ دار الإعلام العربية
عندما يظهر نجم السينما أو الغناء في الأماكن العامة يهرول الجمهور إليه
للتحية أو لالتقاط صور تذكارية معه.. وهنا يكون الفنان غالبا في حالة
ابتسام وترحاب وهدوء وتواضع، برغم أنه قد يكون في منزله أكثر تشددا وصرامة
وهو كوميدي أو أكثر مرحاً وابتساماً وهو تراجيدي، لتبقى للكواليس أهميتها
في معرفة الفنان على حقيقته، فخلالها يتحرر من قيود النجومية وينسى نفسه
ويركز فقط على ماكياجه ولبسه ومراجعة دوره حتى يكون جاهزا للتصوير، ومن هنا
تشاهده على الطبيعة وتقيّمه بموضوعية.. تعالوا بنا نتعرف الى شخصيات نجوم
الفن بعيدا عن عيون الكاميرا أو ملاحقة الجمهور لهم.
للكواليس طقوسها عند الفنانين، فمنهم من يحرص على عدم مقابلة الصحفيين أو
المعجبين إلا بعد الانتهاء من عمله تماما، ومنهم من ينتظر شخصا لزيارته
يتفاءل به، ويختبئ من آخر يتشاءم منه، وكل منهم يمارس طقوسا مختلفة، فمنهم
من يفضل الصمت التام والتركيز على دوره، والآخر تجده يقرأ آيات من القرآن
الكريم وبعضهم لا يجلس في غرفته وتجده يتجول بين غرف زملائه، ومع اختلاف كل
هذه الحالات تجد الجميع منهم يتفق على شيء مهم وهو الاستعداد النفسي الجيد
لأداء الدور المكلف به وتجسيد الشخصية التي سيقوم بها على أكمل وجه.
جدية نور
ورغم أن الكواليس تشهد مواقف طريفة بين النجوم وضحكات عالية فإن الفنان نور
الشريف من أكثر الفنانين الذين لا يحبون الإزعاج خلال الكواليس فهو
يعتبرها، حسب قوله، آخر خطوة في الاستعدادات لدخول البلاتوه، ولا بد أن
يكون متأكداً من أنه تعايش مع المشهد الذي يؤديه بشكل جيد، وعن صمته لمدة
طويلة قال: هذه حالة تأمل أخرج بها من شخصية إلى شخصية أخرى، وصمتي يعني
قراءة للشخصية لتقديم الدور بشكل جيد، مشيرا إلى أنه فنان كبير، ومن الصعب
أن يعيد المشهد البسيط عدة مرات لعدم الاهتمام، رغم أن هناك أدوارا يمكن أن
يعيدها الفنانون الكبار عشرات المرات ولكن لا بد أن تكون هناك أسباب خارجة
عن إرادتهم أفقدتهم الكثير من التركيز.
وقال مقربون من الشريف خلف الكواليس انه يتعامل بشخصيته الطبيعية دون إضافة
أو حذف فهو جاد جداً في بعض الأوقات ومرح جدا في أوقات أخرى ويرحب
بالصحفيين ودائماً ما تجده يتحدث إليهم وهو مستسلم للماكيير.
توتر غادة
أما غادة عبد الرازق فبمجرد دخولها غرفتها وقبل أداء مشاهدها تكون في حالة
توتر تفقدها القدرة على عمل الماكياج لنفسها، ولها طقوس كثيرة قبل بدء
التصوير فتجدها متأملة جداً وهادئة على غير عادتها، وهي خفيفة وطيبة جداً،
ولكن بمجرد دخولها البلاتوه تجدها قد تقمصت الشخصية بسرعة شديدة وتؤدي
بقدرة عالية، وبمجرد انتهاء التصوير عندما تعود إلى غرفتها تشاهدها بضحكتها
الجميلة واستقبالها لمعجبيها باحترام شديد، وتختلف غادة في الكواليس عن
شخصيتها في الأماكن العامة فهي خجولة جداً في الشارع العام، وعندما تشاهدها
من أول وهلة تحس بأنها مغرورة ولكنك تجدها في الكواليس هي نفسها التي تجدها
في منزلها ووسط أسرتها.
ولكن الممثلة منة فضالي لا تتغير شخصيتها أينما كانت فتجدها في الكواليس
تتعجل بشكل طفولي الظهور أمام الكاميرات، ودائماً تحاول أن يكون الماكياج
عاديا حيث لا تتحدث كثيراً مع الماكيير بشأن ماكياجها، ويكون كل تفكيرها في
تقديم دورها.. فهي بطبيعتها عصبية أحيانا ولكنها طيبة تستقبل المعجبين
والجمهور داخل غرفتها ببساطة شديدة وكأنها ليست نجمة فهذه شخصيتها أصلاً.
لكن هناك من النجوم من هم حريصون جداً على الظهور أمام جمهورهم وهم في قمة
الجمال والأناقة، ومن هؤلاء مي كساب فهي لا تسمح بدخول أي شخص من الجمهور
أو العاملين إلى غرفتها قبل انتهاء عمل الماكياج الخاص بها، فهي ترى
بالضرورة أن تخرج بشكل يرضي جمهورها، وحتى بعد انتهاء ماكياجها تجدها
مترددة وتسأل مصفف شعرها كثيراً إذا ما كان هناك شيء ينقصها، وعن ذلك تقول:
إن المظهر الجيد فيه احترام للجمهور لأنني عندما أذهب لمقابلة أناس مهمين
أكون في قمة أناقتي، فما بالك بجمهوري فهو عندي الأهم ولا بد أن أحترمه
وأقدم له نفسي في صورة يعجب بها.
أما الفنان علي الحجار فله طريقة خاصة في الكواليس حيث هو يسلّم نفسه تماما
للماكيير وتجده كطبيعته هادئاً لا يتحدث كثيراً وكأنه يركز في المشهد
القادم أو يتأمل دوره جيداً، وبعد انتهاء المصفف والماكيير من عملهما يجلس
إلى نفسه ويدندن بالأغنيات التي سيقدمها في المشهد القادم أو إذا كان لديه
حفل جماهيري .. وتجده يتحرك بين غرفته وأفراد فرقته الموسيقية للتأكد من
جاهزيتهم.. ولكن الحجار خلف الكواليس هو نفسه علي الحجار ليس هناك أي
اختلاف في سلوكه أو طبيعته في الأماكن العامة أو في الكواليس.
طقوس غريبة
أما طقوس الفنانة فيفي عبده فهي غريبة خلف الكواليس، حيث صوتها لا يهدأ ولا
تتوتر أبدا، وتأتي إلى غرفتها قبل تصوير مشاهدها بوقت كاف، وهي حافظة
تماماً لدورها، ومن أهم طقوسها إطلاق البخور الذي تهتم برائحته جدا وكذلك
تعتقد أنه يحميها من العين ويزيل التوتر ودائماً تفضل أن تقوم بماكياجها
بنفسها وتجدها تتجول بين الغرف للتأكد من أن كل شيء تمام، وخلال مرورها تدس
في يد كل من يقابلها من العاملين مبالغ لا يعلم عنها أحد إلا هي.
ورغم بساطتها فإنها جادة جداً وملتزمة جداً بمواعيدها، ولا تحب الاستهتار
أو التقصير من الآخرين في عمل تقوم ببطولته، ودائماً إذا علمت بأن أحدهم
تأخر وهو يشاركها المشهد تطلب من سكرتاريتها الاتصال به للتأكد إذا كان
قريبا من مكان التصوير أم أن هناك ظروفا قد تؤخره فتصور مشهدا آخر حتى يصل
النجم الذي تأخر، ولكن كل ذلك يتم بهدوء وفيفي لا تقبل من معاونيها منع أي
معجب من جمهورها يرغب في التصوير معها أو تحيتها.. وهي معروفة بالجدعنة
وسلوك بنت البلد الأصيلة، وكذلك لديها فريق معاون كبير يكون متواجداً داخل
وخارج غرفتها باستمرار.
تركيز وهدوء
بينما تجد الفنانة رانيا فريد شوقي قلقة جداً خلف الكواليس وهو ما دعا أحد
النقاد إلى أن يصفها بالفنانة الحقيقية التي تخاف على عملها، وعندما تدخل
غرفتها تجدها ممسكة بالسيناريو تراجع كل كلمة في دورها وأنت تقف بجوارها لا
تشعر بك وهي تقرأ، وأحيانا يعاني المصفف وهو يصفف لها شعرها وعينها على
الورق ويحاول أن يذكرها بأن تركز معه قليلاً وهو يضحك، وبعد انتهاء عمليتي
الماكياج والماكيير تواصل القراءة في السيناريو، وعندما تضع السيناريو على
جنب تحمل المصحف الشريف لتقرأ بعض الآيات التي تساعدها على التركيز
والهدوء.. وقبل دخولها البلاتوه تجدها تستقبل المعجبين للتحية والمجاملة أو
أخذ صور تذكارية لها.
البيان الإماراتية في
29/09/2010 |