لم أحضر
الدورة الـ٢٦ لمهرجان الإسكندرية السينمائى التى عقدت الأسبوع الماضى، ولا
أياً من دوراته الـ٢٥ الماضية، ولكن إدارة المهرجان أرسلت لى مشكورة كل
مطبوعات الدورة، والواضح من تحليل معلومات المهرجان أنه بلغ أخيراً سن
الرشد بعد ٢٥ سنة.
المهرجان
مخصص لأفلام دول البحر المتوسط، ومنها فرنسا، حيث أكبر سينما فى أوروبا
وإيطاليا وإسبانيا من الدول الكبرى فى السينما الأوروبية أيضاً، وتركيا من
أكبر سينمات آسيا، ومن الدول العربية تونس والمغرب والجزائر وليبيا وسوريا
ولبنان وفلسطين، وقد اشتركت كل هذه الدول وغيرها فى المسابقة إلى جانب مصر،
وبينما حضرت تونس من خلال رئيسة لجنة التحكيم المخرجة الكبيرة مفيدة
التلاتلى، غابت ليبيا لعدم وجود أفلام، وغابت تونس كما غابت فلسطين رغم
وجود أفلام وليس من الضرورى على أى حال تمثيل كل دول المتوسط.
تضمنت
مسابقة الأفلام الطويلة من أفلام ٢٠٠٩ أهم فيلم لبنانى (كل يوم عيد) إخراج
ديما الحر، وأهم فيلم جزائرى (حراقة) إخراج مزراق علواش، وأهم فيلم من
البوسنة (على الطريق) إخراج ياسمين زبانيك، الذى عرض فى مسابقة مهرجان
برلين هذا العام، وأهم فيلم مصرى (المسافر) إخراج أحمد ماهر، وأحد أهم
الأفلام الإيطالية (المساحة البيضاء) إخراج فرانشسكا كومينشينى وأحد أهم
الأفلام المغربية (المنسيون) إخراج حسن بنجلون.
وتناول
أغلب أفلام المسابقة أهم القضايا التى تشغل منطقة البحر المتوسط والعالم،
وهى قضايا العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، والإرهاب باسم الدين الإسلامى،
والهجرة غير الشرعية إلى أوروبا من دول الضفة الأخرى من البحر، وخارج
المسابقة عرض الفيلم التركى «عسل» إخراج سميح كابلا نوجلو الفائز بالدب
الذهبى فى مهرجان برلين هذا العام، ومن إسبانيا «أنا دو جيوفانى»، إخراج
فنان السينما العالمى الكبير كارلوس ساورا، و«الراقصة واللص» إخراج
فيرناندو ترويبا، وهذا برنامج رائع حقاً على مدى أيام المهرجان الستة لكل
عشاق السينما فى الإسكندرية وفى مصر كلها.
ومن
الغريب أن يحقق المهرجان هذا النجاح من دون أن يكون له مدير، وإنما نائب
رئيس (وليد سيف)، وأمين عام (مجدى الطيب) ولا أحد يدرى لماذا لا يكون
أحدهما مديراً للمهرجان، ولكنهما ومجموعة من نقاد السينما الشباب المتميزين
وراء هذا النجاح بالطبع، كما تميزت النشرة اليومية التى رأس تحريرها الزميل
الأمير أباظة، ودعك من طوابير المكرمين التى تفقد التكريم معناه، وباقى
الأخطاء التى يجب أن يتخلص منها المهرجان ليصبح مهرجاناً كبيراً.
المصري
اليوم في
28/09/2010
«حاوى»
يمثل السينما المصرية فى عرضه العالمى الأول بمهرجان
روتردام
بقلم
سمير فريد
تم اختيار
الفيلم المصرى «حاوى» إخراج إبراهيم البطوط للعرض فى مسابقة مهرجان روتردام
السينمائى الدولى الـ٤٠، الذى يقام فى المدينة الهولندية من ٢٦ يناير إلى ٦
فبراير العام المقبل. وهو أكبر مهرجان للسينما المستقلة فى أوروبا، ويقام
فى شهر يناير نفسه الذى ينعقد فيه مهرجان صاندانس أكبر مهرجان للسينما
المستقلة فى أمريكا والعالم.
«حاوى»
الفيلم الروائى الطويل الثالث لمخرجه، الذى حقق فيلمه الثانى «عين شمس» عام
٢٠٠٨ نجاحاً دولياً كبيراً، وفاز بأول جائزة ذهبية يفوز بها فيلم مصرى فى
مهرجان تاورمينا لأفلام دول البحر المتوسط ذلك العام، والمعروف أن البطوط
هو الأب الروحى للسينما المستقلة فى مصر منذ عقدين، وكما تم دعم «عين شمس»
من المركز القومى للسينما فى المغرب، تم دعم «حاوى» من مؤسسة هيوبرت بالس
ومؤسسة يان فريمان فى هولندا.
وكما تم
اختيار «ميكروفون» إخراج أحمد عبدالله السيد فى مهرجان تورونتو، ها هو
مهرجان روتردام فى احتفاله بدورته الأربعين يختار «حاوى»، مما يؤكد أن
السينما المستقلة هى التى تشرف السينما المصرية فى العالم، وتصنع المستقبل
بجدارة، وبدعم جهات عربية أو أوروبية، ومن دون أى دعم من وزارة الثقافة
ممثلة فى المركز القومى للسينما، بل لقد حرمت الوزارة «عين شمس» من الجنسية
المصرية، ووافق المركز القومى للسينما فى المغرب على منحه الجنسية
المغربية، وربما يصبح «حاوى» هولندياً!
وقد اختير
«حاوى» مع ١١ مشروعاً آخر من بين ٧٥ تقدمت إلى ورشة دعم الأفلام الأفريقية
فى مهرجان دربان السينمائى الدولى الـ٣١، الذى عقد فى جنوب أفريقيا من ٢٢
يوليو، وأعلنت جوائزه فى أول أغسطس، وهناك حضر حسام علوان، مدرس السينما فى
الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومنتج الفيلم، وكم كان على حق عندما قال إن
وزارة الثقافة فى مصر تتعامل مع السينمائيين المستقلين باعتبارهم من
«الخارجين على القانون»، وإنها تدعم فقط السينما السائدة فى مصر، وهى مثل
كل سينما سائدة فى العالم لا تعبر عن الحياة الحقيقية، وإنما تصنع حياة
أخرى يراها جمهورها.
وفى هذا
المهرجان لم يعرض من مصر غير فيلم قصير من الإنتاج المستقل أيضاً، وعنوانه
«بكارة» إخراج هشام صقر، وعرض المهرجان ٢٠٠ فيلم من كل دول العالم منها ٢٠
فى المسابقة، ومنها ٩ أفلام من جنوب أفريقيا فى عرضها العالمى الأول، وفاز
بجائزة أحسن فيلم، الفيلم الإيرانى «المروج البيضاء» إخراج محمد راسولوف،
وهو أحد السينمائيين الإيرانيين المعتقلين فى طهران بتهمة معاداة النظام
الدينى الديكتاتورى.
المصري
اليوم في
22/09/2010
دى أولفيرا فى تحفة (١٦ دقيقة) من أجل السلام فى
العالم
سمير
فريد-
فينسيا
أطول
طابور انتظار أمام دار عرض الصحافة اليومية فى مهرجان فينسيا السينمائى هذا
العام كان من ألف صحفى وناقد ويزيد، لمشاهدة الفيلم البرتغالى «لوحة ساو
فيسينتى دى فورا: رؤية شعرية» أحدث أفلام فنان السينما البرتغالى العالمى
الكبير مانويل دى أولفيرا الذى بلغ المائة من عمره عام ٢٠٠٨، وأصبح أول
فنان يواصل الإبداع بعد سن المائة فى تاريخ السينما، وربما فى تاريخ كل
الفنون. وما إن دخل دى أولفيرا القاعة مع ماركو موللر مدير المهرجان، وقبل
أن يتم تقديمه، حتى وقف الجميع يصفقون عشر دقائق متواصلة، وظل الرجل طوال
هذه الدقائق يرد التحية بكلتا يديه، ويطلب من محبيه الجلوس، وهو يبتسم
ابتسامة عريضة تزداد مع الوقت، كما يزداد احمرار وجهه من الخجل.
الفيلم
روائى فى ١٦ دقيقة عن لوحة من القرن السادس عشر الميلادى للرسام نيونو
جونسايفيس، وهى من أكثر اللوحات شهرة وغموضاً فى تاريخ الفن البرتغالى ومن
رموز البرتغال الفنية الكبرى، حيث كان تكوينها ومعناها -ولايزالان- موضوعاً
للجدل والنقاش،.
ودى
أولفيرا ليس مخرجاً وكاتباً للأفلام فقط، وإنما أيضاً رسام ونحات وشاعر
وفوتوغرافى، والفيلم من إنتاج متحف العاصمة البرتغالية لشبونة، وكان مدير
المتحف وطاقم الفيلم حاضرين مع الفنان فى العرض. اللوحة فريدة من نوعها
بالفعل، فهى مكونة من ٦ لوحات فى ٦ إطارات متساوية الطول ومختلفة فى العرض،
فلوحتا الوسط كبيرتان ولهما الحجم نفسه، وفيهما الشخصيات نفسها مع اختلاف
الزاوية، حيث يتلقى الأمير هنرى البحار البركة من ساو فيسينتى الذى يمسك
بالكتاب المقدس، وبينما الكتاب مغلق فى اللوحة اليسرى، نراه مفتوحاً فى
اليمنى، واللوحات الأربع الأخرى على يسار ويمين اللوحتين «تفاصيل» من
اللوحتين الكبيرتين، إنها لوحة ـ فيلم من لقطتين فى منظر عام لفتح الكتاب
مع ٤ لقطات أخرى من المناظر الكبيرة (الكلوز أب).
يتأمل دى
أولفيرا اللوحة فى تعليق على شريط الصوت، وتخرج منها شخصياتها الواحدة بعد
الأخرى لتتجسد أمامنا بنفس الأزياء والمكياج والأشياء التى تحملها: الحكام
والرهبان والجنود، والشباب والعجائز والأطفال، واليهود والمسيحيون
والمسلمون، ثم الفقير، وتحاول كل شخصية أن تفسر لماذا رسمها الرسام على هذا
النحو أو ذاك، والفقير حسب تعليق دى أولفيرا هو الموضوع الرئيسى منذ ذلك
الحين، وحتى زماننا الراهن: زمان الأزمة الاقتصادية العالمية الجديدة.
اللوحة عن
عصر «الاكتشافات» الأوروبية لما عرف بالأمريكتين، وهى الرحلات البحرية التى
قام بها البرتغاليون ومولها الإسبان وانتهت إلى معرفة كل مناطق الأرض،
ويقول دى أولفيرا فى نهاية الفيلم إن هذه «الاكتشافات» تعنى أن يعرف كل
الناس من كل الأعراق بعضهم البعض، وإنهم جميعاً يعيشون على الأرض نفسها،
وينتمون إلى الأصل نفسه، وفى الدقيقة الأخيرة تدخل فرقة موسيقى شعبية تعزف
من أجل السلام.
المصري
اليوم في
20/09/2010
قصيدتان من الشعر السينمائى الخالص من روائع فن السينما فى كل
العصور
سمير
فريد-
فينسيا
شهدت
مسابقة مهرجان فينسيا هذا العام فيلمين من الشعر السينمائى الخالص، ومن
روائع فن السينما فى كل العصور: الفيلم الروسى «أرواح صامتة» إخراج أليكسى
فيدور شنيكو (انظر «صوت وصورة» يوم ٦ سبتمبر)، والفيلم البولندى «قتل ضرورى»
إخراج ييرجى سكوليمو فسكى. كان فوز أى منهما بالأسد الذهبى مستحقاً، وكذلك
الفيلم الفرنسى، «فينوس السوداء» إخراج عبداللطيف قشيش، ولم يكن باستطاعة
لجنة التحكيم تجاهل أى من الفيلمين ــ القصيدتين وإلا أطاحت بسمعة المهرجان
الكبير، وقد فاز الفيلم الروسى بجائزة أحسن إسهام فنى لمدير التصوير
ميخائيل كريشمان، وفاز الفيلم البولندى بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وجائزة
أحسن ممثل (فينسنت جالو).
ييرجى
سكوليموفسكى فنان عالمى كبير من متمردى الستينيات، وهو ممثل ومخرج وكاتب
سيناريو ورسام كان الوحيد من المتسابقين فى بينالى السينما هذا العام الذى
سبق واشترك فى بينالى الفنون التشكيلية، فى فينسيا ومثل مجايله بولانسكى،
كلاهما عمل فى أوروبا وأمريكا واعتبرا كل العالم مسرحاً لهما، كما وصل
بولانسكى إلى ذروة النضج فى فيلمه الجديد «الكاتب الشبح»، الذى عرض فى
مهرجان برلين، وفاز الأسبوع الماضى بجائزة «فيبريسى» (الاتحاد الدولى
للنقاد) كأحسن أفلام ٢٠١٠، يصل سكوليمو فسكى فى فيلمه الجديد إلى ذروة
النضج أيضاً، وقد سبق أن فاز فى كان وفينسيا بأكثر من جائزة، ولكن ليس من
بينها الجائزة الكبرى.
«أرواح
صامتة» قصيدة كلاسيكية عن الحياة والحب والموت، أما «قتل ضرورى» فقصيدة
حديثة عن الوجود واضطرار الإنسان منذ البدء إلى القتل حتى يبقى على قيد
الحياة، ولكنه مع ذلك ليس فيلماً ضد الإنسان، وإنما فى تمجيده، والإعلاء من
شأن الحياة كقيمة فى ذاتها، ويعبر الفنان عن رؤيته من خلال مقاتل أفغانى
تعتقله القوات الأمريكية وأثناء ترحيله عبر معسكر سرى فى وسط أوروبا يتمكن
من الفرار فى إحدى الغابات أثناء سقوط الجليد وتدور كل أحداث الفيلم بعد
ذلك وحتى النهاية فى تلك الغابة.
إنه ليس
فيلماً سياسياً يناقش الحرب فى أفغانستان، وإنما يستخدم هذه الحرب والبعد
العبثى فيها، حيث يحارب أقوى جيش فى العالم وفى التاريخ، أفراداً لا يمثلون
دولة ولا جيشاً، كما فى الحروب السابقة بين الدول والجيوش. بداية الفيلم
افتتاحية إلى الغابة، وفيما يكافح البطل/ اللابطل من أجل البقاء مثل
الإنسان الأول، ضد من يطاردونه جواً وبراً بلا هوادة، وباستخدام أحدث ما
وصل إليه العلم. إنه يتحول إلى وحش، ولكنهم أيضاً وحوش ولا حوار بينه
وبينهم، ولا يزيد عدد كلمات الحوار فى الفيلم بأكمله على ألف كلمة، وكما أن
هناك افتتاحية هناك خاتمة يرى فيها لأول مرة كوخاً وبداخله امرأة، ومن دون
ولا كلمة واحدة ترعاه، وتحميه من مطارديه، وتقدم له حصاناً أبيض ليواصل
رحلته الشاقة.
المصري
اليوم في
19/09/2010
«فينوس
السوداء».. تحفة «قشيش» التى شرفت السينما الفرنسية فى
فينسيا
بقلم
سمير
فريد- فينسيا
كانت
مفاجأة اليوم الأول فى مهرجان فينسيا السينمائى الدولى الـ٦٧ (١-١١ سبتمبر)
- حضور رئيس جمهورية إيطاليا جورجيو نابوليتانو حفل الافتتاح من دون إعلان،
فقد اكتشف وجوده أحد الحاضرين فوجه إليه التحية مما لفت أنظار الحضور
فوقفوا يصفقون له، وبقدر ما كانت مفاجأة اليوم الأول سعيدة كانت مفاجأة
اليوم الأخير غير سعيدة بفوز الفيلم الأمريكى «مكان ما» بالأسد الذهبى رغم
وجود العديد من الأفلام التى تفوقه!
وقد حرص
رئيس اللجنة المخرج الأمريكى كوينتين تارانتينو على أن يقول فى المؤتمر
الصحفى الذى يعقب إعلان الجوائز إن الفيلم فاز «بالإجماع» حتى لا يقال إنه
أعطى أكبر جائزة فى أعرق مهرجان لفيلم من إخراج صديقته السابقة صوفيا
كوبولا! المشكلة فى قرارات اللجنة أنها جعلت جوائز مسابقة الـ٢٤ فيلماً
للسينما الأمريكية الأقوى فى العالم والسينما الأوروبية وهى القوة الثانية،
وتجاهلت القوة الثالثة فى آسيا، والرابعة الطالعة فى أمريكا الجنوبية، وكان
عدد الأفلام الأمريكية ٦ (الربع تماماً) والأوروبية ١٢ (النصف تماماً)، كما
تجاهلت اللجنة الأفلام الإيطالية (٤) والأفلام الفرنسية (٣)، أى ٧ من أفلام
أوروبا الـ١٢!
وليس
المقصود بالطبع أن «توزع» الجوائز جغرافياً، ولا أن يكون للسينما الإيطالية
وضع خاص باعتبارها بلد المهرجان، أو للسينما الفرنسية باعتبارها الأكبر فى
أوروبا، وإنما لأنه كان من بين الأفلام الإيطالية «نحن المؤمنون» إخراج
ماريو مارتونى الذى جاء من الأفلام التاريخية الكلاسيكية، ولكنه فيلم كبير
عن الكفاح من أجل وحدة إيطاليا، ويأتى فى موعده عشية الاحتفال بمرور ١٥٠
سنة على هذه الوحدة العام المقبل،
وكان من
بين الأفلام الآسيوية الصينى «الخندق»، ومن أمريكا الجنوبية الشيلى «بعد
الموت» وكلاهما من الأفلام الجديرة بالفوز، وكان من بين الأفلام الفرنسية
«فينوس السوداء» إخراج عبداللطيف قشيش، وكان إحدى ثلاث تحف جديرة بالأسد
الذهبى مع الروسى «أرواح صامتة»، والبولندى «قتل ضرورى»، وبينما فاز هذان
بثلاث جوائز، لم يفز فيلم قشيش بأى جائزة!
فى «فينوس
السوداء» يعبر الفنان التونسى الأصل على نحو فذ عن قضية من أهم القضايا فى
تاريخ الإنسانية، وهى «العنصرية»، أى أن تعتبر مجموعة من البشر نفسها
«أفضل» عرقياً من مجموعة أخرى، وذلك من خلال حياة وموت سارتى بارتمان (١٧٧٠
- ١٨١٥) التى ولدت فيما يعرف الآن بـ«جنوب أفريقيا»، وبيعت كعبدة، ونظراً
لضخامة جسدها استخدمت كالحيوان فى عروض للفقراء فى لندن وللأثرياء فى
باريس، ثم بيعت إلى بيت دعارة، وماتت من المرض فى شتاء فرنسى قارس، وبعد
موتها بيع جسدها لعالم التشريح الفرنسى جورج كيوفير الذى توصل بعد عامين من
دراسة جثمانها إلى أنها تنتمى إلى مخلوقات «أدنى» من البيض!
وبعد
انتهاء الحكم العنصرى فى جنوب أفريقيا طلب مانديلا من فرنسا إعادة جثمان
سارة، ولكن طلبه رفض، وفى عام ٢٠٠٢ وافق البرلمان الفرنسى، ودفنت سارة حيث
ولدت.
المصري
اليوم في
18/09/2010
أول جائزة
لأحسن فيلم
بقلم
سمير فريد
ابتكر
ماركو موللر، مدير مهرجان فينسيا، فى العام الماضى أول جائزة فى العالم
لأحسن فيلم ٣D
من دون أن ترتبط بالأفلام التى تعرض فى المهرجان فقط، وإنما كل الأفلام
التى عرضت فى إيطاليا أيضا. وقد تشكلت لجنة تحكيم الجائزة فى الدورة الـ٦٧
للمهرجان هذا العام برئاسة، المخرج اليابانى تاكيش شيميزيو، وعضوية المخرج
الإيطالى دافيد زامانى والناقد والباحث الأمريكى جيم هو بيرمان.
فاز
بجائزة أحسن فيلم ٣D
الفيلمان الأمريكيان.. أفاتار.. إخراج جيمس كاميرون، وفيلم التحريك أو
التشكيل «كيف تروض التنين» إخراج، كريس ساندرز ودين ديبلويز، والفيلم
الثانى جديد من إنتاج ٢٠١٠، ولكن لم يكن من الممكن تجاهل «أفاتار» رغم أنه
من إنتاج العام الماضى الذى أصبح من أهم الأفلام.. الظواهر فى تاريخ
السينما منذ اختراعها بعد أن بلغت إيراداته فى عرضه الأول ثلاثة مليارات
دولار أمريكى، الأمر الذى لم يسبق له مثيل، وربما لن يتكرر مرة أخرى فى رأى
خبراء شركة فوكس التى توزعه داخل وخارج الولايات المتحدة.
وبهذه
الجائزة أصبح مجموع جوائز المهرجان ١٥ جائزة تمنحها ٥ لجان تحكيم: ٨ فى
المسابقة الرسمية أو فينسيا «٦٧»، و٤ فى مسابقة «آفاق» التى أقيمت للمرة
الأولى، وجائزة لأحسن فيلم فى برنامج السينما الإيطالية المعاصرة الذى أقيم
للمرة الثالثة، وجائزة دينو دى لورينتس (أسد المستقبل) لأحسن مخرج فى فيلمه
الطويل الأول (١٠٠ ألف دولار أمريكى للمنتج والمخرج)، ثم جائزة بيرسول باسم
شركة النظارات الشهيرة لأحسن فيلم ٣D.
وتمنح إدارة المهرجان جائزة الأسد الذهبى التذكارى لسينمائى عن مجموع
أفلامه (فاز بها الصينى جون ووه)، وجائزة حاجر- لاكولترى لسينمائى عن مجموع
أفلامه (فاز بها الهندى مانى راتنام).
وشهد
مهرجان فينسيا ٢٠١٠ عرض أول فيلم تسجيلى ٣D عن قضية فلسطين بعنوان «آثار المستقبل» فى ٢٠ دقيقة من
الإنتاج الألمانى وإخراج أرمين لينكى وفرانشسكو ماتيوزى، وهما معماريان من
ميلانو، أخرج الأول الذى يعيش فى برلين أول أفلامه عام ٢٠٠٣ عن مدينة غزة،
وأخرج الثانى أول أفلامه عام ٢٠٠٧. وجاء الفيلم دراسة نقدية مقارنة عميقة
ورائدة بين العمارة الفلسطينية التاريخية فى المناطق التى تحتلها إسرائيل،
والتى يتم تدميرها كما فى بيت ساحور، والعمارة الحديثة الهجين الملفقة فى
«المستوطنات» تماماً مثل الذين يقيمون فيها بقوة السلاح.
المصري
اليوم في
15/09/2010
السينما التركية تفوز بجائزة كبرى فى «فينسيا» بعد فوزها
بـ«دب برلين»
بقلم
سمير فريد
الجائزة
المالية الوحيدة التى تمنح فى مهرجان فينسيا، الذى أعلنت جوائز دورته الـ٦٧
السبت الماضى، هى الجائزة التى تحمل اسم المنتج الإيطالى لويجى دى لورينتس،
وهى منحة من المنتج العالمى الكبير قدرها مائة ألف دولار أمريكى لأحسن وخرج
فى فيلمه الروائى الطويل الأول يتم تقاسمها بين المخرج والمنتج، وتتسابق
للحصول عليها كل الأفلام الأولى فى كل برامج المهرجان داخل وخارج المسابقة،
ولها لجنة تحكيم خاصة رأسها هذا العام المخرج الألمانى تركى الأصل فاتح
أكين، واشترك فى عضويتها المخرج الإسرائيلى شامويل ماوز، الذى فاز بالأسد
الذهبى العام الماضى عن فيلمه «لبنان».
فاز
بالجائزة فى فينسيا ٢٠١٠ الفيلم التركى «أغلبية» إخراج سيرين يوسى، الذى
يعبر بأسلوب واقعى متطور عن قصة حب بين شاب تركى من إسطنبول يعمل فى مصنع
والده وفتاة كردية هربت من أسرتها فى شرق تركيا. والمقصود بـ«الأغلبية» فى
العنوان أن الشاب أحب فتاة من «الأقلية» الكردية، وهو حب يرفضه والده، الذى
لا يرى فى الأكراد سوى أنهم الأقلية، التى تريد أن تنفصل عن تركيا وتقطع
أوصالها. وهذه هى الجائزة العالمية الكبرى الثانية التى تفوز بها السينما
التركية فى عام واحد، وذلك بعد فوزها بالدب الذهبى فى مهرجان برلين فى
فبراير عن فيلم «عسل» إخراج سميح كابلا نوجلو.
وفى هذه
السنة، ولأول مرة، تحول برنامج «آفاق» فى مهرجان فينسيا إلى مسابقة للأفلام
الطويلة والقصيرة ومتوسطة الطول، وتمنح لجنة التحكيم ثلاث جوائز لأحسن
ثلاثة أفلام من الأطوال الثلاثة، إلى جانب جائزة رابعة باسم لجنة التحكيم.
وبهذه المسابقة الأولى من نوعها فى مهرجانات العالم بدلاً من مسابقة
الأفلام القصيرة، أصبح لكل فيلم حق التسابق بغض النظر عن مدة عرضه.
وقد رأست
لجنة تحكيم الدورة الأولى لمسابقة «آفاق» المخرجة الإيرانية شيرين نشأت،
التى تقيم وتعمل فى المنفى فى نيويورك، واشتركت فى عضويتها المخرجة
التونسية رجاء عمارى، وفاز بجائزة أحسن فيلم طويل المكسيكى «صيف جوليات»
إخراج نيكولاس بيردا، وبجائزة أحسن فيلم متوسط الطول الإسرائيلى «خارج»
إخراج روى روسين، وبجائزة أحسن فيلم قصير النمساوى «العرض القادم» إخراج
بيتر شيركاس، وبجائزة لجنة التحكيم الهولندى «الفضاء المنسى» إخراج نويل
بورش وآلان سيكولا.
المصري
اليوم في
15/09/2010
الفيلم الروائى الوحيد عن حرب العراق يفوز بجائزة مسابقة
الأفلام الإيطالية
بقلم
سمير فريد
– فينسيا
فاز فيلم
«٢٠ سيجارة» أول فيلم روائى طويل لمخرجه أورليانو آميدى بالجائزة الوحيدة
التى تمنح لأحسن فيلم فى برنامج «السينما الإيطالية المعاصرة» الذى عقد
دورته الثالثة فى مهرجان فينسيا هذا العام. تشكلت لجنة تحكيم الجائزة من
ثلاثة إيطاليين برئاسة الممثل فاليرير ماسترانديرا وعضوية المخرجة سوزانا
نيكياريللى والناقد داريو فيجانو. والجائزة فيلم خام ٣٥ مللى أو ١٦ مللى
بقيمة ٤٠ ألف يورو من شركة كوداك لمساعدة المخرج على صنع فيلمه التالى.
وُلدِ
آميدى عام ١٩٧٥، ودرس التمثيل فى أكاديمية ويبر دوجلاس فى لندن وتخرج ١٩٩٨
وعمل ممثلاً فى «مسرح جلوب» البريطانى الشهير، ثم عاد إلى إيطاليا حيث
اشترك فى تمثيل عدة مسرحيات وأفلام وأخرج أفلاماً تسجيلية. وفى نوفمبر ٢٠٠٣
وافق على العمل مساعد مخرج فى فيلم عن القوات الإيطالية فى حرب العراق، وفى
يوم ١٢ نوفمبر، وقبل أن يتم علبة السجائر الأولى بعد وصوله إلى العراق،
وهذا معنى العنوان، وقعت عملية انتحارية فى حى الناصرية فى بغداد قتل فيها
١٩ إيطالياً، وكان هو المدنى الوحيد الذى نجا، ولكنه جُرح، وعولج، ولاتزال
آثار الحادث بادية عليه حيث يسير مستنداً على عصى.
أصدر
آميدى بالاشتراك مع فرانشسكو ترينتو عام ٢٠٠٥ كتاباً عن تجربته فى الحرب
بعنوان «٢٠ سيجارة فى الناصرية»، وعن هذا الكتاب أخرج فيلمه الذى فاز فى
البرنامج الموازى المخصص لمجموعة منتقاة من الأفلام الإيطالية، وكان الفيلم
الروائى الطويل الوحيد عن حرب العراق فى المهرجان.
الفيلم
روائى، ولكنه سيرة ذاتية صريحة لتجربة اشتراك صانعه فى حرب العراق، حتى إن
اسم الشخصية الرئيسية أورليانو، وهو اسم المخرج، وفيه نراه شاباً فوضوياً
فى الثامنة والعشرين من عمره معادياً للحرب والعنف ومحباً للفن وممارساً
له، ولكنه يقبل العمل فى فيلم يصوَّر فى العراق أثناء الحرب رغم معارضة
صديقته كلاوديا ووالدته، كنوع من المغامرة، وكانت النتيجة تجربة أنضجت
نظرته إلى العالم، وولد بعدها من جديد. إنه ليس فيلماً سياسياً، ولكنه فيلم
إنسانى صادق وبسيط وجميل عن عالم مركب شديد التعقيد.
المصري
اليوم في
14/09/2010
الأسد الذهبى لفيلم أمريكى متواضع وتجاهل تام لعدد من روائع
السينما
كتب
سمير فريد – فينسيا
جاءت
جوائز لجنة تحكيم مهرجان فينسيا الـ٦٧ التى أعلنت أمس الأول، ورأسها كونتين
تارانتينو، مخيبة للآمال، حيث شهدت المسابقة العديد من روائع السينما التى
تم تجاهلها تماماً، واختلفت نتائج اللجنة اختلافاً كبيراً مع نتائج استفتاء
النقاد الـ٢١ (١١ من إيطاليا و١٠ من خارج إيطاليا).
فاز
بالأسد الذهبى الفيلم الأمريكى «مكان ما» إخراج صوفيا كوبولا، وهو فيلم جيد
ولكنه متواضع، وجاء فى المرتبة التاسعة عند النقاد، ولم يحصل على ٥ نجوم
إلا من ناقد واحد. وفاز الفيلم الإسبانى «السيرك الأخير» إخراج ألكس دى لا
أجلسيا بجائزتى أحسن إخراج وأحسن سيناريو لمخرجه، وجاء فى المرتبة الـ١٧
عند النقاد، ولم يمنحه ٥ نجوم سوى ناقد واحد أيضاً. وفاز الفيلم اليونانى «أتنبيرج»
إخراج أثينا راشيل تسانجارى بجائزة أحسن ممثلة (أريان لابيد)، وجاء فى
المرتبة الـ١٩ عند النقاد، ولم يمنحه أى ناقد ٥ نجوم.
وعن
استحقاق تام فاز الفيلم البولندى «قتل ضرورى» ليرجى سكوليموفسكى بجائزة
لجنة التحكيم الخاصة وجائزة أحسن ممثل (فنسنت جالو)، الذى اشترك فى
المسابقة بفيلم من إخراجه «وعود مكتوبة على المياه»، وجاء الفيلم فى المركز
الأخير عند النقاد من بين أفلام المسابقة الـ٢٤. كما فاز الفيلم الروسى
«أرواح صامتة» إخراج ألكسى فيدورشينكو بجائزة أحسن تصوير (ميخائيل كريشمان)
بينما كان من الأفلام الجديرة بالفوز بالأسد الذهبى، وجاء فى المرتبة
الأولى فى استفتاء النقاد، وفاز بجائزة فيبريسى (الاتحاد الدولى للنقاد).
ومن المثير للسخرية اعتبار قيمة الفيلم فى التصوير فقط كما قد يتصور أى
متفرج يشاهد السينما لأول مرة. وعن استحقاق أيضاً فازت ميلا كيونيز بجائزة
أحسن وجه جديد فى التمثيل عن دورها فى الفيلم الأمريكى «البجعة السوداء»
إخراج دارين أرنوفسكى.
وهكذا
فازت السينما الأمريكية بجائزتين والسينما الأوروبية بست جوائز من جوائز
فينسيا الثمانى، وجاء نصف الجوائز (٤) عن استحقاق، وتجاهلت اللجنة تماماً
من روائع السينما الفيلم الصينى «الخندق»، والفيلم الفرنسى «فينوس
السوداء»، كما تجاهلت الفيلم الشيلى «بعد الموت»، والفيلم الإيطالى «نحن
المؤمنون»، وهذه الأفلام الأربعة جاءت ضمن الأفلام السبعة الأولى فى
استفتاء النقاد.
المصري
اليوم في
13/09/2010
النجوم التى منحت لأفلام مسابقة مهرجان فينسيا باسم «المصرى
اليوم»
كتب
سمير فريد – فينسيا
أعلنت
مساء أمس، السبت، جوائز مهرجان فينسيا السينمائى الدولى الـ٦٧ التى قررتها
لجنة تحكيم المسابقة الرسمية (فينسيا ٦٧) ولجان تحكيم مسابقة آفاق ومسابقة
أحسن مخرج فى فيلمه الطويل الأول ومسابقة أحسن فيلم إيطالى.
وصباح أمس
أعلنت نتائج استفتاء النقاد الذين يمثلون ١١ صحيفة إيطالية و١٠ صحف أجنبية
من بينها «المصرى اليوم» التى مثلها كاتب هذه السطور، وهى أول صحيفة عربية
تشترك فى ذلك الاستفتاء فى مهرجان فينسيا، وفى المهرجانات الثلاثة الكبرى
إلى جانب برلين وكان.
وفى كل
يوم يتم سؤال كل ناقد على حدة عبر البريد الإلكترونى عن عدد النجوم التى
يمنحها لأفلام اليوم التى تعرض فى المسابقة الرسمية (من نجمة إلى ٥ نجوم)،
ويجب عليه الرد قبل السادسة والنصف مساء. فليس هناك اجتماع بين النقاد، ولا
تشاور، ولا أحد يعرف رأى الآخرين، وبالتالى تأتى النجوم التى تنشر يومياً
فى جريدة المهرجان الرسمية مفاجأة للسينمائيين والنقاد معاً.
وقد نشرت
النتائج الكاملة لاستفتاء النقاد، أمس، مرتبة حسب إجمالى مجموع النجوم من
الفيلم الأول الذى حصل على ٣.٩ إلى الـ٢٤ الذى حصل على ١.٦. فاز الفيلم
الروسى «أرواح صامتة» إخراج ألكسى فيدورشينكو بالمرتبة الأولى ومنح ٥ نجوم
باسم «المصرى اليوم»، وكذلك باسم «لوموند» الفرنسية و«كوريرى دى لاسيرا»
الإيطالية.
وفاز
بالمرتبة الثانية الفيلم الشيلى «بعد الموت» إخراج بابلو لاراين، وبالمرتبة
الثالثة الفيلم الصينى «الخندق» إخراج وانج بينج، وحصل كل منهما على ٤ نجوم
باسم «المصرى اليوم»، وبالمرتبة الرابعة الفيلم الإيطالى «نحن المؤمنون»
إخراج ماريو مارتونى (٣ نجوم)، وبالمرتبة الخامسة الفيلم البولندى «قتل
ضرورى» إخراج ييرجى سكوليموفسكى (٥ نجوم). وجاء الفيلم الفرنسى «فينوس
السوداء» إخراج عبداللطيف قشيش الذى منح ٥ نجوم باسم «المصرى اليوم» فى
المرتبة السابعة، ولم يمنح أى فيلم آخر ٥ نجوم باسم الجريدة.
وفى حفل
غداء خاص نظمه باولو باراتا، رئيس بينالى فينسيا، للنقاد المشاركين فى
الاستفتاء أعلن أن عدد الصحفيين فى دورة ٢٠١٠ وصل إلى ٣٤٢٧ منهم ١٣٣٩ من
الأجانب، أى غير الإيطاليين.
المصري
اليوم في
12/09/2010
يوم السينما العربية فى مهرجان فينسيا و«ظلال» يشرف السينما
المصرية
بقلم
سمير فريد
كان أمس
الأول الخميس يوم السينما العربية فى مهرجان فينسيا السينمائى الـ٦٧ الذى
يختتم أعماله اليوم مع إعلان جوائزه. من الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر
وحتى السابعة والنصف عرض فى مسابقة «آفاق» فيلمان من مصر ولبنان كانا
الوحيدين من العالم العربى فى المهرجان الدولى الكبير، بل والعربيين
الوحيدين فى المهرجانات الكبرى هذا العام، حيث لم يعرض «برلين» فى فبراير
ولا «كان» فى مايو أى فيلم عربى.
ومن
اللافت أن كلا الفيلمين من الأفلام التسجيلية الطويلة التى كانت نادرة فى
السينما العربية قبل عشر سنوات، وتطورت بوضوح بفضل تطور كاميرات الفيديو
وحركة السينما المستقلة العربية التى ارتبط وجودها بهذه الكاميرات. كلا
الفيلمين من الإنتاج المستقل المصور فيديو، وهما الفيلم المصرى الفرنسى
المغربى الإماراتى «ظلال» إخراج ماريان خورى والتونسى مصطفى الحسناوى،
والفيلم اللبنانى الفرنسى الإماراتى «شيوعيون كنا» إخراج ماهر أبى سمرا.
والمشاركة الإماراتية فى الفيلمين جاءت من خلال دعم مهرجان دبى السينمائى
الدولى للسينما العربية.
يعبر
الفيلم المصرى عن الواقع الاجتماعى فى مصر اليوم من خلال نماذج من المرضى
الذين يعالجون من أمراض نفسية وعقلية، وتعكس أحاديثهم ما يدور خارج
المستشفيات رغم أننا لا نغادرها طوال الفيلم، وينجح فى حل المشكلة الكبرى
فى التعبير عمن يعانون تلك الأمراض، وهى ألا يجعلهم موضعاً للسخرية أو
لـ«الفرجة». أما الفيلم اللبنانى فيعبر عن الواقع السياسى فى لبنان اليوم
بعد اغتيال الحريرى وانسحاب الجيش السورى عام ٢٠٠٥ وحرب ٢٠٠٦ بين إسرائيل
وحزب الله، وذلك من خلال مناقشة المخرج مع ثلاثة من رفاقه فى الحزب الشيوعى
اللبنانى لتجاربهم منذ بداية الحرب «الأهلية» التى بدأت عام ١٩٧٥. ويؤكد
المخرج أنه مع المقاومة، ولكنه لا يستطيع أن يقبل برنامج حزب الله الذى
يقود المقاومة لأنه برنامج دينى طائفى، وليس برنامجاً وطنياً.
رغم
الملاحظات الفنية التى يمكن أن تؤخذ على الفيلمين، خاصة فيما يتعلق بطولهما
من دون مبررات فنية كافية، فإن كليهما يشرف السينما فى بلاده، ويشرف
السينما العربية فى العالم.
المصري
اليوم في
11/09/2010
الفيلم- المفاجأة: مفاجأة حقيقية وحدث كبير فى تاريخ السينما
فى الصين
بقلم
سمير فريد
– فينسيا
جاء
الفيلم- المفاجأة، أى الذى لم يعلن عنه قبل بداية مهرجان فينسيا الـ«٦٧»
الذى يختتم السبت، مفاجأة حقيقية من الصين، وحدثاً كبيراً فى تاريخ السينما
فى بلد خمس سكان الدنيا التى يحكمها الحزب الشيوعى الصينى منذ عام ١٩٤٨.
صحيح أنه
من إنتاج إحدى شركات هونج كونج، التى كانت حتى عقد مضى «رأسمالية» بحكم
الاحتلال البريطانى، الذى دام ما يقرب من مائة عام، ولكنها عادت إلى الصين
مع استمرار وضعها كوضع خاص، بل يمكن القول مع التغيرات الكبرى فى سياسات
الحزب الشيوعى إن الصين أصبحت جزءاً من هونج كونج. وصحيح أن الفيلم من
الإنتاج المشترك مع شركة فرنسية وأخرى بلجيكية، ولكنه فيلم صينى مائة فى
المائة من حيث الهوية الثقافية، والمشترك هنا يقتصر على التمويل والتوزيع.
«الخندق»
أول فيلم روائى طويل لمخرجه وانج بينج، الذى ولد عام ١٩٦٧ وتخرج فى
أكاديمية بكين عام ١٩٩٥، وعمل كمخرج مستقل منذ ١٩٩٩، حيث أخرج ٥ أفلام
تسجيلية طويلة من علامات السينما التسجيلية الصينية فى السنوات العشر
الماضية. وتبدو خبرة الفنان التسجيلية بوضوح فى فيلمه الروائى الأول حيث
الروائى تسجيلى، وليس مجرد تأثر بالتسجيلى. وقد كتبه من واقع الأحاديث مع
شخصيات حقيقية عن تجارب حقيقية، ومن كتاب يستند إلى تجارب مماثلة.
«الخندق»
أول فيلم صينى، بل أول فيلم فى تاريخ السينما فى العالم يكشف ممارسات الحزب
الشيوعى الصينى فى عهد زعيمه الراحل ماو تسى تونج، ويدين هذه الممارسات
بقوة ووضوح، وذلك من خلال التعبير عما حدث فى معسكر جلابياتجو فى صحراء
جوبى فى غرب الصين عام ١٩٦٠. وقد كان من المعروف أن هناك معسكرات تسمى
«إعادة التأهيل» لمعارضى الحزب، وكان ما يقال رسمياً إنها أقرب إلى منتديات
للنقاش، ما دفع المثقفين إلى ممارسة العمل اليدوى حتى لا يستغرقوا فى العمل
الذهنى فقط، ولكن هذا الفيلم يثبت أن كل هذا لغو فارغ، وأن تلك المعسكرات
كانت خنادق تحت الأرض ترك فيها الآلاف ليموتوا جوعاً أثناء النوم، وعلى نحو
ربما لا مثيل له فى تاريخ كل معسكرات القهر وإهدار حقوق الإنسان، وأولها
حقه فى الحياة.
الفيلم من
أكثر الأفلام قسوة على جمهوره فى التعبير عن القسوة التى يمكن أن يصل إليها
البشر تجاه البشر، ولكن مبدعه بقدر صرامته، وهى صرامة فى موضعها، بقدر نبله
فى الدفاع عن الإنسان.
المصري
اليوم في
09/09/2010
«بعد
الموت»: تذكُّر كارثة تشيلى على أمل ألا تتكرر مرة أخرى
كتب
سمير فريد – فينسيا
أهم أفلام
مسابقة فينسيا حتى الآن: «أرواح صامتة» و«ميرال» و«مكان ما»، والفيلم
التشيلى «بعد الموت» إخراج بابلو لارين، وهذا فيلمه الروائى الطويل الثالث
منذ ٢٠٠٥، وقد عُرض فيلمه الثانى «تونى مانيرو» فى برنامج «نصف شهر
المخرجين» فى مهرجان كان ٢٠٠٨. إنه أحد أهم المواهب الطالعة فى السينما
التشيلية وسينما أمريكا الجنوبية، وفيلمه الجديد هو الفيلم الوحيد الذى
يُعرض من القارة فى مسابقة فينسيا هذا العام.
فى هذا
الفيلم يصل فنان السينما الشاب الذى ولد عام ١٩٧٦ إلى درجة عالية من النضج،
ويصنع تجربة فنية شائقة فى التعبير عن الكارثة التى حلت فى تشيلى عام ١٩٧٣.
ففى ذلك العام قام الجيش مدعوماً من الولايات المتحدة بانقلاب عسكرى أطاح
بحكم الحزب الاشتراكى الذى كان قد وصل إلى الحكم عبر انتخابات نظيفة، وراح
ضحية الانقلاب عشرات الألوف، كما قُتل زعيم الحزب ورئيس الجمهورية سلفادور
الليندى.
لم يكن
لارين قد ولد عندما وقع الانقلاب، ولكنه يعبر عنه ليذكّر جمهوره حتى لا
ينسى، وعلى أمل ألا تتكرر الكارثة مرة أخرى. ومثل كل عمل فنى كبير لا يستمد
«بعد الموت» قيمته من موضوعه (الانقلاب)، أو مضمونه (ضد الفاشية العسكرية)،
وإنما من أسلوبه فى التعبير عن هذا الموضوع ومدى التحامه العضوى مع
المضمون.
إننا فى
أيام ما بعد الانقلاب وقد تحول الناس إلى مخلوقات حسية تمارس غرائزها بأقل
قدر من الوعى العقلى، وذلك من خلال قصة حب من طرف واحد بين موظف فى المشرحة
وجارته الراقصة فى أحد المسارح، التى لا تتصور فكرة أنه يحبها. تلقى
الراقصة مصرعها ويراها جارها جثة فى المشرحة، حيث يتوالى وصول الجثث أثناء
الانقلاب، بما فى ذلك جثة الليندى. ومع نهاية الفيلم ندرك أن الموظف هو
الذى قام بقتل الراقصة عندما شاهدها مع رجل آخر. إنه فيلم عن الوحشية
بأسلوب الفن الوحشى.
عادل إمام
على غلاف جريدة المهرجان الرسمية
انفرد
مهرجان الدوحة ترايبكا، الذى يعقد دورته الثانية من ٢٦ إلى ٣٠ أكتوبر
القادم، بنشر إعلان يومى على صفحة كاملة فى جريدة المهرجان الرسمية التى
تصدر مع «فارايتى». الإعلان مبتكر وهو عبارة عن صور لسينمائيين عرب مثل
هيام عباس وياسمين المصرى وإبراهيم البطوط، ولكن فى العدد الخامس انتقل
الإعلان من الصفحات الداخلية إلى الغلاف، وكانت الصورة للنجم الكبير عادل
إمام. وكل الصور بلون أزرق فاتح من أعمال المصورة الفوتوغرافية العالمية
برجيت لاكومب عام ٢٠١٠.
المصري
اليوم في
08/09/2010
بناهى فى
أول حوار بعد الإفراج عنه: مسجون فكرياً ولا أفقد
الأمل
بقلم
سمير فريد
تصدر «فارايتى»
الجريدة اليومية الوحيدة فى مهرجان فينسيا بالإنجليزية، والغلاف الآخر من
كل أعداد جريدة المهرجان الرسمية بالإيطالية، وقد نشرت «فارايتى» أول حوار
مع فنان السينما الإيرانى العالمى الكبير جعفر بناهى بعد الإفراج عنه عبر
التليفون بمناسبة عرض فيلمه القصير «الأكورديون» فى برنامج «أيام فينسيا»،
ومنعه من السفر لحضور عرض الفيلم.
كان بناهى
قد سجن فى مارس، ومنع من السفر إلى مهرجان «كان» فى مايو، وأفرج عنه بعد
حملة دولية وصلت إلى ذروتها فى مهرجان «كان»، ولكنه منع من السفر إلى
مهرجان تاورمينا فى يونيو، ومن السفر إلى مهرجان فينسيا يوم الأربعاء
الماضى، وقبل السجن منع من السفر إلى مهرجان برلين فى فبراير، وعملياً فإن
المنع من السفر جاء بعد مشاركته فى مهرجان مونتريال فى مثل هذا الوقت من
العام الماضى، وارتدائه الكوفية الخضراء رمز المعارضة فى ذلك المهرجان مع
عدد من السينمائيين الإيرانيين فى المنفى.
قال بناهى
فى الحوار إنه أتم فيلم «الأكورديون» قبل السجن، وصحح بذلك المعلومات التى
نشرت فى هذا العمود السبت الماضى، وقال «تعلمت ألا أفقد الأمل أبداً.
الأشياء سوف تتغير، ربما غداً، أو فى العام المقبل، وأبدأ العمل من جديد.
قلت لهم سوف أذهب إلى مهرجان فينسيا وأعود، ولكنهم رفضوا». وفى انتظار
محاكمته عن اتهامات لم تحدد بوضوح حتى الآن بعد الإفراج عنه بكفالة ٢٠٠ ألف
دولار، قال بناهى «كان من المفترض أن تبدأ المحاكمة منذ شهر، ولكنها أجلت،
وربما تنعقد فى نهاية سبتمبر، لا أفعل شيئاً سوى الانتظار، وماذا سيفعلون
معى. إننى ممنوع من صنع الأفلام، أى مسجون فكرياً، ولكن لا شىء فى إيران
مكتوب على الحجر. فى هذه البلاد أى شىء يمكن أن يحدث فى أى وقت، ويمكن
أيضاً ألا يحدث أى شىء».
ولأول مرة
أوضح فنان السينما الذى تمر هذا العام عشر سنوات على فوزه بالأسد الذهبى فى
مهرجان فينسيا ٢٠٠٠ عن فيلمه «الدائرة»، أنه عند القبض عليه فى مارس كان
يصور فيلماً لم يحدد عنوانه بالتعاون مع المخرج محمد راسولوف عن أسرة يعتقل
أحد أبنائها فى مظاهرات الاحتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية فى يونيو
٢٠٠٩، وكان قد صور ٣٠ فى المائة من الفيلم عندما قبض عليه وكل من يعملون فى
الفيلم أثناء أحد اجتماعات الإنتاج، وتمت مصادرة كل المواد التى صورت من
الفيلم.
المصري
اليوم في
07/09/2010
«أرواح
صامتة»: تحفة روسية من روائع السينما جديرة بالأسد
الذهبى
بقلم
سمير فريد
شهد
مهرجان فينسيا فى يومه الثالث عرض الفيلم الروسى «أرواح صامتة» إخراج ألكسى
فيدروشينكو، وجاء الفيلم تحفة من روائع السينما جديرة بالأسد الذهبى، أو
أولى تحف مسابقة الـ٢٤ فيلماً، وإن كان من الصعب الوصول إلى هذه الدرجة من
الاكتمال الفنى فى أكثر من فيلم فى مسابقة واحدة.
ورغم أن
الفيلم عن رواية «الرايات» للكاتب أيست سيرجييف، إلا أنه من السينما
الخالصة وليس من السينما الأدبية، ورغم أن مخرجه لم يكتب السيناريو، وإنما
كتبه دينيس أوسكن، إلا أنه من سينما المؤلف المخرج بامتياز. هذا فيلم قصيدة
من الشعر السينمائى الكلاسيكى الخالد، وقد دخل تاريخ السينما وتاريخ
الإبداع بعد عرضه الأول فى مهرجان فينسيا يوم الجمعة الماضى بغض النظر عن
الجوائز.
إذا كان
من الممكن «تلخيص» قصيدة فى جملة أو جمل نثرية لا تكون شعراً، وهكذا فيلم
فيدروشينكو، وتحليل الفيلم يحتاج إلى صفحة كاملة من الجريدة، ولكن يمكن
القول أنه يدفع جمهوره إلى أعمق تأمل فى الحياة والموت والحب والعلاقات بين
البشر، وإلى الاستمتاع بأكبر درجات الإبداع فى تشكيل الصور وتشكيل الأصوات
عبر علاقة جدلية فذة بين الصوت والصورة.
إنه
الفيلم الروائى الطويل الثالث لمخرجه فى خمس سنوات منذ ٢٠٠٥، والذى أخرج
أيضاً ثلاثة أفلام تسجيلية منذ ٢٠٠٢، وكانت أفلامه كلها متميزة، ولكنه مع
«أرواح صامتة» ينضم إلى عائلة شعراء السينما المفكرين الكبار، والتى تضم
برجمان وتاركوفسكى وأنجلوبولوس وقلة معدودة من المخرجين، وكذلك الروسى
الشاب أندريه زفياجينتسييف الذى فاز بالأسد الذهبى فى الدورة الـ٦٠ عام
٢٠٠٣ عن فيلمه «العودة». ولابد أن نذكر هنا أن مهرجان فينسيا شهد عام ١٩٦١
عرض «طفولة إيفان» أول أفلام تاركوفسكى، حيث فاز بالأسد الذهبى.
ومن أهم
أفلام المسابقة فى الأيام الأولى من المهرجان إلى جانب «أرواح صامتة» و«ميرال»
(انظر «صوت وصورة» أمس) الفيلم الأمريكى «مكان ما» إخراج صوفيا كوبولا، وهى
إحدى ثلاث مخرجات يشتركن فى المسابقة هذا العام. جاء الفيلم إنسانياً
وحميمياً مثل فيلمها «ضائع فى الترجمة» عام ٢٠٠٣، والذى عرض فى المسابقة
ذلك العام. إنه فيلم أمريكى، ولكنه أنشودة فى تمجيد قيمة العائلة مثل أكثر
الأفلام الإيطالية كاثوليكية.
المصري
اليوم في
06/09/2010
«ميرال»:
مرافعة غير مسبوقة عن حقوق الشعب الفلسطينى فى فيلم
عالمى
كتب
سمير فريد – فينسيا
شهد
مهرجان فينسيا الـ٦٧ فى يومه الثانى العرض العالمى الأول للفيلم الفرنسى «ميرال»،
أحدث أفلام فنان السينما الأمريكى العالمى جوليان شنابل، والذى كتبته
الكاتبة والصحفية والمذيعة الإيطالية/الفلسطينية رولا جبريل، المقيمة فى
إيطاليا، عن رواية لها بنفس العنوان نشرت باللغة الإيطالية.
هذا هو
الفيلم الطويل الخامس لمخرجه منذ عام ١٩٩٦، والذى جاء إلى السينما من عالم
الفنون التشكيلية، وجعل عالم السينما بأسلوبه امتداداً لعالم الرسم والنحت،
خاصة فى فيلمه الثالث «جرس الغوص والفراشة» عام ٢٠٠٧، والذى يعتبر من تحف
فن السينما، وفاز بجائزة أحسن إخراج فى مهرجان كان، وكذلك فى فيلمه الجديد
«ميرال»، أحسن الأفلام الستة، التى عرضت فى مسابقة فينسيا حتى ظهر أمس
الأول الجمعة.
«ميرال»
إنتاج فرنسى إسرائيلى إيطالى هندى من حيث الهوية القانونية، ولكن هويته
السينمائية أمريكية وهويته الثقافية فلسطينية. إنه من أهم الأفلام العالمية
التى تدافع عن حقوق الشعب الفلسطينى إن لم يكن أهمها على الإطلاق، ولم يسبق
أن تم التعبير عن قضية فلسطين منذ إنشاء إسرائيل عام ١٩٤٨ إلى توقيع معاهدة
أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام ١٩٩٤ من وجهة النظر
الفلسطينية كما فى هذا الفيلم، وذلك من خلال أربع شخصيات لنساء فلسطينيات
منهن الشخصية المحورية، وهى هند الحسينى، التى أسست دار الطفل فى القدس عام
١٩٤٨، وتقوم بدورها الممثلة الفلسطينية العالمية الكبيرة هيام عباس فى أحد
أروع أدوارها، كما تلمع الممثلتان الفلسطينيتان ياسمين المصرى وربا بلال،
وتقوم فانسا ريدجريف بدور قصير فى بداية الفيلم، تعبيراً عن تأييدها
لمضمونه، ومن المعروف أنها أهم ممثلة عالمية تناصر قضية فلسطين.
وفى
المؤتمر الصحفى بعد عرض الفيلم، قال «شنابل» إنه كفنان أمريكى يهودى كان
يتلقى دائماً المعلومات والآراء عن القضية من خلال وجهة النظر الإسرائيلية
فقط، وعندما قرأ رواية «ميرال» شعر أن من واجبه معرفة وجهة نظر الجانب
الآخر، والتعبير عنها بهدف المساهمة فى إحلال السلام عن طريق إقامة دولتين
للشعبين الفلسطينى والإسرائيلى على أرض فلسطين. وقال المنتج التونسى
العالمى طارق بن عمار، الذى اشترك فى إنتاج الفيلم عن طريق شركته الإيطالية
إنه يدعو أوباما وأبومازن ونتنياهو لمشاهدة «ميرال» قبل بدء المرحلة
الجديدة من المفاوضات.
المصري
اليوم في
05/09/2010
السلطات الإيرانية تمنع بناهى من حضور عرض فيلمه فى مهرجان
فينسيا
سمير
فريد –
فينسيا
جاء
الفيلم الأمريكى «البجعة السوداء» إخراج دارين أرنوفسكى، الذى عرض فى
افتتاح مهرجان فينسيا السينمائى الدولى الـ٦٧ مخيباً للآمال، ولكن، وفى
اليوم نفسه، عرض فى افتتاح برنامج «أيام فينسيا» الفيلم الإيرانى القصير «الأوكورديون»
إخراج فنان السينما الإيرانى العالمى الكبير جعفر بناهى، ومن إنتاج هيئة
الأمم المتحدة ضمن سلسلة أفلام قصيرة عن الإعلان العالمى لحقوق الإنسان.
هذا هو
أول فيلم يخرجه بناهى بعد أن تعرض للسجن فى مارس الماضى، واتهمته السلطات
الإيرانية بأنه كان «ينوى» إخراج فيلم ضد النظام السياسى، ويؤيد المعارضة
التى تتهم النظام بتزوير الانتخابات الرئاسية، وهى التهمة الأولى من نوعها
فى تاريخ القهر. وكما منعت السلطات الإيرانية بناهى من السفر إلى مهرجان
كان فى مايو بعد أن وجهت إليه إدارة المهرجان الدعوة للاشتراك فى لجنة
التحكيم، منعته من السفر إلى مهرجان فينسيا لحضور عرض فيلمه الجديد، وتلبية
دعوة إدارة المهرجان لإلقاء «درس السينما» على مئات من طلبة معاهد السينما
من إيطاليا ودول أوروبية أخرى.
كانت
الحملة الدولية للإفراج عن الفنان قد وصلت إلى ذروتها فى مهرجان كان، وأدت
إلى الإفراج عنه بكفالة هائلة (٢٠٠ ألف دولار أمريكى)، ومن دون تحديد
التهمة التى يحاكم عنها.
والأرجح
أن عدم منع بناهى من إخراج الفيلم، أو منع الفيلم من العرض فى فينسيا، يرجع
إلى أنه من إنتاج الأمم المتحدة. ورغم أن الفيلم ليس من الإنتاج الإيرانى،
ورغم أنه بسيط للغاية كأفلام الأطفال مثل أغلب الأفلام الإيرانية فى ظل حكم
الدولة الدينية، فإنه يبدأ بلافتة مكتوبة تؤكد أنه فيلم خيالى، ولا علاقة
له بالواقع، وينتهى بلافتة أخرى تؤكد أن الأمم المتحدة ليست مسؤولة عن
الآراء التى يعبر عنها، مثل كل أفلامها!
إنه حكاية
صبى يعزف على الأوكورديون فى شوارع طهران بصحبة أخته الطفلة التى تعزف على
الطبلة وتحمل صحناً تجمع فيه ما يتصدق به الناس عليهما. وبينما هما بجوار
أحد المساجد، يهجم عليهما شاب وينتزع الأوكورديون ويجرى قائلاً كيف تعزف
الموسيقى بجوار مسجد؟! تفزع الطفلة، وتنتبه إلى أنها لا تضع الحجاب، فتضعه
بسرعة، ويلتقط الصبى حجراً ليضرب الشاب ويسترد الأوكورديون، ولكن أخته
ترجوه ألا يفعل حتى لا يسجن ولا تجد هى وأمها من ينفق عليهما. وعندما يعثر
الصبى على الشاب، يجده يحاول العزف على الأوكورديون ويستخدمه للشحاذة
بدوره، فيلقى الحجر من يده، ويدعوه ليحمل الصحن بدلاً من أخته حتى تتفرغ
للعزف على الطبلة، ويواصل الثلاثة الشحاذة معاً.
المصري
اليوم في
04/09/2010
بينالى
فينسيا لكل الفنون مع السينما.. وهذا العام مع
العمارة
بقلم
سمير فريد
كما أن
فينسيا من أعرق وأجمل مدن العالم، والمدينة الوحيدة التى تشقها قنوات من
البحر المتوسط تربط بين جزرها الشهيرة، كذلك فإن مؤسسة بينالى فينسيا من
أعرق وأكبر وأهم مؤسسات الفنون فى العالم.
كلمة «بينالى»
بالإيطالية تعنى كل عامين، والمؤسسة تقيم معارض كل عامين لكل الفنون،
والمعرض الوحيد السنوى أو الذى أصبح سنوياً بعد أن بدأ كل عامين، هو معرض
السينما، فهم لا يستخدمون كلمة مهرجان، ولكنها الكلمة الأكثر شيوعاً. ومعرض
أو مهرجان فينسيا أعرق مهرجانات السينما الكبرى، وقد أقيم لأول مرة عام
١٩٣٢، واعتبر اعتراف بينالى فينسيا بالسينما كفن، نهاية المناقشة العقيمة
حول هل السينما فن مثل غيرها من الفنون أم أنها مجرد وسيلة للاتصال.
وفى كل
عام أثناء مهرجان فينسيا السينمائى تنعقد دورة من دورات معارض الفنون
الأخرى، وهى الفنون التشكيلية والموسيقى والمسرح والرقص والعمارة. وهذا
العام تنعقد مع الدورة الـ٦٧ لمهرجان السينما الدورة الـ١٢ للعمارة، ورئيس
مؤسسة بينالى فينسيا - وهى مؤسسة حكومية - باولو بارتا، ومدير معرض العمارة
هذا العام لأول مرة امرأة، وهى المعمارية اليابانية العالمية كازيو سيجيما،
التى اختارت أن يكون شعار المعرض «الناس تلتقى فى عمائر».
يشترك فى
فينسيا العمارة ٢٨ معمارياً من مختلف دول العالم، ويقام فى جياردينى
وأرسينالى من مناطق جزر فينسيا. وينقسم المعرض إلى قسمين: الأول من ٢٦ إلى
٢٨ أغسطس، حيث تنعقد لقاءات مغلقة بين المشتركين، والثانى مفتوح للجمهور من
السبت الماضى ٢٨ أغسطس، وحتى ٢١ نوفمبر. واعتباراً من السبت المقبل ٤
سبتمبر، وحتى ٢٠ نوفمبر، تنعقد ثمانية لقاءات مفتوحة للجمهور مع ثمانية من
كبار المعماريين العالميين،
وهم:
فيتوريو جريجوتى وباولو بورتوجيزى وهانز هولين وديوان سيوديك وكورت فوستر
وريتشارد بورديت وآرون بيتسكى، وفى الختام مع مديرة المعرض كازيو سيجيما.
ولكل لقاء موضوع يختاره الضيف، وبالطبع فإن موضوع لقاء سيجيما الشعار الذى
اختارته للمعرض «الناس تلتقى فى عمائر»، وهو على بساطته يلخص أهمية العمارة
من حيث علاقتها بالحياة، وفى العمارة يتلخص كل شىء.
المصري
اليوم في
02/09/2010
اليوم افتتاح مهرجان فينسيا وأول معرض فى العالم
لفوتوغرافيا
كيوبريك
فينسيا-
سمير فريد
يفتتح
اليوم فى مدينة فينسيا الإيطالية مهرجان فينسيا السينمائى الـ٦٧، أعرق
مهرجانات السينما الدولية فى العالم، وثالث المهرجانات الكبرى فى السنة، من
حيث تاريخ انعقاده بعد «برلين» فى فبراير و«كان» فى مايو (راجع المعلومات
الأساسية عن دورة ٢٠١٠ فى «المصرى اليوم» ـ الأعداد من ١ إلى ٥ أغسطس و٨
أغسطس).
بمناسبة
انعقاد المهرجان، الذى يحضره أكثر من عشرة آلاف سينمائى منهم ألفا صحفى،
نظمت مؤسسة فينتو للآداب والفنون فى حى أكاديميا أول معرض فى العالم
لمختارات من الصور الفوتوغرافية التى صورها فنان السينما الأمريكى العالمى
الكبير ستانلى كيوبريك (١٩٢٨-١٩٩٩) فى الفترة من ١٩٤٥ إلى ١٩٥٠ عندما كان
يعمل مصوراً فوتوغرافياً لمجلة «لوك» الأمريكية الدولية. افتتح المعرض
السبت الماضى، ويستمر حتى ١٤ نوفمبر، ويتضمن أكثر من ٢٠٠ صورة مطبوعة من
النيجاتيف الأصلى من مجموعة مكتبة الكونجرس الأمريكى ومجموعة متحف مدينة
نيويورك.
كان
كيوبريك فى السابعة عشرة من عمره عندما بدأ حياته الفنية مصوراً
فوتوغرافياً. وصور المعرض، وكلها بالأبيض والأسود، تعبر فى مجموعها عن
جوانب من الحياة فى أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية، وعن الرحلة التى
قام بها كيوبريك للتصوير فى البرتغال عام ١٩٤٨. ولكن المدهش فى المعرض الذى
يقام فى قصر أثرى، هو مقر مؤسسة فينتو، أنه يعبر عن عالم ذلك الفنان
الشكسبيرى المتفرد فى تاريخ السينما، وفيه الكثير من عناصر أسلوبه الذى
تشكل عبر أفلامه بعد هذه المرحلة، و«كيوبريك مصوراً فوتوغرافياً»، هو عنوان
المعرض، وعنوان كتاب المعرض (الكتالوج) الذى صدر فى ٣٠٠ صفحة من القطع
الكبير بالإيطالية.
يتكون
المعرض من مجموعات من الصور، وكل مجموعة فى غرفة، وكل مجموعة لها شخصيات
محددة، وكأنها مشروع فيلم. ويلفت النظر مجموعة الصبى ماسح الأحذية فى شارع
نيويورك عام ١٩٤٧، ومجموعة الأثرياء الذين يحتسون المشروبات وعلى الحائط
لوحات أصلية لكبار الرسامين. ولا يصور كيوبريك نفسه إلا مرة واحدة فى
مجموعة عازفى الجاز السود، وهو يعزف معهم عام ١٩٥٠.
المصري
اليوم في
01/09/2010
«ميكروفون»
يمثل السينما المصرية فى عرضه العالمى الأول
بمهرجان تورونتو
بقلم
سمير فريد
تم اختيار
الفيلم المصرى «ميكروفون» إخراج أحمد عبدالله السيد للعرض فى مهرجان
تورونتو السينمائى الدولى الـ٣٥ الذى يقام فى المدينة الكندية من ٩ إلى ١٩
سبتمبر المقبل، وهو أكبر مهرجان فى الأمريكتين، ورغم أنه من دون مسابقة،
ويعرض الكثير من الأفلام التى عرضت فى برلين وكان وفينسيا، إلا أنه أصبح
منذ عشر سنوات منافساً للمهرجانات الكبرى الثلاثة من حيث إنه فرصة للتوزيع
فى السوق الأمريكية، أكبر أسواق العالم (يقصد بالسوق الأمريكية سوق
الولايات المتحدة وكندا) وبداية أولى تصفيات مسابقة الأوسكار أشهر مسابقات
العالم، بل إن تورنتو أصبح ينافس فينسيا، ويتداخل معه ثلاثة أيام حيث ينعقد
هذا العام من ١ إلى ١١ سبتمبر.
«ميكروفون» الفيلم الروائى الطويل الثانى لمخرجه بعد «هليوبوليس» العام
الماضى، الذى كان عرضه العالمى الأول فى تورونتو أيضاً، ثم عرض بعد ذلك فى
مسابقات أبوظبى وسالونيك ومراكش والقاهرة، وأشادت به الصحف السينمائية
الدولية مثل «فارايتى»، ومرة أخرى يلتقى المخرج الشاب القادم من السينما
المستقلة مع نجم السينما المصرية الجديدة خالد أبوالنجا، ويشترك معه فى
التمثيل منة شلبى ويسرا اللوزى وهانى عادل.
لم يعلن
البرنامج الكامل لمهرجان تورونتو حتى الآن، ولكن أعلن عن ٥١ فيلماً روائياً
طويلاً منها «٢٦ عرض عالمى أول»، و٢٥ فيلماً تسجيلياً طويلاً منها «١٢ عرض
عالمى أول». ومن أهم الأفلام الروائية «المتآمر» إخراج روبرت ردفور عن
اغتيال إبراهام لينكولن أول رؤساء أمريكا، و«الديون» إخراج جون مادين
وتمثيل هيلين ميرين عن مطاردة عملاء إسرائيل للنازى، و«الرحلة» إخراج مايكل
وينتربوتوم، و«سيرك كولومبيا» إخراج دانيس تانوفيك.
ومن أهم
الأفلام التسجيلية «كهف الأحلام المنسية» إخراج ورنر هيرزوج عن رسوم الكهوف
من ٣٠ ألف سنة، والمصور ٣D،
و«تابلويد» إخراج إيرول موريس مخرج «ضباب الحرب» و«إجراءات عملية عادية»،
و«رجل جنسى» إخراج فنان السينما السويدى الكبير يورجن ليث، و«ثورة الفن
النسائية: التاريخ السرى» إخراج لين هيرسمان ليسون، والفيلم الإسرائيلى
«حياة غالية» إخراج شلومى إيلدار عن طبيب أطفال إسرائيلى يساعد أماً
فلسطينية، والفيلم النرويجى «دموع غزة» إخراج فيبكى لوكيبرج عن حرب إسرائيل
ضد غزة نهاية ٢٠٠٨ وبداية ٢٠٠٩، ومن المتوقع أن يصل عدد أفلام المهرجان إلى
أكثر من ٣٠٠ فيلم طويل.
المصري
اليوم في
09/08/2010
مفاجأة فى
فينسيا: فيلم جديد إخراج جعفر بناهى يوم
الافتتاح
بقلم
سمير فريد
أعلن أمس
الأول أن مهرجان فينسيا السينمائى الدولى الـ٦٧ (١-١١ سبتمبر) سوف يعرض فى
أول سبتمبر فيلماً جديداً من إخراج فنان السينما الإيرانى جعفر بناهى، وذلك
فى افتتاح برنامج «أيام فينسيا» السابع الذى ينظمه مائة مخرج إيطالى، أو
«أيام المؤلفين» بالإيطالية.
ومن
المعروف أن بناهى اعتقل فى أبريل الماضى فى طهران بتهمة العمل ضد نظام
الحكم، وأفرج عنه فى نهاية مايو بكفالة ٢٠٠ ألف دولار، تمهيداً لمحاكمته فى
وقت لم يحدد بعد، وجاء الإفراج بعد حملة دولية كبيرة ساهمت فيها «المصرى
اليوم» من خلال هذا العمود بمعدل مقال كل أسبوعين (راجع أرشيف الجريدة على
النت).
قال
جورجيو جوسيتى، مدير البرنامج، إن بناهى انتهى لتوه من إخراج الفيلم، وهو
فيلم روائى قصير بعنوان «الأوكورديون» من مشروع «آنذاك والآن: ما وراء
الحدود والاختلافات»، الذى تنتجه مؤسسة «فن من أجل العالم» للتعبير عن
المادة ١٨ من الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، ونصها «لكل شخص الحق فى حرية
التفكير والضمير والدين».
وقال
جوسيتى إن الفيلم عن اثنين من موسيقيى الشوارع الشباب الذين يعزفون على «الأوكورديون»
ولكن يتم انتزاعه منهما نتيجة حادثة، وأن قصة الفيلم المكثفة القوية تعبر
عن العالم الفنى للمخرج، وهى مجاز عن الأجيال الجديدة التى تسعى للتفاهم
والتضامن بدلاً من الصراعات.
وبمناسبة
اختيار الفيلم صرح بناهى: «إننى من صناع الأفلام الذين يفكرون فى المجتمع،
ولدىّ حساسية لكل ظاهرة جديدة تحدث فى المجتمع الذى أعيش فيه، وربما يعبر (الأوكورديون)
عن رد فعلى تجاه الأحداث التى تحيط بى، وطريقتى فى ملاحظة الواقع».
وفى اليوم
التالى للعرض العالمى الأول للفيلم، ينعقد يوم ٢ سبتمبر مؤتمر صحفى مع
بناهى وصديقه الممثل والمخرج مازداك طيبى الذى يقيم ويعمل فى تورونتو
بكندا. كما تم توجيه الدعوة إلى بناهى لإلقاء «درس السينما» على مئات من
السينمائيين الشباب من كل دول الاتحاد الأوروبى. ويصادف هذا العام مرور عشر
سنوات على فوز بناهى بالأسد الذهبى فى فينسيا عن فيلمه «الدائرة».
وكان
مهرجان فينسيا قد عرض العام الماضى فى المسابقة «نساء من دون رجال» إخراج
شيرين نشأت، و«أيام خضراء» إخراج هانا ماخمالباف وهما من السينمائيين
الإيرانيين فى المنفى، ويبقى السؤال: هل تسمح السلطات الإيرانية بسفر بناهى
إلى فينسيا؟!
المصري
اليوم في
08/08/2010
تحية إلى
اسم فيتوريو جاسمان وبرنامج عن تاريخ الكوميديا
الإيطالية
بقلم
سمير فريد
لم يكن
برنامج «آفاق» فى مهرجان فينسيا يسمى مسابقة حتى العام الماضى، وإنما كان
يمنح جائزة لأحسن فيلم مثل برنامج «نظرة خاصة» فى مهرجان كان، ولكن هذا
العام فى الدورة الـ٦٧ (١-١١ سبتمبر) أصبح يسمى «مسابقة آفاق» مع إلغاء
مسابقة الأفلام القصيرة، وضم هذه الأفلام إلى المسابقة الجديدة، وتخصيص ٣
جوائز لأحسن فيلم طويل وأحسن فيلم قصير وأحسن فيلم متوسط الطول.
وقد تشكلت
لجنة التحكيم التى تمنح هذه الجوائز برئاسة المخرجة والتشكيلية الإيرانية
فى المنفى شيرين نشأت، وعضوية المخرجة التونسية رجاء عمارى، والمخرجين
الإيطالى بيترو مارشيلو، والفلبينى لاف دياز، والناقد النمساوى ألكسندر
هوارث.
أما لجنة
تحكيم جائزة لويجى دى لورينتس (١٠٠ ألف دولار أمريكى) لأحسن فيلم أول فى كل
أقسام المهرجان داخل وخارج المسابقة، فقد تشكلت برئاسة المخرج الألمانى من
أصل تركى فاتح أكين، وعضوية المخرجين الصينى ستانلى كوان، والإسرائيلى
شامويل ماوز، الذى فاز بالأسد الذهبى العام الماضى عن فيلمه الطويل الأول
«لبنان»، والممثلة الإيطالية ياسمين ترنيكا، والمنتجة الهندية نينالات
جوبتا، وهناك أيضاً جائزة الجمهور (أى بالاستفتاء) لأحسن فيلم أول فى أسبوع
النقاد (٥ آلاف يورو).
ولجنة
التحكيم الرابعة فى المهرجان إلى جانب لجان تحكيم المسابقة الرئيسية،
ومسابقة آفاق ومسابقة الفيلم الأول هى لجنة برنامج السينما الإيطالية
المعاصرة، وقد تشكلت من ثلاثة إيطاليين برئاسة الممثل فاليريو ماسترانديرا،
وعضوية المخرجة سوزانا نيكياريللى والناقد داريو أدواردو فيجانو، وتمنح
جائزة واحدة لأحسن فيلم، ولها قيمة مادية فيلم خام من شركة كوداك بـ٤٠ ألف
يورو مساهمة فى إنتاج الفيلم التالى للمخرج.
وكل
مهرجان كبير للسينما يعنى بتاريخ السينما، ولا يقتصر فقط على عرض الأفلام
الجديدة فى برامجه، وفى هذا العام يوجه فينسيا تحية إلى اسم نجم السينما
الإيطالية والعالمية فيتوريو جاسمان فى ذكرى مرور عشر سنوات على وفاته،
وذلك بعرض نسخة جديدة مرممة من فيلمه «عطر امرأة» إخراج دينو ريزى عام
١٩٧٤، الذى فاز عنه بجائزة أحسن ممثل فى مهرجان كان، كما فاز آل باتشينو
بالأوسكار عن نفس الدور فى النسخة الأمريكية التى أخرجها مارتين بريست عام
١٩٩٢، ويعرض الفيلم عشية افتتاح المهرجان، وفى يوم الافتتاح يعرض الفيلم
الإيطالى التسجيلى الطويل «جاسمان يلتقى مع جاسمان» إخراج جيان كارلو سكار
شيلى، ويوم الافتتاح أول سبتمبر هو اليوم الذى ولد فيه جاسمان.
وموضوع
البرنامج التاريخى هذا العام «الكوميديا الإيطالية» من ١٩٣٧ إلى ١٩٨٨،
ويعرض ٣٠ نسخة جديدة مرممة من ٣٠ فيلماً طويلاً، ويحضره المخرج الكبير
ماريو مونشيللى، ويتحدث فيه نجوم الكوميديا الشباب عن النجوم الكبار
الراحلين، ويقدمون أفلامهم ويناقشونها مع الجمهور.
المصري
اليوم في
05/08/2010
دستين هوفمان يعود فى فيلم كندى ويتنافس على جائزة أحسن
ممثل
بقلم
سمير فريد
يعرض فى
مسابقة مهرجان فينسيا الـ٦٧ (١-١١ سبتمبر) الفيلم الكندى «وجهة نظر بارنى»،
إخراج ريتشارد ج.تويس، والذى يشهد عودة الممثل الكبير ونجم هوليوود دستين
هوفمان بعد غياب طويل عن الشاشة، وبذلك يتنافس على جائزة أحسن ممثل فى
المهرجان مع نجم فرنسا العتيد جيرار ديبارديو، ووليم دافو وبينكيو ديل تورو،
وغيرهم من نجوم العالم.
الأسد
الذهبى التذكارى الذى يُمنح لشخصية واحدة كل سنة من إدارة المهرجان فاز به
هذا العام المخرج الصينى جون ووه، وهو الأمر الذى نطلق عليه فى مهرجان مصر
والعالم العربى تكريماً حيث متوسط عدد المكرمين عشرة أشخاص، أقلهم ثلاثة فى
دورات وأكثرهم عشرون فى دورات أخرى، مما يضعف من قيمة التكريم إن لم يفقده
معناه.
لجنة
تحكيم المسابقة المخصصة للأفلام الطويلة، وكلها هذا العام روائية طويلة من
٧ أفراد منهم امرأة واحدة، وبرئاسة المخرج الأمريكى كونتين تاراتينو،
وعضوية كل من المخرجين آرنو ديبليشات من فرنسا، وجابريلك سالفاتوريس ولوكا
جيودا جينينو من إيطاليا، والموسيقى الأمريكى دانى إيلفمان، وكاتب
السيناريو المكسيكى جوليرمو أرياجا، والممثلة الليتوانية التى تلمع فى
هوليوود إنجيبورجا دانكيونايتى، وتمنح اللجنة الجوائز التالية:
■
الأسد الذهبى لأحسن فيلم
■
الأسد الفضى لأحسن مخرج
■
جائزة لجنة التحكيم الخاصة
■
جائزة أحسن سيناريو
■
جائزة أحسن إسهام فنى
■
جائزة أحسن ممثل
■
جائزة أحسن ممثلة
■
جائزة مارشيليو ماسترديانى لأحسن وجه جديد فى التمثيل.
ويشهد
المهرجان ٨٠ فيلماً طويلاً تعرض لأول مرة فى العالم داخل وخارج المسابقة فى
الأقسام التالية:
■
خارج المسابقة
■
مسابقة «آفاق»
■
أيام فينسيا
■
أسبوع النقاد
■
السينما الإيطالية المعاصرة
ومن
المعروف أن مهرجان فينسيا هو الوحيد بين المهرجانات الكبرى الثلاثة (مع
برلين وكان) الذى يقام دون سوق، ولكنه يشهد بيع وشراء مئات الأفلام بحضور
العشرات من ممثلى شركات الإنتاج والتوزيع.
المصري
اليوم في
04/08/2010
ممثلتان
من فلسطين تتنافسان على جائزة أحسن ممثلة فى
فينسيا
بقلم
سمير فريد
فى
المؤتمر الصحفى الذى عقده ماركو موللر يوم الخميس الماضى لإعلان برنامج
مهرجان فينسيا الـ٦٧ (١- ١١ سبتمبر)، وهو أعرق مهرجانات السينما الدولية فى
العالم، وخاتم المهرجانات الثلاثة الكبرى كل عام، بعد «برلين» فى فبراير
و«كان» فى مايو، أعلن موللر أيضاً ميزانية المهرجان، وهى ١٢ مليون يورو
منها ٧ ملايين من الحكومة الإيطالية، و٥ ملايين من الرعاة.
لا تتوفر
هذه الشفافية مع الأسف الشديد فى مهرجانات السينما.. مصر والعالم العربى،
ولأن أياً من مهرجانات الفنون الأخرى، وفى حدود معلوماتى لم يعلن عن
ميزانية أى مهرجان غير مرة واحدة فى دورة واحدة من دورات مهرجان القاهرة
لأفلام الأطفال (دورة ١٩٩٨). ومن المؤكد على أى حال أن ميزانية فينسيا نصف
ميزانية أحدث مهرجان فى الخليج العربى.
أفلام
المسابقة الـ٢٢ يضاف إليها فيلم- مفاجأة يوم ٦ سبتمبر فى منتصف أيام
المهرجان، والأفلام الـ٢٢ نصفها لمخرجين معروفين: أرنوفسكى وكوبولا وجالو
وشنابل من أمريكا ومارتونى ومازاكورتى من إيطاليا وأوزون وقشيش من فرنسا
وتويكر من ألمانيا ودى لا أجلسيا من إسبانيا، وهونج من فيتنام فى فيلم
يابانى.
لا يوجد
غير فيلم واحد لمخرج فى أول أفلامه الطويلة، وهو الفيلم الإيطالى «الكبش
الأسود»، وبذلك يتنافس على جوائز المهرجان، وكذلك جائزة الفيلم الأول التى
تتسابق عليها كل الأفلام الأولى فى كل البرامج داخل وخارج المسابقة، وهى
الجائزة المالية الوحيدة فى المهرجان (١٠٠ ألف دولار أمريكى)، وتمنح بواسطة
لجنة تحكيم خاصة، ولا يوجد غير فيلم واحد سبق لمخرجه أن فاز بالأسد الذهبى
(أرنوفسكى عن فيلم «المصارع» عام ٢٠٠٨).
متوسط
أعمار مخرجى أفلام المسابقة ٤٧ سنة، أكبرهم هيلمان الأمريكى (٧٨ سنة)
وأصغرهم صوفيا كوبولا (٣٩ سنة)، ومتوسط مدد عرض الأفلام ١٢٠ دقيقة أقلها ٧٥
دقيقة (فيلمان) وأقل من ١٠٠ دقيقة (٦ أفلام) وأطولها فيلم مارتونى (٣ ساعات
و٢٤ دقيقة) يليه فيلم قشيش (ساعتان و٤٦ دقيقة)، وتتنافس الممثلة الفلسطينية
الكبيرة هيام عباس وممثلة فلسطينية أخرى جديدة هى ياسمين المصرى للفوز
بجائزة أحسن ممثلة مع فانيسا ريد جريف وكاترين دى نيف وناتالى بورتمان
وإيزابيللا روسيللينى وستيفانيا ساندريللى من كبار نجوم العالم.
المصري
اليوم في
03/08/2010
وكما
يتفوق العلماء العرب فى المهجر:
التونسى
قشيش فى مسابقة
فينسيا
بقلم
سمير فريد
يشترك فى
مسابقة مهرجان فينسيا ٢٢ فيلماً من ١١ دولة من الأمريكتين وأوروبا وآسيا،
ومن دون أى فيلم من العالم العربى وأفريقيا. وكما يقول ماركو موللر، مدير
المهرجان، أين هو الفيلم العربى أو الأفريقى الذى يصلح للمسابقة، ولم
أختره؟!
وأفلام
المسابقة الـ٢٢ من حيث عددها ومصادرها تعبر عن مراكز القوى فى خريطة
السينما فى العالم، فهناك ٦ أفلام من الولايات المتحدة الأمريكية، وهو أكبر
عدد من دولة واحدة، يليها ٤ من إيطاليا بلد المهرجان، و١١ فيلماً من أوروبا
(النصف تماماً)، و٣ من آسيا وفيلم من أمريكا الجنوبية إلى جانب فيلم من
كندا.
وكما لم
يعد غريباً -منذ عقدين- اشتراك الأفلام الآسيوية فى المهرجانات الكبرى بعد
أن ظلت سينما قارة نصف سكان العالم فى هذه المهرجانات هى الأفلام اليابانية
لمدة نصف قرن ويزيد، لم يعد غريباً ندرة اشتراك أفلام عربية أو أفريقية منذ
العصر الذهبى لمدرسة السينما المصرية حيث كان يعرض فى مسابقة مهرجان «كان»
فيلمان فى بعض الدورات. وكما يتفوق العلماء العرب فى المهجر، يتفوق مخرجو
السينما أيضاً، وبعد اشتراك الجزائرى بوشارب فى مسابقة «كان» فى مايو
الماضى، هناك التونسى عبداللطيف قشيش يشترك فى مسابقة فينسيا فى سبتمبر
المقبل من خلال أحد الأفلام الفرنسية الثلاثة، وفيما يلى أفلام المسابقة:
■
الولايات المتحدة الأمريكية:
- «البجعة
السوداء» إخراج دارين آرنوفيسكى
- «فى
مكان ما» إخراج صوفيا كوبولا
- «وعود
مكتوبة على المياه» إخراج فينسنت جالو
- «طريق
إلى لا مكان» إخراج مونتى هيلمان
- «ميرال»
إخراج جوليان شنابل
- «عزلة
ميك» إخراج كيلى ريشار
■
إيطاليا:
- «نحن
المؤمنون» إخراج ماريو مارتونى
-
«العاطفة» إخراج كارلو مازاكورتى
- «عزلة
الأرقام العالية» إخراج سافيريو كوستانزو
- «الكبش
الأسود» إخراج آسكانيو جيلرستينى
■
فرنسا:
- «قلة من
السعداء» إخراج أنتونى كورديير
- «فينوس
السوداء» إخراج عبداللطيف قشيش
- «أشراف»
إخراج فرنسوا أوزدى
■
اليابان:
- «ثلاثة
عشر قاتلاً» إخراج تاكيشى ميكى
- «الغابة
النرويجية» إخراج تران آت هونج
■
«ثلاثة» إخراج توم تويكر (ألمانيا)
■
«أرواح صامتة» إخراج ألكسى فيدورشينكو (روسيا)
■
«أنشودة الحزن» إخراج آلكس دى لاراجلسيا (إسبانيا)
■
«آتينبرج» إخراج أثينا راشيل تسانجارى (اليونان)
■
«وجهة نظر بارنى» إخراج ريتشارد ج. لويس (كندا)
■
«المخبر دى» إخراج هارك تسوى (الصين)
■
«بعد الموت» إخراج بابلو لاريان (شيلى)
المصري
اليوم في
02/08/2010
وأخيراً
فيلم مصرى فى مهرجان كبير: «ظلال» فى فينسيا
الـ٦٧
بقلم
سمير فريد
أُعلن
برنامج مهرجان فينسيا الـ٦٧، الخميس الماضى. نشرنا قائمة من ٢٣ فيلماً
توقعنا اختيارها من الأفلام المنتظرة فى العالم، وتم اختيار ١١ منها فى
المسابقة و٢ خارج المسابقة و٢ فى مسابقة آفاق. ويوم الثلاثاء أعلن مهرجان
تورنتو الـ٣٥ الذى ينعقد من ٩ إلى ١٩ سبتمبر، ويتداخل ٣ أيام مع فينسيا
الذى ينعقد من ١ إلى ١١ من الشهر نفسه، أنه سيعرض ٣ من الأفلام الـ٢٣ التى
لن تعرض فى فينسيا.
وهذه
الأفلام الثلاثة التى تمكن منها تورنتو: الفيلم الدنماركى «فى عالم أفضل»
إخراج سوزان بير عن مشكلة دارفور «وكان عنوانه (الانتقام)»، والفيلم
الأمريكى «حفرة الأرنب» إخراج جون كاميرون ميتشل وتمثيل نيكول كيدمان،
والفيلم البريطانى «خطبة الملك» إخراج توم هوبر وتمثيل كولين فيرث، الذى
فاز بجائزة أحسن ممثل فى فينسيا، العام الماضى. وبينما لم تكن مفاجأة ألا
يعرض الفيلم الأمريكى «شجرة المعرفة» إخراج تيرانس ماليك، وهو كما ذكرنا
يوم الخميس أكثر الأفلام المنتظرة فى العالم، حيث لا أحد يعرف متى ينتهى
ماليك من مونتاج أى فيلم جديد، كانت المفاجأة عدم عرض «الأمريكى» إخراج
أنتون كوربين وتمثيل جورج كلونى، الذى يعد من كبار أصدقاء المهرجان.
ولكن
المفاجأة السعيدة كانت اختيار فيلم مصرى للعرض فى برنامج «آفاق»، الذى أصبح
لأول مرة مسابقة للأفلام الطويلة ومتوسطة الطول والقصيرة، ويمنح ثلاث جوائز
بكل قسم من أقسامه الثلاثة حسب أطوال الأفلام. والفيلم تسجيلى طويل من ٩٠
دقيقة بعنوان «ظلال» إخراج ماريان خورى والمغربى مصطفى الحسناوى ومن إنتاج
شركة مصر العالمية «يوسف شاهين وشركاه». وهذا هو الفيلم المصرى الوحيد الذى
اختير هذا العام للعرض فى أحد المهرجانات الكبرى الثلاثة بعد مهرجان برلين
فى فبراير ومهرجان كان فى مايو حيث لم يعرض فيلم واحد من مصر أو العالم
العربى.
وفى نفس
برنامج «آفاق»، يُعرض الفيلم اللبنانى التسجيلى الطويل أيضاً (٨٥ دقيقة)
«عندما كنا شيوعيين» إخراج ماهر أبى سمرة، ولا توجد أفلام عربية أخرى فى
برامج المهرجان، وكلا الفيلمين - المصرى واللبنانى - من الإنتاج المشترك مع
فرنسا، ويشتركان فى التسابق على جائزة أحسن فيلم طويل «روائى أو تسجيلى أو
تحريك».
samirmfarid@hotmail.com
المصري
اليوم في
01/08/2010 |