كثير من المخرجين المعروفين عالمياً تسقط أسماؤهم على أدمغتنا على أساس
أنها ثوابت، يعني لا مجال لمعارضتها، أو القول إن ما تقدّمه ليس جيداً، بل
إنّه فلان وكفى·
طبعاً هذه صورة غير مقبولة، فالمُبدع قد لا يكون قادراً على الإبهار في كل
مرة يكتب أو يصوّر أو يُجسّد دوراً، وكان لافتاً جداً ما أعلنه المخرج
والسيناريست العالمي عباس كياروستامي أشهر إيراني في العالم عندما قال
بأنّه أحياناً لا يفهم أفلامه، وبالتالي أعلن بوضوح عن أنّه ليس مفتخراً
بوطنه (وذلك في حديث لصحيفة الحياة) بل يحب المنزل الذي يقطنه في طهران·
نعرف مخرجين يقولون مثلاً إنّهم لا يحبون أفلامهم، لا يشاهدونها، ولا
يعودون إلى بعض قديمها، لكن أنْ لا يفهمها - أحياناً - فهذه مشكلة تتعلّق
بالأخلاق المهنية، فكيف يكلّف مخرج كبير ويتحمّل مسؤولية أمام نقاد وجمهور
وفاعليات سينمائية فيلماً لا يفهمه هو، فماذا بالتالي عمّن يتلقونه؟!·
إنّ كياروستامي يُعيد طريق الذين دأبوا على القول: كلّما تعذّر علينا فهم
أفلام مخرج ما نقول عنه عالمياً·
موريس بيالا المخرج الفرنسي الكبير الراحل قدّم في الدورة الأربعين لمهرجان
كان السينمائي فيلمه: شمس الشيطان، وكان إجماع على أنّه فيلم تافه ولا يقول
شيئاً، ومع ذلك فإن رئيس لجنة التحكيم يومها الفرنسي الأشهر مطرباً وممثلاً
إيف مونتان منحه هوتين (حق لرئيس اللجنة) وجعله يحوز سعفة الدورة ولم يتوان
الحاضرون في أكبر صالات قصر المهرجان عن إطلاق صرخات مدوية ورافضة تعبيراً
عن ذهولهم لمنحه هذا الشرف ورد على الجميع بحركة غير أخلاقية·
لا نقاش في أنّ سينما بيالا قبل هذا الشريط وبعده أفضل بكثير خصوصاً ما
قدّمه مع جيرار دي بارديو وصوفي مارسو وغيرهما إلا أنّه في <شمس الشيطان>
لم يكن هو إطلاقاً، ومن حقنا عليه أنْ نقول: لم يعجبنا، لكن لم يحتمل الرفض
والـ <لا> في معرض انتظاره التهاني الحارة من جموع المشاركين في أنحاء
العالم·
روبرت دو نيرو، روبن ويليامز، جاك نيكلسون، اعترفوا في أكثر من لقاء بأنهم
قدّموا أدواراً متفرّقة لم تكن جيدة، وفي مستوى طموحهم لأن مزاجهم حين
قبولها لم يكن متوازناً مئة في المئة، بينما يصف هذه الحالة الفنان نور
الشريف بأن الممثل أحياناً يجب أن يأخذ إجازة من الأعمال الكبيرة فيقدّم
حضوراً في فيلم متواضع من دون التردّد في القول إن الحاجة المادية أحياناً
تلعب دوراً·
وهنا نتذكر فناناً لبنانياً كان يلح علينا لمشاهدة مسرحياته التي يحملها
إلى المناطق وتحظى بدعم غربي وحين حضرنا واحدة منها لم نصدق مستوى السطحية
والتفاهة، وذهبت الأيام ليسلّمنا مرة دعوة لمسرحية أخرى له فتفتّحت جروحنا
هنا، ولم نستطع تذكر ما حصل معنا سابقاً لنجده يسألنا في اليوم التالي: ما
شفناك امبارح بالمسرح، فكان ردنا لم نستطع إعادة الكثرة مع ميلودراما لا
قيمة لها شاهدنا المرة السابقة·
وطبعاً انقطع حبل الود بيننا، لكن لعبرة في أنّ كثيرين يتابعون مع أخطائهم،
ويجدون مبرّرات كي يحوّلوها صواباً لا يراه غيرهم·
جرأة كياروستامي نقدّرها جداً، لكننا لا نسامحه على دفع شريط ربما لا يفهمه
هو إلى السوق مراهناً أو مقامراً باسمه، وتكمن مشكلتنا في الذين لا يعترفون
بأي خطأ، ويرون في أي إشارة نقدية لأعمالهم حقداً، أو حملات مدفوعة الأجر
للنقاد من خصومهم، من دون الاعتراف بتواضع ما قدّموه فيستمرون على عماهم
أمامنا، وبالتالي لا يكون الحصاد لاحقاً سوى انعكاس لما زرعوه من تجاهل لكل
الملاحظات التي سجّلت على أعمالهم·
فنان لا يتصالح مع نفسه، ومع نتاجه، لن يكون قادراً في أي وقت على صياغة
صور محترمة، أكيدة ودائمة أمام زملائه والناس وأقلام النقاد·
اللواء اللبنانية في
07/09/2010
نقد
يتحدّث عن مواجهة السوريين وأسر أحد جنودهم···
حضور رمزي للبنان في (Lebanon)
الإسرائيلي: عنوانه·· لوحات السيارات وإشارة في مقدّمته···
محمد حجازي
لقد أخطأنا العام الماضي حين أعطيناه أهمية تتجاوز ما يستحقه، رغم فوزه
بالأسد الذهبي من مهرجان البندقية السينمائي 2009·
Lebanon
الفيلم الإسرائيلي الذي شغلنا عدة أسابيع أولاً لعنوانه وثانياً لأن أحداثه
تدور في لبنان وثالثاً لأنه يقدّم وجهة نظر إسرائيلية لضابط شاب خدم في
سلاح المدرعات، إبان اجتياح العام 82 وهو اليوم يبلغ من العمر 48 عاماً
ويريد أن يتذكر ما حصل معه من خلال فيلم مدته 93 دقيقة صوّر في الأراضي
المحتلة، نص وإخراج صموئيل ماز، الذي سجّلت له العديد من التصريحات التي
أعلن فيها عن أنّه يقدّم فيلمه هذا خدمة للسلام في المنطقة·
ونحن إذ نعرض له في غمرة مفاوضات مختلف عليها في واشنطن برعاية الرئيس
الأميركي باراك أوباما، خصوصاً أن الشريط الذي يحكي عن حضور إسرائيل
عسكرياً في لبنان، لم يتناول في سياقه أي كلمة عن لبنان، فالقتال الذي يحصل
يقال بأنّه قتال مع الجيش السوري، والأسير الذي يدخل الدبابة العملاقة
موضوع الفيلم، هو جندي سوري·
لبنان في العنوان فقط·
والباقي كلام عن مواجهة مع السوريين، فيما نرى مدنيين يريدون الاقتراب من
الدبابة بسيارة عادية، فتُطلق عليهم النار وإذا بمن في السيارة يهبطون منها
ويتوزّعون حولها لإطلاق النار على الدبابة، لكنها تقضي عليهم، كما نرى
مسلحاً يهدد عائلة بسلاحه، فيقوم مَنْ في الدبابة بتحذيره بعدة رصاصات
وعندما يقتل شاباً في المكان يقصفونه بقذيفة لا تبقى حية بعدها سوى صبية
جميلة تمشي عارية تماماً، قبل أن يرق قلب الجندي الإسرائيلي فيعطيها غطاء
تستر جسدها به·
هذه هي أخلاقيات الجندي الإسرائيلي وفق الفيلم، محاولة منع الإرهاب عن
العائلات اللبنانية وحماية الناجين، كم هي مُحكمة التنفيذ هذه الدعاية
الإسرائيلية المجرم الذي يقتل ويدمر ويرحل، ثم يقول فيلم نائب عنه بأنّه
يتفاعل مع المدنيين اللبنانيين بهذه الرقة والذوق والإنسانية·
لقد ذكّرنا الشريط بصلافته وكذبه، بفيلم <ريكوشيه> الإسرائيلي الذي أنتجه
وصوّره ووزّعه الجيش الإسرائيلي، وشارك في مهرجان كان السينمائي وكانت
ملصقاته توزّع على الشاطئ اللازوردي وفي قلب كل واحد ليمونة يافاوية، يومها
قال الفيلم إنّ إسرائيل موجودة في لبنان فقط من أجل منع المسلم من الاعتداء
على المسيحي، ومنع المسيحيين من الوصول إلى الدرزي وإيذائه، وإنّ قواتها
تهرع لفض الاشتباكات بين اللبنانيين وإبلاغ كل طرف بأنّه عيب عليه الاعتداء
على الآخر فهما يعيشان في بلد واحد·
أمر لا يصدقه عقل، وقناع الحملان يضعه هؤلاء أمام العالم الذي يصدقهم وهم
الجناة ولا يصدقنا ونحن الضحايا·
شريط (Lebanon) لم نجد فيه شيئاً يستحق المشاهدة أكثر من مشاعر الخوف التي تعتري
الضابط الرامي داخل الدبابة كلما كان مطلوباً منه إطلاق النار والصورة هنا
ترمي إلى إبراز إنسانية هذا الضابط في رفضه التصويب على أحد، لكنه جندي
ومضطر لفعل ذلك دفاعاً عن النفس·
ديماغوجية غريبة يعتمدها الشريط على عادة إسرائيل وليس صحيحاً أنّه يقول
بأنّ الجنود خائفون بل هم لا يحبون القتل، والعالم يصدق ويمنح ماز الاسد
الذهبي·
جسّد الادوار البارزة في الشريط: العربي اشرف برهوم، ومعه ريمون امسالم،
اوبشري كوهين، يواف دونات، وغي غالبولينك، وبالتالي لبنان في العنوان، وفي
لوحات السيارات المدنية، وفي عنوان فرعي مطلع الفيلم: حزيران/ يونيو 1982·
اللواء اللبنانية في
07/09/2010
مهرجان
<أيام بيروت السينمائية 6> عددها 9
الإفتتاح بـ <كل يوم عيد> والختام بـ <كارلوس>
محمد حجازي
على مدى تسعة أيام تعيش بيروت عيداً سينمائياً يحمل إسمها: أيام بيروت
السينمائية، المهرجان الذي يُقام بين 16 و25 أيلول/ سبتمبر الجاري في صالة
متروبولس - أمبير، وتنظّمه مرة كل عامين الجمعية الثقافية بيروت دي سي·
من لبنان (كما في الإسكندرية) شريط ديما الحر: كل يوم عيد، الذي شاهدناه في
مهرجان دبي السينمائي السادس (2009)، وسيكون عرض الإفتتاح، بينما خُصِّص
الختام لتقديم شريط: كارلوس، للفرنسي أوليفييه آساياس الذي استعان بوجوه
لبنانية عديدة (طلال الجردي، أنطوان بالابان، بديع ابو شقرا، أحمد قعبور)
وصوّر الكثير من مشاهده في بيروت، وستُقام ندوة ضمن المهرجان حول الشريط
يحاور فيها الحضور آساياس مباشرة، ومن الأفلام اللبنانية المنتظر عرضها:
<الجبل> لـ غسان سلهب، مع فادي أبي سمرا في دور شاب أبلغ جميع معارفه بأنّه
مغادر إلى اقاصي العالم، لكنه يغيّر وجهة طريقه قبل الوصول إلى المطار
ويستقل سيارة إلى قريته كي يعيش بعيداً عن الناس والزحام·
كما يقدّم المهرجان شريطين لبنانيين آخرين أحدهما لـ ماهر أبي سمرا، تعرضه
الدورة الأخيرة لمهرجان البندقية السينمائي الدولي بعنوان: <عندما كنّا
شيوعيين>، والآخر لـ محمد سويد: بحبك يا وحش·
أما الحضور العربي فتمثّل بشكل أساسي مع تكريم المخرج ميشيل خليفي وتقديم
آخر أفلامه <زنديق> الفائز بالجائزة الأولى من مهرجان دبي أيضاً، إضافة إلى
أفلام: صرّاف، لـ مرزاق علوش، القبلة لـ طارق تغيّة، <إبن بابل> لـ محمد
الدراجي، <صداع> لـ رائد انضوئي، <بانتظار أبو زيد> لـ محمد علي أتاسي، كما
يقدّم المهرجان ولأول مرة عرضاً لفيلم: <نهاية> الذي صوّره الجزائري فاروق
بلوفة قبل 30 عاماً مع ياسمين خلاط ولينا طبارة·
ولم تتوضح الأسباب الكامنة وراء عدم القدرة على إطلاق تظاهرة لأفلام
الراحلة رندة الشهال صباغ، وربما كانت المشكلة في اقتطاع الرقابة أكثر من
مرة مقاطع من أفلامها ووجود صعوبة في عرضها كاملة، وهذا سبّب أيضاً عدم
السماح بعرض فيلم: <شو صار> للمخرج ديغول عيد (يُقيم منذ سنوات في كورسيكا)
وربما لمصلحته عدم عرضه كونه يصوّر تعرّف المخرج على قاتل 12 فرداً من
عائلته وتصويره في ساحة الضيعة·
وفي إطار الشراكة مع مهرجان دبي خصص مبلغ خمسة آلاف دولار تمنح لمشروع
سينمائي وثائقي طويل شرط أن يكون عرضه الاول في دورة مقبلة لـ دبي·
الاسبوع المقبل تفاصيل أوفى حول هذه التظاهرة·
اللواء اللبنانية في
07/09/2010
خيانتان وطنية وعاطفية في أحداث شريطَيْ (50
Dead Men Walking)
و(Partir)
إيرلندي خان الجيش الجمهوري تولى إنقاذه ضابط إنكليزي·· وما
زال متوارياً
فرنسية خانت زوجها مع إسباني وعندما اعترضها قتلته وتوارت
مع حبيبها··
محمد حجازي
إنّ إدراج هذا الفيلم على برمجة الاسبوع تؤشر إلى حالة العمالة التي
نواكبها تباعاً مع الذين يسقطون بين أيدي الامن اللبناني منذ أشهر تباعاً،
من خلال احد الخونة الذي يقدّمه شريط عمره عامين يحكي عن ايرلندا، وعن
جيشها الجمهوري المؤقت، وعن النظام العسكري الانكليزي الصارم الذي اشترى
سارقاً صغيراً انضم الى عضوية الجيش الايرلندي الجمهوري بالصدفة، وعندما
اعتقل مرة لأنه ضرب ضابطاً انكليزياً أهانه في الشارع أُعجب به ضابط
المخابرات الكبير فيرغوس (بن كنغسلي) وسرعا ما وجد له طريقاً للانضمام الى
الوشاة والمخبرين·
وإذا بمهمة مارتن ماك غارتلاند قاتلة لزملائه في الجناح العسكري للثوار
لأنه بات يزود الانكليز بتفاصيل كل عملية يتحضّر لتنفيذها الثوار فيُطبق
عليهم الانكليز ويقتلونهم سلفاً·
وذهب الشك الى احد الاعضاء وتم تعذيبه بقسوة فاعترف، وبقي مارتن (يلعب
الدور جيم ستورغيس) بعيداً عن الشبهات وإن كانت الامور بدت اصعب لاحقاً لأن
تفاصيل باتت واضحة عند الانكليز، الى ان انكشفت الامور كلها ليلة حاول
الثوار تنفيذ بروفة تفجير احد المرابع الليلية، وعندما علمت المخابرات بذلك
كمنت للعناصر وقتلتهم جميعاً، ولم ينج سوى صديق مارتن الحميم ويدعى شون
(كيفن زيغرز)·
سريعاً يداهم عناصر من الجيش الجمهوري شقة مارتن ويأخذونه الى مركز لهم حيث
يكون تعذيب قاس جداً، وما ان يصل شون المذهول مما يرى يحاول الوصول الى
مارتن فيصده عدد من الموجودين وفيما الامور في حال من الفوضى يقفز مارتن
مقيّد اليدين من الطبقة الرابعة بعدما حطم زجاج النافذة حين ارتطم به، ولا
يموت، فيصله الضابط فيرغسون الذي علم باعتقاله من رفاقه، ويحميه وهو على
الارض حتى تصل سيارة اسعاف تقله الى المستشفى، ويصل رغم مطاردة سيارة
لرفاقه اطلقوا النار وصدموا الاسعاف ولم يرتدعوا حتى فتح فيرغسون باب
الاسعاف من الخلف وأطلق النار عليهم مباشرة·
هذا يعني ان الضابط لم يترك مصدره الامني، حماه، وعالجه، ثم هرّبه من
المكان مصطحبا اياه الى منزل ريفي يملكه بحيث لا يعلم به او بعنوانه احد·
وهذا ما حصل، لم يتصل مارتن لا بزوجته ولا بأحد بل جال به فيرغسون في
سيارته قريباً من زوجته وابنه باتريك فرآهما وأدمع وظل متخفياً وهو ما زال
حياً وطليقاً ومتخفياً حتى الآن ولم يصل اليه احد في ايرلندا، فيما تعيش
زوجته لارا (ناتالي برس) مع ابنهما وحيدين·
الشريط بأكمله صوّر في ايرلندا من اخراج وانتاج ونص لـ كاري سكوكلاند،
استناداً الى كتاب شيق وضعه مارتن نفسه، مع نيكولاس ديفيس بحيث جاءت
تفاصيله كافية ووافية لكل ما هو مطلوب من شريط يرصد خائناً وكيف استطاع
العيش ثم التواري بعيداً، وقد عاون سكوكلاند خمسة مساعدي مخرج، وقاد فريقي
المؤثرات الخاصة والمشهدية كلاً من: فنسنت كيفلهان، ودوغ اودي·
متين هذا الشريط في صياغته، وتنفيذه وهو صادق في ما يعرضه، مقدماً صورة
نموذجية عن حال الحرب الطاحنة والطويلة التي عاشتها ايرلندا لسنوات ولم
تنته بدون آلام كثيرة، ومن الامور الجيدة ان هناك من يتجرّأ حالياً ويقول
شيئاً عن تلك الحرب، ومن خلال العديد من الافلام التي اطلقها انكليز
منفتحون وايرلنديون من جيل تلك الحقبة بتجميع التاريخ حقبة حقبة كي يحكي
جانباً من مأساة هذا البلد في العصر الحديث·
Partir تأخّر عرض هذا الفيلم ما يقارب الشهر فبعدما شاهدناه في 22 تموز/
يوليو في عرض خاص بصالة أبراج، كان مقرراً تقديمه في 29 منه إلا أنه تأجّل
نظراً لكثافة الاشرطة الواصلة، ورغبة في الدخول به قبل اسبوع او اقل من عيد
الفطر السعيد، حيث فيه مشاعر اوروبية فرنسية - اسبانية ملتهبة، وان تكن
البطلة فيها اصول بريطانية ونقصد كريستن سكوت توماس في شخصية سوزان·
امرأة تدير امرأة هذا يعني ان مشاعر كريستن لا بد من ان تكون مضاعفة مع
وجود المخرجة كاترين كورسيني خلف الكاميرا، التي تعاونت على كتابة
السيناريو مع غاييل ماسيه·
دخل الفيلم على الحياة الزوجية الرتيبة لـ سوزان وصموئيل (ايفان اتال) لهما
ولدان شابان، ويصادف: ان صموئيل منشغل على الدوام وفي الوقت الذي كانا فيه
يعيدان تأهيل منزلهما الريفي، وقعت عيناها على احد العمال الاسبان وارادته،
ولأن كيدهن عظيم، فقد ظلت وراءه حتى كانت الفرصة إثر محاولته إيقاف سيارتها
التي نبعدما نسيت المكافح اليدوية غير مشدود فإندفعت السيارة لوحدها في
الشارع، وهو استطاع ايقافها لكن بعدما أُصيبت رجله من العجلات·
بقيت الى جانبه في المستشفى وأبلغت زوجها انها ستوصله الى القرية التي يقيم
فيها مع ابنته الصغيرة، وعندما يضطر للنوم ليلة تبقى هناك، ويتقاربان حيث
تفيض مشاعرهما، ولا يعود هناك من رادع لها عنه· لقد واظبت على الذهاب اليه
في غرفته، في اي مكان غير عابئة بزوجها او بولديها فكل ما في حياتها هو:
ايفان (سيرغي لوبيز)·
صموئيل يسمع بصراحة انها لا تريده ويرفض ان يطلقها، وأن يعطيها المال كي
تتحرك، ويتصل بإدارة الشركة التي يعمل فيها ايفان ويتسبب بطرده وبالتالي
يصبح العاشقان مكشوفين مادياً، فتتحرك سوزان لمعالجة الامر، واذا بها تدخل
على صموئيل وهو نائم وتقتله برصاصة من بندقية ثم تغادر تاركة اياه في بركة
من الدماء، فتقصد ايفان وهي تشع راحة وسعادة·
هكذا فعلت عاطفة امرأة، كانت مدمرة لعائلتها ولحياتها هي، لكن طالما فازت
بمن ارادته الى جانبها فهي رابحة بنظرها·
الشريط مؤثر والدور الذي تلعبه توماس يحتاج الى ممثلة بمستواها كي تضخ فيه
كل هذه العاطفة المدمرة·
الانتاج تولاه ميشال سايدور، وفابيان فونيبه، ادار التصوير ايناس غودارت،
اشرف على المونتاج سيمون جاكيه، وتولت الكاستنغ بريجيت موادون، وشارك في
اداء باقي الادوار: برنارد بلانكان، علاء الدين ريبل، ألكسندر فيدال، دايزي
بروم، بيرتا اسكيرول، جيرار لارتيغو، جنفياف كازيل، فيليب غوددنباخ، ومدة
عرض الفيلم 85 دقيقة·
اللواء اللبنانية في
07/09/2010 |