بعد كم من الأعمال
السينمائية التي كانت تذهب دائماً، الى رصد لحظات انسانية ترصد المتغيرات
في حياة
الانسان، الى عمل سينمائي هو الأضخم والأهم في مسيرته، هكذا هو المخرج
الايطالي
برناردو برتولوتشي، الذي قدم لنا عام 1987 تحفة سينمائية خالدة هي
«الإمبراطور
الأخير»
(The Last Emperot)
والذي يرصد المتغيرات في حياة أمة وشعب عظيم هو الشعب
الصيني، من خلال حياة الإمبراطور الأخير للصين.
وفي هذا المجال، أتذكر وضمن
حديث مطول مع برناردو برتولوتشي في مهرجان فينسيا (البندقية)
حينما سألته عن كيفية
الوصول الى فكرة ذلك العمل يومها قال برتولوتشي:
كنت مسافراً من ميلانو الى
روما، وفي زحمة الجري داخل المطار، يبدو انني فقدت (نظارتي)
التي لا أكاد استغني
عنها، وعندما جلست في الطائرة، رحت أبحث عنها، ولكنني كنت قد فقدتها، فرحت
أفكر في
موضوع أكبر هو ماذا تعني الخسارة والفقدان، ورحت أفكر بشكل أوسع وأكثر
عالمية، حتى
وصلت الى ما يسمى بالخسارة الأكبر، وهي تتمثل في خسارة
امبراطور الصين الأخير
لعرشه... فأي خسارة هي؟
ويأتي الفيلم، بعد حوار مطول بين برتولوتشي والكاتب
مارك بيبل، الذي يصيغ مفردات ذلك العمل الذي يذهب الى عمق التاريخ من أجل
استقراء
المستقبل، وهو حينما يستدعي التاريخ والشخصية والتغيير الذي
عاشته الصين، لا ليمارس
النقد، بل ليقدم الحقيقة والوثيقة بصيغ عالمية وفعل سينمائي، هو الأكبر
فيما قدم من
أعمال عن الصين ذلك البلد العظيم.
يستعين برتولوتشي بعدد بارز من الأسماء
الصينية في مجال التمثيل، وبالذات، جون لون بدور الامبراطور في
مراحل الشباب
والكبار، عبر أداء لا يقارن.
ونذهب الى الفيلم..
منذ اللحظة الأولى،
يأخذ برتولوتشي الى عمق الزمن، كي يرصد نصف قرن من الزمان من تاريخ الصين،
والمتغيرات التي أحاطت بذلك البلد، اعتباراً من لحظة اعتلاء الامبراطور (بو
لي)
العرش وهو لايزال طفلاً صغيراً، فكيف لذلك الطفل ان يعتلي عرش التنين، وهو
عرش
الامبراطور في بلد يعيش كماً من المخاضات المحلية والدولية... رحلة تمتد
لأكثر من
خمسين عاماً، تنتهي بذلك الامبراطور، لان يصبح (مزاري) في
القصر الذي كان يمتلكه
بعد قيام الثورة الحمراء بقيادة ماو تسي تونغ.
السينما في هكذا نوعية من
الأفلام، تذهب الى التاريخ والوثيقة، لتقدم لنا الزمن.. وتوثق
مرحلة.. وترصد
المتغيرات بكل اشكالياتها وتداخلاتها.
المشهديات الأولى للفيلم، تمزج بين
زمنين، الأول النهاية حيث الامبراطور، وهو مسجون (1950-1959)
بالذات في المراحل
التي قام بها الروس بتسليمه الى الصينيين، بعيد انهيار حكم (الكومنتانغ)
وهروب
الجنرال (كاي شيك) الى جزيرة فورموزا (تايون) وهيمنة الشيوعيين والرايات
الحمراء
على الصين بكاملة.
الاحتلال الياباني
وقد واجه الامبراطور السابق
تهمة التعاون مع الاحتلال الياباني في مطلع القرن العشرين،
وتتداعى المشهديات لتقدم
لنا العلاقة بين الامبراطور السابق والسجانين الشيوعيين، الذين كانوا
يعملون على
اعادة تعليمه وتأهيله.. ولربما غسل مخه.. كل ذلك كان يأتي مع العودة الى
الماضي،
حيث يرصد الفيلم ثلاث مراحل أساسية، من مشوار وحياة الامبراطور
الأخير، وهي مرحلة
الطفولة، التي بدأت في الثانية والنصف من عمره، عند تربعه على العرش، ثم
العاشرة من
عمره والخامسة عشرة (الطفولة والمراهقة) وهي المرحلة التي اقترنت بعلاقته
مع أحد
المحاربين الإنكليز (بيتر اوتول) والذي كان يمثل بالنسبة له
المعلم والمدرب، الذي
يحاول ان يأخذ الى المستقبل، بعد ان ظل (محاصراً) بالعادات والتقاليد
القديمة، التي
يحكمها الجيل والمحاربون والمستشارون القدماء في القصر.
وهي تلاحظ النظرة
التحليلية العميقة في سلوكيات الامبراطور في مراحل شبابه، بين ما يريده
القصر
والمستشارون وبين هاجسه للانطلاق صوب المستقبل وفي أحيان كثيرة، التماس مع
قضايا
الانسان والشعب الا ان القصر كان عائقاً دون ذلك...
ثم ننتقل الى مرحلة
العشرينيات من عمره، حيث يتم نفيه، وعمله الدؤوب بالتعاون مع الغزاة
اليابانيين من
اجل اعادة بناء امبراطوريته في منشوريا، وهي مسقط رأس الامبراطور
الاخير.
ويؤكد الفيلم خلال السرد الدرامي الى قدرية كانت تواجه الامبراطور
الاخير، وهي الفشل الذي كان يلاحقه في كل شيء، وكأن هذه القدرية هي التي
ساهمت في
ان يخسر عرشه ويخسر الصين.
ومن مفردات ذلك الفشل وسوء الطالع توليه العرش
وهو في طفولته لا يعي ما يدور حوله من مؤمرات ودسائس.. حتى أن
عملية التغيير بدأت
في تلك المرحلة المبكرة من تسلمه العرش، وتؤكد المعلومات كما يشير الفيلم
الى
انفصال قطاعات عدة من الامبراطورية وهو في الخامسة من عمره وتحولها الى
النظام
الجمهوري.
حالة العزلة
فيلم «الامبراطور الاخير» يذهب بعيدا في تحليل
حالة العزلة التي كان يمشيها الامبراطور الذي لم يستطع ان يبرح
المدينة المحرمة
التي لم يفارقها أو يبرحها الا مطرودا في مطلع العشرينيات من عمره ويومها
تم تجريده
من اللقب الامبراطوري وبلا رجعة.
فيلم ينطلق من خلال شخصية الامبراطور
الاخير (بولي) لكن يتجاوزها الى التحليل والرصد وتقديم كم من
المعلومات عن الصين
اولا وعن الظروف والمتغيرات التي أحاطت بها، وهي المرة الاولى التي تقترب
بها
السينما العالمية الى حد الحد أو هذا القرب، لتأتي بعدها أعمال عدة.
ولكن
يظل «الامبراطور الاخير» يعزف على حالة الخسارة للعرش ومن قبلها حالة السجن
التي ظل
يدور ذلك الامبراطور في فلكها، فهو سجين دائما، أولا سجين العرش والمدينة
المحرمة
والقصر، ثم سجين العزلة وتجريد اللقب.
عزلة منذ الطفولة رغم محاولاته للخروج
منها لكن تلك القدرية ظلت تحاصره وتغلق الابواب أمامه كلها
حاول ان يعيش ويتنفس حتى
يصل الى المرحلة الاخيرة من حياته حيث السجن الذي يتأقلم معه ليصبح في
مرحلة تالية
مزارعا في ذلك القصر الكبير الذي كان يحكمه ويحركه فاذا به مجرد مزارع
هامشي يعيش
في زمن جديد ومرحلة جديدة ليس له أي خيار الا ان يرقى بما قسم
له وهنا نلاحظ وللمرة
الاولى حالة من السلام مع الذات يدخل اليها بعد ان خسر كل شيء ولم يعد
أمامه الا
التعامل مع الزهور والحديقة حتى تكون النهاية بعد سنوات من الحياة التي
تهاوت به من
القمة والعرش الى اللاشيء سوى انتظار القدر. فأي خسارة.. وأي ألم.
اللغة
السينمائية
باحتراف عال تعامل برناردو برتولوتش مع الوثيقة والتاريخ والشخوص
وايضا الصين الامس والمستقبل.
وحينما نذهب الى الفيلم تأسرنا اللغة
السينمائية التي صاغتها عدسة المصور الكبير فيتريو ستراورو
الذي ابدع في تقديم رؤية
بصرية تذهب الى أدق التفاصيل في عوالم ذلك الفيلم الكبير. وهكذا الامر
بالنسبة
للموسيقى التصويرية التي صاغ الثلاثي الياباني ريكي سكاماتود البريطاني
دايفيد بيرن
والصيني كونغ سو. ونؤكد بأنه لولا الدعم الذي قدمه المنتج
جيرمي توماس للفيلم لما
كان له ان يتحقق بهذا المستوى الرفيع من الخدمات الانتاجية التي وصلت
باللغة
الانتاجية الى 23 مليون دولار، وهو أمر كبير بالنسبة لانتاج يصور في الصين
في ذلك
الوقت، وقد تم تحقيق الفيلم مع ستديوهات كولومبيا.
ونشير الى أن فيلم
«الامبراطور
الاخير» أول عمل سينمائي عالمي تفتح له حكومة بكين المدينة المحرمة
وايضا تسخر له جميع الامكانات ليكون الحصاد في نهاية الامر تسع جوائز
أوسكار عالمية
من بينها أفضل فيلم واخراج للايطالي الرائع برناردو برتولوشي.
وعند المشهد
الاخير من الفيلم الذي ينتهي مع جولة المجموعة من السياح يقودها احد
المرافقين يروي
لهم جوانب من حكاية الامبراطور الاخير وتحديد تاريخ وفاته تكون الصين يومها
أمام
مستقبل جديد وزمن جديد وعهد جديد، وهكذا هو ذلك البعد العظيم
الذي يظل دائما ينشد
المستقبل بحلم وعمل مشترك دؤوب يذهل العالم.
وحينما تضيء الصالة أنوارها
يذهب الزمن الماضي.. لتبقى الذكرى والزمن والمستقبل الجديد.
هكذا هو الفيلم
التحفة «الامبراطور الاخير».
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
16/08/2010
ريتشارد إتنبرو يقدم تجربته الأهم
«غاندي»
مسيرة اللاعنف والديموقراطية الأكبر
عبدالستار ناجي
ذات مساء اتصل الكاتب
البريطاني جون بريلي بالمخرج القدير السير ريتشارد اتنبرو، يخبره بانه ذاهب
الى
الهند، من أجل فتح ملفات الزعيم الهندي «غاندي» يومها وكما يقول بريلي جاءت
ردة فعل
اتنبرو عالية المستوى، مطالباً بريلي بعدم التصريح في هذا
المجال، بينما رايح
اتنبرو يبحث عن مصادر التمويل.
وبعد عامين تقريباً، كان السيناريو جاهزاً او
كانت الميزانية قد اكتملت، ليكون فيلم «غاندي» احدى التحف
السينمائية المهمة، التي
رصدت مسيرة اللاعنف، التي قادها الزعيم الهندي، المهاتما غاندي- لتأسيس
الديموقراطية الاكبر في العالم.
لقد كان ريتشارد اتنبرو يعرف جيداً، بانه
ذاهب الى عمل وشخصية بحجم التاريخ وبثقل العمق الجغرافي
والسكاني الذي تمثله
الهند.. والمكانة المرموقة التي يحتلها الزعيم غاندي.
ونذهب الى الفيلم،
فاذا نحن امام مسيرة قائد، ورحلة امه، وصراع من اجل الاستقلال، ضد الحكم
البريطاني
والذي تجرى احداثه في النصف الاول من القرن العشرين. لقد كان العالم في عام
1982 مع
موعد مع تحفة سينمائية نادرة، هي «غاندي» والتي تتحرك معطياتها وفق محورين
اساسيين،
اولها مسيرة «غاندى» وايضاً مسيرة الاستقلال وترسيخ
الديموقراطية عبر مرحلة ومسيرة
اللاعنف التي قادها «غاندي».
مسيرة عامرة وبالتحدي والقيم الكبرى، لمواجهة
الالة العسكرية الكبرى الاولى يومها في العالم، وعندها لابد
للمواجهة ان تذهب الى
معطيات وقيم ومعان جديدة، حيث اللاعنف.
لقد قاد غاندي تلك المسيرة، وهو يؤمن
بان النصر والظفر قادمان، ولكن عليه ان يحمل معه صبر أمته.
وتحديات شعبه..
وتضحيات اكثر من نصف مليار نسمة. فيلم يذهب به الى الظروف الموضوعية التي
احاطت
بتلك الشخصية الفذة، حيث امضى غاندي، السنوات العشرين «بالتحديد 22 عاماً
(1893-1915)
في جنواب افريقيا، حيث تأسست عنده القيم السياسية والنضالية، وترسخت
بداخله فكرة «اللاعنف». في مواجهة القوة الضاربة.
وتمضى الدقائق الاولى من
الفيلم، والاكثر من «45» دقيقة وهي ترصد تلك الرحلة الاولية،
لتشكيل ملامح الوعي
السياسي، والايمان باهمية النضال، من اجل الاستقلال.
بطولات
وتضحيات
وفي عام 1915، يعود غاندي الى الهندي، ونظرا لدوره وبطولاته،
وتضحياته، يتم انتخابه كريئسا لحزب المؤتمر، والذي كان يعمل من أجل
الاستقلال عن
الاستعمار والهيمنة البريطانية.
ومنذ تلك اللحظة، عرف «غاندى بان الجماهير
والبساطة هما طريقه لبلوغ الثورة والاستقلال، فكان ان نزل الى
قاع المجتمع الهندي
بجميع اطيافه الاجتماعية، والدينية.. والانسانية.
لقد استطاع ان يسخر معرفته
ودراسته واحترافه في التعامل مع القانون لصالح رسالته.. وقضيته.
وتتحرك
احداث الفيلم في اطار تلك الشخصية، فمن جنوب افريقيا الى الهند، ثم الرحلة
السياسية
والعلاقة الوطيدة مع الفتى الشاب «نهرو» (جواهر لال نهرو) الذي اصبح لاحقاً
اول
رئيس وزراء للهند، وايضا مع باتيل. وفي واحد من أهم المشاهد،
يأتي ذلك الاجتماع
السياسي الحافل، والذي جمع محامياً وزعيماً اخر، هو «محمد علي جناح، والذي
اصبح
لاحقاً اول رئيساً لجمهورية باكستان.
وفي ذلك الاجتماع، تتحدد ملامح
المنطقة، والتقسيم بين الهند وباكستان، وتحرك كل منهم من أجل
مواجهة عدو مشترك هو «بريطانيا
العظمى».
وتمضي الاحداث بتحدياتها، حتى الاضراب العام الذي اجتاح
الهند في عام 1922 والذي مثل الاسنتصار الاكبر لفكرة «اللاعنف».
ايقاع
متسارع من الاحداث والشخصيات، والزخم الاحترافي في رصد جميع التفاصيل، في
تقديم
الشخصية والحدث والتاريخ.
وتقفز الاحداث الى عام 1947، بالذات، عند ارسال
اللورد منتباتون الذي ارسلته الحكومة البريطانية من أجل
المفاوضات للانتقال الى
الاستقلال، حيث النصر المخجل.. والاستقلال لارادة شعب.. وانسان احس بان
المواجهة مع
الامبراطورية البريطانية العظمى لا تكون بالسلاح والنار، بل بالعقل.. فكان
انتصار
العقل.. وانتصار مسيرة اللاعنف.. وانتصار الديموقراطية الأكبر
في العالم
اليوم.
في فيلم «غاندي» ذلك التمازج بين جميع الاطياف الهندوس والمسلمين
والنضال من أجل الاستقلال والذي أدى الى
تأسيس جمهورية الهند وجمهورية الباكستان
عبر قيادات موحدة عملت على تنسيق تحركاتها ومواجهات، ما اضطر بريطانيا الى
الرضوغ
والموافقة على المفاوضات، بعد ان اجتاحت تلك المنطقة الاضرابات.. وتعطلت
الحياة.
ان الوثيقة التي استند اليها الكاتب جون بريلي مثلت بحد ذاتها،
الدراسة الاهم لعرض وتحليل الظروف التي احاطت بنضال الشعبين الهندي
والباكستاني،
ودور كل من «غاندي» ومحمد علي جناح، في الاستقلال العظيم
والانفصال عن بريطانيا،
وتأسيس تلك الدول الكبيرة «باكستان انقسمت لاحقاً الى باكستان وبنغلاديش
بعد ان
كانت باكستان الشرقية وباكستان الغربية. كما ان العرض الدرامي لا يذهب الى
شخصية
«غاندي»
لوحدها، بل يعتمد من خلال الشخصية قراءة التاريخ والمرحلة وجميع
معطياتها.
كما يذهب بنا الفيلم للتعرف على ادق التفاصيل في العلاقة بين
بريطانيا والهند، وبين الهنود بعضهم بعضاً، ثم الهند وباكستان وايضاً
الاطياف
الدينية والاثنية بكل شمولها، وبالذات الهندو والمسلمين،
والاثار التي ترتبت لاحقاً
والتي يعيش العالم اليوم جوانب من اثارها. ونشير الى ان الفيلم تبدأ احداثه
مع حادث
اغتيال الزعيم «غاندي» في 30 يناير 1948، كما ينتهي مع مشاهد القاء رماده
في نهر
غانجا المقدس. ونقترب من فريق العمل..
هالة الإبداع
وفي المقدمة، لا
يمكن باي حال من الاحوال تجاوز حالة الابداع التي قدمها المخرج القدير
ريتشارد
اتنبرو والذي قضى خمسة اعوام من اجل انجاز هذه الملحمة السينمائية الكبرى
معتمداً
على فريق ضخم من المحترفين، يتقدمهم الممثل البريطاني «ذو
الاصول الهندية» بن
كنينسلي» والذي كان حتى ذلك اليوم مجرد ممثل مسرحي غير معروف، حتى شاهده
ريتشارد
اتنبرو ليختاره للشخصية، ويطلب منه ان ينقص وزنه باكثر من 15 كيلو مع احالة
شاربه
مع اطالة شاربه ومعرفة تفاصيل حركات وايماءات المهاتما غاندي،
وقد استطاع «بن» ان
يتقمص الشخصية بشكل شديد الحساسية، حتى انه لم يستطع التخلص من تلك الحالة،
الا بعد
فترة طويلة، لانه امام شخصية تمتلك كثيراً من «الكيريزماً» والخصوصية
والتفرد
والعمق.
مع بن كنينسلي في الفيلم كانديس بيزعن واليك بادمس.
وقبل ان
نذهب الى مزيد من التفاصيل في مجال التمثيل، لابد ان نتذكر المبدع الهندي،
رافي
شنكر، الذي صاغ الموسيقى التصويرية لذلك الفيلم التحفة، والذي اسمتد ملامح
موسيقاه،
من السمات الهندية الاكثر شعبية عبر معالجات موسيقية كانت
خلالها آلة «السينار» هي
الاكثر حضوراً.
وخلف الكاميرا كان هناك مدير التصوير العالمي بيلي ويليامز
الذي اكد بعد انجاز الفيلم انه صور ما يكفي لانتاج 15 ساعة سينمائية عن تلك
الشخصية
التاريخية الفذة، وهو ما يعتبر اهم ارشيف عن هذه التحفة السينمائية
الخالدة.
الفيلم من توزيع ستديوهات كولومبيا التي سخرت للانتاج مع ستديوهات،
غولد كريست 22 مليون دولار، ولكن الفيلم استطاع ان يستعيد ذلك المبلغ منذ
الاسبوع
الاول لعرضه في الاسواق الاميركية، وليحصد لاحقاً حفنة جوائز
اوسكار، من بينها أفضل
فيلم ومخرج وممثل كانت لصالح بن كنينسلي الذي استطاع ان يذهب الى التاريخ
ليخلد كما
هو خلود الزعيم غاندي، عبر
شخصية اعاد تقديمها، باحتراف وتقمص عال
المستوى.
التاريخ والفكر
غاندي ليس بالفيلم الذي تذهب اليه، وتتجاوزه
بعد ان تضيء الصالة انوارها، بل يحرك بداخلك التاريخ..
والفكر.. والسياسة..
والتيارات التي نادت بالاستقلال عبر التاريخ وايضا نوعية المواجهات..
واذا
كان المهاتما لم يمت في مواجهة الاستعمار البريطاني، الا انه مات في مواجهة
اخرى،
كان خلالها يحاول ان يجمع الاقطاب التي تفرقت.. وتقسمت..
فيلم كبير.. كما هي
المكانة التي تحتلها الهند.. والمهاتما غاندي.. والصراع من أجل الاستقلال..
والتضحيات العظيمة التي يقودها الزعماء
الكبار.. الخالدين في الذاكرة
والزمن..
«غاندي» من توقيع مبدع كبير هو السير ريتشارد اتنبرو.
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
15/08/2010
«كايرو
تايم».. جمال القاهرة في علاقة حب
كتب
داليا طه
في تقرير مطول، ناقشت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية الفيلم
الرومانسي الأمريكي- الكندي- الإنجليزي «توقيت القاهرة» (Cairo time)،
الذي يروي
قصة حب تقع بين سيدة أمريكية ورجل مصري في شوارع القاهرة.
أكدت الصحيفة في
تقريرها أن القاهرة الساحرة استحوذت علي قلب كاتبة الفيلم ومخرجته الكندية
من أصل
سوري «روبا ندا» منذ وقت طويل، عندما زارتها لأول مرة مع أسرتها، وأرادت
بهذا العمل
الفني أن تعرض صورة حقيقية لطبيعة الحياة في شوارع القاهرة.
ونقلت لوس
أنجلوس تايمز عن «ندا»: رغبتي الأولي كانت رصد أجواء القاهرة الطبيعية..
فكلما شاهد
المرء الشرق الأوسط في الأعمال السينمائية يجده ممزقا بكثرة
الحروب، لذا ترسخ
اعتقاد خاطئ لديهم بأن الشرق الأوسط بأكمله غارق دائما في الحروب، ولكنهم
سيصدمون
بمدي جمال القاهرة.
تؤدي دور البطولة في الفيلم الفنانة «باترشيا
كلاركسون»، وتدور أحداثه حول «جولييت»، وهي سيدة في منتصف العمر، تسافر إلي
القاهرة
للالتقاء بزوجها الذي يعمل في مكتب الأمم المتحدة بالعاصمة المصرية لكنه
يضطر للسفر
إلي غزة في مهمة خاصة بسبب ما تتعرض له المدينة، ويكلف أحد مساعديه «طارق»
المصري
الجنسية يجسد دوره الممثل الإنجليزي من أصل سوداني «ألكسندر
صديق» باستقبال الزوجة
واستضافتها إلي حين عودته من مهمته.
وسرعان ما يصطحب طارق الزوجة في جولات
بمعالم المدينة العتيقة، ليظهر الجوانب الإيجابية والساحرة فيها التي لا
تغفل أيضا
إظهار بعض السلبيات، وفي هذه الأثناء تنشأ بينهما علاقة من نوع خاص، يبحر
بنا فيها
الفيلم بشوارع القاهرة، ويعرض الكثير من معالمها بشكل بانورامي
جميل يجعلك إن لم
تكن مصريا.. في شوق كبير لزيارتها.
وقال نقاد عن العمل: إنه حالة نادرة لم
تتكرر كثيرًا ربما منذ فيلم «كازابلانكا» الشهير؛ إذ يعتمد أحد الأفلام
العالمية
علي عاصمة من العواصم العربية كخلفية لأحداثه الرومانسية، مظهرا الجوانب
المشرقة
والساحرة من المدينة.
تم تصوير الفيلم خلال 25 يوما في أماكن متفرقة من
القاهرة، منها الأهرامات ونهر النيل، وبعض المقاهي المحلية والكباري
القديمة.
روز اليوسف اليومية في
16/08/2010 |