في فيلمها «نساء في صراع»، المنتج عام 2004، وهو فيلم وثائقي مدته 56
دقيقة،
توقظ المخرجة بثينة كنعان خوري ذاكرة الأيام الأولى للثورة الفلسطينية
المسلحة،
والعمل الكفاحي العسكري، وتستعيدها من خلال مجموعة من النساء الفلسطينيات
اللواتي
كانت لهن تجربة مميزة، خاصة داخل الأرض المحتلة.
(عائشة عودة، رسمية عودة، روضة
البصير)؛ ثلاث نساء/ فدائيات، خضن غمار العمل العسكري، لحظة
صعوده، ما بين نهاية
الستينيات ومطالع السبعينيات من القرن العشرين، وكان أن جرى اعتقالهن، بعد
مساهمات
فعلية في العمل الفدائي، فأمضين سنوات مديدة في المعتقلات الإسرائيلية،
ليسجلن
تجربة فريدة للمرأة الفلسطينية، وقدرتها على الصمود بين أيدي
جلاديها وسجانيها، على
الرغم من كل أصناف التعذيب التي مارسها بوحشية منقطعة النظير.
لن يفارق هذا
الفيلم كثير ما عهدناه من أفلام الثورة الفلسطينية المسلحة، المنجزة طيلة
السبعينيات والثمانينيات، على الرغم من غناه بالتفاصيل
الحياتية واليومية لنساء
تبدو قيمتهن الأبرز والأعلى تتمثل من خلال ما خضنه من تجربة ثورية، وما
يمكن أن
يكشفن عنه من جوانب هذه التجربة الفريدة، على المستوى الوطني، والإنساني
الشخصي
الفردي.
هنا نحن مع ثلاث نساء، على تنوع واختلاف تداخل تجاربهن. هن نساء نشأن
في
الضفة الغربية، نهاية الستينيات من القرن العشرين. جئن من تجارب حياتية
وأسرية
مختلفة، ولكنها تتفق جميعها في أن كل واحدة منهن نشأت في أسرة
وطنية، فكان البيت
مدرستها الأولى، التي كونت شخصيتها، وبلورتها، ودفعتها على دروب النضال
الثوري، على
الرغم مما يعتوره من صعوبات ومخاطر، بمواجهة جيش احتلال مدجج بآلة الفتك..
ولكنه
الوطن الذي لا بد من التضحية، مهما كان الثمن.
كما أن العوامل التي دفعت بكل
منهن للانخراط في تجربة الثورة الفلسطينية المسلحة، تتوازى؛
تقترب وتتباعد، تتشابه
وتختلف، تتماثل وتتغاير، بالشكل الذي يلقي ضوءاً بانورامياً على مجمل
المعطيات التي
فعلت فعلها في جيل كامل، سواء على صعيد التجربة الفلسطينية ذاتها: النكبة،
وما
تضمنته من كوارث ومجازر، ليس مجزرة دير ياسين، إلا واحدة منها.
أو على صعيد التجربة
العربية، وما قدمته من نماذج كفاحية، كانت ثورة الجزائر رائدتها. أو على
صعيد
التجربة العالمية، التي كان لها في الستينيات من القرن العشرين أن تطلق
نماذج
وقدوات ثورية كفاحية..
سوف تستفيض "عائشة عودة" في قول ذلك، فتستذكر الفتاة
الجزائرية البطلة: "جميلة بوحيرد"، النموذج الجدير بأن يكون القدوة، كما
تنتبه إلى
حقيقة أن بيتهم كان نقطة ارتكاز للفدائيين القادمين من الأردن، فقد كان
أخوها في
مجموعة تتبع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. أمها وزوجة أخيها
كانتا تتوليان مهمة
تحضير الطعام للفدائيين، فضلاً عن تقديم خدمات متنوعة للفدائيين، تسهل
أعمالهم
النضالية، كان لها نصيب من القيام بها: كتابة مناشير. طباعتها، وتوزيعها.
نقل
أسلحة. تنظيم بنات وشباب، وإرسالهم إلى الأردن للتدريب.
في زمن المد الثوري،
وصعوده، تحولت البيوت الفلسطينية إلى مدارس ثورية، تنجب المناضلين
والمناضلات،
وصارت تشكل رافداً ورديفاً لقواعد الثورة، ومأوى لخلاياها، ومحطة لعونها..
ولذلك
فقد عمد جيش الاحتلال الإسرائيلي، مرة بعد أخرى، إلى نسف هذه البيوت
الفلسطينية،
عقاباً لها. وبمقدار ما انتشرت عملية هدم البيوت ونسفها، فقد
انتشرت في أوساط
الفلسطينيين تلك الأغاني، التي تؤكد أنهم لن يهتموا بهدم البيوت، ولن
يمنعهم ذلك من
مواصلة درب الثورة.
بعد الاعتقال، ونسف البيوت، ستنتقل نساء الفيلم إلى السجن، حيث تبدأ
مرحلة
جديدة من النضال التي عرفت باسم «نضال الحركة الأسيرة»، التي جعلت من
السجون
بؤرتها، على الرغم من المكوث خلف القضبان والأبواب المغلقة، والعيش تحت
المراقبة،
وممارسة الحياة تحت السيطرة.
مع أحكام تتعدد فيها المؤبدات، ومرور السنوات، بدا
أن السجينات بات عليهن تأثيث غرفة السجن بيتاً لهن، يتمكنَّ خلاله من
مواصلة الحياة
والنضال.. وربما، كان السجن، لدى البعض، فرصة لإعادة اكتشاف ما
غاب عن البال في
ضجيج الحياة، وامتلاك المزيد من الخبرات والتجارب والمعارف!..
وفي برزخ ما بين
عالمين، كانت جلسات التعذيب، التي تقام بذريعة التحقيق.. ستكشف النساء
الثلاث عن
ملامح من قسوة التعذيب الذي تعرضن له، وبشاعة ما يمكن لبني بشر، فاقد لصفات
الآدمية، فعله بالإنسان، رغبة في قهره، وإذلاله، والحطّ من
قيمته، والنيل من
كرامته، وانتهاك عرضه، وتحويله عن مساره الذي اختاره، والمبادئ التي آمن
بها.
لم
يترك الجلاد الإسرائيلي وسيلة للتعذيب لم يمارسها. ولم يترك للمخيلة
الشيطانية أن
تجترح أكثر مما فعل. كلمات قليلات كانت كافية للدلالة على ما كان يجري في
أقبية
سجون الاحتلال، وخلف قضبانه، وفي زنازينه.
ليست الذاكرة فقط تلك التي لا تستطيع
نسيان ما حدث. بل إنه الجسد أيضاً لا يستطيع التخلص من الآثار
الدامية للتعذيب
الوحشي، الذي فتك بأنوثة النساء، وجعلهن غير قادرات على الحياة السوية
للمرأة.
سيبقى الجسد شاهداً على محاولات تحطيمه،
النيل منه، تفتيته، وتدميره.. وإذ تمضي
السنوات، فإن ثمة الكثير مما يمكن أن يقال عن الخارجين من سجون
الاحتلال ومعتقلاته،
محقونين بالعلل، وقد زرع المحتل الاسرائيلي شوكة عطب في الجسد.
لم يتوقف الفيلم
طويلاً عند نقطة غاية في الأهمية، هي الأخرى، وإن كان قد مرّ عليها بدلالات
متعددة،
وهي مسألة عودة الأسير بعد إطلاق سراحه، ومحاولته في التكيف مع مجتمعه، مرة
أخرى
ومن جديد. لقد اعتاد المجتمع غيابه، وحصل ذاك الانقطاع القسري.
لا أحد منهما ينتظر
الآخر. بل إن المجتمع الذاهب في تحولاته ومتغيراته، لن ينتظر الأسير عند
نقطة
الافتراق. هذه المسألة بدت صاعقة بالنسبة للكثيرين ممن خرجوا بعد سنوات
طويلة من
السجن. كانوا يعتقدون أن المجتمع ما زال، منتظراً، حيث
افترقوا، وكما تركوه.. ولكن
سرعان ما اكتشفوا أن الزمن لم يتوقف، ولم ينتظرهم.. بل مضى إلى ما لا
يتوقعون.
وبشكل نافر عن سياق الفيلم، ربما، سيذهب الفيلم، قبيل نهايته، إلى
نموذج رابع، هو «تيري بلاطة» المرأة التي تعيش اليوم مع زوج يحمل هوية
الضفة
الغربية، وبالتالي فهو ممنوع من المكوث في بيته، إلا بتصريح
ولساعات محددة، ويمكن
لجند الاحتلال أن يدخلوا بيته، وانتزاعه من بين أولاده، وإخراجه من
المكان.
تيري، التي دخلت السجن لفترات مؤقتة ثلاث مرات، تعيش اليوم مع أسرتها
المقسمة بين هويتين؛ هوية الضفة الغربية لزوجها، وهوية القدس لها، في بيت
يترصده
الجدار، الذي يزمع تقسيم البيت إلى مكانين؛ شرق وغرب، وستكشف
تيري عن المحاولات
الحثيثة التي بذلت من أجل جعل الجدار يلتف قليلاً بمساره، ليترك لها بيتها،
ومجموعة
بيوت الجيران المتلاصقة، هنا في المكان.
ننظر إلى الفيلم، مرة بعد أخرى، لننتبه إلى أن اختيار المخرجة بثينة
كنعان
خوري افتتاح الفيلم بمشاهد من فيلم «جميلة بوحيرد»، وهو الفيلم الروائي
الطويل،
الشهير، الذي أخرجه يوسف شاهين، ببطولة الفنانة المصرية ماجدة الصباحي، لا
يتوقف
عند مجرد استعادة حضور وتجربة ورمزية هذه الفتاة الجزائرية
البطلة، باعتبارها أحد
العوامل التي دفعت الكثيرات من الفتيات العربيات والفلسطينيات للانخراط في
الثورة
الفلسطينية. بل ربما لأن المخرجة كانت تنوي منذ البدء الاستفاضة، عبر
فيلمها هذا،
في حديث المناضلات الأسيرات، وما تعرضن له بين أيدي الجلادين..
سيخصص الفيلم
قسطاً وافراً منه لأحاديث شخصياته ومحاولتهن في إلقاء الضوء على بعض ما
مررن به من
كوارث جسدية ونفسية، خلال فترات الاعتقال، والتحقيق، والتعذيب، ومن ثم
السجن
المديد، الذي بدا، في وقت ما، أنه بلا نهاية.. وأنه المستقر
الأخير لهن، طالما لم
يكن يلوح في الأفق أي إشارة لما يمكن أن يطلق سراحهن.
يعمد الفيلم، خلال الحديث
عن التجربة الموجعة في السجن، إلى استخدام مشاهد تمثيلية
ظليلية، تحاول الايحاء
بشيء مما لاقته شخصيات الفيلم من تعذيب لا يطيقه بشر. ستتحدث عائشة عودة
عما تعرضت
له من التعرية الجسدية، ومحاولة الاغتصاب بالعصي والهراوات، والعرض عارية
تماماً
على الأسرى والمعتقلين.. بينما تلجمنا رسمية عودة بسرد ما جرى
لها في السجون
الإسرائيلية. ليس فقط تعرضها للتعرية التامة، أو عرضها عارية على الأسرى،
بل إدخال
والدها لرؤيتها عارية، ومحاولات الإجبار على ممارسة الجنس.
يقوم فيلم «نساء في
صراع» على طابقين من البناء، ومن الحديث، والصورة. الطابق الأول: هو السرد
الذي
يتناول تاريخ الثورة، وأيامها الأولى، وانخراط الشباب الفلسطيني في الفعل
الكفاحي
مدفوعين بالعديد من العوامل والتجارب.. والطابق الثاني: هو
الصورة التي تكشف جوانب
من واقع اليوم، تحت الاحتلال: الحواجز، نقاط التفتيش، الأسلاك الشائكة..
الإذلال،
والإجبار على المشي في الحقول والوديان والجبال..
وما بين الطابقين يكشف الفيلم
عن التناقض الكارثي الذي آل إليه واقع الحال الفلسطيني، بعد
أربعين سنة من الكفاح
الثوري: امرأة اليوم تتحدث عن الإذلال الذي تتعرض له، بإجبارها علي المشي
في الحقول
والوديان والجبال، لزيارة أختها في المشفى.. بينما امرأة الأمس تتحدث عما
قامت به
من عمليات فدائية، ليس بزرع العبوات الناسفة، بل أيضاً بخوضها النضال
الطويل في
المعتقلات.
كأنما المخرجة بثينة كنعان خوري تريد أبعد من حكاية (عائشة عودة،
رسمية عودة، روضة البصير)، الفلسطينيات اللواتي خضن العمل العسكري المباشر،
ودفعن
الضريبة العالية.. بل لعلها تريد القول إن كل امرأة فلسطينية لها طريقتها
في
النضال.. من ذروة ما حققته عائشة ورسمية وروضة وتيري، إلى أدنى
تفصيل تمارسه امرأة
فلسطينية تلهث في الحقول والوديان والسهول والجبال.. لاعنة "سنسفيل"
الاحتلال
الإسرائيلي.
الجزيرة الوثائقية في
09/08/2010
أسطورة قادمة من قصص «الكوميكس»
«جونا هيكس».. الكاوبوي والحرب على الإرهاب
زياد عبدالله – دبي
كثيراً ما نعود إلى «صياد الجوائز» ونحن نراه يتجول في المستعمرات
الأميركية باحثاً عن المطلوبين لقاء مبلغ من المال سرعان ما يتحول إلى نمط
عيش ومصدر رزق، وكثيراً ما يحدث أن يتحول صياد الجوائز هذا إلى صيد بالنسبة
للآخرين حين يطالب به أحدهم ويضع له مبلغاً سخياً من المال يجعله في صراع
مزدوج بين حماية نفسه من أن يتحول هو إلى ضحية، ومواصلته في الوقت نفسه
إلقاء القبض على المطلوبين وتحصيل الأموال.
فيلم
Jonah Hex
(جونا هيكس) الذي يعرض حالياً في دور العرض المحلية سيحمل شيئاً مما تقدم
ونحن نتابع أحداثه التي نقاربها في مسعى لمشاهدة فيلم «ويسترن» بعد أن أصبح
هذا النمط من الأفلام شبه نادر ولعل آخر أفلام الويسترن التي شاهدناها فيلم
راسل كرو وكريستيان بيل «قطار 3:10 إلى يوما» وفيلم براد بيت «مقتل جيسي
جيمس على يد روبرت فورد الجبان»، والتي لن تتجاوز الفيلم الواحد في السنة،
مع كون «.. يوما» «ويسترن» أكثر من فيلم براد بيت بالمعنى التقليدي للكلمة.
لكن فيلم «جونا هيكس» لا يأخذ من «الويسترن» إلا إطاراً عاماً، وينسج
أسطورة بطله جونا هيكس (جوش برولين) من خلال بعض خصال «صياد الجوائز» بعد
أن نراه في البداية قد خاض حروب الاستقلال الأميركية وقتل مئات البشر.
جونا يستخدم مسدسه برمشة عين وما إلى هنالك من عتاد «الكاوبوي»
وبالتأكيد على صهوة حصانه الذي يكفي أن يصفر إليه حتى يأتي وينقذه، وهناك
في المقابل عدوه التاريخي كونتين ترنبول (جون مالكوفيتش) الذي سيمضي بصراعه
معه حتى النهاية، دون أن يفوتنا ضرورة حضور امرأة حسناء في حياة جونا وليجد
الفيلم ضالته في ليلى (ميغان فوكس) التي تكون مدججة بالإثارة.
كل ما تقدم حاضر بقوة ومسير للفيلم، والذي سرعان ما يتضح أنه يمضي
باتجاه أكثر خيالاً، وأنه أي الفيلم خارج من «الكوميكس» ومخرجه جيمي هيوارد
قادم من «الانيماشن» الذي سيطالعنا في البداية عند سرد حياة مستعيناً
بالرسوم التي تساند أسطورة جونا وترسم صورة حياته بعد إقدام كونيتين على
حرق زوجته وابنه أمام ناظريه ومن ثم يطبع على وجهه بالحديد المحمى تذكاراً
لئلا ينسى جونا كونتين في حياته.
مزيج «الأنيماشن» و«الويسترن» سيجعل من جونا قادراً على التحدث مع
الموتى واستنطاقهم والحصول على المعلومات منهم واستخدام نوع خاص من التعذيب
معهم، جونا يحمل مع سرج حصانه مدفعا رشاشا على كل جانب، ولا أحد بمقدوره أن
ينتصر عليه، ومسعاه للانتقام من كونتين سيطفو من جديد بعد معرفته بأن هذا
الأخير مازال على قيد الحياة وقد عاد إلى أفعاله الشريرة التي تجعله يستولي
على أسلحة خطيرة يريد من خلالها القضاء على الاتحاد الأميركي وتدمير واشنطن
والبيت الأبيض.
ستشعر في الفيلم بأنك في صدد مشاهدة شيء من «الحرب على الإرهاب» ،
بينما يتحول جونا -بطلب من رئيس أميركا - إلى منقذ الولايات المتحدة من
براثن عمل إرهابي سيقدم عليه كونتين على طريقة 11 سبتمبر لكن في واشنطن
وليس في نيويورك، لا بل إن كونتين سيقع على سلاح يسلبه من الجيش يكون
البذرة الأولى لأسلحة الدمار الشامل، والتي يجربها على السكان من خلال
إطلاق مجموعة من الكرات الحديدية متبوعة بإطلاق كرة مشعة فيحدث انفجاراً
هائلاً يقضي على مساحات شاسعة وكل من عليها.
يسعى فيلم «جونا هيكس» أخذ الأسطورة إلى أقصاها، وتحويل «الكوميكس»
إلى شخصية من لحم ودم أسوة ببات مان وسبايدر مان، لكن وفق قدرات خاصة جداً
ودون التخلي عن مزايا بطل «الكاوبوي» وفي مطمح ترفيهي منسجم مع عناصره
البصرية التي تكون بداية لافتة بحق، خصوصاً سرد حياة جونا الذي ينقذ على
أيدي الهنود الحمر ولنعرف أيضاً أن زوجته كانت هندية أيضاً وبالاستعانة بـ«الأنيماشن»
الذي لا يعاود الظهور أبداً، وما عدا ذلك فالمنــطق منطق «الكوميكس» وفي
تسيد على «الويسترن».
الإمارات اليوم في
09/08/2010
مشاهدون طالبوا بحذفه من مكتبة السينما المصرية
«مجنون أميرة».. أسوأ أعـمال الــدغيدي
علا الشيخ – دبي
قصة ضعيفة وغيرمنطقية وأداء ساذج، توصيفات اتفق عليها مشاهدو الفيلم
العربي «مجنون أميرة» للمخرجة ايناس الدغيدي، الذي يعرض حاليا في دور
السينما المحلية، رافضين ان يستمر صناع الافلام في الاستخفاف بعقل المتفرج
العربي، مؤكدين ان الدغيدي فقدت بوصلتها في تقديم شيء جديد ومختلف، «إلا
بالمشاهد الجنسية التي تتخصص فيها الدغيدي»، حسب مشاهدين، والفيلم من بطولة
السورية نورة رحال ومصطفى هريدي أوشمس، يدور حول شاب مصري فقير مجنون
بالاميرة الراحلة ديانا، فيتتبع اخبارها ويزين جدران غرفته بصورها الى ان
تظهر أمامه مصادفة فتاة دانماركية تشبه الاميرة الراحلة، فيصاب بالجنون
أكثر ويبدأ ملاحقتها، الى ان يتضح انها أميرة بالفعل، وينــقذها شخصياً من
محاولة اغتيال، تغرم على اثرها بالشاب الفقير وتقرر البـــقاء في مصر.
الفيلم الذي منحه مشاهدون علامة تراوحت بين صفر الى اربع درجات احتوى
على مشاهد جنسية سواء باللفظ او الإيحاء، ومشاهد لها علاقة بنقد الحجاب
ورجال الدين وغيرها من الموضوعات التي استاء منها المشاهدون، واعتبروه أسوأ
أعمال المخرجة المصرية ايناس الدغيدي.
أسوأ أفلام الموسم
حسن عيسى (30 عاماً)، قال ان الاختلاف بين عمل جيد وسيئ اختلاف منطقي،
«لكن ان يتجرأ المخرج، خصوصاً العربي، على ان يستخف بعقل المشاهد فهي
بالنسبة لي مسألة يرفضها الجميع»، موضحاً أن «الفيلم سخيف وساذج ولا يوجد
فيه أي نوع من الابداع، وهو لا يشبه ما قدمته الدغيدي أبداً، ولا أعرف ما
الرسالة المراد توصيلها من هذا الفيلم»، مانحاً إياه علامة صفر.
«أسوأ فيلم على الاطلاق»، هذا ما قالته بدور زايد (34 عاماً)، واضافت
«لم افهمه، ولم أفهم نوعه اذا كان كوميدياً او عاطفياً او بوليسياً، الذي
فهمته انه سيئ جداً، ولا يستحق ثمن التذكرة التي دفعت لمشاهدته، لذا أمنحه
صفراً».
ولم يكن رأي ناهد خليل (27 عاماً)، اقل حدة بل وبسبب فيلم الدغيدي
قررت الا تشاهد افلاما مصرية مرة أخرى، موضحة «الدغيدي معروفة بطرحها صورة
محتلفة وغير نمطية، لكن الذي شاهدته يخجل ان يصنعه مخرج مبتدئ»، رافضة
إعطاءه أي درجة.
الشعراوي
وعلى الرغم من ان مخرجة الفيلم إيناس الدغيدي اكدت في لقاءات اعلامية
متعددة انها لم تتعرض للشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي، وأنها قصدت جميع
الدعاة، الا ان نيرة أحمد (29 عاما)، أصرت على ان الدغيدي قصدت شخص
الشعراوي في فيلمها، «فمن المعروف ان الشيخ الراحل كانت تقصده فنانات لأخذ
المشورة، لكن الدغيدي سخفت دوره كثيراً ويجب عليها ان تبتعد عن الدين ونقده
في أفلامها»، مانحة الفيلم ثلاث درجات.
ووجد محمد مصطفى (40 عاماً) ان المشهد الذي أظهرت فيه مخرجة العمل رجل
دين مع شخصية الاميرة لا داعي لوجوده، الا ان الدغيدي حسب رأيه «تصر على أن
تنقد الدين بأي شكل حتى لو بمشهد واحد»، مؤكداً «الفيلم سيئ جدا وهو نهاية
الدغيدي على ما أعتقد»، ناصحاً اياها بأن «تستمر في عملها مذيعة وتنسى عالم
السينما»، مانحاً الفيلم صفراً.
وفي رأي مختلف في التفسير، ومشابه في تقييم العمل، قال حيدر عباسي (30
عاما) ان الدغيدي «لم تقصد الشيخ الشعراوي، هي قصدت رجال الدين بشكل عام
وعلاقاتهم الخفية بمجتمع المشاهير»، وأضاف «الاهم من كل هذا ان المشهد لا
داعي لوجوده أصلاً لأنه لم يضف او يلغ شيئاً»، مانحاً الفيلم درجة واحدة.
استغلال ديانا
ووجد مشاهدون ان الدغيدي شوهت أصورة الاميرة أديانا في الفيلم،
فأظهرتها أمحبة للجنس والخيانة، وهذا ما لم يعجب إسراء الياسري (23 عاما)،
التي قالت «الاميرة ديانا أكبر من الذي جسدته الدغيدي في الفيلم، فهي
انسانة معطاءة وعطوف على الفقراء والمحتاجين وليست مجرد امرأة خائنة ومحبة
للجنس»، مانحة الفيلم صفراً.
أورأت دانة محمد ان الدغيدي استغلت حب الناس للراحلة ديانا للترويج
لفيلمها، الذي لم يضم اسماء أبطال من الصف الاول حسب تعبيرها، فقد جاءت
بممثلين يؤدون أدوارا ثانوية بالعادة، لكن الدغيدي استغلت وقع اسم الراحلة
الاميرة ديانا على قلوب المشاهدين، وقال «أنا اصف الفيلم بالسيئ وأصف
الدغيدي باستغلال شخصيات محبوبة لتعيد الاضواء اليها بعد ان ابتعدت عن
السينما»، مانحة الفيلم ثلاث درجات.
هجوم على الحجاب
من جهة أخرى، أثار «مجنون أميرة» غضب مشاهدين ايضا بسبب ما تضمنه
المشهد الذي تتساءل فيه الاميرة عن سبب ارتداء طالبات المدارس الحجاب، وإذا
كن مجبرات ومقهورات أم لا، وعن هذا المشهد تحديداً قالت شيرين سمير (28
عاما) «لا أفهم لماذا تقحم الدغيدي نفسها في أمور دينية، وما لها وللحجاب
الذي هو فرض إسلامي على كل امرأة مسلمة بالغة»، وأضافت «الفيلم عبارة عن
هجوم على الاسلام وعلى مظاهر الإسلام وهو شيء مرفوض»، ولم تمنح الفيلم أي
علامة.
وهذا ايضا ما أثارحفيظة لؤي توفيق (26 عاما)، متسائلاً «من هي الدغيدي
لتنتقد شرع الله في فرض الحجاب ولماذا سمحت الرقابة بمرور هذا المشهد الذي
جرح أالكثيرين»، مؤكداً أنه «فيلم سخيف وجارح ويجب ان يمحى من مكتبة
الافلام المصرية»، مانحاً إياه صفراً.
أداء ضعيف
وتوقع مهدي اسماعيل (28 عاما)، ان يشاهد فيلما متماسكا ومفيدا كتاريخ
افلام الدغيدي بشكل عام، حسب تعبيره، وقال «صدمت أبتفاهة الاداء وسخافة
القصة»، مشيراً الى ان «الدغيدي لم تعد محط ثقة حتى للفنانين والدليل انها
استعانت بممثلين مغمورين»، مانحاً الفيلم درجة واحدة. بدوره قال سلطان
الدويري (20 عاما)، «فيلم ضعيف جدا، والكوميديا فيه مفتعلة، حتى المشاهد
العاطفية سيئة ولا داعي لوجودها»، مانحاً اياه درجة واحدة.أ
من جانبها استغربت بدرية أحمد (25 عاما) عدم وجود اسماء «لأبطال
مشهورين» في الفيلم، الا أنها لم تعد كذلك بعد مشاهدته، «فلا أعتقد ان اي
فنان له اسمه سيقبل أن يمثل فيه، لأنه سيئ جداً شكلاً ومضموناً، واداء
أالممثلين فيه بدائي وسطحي»، أرافضة اعطاء أي درجة.أ ووافقها الرأي تيسير
الميلاني (19 عاماً) الذي قال «أداء ضعيف واخراج بدائي وقصة سخيفة،
واستغلال لشخصيات سياسية ودينية لإنجاحه»، مانحاً إياه درجة واحدة.
أبطال العمل
إيناس الدغيدي
خريجة المعهد العالي للسينما في القاهرة عام .1975 أخرجت العديد من
الأفلام السينمائيةأ التي اثارت جدل الرأي العام المصري والعربي لجرأة
أفكارها السينمائية التي تقدمها في أفلامها، فقد صعدت سلم النجومية من
أوله، فعملت مساعدة اخراج للعديد من المخرجين الكبار أمثال يوسف شاهين
وبركات، ما ساعدها على تكوين خبرة كبيرة في هذا المجال. اخرجت فيلمها الأول
«عفواً أيها القانون» عام ،1985 ثم اتجهت الى تغيير موقع المرأة في المجتمع
لتجعل منها نداً للرجل على خريطة المجتمع وليس تابعة له، تبنت طرح مشكلات
المرأة ومعاناتها بل حاولت في افلامها ان تثبت ان المرأة ليست مجرد جسد
لإمتاع الرجل ولكنها عقل وروح وفكر وان تعتز المرأة بهامش الحرية الذي
تتمتع به بمعناه الشامل والبحث عن الحريات المفقودة على الصعيدين الاجتماعي
والسياسي، ومحاولة حل المشكلات الرئيسة التي تحد من طموحات المرأة
ومشروعاتها التي تزيد من حالة الحصر والقمع المفروض على المرأة. وتعاقدت
أخيرا مع قناة «روتانا سينما» لتقديم احد البرامج الفنية بديلة للإعلامية
هالة سرحان.
نورا رحال
مطربة ولدت في دمشق لأب لبناني وأم سوريّة. عاشت هناك ثم انتقلت إلى
لبنان في بدايتها الفنية، درست الأدب الفرنسي، متزوجة بمليونير يوناني
ولديها منه طفلان. بدأت نورا رحال التمثيل في عدد من المسلسلات السورية
منها مسلسل «هوى بحري» وشاركت الغناء في شارة هوى بحري مع ميشيل الأشقر،
وشاركت في العديد من الحفلات والمهرجانات في سوريا وخارج سوريا.
مصطفى هريدي
التحق بكلية الحقوق عام 1995 ليكون له مستقبل في المحاماة، الا انه لم
يدر ان الفن سيحمل له أدواراً عديدة وفرصاً لم تتوافر لغيره من الممثلين،
وكان اول من اكتشفه المطرب هشام عباس في الكليب الخاص بأغنيته «امي
الحبيبة» الذي وعد مصطفى بضمه معه في أول فيلم سينمائي يقدمه بعد تلك
الاغنية.
وبالفعل جاء «التجربة الدنماركية» كأول فيلم سينمائي يشارك فيه ليلعب
الحظ معه في أن يشارك في فيلم لعادل إمام ثم فيلم «السفارة في العمارة»
ليكون الفيلم الثاني الذي يظهر فيه وبالتالي يبدأ طريق الشهرة ويعرفه
الجمهور، أما المرة الثالثة فكانت فيلم «مرجان احمد مرجان» الذي زاد من
شهرة مصطفى هريدي.
هياتم
راقصة عملت فى السينما والمسرح مولودة فى الاسكندرية، اسمها سهير حسن،
بدأت بأدوار صغيرة وعملت في الافلام من دون رقص واعتمدت كممثلة فقط، أنتجت
احدى المسرحيات عام 1997 بعنوان «يا انا يا انت». من المسرحيات التى عملت
بها «افرض»، «هات فرخة»، «بداية ونهاية»، «مهرجان الحرامية»، «الصعايدة
وصلوا»، «انا وهي ومراتي»، ومن المسلسلات «زمن عماد الدين».
شمس
اسمها الحقيقيأ صابرين نبيل العسكري، ولدت في الإسكندرية، درست
بالمعهد العالي للسكرتارية. دخلت الفن من خلال الاعلانات، كانت بدايتها في
مسرحية «قصة الحي الغربي»، ثم في مسلسلات «وهزمتني امرأة»، و«سوق العصر»،
و«للعدالة وجوة كثيرة»، و«أين قلبي»، و«الجميلة والوحشين»، و«محاكمة
الليالي»، و«العاصفة».
اعتراف
اعترفت المخرجة إيناس الدغيدي المثيرة للجدل بفشل فيلمها الجديد
«مجنون أميرة»، وبررت تراجع إيرادات الفيلم برفض الناس الذهاب إلى السينما،
بسبب رعب «أنفلونزا الخنازير» في مصر، وقالت «أصبت بإحباط شديد لأن
الإيرادات كانت سيئة جدا، وأزعم أنه لا يوجد فيلم أخرجته في حياتي حدث له
مثلما حدث لـ«مجنون أميرة»، وهذا ضايقني جداً، لأني اعتدت أن تحقق أفلامي
أعلى الإيرادات».
حول الفيلم
استنكرت المخرجة إيناس الدغيدي قرار لجنة رقابة أفلام السينما في
وزارة الإعلام الكويتية منع آخر أفلامها «مجنون أميرة» من العرض في دور
السينما، بسبب ما وصفته اللجنة بأنها «محاذير رقابية تتعلق بأن معظم مشاهده
جنسية، وينطوي على دعاوى صريحة للإباحية».
فيما جاء رد فعل بطل العمل مصطفى هريديأ بعيداً عن مشاعر الدهشة، وقال
إن هذا القرار ليس بمستغرب على الجهات الرقابية في الكويت، فقد سبق أن رفضت
عرض مسرحية «بودي جارد» للزعيم عادل إمام، للسبب نفسه، ودافع هريدي عن أول
بطولة مطلقة له قائلاً: «مجنون أميرة» لا يتضمن أي مشاهد جنسية على
الإطلاق، ولا يدعو للإباحية، باستثناء مشهد وحيد به قبلة يتيمة تم أداؤها
بصورة كوميدية، وبالتالي فهو خال من الإثارة الجنسية. وأضاف أن مثل هذا
الكلام أثير حول الفيلم قبل عرضه، ولكن عندما طرح في دور العرض سكتت كل
الألسنة، لأنه لم يحتو على مشاهد ساخنة كما كانوا يظنون، مشيراً إلى أن
الفيلم يناسب جميع الجماهير العربية، وأنه لاقى نجاحاً كبيراً عند عرضه في
مصر، وتستطيع الأسرة في مصر أو أي من الدول العربية الالتفاف حوله دون أي
حرج.
قالوا عن الفيلم
·
هذا الفيلم استخفاف بعقل المتلقي
العربي.
الناقد مراد مصطفى من موقع السينما
·
فيلم فاشل بكل المقاييس،
والكوميديا فيه محزنة.
فادي معماري من أون لاين سينما
·
أستغرب أن يكون هذا الفيلم من
رؤية إيناس الدغيدي التي تميزت باختلاف رؤيتها الإخراجية.
الناقد طارق الشناوي
·
أسوأ أفلام إيناس الدغيدي على
الإطلاق، ولا أعلم في ماذا كانت تفكر حين أخرجته.
الناقدة هدى يس من أون لاين سينما
الإمارات اليوم في
09/08/2010 |