السينما هى أقرب نموذج لشكل الحلم، والفيلم هو «المستوى» الذى تذهب
إليه بإرادتك لترى فيه عالماً جديداً بعيداً عن واقعك، غالباً ما يكون
أفضل، تعدل من خلاله حياتك، وتشحن بمشاهده عقلك الباطن، وربما تخزن منه
أفكاراً أو صوراً أو جملاً حوارية تستخدمها لاحقاً فى حل مشكلة ما، أو تخرج
بها من مأزق، أو تقابل فيه شخصاً فقدته فى الحياة، أو تزور معه مكاناً لم
تذهب إليه، أو تحسن به طريقة تفكيرك واختياراتك فى المستقبل، سواء عن قصد
أو دون أن تدرى.
فيلم «بداية» هو النموذج الاستثنائى لهذه
السينما، فهو «حلم» متعدد المستويات، أو «حلم داخل حلم داخل حلم»،
و«مهندسه المعمارى» هو العبقرى الإنجليزى «كريستوفر نولان»، مؤلفه
ومخرجه، الذى تولى مهمة تصميم حلم سينمائى شديد الإتقان والخيال
والفانتازيا والإثارة والواقعية والذهنية والغموض بخطوط إنسانية واضحة
تتدرج من الدفء والإخلاص وحتى الانتهازية والشعور بالذنب، ليفتح للمشاهد
فضاءات من المتعة، وسماوات تطير فيها الأسئلة كأسراب طيور لا تنتهى، تعيد
تفكيرنا وإدراكنا، وتجعلنا نبحث عن إجابات تتعلق بوجودنا، ووعينا،
وعلاقاتنا، وإنجازاتنا، وهزائمنا، وأفراحنا، وأماكننا الحقيقية، ولنخرج من
دار العرض بسؤال بحجم صناعة السينما: «هل نعيش فى حلم؟».
السيناريو .. ٨ سنوات كتابة وتعديلات.. ونسخة «مشفرة» حتى لا
تسرق الفكرة
فى عام ٢٠٠٠، كتب «كريستوفر نولان» مسودة سيناريو فى ٨٠ ورقة عن سارقى
الأحلام، وقدمها إلى شركة «وارنر بروس» فى ٢٠٠١، لكنه تراجع عن تنفيذها
لأنه شعر بأنه يحتاج إلى خبرة أكبر لتنفيذها. ومنذ ذلك الوقت، كان يضيف
ويعدل فيها طوال ٨ سنوات كاملة، إلى أن قرر كتابة نسخة نهائية منها استغرقت
٦ أشهر كاملة، بعدها قدمها إلى شركة «وارنر» التى اشترتها فى فبراير ٢٠٠٩.
يقول «نولان»: (أثناء كتابة فيلم «تذكر» عام ٢٠٠٠، جاءتنى فكرة فيلم
«بداية»، فكنت أريد اختبار خبراتى فى الأحلام ومحاولة تحليلها، واكتشاف
كيفية عملها وتغييرها والتحكم فيها. وبعد أن انتهيت من تصوير فيلم «أرق»
عام ٢٠٠٢، كانت لدى قصة الفيلم، لكننى لم أكن اكتشفت الجوهر الإنسانى فيها،
ولتحقيق ذلك، عملت عليها طوال هذه السنوات، وأعتقد أن مشاعرى كبرت مع هذا
السيناريو، ففى البداية كانت لدى قصة لفيلم بطله فرقة، وكانت لدى علاقة
المهندس المعمارى بالأحلام واستخدامه لتصميم حلم لشخص آخر، لكننى احتجت كل
هذه السنوات لأجعل الفكرة إنسانية، وذلك لأن معظم أفلام الفرقة لا توجد
فيها مشاعر، وكل ما تمسكت به طوال مدة كتابة السيناريو أنه لا جدوى من
الحديث عن الأحلام وكل ما يتعلق بالعقل البشرى دون وجود مشاعر إنسانية خاصة
من خلال قصة حب، والشعور بالدراما الخاصة بها».
«نولان» لم يجر أى أبحاث لكتابة قصة الفيلم، بل لم يقرأ مراجع أو
كتباً علمية عن موضوع الأحلام والتحكم فيها «البحث هدفه تأكيد ما تفعله،
وإذا تعارضت نتائجه مع ما تفعله، تكمل عملك أياً كانت نتيجته وتهمل ما قمت
به من بحث، وإذا أردت أن تصل إلى الناس، فيجب أن تكون موضوعياً قدر
المستطاع، وأن تكتب شيئاً جديداً، والحقيقة، أن معظم هذا الفيلم من خبراتى
الشخصية».
حاول «نولان» كتابة سيناريو الفيلم بحيث تكون تكلفة إنتاجه قليلة، فهو
كان يرى أنه غير قادر على تأمين ميزانية ضخمة للفيلم «لم أكن مستعداً
لتنفيذ هذا الفيلم الضخم قبل المرور بتجربتين كبيرتين مثل «الرجل الوطواط
يبدأ» و«الفارس الأسود»، فهذا السيناريو يتحدث عن عقل الإنسان وأحلامه التى
بلاحدود، وكان يجب أن يكون إنتاجه ضخماً حتى يشعر المشاهد أنه يمكنه الذهاب
إلى أى مكان، ومقابلة أى شخص فى أى وقت بعد الانتهاء من مشاهدة الفيلم».
كتب «نولان» نسخة من السيناريو فى شكل «مشفر» لا يفهمه أى شخص سواه،
واحتفظ بها، وذلك للحفاظ على الفكرة وسريتها حتى لو وقعت فى يد أى شخص،
وتحدث مع أبطال الفيلم لمدة طويلة قبل أن يقرأوا السيناريو حتى لا تتسرب
أحداثه، بل كان حريصاً على إرسال نسخ السيناريو إليهم وتسليمها لهم يداً
بيد، ولم يرسلها عن طريق أى وسيلة أخرى حتى لا تسرق الفكرة، واشترط عليهم
عدم التحدث عن الفيلم لأى شخص، وبأى طريقة، واتفق معهم على قول جملة واحدة
عنه: «فيلم بطله فرقة ينتمى إلى الخيال العلمى والفانتازيا».
«الحلم
الشفاف» معروف فى علم النفس.. ويمكن لأى شخص أن يحلم
بما يريد
كل من شاهد فيلم «البداية» تعامل مع أحداثه على أنها «خيال علمى» أو «فانتازيا»،
لكن الحقيقة أن قصة الفيلم أقرب إلى الواقع منها إلى الخيال، فهى تعتمد على
فكرة معروفة فى علم النفس باسم «الحلم الشفاف» أو «Lucid
dream»، والمفاجأة أن أى شخص يمكنه تنفيذها بطريقة علمية معروفة تسمى
«الإيحاء الذاتى».
الدكتور «ليج باريت»، أستاذ علم النفس فى كلية الطب فى هارفارد، وكاتب
المقالات فى مجلة «علم الأحلام الجديد»، قال: «لو قلت لنفسك: فى حلم
الليلة، أريد أن أدرك أنى أحلم، أو أريد أن أحلم بزوجتى المتوفاة، أو أريد
أن أحل المشكلة الفلانية أو أريد أن أقابل فلاناً أو أزور المكان الفلانى،
فهذه هى الطريقة المثالية لتنفيذ الحلم الشفاف».
منذ قرون، عرف الإنسان كيفية التحكم فى حلم شخص، فالبوذيون فى منطقة
التبت تمرنوا على ذلك منذ ١٠٠٠ عام، ولاعبو اليوجا أيضا، والغريب أن
«كريستوفر نولان»، مؤلف ومخرج الفيلم، كان يتدرب على ذلك عندما كان صغيراً:
«كنت أريد أن أفعل ذلك منذ وقت طويل، هو شىء أمارسه منذ كان عمرى ١٦
عاماً».
معرفة ما يحلم به شخص أمر ممكن، ففى علم الأعصاب الإدراكى يستطيع
الباحثون عمل «مسح ثلاثى الأبعاد للمخ» لشخص يحلم، بل ويظهر عمل مناطق
اللاوعى عنده وكيفية تطورها، فطاقة الصورة فى مخ الإنسان تنمو باستمرار،
وقد تمكن الباحثون من تصدير مخ يعمل صاحبه فى حل الرياضيات، وآخر لشخص يجيد
التحدث بعدة لغات.
الدكتور «ماثيو إدلوند»، مؤلف كتاب «قوة الراحة» قال: «منذ مئات
السنين، كان بعض رجال الدين المثقفين قادرين على الدخول فى أحلام الناس،
وأشهرهم «شامان» الذى كان يستطيع الدخول فى أحلام المرضى ومساعدتهم، فالحلم
يعتبر إعادة لتشكيل العقل، والحالم يأخذ من ذكرياته القديمة، ويخلطها مع ما
حدث معه فى آخر ٢٤ ساعة، لتنتج أفكاراً جديدة، ويمكن القول إن العقل تتم
إعادة بنائه أثناء الحلم».
يقترح دكتور «ليج باريت» عدة خطوات علمية ومدروسة يمكن باتباعها
استخدام الحلم فى حل المشكلات وزيادة الإبداع، وتسمى هذه الطريقة
«الحضانة»، وخطواتها كالتالى:
١- اكتب المشكلة مختصرة فى ورقة وضعها بجوار السرير.
٢- اقرأها مرات عديدة قبل النوم.
٣- فى السرير وقبل النوم مباشرة، حاول تخيل المشكلة وتجسيدها فى أشكال
محددة.
٤- قل لنفسك إنك تريد أن تحلم بها.
٥- تأكد من وجود ورقة وقلم بجوارك.
٦- عندما تستيقظ، لا تنهض من السرير بسرعة، بل استرخى وحاول ملاحظة أى
أثر للحلم الذى أردته واستدعى تفاصيله، واكتب كل ذلك فى ورقة.
«باريت» لا يستبعد التوصل إلى طريقة للتحكم فيما يحدث فى الحلم
والتلاعب فيه وتعديله، لكنه يؤكد أن فكرة مشاركة مجموعة من الأشخاص فى حلم
واحد مازالت غامضة، ومازالت لا تتعدى مجرد روايات من أشخاص ليس لها دليل
علمى.
الموسيقى .. مستوحاة من «لست نادمة»
«كيف تجعل المشاهد يشعر بأنه انتقل بين ٥ مستويات
زمنية؟».. هذا السؤال كان التحدى الذى خاضه المؤلف الموسيقى «هانز زيمر»
لتأليف موسيقى الفيلم. اعتمد «زيمر» فى التأليف على التكنولوجيا، فقد وصف
الموسيقى بأنها تقريباً إلكترونية، لكن هذا ليس معناه أنه استبدل أصوات
الآلات الطبيعية بالأجهزة، فقبل البدء فى العمل، قرأ كتاب «ضفيرة ذهبية
خالدة» تأليف «دوجلاس هوفستادر»، الذى يتناول فكرة المرح فى الرياضيات
والموسيقى، ويتضمن حوارات تخيلية نفسية تكشف كيف يعمل العقل واللاوعى أيضا.
«زيمر» مهتم بعزف «جونى مار» عازف الجيتار الرئيسى
فى فريق «آل سميث»، فقد استأذن «كريستوفر نولان» فى الاستعانة به، ووافق
نولان، وبالفعل عزف «مار» خط الجيتار فى موسيقى الفيلم واستغرق ٤ أيام، كان
يعمل خلالها ١٢ ساعة يومياً، وكان يعزف على جيتار به ١٢ وتراً.
فى سيناريو الفيلم، كتب «نولان» الاستعانة بأغنية «لست نادمة»
للفرنسية الأسطورة «إديث بياف»، لكنه بعد أن اتفق مع «ماريان كوتيار» على
تجسيد دور ««مول» فى الفيلم، استبعد الأغنية لأن «ماريان» جسدت دور «بياف»
فى فيلم «الحياة وردية» عام ٢٠٠٧، ولإعجاب «زيمر» بالأغنية، طلب من «نولان»
التراجع عن استبعادها، واستجاب «نولان»، فأخذ «زيمر» النغمات الأساسية من
الأغنية، وأعاد تنفيذها بطريقة أخرى، وأضاف إليها لتكون «التيمة» الرئيسية
لموسيقى الفيلم، وقال «زيمر»: «أحب التكنولوجيا، وكان ممتعاً بالنسبة لى أن
أستعيد نغمات من الأرشيف الفرنسى وأصنع منهما الموسيقى الرئيسية لفيلم بهذا
الحجم من الإثارة والمتعة والسرعة».
التصوير .. ٦ دول و٥٠٠ مؤثر ومجسم ضخم لممر الفندق يدور ٣٦٠
درجة.. وحتى شوارع باريس «انثنت»
فى ١١ فبراير ٢٠٠٩، أعلنت شركة «وارنر بروس» عن شراء سيناريو فيلم
«بداية»، وبدأ التصوير فى ١٩ يونيو ٢٠٠٩، وانتهى فى أواخر نوفمبر من العام
نفسه، وتنقل فريق العمل خلال هذه المدة بين ٦ دول هى اليابان وإنجلترا
وفرنسا والمغرب والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وقد ظل «نولان» طوال
مدة التصوير مرتدياً فى رقبته جهازاً يحسب مدة تنفيذ كل مشهد.
بدأ «كريستوفر نولان» جدول تصويره بمدينة طوكيو اليابانية لتصوير مشهد
واحد فقط هو مشهد طائرة الهليكوبتر الذى يطلب فيه «ساتو» من «كوب» أن ينفذ
مهمة زرع فكرة فى عقل «فيشر».
بعدها، انتقل فريق العمل إلى «كاردنجتون» شمال لندن، وفى ورشة ضخمة
لتعديل المناطيد، بنى «جى فيستر» مجسماً ضخماً لممر فندق قابل للدوران ٣٦٠
درجة ليعطى تأثيرات تغيير الجاذبية الأرضية فى مشاهد القتال فى ممر الفندق
بين «أرثر» وآخرين. ووفق خطة التصوير، كان من المفترض أن يكون طول المدخل
١٢ متراً، لكنهم اكتشفوا أن هذا الطول لن يكون عملياً فى التصوير، فجعلوا
طوله ٣٠ متراً، وعلقوه داخل ٨ حلقات معدنية ضخمة المسافات بينها متساوية،
واستخدموا موتورين كهربيين ضخمين ليدور دورة كاملة، واحتاج الممثل «جوزيف
بوردون ليفيت» الذى جسد دور «أرثر» أسابيع للتدرب على القتال داخل الممر
وهو يلف،
وقال جوردون: «كنت أتدرب لمدة ٦ أيام فى الأسبوع، وكنت أعود فى آخر
اليوم إلى منزلى كأنى خارج من معركة حقيقية نلت فيها كمية كبيرة من الضرب،
فأجهزة الإضاءة فى السقف، فجأة تصبح تحت قدمى بسبب دوران الممر، وكان يجب
أن أختار اللحظة المناسبة لأمر من خلالها، لأنى لو أخطأت سأقع على الأرض».
بعد ذلك، صور «نولان» مشاهد فى مكتبة جامعة لندن بعد أن غير لافتاتها
إلى اللغة الفرنسية وهى مشاهد «كوب» و«إريان» التى يشرح فيها دورها فى
تصميم الأحلام.
انتقل فريق العمل إلى باريس لتصوير المشهد الرئيسى بين «كوب» و«إريان»
فى كافيه صغير، وقد رفضت السلطات الفرنسية استخدام «نولان» متفجرات حقيقية
لتنفيذ المشهد، فاستخدم النيتروجين المضغوط لإحداث تأثير سلسلة الانفجارات
التى ظهرت، واستخدم مدير التصوير «والى فيستر» ٦ كاميرات عالية السرعة
لتصوير سلسلة الانفجارات من زوايا مختلفة، ثم عمل قسم المؤثرات البصرية على
المشهد، وأضاف إليه تدميراً أكبر وحطاماً متطايراً.
فى طنجرة فى مدينة تطوان، صور فريق العمل مشاهد «مومباسا» التى يذهب
إليها «كوب» لتجنيد «يوسف» و«إيمز»، وتم تصوير المطاردة فى الشوارع والزقاق
الرئيسى للسوق التاريخية الكبيرة، واستخدم فيها «والى فيستر» خليطاً من
كاميرات محمولة وستيدى كاميرا، كما تم تصوير مشهد الشغب والتمرد فى طنجرة.
فى استوديوهات شركة «وارنر بروس» فى كاليفورنيا، بنى «نولان» ديكورات
لتصوير مشاهد عديدة منها مشهد حجرة «ساتون» وغرفة العشاء بديكورات يابانية
ولمسات غربية كما استعان «نولان» بعدد كبير من السيارات لتصوير مشهد
المطاردة الذى نفذه فى شوارع لوس أنجلوس، وقد تم تصنيع نسخة طبق الأصل من
جرار قطار باستخدام قوالب من الألياف الزجاجية أخذت من قطار قديم، وتمت
إعادة تشكيلها ودهانها لتصوير المشهد، وكان من المفترض أن يصور المشهد وسط
هطول الأمطار، لكن طقس لوس أنجلوس ظل مشمساً، فاضطر «نولان» إلى استخدام
أجهزة تدفع المياه من فوق أسطح المبانى لإعطاء تأثير الطقس السيئ، أما مشهد
سقوط السيارة فى الماء، فقد تم تصويره على كوبرى «كومسودور شيلر هايم»
واستغرق ١٥ يوماً غير متصلة، فى حين استغرق التصوير داخل السيارة بعد
سقوطها فى الماء يوماً كاملاً.
فى نوفمبر ٢٠٠٩، انتقل فريق العمل إلى كاليارى، ألبرتا فى كندا، وتم
تصوير مشاهد قلعة الثلج فى منتجع مغلق للتزحلق على الجليد اسمه «منتجع جبال
القلعة»، وتم بناء ديكور للقلعة فوق قمة جبل استغرق ٣ أشهر، واضطر صناع
الفيلم إلى انتظار عاصفة ثلجية، ولحسن حظهم، أرسلت لهم الطبيعة عاصفة ضخمة.
فى مقاطع الأحلام، استخدم «نولان» أقل عدد ممكن من المؤثرات البصرية،
فهو يلجأ إليها فقط لتنفيذ شىء تعجز الكاميرا عن تنفيذه رغم إعترافه
بأهميتها، فمشهد تفجير قلعة الثلوج، طوره «بول فرانكلين» رئيس فريق
المؤثرات البصرية، بمؤثرات نفذها على مجسم مصغر من القلعة، وفى مشاهد
القتال فى ممر الفندق، واجه «فرانكلين» تحدياً كبيراً ليجعل عناصر الصورة
تنثنى بشكل واقعى،
أما أكبر تحد لفريق الخدع فكان تصميم مدينة لتنفيذ مشاهد، مستوى
«ليمبو» وترجمته «عمق النسيان»، فقد طلب «فرانكلين» من مجموعة من الرسامين
عمل الشكل الرئيسى للمدينة، وبعد أن حصل على رؤية «نولان» الكاملة للمكان
وكانت تتلخص فى «مكان ثلجى بمعمار حديث واضح، به قطع تشبه جبال الجليد»،
توصل «فرانكلين» مع فريقه إلى شكل أقرب إلى «جوثام سيتى» لكن يجرى الماء
بين شوارعها، وصمم الفريق نموذجاً لجبل جليد، ثم صمموا «برنامجاً» لإضافة
باقى العناصر منها الشوارع وتقاطعات الطرق والوديان حتى اكتمل المكان وأخذ
شكل المدينة.
فى مشهد انثناء شوارع باريس المدهش، طلب «فرانكلين» من فريقه رسم
مسودات للمشهد، وبعد العمل عليها، وصل إلى الفكرة المطلوبة، ثم حولها إلى
«تحريك» يشرح ما يحدث فى المشهد فى الفيلم، وعندما صور «نولان» المشهد فى
باريس الذى يضم «كوب» و«إريان» كان تصوره له بناء على ما وصل إليه فريق
«فرانكلين».
استخدم «نولان» فى الفيلم ٥٠٠ مؤثر بصرى فقط، وهو رقم قليل جداً
مقارنة بالمؤثرات التى تستخدم فى هذه النوعية من الأفلام التى تتراوح بين
١٥٠٠ و٢٠٠٠ مؤثر.
بطاقة الفيلم
الاسم الأصلى:
Inception
الاسم التجارى: «البداية»
الإخراج: كريستوفر نولان.
السيناريو: كريستوفر نولان.
الإنتاج: شركة «وارنر بروس».
التكلفة: ١٦٠ مليون دولار.
الدعاية: ١٠٠ مليون دولار.
التمثيل: ليوناردو ديكابريو- إيلين بيج- توم هاردى- كين واتانابى-
ديليب رو- سيليان مورفى- ماريون كوتيار.
المدة: ١٤٨ دقيقة.
الموسيقى: هانز زيمر.
المونتاج: لى سميث.
الإيرادات: ١٩٣ مليون دولار فى ٣ أسابيع فى الولايات المتحدة
الأمريكية.
المصري اليوم في
06/08/2010 |