المفاجأة التي أسعدتني هذا الأسبوع اكتشاف هذه المنزلة التي وصل اليها
الممثل المصري عمرو واكد في الفيلم الإيطالي "الأب والغريب" للمخرج ريكي
تونيازي "مواليد 1955"..
تفوق عمرو في هذا الفيلم علي نظيره الإيطالي الساندرو جاسمان "مواليد
1965" ابن الممثل الايطالي الشهير فيتوريو جاسمان وكان حضوره من خلال
الشخصية الرئيسية التي يؤديها نقطة جذب لا تقاوم بالنسبة لي كناقدة مصرية
تقدر دور الممثل لو تجاوز الأداء التمثيلي الجيد الي المضمون الإنساني
الجيد أيضا والرسالة "العالمية" التي يمكن ان تترك أثراً ايجابيا علي أي
إنسان في اي مكان علي كوكب الأرض.
يؤدي عمرو واكد دور شخصية سورية تحمل اسم وليد يعيش في روما ولديه طفل
معوق. وضعته أمه بعاهة لن تبقيه علي قيد الحياة طويلاً. ومن هول الصدمة
ماتت الأم بعد فترة قليلة وتركته لهذا الأب الوحيد الذي يختزن في اعماقه
أطناناً من الألم لا يعينه علي تحمله سوي ثقافته العربية الإسلامية التي
تجعله يتحمل المحنة بشجاعة وتسليم مع فيض غامر من الحنان يحيط به الطفل
المعوق الذي أسماه "يوسف".
وليد يمتلك إمكانيات ملياردير. فهو كما نفهم لاحقا يعمل كسمسار يسهم
بدور كبير ومهم في إنجاز "وساطات" بين عملاء دوليين كبار ومن ثم فإنه يخضع
للمراقبة من مؤسسة أمنية. وهذه "المنطقة" في حياته تظل غامضة يحيط بها
الظلال نوعا ما ولكنه كإنسان عربي في دولة أوروبية غربية ليس متورطا في
جرائم إرهابية. أو ضالعا في جرائم خسيسة ضد البشرية تكرس الصورة النمطية
التقليدية الشائعة للعربي المسلم وذلك علي عكس ما توقعت تماماً وأنا أتابع
الفيلم..
في البداية يمكن ان تتحفز بدوافع الخوف من تورط ممثل مصري يسعي
"للعالمية" بالوقوع في هذا الفخ المنصوب وبالذات في فترة يصل فيها الصراع
بين الشرق والغرب. وبين العرب والمسلمين وبين أمريكا والدول الغربية الي
ذروته. الأمر الذي نراه ينعكس احياناً علي الانتاج السينمائي بصورة أو
أخري..
علي أي حال الفيلم لا يتحدث عن "صراع" وإنما عن "صداقة" شديدة
الخصوصية بين "وليد" السوري وبين "دييجو" "إلساندرو جاسمان" الموظف
الايطالي في وزارة العدل في روما.. وخصوصية هذه الصداقة تنبع من المحنة
المشتركة التي يعاني منها الاثنان فكل منها لديه ابن معوق ويحتاج الي زيارة
يومية الي مركز طبي للمعوقين..
وفي لقاء عابر أو لعله مدبر يجمع بين الاثنين في حديقة المركز الطبي
أثناء فترة الانتظار يتعرف وليد علي دييجو الذي جاء مضطراً في هذا اليوم
بدلا من زوجته التي اعتادت ان تقوم وحدها بهذه المهمة الصعبة.. فمنذ ولادة
الابن "جياكومو" والأب يرفض هذا الطفل المعوق ويخشي الاقتراب منه. فهو يعيش
منذ ميلاده حالة ليست عادية تنعكس علي حياته الزوجية وعلي علاقته الحميمة
مع زوجته "ليزا" ومع الطفل المعوق نفسه الذي قلب حياة الأسرة.
في هذا اللقاء تبدأ صفحة جديدة تماماً في حياة الأب الإيطالي.. ويكتسب
منها منظوراً فلسفيا لمعني "المحنة". وللحب الأبوي الفياض الذي يغمر به
وليد ابنه "يوسف" وهو يعلم انه سوف يموت بعد شهرين ولكنه لا يبوح بذلك إلا
من خلال نوبات من البكاء..
وتفتح الصداقة التي تتوطد بقوة مع الأيام بابا واسعاً لعالم لم يكن
الموظف البيروقراطي الإيطالي يدري به فقد تعرف من خلاله علي "أروقة" غريبة
في مدينة روما نفسها لم يكن يعرفها يتجمع فيها المهاجرون العرب.. ويتعرف
علي ثقافة حسية غامرة بالأحاسيس بعد زيارته الي نادي "أرابيسك" حيث تؤدي
الراقصة ياسمين نمرتها من الرقص الشرقي الذي يشارك فيها "دييجو".. والتي
ينعكس أثرها الطيب علي علاقته مع زوجته التي كانت قد وصلت الي درجة
التجمد.. فمن المرات القلائل التي تناول فيها مخرج غربي لغة الجسد للراقصة
الشرقية بفهم بعيد عن الابتذال السوقي ويقدم هذه "النمرة" الراقصة من خلال
تصميم حركي راقص شفاف لا يخدش ولا يسييء. يشارك فيها "وليد" مع صديقه
الإيطالي.. انه عالم غريب وغامض يديره "مشيل" وهو مصري من أصل أرمني يؤدي
دوره الممثل محمد زواوي..
إلي دمشق
وفي رحلة مفاجئة وغير متوقعة يصحب "وليد" بطائرته الخاصة صديقه دييجو
الي بلده سوريا. ويرافقه الي قطعة الأرض التي اشتراها في وادي تحيط به
الجبال. وقد اشتراها لكي يقيم عليها منزلاً لابنه.. ويطلب منه أن يكون أبا
ثانيا لولده يوسف. وهو من جانبه سيكون أبا لابنه "جياكومو" فمثل هؤلاء
الابناء المعوقين لا يكفي ان يكون لهم "أب" واحد.. ويحكي وليد لصديقه عن
أجداده وقيمة الساعة الشمسية الحجرية في حياتهم. لأن الوقت هو أثمن ما
يمتلكه الإنسان..
في نهاية الفيلم نعرف ان هذه الأرض التي اشترها وليد تضم رفات يوسف
الذي بني له مقبرة عليها. وانها بموجب الاتفاق تعتبر ملكاً لأخيه الايطالي
ابن دييجو. انه المكان الذي يمكن ان يري منه الإنسان أجمل واعظم غروب للشمس
في العالم كله وان ثمة ساعة شمسية قيمة جميلة يهديها وليد إلي المركز الطبي
الذي يعالج فيه المعوقين في روما .. وهي لفتة طيبة جداً وإنسانية بشهادة
الطبيبة الايطالية في المركز.
وفي نهاية الفيلم ايضاً وقد أصبح للصديق الايطالي ولداً ثانياً أنجبه
بعد ان تحسنت العلاقة مع زوجته وأسماه "يوسف" .. يضم "دييجو" الإيطالي
طفليه المعوق والآخر الرضيع وهو يقول بينما يواجه الكاميرا انه تعلم قيمة
ومعني العلاقة بين الأب والابن من صديق حياته "وليد" انها الرسالة
الإنسانية الراقية التي حفظها ووعاها رجل ايطالي عادي عبر صداقة حميمة مع
إنسان عربي يحمل ثقافة وتقاليد وحكمة وفلسفة حياة ضاربة الجذور منذ الأجداد
الأوائل.
إثارة وغموض
يضم الفيلم من الممثلين العرب إلي جانب عمرو واكد الممثلة والمخرجة
اللبنانية نادين لبكي في دور "زائيرا" شقيقة زوجة "وليد" وخالة يوسف التي
توفت شقيقتها بعد ولادته .. والحزن علي الاثنين يوسف وأمه جعل العلاقة بين
وليد و"زائيرا" متصلة ومتينة .. وقد صورها الفيلم كامرأة فاتنة الجمال
غريبة نوعاً وغامضة ومثيرة جداً .. وعلي الرغم من المشاهد المحدودة التي
ظهرت فيها نادين لبكي إلا أن المخرج صورها كبورتريه يختزل "الجمال الشرقي
والسحر الانثوي" الذي يثير الفضول.. وبنفس "الريشة" الفنية رسم صورة
الراقصة ياسمين فالشخصية الرديئة هنا في هذا العمل هي "مشيل" شخصية منزوعة
الجذور. مقطوعة الصلة بثقافتها الأصيلة. تصنع عيشها من استثمار مشكلات
الآخرين وقد مات بالطريقة التي يستحقها.
الفيلم يعالج قصة حميمة فالشخصية السورية لم تمنح الايطالي فقط قيمة
التواصل والحوار مع آخر يشاركه نفس المحنة وإنما فتحت مداركه علي عوالم
وثقافات ليست بالضرورة شريرة كما يشاع أو كما يصورها الإعلام.. ففي أثناء
زيارة دييجو لسوريا يلمح مجموعة من الفتيات الصغيرات المحجبات يدرسن
القرآن.. ولو تأملن اللقطة ستجد أنهن جميعا يرتدين اللون الابيض وكلهن
جميلات مبتسمات مرحات وأقرب إلي الفراشات والمعني أن دراسة القرآن الكريم
كركن أساسي ورئيسي في ثقافة وايدولوجية هؤلاء الأطفال لا تمثل بالضرورة
بذرة في أرض تنتج الإرهاب وعملية التفجير التي حدثت في "السوق" يتضح لاحقا
أن مشيل أرابيسك هو الذي يقف وراءها.
أداء عمرو واكد لشخصية وليد تعكس أهمية أن يكون الممثل واعياً ومثقفاً
ومدركاً لطبيعة الدور و"الطبقات" المركبة التي تلون أداءه لها فهو تركيبة
إنسانية خاصة لرجل أعمال لم نر نشاطه المهني. وإنما فقط تمت الاشارة إليه
من خلال مسئول الأمن الذي يطارده.. سلط الفيلم الضوء علي صفاته كأب خرج من
بيئة وثقافة وأيدولوجية معينة. وكإنسان علي علاقة حميمة بالطبيعة وبالغريزة
الإنسانية فهو يمارس العمل والاحتفال والحزن في وقت واحد وإلي حد البكاء
ودون التوقف عن الاستغراق في البهجة فهو يفاجيء صديقه الإيطالي بأن
الاحتفال الكبير في نادي أرابيسك كان بمناسبة رحيل "يوسف" ابنه المعوق
أتذكر هنا بيت الشعر "وشبيه صوت النعي إذا قيس بصوت البشير في كل نادي".
كان عمرو أكثر حضوراً من إلساندرو الذي يبلغ ضعف طوله ومن المؤكد أنه
أي إلساندرو بالمعايير التقليدية أكثر وسامة. ولكن وسامة الممثل تقاس بقدر
تسلله إلي وجدان المتلقي وجذبه الي العالم الذي يتحرك فيه والمعاني الذي
يجسدها.
المخرج الشامل
ريكي تونيازي مخرج هذا العمل ممثل ومخرج ومؤلف ومنتج وقد عمل مع أكثر
المخرجين الإيطاليين شهرة ولعب في أفلام قوية آخرها فيلم "ناين" بمعني
"تسعة" وفيلمه "الأب والغريب" عن رواية للمؤلف الإيطالي المعروف جيان كارول
دي كتالدو مؤلف "رواية الجريمة" "
crime novel" التي تحولت إلي فيلم بنفس العنوان وفيها يرصد تاريخ الجريمة في
إيطاليا وهذا الفيلم الأب والغريب أقرب إلي القالب البوليسي وأفلام
الجاسوسية منه إلي أفلام الجريمة ورغم مناطق الغموض التي تفتح ربما مجالا
للأسئلة التي لا يجيب عنها الفيلم مباشرة إلا أنه يفتح أيضاً الباب وعلي
نحو أوسع في السينما الغربية أمام المشاركة العربية الايجابية فالفيلم
بلاشك تجسيد عملي لامكانية التفاعل وليس التصارع بين ثقافتين والمدهش ان
الثقافة الأقوي هنا هي تلك التي يمثلها وليد وليس "دييجو" والتأثير
السيكولوجي الذي حدث للأخير جاء نتيجة لصداقة علي مستوي انساني ليس فيها
انحياز مغرض أو تشوية متعمد فلكل من البطلين الرئيسين إلساندور جاسمان
وعمرو واكد ملامحهما الإنسانية المقبولة والمنطقية والفيلم في المحصلة
الأخيرة مسلي وممتع كأي فيلم ترفيهي.
ونفس القدر من الموضوعية يمكن الإشارة إلي الاستخدام الدرامي الموضوعي
لشريط الصوت وإلي العزف علي تيمة "نور عيني" وهو الاسم والمعني الذي أطلقه
وليد علي ابنه "يوسف" الذي لم يكن معوقا فقط وانما مشوها ايضا ومع ذلك لم
يكن لوالده سوي نور العين الذي قبل أن ينطفيء أحل محله أو حاول تعويضه أو
قل ابقاء ذكراه من خلال طفل آخر أصبح لأبيه "نور العين" بعد أن كان مثارا
للرفض والتجاهل.
الفيلم أيضا يمكن أن يثير جدلا عند عرضه في القاهرة.. ولكنه الجدل
الخلاق في الأغلب!
ليوناردو دي كابريو.. يبشر بالمهمة المستحيلة
كابوس الخيال العلمي.. يتحقق في المستقبل القريب
فيلم "البداية" للمخرج كريستفور نولان وبطولة النجم ليوناردو دي
كابريو يعكس التطور الكبير الذي وصل إليه الفكر السينمائي الأمريكي والطرح
الذي يتجاوز الخيال في مجال العلوم والأسلوب التقني الذي يحاكي نوعية من
الأفكار بالغة التركيب علي المتفرج الذي لم يتعود علي اقتحام "أماكن" ليست
مطروحة كمواقع للأحداث في فيلم "أكشن".
لقد عودتنا السينما الأمريكية علي التوظيف المبهر للتكنولوجيا في
المجالات الإنسانية المختلفة تكنولوجيا الحروب. والصراعات بين الدول
والتكنولوجيا المستخدمة في التصدي لغضب الطبيعة. وفي الصدامات الجوية
والكوارث الإنسانية المختلفة التي يصنعها الإنسان من غروره وتحديه للتوازن
الكوني الذي يحكم كوكب الأرض وفي تصديه للغرباء الذين يهبطون من السماء وفي
علوم الفضاء وغزو الكواكب وفي الإبحار داخل الدورة الدموية للإنسان. ولم
يتوقف الإنتاج السينمائي المتطور عن محاكاة الانجازات العلمية مهما كانت
معقدة وميادين الخيال أصبحت بعيدة جداً بالنسبة للمتفرج العادي الذي يعيش
في بيئة تختنق فيها الأبحاث العلمية ويحتقر التفكير العلمي ويغيب بالتالي
الخيال العلمي المفتوح لكل الأفكار.
فيلم "البداية" يقول إن "الفكرة" سلاح فتاك بل هو أمضي الأسلحة لتفتيت
الامبراطوريات الرأسمالية والإجهاز علي العدو. وتفكيك القوي الخلاقة وتفكيك
قدرة الإنسان نفسه علي الفعل.
ودي كابريو في الفيلم بطل من نوع جديد تماماً فهو "لص" يسرق الأفكار
من داخل الأدمغة ويزرع أفكاراً مضادة وذلك من خلال حبكة مركبة جداً تم
نسجها بتوظيف مجموعة من الشخصيات المتخصصة في انجاز المهمات الصعبة داخل
العقل البشري حيث يتركز نشاط هذه المجموعة التي تعتبر بمثابة جهاز أمني علي
منطقة اللاوعي علي العقل الباطن "!!" يسطون علي أفكار الآخرين لغاية معينة
فهناك المتخصص المسئول عن عمل "تحقيق" داخل عقل الهدف أو الأهداف المطلوب
غزوها.
وهناك المرأة الباحثة التي تقوم ببناء عالم الحلم في العقل الباطن وهي
متخصصة في تصميم "المتاهات" داخل العقل البشري أثناء استغراقه في "حلم"
أصبح من الممكن "زرعه" داخل العقل أثناء النوم.
وهناك من يقوم بتشخيص الشخص الذي سوف يدخل منطقة الحلم هذه ويظهر فيه
ويفعل ما كلف به "!!" وسبحان القادر الذي يتصدي لمملكة الإنسان حين يعتقد
أنه أصبح هو القادر علي كل شيء.. فهناك "ثمن" يدفعه البطل لص الأفكار
وزارعها يدفعه من حياته ومن عواطفه. ومن ثم انتمائه ومن أبوته لأطفاله.
من يشاهد هذا الفيلم "پInception"
المعروض تحت عنوان البداية سيصاب بمنتهي الدهشة والحيرة وربما الخوف أيضاً
من الفكرة التي يقوم عليها الفيلم والتكييف العلمي بها وخلق العالم البصري
المناسب وتشخيص فريق العمل الكامل لتنفيذ المهمة المستحيلة التي لا تدور في
الفضاء المفتوح ولا فوق مياه المحيطات ولا داخل الغابات وإنما داخل الجمجمة
حيث العقل الذي هو أثمن هبة منحها الله للإنسان وخصه بها ومصدر الخوف ان
تجارب مشابهة وإن لم تكن طبق الأصل للسطو علي العقل موجودة بالفعل ويمكن
تطبيقها حسب ما اعتقد في عالم الجاسوسية وصراعات الأفكار والحضارات وبالطبع
داخل أروقة المخابرات ومعظم الخيال العلمي أصبح واقعاً علمياً وعادة ما
تبشر الأفلام التي تنتمي إلي هذه النوعية "الخيال العلمي" بما قد يتحقق في
المستقبل القريب.. فاللهم لطفك ورحمتك.
المساء المصرية في
01/08/2010
أشارك في مهرجان "المسرح للجميع" وأصور "ونيس"
مجدي صبحي: تمنيت أكون شيطاناً وأديته بإتقان في "حباك
عوضين تامر"
كتب ــ محمد صفاء
يتألق حالياً الفنان "مجدي صبحي" في عرض مسرحية "حباك عوضين تامر"
تأليف د.سامح مهران وإخراج جلال عثمان أمام كل من ليلي طاهر ومحمد رياض
ويوسف داود ومحمود حسن.
عن الشخصية التي يقدمها في المسرحية يقول مجدي صبحي: ألعب في المسرحية
شخصية "شيطان" يدعي "بعل زبول" يدخل إحدي القري بصعيد مصر ويدمر أخلاقيات
أهلها اعتماداً علي مظهره المخادع والمتمثل في ظهوره للناس بطريقة شيك
للغاية وتصرفات مؤدبة ولكنها منظمة لدفع الأهالي إلي الانصياع لأوامره.
أضاف.. قائلاً: كنت أتمني تمثيل هذه الشخصية منذ أن كنت أدرس بالمعهد
العالي للفنون المسرحية حيث استهوتني صورة هذا الشيطان في مسرحية "دكتور
قاو ستوس" للمؤلف الإنجليزي "كريستوفر مارلو" ولكن الظروف لم تسمح لي
بتمثيلها إلا مؤخراً في مسرحية "حباك عوضين تامر" لأنني وجدت بها كل مفردات
العرض المسرحي الناجح بداية بنص جيد للمؤلف د.سامح مهران رئيس أكاديمية
الفنون وديكور عبدالمنعم مبارك عميد معهد الفنون المسرحية واستعراضات مجدي
الزقازيقي وموسيقي وألحان علي سعد وإخراج جلال عثمان وتمثيل عدد من النجوم.
وعن أعماله الجديدة.. يقول:
انتهيت مؤخراً من تصوير مسلسل "سي عمر وليلي أفندي" تأليف وإخراج محمد
نبيه أمام دلال عبدالعزيز وهالة فاخر.
المسلسل يناقش أهمية المبادئ والقيم في حياة المواطن المصري وأشارك
الآن في تصوير مسلسل "ونيس" مع الفنان محمد صبحي في دور "حسام" وسيتم عرض
المسلسل علي شاشة التليفزيون بعد إجازة عيد الفطر القادم كما أنني أبدأ
قريباً بروفات المهرجان الثاني لـ "المسرح للجميع" ويشمل مسرحيات "غزل
البنات" لنجيب الريحاني وعرض "خيبتنا" ومسرحية "أوديب ملكاً" من الأدب
اليوناني القديم وسيقام هذا المهرجان علي مسرح مدينة الإنتاج الإعلامي أول
شهر نوفمبر القادم بالاتفاق مع وزارة الإعلام.
وبالنسبة للأدوار الدرامية التي يتمني تمثيلها.. يقول:
أتمني أداء شخصية "أحدب نوتردام".
المساء المصرية في
01/08/2010
عمرو عبدالحكيم عامر لـ«المصرى اليوم»:
سيناريو «الرئيس
والمشير» ملىء بالمغالطات وخالد يوسف لا يصلح
لإخراج
الفيلم
حوار
سها الشرقاوى
اعترض عمرو نجل المشير الراحل عبد الحكيم عامر، على سيناريو فيلم
«الرئيس والمشير» الذى كتبه ممدوح الليثى، وتحدث عن أسباب اعتراضه على تولى
خالد يوسف الإخراج، وتجسيد ليلى علوى دور أمه برلنتى عبدالحميد، بل اختار
سمية الخشاب باعتبارها الأقرب لتجسيده.
وهذه تفاصيل حواره مع «المصرى اليوم»..
■
كيف حصلت على سيناريو فيلم «الرئيس والمشير»؟
- طلبت من الجهة المشرفة على الفيلم الاطلاع على السيناريو قبل البدء
فى تنفيذه، لكنها رفضت، ولأن من حقى أن أطلع عليه، حصلت على نسخة منه
بطريقتى الخاصة.
■
وما أسباب اعتراضك عليه؟
- السيناريو ملىء بالاتهامات والمغالطات فى حق والدى المشير عبدالحكيم
عامر، فعلى سبيل المثال يبدأ الفيلم بانتحار والدى بعد حرب ١٩٦٧، ومحاولة
من حوله إيقافه عن الانتحار، ثم تبدأ أحداث الفيلم بطريقة الـ«فلاش باك».
■
هل أنت معترض على هذا السيناريو أم معترض على عمل فيلم عن والدك؟
- أنا لا أعترض على عمل فيلم عن حياة والدى، لكن هذا السيناريو ملىء
بالسلبيات دون عرض إيجابية واحدة، فى حين تظهر شخصية الرئيس الراحل
عبدالناصر بشكل إيجابى دون سلبية واحدة، وحول المؤلف كل أخطاء هذه الفترة
إلى المحيطين به، رغم أن جميع البشر لهم أخطاء، ومن العجيب أنى وجدت جملة
«لقطات أرشيفية» بوفرة داخل السيناريو.
■
ما الهدف من تحميل المشير كل الأخطاء التى حدثت فى تلك الفترة؟
- عبدالحكيم عامر لا يمول من قبل أى جهة، لكن توجد أنظمة ناصرية تعمل
على تمويل اسم عبدالناصر.
■
ما الإيجابيات التى يمكن أن تظهر فى فيلم عن المشير؟
- هل يعلم أحد أنه حصل على نوط الشجاعة عام ١٩٤٨، وأنه أول خريجى
أركان حرب، وحصل على ترقية استثنائية ليكون مشيرا، لكن التركيز على أن
عبدالحكيم كان مشيرا فى حين أن جمال عبدالناصر كان رئيسا رغم أنه أصغر سنا
منه، ووالدى شارك فى الثورة وكان قرارها جماعيا وليس فرديا.
■
لماذا لم تتحدث إلى كاتب الفيلم ممدوح الليثى؟
- لماذا أتحدث إليه وهو لم يستعن بنا كأفراد عائلة المشير أثناء
كتابته تفاصيل السيناريو، وكيف علم بالتفاصيل الخاصة بحياة المشير دون
الرجوع إلينا مثل حديثه مع زوجته؟ فقد كتب السيناريو وفقا لرؤيته الخاصة،
ولم يستند إلى وثيقة واحدة رسمية أو غير رسمية توثق عمله الفنى بالرغم من
أن الأحداث تدور حول شخصية عامة.
■
ما رأيك فى اختيار خالد يوسف لإخراج الفيلم؟
- على الصعيد الفنى أنا أحب أفلام خالد يوسف، وشاهدت له فيلمى «هى
فوضى» و«دكان شحاتة»، لكن لا أريد أن يخرج الفيلم لأن توجهاته ناصرية،
فلابد أن يخرج الفيلم شخص أكثر حيادية.
■
هل قدمت السينما شخصية والدك بشكل حقيقى؟
- فى فيلم «ناصر٥٦» أظهروا المشير بشكل ضعيف ومهزوز جدا وكأنه «حرامى
غسيل»، رغم أنه كان ذا شخصية قوية جدا ومن يعرفه عن قرب يعلم ذلك جيدا.
■
ماذا ستفعل لو استطاعوا تنفيذ الفيلم؟
- أنا لم أتخذ أى إجراء قانونى حتى الآن، وسوف أقوم بإجراءاتى
القانونية لو علمت أنهم شرعوا فى التصوير، وقد استشرت مجموعة من المحامين
أكدوا لى أنه من حقى أن أوقف التنفيذ مادام الفيلم يسىء إلى والدى، كما
يحتوى على سب وقذف، وكونه شخصية عامة لا يسمح لهم بتناول حياته إلا بشكل
صحيح، ومن خلال الوثائق الرسمية وأفراد عائلته.
■
ما سبب الاتهامات العديدة لوالدك والتى وصلت إلى أنه سبب النكسة؟
- عندما سأل الرئيس جمال عبدالناصر المشير: «إحنا جاهزين للحرب؟»
فأجاب المشير: «برقبتى يا ريس»، فهل يعقل أن الرئيس أخذ قرار الحرب لمجرد
هذه الجملة التى يرددها الناس الآن دون فهمها؟ ولو المشير إنسان سيئ كما
قيل، لماذا احتفظ عبدالناصر بصداقته لمدة سبعة عشر عاما؟
■
لماذا هاجمت والدتك برلنتى عبدالحميد الفنانة وردة مؤخرا فى إحدى الصحف
المصرية؟
- السؤال الذى سئل لأمى كان خطأ، وأنا أطالب وردة بأن تحقق فى هذا
الحوار لأنه يوجد فيه اتهام لشرفها.
■
هل لديك مستندات أو وثائق لم تظهر بعد؟
- تقرير الطب الشرعى الذى أثبت فيه أن عبدالحكيم لم ينتحر.
■
المشير يتعرض للهجوم منذ سنوات، لماذا تعترضون الآن؟
- ردى على هذه الشائعات لم يكن ذا أهمية ولم يكن مؤثرا، إنما هذه
المرة فأعتقد أنه سيؤثر، فالآن توجد مساحة كافية من الديمقراطية.
■
من تريد أن يجسد دورى والدك ووالدتك إذا تم تعديل السيناريو، أو حتى فى
سيناريو آخر؟
- أنا أفضل ياسر جلال أو أحمد السقا، وبالنسبة لوالدتى، أعتقد أن سمية
الخشاب هى الأشبه ببرلنتى عبدالحميد فى قوتها وجمالها، لكنى سمعت أن ليلى
علوى مرشحة لدورها، وأعتقد أنها غير مناسبة لأن برلنتى عندما اعتزلت الفن
كانت فى العشرينات من عمرها.
المصري اليوم في
01/08/2010 |