حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«الديلر».. ثلاث شخصيات على حافة الخطر

محمود عبدالشكور

لو كتبت كلمة «فيلم الديلر» لتبحث عن معلومات على الشبكة العنكبوتية لظهر على الشاشة طوفان من المعلومات والأخبار كلها تتحدث عن عملية التصوير الطويلة، وسفر أبطال الفيلم، والمشاكل بين المخرج وشركة الإنتاج، وزيادة الميزانية إلى مستويات مرعبة، وقيام شركة الإنتاج الأوكرانية بالحجز على الأفلام التى تم تصويرها للحصول على مستحقاتها، بل إنه حتى عندما نزلت أفيشات الفيلم توالت الأخبار عن أسباب تأجيل العرض من مرض السقا إلى عدم تجهيز الموسيقى التصويرية.

كل هذه الضجة السابقة واللاحقة لا تعنى المتفرج فى شىء، ولكن ما يعنيه ما شاهده على الشاشة، والحقيقة أن «الديلر» الذى كتبه «مدحت العدل» وأخرجه «أحمد صالح» فى تجربته الثانية كمخرج عمل جيد الصنع إلى حد كبير مع وجود بعض الملاحظات على السيناريو، ولكن- فى مقابل- هذه الملاحظات- هناك رسم جيد لشخصيات الفيلم الثلاثة، وإدارة مقبولة لملامح الصراع داخل وخارج مصر، ثم تقديم صورة للعالم السرى لتجارة السموم البيضاء من خلال العاملين فيه، وهؤلاء يعيشون على حافة الخطر، وهم أيضاً خارج المجتمع مهما حاول إقناع الآخرين بأنهم جزء منه.

أما الحكاية التى يسردها «يوسف الشيخ» «أحمد السقا» فمحورها ثلاث شخصيات منبوذة بشكل أو بآخر: «يوسف» الذى يمارس البلطجة ولكنه يتعرض للضرب والسجن، أى إنه ليس فى قوة وعنف الشخصيات السابقة التى جسدها «أحمد السقا»، ولدينا غريمه منذ الطفولة «على الحلوانى» «خالد النبوى» الذى يعمل «خرتياً» يحاول خدمة السياح والتجار مقابل عمولة، ولكنه فى الواقع لا يتردد فى بيع المخدرات للسائحين أو تنظيم برتيتة قمار لهم من أجل سرقتهم، والصراع الأساسى بين «يوسف» و«على» هو على قلب «سماح» «مى سليم» راقصة الفنون الشعبية التى نسمع- دون أن نشاهد- أنها كانت تميل إلى «يوسف» ولكنها تزوجت من «على» عرفياً.

الصراع بين الشخصيات سيصل إلى «أوروبا»، والثلاثة سيهبطون إلى القاع رغم أن أحوالهم ستتحسن مادياً، «يوسف» سيستقر فى تركيا ليصبح «ديلر»ينظم عمليات تهريب المخدرات ويروِّجها مقابل نسبته ثم يقوم هو نفسه بالتهريب، و«على» يتقلَّب فى وظائف مختلفة فى أوكرانيا منتهزاً سفر زوجته لتقديم عرض لفرقتها، إنه مستعد لبيع نفسه والقيام بأى شىء لمن يدفع، يدخل عالم الجريمة المنظمة، تتعدد علاقاته النسائية، يصل إلى ترشيح نفسه فى منصب سياسى كبير، يتعامل فى كل شىء من السلاح إلى المخدرات، ولكنه يفقد زوجته التى تدمن المخدرات، ويقوم- فى المقابل- باختطاف ابنه منها.

يبتعد الثلاثة، وتفصل بينهم عشرات الكيلو مترات ولكنهم يجدون أنفسهم على موعد بمواجهة غير متوقعة، ولكنها تكشف فى النهاية عن تقلب العواطف، وعن استمرار تهميشهم سواء كانوا داخل مصر أم خارجها. ورغم أننى لم أبتلع انتصار الفيلم «ليوسف» فى النهاية إلاّ أن هناك أشياء كثيرة فى «الديلر» تستحق التنويه أبرزها تشخيص «أحمد السقا» و«خالد النبوى» فى أحد أفضل أدواره ثم مفاجأة الفيلم «مى سليم» كممثلة راسخة وقوية فى دور صعب، بالإضافة إلى صورة «سامح سليم» وموسيقى «مودى الإمام» ومونتاج «حسن التونى» وديكور «حسن التونى» فهل يتحدث النت قليلاً عن الفيلم نفسه بعد أن ملأ الدنيا بحكايات التصويرة المثيرة؟!

مجلة أكتوبر المصرية في

27/06/2010

 

شعار النجوم: عض قلبى ولا تخطف دورى

فاطمة علي

«عض قلبى ولا تخطف دورى».. هذا هو شعار معظم نجوم ونجمات الفن، خاصة بعد انتشار ظاهرة خطف الأدوار التى تكاد تمسكها بيدك ثم تذهب لغيرك، بالمصادفة أو بفعل فاعل، لا يهم، والأهم هو هذا الصراع القديم الجديد على الأعمال الفنية المميزة والأدوار التى تنقل أصحابها خطوات طويلة للأمام، وهو ما نحاول أن نرصده من خلال تلك السطور.

فى البداية يقول المؤلف أحمد عبد الفتاح مؤلف فيلم «نور عينى»: عندما أكتب السيناريو يكون فى خيالى شكل وملامح معينة للشخصية التى أكتبها وليس للشخصية التى ستؤدى الدور، لأن اختيار الفنان أو الفنانة التى ستؤدى الدور يكون بالاتفاق مع المخرج والمنتج والمؤلف. وعن تفصيله لدور لفنان بعينه..قال:لم يحدث أن قمت بكتابة أو تفصيل عمل لفنان أو فنانة بعينها، فكل الأعمال التى أقدمها الآن مكتوبة من فترة، وفيما يتعلق بفيلم «نور عينى» فالفكرة كانت من اختيار الفنان والمطرب تامر حسنى، وأنا قمت بكتابة السيناريو والحوار له. وتامر بما أنه صاحب فكرة الفيلم، فهو الذى اختار الفنانة منة شلبى لتشاركه بطولة الفيلم بعدما اتفق مع المخرج عليها، نافيا ما تردد عن أن منة شلبى خطفت دور بطولة فيلم نور عينى من مى عز الدين، مشيرا إلى أن مى كانت مرشحة للفيلم من الأساس، وبعد الانتهاء من كتابة السيناريو قررنا ألا نكرر نفس الثنائى الذى قدم فيلم «عمر وسلمى» بجزءيه الأول والثانى، بعد النجاح الذى حققه الفيلمان، وفضلنا أن نرشح فنانة جديدة لتؤدى الدور وتكون البطلة أمام تامر حسنى. وحول اختياره لشخصية لتقدم دوراً فى عمل معين بعد الانتهاء من كتابته.. صرح بأنه فى بعض الأحيان نقوم باختيار فنان أو فنانة نرى أنه الأنسب للدور ونفاجأ باعتذاره عنه أو انشغاله بعمل آخر، فنضطر لترشيح أحد غيره.

ويتفق محمد السبكى منتج فيلم «نور عينى» مع عبد الفتاح ويقول: «لم يتم ترشيح مى عز الدين للقيام بدور البطولة أمام تامر حسنى لأننا حاولنا ألا نكرر ثنائى تامر ومى بعد نجاح «عمر وسلمى»، وحتى لا تحدث لخبطة عند الجمهور، لذلك رشحنا الفنانة المتألقة منة شلبى للقيام بدور البطولة. وعن كيفية اختياره لفنان ليقدم دورا فى أحد أفلامه قال السبكى: بعد قراءة السيناريو يتم الاتفاق بينى وبين المخرج والمؤلف على الشخصية المناسبة للدور، وتكون هناك ميزانية مبدئية للعمل ولو زادت فأنا أعرف من خلال تجربتى كمنتج هل الزيادة ستؤثر علىَّ أم ستكون فى صالح العمل فلا أقف عند هذه النقطة ولا أبخل على أعمالى بشىء.

من جانبها قالت النجمة الشابة منة شلبى إنها رشحت لبطولة فيلم «مركز التجارة العالمى» من قبل المخرج يسرى نصر الله، وهى تقوم الآن بعمل جلسات قراءة مكثفة معه للوقوف على أهم ملامح الشخصية التى ستقدمها، مؤكدة أنها لا تعلم شيئا عن ترشيح الفنانة منى زكى للفيلم، وأنها قرأت هذا الكلام كأى قارىء عادى فى إحدى الجرائد وأنها كفنانة ليس من مبادئها خطف الأدوار من زميلاتها فى الوسط الفنى.

من ناحية أخرى هناك صراع بين الفنانات إلهام شاهين وغادة عبد الرازق وليلى علوى حول تجسيد شخصية شجرة الدر، الذى قيل إن المؤلف يسرى الجندى قام بترشيح النجمة ليلى علوى للقيام ببطولته، فيما نفى الجندى ترشيحه للفنانة ليلى علوى أو غيرها لتقوم بدور الملكة شجرة الدر فى المسلسل الذى يحمل نفس الاسم.. وقال إن الترشيحات سابقة لأوانها لأنه لم ينته بعد من كتابة المسلسل، مؤكدا أن المؤلف يصعب عليه وضع تصور لفنانة معينة يمكن أن تؤدى أى دور فى مسلسل، مادام فى طور الكتابة لأنه يعتبر قيداً عليه وبعد الانتهاء من الكتابة فالدور ينادى صاحبه. وأضاف الجندى أن شجرة الدر هو دور بطولة مطلقة لأن الشخصية هى محور العمل، وهذا هو الاختلاف بين المسلسل الجديد والأعمال الفنية الأخرى التى سبق أن تطرقت إلى سيرة هذه الملكة المصرية، وقدمتها على أنها زوجة الملك دون التطرق إليها كامرأة ولدت فى غرب أرمينيا حتى وفاتها وعلاقتها بالآخرين.

وأبدت المطربة والممثلة الشابة مى سليم رأيها حول قيام أختها الفنانة ميس حمدان بخطف مسلسل «العنيدة» منها. وقالت: لقد رشحت للمسلسل قبل «ميس» واعتذرت لانشغالى بفيلم «الديلر» الذى أخذ منى وقتا طويلا فى التصوير، بجانب أننى فضلت أن أبدأ أولى خطواتى فى التمثيل بفيلم سينمائى، وهو ما وجدته فى فيلم «الديلر» الذى حقق حلمى فى الوقوف أمام النجم أحمد السقا.

أما الناقد والصحفى سمير رجب فقال إن مشكلة خطف الأدوار كانت موجودة بشكل كبير فى الماضى، فعندما كان يسمع فنان أو فنانة عن عمل يقوم بكـتـابته مـــؤلــف مـعـيـن كانوا يتسابقون للفوز بالعمل، أما الآن فالأمر أصـــبـح مختلفا لأن الممثل لم يعد يستطيع أن يخطف دوراً من ممثل آخر، فالأمر لم يعد مكشوفا كما كان فى الماضى، لأن هناك مسئولين عن العمل سواء كان المخرج أو المنتج أو المؤلف نفسه، ولكن الأخطر من ذلك أن يتم ترشيح فنان لعمل معين ويعتذر، ولا يقال للفنان الذى سيحل محله إن فلاناً كان مرشحا قبلك لأن هذا الأسلوب يزرع بذور الحنق بين الزملاء ويفتح المجال للشائعات.

ويرى الناقد رفيق الصبان أنها ظاهرة مؤسفة تحدث داخل الوسط الفنى، والفنان الواثق من نفسه ومن أدائه الفنى للعمل لا يسطو على عمل غيره، أما إذا كان قد تم ترشيح فنان لعمل ما واعتذر عنه، فهذا أمر مختلف، وهو يتوقف على المنتج الذى يعلن عن ترشيحه لفنان ثم يختلف معه فى الأجر ويعود ويرشح غيره، ولا يعلن ذلك ويكون سببا فى انتشار الشائعات.

وفى النهاية ينفى المنتج اسماعيل كتكت أن يكون قد رشح الفنانة وفاء عامر لتقديم شخصية الملكة نازلى.. وقال إن نادية الجندى هى الأنسب والأقرب للشخصية.

مجلة أكتوبر المصرية في

27/06/2010

 

الواقعية .. بين الطيب وخالد يوسف

محمد حسن

*فى ذكرى الراحل عاطف الطيب أحد أهم وأبرز مخرجى الواقعية الجديدة فى السينما العربية وأحد أنجب تلاميذ مدرسة المخرجين الرائدين كمال سليم وصلاح أبو سيف لا يزال السؤال يطرح نفسه.. هل ما نشاهده فى الأفلام الآن ينتمى إلى سينما الواقعية؟ .. هذا مانحاول الإجابة عنه من خلال هذا التحقيق..
*فى البداية يقول د. رفيق الصبان إن السينما المصرية افتقدت برحيل عاطف الطيب مخرجاً كبيراً ولكن مازال من حملوا معه رسالة الواقعية الجديدة فى السينما متواجد مثل محمد خان، خيرى بشاره، داوود عبد السيد لكنهم يعيشون فى مناخ إنتاجى صعب، فخرى بشارة توجه لإخراج المسلسلات، ومحمد خان لايجد منتجين لأفلامه، أما داود عبد السيد فيخرج كل أربع أو خمس سنوات.

*من جانبه يرى الناقد مصطفى درويش أن السينما فقدت الطيب مبكراًجداً، وأن جيل المخرجين الآن لايحمل أى رسالة يحاول إبرازها للمشاهدين، وهناك الكثير من هؤلاء المخرجين دون المستوى ويقدمون أفلاماً «أى كلام».

ويضيف درويش أن خالد يوسف على سبيل المثال له طابع خاص فلا نستطيع أن نصف أفلامه على أنها تنتمى للواقعية أو حتى للفانتازيا، فخالد ذهب إلى مدرسة تحقيق الإيرادات ثم إن الافلام الواقعية تلقى الضوء على مأساة فى الواقع وتدعو المشاهد للمشاركة فى تغييره أما أفلام خالد يوسف فتجعل المشاهد يجلس فى حالة شماته من الأحداث التى يراها.

*أما الكاتبة والناقدة ماجده خير الله فقالت إن الراحل عاطف الطيب كان يتناول فى معظم أفلامه صدام المواطن مع الظروف الاجتماعية والسياسية، وحرص على ذلك منذ البداية إلى النهاية، أما بالنسبة لخالد يوسف فله صيغة سينمائية مختلفة، وبشكل عام لايوجد مخرج يشبه مخرج لأن كل منهم له اهتمامات وفكرا واتجاهات يعبر عنها فى إبداعاته.

*فيما يؤكد الناقد نادر عدلى أنه حدثت متغيرات كثيرة فى المجتمع فى وقت إخراج عاطف الطيب لأفلامه فنجده فى بدايته اتجه للواقعية ثم ابتعد عنها فى أواخر أفلامه، نظراً لأنه لم يستطع طرح كل المتغيرات التى حدثت، ونفس الأمر بالنسبة لخالد يوسف فقد ظهرت الآن ظواهر كثيرةفى المجتمع وكل مافعله أنه «لملم» بعض هذه الظواهر فى أفلام.

*أما الناقد محمود قاسم فقال إن الواقعية مصطلح غير صحيح فهو مصطلح أطلقه بعض النقاد عن السينما الإيطالية، وإذا كنا نقول إن الواقعية تطلق على أفلام الأحياء الفقيرة فنجد أن أفلاماً مثل «اللمبى» تعتبر واقعية لأن أحداثها تدور فى مثل هذه الأحياء.

وأضاف أن أفلام الطيب ليست كلها حول هذه الأحياء، فمثلاً فيلم «ضد الحكومة» تناول ظاهرة محامى التعويضات، ونفس الحال مع صلاح أبو سيف نفسه وهو استاذ الواقعية الذى أخرج أفلاماً عن مصر الجديدة والأحياء الراقية مثل «الوسادة الخالية» «أنا حرة» أما أفلام خالد يوسف والتى كانت تدور أحداثها حول الطبقات الفقيرة والأحياء الشعبية فلم تكن من تأليفه وإنما من تأليف ناصر عبد الرحمن، وبالتالى هذه الأفلام عبرت عن فكرة مؤلفها..

مجلة أكتوبر المصرية في

27/06/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)