في الثاني والعشرين من حزيران من كل عام يحتفل السينمائيون العراقيون بيوم
السينما العراقية الذي عد يوم عرض الفيلم الروائي (فتنة وحسن) الذي كان اول
فيلم عراقي 100% يوما للاحتفال بانطلاقة السينما العراقية الحقيقية برغم
انه سبق بعدة افلام روائية..
ومنذ سقوط النظام السابق في ربيع عام 2003 وللمرة الخامسة يتحقق هذا
الاحتفال الذي يمثل في حقيقته تحريكا للوضع الراكد الذي تعيشه السينما
العراقية بعد ان طالها الاهمال والتهميش منذ اخر فيلم روائي تم انتاجه
وتمثل بفيلم (الملك غازي) عام 1990 وعندها رفعت السلطة السابقة يدها عن كل
انواع الدعم المادي والمعنوي للسينما فتوقفت عجلتها عن الدوران وبقيت تدور
في سياق امنيات وآمال اطلقها السينمائيون بأن تعود الدولة لدعم واسناد هذا
الرافد الابداعي الذي شهد النور في العراق قبل كثير من دول المنطقة ولكنها
تقدمت على سينما العراق في مختلف المجالات وعلا الصدأ اجهزة ومعدات
وبلاتوهات دائرة السينما والمسرح التي كانت يوما ما تثير حسد جميع الزوار
من سينمائيينا العرب واحيانا بعض الاجانب.. ومع سقوط النظام السابق اصبحت
الدائرة مبنى ومعدات واجهزة واشرطة نهبا للدمار والخراب والسلب والنهب الذي
طال مختلف دوائر الدولة من قبل شرذمة (الحواسم) الذين اجهزوا على اخر ما
تبقى من (احلام وردية) للسينمائيين العراقيين واطلقوا (رصاصة الرحمة) على
(السينما العراقية) التي كانت مازالت تئن من كبت واضطهاد وقمع واستبداد
النظام السابق .. .
ولكن هذه السينما نهضت من رماد الفجيعة والحوسمة والاستبداد كالعنقاء لتعلن
عن ولادتها من جديد على ايدي ثلة من الشباب الحالمين والعاشقين للفن السابع
والمدججين بالعشق الدائم له باعتباره وسيلة من وسائل الابداع الحضاري ونوعا
من الصناعة التي اذا احسن خلقها ودعمها وتنوع انتاجها في فضاء حقيقي من
الحرية يمكنها ان تفعل فعلها المطلوب في صد هجمات الارهابيين والظلاميين
وفتح نوافذ النور والمعرفة على مصراعيها..
فكانت رائعة عدي رشيد (غير صالح) مقياسا ومحكا حقيقيا لنوعية الصراع الذي
يخوضه (السينمائيون الجدد) وهم يرسمون الافق الجديد للسينما العراقية ودون
اي دعم يذكر من الدولة التي باتت مشغولة باموراخرى لا علاقة لها بالفن
والثقافة واهلها . .. حيث كانت (المعجزة)ـ بكل ما في هذه الكلمة من معنى-
في ان يتم انتاج فيلم روائي عراقي جديد في اطار مشهد مضبب بدخان مصادره
متنوعة ولكن هدفه واحد هو احراق الارث الابداعي والحضاري للعراق الذي
انتصربأنبثاق هذا الفيلم من شريط (غير صالح ) فنيا ولكن الارادة الواعية
والصادقة اعادت له (الصلاحية) لينطلق هذا الفيلم طائرا عراقيا اصيلا محلقا
في سماوات وفضاءات المهرجانات العربية والعالمية حاصدا عشرات الجوائز
والمراكز المتقدمة معلنا عن الانطلاقة الجديدة للسينما العراقية..
وجاء متزامنا معه فيلم (احلام) لمحمد الدراجي الذي انجز في ظروف كانت صعبة
هي الاخرى ليس من حيث الصلاحية والتقنيات هذه المرة ولكن من خلال الظرف
الامني المضطرب بكل انواع الاختراق والاحتدام الذي كان الارهاب رأس حربته
والساعي دوما لحرق الاخضر واليابس وفي المقدمة منها الثقافة والفنون
لانهاالنقيض والمعادل الموضوعي الذي ينبغي ان يكون الخيار الاستراتيجي
الحليف للخيار العسكري في صد الهجمة الظلامية التي تريد العودة بالعراق
واهله الى عصور التخلف والجهل والاستعباد والاستبداد.
ونحن بانتظار عرض فيلم سينمائي جديد من بعدهما هو فيلم عدي رشيد الثاني (كرنتينة)
الذي انتج هذه المرة بالتعاون مع دائرة السينما والمسرح ويؤمل عرضه قريبا
ومعه الفيلم الثاني لمحمد الدراجي (ابن بابل) الذي جسد بروح الابداع مأساة
المقابر الجماعية واثارها وتداعياتها ورفع راية العراق في اكثر من محفل
ومهرجان..
كما ينتظر الجميع رائعة المخرج السينمائي المخضرم قاسم حول (المغني) الذي
استعان بخبرات وكفاءات الفرنسيين في انجازها ورسم فيها ملامح اخرى لملحمة
الالم والوجع العراقي الطويل برؤية سينمائية معبرة . . وهو في طريقه لانجاز
مشروع عمره والسينما العراقية عبر فيلمه الجديد عن الامام الحسين (ع) الذي
طال انتظاره ..
هذه الافلام وغيرها من افلام عراقية انجزت في الداخل والخارج هي عناوين
للاصرار والتحدي والتواصل والاعلان عن الميلاد الجديد والانطلاقة الجديدة
التي تظل (منقوصة) في دلالاتها اذا لم تتحمل الدولة مسؤوليتها في دعم
ورعاية هذا القطاع الحيوي اسوة بدول العالم المتحضرة وفي حد ادنى دول
المنطقة لكي تنجز السينما والسينمائيون ما عليهم من مهام في بناء العراق
الجديد لاتقف عند انشاء ( صندوق دعم السينما) واعمار مبنى ( دائرة السينما
والمسرح) في الصالحية وبناء (مدينة السينما) و( دور العرض السينمائي)
الحديثة.. وانما تمتد الى اصدار قانون للسينما العراقية شامل وجامع لكل
تجارب الدول والشعوب في هذا المضمار كي لاتنادي هذه السينما ( المظلومة)
و(المهضومة):
عيد بأي حال عدت يا عيد.
الإتحاد العراقية في
26/06/2010
صديقي العزيز هتلر
السينما الهندية تقدمه لأول مرة بجرأة كبيرة
!
أحمد فاضل
خطوة جريئة تلك التي ستقدم عليها السينما الهندية بتقديمها فيلما ولأول مرة
عبر تأريخها الطويل عن الزعيم النازي هتلر يتضمن قصة علاقته بمعشوقته ايفا
براون وسيخلو من الأغاني والموسيقى التي عرفتها تلك الافلام كتجربة نادرة
تخوضها بوليوود التي ستبدأ بتصويره في شهر آب وباللغتين الهندية
والانكليزية.
يتناول الفيلم اضافة لعلاقة هتلر ببراون الأيام الاخيرة من حياته التي
قضاها
مختبئا في قبوه الشهير الذي اجتاحته القوات الروسية في 30
نيسان 1945 والذي شهد
بالوقت نفسه انتحارهما معا، اضافة الى علاقاته مع المقربين منه أو الذين
خانوه أو
الذين وقفوا معه حتى النهاية.
صديقي العزيز هتلر هو العنوان الذي سيحمله الفيلم الذي سيضطلع باخراجه
المخرج الهندي المعروف راكيش رانجان كومار الذي تحدث عنه قائلا: الفيلم
يحاول التعرف على شخصية أدولف هتلر في الوقت الذي أريد ان أثبت كيف فقد
انسانيته؟ وما هي المشاكل التي تعرض لها؟ قضاياه العامة والخاصة، نواياه )
كومار في فيلمه هذا لايعتزم تقديم فيلم تقليدي لكنه يريد اعادة كتابة تاريخ
هذا الرجل واثره على استقلال الهند الذي احبه واختار الصليب المعقوف وهو
رمز الهندوسية القديمة شعارا للنازية، فبفضله يعتقد الهنود ان بريطانيا
التي كانت تحتل بلادهم وتعتبرها درة تاج مستعمراتها، اضطرت للانسحاب تحت
وطأة الضغط الالماني الذي كان يتهددها قبل قيام الحرب العظمى، ووفقا لكومار
فقد المح الى ان غاندي كان قد كتب للدكتاتور رسالتين احداهما قال فيها
صديقي العزيز لا تذهب للحرب، واضاف ان الخوض في ذهن هتلر لا يعني التغاضي
عن الهمجية التي قام بها .
ومع ان الفيلم قد يخيب آمال الجمهور بعدم وجود تلك الميلودراما الهندية
التقليدية التي تزخر بالغناء والرقص، فانه قد يعوض هذا الحرمان الفني بقصة
سينسى معها ذلك اللون وسيعيش مع هتلر وبراون في قصة حب مأساوية عاشاها وسط
حروب أدت في النهاية الى ان يتجرعا سم الهزيمة والخذلان.
القليل من الاسماء تم نشرها لأبطال الفيلم عن طريق وسائل الاعلام منهم
الممثلة « نيها « وهي ملكة سابقة للجمال في الهند التي ستؤدي دور ايفا
براون عشيقة الفوهرر، أما من سيتقمص دور الدكتاتور فقد تم ترشيح الممثل
الاسطوري « أنوبام كير « وهو الشخص الذي بدأ مسيرته الفنية في سن مبكرة على
نحو غيرتقليدي وحاز على عدة جوائز نتيجة لتقديمه اعمالا ذات قيمة فنية
عالية بعد ثلاثة عقود مرت على أول تجربة سينمائية حقيقية له.
الكثير من المهتمين بالسينما الهندية يعتبرون هذه التجربة مجازفة كبيرة لا
لأنها تتناول شخصية قام العديد من نجوم الغرب بأدائها أو انتجتها كبرى
شركاتهم السينمائية وعلى رأسها هوليوود، بل لأن تقليدا ميزها عن سواها منذ
ظهورها قبل اكثر من قرن من الزمان الا وهو الغناء والموسيقى والاوبريتات
التي سوف تنتهي بصدور هذه النسخة الفيلمية، لكن اصرار كومار قد يشي ببعض
النجاحات لاسيما انه من المعروفين بمجازفاته السينمائية.
هذه المجازفة لم تمنع الناقد السينمائي الامريكي بشبكة فوكس نيوز روجر
فريدمان من مهاجمة الفيلم الأخير للممثل الشهير توم كروز والمعنون «
فالكيري» الذي تدور احداثه حول الحقبة النازية وما جرته على العالم من
ويلات، وهو من الافلام الاخيرة التي عالجت موضوع الدكتاتور أدولف هتلر
والنازية وانصب هجوم فريدمان على الفيلم باعتباره اعتذارا للنازي ويقلل
ضمنيا من أثرها، قال: ( إنني قلق من ان يمثل فيلم فالكيري اتجاها جديدا في
صناعة السينما، وهو الاعتذار للنازي، حيث لم يذكر احد من « الابطال « في
الفيلم ما يدور حولهم، فقد كان هتلر يقتل الملايين بشكل منتظم)، واضاف: (إن
فالكيري يفتح الباب لفكر خطير، وهو أن الهولوكوست وجميع الأعمال الوحشية
الاخرى ذات أهمية ثانوية بالنسبة للقضية الوطنية الالمانية)، وانتقد
فريدمان طاقم التصوير لتصغيره أو إخفائه الصليب المعقوف الذي اصبح من
شعارات مساوئ النازية، وهاجم تصوير هتلر على انه: (احمق يتحدث بلكنة
بريطانية ويرتدي سترة جميلة).
ويعد الانتقاد السياسي للفيلم من قبل فريدمان هو الأعنف من نوعه في
الكتابات الامريكية عن الفيلم، فماذا سيقول كومار وهو يحاول إعادة تشكيل
رؤية جديدة لهتلر هذا إذا كانت مجازفاته الأولى قد نجحت لانها لاتتضمن مثل
عنوان مثير كالذي سيطالعنا به نهاية هذا العام.
الإتحاد العراقية في
26/06/2010
يوسف العاني.. سيرة ومسيرة
تحليل واستعراض عبدالجبار حسن
هذا هو العنوان الذي حملته صورة الكتيب الصادر عن شركة مطابع الاديب ـ عمان
2008 والذي يحمل الرقم عشرين في سلسلة من الاصدارات المسرحية والفنية
المتنوعة في موضوعاتها في المسرح والسينما والتلفزيون وعن تجاربه المسرحية
ورحلاتها شرقا وغربا على امتداد خارطة الفن العراقي والعربي الاصيل.
والحديث عن الفنان يوسف العاني هذا الرائد المسرحي الكبير والنموذج الصادق
والاصيل والمعبر عن حقيقة الفنان العراقي وصبره ومعاناته لعقود
طويلة من الزمن المر
والصعب من اجل ان يرسخ دعائم نهضة مسرحية حقيقية استحق وبجدارة ان يلقب
عنها بفنان
الشعب.
حيث يتناول وباسلوب سلس وممتع سيرة حياته منذ ولادته مرورا بمراحل تفتح
موهبته الفنية المبكرة عند الصف الرابع الابتدائي وحيث ولد هذا الفنان الذي
عشق المسرح منذ نعومة اظفاره ونحت على صخرة الزمن صور ابداعه وصور احلامه
واحلام شعبه وامانيه فأحبه الناس وأحبهم حتى حفر عطاءه الثر المتواصل اسما
مميزا في ذاكرة التاريخ والناس معا.
انه الفنان يوسف العاني الرائد المسرحي والكاتب والممثل والباحث وسفير وطنه
العراق في المحافل الفنية المختلفة عربيا وعالميا، انه ذاكرة اجيال خلت من
الاوائل والرواد والمبدعين.
فيستعرض مطبوعه الدقيق جدا باحداثه وتواريخه التي لا تعد ولا تحصى، ولادته
الحقيقية في 1/ تموز من عام 1927 في مدينة الفلوجة.
ووقوفه ممثلا مسرحيا عام 1944 وتحديدا في 24 شباط في نص مسرحي بفصل واحد
كان من تأليفه واخراجه في الثانوية المركزية ببغداد ويعتبره العاني يوم
ميلاده الفني.
وتخرجه من كلية الحقوق دورة عام 1950-49 وحيث مارس مهنة المحاماة لعدة
سنوات ثم دراسته في معهد الفنون الجميلة ـ فرع التمثيل لاربع سنوات وكان
الاول في كل الدورات لكنه فصل في السنة الاخيرة 1952 لمواقفه الوطنية.
ساهم الفنان العاني بتأسيس فرقة المسرح الفني الحديث عام 1952 مع الفنان
ابراهيم جلال وعدد من المثقفين الشباب.. كما مارس النقد السينمائي والمسرحي
وما زال يكتب في مجالات النقد والمتابعات الفنية لاسيما المسرح والسينما
داخل وخارج الوطن..
ويستعرض المطبوع ايضا سفره وترحاله الكثير من الدول الاشتراكية آنذاك وتعرف
في (المانيا الديمقراطية) على مسرح ـ بريشت ـ جيدا وعن كثب وكذلك مسارح
فيينا.
والفنان العاني الذي صال وجال وما يزال في ساحات الابداع الفني رائدا
وكاتبا واداريا لمناصب فنية متعددة منها مدير للبرامج في الاذاعة
والتلفزيون ومنذ عام 1958 واول مدير عام لمصلحة السينما والمسرح والتي
اسسها عام 1960.
كما شغل منصب رئيس فرقة المسرح الفني الحديث ورئيس المركز العراقي للمسرح
التابع للمركزالعالمي للمسرح (I.T.I) اضافة لعضوية اللجنة التنفيذية للمركز العالمي للمسرح وللاعوام
1982-1985.
وليس غريبا علينا هذا الاستذكار الجميل المعبر عن حبه ووفائه لزملائه من
الرواد عبر هذه الباقة من الصور التذكارية التي جمعته معهم لفترة طويلة من
الزمن الاصيل.
كما يلقي الفنان العاني الضوء على بداية مسيرته في التاليف المسرحي بدءا من
النص المسرحي ذي الفصل الواحد الى المسرحية الطويلة مرورا بعشرات المسرحيات
التي جسدت معاناة الشعب العراقي ضد كل اشكال الظلم والفقر والعوز والفساد
الاداري المستشري في مفاصل الدولة العراقية مثل مسرحيات (راس الشليلة ـ
حرمل وحبة سودة ـ ست دراهم ـ فلوس الدوه ـ جحا والحمامة ـ والشريعة
والمفتاح والخان ) وغيرها من المسرحيات التي لاتزال عالقة في ذاكرة المشاهد
والباحث والنقاد والمختصين في مجال التوثيق المسرحي.
والعاني لا يحتاج لاستعراض منجزه الفني المتنوع بالوانه واهدافه ورؤاه فقط
بل وللتاكيد على ما بذله واعطاه هذا المبدع الفذ على جميع الصعد تمثيلا في
المسرح والسينما والاذاعة والتلفزيون فقد مثل العاني في 58 مسرحية منها
(مسمار جحا ـ تموز يقرع الناقوس والنخلة والجيران ـ وبونتلا وتابعه ماتي ـ
والرهن ـ والانسان الطيب).
وعلى صعيد السينما ساهم العاني في كتابة سيناريو وحوار وتمثيل فيلم سعيد
افندي عام 1957 ـ اخراج كاميران حسني اضافة الى تمثيله الافلام (ابو هيله ـ
وداعا يا لبنان ـ المنعطف ـ المسألة الكبرى ـ اليوم السادس، مع الراحل يوسف
شاهين 1986 ـ وبابل حبيبتي ـ الملك غازي واخرها فيلم ـ غير صالح للعرض ـ
اخراج عدي رشيد عام 2005.
كما يستعرض فيه نشاطه الاذاعي والتلفزيوني ممثلا وكاتبا للعديد من الاعمال
الفنية الخالدة منها (الساقية ـ ناس من طرفنا-سطور على ورقة بيضاء ـ خيط
البريسم ـ رائحة القهوة ـ عبود يغني ـ واجنحة الثعالب- وبلابل) وغيرها من
الاعمال الخالدة.
كما اعد عشر قصص للتلفزيون كسهرات لكبار الكتاب العراقيين منهم فؤاد
التكرلي ـ وعبدالله نيازي وعبدالستار ناصر واخرون.
مؤلفاته كثيرة وجوائزه متعددة وشهاداته حملت بريق سنوات عطائه وابداعه وهي
كدقات قلبه النابض والمفعم بالمحبة والشبابية هي كلها شهادات بحق منجزه
الفني الخالد.
والعاني حلق كطائر ـ الهربان ـ قاطعا الاف الاميال دون كلل او ملل ليثبت
لجمهور العالم اصالة الابداع والمبدع المسرحي العراقي اينما حل على خشبات
مسارح الدنيا الواسعة.
كتب عنه الكثير الكثير حتى باتت مفردات مسرحياته تتغلغل في نفوس الناس من
المشاهدين دون استئذان وهو العراقي المتنوع المدارس والاساليب والعازف على
اوتار المسرح بمئات الاطوار المسرحية والمقامات المبهجة. واجمع النقاد
والمحللون بل وحتى الاكاديميون على انه نبض الشاعر العراقي الرافض لكل
اشكال العبودية والاضطهاد، جسد آلام الطبقات المسحوقة وعبر عن تطلعاتهم نحو
الحريـة كمـا خـط العاني الامثولة الشعبية والمتأطرة بالمناخ الفلكلوي
والمصـاغـة بقـوالـب الواقعيـة الاجتماعيـة الراغبة في اقتحام حدود النص
الفنية.
عاش العاني المتناقضات بكل انواعها وجسدها بتراكيب نصية غاية في الروعة هذا
الانسان المرهف الحس والمتفتح الحواس والذي تفيض روحه نبلا وصدقا ووفاء..
استحق عليها ان يكون فنان الشعب بحق.
هكذا قيل عنه وهكذا قال هو عن نفسه مستفتحا مطبوعه الجميل بقوله:
انا المدعو يوسف
ولدت بلا تاريخ معروف
في الصيف
على سطح عال مكشوف
بالقرب من نخلة تمر (البربن)
في الفلوجة
يقولون اني مكثت شهرين في بطن امي
اكثر من الحمل المألوف
الى قوله:
ولكي يجعلوا كل عذابات (الآتي)
اختاروا لي اسم نبي الحسن (يوسف)
فصرت:
يوسف اسماعيل عبدالعاني..!!
هكذا ولد العاني وترعرع وشب على فن المسرح مبدعا مجدا متواصلا مع احلام
الفقراء والمسحوقين وانه فنان الشعب بشهادات المختصين والعارفين وغير
العارفين وألف تحية لسيرته ومسيرة ابداعه.
الإتحاد العراقية في
26/06/2010 |