الفنانة التونسية هند
صبري تبحث عن الأدوار الصعبة، وتحاول تغيير جلدها الفني كلما أمكن ذلك، لذا
تسعى
الى تقديم الاسلوب الكوميدي في أدائها حاليا بالمسلسل
التليفزيوني الذي تصوره الآن
بعنوان 'عايزة اتجوز'.
نجحت هند في إقناع زملائها أحمد السقا وأحمد رزق ومحمود
الجندي ومي كساب وغيرهم في الظهور معها كضيوف شرف فهل توافق
على الظهور بأعمالهم
كضيفة شرف؟!
وما أسباب تأجيل فيلمها الجديد 'أسماء'، وغيرها من الأسئلة خلال هذا
الحوار:
·
هل ترغب هند صبري في الاتجاه
للأدوار الكوميدية حسب ما تقدمه حاليا في
الدراما التليفزيونية؟
*
المسألة ليست رغبة في الاتجاه للكوميدي لأنني أقدم
كوميديا الموقف وليس كوميديا 'الافيهات'، والموضوع هو الذي
يفرض نفسه على الممثل
طالما ان لديه امكانيات وطاقة فنية يمكنه تفجيرها في الدور المناسب،
والفنان لا
يحدد موعدا لتغيير أدواره، والأمور ترتبط بالصدفة أحيانا وبالمطروح على
الساحة
أحيانا أخرى.
·
تأجيل فيلم 'أسماء' اكثر من مرة
أدى الى تردد شائعة إلغاء العمل،
ما صحة ذلك؟
*
الفيلم تأجل بالفعل لإجراء بعض التعديلات على السيناريو والحوار
واتفقت مع مؤلفه ومخرجه عمرو سلامة على تصويره بعد انتهاء
اجازة عيد الفطر المقبل
لأنني مشغولة حاليا في تصويره مسلسلي الجديد 'عايزة اتجوز' والذي أجسد فيه
شخصية 'علا' صيدلانية وتواجه ضغوطا من عائلتها
للزواج إلا انها ترفض هذا الاسلوب من أجل
أن ترتبط عن حب، والعمل يناقش فكرة العنوسة وتأخر سن الزواج.
·
لكنك أكدت العام
الماضي انك قررت الابتعاد عن الدراما والتركيز على السينما بعد مسلسل 'بعد
الفراق'
لماذا عدت بسرعة.
*
العمل في الدراما مرهق جدا وكان من الصعب أن أدخل عمل جديد
فور انتهاء 'بعد الفراق' خاصة انني أبحث عن موضوع جيد لا يشعر
معه الجمهور بالملل
وتكون الحلقات مشوقة، وتجربة مسلسل 'عايزة اتجوز' جديدة لأنها تم تحويلها
من مدونة
على الانترنت إلى كتاب ثم سيناريو، ومعي عدد كبير من النجوم يظهرون كضيوف
شرف مثل
أحمد السقا وأحمد رزق وتامر هجرس ومحمود الجندي ويوسف الشريف
ومي كساب وآخرين.
·
ظهرت كضيف شرف بمسلسل 'عالم
سمسم' لماذا؟
*
لأنني ظهرت بشخصيتي الحقيقية
والحلقات تتمتع بشعبية واسعة بين الكبار والصغار في أنحاء الوطن العربي
وحقق النجاح
خلال سنوات عرضه لذا ظهوري به لم يضرني على الإطلاق.
·
هل توافقين على الظهور
بشخصيتك أو بدور صغير كضيفة شرف بأعمال زملائك؟
*
طبعا، فقدمت بصوتي فقط مشاركة
لأحد زملائي الذي طلبني في فيلمه ولم أظهر به، وأي عمل يحتاج الى مساندتي
لا أتأخر
وزملائي لا يتأخرون على مشاركتي كضيوف شرف بعمل لي.
·
ما هي خطواتك المقبلة ضمن
مهام عملك كسفيرة لمكافحة الجوع؟
*
أجهز لزيارات الى مدينة اسيوط ثم اليمن وغزة
وذلك بعد نجاح زيارتي لمدينة الفيوم في مصر مؤخرا.
وقطاع غزة أفكر في زيارته منذ
مدة لأنه يعيش معاناة الحصار ولا توجد مواد غذائية كافية لمن يعيش به على
العكس من
الضفة الغربية، ورغم تعييني سفيرة لمكافحة الجوع منذ أشهر قليلة إلا أنني
أسعى لعمل
خطوات جادة تحقق الهدف منها لجمع تبرعات لضحايا الكوارث الطبيعية.
القدس العربي في
26/06/2010
اهم المخرجين
الفرنسيين لا يعتبر نفسه فرنسيا
جان بيير جونيه: لو تصور المخرجون الامريكيون مدى
حريتنا
الابداعية لطالبوا بالتحرر السياسي
هوليوود ـ من حسام عاصي
جان بيير جونيه واحد من اكثر المخرجين
الفرنسيين المعاصرين ابداعا. افلامه 'اميلي'، 'حلويات'، 'الغريب: الانبعاث'
و'اشتباك طويل جدا' حصلت على نجاحات نقدية
وتجارية في انحاء العالم. كل واحد من هذه
الافلام صور بدقة رياضية وامتلأ بالصور الغنية، المشاهد
الأخاذة والأداء
المذهل.
التقيت جان بيير جونيه في فندق فخم في بيفرلي هيلز. على عكس الضيوف ذوي
الملابس المتميزة، جونيه وصل لابسا 'تي شيرت' ناعما، وهو يكشر
بمرح، كما لو كان
طفلا مأخوذا بالأجواء التي حوله. كان برفقة مترجم، 'انه مترجمي من فيلم
'الغريب:
الانبعاث'،' يمزح جونيه، مشيرا اليه.
بسرور، جلس المترجم صامتا اغلب الوقت، لأن
تمكن جونيه من اللغة الانكليزية قد تحسن كثيرا منذ آخر مرة صور
فيها فيلم 'الغريب:
الانبعاث' في هوليوود.
فيلم جونيه الأخير 'ميماكس' وهو فيلم عن شخص يدعى بازيل
(داني
بون)، فقد والده بتفجير لغم ارضي وزوجته تعرضت لاعاقة بعد ان اصيبت برصاصة
طائشة دخلت في دماغها. بمساعدة من 7 موهوبين، ينتقم بازيل من اصحاب مصانع
الأسلحة.
بدأ جونيه العمل على 'ميماكس' بعد قضائه سنتين من الاستعداد لفيلم
'حياة
بي آي'، وهو مشروع من تمويل 'فوكس القرن العشرين' والذي توقف بسبب التكلفة
العالية. نتيجة احباطه وبسبب رغبته في تصوير شيء، فتش في جهازه كومبيوتره
عن افكار
قديمة.
'كان
لدي افكار مختلفة في الكومبيوتر،' يقول. ' في الحقيقة، فقد مزجت
ثلاث افكار مختلفة: واحدة كانت عن بائع اسلحة، لأنني مأخوذ
بهؤلاء الكائنات الغريبة
الذين يخترعون اشياء تؤدي الى تعذيب والم الآخرين؛ وقصة انتقام لأنني احب
قصص
الانتقام مثل 'في يوم من الايام في الغرب'؛ والثالثة كانت صنع شيء مع
مجموعة من
الأشخاص الغريبين مثل الاقزام السبعة. لم يكن الأمر سهلا لأنك
لا تريد ان تصنع
كوميديا عن تصنيع الاسلحة، لكنني فكرت ان 'الدكتاتور العظيم' كان فيلما
كوميديا،
وقد نجح'.
على الرغم من الرسالة السياسية الخفية في الفيلم، فان جونيه يرفض ان
يتم سحبه الى قضية مكافحة صناعة الاسلحة. 'انها كليشيه ان تقول
ان بيع الاسلحة جيد
او سيىء،' يقول. 'لقد قمنا بمقابلات مع اصحاب مصانع السلاح في بلجيكا،
ووجدنا انهم
اشخاص مثيرون للاهتمام ومشغوفون بالتكنولوجيا. ارغب في ان ينضم هؤلاء الناس
الى
طاقمي (يضحك). انهم لطيفون جدا وهم لا يشعرون انهم يقتلون
بشرا؛ على العكس من ذلك
انهم يعملون مع الطرف الأفضل. يقولون 'نحن نعمل لوزارة الدفاع، وليس لوزارة
الهجوم'. يقولون انهم لا يبيعون السلاح للاشخاص الشريرين، لكننا نعلم انهم
يبيعون
في افريقيا وفي غيرها، حيث يقتل الناس المساكين.'
كما في افلامه السابقة، يترك
جونيه لمخيلته العنان في ميماكس ويملأه بالخدع البصرية، المشاهد المضحكة،
الأشياء
الغريبة والشخصيات المذهلة. 'بالنسبة لي الفيلم هو مثل لعبة
الميكانو. داخل العلبة
لدي ازياء، حوار، موسيقى... الخ واريد ان استفيد من كل ذلك. انها العلبة
الاكثر
جمالا ولا اضيع شيئا داخل هذه العلبة،' يقول.
جونيه ايضا شخص يبحث عن الكمال
ويعمل بدقة على كل مرحلة من مراحل صناعة الفيلم، من كتابة السيناريو وترتيب
سياق
اللقطات حسب القصة الى نهاية تفاصيل تنفيذ الفيلم. ليس غريبا انه قام فقط
بـ6 افلام
خلال 20 سنة من حياته السينمائية. 'اكتب السيناريو خلال ستة
اشهر، ابحث بعد ذلك عن
المال، ثم تبدأ المشاكل، مثل هذه المرة فقدت الممثل، وضاعت علي 4 اشهر.
انها عملية
طويلة. يأخذ انجاز هذه الافلام وقتا طويلا: التصوير وعمليات ما بعد الانتاج
لأنني
شخص صعب الارضاء. قضيت 6 اسابيع وانا اشتغل على الوان الفيلم.
لكنني احب ذلك،' يقول
مبتسما.
افلام جونيه مميزة بمناظرها الفريدة وصورها السحرية. يصور افلامه بعدسات
قصيرة ويلونها بألوان حارة ثم يقوم بالعمل عليها. يطلب ايضا من
ممثليه الدقة
المتناهية ويحصل عليها. لكنه يصر انه بالنسبة اليه، القصة تأتي اولا.
'القصة
هي
اكثر الاشياء اهمية'، يؤكد. 'اعتقد اننا قمنا بخطأ في فيلم 'مدينة الاطفال
الضائعين' بسبب احساسنا بمزاج العمل وبطاقمه قبل ان نحس
بالقصة. في ذلك الوقت قلنا
'حسنا
الآن نحن بحاجة الى قصة'. يجب ان تحصل اولا على قصة جميلة وبعد ذلك تقرر 'اريد ان اصور هذا. هذا هو الترتيب الصحيح'.
جونيه يتناول قصصا ذات جذور في
الواقع ثم يقوم برفعها الى اعلى ويسردها على المشاهد من خلال سلسلة من
اللقطات
السحرية. يتجنب جونيه الواقعية الدنيوية للسينما الفرنسية لكنه ايضا لا يحب
الفانتازيا المبالغ بها. 'احب القصص العلمية لكنني لا احب
الفانتازيا. اذا كنت تملك
خاتما سحريا ويمكنك ان تستكشف العالم، بالنسبة لي هذا لا ينفع. لا احب 'سيد
الخواتم' او حتى 'حرب النجوم'؛ لا افهم هذا النوع من القصص. لكنني احب
افلام
المخلوقات الفضائية لأن مبدأ اللعبة دقيق جدا ويمكن ان يحصل'،
يقول متعجبا.
رغم
ان هذا الفيلم فيه نكهة فرنسية، لا يعتبر جونيه نفسه فرنسيا. انه يؤمن ان
النجاح
التجاري لافلامه قلب الفرنسيين ضده. 'احب باريس واحاول ان اظهر
باريس مختلفة في كل
فيلم، لكن هذا ليس بالضرورة فرنسيا. بالطبع، انا استخدم موسيقى الاكورديون،
ولذلك
تبدو انها فرنسية،' يقول مازحا. 'لكن في فرنسا يعتقدون انني عالمي، لأن
افلامي تباع
في كل انحاء العالم، لذلك لا أحس بأنني فرنسي بشكل خاص كما
انني لست عضوا في اي
نقابة في فرنسا'.
رغم ذلك، يفضل جونيه ان يعمل في فرنسا وان يصور افلاما فرنسية،
بسبب حبه للغة الفرنسية، والحرية التخييلية التي يتمتع بها في
فرنسا. 'احب حرية ان
افعل ما اريد. ذلك منصوص عليه في القانون الفرنسي،' يقول مازحا. 'لو تصور
المخرجون
الامريكيون مدى حريتنا التخييلية فسوف يطالبون بتحررهم سياسيا'، يقول وهو
يضحك.
رغم ذلك فان جونيه استمتع بتصوير 'الغريب: الانبعاث' في هوليوود. 'كانت
تجربة عظيمة،' يقول مندهشا. 'لكنها كانت صعبة، لأن عليك ان
تقنع الناس بطريقتك
الخاصة في الاخراج وعليك ان تتحدث الى الكثير من الناس عن كل شيء'.
حاليا، جونيه
يحاول ان يشتري حقوق كتاب فرنسي. 'ستكون قصة حميمة جدا، جميلة لكن غير
تجارية
كثيرا'، يقول.
يحاول جونيه ايضا ان يضع يديه على كتاب امريكي قرأه مؤخرا، عن
روسيا خلال الحرب. 'تحفة،' يقول بحماس. 'سألتقي بالمؤلف في
نيويورك. سمعت انه يريد
ان يخرج الفيلم بنفسه. خطأ كبير'، يقول ضاحكا.
جونيه يقارن نفسه بالطباخ 'الشيف'،
الذي يجهز الطبخة ويريد ان يتشاركها مع المشاهدين، لكنه يصر انه يصنع
الفيلم لنفسه. 'عندما تكون شيف فانت المتذوق الأول لما تطبخه.
يجب ان تحب الطبخة
قبل ان تعطيها للآخرين. انت المشاهد الاول لفيلمك. اذا فكرت بالناس الآخرين
فقد
قضيت على نفسك'، يقول ضاحكا.
القدس العربي في
26/06/2010 |