قد يبدو عنوان هذا المقال عادياً أو على العكس فيه
نوع من التهافت، لكنه ليس في
مضمونه بديهياً ومعطى، بخاصة أن المقصود
بالسينما هنا هو السينما / الفن السابع، أي
الفن التعبيري عبر الصورة المتحركة الذي يستند إلى رؤية، وحضور خاص،
ومرجعية ثقافية
عميقة (تكويناً أو قراءة أو صفة).
كما أن المرأة هنا ليست تلك التي تقف أمام
الكاميرا ممثلة أو تقف بجانبها (مركبة
أو تقنية أو مساعدة)، بل المرأة التي تساهم
في صنع السينما، لأنه يجب التأكيد أن
النساء اللواتي يقفن خلف الكاميرا قليلات جداً نسبة إلى عدد الرجال
المخرجين. كما
أن دخولهن، أي هؤلاء النساء المخرجات، عالم الإخراج لم يتم إلا أخيراً...
فريدة
بليزيد واحدة من هؤلاء القليلات عالمياً اللائي آلين على أنفسهن أن يصنعن
أفلاماً،
أفلاماً حقيقية تعبّر وتشهد وتقول وتبوح وتعلن...
والحق أن المرأة/ المخرجة معادلة استفهامية، قضية
«فكرية» تحض على النقاش
والجدال والإغناء الفكري لمجال «الحداثة».
فإذا اعتبرنا السينما فناً لتعرية
العالم، للشهادة، للفضح، للإعلان،
للمباشرة، وفناً لسبك الحياة والعالم «حياً»
و «نابضاً
بالأثر» من دون وسيط يثقل على سلاسة التقبل والتأثير والانفعال، إذا
اعتبرنا ذلك، فما الذي يمكن أن تمنحه المرأة/ المخرجة؟ تعرّيه وتفضحه،
وتعلن عنه،
وتشهد به، وتفكر به؟ وذلك خلاف ما يقدمه الرجل/ المخرج، أو ما تقدمه هي
كمخرجة لا
غير من دون تحديد للجنس؟ هذا في شكل عام عن علاقة المرأة بالسينما والسؤال
الذي
تطرحه.
وفي حال المخرجة السينمائية فريدة بليزيد يضاف
معطى أساس محدد كبير التأثير هو
الانتماء إلى المغرب، المجتمع المغربي من
حيث أتت وحيث تقيم. وانطلاقاً من ذلك يطرح
طبعاً عليها أولاً السؤال كامرأة تجرؤ على صنع صورة سينمائية وبناء حكايات
سينمائية
لـ/ في مجتمع له مع الصورة والسينما علاقة غير مريحة بتاتاً، بما أنه مجتمع
تقليدي
محافظ أصلاً، وبما أنه تتوزعه «أفكار» بعضها يريد أن «ينقي» الصورة و «يطهرها»
والبعض يريدها خالصة، حية، من دون رقابة قبلية.
الاختلاف النوعي
ثم بعد هذا يأتي السؤال عن مشوار بليزيد السينمائي
والفيلمي الممتد الى أكثر من
ثلاثين سنة. للإجابة عن هذه الأسئلة، لا بد
من استعادة النظر في أفلامها وتحديد ما
قد يبدو مميزاً ومتفرداً في تجربتها السينمائية. وفي نظرنا يتجلى هذا
التميز في
أمرين اثنين: الاختلاف النوعي، ثم الحد الأدنى من التوظيف التقني.
يتبدى هذا من فيلم الى آخر من أفلامها الروائية
الأربعة المطولة، وهي المقصودة
بكلامنا هنا. فالأفلام بعامة ومن النظرة
الأولى لا تتشابه. «باب السماء مفتوح»
(1988)
فيلم حميمي، استبطاني، روحي الطابع والأجواء، فيلم
استكشاف فكري وروحاني
يتبع مسار امرأة تعيش لخبطة وجودية عميقة،
وهو فيلم مديني وذاتي.
«كيد النساء» (1999) بخلاف الأول تماماً، هو عبارة
عن كوميديا عجائبية تستلهم
أجواء «ألف ليلة وليلة» أو أجواء فيلم
تاريخي «مؤسلب» وظفت فيه المخرجة مخزوناً
حكائياً طفولياً واستعارت مضامين الحكي الشفوي وأدواته مع مراعاة الانتقال
الزمني
المفروض والعامل الأسطوري، كما لو كانت تسكن مخيلة جدة حاكية. والحق أنها
هنا حققت
تجربة المغايرة والحياد.
الشريط الثالث «الدار البيضاء، الدار البيضاء»
(2003) اقتباس أدبي عن رواية غير
معروفة تناولت حدثاً سياسياً واجتماعياً
فارقاً وعابراً، وهو منح المخرجة إمكانية
تجريب فيلم «تشويقي تحقيقي» في مدينة متروبولية تمنح زخماً كبيراً من
الشخوص
والأحداث في أجواء داكنة خاصة.
الفيلم الرابع «خوانيطا في طنجة» (2006) اقتباس
أدبي عن رواية غربية اسبانية
تتناول واقعاً مغربياً. هو فيلم حكائي
يلتصق بشخوصه وأحداثه ويتقدم حاكياً سارداً
مع وجود طاغ مؤثر لخلفية مدينة حاضرة بقوة. وقد قصدت فيه المخرجة الحديث عن
النوستالجيا تجاه زمن جميل، استعادةً للألق المفقود، وتحسراً على زمن سعيد
للشهادة
وإثارة الانتباه. شريط متعدد اللغات وتحضر فيه الأديان المختلفة والثقافات
المتعددة
من خلال الشخوص عبر مزيج أعطى سينمائياً شريطاً هو دعوة الى التفكير في
المآل وفي
إنقاذ ما يجمع الجميع ويعليهم.
الحد الأدنى من «الدراما»
في هذه الأفلام الأربعة يلاحظ الوفاء للحكاية
الخطية السرد، المقبولة صورة
وتركيباً، من دون نزوع الى اختراق الشكل
الفيلمي المعياري المرسخ منذ بداية
السينما. لكن الخاص هنا يتبدى في التركيز
على الأجواء العامة والفضاءات التي تدور
فيها الحكايات مع تخير المضامين المختلفة في كل مرة.
لكنها في الوقت نفسه تتوخى كثيراً اللعب على
الإيقاع العام للسرد، على آلية
الصمت، على الحوارات المكتوبة بدقة، على
جمال الصورة المؤثثة داخلاً بديكورات جاذبة
وبأضواء ملعوب فيها بحسب أهواء معينة ومنتقاة. وكل ذلك لتقديم «دراما»
سينمائية
مرنة، سلسة، غير عنيفة ولا يتحكم فيها النزوع نحو المفاجأة والمقالب
الحكائية.
وهذه المعطيات المميزة لسينما فريدة بليزيد هي في
خدمة موضوع طاغ بقوة. إنه
مضمون «المرأة» بكل بساطة. المرأة لكن ليس
كقضية، وليس لإثارة الانتباه والنضال
«النسواني» البسيط الصارخ والضاج والمملوء بالخطاب والتأكيد ذي
الرؤية الواحدة.
المرأة في أفلامها هي إنسان في حالات معينة، في مسارات مختارة،
في مشاوير محددة.
تحكي في كل مرة عنه. المرأة مثقفة وذكية وشخصية قوية نافذة.
أفلام فريدة بليزيد هي
حكايات نساء وقد أُخذن في وضعيات تمكنهن من
التدليل وإحضار المعنى عما يستطعن فعله
والإتيان به في ظل ظروف تقهرهن أو تنافحهن أو تعاكس رغباتهن وطموحاتهن.
وفي هذا الإطار لا يمكن نسيان فيلمها الرائع «باب
السماء مفتوح» ويمكن ربطه
بفيلمها الأخير «خوانيطا في طنجة». فالأول
يعبر عن صور «سعادة الفتح» بالمعنى
الصوفي للكلمة. والثاني عن صور «الانحدار
الباطني القاسي» عبر عيون امرأتين
استثنائيتين... هنا القدر السينمائي الجميل
لفريدة بليزيد التي أخرجت هذين الفيلمين
كما لو كانت تكتب. الشيء الذي يجعلنا نقول إنها أفلام كاتبة.
الحياة اللندنية في
25/06/2010
صالات السينما السورية تستعد للعودة إلى
بريقها
دمشق - غيث حمّور
بعد أن كان عدد دور السينما في سورية يصل إلى 112
صالة حتى سبعينات القرن
الماضي، أخذ هذا العدد يتقلص حتى أضحى مع بداية القرن العشرين صالتين
وحيدتين (صالة
الشام الخاصة) و(صالة الكندي التابعة للدولة). وجاء هذا التراجع نتيجة بعض
القرارات
الحكومية ومن أهمها منع استيراد الأفلام من قبل الجهات الخاصة وحصر
استيرادها
بمؤسسة السينما الحكومية. فضلاً عن بعض القرارات الأخرى الذي
ساهم في تراجع القطاع
السينمائي السوري، وترافق عدد الصالات مع قلة الإنتاج الذي تراجع أيضاً
ليصبح
فيلمين على الأكثر سنوياً تنتجهما مؤسسة السينما، ليصبح القطاع الخاص خارج
المعادلة
السينمائية، وأدى كل ذلك إلى هجرة الجمهور من صالات السينما، وانخفاض نسب
المشاهدة
في شكل كبير...
أمّا محاولة القطاع العام في السنوات الماضية لمد
سيطرته على
العروض السينمائية فباءت بالفشل فهو على رغم القرارات الحكومية التي صبت في
مصلحته،
لم يستطع تفعيل دوره في شكل كامل، ما دفع الحكومة للعدول عن قراراتها، وهذا
ما شجع
المستثمرين للعودة إلى لقطاع السينمائي من جديد، أولى هذه
البوادر كانت بإعادة
افتتاح مجمع سينما «سيتي» (سينما «دمشق» سابقاً) من قبل المنتج نادر أتاسي،
ليشعل
فتيل المنافسة بين الصالات الثلاث، ما دفع القائمين على صالتي «الشام» و «الكندي»
لرفع سوية الأفلام المعروضة واستقطاب أحدث الإنتاجات العالمية لعرضها،
ليبدأ
الجمهور بالعودة تدريجاً إلى دور السينما وساهم افتتاح سينما «سيتي» أيضاً
في عودة
القطاع الخاص إلى الإنتاج السينمائي، فتقديم فيلم «سيلينا»
للمخرج حاتم علي والمنتج
من قبل القطاع الخاص دفع عدداً من الشركات الخاصة الأخرى لدخول غمار
المنافسة
وتقديم أفلام سينمائية جديدة تعبر عن نبض الشارع السوري كفيلم «غيلان
الدمشقي»
و «نصف
ملي غرام نيكوتين» وغيرها.
وفي العامين الماضيين ظهرت سيطرة سينما «سيتي» على القطاع السينمائي في شكل واضح،
فاعتماد هذه الصالة على الإنتاجات
السينمائية الجديدة واستقطاب أهم الأفلام الهوليوودية والعالمية دفعها
لتحتل مركز
الصدارة على الساحة السينمائية، وعلى الطرف الآخر ما زالت سينما «الشام»
تحاول
اللحاق بها، لتستعيد مكانتها على الساحة السينمائية. وتبقى
سينما «الكندي»
الحكومية، وعلى رغم محاولتها تقديم الأفلام السينمائية التي تحمل طابعاً
فكرياً
وثقافياً والابتعاد عن الأفلام التجارية، لكنها مع ذلك لم
تستطع حتى الآن استقطاب
الجمهور لصالتها، ولم تستغل الفارق الكبير بين سعر بطاقة دخول صالتها
المحدد بـ 50
ليرة سورية أي ما يعادل دولاراً واحداً، مقارنة مع بطاقة دخول سينما «سيتي»
مثلاً
الذي يصل إلى 300 ليرة سورية أي ما يعادل 6 دولارات، لتبقى
تستقطب جمهوراً
محدوداً...
تقنية سينما الأبعاد الثلاثة لم تدخل صالات دمشق
إلا حديثاً.
وذلك على رغم أن هذا النوع من السينما بدأ في خمسينات القرن الماضي في
هوليوود عبر
فيلم «كريتشر فروم ذي بلاك لاغون» للمخرج جاك آرنولد، وتبني شركة ديزني
العالمية
أفلام الأنيميشن الثلاثية الأبعاد، ما دفع صالات العالم لتتحول
إلى ميزة الأبعاد
الثلاثة، خاصة بداية عام 2000 حيث أخذت هذه الظاهرة بعداً آخر، لتقدم
أفلامها
لمختلف الأعمار والأجناس. في المقابل كانت صالات دمشق تعرض الأفلام
الثلاثية
الأبعاد بطريقة البعدين فقط، ولعل أبرز هذه الأفلام «avavtar»
للمخرج جيمس كامرون
الذي عرض في صالتي «سيتي» و «الشام»
في شكل مسطح. أما الخطوة الأولى باتجاه سينما
الأبعاد الثلاثة فجاءت قبل أيام
قليلة فقط، حيث قدمت سينما «سيتي» صالتها الجديدة المختصة
بالأفلام الثلاثية
الأبعاد في عرض خاص للصحافيين معلنةً عصراً جديداً للصالات السينمائية
السورية،
لتكون هذه الخطوة هي الأولى من نوعها في سورية.
سينما الأبعاد الثلاثة ستكون
حاضرةً أيضاً في صالة «الكندي» الجديدة في منطقة مشروع دمر بدمشق، والتي
افتتحت
رسمياً قبل فترة وسيتم افتتاحها جماهيرياً خلال أيام وهي مجهزة
بأحدث تقنيات العرض
العالمية بما فيها عرض الأفلام ذات الأبعاد الثلاثة.
عدد كبير من المستثمرين
بدأ العمل على افتتاح صالات جديدة في سورية، وتــأتي هذه
الخطوات بعد قرار رئيس
الجمهورية إعــفاء أصحـاب الصالات السينمائية من الضرائــب في خـطوة كبيرة
ومهمة
للمساهمة في رفع سوية الصلات السينمائية في سورية والذي يدوره سيكون طريقاً
للنهوض
بالسينما السورية والعـودة بها إلى عهدها الماسي.
الحياة اللندنية في
25/06/2010
عزت العلايلي... وثلاثة وجوه لرمضان
القاهرة – فاطمة حسن
يعود الفنان عزت العلايلي للدراما الرمضانية هذا العام بثلاثة مسلسلات هي
«الجماعة»
و«موعد مع الوحوش» و«سنوات الحب والملح». وعبّر العلايلي عن سعادته بعرض
ثلاثة أعمال له في شهر رمضان المقبل، وتمنى أن تنال إعجاب المشاهدين.
وعن اتهام بعضهم لكاتب مسلسل «الجماعة» وحيد حامد بتشويه صورة جماعة
الإخوان
المسلمين من خلال هذا المسلسل، قال العلايلي: «المسلسل لا
يشوِّه الإخوان المسلمين
والكاتب كان حريصاً على التزام الموضوعية، وعرض الحقائق كاملة». ويؤدي
العلايلي في
هذا المسلسل شخصية المستشار عبد الحميد كساب وهو شاهد على نشأة الجماعة.
ويشاركه
البطولة إياد نصار ويوسف شعبان ويسرا اللوزي.
وتابع العلايلي أن اسم المسلسل الثاني تغير من «وحوش أليفة» الى «موعد مع
الوحوش» بناء على رغبة المؤلف بعد بدء التصوير وموافقة طاقم
العمل الذي وجد أن
الاسم الأخير أكثر جاذبية للمشاهد. ويجسد العلايلي في هذا العمل شخصية
صعيدي يدعى
جعفر، يحاول الحصول على دعم الحكومة للوصول الى عضوية البرلمان، وبعد أن
يحصل عليها
يستغل نفوذه في الاتجار بالمخدرات والسلاح. والمسلسل بطولة
خالد صالح وعفاف شعيب
وتأليف أيمن عبد الرحمن وإخراج أحمد عبد الحميد. وأوضح العلايلي انه يقدم
في مسلسل «سنوات الحب والملح» دوراً مختلفاً عن
الأدوار السابقة. فهو في هذا العمل «الخال
عباس»، وهو رجل سياسي اختاره أهل بلدته للدفاع عن حقوقهم.
المسلسل من بطولة فتحي
عبد الوهاب وهناء الشوربجي ومحمود الحديني، عن قصة جميل عطية وسيناريو
وحوار أبو
العلا السلاموني وإخراج محمد فاضل.
واستبعد العلايلي أن يصيب وجوده في أكثر من مسلسل المشاهد بالتشتيت، قائلاً:
«أنا
مقتنع بكل شخصية أؤديها؛ لأنها تحمل فكراً ومضموناً في صميم النسيج
الدرامي،
وتختلف عن الأخرى؛ لذلك لن يرى المشاهد في هذه المسلسلات الثلاثة اي تشابه؛
فأنا
أحرص على عدم تكرار أدواري وأختار بعناية الشخصيات التي أقدمها
لتُضاف إلى رصيدي
الفني».
الحياة اللندنية في
25/06/2010 |