فيلم «بنتين من مصر» تتحول فيه أحداث الحياة إلي صدمات ولعنات
تطارد أبطال الفيلم حتي النهاية، دون أن تترك لهم بارقة من أمل ففي الوقت
الذي
تعاني خلاله الفتيات من شبح العنوسة وتأخر سن الزواج يسقط الشباب في دائرة
البطالة
والعجز عن تكوين أسرة قادرة علي تجسيد حلم الارتباط والزواج، ليبقي حلم
الهجرة هو
الهاجس الوحيد الذي يسيطر علي كل الشخصيات، وهو أيضا أمر بعيد المنال إن لم
يكن
مستحيلا.
وفي ظل هذه الأجواء تعتمد أحداث الفيلم علي فكرة الضياع والفقد
وتجريد الشخصيات من جميع الحقوق الطبيعية والمكتسبة بدءاً من حق المرأة في
الزواج و
الحياة والحب حتي فقدها لكرامتها عندما تقدم تنازلات مادية كبيرة من أجل
اللحاق
بقطار الزواج، وتتصاعد فكرة الضياع لتفقد الفتيات حلم الأمومة ويغرقن في
مشكلات
اجتماعية وقدرية.
فالسيناريو لا يركز علي الشخصيات بوصفها نماذج فردية
وإنما رموزلمجتمع يوشك علي الانهيار لدرجة
أنه لا توجد بالفيلم شخصية إيجابية واحدة
تتجاوز الفشل وتصل إلي محطة النجاح، فالكل يدور في دائرة عبثية مثل أسطورة
«سيزيف»
الذي يحمل الصخرة إلي أعلي الجبل ويعيد المحاولة مرات عديدة بمجرد أن تنهار
وهذا ما
يجعل من الفيلم عبارة عن رؤية كابوسية قاتمة ورؤية شديدة السواد بالإضافة
للضغط
النفسي والعصبي علي المشاهدين، لأن الأحداث تغلق جميع الأبواب في الوجوه
وتتهكم علي
كل شيء بدءاً من محاولات الخروج من أزمة تأخر سن الزواج لدي الفتيات حتي
السخرية من
نافذة الرحمة التي أتاحها الله للعباد.
ولا أعرف كيف يمكن لمؤلف الفيلم أن
ينصب نفسه متحدثاً رسمياً باسم الدين ليؤكد أن حلم الزواج أمر
بعيد المنال حتي في
العالم الآخر، فالفتيات يسيطر عليهن
الحرمان الأبدي في الدنيا والآخرة، وليس هناك
من مخرج لهذه الكارثة الاجتماعية غير الموت والانتظار القاتم للمصير
المجهول، وطوال
الأحداث أنت مطالب بأن تغرق في هذه الإحباطات.
ينسج الفيلم خيوطه الأساسية
علي مستوي الدراما من خلال خطين متوازيين هما شخصية حنان وداليا، فهاتان
الفتاتان
هما محور الأحداث، ومحاولة السعي نحو الزواج والإفلات غير الموفق من شبح
العنوسة،
وعلي خلفية هذين الخطين يعتمد السيناريو علي روافد كثيرة وهي أن العنوسة
ليست حالة
فردية أو استثناء، بل مرض اجتماعي بات يلاحق الآلاف بل الملايين من الشباب
والفتيات، وأن المشكلة لها جذور اجتماعية ودينية وسياسية واقتصادية ويظهر
أمامنا
عجز المجتمع عن علاج مشكلاته بدءاً من الشاب الذي يفشل في سداد القروض التي
أنفقها
لاستصلاح الصحراء وحتي المحامي الذي يفقد الثقة في جميع النساء، بالإضافة
«لشخصية
اللا منتمي» وبذلك يتبني الفيلم فكرة الصراع النفسي داخل الشخصيات.
ولا
معني مطلقاً لاختزال أحداث الفيلم كلها في السلبيات والإحباطات مع سبق
الإصرار
والترصد وهو المعادل الموضوعي لفيلم «عسل إسود».
اللغة
السينمائية
المخرج محمد أمين يطرح رؤيته السينمائية بحرفية كبيرة
وقدرة علي تطويع الصورة، لتقول أكثر مما
تعنيه الكلمات، وهذه المهارة الفنية تتسابق
مع مهارة أخري وهي خلق حوار نابض بالسخونة والانفعال، وهذان الجانبان
يكملان
بعضهما، حيث تطرح الصورة السينمائية دلالاتها بينما تقتحم الكلمات في
الحوار حدود
الأزمة النفسية للشخصيات، فالعين والآذان والمشاعر والحواس لدي المشاهد
كلها في
حالة جذب لتتابع إيقاع الأحداث ويكرر المخرج مشهد قاع العبارة التي تقاوم
تهالك
جدرانها الحديدية بمزيد من اللحامات، لكن الضغط علي جوانبها يزداد من وقت
لآخر مع
ارتفاع الموسيقي التصويرية التي تنذر بحدوث شيء ما، ولا شك أن المخرج يربط
بين غرق
العبارة وبين غرق بطلتي الفيلم في بحر الحياة وتنامي روح الفشل بالنسبة
للشخصيات.
المخرج محمد أمين بذل مجهوداً كبيراً في الوصول بمستوي الفيلم إلي الرؤية
الفنية التي يرتضيها لكنه لم يتحكم في الانسياق وراء الحوارات التي طالت
وامتدت عن
إطارها المعقول بين صبا مبارك وأحمد توفيق، فقد غلبت لغة السرد والحكي علي
التمثيل
والتفاعل في الأداء، كما أنها لم تضف جديداً أكثر من صب اللعنات علي
المجتمع ووصفه
بالعفونة والتحلل والسقوط والانحدار، ولو تم حذف بعض من هذه الحوارات
السردية أو
اختصارها لما تأثر إيقاع الأحداث، ويبدو أن النزعة الخطابية سيطرت علي
المؤلف
وجعلته يتمادي في شهوة الكلام حتي أفلت منه زمام التوازن في ضبط هذه
المشاهد التي
تعيدنا إلي الصور الإذاعية القديمة، ويبدو أنها كانت تحتاج إلي نوع من
التقنين
الفني الدقيق بأي حال من الأحوال.
وتبقي في النهاية بعض العبارات التي تحمل
نوعاً من التعميم المخل الذي يأخذ العاطل
بالباطل دون أن يراعي الموضوعية في إطلاق
الأحكام:
1- «مثل
هذا المجتمع وصل به الفُجر أنه لم يعد يخاف من ربنا
أصلا».
2-
وعبارة أخري تقول «أنت يشرفك تنتمي للعفن اللي احنا عايشين فيه
ده»..
3- «احنا
عايشين في بلد تأكد تماما أن ماحدش له مستقبل.. البلد اتحط
علي منحدر نازل.. نازل ولا حتي رسول يقدر يمنع ده».
4- «المنظومة
كلها
بتقول إن حياة الواحد هتبقي تعيسة وهناك ألف سبب وسبب يخلي
الواحد يغور من المجتمع
ده».
العبارات السابقة ترسخ لقيم الانهزام والسلبية، وترسم صوراً قاتمة
لحياة الناس كأن المخرج يحاول أن يزرع في النفوس معادلة مهمة هي أن الحياة
في مصر
تساوي الموت وهذا أمر غير منطقي، فرغم وجود المشكلات الاجتماعية
والاقتصادية فعلي
المصريين ألا يفقدوا إيمانهم بأنفسهم وقدرتهم علي النهوض، الأزمات لا يمكن
أن تقتل
في الشعب المصري إرادة الحياة وهذه هي الشفرة السرية للبقاء والاستمرار علي
امتداد
التاريخ.
فالفيلم يرتكب جريمة بشعة وهي إبادة روح التفاؤل التي كانت سلاحنا
الحضاري الوحيد في عدم الانقراض.
الأداء التمثيلي
تجسد زينة في فيلم «بنتين من مصر» أول بطولة مطلقة لها من خلال
شخصية مركبة تعاني من صراعات نفسية طاحنة، ولولا تمكن زينة من أدواتها
الفنية
وارتفاع سقف موهبتها لما استطاعت أن تمسك بروح الشخصية وإحباطاتها، بل إن
90% من
مشاهدها لا تعتمد علي الاستعراض الكلامي، وإنما علي تطويع ملامح الوجه
وانعكاسات
المشاعر للتعبير عن الحالة النفسية في الوقت الذي تجتمع فيه الصديقات
للاحتفال بعيد
ميلادها وتهنئتها بإطفاء شموع التورتة.
نتابع الدمعات الخفية وهي تتسرب من
عينيها لأن الزمن يمر دون أن تتزوج وسنة جديدة ليست فرحاً
وإنما عبء علي نفسها، إذ
جسدت زينة هذا المشهد بكل مشاعرها
المتضاربة والمتناقضة لتؤكد أنها ممثلة بحق، وقد
تنوعت المشاهد بين الأقل حدة والأكثر تفجراً، بالإضافة إلي تجسيد جميع
طبقات
المشاعر الإنسانية علي اختلاف مراتبها وصورها بدءاً من الخوف الشديد تجاه
المرض حتي
التوتر من التعرف علي وجوه الجثث ومروراً بحالات الانكسار واليأس والقلق،
وهذا
الدور تستحق عليه جائزة في التمثيل لما قدمته من قدرات فنية تشهد لها
بالتفوق.
أما صبا مبارك.. فقد أبدعت في تجسيد دور «داليا» واستغلت قدرتها علي الأداء
التمثيلي الواعي في السيطرة علي ملامح الشخصية التي تبدو غامضة، كما أنها
تمتلك
حضوراً كبيراً علي الشاشة وتمزج دائماً جمل الحوار بدفء عاطفي خاص تحمله
بانفعالاتها لدرجة أن قراءة تعبيرات وجهها خلال الأحداث أمر يدل علي تمكنها
وروعة
أدائها.
يشارك في بطولة الفيلم رامي وحيد وطارق لطفي وأحمد توفيق.. وهم
يحملون في الأحداث اسما واحدا وهو «جمال»، وإذا كان رامي وحيد قد جسد شخصية
الانتهازي الذي يتلاعب بمصير زملائه ويقوم بالإبلاغ عنهم، فإن طارق لطفي
قدم دوراً
مميزاً وصراعاً عنيفاً مع القدر كان من الممكن أن يكون الدور المحوري في
الفيلم
لولا تقليص مساحته لحساب وجهات النظر الدعائية والخطابية، وخلاف ذلك فهو
يستحق
التقدير لأن أداءه التمثيلي كان مبدعاً ورائعاً وبخاصة مشهد وداعه لمحبوبته.
أما زياد نصار فقدم نموذجاً جيداً للشخصية المهتزة نفسيا التي تعاني من
الشك والوساوس والقلق والانسحاق تحت وطأة عدم الثقة في المجتمع، فيما أدي
إياد
الدور بتلقائية وتناغم شديدين كأنه لا يمثل وإنما يعيش علي طبيعته.
وبالنسبة للممثل أحمد توفيق فقد عوض بملامحه وتعبيرات وجهه مسألة عدم وجود
ممثلة أمامه طوال الوقت، يقدم مشاهده كأنها مونولوج فردي إلا أن حضوره علي
الشاشة
وطريقته الحميمة في الأداء وما يغلفها من عمق وصدق جعل لهذه المشاهد صدي
فنياً
واثراً نفسياً لا يمكن تجاهله. فيلم «بنتين من مصر» يربط بين الاخفاقات
الاجتماعية
واسم البلد، مما يدل علي أن هناك نية مبيتة لجعل الفيلم محاكمة علنية ضد
الوطن،
تقوم خلالها شخصيات الفيلم بعرض بنود الاتهام، لكن الجميع يتجاهلون أننا
شركاء في
المسئولية ولا أعرف ما المقصود بتكرار الآية القرآنية «ومن لم يحكم بما
أنزل الله
فأولئك هم الكافرون».. «فأولئك هم الظالمون».. «وأولئك هم الفاسقون» بأصوات
قراء
مختلفين داخل أحداث الفيلم هل ذلك دعوة صريحة لمساندة القوي والتيارات
السلفية داخل
المعترك السياسي.. أم تعليل ديني لأزمات المجتمع؟
إسعاد يونس «منتجة
الفيلم» كتبت في إحدي مقالاتها أنها تعاني من الزهق وإذا كانت حالة الزهق
هذه
ستتحول إلي حزب سياسي واجتماعي يضم الزهقانين فإنها بلا شك ستفرز فناً لا
يختلف
كثيراً عن وجهة النظر هذه لأنه فن يكرس للكآبة والإحباط ويشبه حقنة الهواء
الفارغة
ورصاصة الرحمة التي تنهي الحياة بدلاً من العمل علي تجديدها... ارحمونا
وارحموا
البلد.
روز اليوسف اليومية في
24/06/2010
محمـد سعـد.. إهـدار فنان عام
محمد عدوى
يملك الفنان محمد سعد سرا ربما أعمق من سر «شويبس»، الذى مات الفنان الراحل
حسن عابدين قبل أن يتوصل له وأكثر حيرة من خلطة كنتاكى، التى قال عنها
الأرجنتينى الساحر ميسى بلغة عربية فصيحة «سره لذيذ»، لكنه فى نفس الوقت
يملك قدرا من البيروقراطية الفكرية، التى تسبب له إهدارا لموهبته، وما بين
هذا السر، وهذه البيرقراطية يواصل محمد سعد حياته الفنية ومشروعاته
السينمائية.
والحقيقة أن محمد سعد كفنان يشبه إلى حد كبير القطاع العام المصرى، به ما
به من إمكانات ولا يحقق النجاح ــ الفنى ــ وربما يحتاج كما هو الحال مع
القطاع الخاص إلى مزيد من الخصخصة أو على الأقل إدارة جديدة لمشروعه الفنى،
فلا يمكن أن تنكر وأنت تشاهد محمد سعد بقدراته الحركية والتمثيلية وموهبته
الفطرية ما وصل إليه لكن فى نفس الوقت تحتار لاستمراره بنفس المنهج
والوسيلة دون أن يحاول أن يتغير أو ينظر خلفه ليرى ما وصل إليه وما وصل
إليه نجوم غيره سبقهم فى البداية ثم ما لبسوا وانطلقوا، ولم يستطع أن يلحق
بهم لترهل مشروعه الفنى، والذى جعله يترنح أحيانا ويصاب بكساد فى أحيان
أخرى.
صحيح أنه يملك موهبة حقيقية لكن دائما وابدا للصبر حدود والجمهور فى بلدنا
يمكن أن يبلع لك الزلط مرة، لكنه لا يمكن أن يعيش بمعدة ممتلئة بالدبش
والحصى طيلة عمره يملك فضيلة الغفران، لكنه يرفض دائما الاعتماد على هذه
المكرمة، ويحتاج إلى أن تقدم له السبت حتى يقدم لك بطيب الخاطر الأحد، وهذه
العلاقة النفعية هى التى فرضها محمد سعد نفسه عندما قدم لهم شخصية جديدة
بلغة جديدة ومفردات مختلفة عن تلك التى يشاهدونها وتعودوا عليها، هذه
الشخصية التى اختبرت فى دور صغير مع مخرج كبير فى فيلم الناظر لشريف عرفة
هى شخصية اللمبى ذلك الشاب، الذى يخرج من بيئة موجودة بيننا، لكن دائما ما
نحب أن نتحاشاها وندعى عدم وجودها وربما سر نجاحها فى فيلم كامل هو
الحقيقة، التى وضعها صناع فيلم اللمبى أمام أعين الجميع والمشكلات، التى
تعرضت لها الشخصية فى الفيلم يتعرض لها كثير من شبابنا والحلول، التى
يقدمها أيضا يلجأ إليها الكثيرون منا، ولذلك نجح الفيلم ونجح محمد سعد فى
تغيير خريطة السينما.
وأضاف إلى فرسان الشباك فارس جديد سرعان ما أصبح فى المقدمة عن استحقاق رغم
أن هناك من هاجم الفيلم، وهاجم سعد نفسه لكن الجمهور، وقتها كان سندا له
ودرعا حماه من كل تقلبات النقاد، وبالفعل خرج محمد من اللمبى «الفيلم»
سالما، لكنه لم يستطع الخروج من اللمبى «الشخصية»، والأحرى أنه لم يستطع
الخروج من قالب الممثل الكاراكتر، وهى الأزمة التى لم يدرك سعد أن سابقيه
ممن أتوا بصدمة الشخصية، قرروا عن طيب خاطر أن يخرجوا منها بسرعة ليستكملوا
مشوارهم، فهنيدى مثلا نجح بشخصية الطالب الصعيدى فى فيلم صعيدى فى الجامعة
الأمريكية، وكان من الممكن أن يستمر بتلك الشخصية فى أفلامه التالية وأحمد
حلمى نجح من خلال كاركتر الشاب الصايع فى فيلم «صايع بحر»، لكنه لم يتوقف
أمامه، ولم يعد إليه مطلقا، ومن قبلهما فعل الزعيم عادل إمام والكبير
الراحل فؤاد المهندس، وغيرهم من نجوم الكوميديا لكن سعد لم يستطع حتى الآن
الخروج من اللمبى أو من نمطية الكاراكتر التى يضع نفسه فيها باختياره
للأسف.
فقدم اللى بالى بالك ــ اللمبى بحكاية جديدة، وقدم عوكل ــ كاركتر ــ بوحة
ــ كركر وكتكوت وبوشكاش، وغيرها من الشخصيات التى يربط بينها دائما خيط
واحد رفيع يتعلق دائما به محمد سعد فى محاولة لأن يحدث صدمة اللمبى الفيلم،
والذى صعد به إلى عنان السماء، لكن الحقيقة أن هذا الخيط، والذى صنعه محمد
سعد بنفسه ولا يمكن الحديث عن محاولات توريط أو فرض نوعية معينة عليه من
قبل صناع القرار فى السينما أصبح على وشك التمزق وأخشى أن يسقط من ارتفاعه
إلى الأرض.
محاولات مخنوقة
الحقيقة أن المتتبع لمسيرة محمد سعد الفنية بعد احتلاله للمقاعد الاولى فى
عالم شباك التذاكر يجد مسارا متعرجا له على مستوى الإيرادات ومسارا ثابتا
على مستوى الأداء، وربما إذا ربطنا بين المسارين سوف نجد حلا للغز الممثل
الذى يحرق بأيديه كل مناطقه الخضراء، ومع ذلك يحاول مع كل انتكاسة مالية
البحث عن مخرج فيعود إلى الفيلم، الذى يعتبره الدليل الذى يحتذى به وأقصد
اللمبى فيقارن بين ما قدمه فى كركر على سبيل المثال، وبين ما قدمه فى
اللمبى، ويستشعر أن كمية الضحك لم تكن كافية أو أن الأغنية لم تكن موفقة
فيقرر أن يكرر ما فعله فى اللمبى فى فيلمه الجديد، وهكذا لكنه للأسف لا
يدرك أن المشكلة ليست فى جرعات الضحك أو الأغانى أو حتى بطلات أفلامه أو
مخرجيها ومؤلفيها، وإنما الحقيقة أن المشكلة تكمن فى قناعــات محمد سعد
نفسه، والإطار الذى حبس نفسه فيه وأغلق عليه بابا موصدا، وخبأ المفتاح
بنفسه فى مكان يعرفه جيدا ويرفض أن يراه. إضافة إلى أنه لا يستغيث طلبا
للنجدة لظنه أنه على طريق صحيح، والحقيقة أن هناك من يساعده على ذلك من بعض
المنتجين، الذين يريدون عصره حتى آخر نكتة يمكن أن يقولها.
ولعل فيلم 8 جيجا، والذى قدمه محمد سعد مؤخرا ــ وأتمنى ذلك ــ يكون تلك
النكتة الأخيرة، وليست النقطة الأخيرة التى يستغلها سعد وبعض ممن حوله،
فالفيلم الذى شهد محاولة مخنوقة لمحمد سعد للعودة إلى ما كان عليه بعد فترة
غياب فى رأيى يجب أن يكون نهاية عهد سعد بأفلام الكاراكتر وبشخصية اللمبى،
التى آن الأوان لأن تستريح وأن يضعها سعد فى متحف على اعتبارها مقتنيات
ثمينة وآن الأوان لأن يسعى محمد سعد للخروج من سجنه الاختيارى، وأن يجد
المفتاح والدعامة التى تبقيه ممثلا مهما قبل أن يعلن إفلاس مشروعه الفنى،
ونخسر فنانا نبحث عن أمثاله سنوات طويلة.
الشروق المصرية في
24/06/2010
فيلمان جديــدان لمايگـل جاگســون وبيـع
أثـاث منـزل لـم يــره بالمـزاد العلنـى
رشا عبد الحميد
مر عام واحد على رحيل ملك البوب مايكل جاكسون ومازالت وفاته تشكل لغزا لا
يبدو انه سينتهى لينضم هذا إلى قائمة النجوم الذين ستظل ظروف رحيلهم اسطورة
بلا نهاية، وتستعد عائلته ومحبوه فى كل انحاء العالم حاليا للاحتفال بذكرى
رحيله الاولى التى تمر غدا، ففى اليابان يعرض له فيلم وثائقى جديد يضم
لقطات جديدة لم يرها أحد من قبل تتعلق بحقيقة هذا النجم المحبوب واطلق عليه
اسم «مايكل جاكسون: داخل العالم الخاص» وبالتاكيد لن يكون هذا العمل هو
الأخير عن جاكسون.
ويصور الفيلم حياة هذا النجم الخاصة خلال السنوات التى سبقت وفاته وسنرى
فيه جاكسون يضحك ويلعب ويغنى مع أصدقائه والناس الذين كان يشعر بالارتياح
معهم أى سيكشف لنا الفيلم جاكسون الحقيقى كيف كان يعيش ويمرح ويحزن ويحب
وهو ما يتمنى الكثير من معجبيه رؤيته للتعرف عليه والاقتراب منه أكثر
وسيكون العرض الأول للفيلم فى 200 قاعة عرض فى طوكيو يوم 25 يونيو أى فى
يوم ذكرى وفاته.
كما أكد معجبوه حول العالم انهم سيحتفلون بجاكسون على طريقتهم فمهنم من
سيضىء شمعة فى هذا اليوم من أجله ومنهم من سيكتب له رسائل خاصة على عدد من
البالونات تطلق سويا فى الهواء، كما سيكون هناك مزاد علنى فى نفس اليوم
بولاية لاس فيجاس يعرض قفازات واثاث وسترات وأحذية وملابس وتذكارات أخرى
استخدمها مايكل واخرى لم يستخدمها ابدا للبيع ويذكر أن الأثاث الذى سيعرض
للبيع من آرائك وكراسى ومناضد جميعها طلبها جاكسون من اجل قصره فى إنجلترا
ولكنة توفى قبل ان يراه فى صورته النهائية.
وأعلنت قناة «تى فى جايد» أنها ستذيع فيلما يلقى نظرة على الظروف المحيطة
بوفاة جاكسون فى يوم ذكراه أطلق عليه اسم «ذهب سريعا» وسيسرد الأيام
الأخيرة من حياته على لسان من كانوا يرافقونه خلالها وقد تم استخلاص أحداث
هذا الفيلم من 300 ساعة قبل وبعد وفاة جاكسون مباشرة.
واعلن ايضا انه يتم التخطيط الآن لإقامة متحف ومركز للفنون المسرحية
والثقافية إلى جانب فندق فى بلدة جاكسون التى ولد فيها «انديانا» والتى
ستتبرع بنحو 300 فدان لمساعدة منظمى المشروع فى الحصول على تبرعات ومساعدات
بعيدا عن الارض لبداية العمل مع العام المقبل وستصل تكلفة هذا المشروع إلى
300 مليون دولار سيتم جمعها من مستثمرين من القطاع الخاص.
تستعد ايضا انديانا مسقط رأس مايكل وعائلة جاكسون جميعا لاستقبال الزائرين
فى ذكرى وفاته والتى تتوقع ان يكونوا بالآلاف فبدأت بتنظيف المدينة لتظهر
بشكل رائع امام الزائرين خاصة فى منطقة منزل العائلة.
والمفاجأة فى هذا اليوم انه تم السماح لمعجبيه بزيارة قبره فى كاليفورنيا
وعلى الرغم من انهم لن يدخلوه الا انهم سيكونون على اقرب مسافة منه داخل
منطقة القبور.
أما عن آخر ما توصلت اليه التحقيقات فى وفاة هذا النجم هو اتهام طبيبه
كونراد موراى بتهمة القتل غير العمد لجاكسون بعد اعطائه جرعة مفرطة من
المخدر ولكنه يزاول المهنة حتى الآن وبانتظار محاكمته.
وفى الوقت الذى يستعد فيه العالم للاحتفال بذكرى وفاته مازال أطفاله «باريس
12. برنس 13، بلانكيت 8» لم يتغلبوا بعد على أحزانهم فطوال هذه الفترة
وجدتهم كاثرين والدة جاكسون تتولى رعايتهم واكدت ان طريقتهم فى محاولة
التغلب على الحزن اختلفت فبرنس وبلانكيت دائما يناقشان طرقا لجعل والدهم
فخور بهم أما باريس فأتت بنحو ثمانى صور لوالدها وقالت لجدتها انها تريد ان
تعلق صور والدها فى غرفتها لتشعر انه يحيطها من كل جانب ولكى تتمكن من
رؤيته دائما.
وصرحت كاثرين ايضا قائلة: «فالأطفال منذ الوفاة كانوا دائما منعزلين نادرا
ما يرون اصدقاءهم، هذا إلى جانب انهم كانوا يتلقون دروسهم فى المنزل بحسب
سياسة جاكسون الذى كان يريد أن يخفيهم عن العالم الخارجى بقدر استطاعته
ولكنهم الآن سيتم الحاقهم جميعا بمدرسة خاصة ليكملوا دراستهم وسط اصدقائهم».
وطرحت كاثرين كتابا 150 صفحة يتضمن صورا لجاكسون عالية الجودة اطلقت عليه
«لا يمكن ابدا ان نقول وداعا» وصرحت انها تتمنى ان تظل الناس تتذكر مايكل
ويحتفلون به وان تتحسن الامور بالنسبة لأسرتها اكثر من ذلك.
ويبدو أن الاحتفال بذكرى جاكسون واختراع افكار جديدة لذلك لن ينتهى مادام
أن هناك من يجمع الأموال من وراء ذلك.
الشروق المصرية في
24/06/2010 |