(أنا وأمي وأبي نجي الريحاني)
هي جزء من ذكرات الراقصة لوسي دي فرناني وابنتها
چينا نشرها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام
٧٠٠٢ في دورته الواحدة والثلاثين،
والتي أهداها إلي اسم نجيب الريحاني،
وقد كرم السيدة التي ظهرت فجأة بعد موته بثمانية وخمسين عاما لتقدم نفسها
إلي الحياة العامة باعتبارها »إبنته«.
المدهش أن نجيب الريحاني بدأ يكتب مذكراته عام
٧٣٩١،
وهو العام الذي خرجت فيه جينا من رحم أمها إلي الوجود، والسؤال الأكثر
إدهاشا هو لماذا لم يسجل الريحاني فرحته بميلاد ابنته في مذكراته؟!، خاصة
وأنه ظل يكتب هذه المذكرات لمدة عامين متواليين؟!
ألم يكن من الأجدي له أن يحتفل بمولوده؟ ألا يستحق هذا المولود سطرا واحدا
في مذكراته، تلك التي سجل فيها أنه قد افترق عن لوسي دي فرناني -
أم چينا التي ولدت عام ٧٣٩١ - (بغير عوده) عام ٠٢٩١؟!
وإذا كان قد افترق عنها عام
٠٢٩١، فكيف له أن ينجب منها بعد
٧١ عاما! هل عاد إلي هذه السيدة ثانية!
من الجائز!
ولكنه من الضروري ستكون عودته بعد كتابة مذكراته أي بعد عام ٩٣٩١، وبذلك
يكون قد مضي علي ميلاد چينا عامين، لأنه قد أكد في مذكراته علي اقتراقه عن السيدة
لوسي عام
٠٢٩١ (دون عودة)، ولم يذكر في مذكراته عن أي عودة لهذه السيدة
حتي عام
٩٣٩١، وهو عام توقفه عن كتابة المذكرات.
وإذا كان قد عاد إلي لوسي بعد عام
٩٣٩١
فلماذا تجاهل صديقه بديع خيري هذا الحدث في مقدمته لمذكرات
الريحاني بعد رحيل الأخير بعشر سنوات!
وهو الرجل الذي كان يعرف أدق أسرار الريحاني!
هل أقام الريحاني علاقة مع السيدة لوسي
- أو تزوجها - بعد رحيله عن العالم!
أي بعد عام
٩٤٩١،
في الوقت كان فيه عمر السيدة جينا
٢١
سنة!
مذكرات الريحاني ومذكرات الأصدقاء والصحافة:
لقد كتب كتب كل من بديع خيري وعثمان العنتبلي وفاطمة رشدي وفاطمة اليوسف
ويوسف وهبي وجورج أبيض (من خلال إبنته سعاد)
وزكي طليمات وبديعة مصابني وغيرهم كثيرون مذكراتهم،
وكانوا أقرب الأصدقاء إلي نجيب الريحاني، ولم يذكر أحدا منهم كلمة واحدة عن هذه السيدة،
كما لم تكتب الصحافة حرفا واحدا،
وهي التي كانت تتبع وتتابع كل
تحركاته.
صدق الريحاني
لقد أكد الريحاني في مذكراته قوله: (عاهدت نفسي أن أسجل الحقائق مهما كان فيها من ألم ينالني قبل
غيري ممن جمعتني بهم أية جامعة وربطتني بهم أقل رابطة).. ومن المؤكد أن
رابطة الريحاني بابنته لن تكون أقل رابطة، ولهذا ألا تستحق ولو سطرا واحدا
في مذكراته!
- الريحاني ولوسي أم جينا:
لقد تعرف الريحاني علي لوسي دي فرناني في سبتمبر من عام
٧١٩١
حين كان الخواجة ديموكنجسب قد انتهي من
بناء مسرح الأجبسيانه، وكان الريحاني قد بدأ في استئناف عمل فرقته في
هذا المسرح الجديد،
حيث يؤكد
- في مذكراته - أن الأقدار قد ساقت له فتاة فرنسية، وهي لوسي دي فرناني،
في الوقت الذي فيه چينا أن أمها ألمانية ولدت بمدينة فيسبادن، مما يعني أن
الريحاني لم يكن يعرف أصول أمها حق المعرفة، وهو يلقبها أحيانا بصديقة أو
زميله.
نهاية العلاقة
حين حلت علي نجيب الريحاني المصائب بسبب انتاجه لأوبريت العشرة الطيبة،
وكاد يقتل بسبب وشاية ضده تقول بأنه عميل إنجليزي،
وبسبب إنهيار أرصدته في البورصة، افترق عن لوسي إلي غير عودة،
وبكلماته يقول: (كان الخلاف قد دب بين الصديقة لوسي دي فرناني وبيني،
فافترقنا إلي غير عودة)..
بين المذكرات والفيلم
الغريب أن السيدة چينا تؤكد في فيلم (نجيب الريحاني..
في
ستين ألف سلامة)
أنها أقامت في القاهرة هي وأمها لوسي من عام
٨٣ إلي ٩٣٩١ حتي عادا إلي باريس، وهي الفترة التي كان يكتب فيها الريحاني مذكراته في مجلة الاثنين،
والسؤال الذي يطرح نفسه..
لماذا تجاهل ميلاد إبنته؟!
يكتب عنه المحيطون به من الأصدقاء بعد موته!
أسئلة مدهشة وملغزة ولا إجابة لها يقبلها المنطق أو العقل!
تؤكد چينا في الفيلم أن الريحاني مات في القاهرة، وعلي أثر ذلك جاءهم تلغراف،
فوصلت هي وأمها إلي مصر عن طريق مركب، حيث لم يكن هناك طيران،
وقد زارو الريحاني في قبره.
واذا عدنا إلي مذكراتها التي كتبتها ونشرها مهرجان القاهرة السينمائي عام
٧٠٠٢، فلها قول آخر غريب وعجيب يتناقض مع ماقالته في الفيلم، حيث تقول أنها جاءت هي وأمها إلي مستشفي الدمرداش
قبل أن يموت الريحاني وقد استقبلهما فرحا،
كما أمر بصرف مكافآت لجميع العاملين بالفرقة بمناسبة تشريف لوسي وابنته
چينا، وبالطبع لن تكون إقامتهما معه سرية، فهناك من يرافقه في المستشفي وهي ڤيكتورين الذي
كان يستعد للزواج منها، وبديع خيري،
وخادمته، ويزوره أعضاء فرقته وأصدقائه والصحفيين، وغير ذلك من المحبين له،
واذا كان الأمر كذلك، ألا يستحق هذا الحدث سطرا واحدا من الصحافة،
أو كلمة حق من الأصدقاء المقربين له أو من أعضاء فرقته، وما هو موقف السيدة
ڤيكتورين التي كانت تستعد للزواج من الريحاني بعد الانتهاء من تشييد قصره
في حدائق القبة!
أي الروائيين أصدق وقد خرجا من فم واحد!
وأين موقع السيدة چينا وأمها لوسي من كل هذه
الأحداث!
خاصة في فترة حرجة من فترات حياة الريحاني،
حيث كان يستعد للإنفصال من بديعة وفي الوقت نفسه يتهيأ للزواج من ڤيكتورين!
مرة أخري أين موقع السيدة لوسي وبانتها جينا من حياة نجيب الريحاني!
وللحديث بقية ..
أخبار النجوم المصرية في
24/06/2010
سينمائيات
المحطة
الاخيرة
مصطفى درويش
»كل شيء أعرفه.. لم أعرفه إلا بفضل الحب«
بهذه العبارة التي جاءت علي لسان أحد أبطال »الحرب والسلام«
رائعة »ليون تلستوي« الاديب الروسي الشهير، استهلت بها، مكتوبة علي الشاشة،
أحداث فيلم »المحطة الاخيرة« (٩٠٠٢)
لصاحبه المخرج الأمريكي
»مايكيل هوفمان«.
وسيناريو الفيلم المأخوذ عن سيرة روائية للكاتب »جييي باريني«،
لا يحكي حياة »تلستوي« من المهد إلي اللحد، مثلما يفعل مؤلفو مسلسلاتنا التي مدارها
سير مشاهير المصريين.
وانما يحكي منها ما تيسر معرفته من أسرار الأيام الأخيرة من سيرة حافلة،
قبل أن يأتي صاحبها الموت، وله من العمر اثنان وثمانون عاما،
انفق منها خمسين عاما علي الأقل، وهو مرفوع الشراع،
في بحار التجربة الروائية،
المتوجة برائعتي الأدب العالمي
»الحرب والسلام«
و»أنا كاريننا«
ومن عجب أنه حسب ما يقوله الفيلم نقلا عن
تلك السيرة، كانت حياة »تلستوي«
قبل أن يغادر دنيانا، أقرب إلي الجحيم، منها إلي أي شيء آخر.
ويرجع ذلك الي صراع مرير دار بينه وبين زوجته الكونتيسة »سونيا«
وأم أولاده الثلاث عشرة، بين ذكر وأنثي، الذين انجبتهم له،
أثناء عشرة زوجية طويلة ، استمرت دون انقطاع حوالي ثمانية وأربعين عاما.
أما كيف دار الزمان، بحيث جعل حياة صاحب الحرب والسلام جحيما، أشبه بميدان حرب ضروس تدور رحاها بين زوجين عاشا
معا تحت سقف واحد سنوات طوال، ولا أمل،
وهما في نهاية العمر، ان ترفرف علي عشهما حمامة السلام.
فذلك ما يحاول أن يبين أسبابه فيلم مدته ساعتان إلا قليلا.
فبعد مشهد قصير تري فيه »سونيا«، وتؤدي دورها »هيلين ميرين« السابق لها
الفوز بجائزة أوسكار أفضل ممثلة رئيسية عن ادائها في فيلم »ملكة« - أقول
نراها وهي تداعب »تلستوي«
الذي يغط في نوم عميق
»يتقمص شخصية تلستوي الممثل »كريستوفر بكتمر«
المعروف لرواد السينما بفضل ادائه لدور الاب الثري
الصارم في فيلم »صوت الموسيقي«.
بعد ذلك المشهد ينتقل بنا السيناريو وصاحبه مخرج الفيلم من الريف وتحديدا
من »ياسنيا باليانا«
المزرعة حيث تقيم أسرة
»تلستوي« الي »موسكو« عاصمة روسيا القيصرية، حيث نري لقاء بين »شيرتكوف«
(يؤدي دوره الممثل القدير بول جياماثي)
و»بولجاكوف«
(ويؤدي دوره الممثل الصاعد الواعد »جيمس ماكفوي«.
اما لماذا التقيا فذلك لان الأول بوصفه اخلص مريدي »تولستوي«
والمتزعم الحركة الدولية التي باسمه تدعو الي العزوبة والملكية الجماعية
والمقاومة السلبية.
قد وقع اختياره علي الثاني »بولجاكوف«
ليكون سكرتيرا للأديب الذي تعدت شهرته
روسيا الي مشارق الارض ومغاربها وأصبح لتعاليمه اتباع حتي في اقاصي الأرض.
وكان من بين تعليماته الي السكرتير الشاب قبل توجهه الي مقر »تولستوي«
في ياسنيا باليانا أن يدون كل ما يراه ويسمعه،
وبخاصة ما يكون منه قد جاء علي لسان الكونتيسة »سونيا«.
واصفا اياها بانها العدو اللدود للحركة ومبادئها لاسيما ما كان منها متصلا
بتنازل »تولستوي« عن حق ملكيته لأعماله الأدبية،
الامر الذي سيؤدي إلي حرمانها،
أي »سونيا« هي وأولادها من الريع الذي تدره هذه الأعمال.
وبدء من وصول السكرتير »بولجاكوف« الي مزرعة، أو بمعني أصح عزبة »ياسنيا باليانا«
ونحن نشاهد بعيونه، صراعا متصاعدا بين زوجة ارستقراطية في خريف العمر، لم
يزل قلبها يخفق بحب الرجل الذي ملأ حياتها حوالي نصف قرن من عمر الزمان،
ومن أجله نسخت بخط
يدها، الحرب والسلام ست مرات،
ولا تستطيع أن تستوعب تغير حياته الي النقيض، وأن يحيط نفسه بمجموعة من الافاقين وبين زوج أصبح
يري الجنس رجسا من عمل الشيطان، والحياة المترفة خروجا علي تعاليم الدين،
وأخذ يعيش عيشة الفلاحين، ويعمل جاهدا من أجل التخلص من املاكه،
حتي لا يعيش عبدا لها.
اما كيف انتهي الصراع بينهما، فذلك كان بهروب تولستوي الي جنوب روسيا، حيث يقف القطار ويلجأ مع مرافقيه الطبيب الخاص
وابنته، الي مسكن ناظر المحطة حيث يلفظ أنفاسه الاخيرة وسط ضجة اعلامية كبيرة
قل أن يكون لها مثيل في ذلك الزمان »٧
نوفمبر
٠١٩١«.
ولم يمر علي ذلك الحدث سوي أربع سنوات إلا وكانت الحرب العالمية الأولي قد نشبت لتنهي بنيرانها حياة
عشرات الملايين ولتقضي علي ممالك وامبراطوريات!!
moustafa@sarwat.de
أخبار النجوم المصرية في
24/06/2010 |