وجه الفنان حمدي أحمد انتقاداً شديد اللهجة لاستعانة الدراما المصرية
بالممثلين من غير المصريين .. مشيراً إلي أن سبب هذا الانتقاد هو اننا في
مصر اتهمنا من قبل الأخرين بالضعف .. وقال إن دلت هذه الاستعانة فإنما تدل
علي الاساءة إلي الفنانين والفن المصري.
كما وجه اللوم إلي السطحية الموجودة لدي ضيوف بعض البرامج .. وطالب بضرورة
التدخل السريع لإنقاذ درامتنا المصرية من الانحطاط والضياع.
من ناحية أخري قال حمدي أحمد إن السينما الآن أصبحت بلا عقل ولا يفهم ما
يحدث بها الآن .. خاصة ان السينما في العالم تدور حول 3 محاور .. أولها
المشاهدة وثانيها الموضوع .. وثالثها الفن السابع.
وقال للأسف المتعة الآن في السينما أصبحت غير موجودة لأن ما يقدمه الآن
المشاركون فيها من هؤلاء المضحكين مجرد تفاهة وليس فناً ولا يجب ان يطلق
عليه فن .. وان من يقدم هذا لا يجب ان نطلق عليه فناناً لأنه لو كان فناناً
لتناول قضايا الناس التي تشغل بال المجتمع بشكل مستمر .. وحث علي ضرورة
تناول قضايا المجتمع مثل رفع الأسعار والتعليم والجامعات الخاصة ومصاريفها
والبطالة والفقر.
أوضح حمدي أحمد ان السينما كانت في الستينيات تتناول التحرير .. وخصوصاً
تحرير الفلاح .. وتساءل هل اختفت مشاكلنا ولم يعدموجود بالسينما سوي الضحك
.. ولماذا لا نهتم بفكر الأمة والاهتمام به من خلال أفلامنا السينمائية.
وأكد حمدي أحمد ان الدراما المصرية هذه الأيام في خطر .. مشيراً لمسلسل
"حدائق الشيطان" الذي أخذ ضجة كبيرة من قبل تم سرقته من فيلم "شيء من
الخوف" وان شخصية مندور أبوالدهب الذي لعبها "جمال سليمان" هي شخصية
"عتريس" التي قدمها الراحل محمود مرسي.
وقال متسائلاً: هل جاء جمال سليمان من سوريا لينقذ الدراما المصرية .. هل
هو صلاح الدين الذي جاء لتحرير الدراما المصرية من الهلاك ... وإذا كان هذا
"الجمال" هكذا فكيف يكون الفنان القدير نور الشريف والقدير يحيي الفخراني
والقدير محمود ياسين والزعيم عادل إمام وغيرهم من نجوم الفن في مصر من
الفنانين المتميزين في بلد تعتبر هي أم الفن.
أشار إلي أننا في مصر نعيش مرحلة سينمائية تعتبر مرحلة "التغييب" لأننا نجد
الفيلم كله تافة ولا يتضمن أي مضمون أو معني أو قضية تهم المجتمع وتعمل علي
نصيحة شبابه واستنارة أفكاره .. وناشد الكتاب من الصحفيين والممثلين التدخل
لحل مشكلة إنحدار مستوي السينما المصرية.
وعلي الجانب الآخر عاب حمدي أحمد علي جهاز التليفزيون من حيث البرامج التي
يظهر بها مجموعة ممن يتحدثون عن تفاهات الأمور .. وقال للأسف لن أجد أي
برنامج يستضيف أحد العلماء أو المفكرين الذين يقدمون النصائح للشباب أو
واحد بدأ من الصفر ثم وصل لمكانة مرموقة يستفيد منه شبابنا الذين يلهثون
وراء الفكر الغربي المذبذب.
الجمهورية المصرية في
23/06/2010
ليس بالنجومية وحدها
بقلم: كمال رمزي
بصرف النظر عما يقال عن مهارة نور الشريف، واقعيا، فى لعبة كرة القدم، فإنه
أثبت تفوقه، على شاشة السينما، كمهاجم لا يشق له غبار، حين جسّد، برونق
كوميدى فريد، شخصية «شحاتة أبوكف»، فى «غريب فى بيتى» لسمير سيف، واستحق
عادل إمام لقب ملك كرة الشراب بعد أن قام بدور «فارس» فى «الحريف» لمحمد
خان.. نجوم السينما، عندنا، تحولوا إلى أبطال كرة قدم، فى عالم الأطياف،
لكن العكس غير صحيح، فنجوم الرياضة، فشلوا فشلا متفاوتا، ما بين المتوسط
والذريع، عندما حاولوا، غزو الشاشة الفضية.
عادل هيكل، معشوق الجماهير أيام المجد، حين سطع نجمه على البساط الأخضر فى
نهاية الخمسينيات، وأطلق عليه وصف الحارس الطائر، والأخطبوط، حسب أدبيات
كرة القدم، يتذكره عشاق السينما، فى «إشاعة حب» بفضل الأداء الكوميدى
الجميل لعمر الشريف، المتردد الخائف، الذى يرتجف خوفا من بطش عادل هيكل،
الغيور على خطيبته هند رستم، إلى الدرجة التى جعلته نصف مجنون..
إلى جانب «إشاعة حب» لفطين عبدالوهاب، ظهر عادل هيكل فى فيلمين تاليين، بدا
فيهما باهتا، هزيلا فنيا، مجرد صفحة عابرة فى «مذكرات تلميذة» لأحمد
ضياءالدين، وضمن مجموعة من أبطال الرياضة فى «حديث المدينة» لكمال عطية..
أما إكرامى، وحش أفريقيا، كما أطلقت عليه الصحافة الرياضية، وخليفة هيكل
حسب تصريح الأخير، فإنه ظهر فى ثلاثة أفلام: «رجل فقد عقله» لمحمد
عبدالعزيز، و«إحنا بتوع الإسعاف» لعمر عبدالعزيز، و«يارب ولد» لعمر
عبدالعزيز.
وكما توقف عادل هيكل، الجامد الملامح، بعد أفلامه الثلاثة، انصرف إكرامى عن
السينما، بعد مشاركته فى ربع دستة أفلام، ذلك أنه، فيما يبدو، أدرك أن آلة
النطق عنده، تعانى من مشاكل بلا حل، وأن صوته الطفولى «المسرسع» لا يتواءم
مع تكوينه الجسمانى.. الوحيد الذى حقق نجاحا محدودا، أو بالأحرى، لم يفشل
فشلا ذريعا، هو صالح سليم، المايسترو، الذى ظهر فى دور هامشى، فى «السبع
بنات» لعاطف سالم، ثم دور ثانوى، فى «الباب المفتوح» لبركات، ثم تقاسم
البطولة أمام نجاة الصغير فى «الشموع السوداء» لعزالدين ذوالفقار.
والواضح أن مايسترو المستطيل الأخضر اقتنع بعدم صلاحيته للعزف على الشاشة
البيضاء فآثر الاعتزال والتفرغ لقيادة النادى الأهلى.. فشل أبطال الرياضة
يؤكد أن النجومية فى مجال، لا يعنى بالضرورة تحقيق نجومية موازية، فى مجال
آخر، خاصة حين يكون هذا الانتقال من دون تدريب أو تأهيل، وعندما يكون
الدافع الوحيد للمنتج هو استغلال شعبية نجوم الرياضة.
الفيلم الذى يستحق التنويه هو «حديث المدينة» لكمال عطية، ليس لقيمته
الفنية، ولكن لأهميته الإنسانية، ذلك أنه يقدم مجموعة من نجوم الرياضة، لن
تجد صورهم محتشدين فى فيلم آخر: عصام بهيج، طه إسماعيل، علاء الحامولى،
حنفى بسطان، أمين صادق، محمد لطيف، رضا، الشاذلى، فضلا عن الناقد الكبير،
نجيب المستكاوى، والد جارنا، حسن المستكاوى.
الشروق المصرية في
23/06/2010
مدحت العدل: مندهش من تصريحات السقا.. ومصر بتاكل ولادها
بجد
إياد إبراهيم
أبدى المؤلف مدحت العدل اندهاشه من تصريحات النجم أحمد السقا الأخيرة
عندما قام بمهاجمة فيلمه «الديلر» رغم نجاحه، وأكد أنها سابقة تعد الأولى
من نوعها ولم يتوقعها من السقا خاصة أن الفيلم حقق 10ملايين جنيه فى دور
العرض، وفى الوقت نفسه أكد أن الفيلم به أخطاء ولكنه لن يتحدث عنها إلا بعد
أن يرفع من دور العرض، لأنه الآن لا يعتبر ملكه، فالفيلم ــ على حد تعبيره
ــ عمل جماعى، ولا يجوز أن يكون للنجاح ألف أب وللفشل أب واحد..
فى البداية سألناه عن نسبه رضاه عن المستوى الذى ظهر به الفيلم، فأجاب:
طالما الفيلم فى دار العرض أنا راضى عنه 100%. واذا كان لدى عشرات التحفظات
عنه، لن أتحدث عنها إلا بعد أن ينتهى عرضه.. لأنه ببساطة الفيلم أثناء عرضه
ليس ملكا لى، وإذا أردت مشاهدته سأدفع تذكرة، وهذه التذكرة تصب الآن فى
مصلحة الكثيرين كعامل السينما وكل من يعمل فى منظومة عرض الفيلم الذى تحول
إلى مشروع ينفق على كثيرين، لذا إذا تحدثت عن الفيلم بأى شكل سيئ أو
انتقدته فى شىء سأضر هؤلاء، وليس من الحكمة إطلاقا أن أتحدث عن فيلمى أثناء
وجوده فى دور العرض.
·
ولكن تبادل الاتهامات بين السقا
والمخرج أحمد صالح لم يكن فى السياق الذى تتحدث عنه؟
ــ أنا لم أقرأ ما قاله السقا، لأنى لا أريد أن أقرأه، ولم أتخيل أن حوارا
مثل هذا سوف ينشر فى هذا التوقيت، ويسأل فى هذا أحمد نفسه، ولكن فى رأيى أن
أذكى الفنانين فى تاريخ الوطن العربى لم يفعلوا ذلك، وحليم مثلا عاتب
الأبنودى عندما هاجم أغنية «التوبة» وقال له إن الأغنية لم تعد ملكك
لتهاجمها.. وأنا مندهش جدا من موقف نجم بذكاء ونجومية السقا أن يفعل ذلك.
خصوصا أن الفيلم حقق 10ملايين جنيه وهناك أفلام لم تحقق ولا مليم ولم
يهاجمها صناعها.
·
هل ناقشته فى هذا؟
ــ إطلاقا. لأن أى وجهه نظر ستكون غير مقبولة، فمن الممكن أن أناقشه فى
لماذا الفيلم لا يعجبك، ولكن المشكلة انه تحدث فى أول أسبوع لعرض الفيلم،
ومهما كانت مبرراته لا يوجد ما يبرر مهاجمة فيلمه فى أول أسبوع، وهذه حادثة
لم تحدث من قبل، فلم أرَ أى نجم فى تاريخ السينما هاجم فيلمه فى أول أسبوع
حتى لو لم يعجب الناس لأنه اختياره من الأول.. وهناك أفلام لى لم أكن راضيا
عنها ولم أتكلم لأن الجمهور ليس له علاقة بكواليس الفيلم.
·
ولكن ألا يدل الجدل أن بالفيلم
أخطاء؟
ــ حدثت أخطاء نعم.. ولكن لن أتحدث عنها الآن، وكلنا محترفون ولنا أسماء
وبعد أن يرفع الفيلم من دور العرض، فلنجلس ونتحدث عن تلك الأخطاء ونتعلم
منها، ومستعد لتشريح تلك الأخطاء دون تجريح، لأن الفيلم عمل جماعى وليس
المعقول ان يكون للنجاح ألف أب وللفشل أب واحد، والفيلم مسئوليتنا جميعا.
·
قيل إن الصراع فى الفيلم كان بين
يوسف الشيخ وضابط شرطة ولكنك قمت بتغيير السيناريو؟
ــ غير صحيح على الإطلاق، ومنذ البداية كان الصراع بين الولدين وهناك من
قال إن العداوة لم تكن مبررة، ولكن ما دام أن السيناريو بدأ بعداوة يجب ان
تسير خلفها كمشاهد لأن القصة قائمة على ذلك.. وأقول أيضا ماذا تنتظر من بلد
أصبح 50 % من سكانه قاطنى عشوائيات إلا أن تخرج أنماط مثل على الحلوانى
ويوسف الشيخ، وأؤكد أن قوام القصة كان تماما مثلما ظهر.
·
تحدثت عن العشوائيات، فهل لك
تعليق على مصطلح سينما العشوائيات الذى ظهر مؤخرا؟
ــ هناك فرق كبير بين سينما العشوائيات وبين وجود العشوائيات، وأنا كمبدع
لا يحق لى الحديث عن إبداع أى شخص آخر، ولكن بالنسبة لى أنا كسيناريست إذا
قدمت عملا عن سكان العشوائيات لن أقدم أناسا تشتم وتسب طوال الوقت، ولابد
أن أضع ملامح إنسانية مثلما ظهر بين يوسف وأخوته البنات، ولا يحق لى ان
أرفع عن هؤلاء صفة الإنسانية، لذا مصطلح سينما العشوائيات مصطلح غير حقيقى
ولا معنى له بالنسبة لى.
·
من أين أتيت بملامح شخصية يوسف
الشيخ وعلى الحلوانى؟
ــ يوسف الشيخ شخصية حقيقية تماما، حتى بطريقة تعامله مع المخدرات التى
أدخلته عالم العصابات الكبيرة، ولم أشأ أن أذكر ذلك على تيتر العمل لأن
معظم الأفلام الآن تكتب هذا، وهذا الشخص حى يرزق وقابلته وممنوع من دخول
مصر الآن، ولكن على الحلوانى شخصية من خيالى بالكامل والنبوى كان أمينا جدا
مع الشخصية، لأنه زيادة عن البحث الذى قمت به للشخصية قام النبوى بالنزول
إلى المناطق العشوائية ومعايشة كثير من الشخصيات، وكان كثيرا ما يتصل بى
ليخبرنى ببعض المصطلحات، فأقوم بكتابة المشهد من جديد وأطعمه بتلك
المصطلحات «الطازجة» التى أتى بها النبوى.
·
ولكن هناك بعض الأحداث فى العمل
غير منطقية، كهروب سائق التاكسى بالسقا من البوليس، رغم أنه لا دخل له
بالأمر؟ كما أن ظهور كمال بك تاجر المخدرات كان يبدو مقحما؟
ــ قصص يوسف كلها حقيقية، وسؤالك هذا سيعود بى إلى نقطة أن أقول لقد كتبت
شيئا ما وحدث شىء آخر، وأنا لا أريد الحديث عن هذا الآن، وأعلم أنه من غير
المنطقى أن يفعل السائق هذا.. وأما بالنسبة لشخصية كمال بك، فقد قمت بزيارة
تركيا قبل كتابة العمل وعلمت أن هناك خمس عائلات تسيطر على سوق المخدرات،
وكلمة عائلات تعنى عصابات وليس أسرات، لذا ظهر كمال بك عندما دعت الحاجة
لظهوره، لأن هناك بعض الإشارات لم تظهر بالفيلم على لسان يوسف الشيخ عندما
قال «إن فيه ثالوث السياسة والمخدرات والسلاح، وكتير من صور الناس على
تيشرتات الشباب فى المظاهرات تجار مخدرات».
·
لفيلم تعرض لمعاناة المصريين فى
الخارج ببعض الإشارات، كيف ترى الأمر؟
ــ كنت أقصده تماما، وكتبت أغنية من أجل هذا الأمر تقول كلماتها «متحملين
ألم بعادك، مستنين لحظة بعادك، متغربين ما بين بلاد وناس مبترحمش البشر،
قوليلنا تاكلى ليه ولادك، والقرب أصعب من بعادك، هو أنتى قلبك من حجر؟!
أيوه أنتى قلبك من حجر»، ولحنها أحمد الحجار وغناها أحمد سعد ولكن لم تظهر
فى العمل.
·
لماذا ؟
ــ يجيب عن هذا الشركة المنتجة وأنا كتبت تلك الكلمات لأقول أن البلد فعلا
بتاكل ولادها.
الشروق المصرية في
23/06/2010 |