أعلن
التلفزيون المصــري الرسمــي أنه لن يعرض مسلسل «شيخ العرب همام» من بطولة
الفنان
يحيى الفخراني خلال شهر رمضان المقبل، والسبب هو بحسب رئيس اتحاد الإذاعة
والتلفزيون المهندس أسامة الشيخ «مغالاة الشركة المنتجة في طلب
المقابل المادي
لعرضه».
وقال الشيخ لـ«السفير» إنّ شركة «الجابري للإنتاج الفني» طلبت مبلغا
كبيراً مقابل عرض المسلسل على التلفزيون الرسمي، «وكنا نتمنى
أن نعرض مسلسل
الفخراني خلال رمضان»، علما أن الشيخ أكّد أن التلفزيون المصري سيعرض كل
أعمال
النجوم على شاشاته، باستثناء عمل الفخراني، وأنّ التلفزيون اشترى حوالى 35
مسلسلاً
لعرضها خلال رمضان وبعده، فضلاً عن المسلسلات التي تنتجها جهات إنتاجية
تابعة
له.
ورفض الشيخ الإفصاح عن المبلغ الذي طلبته الشركة المنتجة، شارحًا أنّ
«السوق
عرض وطلب، والعرض الذي قدّمته الشركة المنتجة لا يناسبنا»،
نافياً أن يكون الرفض
عائدًا إلى مسألة عناد، «إنّما هي عملية لها أبعاد فنية واجتماعية، ولها
أيضاً شق
تجاري يتعلّق بثمن حق العرض والعائدات المتوقعة من إيرادات إعلاناته عند
عرضه».
من جهته، أكّد المنتج أحمد الجابري أنّ قناة «الحياة» اشترت حقوق عرض
المسلسل حصرياً في مصر، وهناك قنوات خليجية وعربية ستشتريه،
كما أنّ هناك عروضا من
قنوات مشفرة كالأوربت و«إي آر تي»، «وكنا نتمنى أن يعرضه التلفزيون المصري
لكنّهم
رفضوا دفع المبلغ الذي طلبناه».
وكان الفخراني قد أشار في حوار سابق إلى أنّه
اشترط على الجهة المنتجة أن يعرض مسلسله على التلفزيون المصري خلال رمضان،
وحاولت «السفير» الاتصال بالفخراني للتعليق على
الأمر، لكن تعذّر الأمر نظراً لانشغاله
بالتصوير.
وأنهى الفخراني تصوير عدد كبير من مشاهده الخارجية في مسلسل «شيخ
العرب همام» في منطقة أبو تشت في جنوبي الصعيد، وهي المناطق
الحقيقية للأحداث،
متوقفاً عن التصوير لفترة وجيزة الشهر الماضي للمشاركة في تشييع وتقبل عزاء
اثنين
من «أعز» أصدقائه هما «شيخ الدراما العربية» الكاتب أسامة أنور عكاشة
والممثل عبد
الله فرغلي.
وقال الفخراني إنّه يشعر بحزن شديد بسبب فراق الاثنين، معرباً عن
اعتقاده بأنّ عكاشة «أثرى الدراما المصرية والعربية بعظيم
الدرر وبأفكار بناءة
وحبكات درامية محكمة، وقد اقترب من الشارع وناقش همومه ومشاكله الحقيقية،
وكان ذلك
بمثابة جواز سفره لدخول قلوب الملايين».
وكان الفخراني قد تحدث إلى «السفير» في
وقت سابق من الشهر الحالي عن مسلسله الجديد «شيخ العرب همام» الذي يروي
سيرة شخصية
تاريخية حكمت جنوبي مصر، وكتب عنه المؤرخون، ولا سيّما «الجبرتي».
ويقول
الفخراني إنّه وافق على تجسيد شخصية همام هذا العام «لأنّ شخصيته مبهرة،
فهو أشبه
برئيس دولة ولكن في نطاق ضيق .. علاوة على واقعية القصة التي
كتبها المؤلف عبد
الرحيم كمال بحنكة واقتدار، وحبك الأحداث الدرامية بالعمل بحيث يكون عنصر
التسلية
موجودًا في المسلسل، وفي الوقت نفسه يحكي جزءًا مهمًا من تاريخ هذا
الوطن».
ويكشف الفخراني عن مشكلة حقيقية تواجه فريق العمل أثناء التصوير، وهي
أنّ الزحف العمراني غيّر معالم مدينة فرشوط، الموقع الحقيقي
للأحداث، ما جعلهم
يبحثون عن موقع تصوير آخر يحاكي معالم المدينة، ولذلك اختيرت قرية «أبو
تشت» ذات
الطبيعة البكر التي لم تلوّثها أيدي الإنسان العابثة أو الزحف العمراني
العشوائي.
«وصوّرنا
مشاهدنا الخارجية وشعرنا بسعادة بالغة خلال التعامل مع أبناء تلك القرية
لأنّهم كانوا متعاونين معنا إلى أقصى درجة».
ويلفت إلى أنّه على الرّغم من أنّه
أخذ عهدًا على نفسه منذ فترة طويلة بعدم التعاقد على تصوير أي مسلسل إلا
بعد
الانتهاء من قراءته كاملاً، فقد «كسر القاعدة» وقبل الاشتراك في هذا العمل
بعد
كتابة أربع عشرة حلقة فقط. وعزا السبب إلى أنّها تعادل تسعا
وعشرين حلقة لأنّ
المؤلّف عبد الرحيم كمال يكتب الحلقات بطريقة مكثفة.
ويبرّر الفخراني السرية
التي تحـيط بالمسلسل وتفاصيله بالقول إنّها تعود إلى الاتفــاق على «مبدأ
مهم وهو
أنّ كثرة الحديث عن عمل قبل الانتهاء من تنفيذه، لن يكون في
صالحه لأسبــاب عـدّة
منها تضيــيع وقت كبير في الأحاديث الصحافية والتلفزيونية، بالإضافة إلى
أننا نكون
بذلك كمَن يبيع سمكاً قبل اصطياده، وعلينا الانتظار حتى ننتهي من التصوير
ثم نترك
التقييم للنقاد والجمهور».
ويشير الفخراني إلى أنّه كان يتمنى تصوير عمل فني
يتناول محمد علي باشا «باني مصر الحديثة»، ولكن مشروع الفيلم تعطّل لأسباب
إنتاجية،
ولذلك قرّر البدء بـ«شيخ العرب همام» على أن يبدأ تصوير «محمد علي» بعد
رمضان
المقبل.
ويشرح أنّه كان يرغب بتقديم سيرة «محمد علي باشا» في مسلسل، ولكن زوجته
الكاتبة لميس جابر، مؤلفة العمل، رفضت كتابة ثلاثين حلقة
وفضّلت تقديم سيرته في
فيلم لا تزيد مدته عن ساعتين.
ويعرب الفخراني عن سعادتــه لدخــول عـدد إضافي من
نجوم السينما إلى سوق الدراما التلفــزيونية هذا العام، وذلك لسببين،
أولهما أن في
ذلك ما يكـذب الادعاء بأنّ العمل في التلفــزيون «يحــرق أو يؤثّر سلبًا»
على نجم
السينما، والثاني هو أن يبّين أنّ منتــجي التــلفزيون لا
يخسرون بدليل دخولهم في
أعمال جديدة كل عام.
إلا أنه يؤكدّ أنّه لم يشــغل باله يــومًا بمــا يقـدّمه
غيره من الممثلين، لأنّه يركّز على عمله. وهو لا يحب تقييم أعمال زملائه،
«فهناك
جمهور ونقاد متخــصّصون مهمتهم تقييم الأعمال. والعملة الرديئــة تطرد
نفسها دون
تجريح».
واعترف الفخراني بأنّ لكلّ فنان سقطات بلا شك، مؤكّدًا «أنّ النجاح بيد
الله ويتوقف على عوامل كثيرة في المسلسل ككل ولا يتوقف فقط على
إجادة الممثل لتجسيد
الشخصية، فالنص مهم وقنوات العرض ومواعيــده مهمة أيضًا»، مشبّهًا العمل
الدرامي أو
الفني عـمومًا بلعبة كرة القدم، «أي لعبة جماعية لا تحقق نجاحا إلا إذا
تميّزت كلّ
عناصرها».
السفير اللبنانية في
18/06/2010
وفيق الزعيم ينتقد
«باب
الحارة» ويكتب مسلسلاً عن البيئة الشامية
ماهر
منصور/ دمشق
«مسلسل
«باب
الحارة» ليس العمل الأهم في دراما البيئة الشامية».
لعلّ تلك العبارة تبدو
الأبعد عن تصريحات أي من نجوم «باب الحارة»، ذلك لأنّهم ربما المعنيون
الأوائل في
الدفاع عن شهرة مسلسلهم، وهم يفعلون ذلك مسلّحين بأرقام
وإحصائيات عربية وعالمية
تشهد على تقدم مسلسلهم عما سواه في الدراما السورية والعربية.
إلا أنّ العبارة
السابقة جاءت من أكثر الناس دفاعاً عن «باب الحارة» وهو الفنان وفيق الزعيم
المعروف
في العمل باسم «أبو حاتم» صاحب مقهى «حارة الضبع»، أو كما يصفه هو «المركز
الثقافي
لأهل الحارة».
وجاء كلام الزعيم في سياق محاضرة ألقاها في «المركز الثقافي
الدنماركي» في دمشق، عنوانها «اللهجة في أعمال البيئة الشامية».. تناول
فيها
العلاقة بين اللهجة العامية واللغة العربية الفصحى، معتمداً في كثير من
مفاصل
محاضرته على كتاب أعده للنشر جمع فيه مفردات اللغة الشامية
العامية، مع ردها إلى ما
يقابلها في اللغة العربية الفصحى.
ويرى الزعيم أنّ هناك ما هو أفضل من مسلسل «باب
الحارة» تأليفاً وإخراجاً، معتبرا أنّ الأخير «لا يمثلّ دمشق، بل هو جزء
مقتطع
من حارة دمشقية بعلاقات اجتماعية صاغها كاتب العمل».
ويلفت إلى أنّه «لا يمكن
مقارنة «باب الحارة» بأعمال أخرى لكنه الأكثر حظاً، والفضل في ذلك للبيئة،
فالناس
أُعجبت بالبيئة التي قدّمها المسلسل».
وبدت رؤية الزعيم النقدية لما قدّمه من
أعمال البيئة الشامية ومنها بطبيعة الحال «باب الحارة» نقاط ارتكاز للرجل
في كتابته
مسلسلاً ينتمي إلى النوع الدرامي ذاته هو «خان الشكر» تدور أحداثه بين
العامين 1918
و1922، وهو يبدأ مع اليوم الثاني لخروج الاحتلال العثماني من
دمشق
تحديداً.
ويؤكّد الزعيم أنّه حاول في كتابته المسلسل أن يستفيد من ملاحظات
الكثيرين حول الأعمال الشامية التي نُفذت بالإضافة إلى
استفادته من ملاحظاته الخاصة
الكثيرة حول تلك الأعمال كونه ابناً للبيئة الدمشقية، وهو يقرأ عنها كثيراً
ويبحث
أكثر، و«كل ذلك فجرته وأسقطته في هذا العمل متوخياً الدقة في أبسط الأشياء
كنوع
العملة المستخدمة في تلك الأيام إلى نوعية الطعام المستهلكة في
ذلك الوقت وما إلى
ذلك».
ويشير الزعيم إلى أنّ دقّته تأتي من منطلق المسؤولية والأمانة حول ما
يقدمه للجمهور، وهو لذلك رفض كتابة عمل عن البحر، مثلاً،
لافتًا إلى وجود الكثير من
الكتاب الذين انتهكوا المصداقية من خلال كتاباتهم الدرامية عن بيئات لم
يألفوها أو
يعرفوا عنها شيئاً.
وفي ما يتعلق باللهجة المميزة التي اشتهرت بها مسلسلات
البيئة الشامية، أكّد الزعيم أن الدراما هي التي استفادت من اللهجة الشامية
وليس
العكس، موضحاً أنّ كتابها «اختاروا اللهجة التي تتناسب مع ثقافتهم ومعرفتهم
باللهجة
وأيضاً لهجة الشخصيات الدرامية في ذلك الزمن».
وفي سياق آخر أبدى الزعيم وجهة
نظرة معارضة لدبلجة أي عمل مهما كان باللهجة السورية، وردّ رفضه بسبب أنه:
«ما دامت
هذه اللهجة لها علاقة بنا وبخصوصياتنا فلا يجوز تعميمها أو قولها عن أحد
آخر...
ومَن يرد أن يتكلم بلهجتي يجب أن تكون ثقافته مثل ثقافتي».
واشترط الزعيم
للتعامل مع الأعمال الأجنبية التي يرى فيها أهمية الاطلاع على كلّ ثقافات
العالم.
أنّه «يجب أن يكون بيني وبينها مسافة أمان وهذه المسافة عبارة عن الدبلجة
باللغة
العربية الفصحى، فحينها أُعمل العقل وليس العاطفة في فهمي لهذه الأعمال».
وأوضح
الفنان الزعيم أخيرًا أنّه «لا أخاف على الدراما السورية أو العربية من
اللهجات بل
أخاف عليها من الطروحات (الغريبة)».
علمت «السفير» أن المخرج مؤمن الملا انتهى
من تصوير مشاهد مسلسل «باب الحارة» أمس الأول ليتابع بإشراف المخرج بسام
الملا
مونتاج مشاهد المسلسل، الذي من المقرّر أن يعرض على قناة «أم بي سي» خلال
رمضان
المقبل.
السفير اللبنانية في
18/06/2010 |