بشهادة الجمهور والنقاد على آخر أعمالها «الباطنية» و«كلام نسوان»، ومن قبلهما «أرابيسك» و«ليالي الحلمية»، التي أشادت بها الأوساط الفنية، استطاعت لوسي أن تحجز مكانا شبه دائم في الدراما التلفزيونية الرمضانية، وشكل وجودها علامة مهمة.. فهي ممثلة من الطراز الأول، تجيد الشخصية التي تقدمها. وتقوم الآن بتصوير عمل درامي من بطولتها للحاق بشهر رمضان. وفي حوارها لـ«الشرق الأوسط» في القاهرة تحدثت عن هذا العمل وعن آخر أعمالها الفنية.

·         تردد مؤخرا قيامك بكتابة مذكراتك لتصويرها في فيلم سينمائي؟

- لم أفكر في كتابة مذكراتي لأن حياتي الخاصة ملك لي وحدي، ولا يحق لأحد أن يعرف عنها أي شيء. وأنا أؤمن بالخصوصية، فأنا في المقام الأول إنسانة وحياتي ملكي.. وكوني فنانة لا يعطي الحق لأحد أن يخوض في حياتي.

·         ما الجديد الذي تقدمينه في رمضان المقبل؟

- أقوم الآن بتصوير مسلسل «مذكرات سيئة السمعة».. وقصة المسلسل كانت تدور حول شقيقتين توأم وكنت سأقوم بالدورين، ثم حدث تعديل خوفا من حدوث مشاكل في التسويق لتكرار فكرة التوأم في أعمال سابقة لم تلق النجاح.. وحدث التعديل بأن تكون الشخصيتان لا توجد بينهما أي صلة قرابة، فالأولى دكتورة والأخرى بلطجية من بيئة شعبية. وكانت هناك جلسات عمل طويلة مع المؤلف محمد مسعود حيث قمنا ببعض التعديلات في السيناريو، وسيكون مفاجأة بكل المقاييس ومختلفا تماما عن أعمالي الدرامية التي قدمتها.

·         وما هو دورك في «مذكرات سيئة السمعة»؟

- أنا أقدم دور البلطجية التي تقوم بكافة الأعمال المنحرفة وتتعامل مع الناس بشكل عشوائي وتسيطر عليهم بالقوة والإجبار.. وتقوم بالسرقة ثم تتجه إلى الرقص كبديل للسرقة والانحراف.. ومن خلال قراءتي للسيناريو اخترت هذا الدور لأني وجدت نفسي فيه، وأيقنت أني أستطيع أن أقدم هذا الدور ففيه مساحات كبيرة، وأنا لم أقدم مثل هذا الدور من قبل.. وهو يختلف عن بهيجة في مسلسل الباطنية والذي حقق نجاحا لدى الجمهور في العام الماضي. ويشاركني العمل خالد زكي، ونجوى فؤاد، وسوزان نجم الدين، ورانيا يوسف، والمسلسل كتبه محمد مسعود ويخرجه خالد بهجت.

·         صرحت من قبل بأن السينما لها دور كبير في الفكرة السيئة عن الراقصات، فهل هذا العمل هو وجهة نظر مضادة لمعادلة كفتي الميزان؟

- أنا ما زلت مصرة على أن السينما هي السبب الذي ساعد على تكوين هذه الفكرة.. والبطلة تلجأ إلى الرقص كي تستقيم حياتها. فمن البلطجة تتجه إلى الرقص سعيا للقمة الحلال.. ولكن هذا لم يكن إلا حلا دراميا ولكنه قد لا يصلح في الحياة.. والرسالة هي أن البدائل يجب أن تبقى مفتوحة ومتاحة، وعلى الناس أن تبحث عنها.

·         ولكن هل يناسب هذا العمل شهر رمضان؟

- ولمذ لا.. فالمسلسل اجتماعي ووجود مشاهد الرقص فيه لا يعيبه، كما أن شهر رمضان اشتهر بالفوازير وهي مليئة بالرقص والاستعراض.. وهناك الكثير من المسلسلات القديمة التي يتم عرضها في رمضان كانت أيضا تحتوي على رقص كـ«ليالي الحلمية».. كما أن مشاهد الرقص قد تم تصويرها قبل رمضان بفترة، وتلك المشاهد ستكون ببدلة رقص مناسبة لهذا الشهر.

·         ألم ينتبك الخوف من اسم المسلسل؟

- إطلاقا.. فالاسم مثير جدا ومناسب للعمل وأتوقع له نجاحا مدويا.. وانتابني إحساس أن الموضوع مختلف.. وسيحقق شعبية. وهو اسم يصيب الجميع بالفضول لمعرفة حقيقة تلك المذكرات.

·         هل سيكون دورك على وتيرة واحدة طوال العمل؟

- كلا ستكون هناك مراحل مختلفة في الشخصية والعمر أيضا، فهي تبدأ من عمر السابعة عشرة وتتطور شخصيتها خلال العمل. وخلال جلسات العمل اتفقنا على أن أقدم كافة المراحل لأن هذا أنجح للعمل ويعطي مصداقية.. وهذا يتطلب مني الكثير من الجهد في إظهار سمات كل مرحلة، من أسلوب حياة وطريقة الملابس وغيرها من الأمور. وأنا أركز دائما على التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة من الملابس والإكسسوارات.

·         منذ بداية تصوير العمل أثيرت العديد من المشاكل، وقيل إنك الطرف الأكبر في خلق تلك المشاكل، فما تعليقك؟

- كلها شائعات.. وأنا لا أعرف من هو صاحب المصلحة فيها. فأنا أقوم بالتمثيل منذ أكثر من عشرين عاما ولم أقابل هذا الكم من الشائعات إلا في هذا المسلسل. فقد قيل إن هناك مشاكل بيني وبين سوزان نجم الدين الممثلة السورية المشاركة لي في العمل، وهذا لم يحدث لأننا لم نتقابل كثيرا. وعندما توفي والدها اتصلت بها وقدمت واجب العزاء.. وقيل إن هناك خلافات مع الدكتور خالد بهجت، ولكن الحقيقة أن علاقتي به «سمن على عسل» وكلنا فريق عمل نحترم بعضنا البعض ونسعى للنجاح.

·         لكن تردد عن وجود خلافات بينك وبين سوزان نجم الدين على من تكون بطلة العمل؟

- الجميع يعرف مشواري الفني منذ بداية دخولي التمثيل.. وأنا أرى أن كلا منا بطل في دوره. وعلى سبيل المثال النجمة نجوى فؤاد تشارك في العمل في حلقات قليلة تقوم فيها بدور أمي، ونجوى فؤاد يعلم الجميع أعمالها وقيمتها الفنية. ووجودها في حلقات قليلة في العمل لا يقلل أبدا من تاريخها، هذا أمر انتهى من فترة طويلة.. ولكن أنا لا أنكر أنه عند تسويق المسلسل فسيتم ذلك عن طريق اسمي كما حدث في «كلام نسوان».

·         وماذا عن كواليس العمل؟

- كلنا إخوة في هذا العمل ونشارك بعضنا في المناسبات الشخصية. وأعتقد أن شعورنا جميعا ورغبتنا لإنجاح هذا العمل تدفعنا للتعامل معا بحرص شديد واحترام متبادل.

·         ولماذا قامت نيللي بالاعتذار عن عدم المشاركة في العمل؟

- نيللي كانت من المفروض أن تقوم بدور الدكتورة، الذي تقوم بأدائه سوزان نجم الدين حاليا، ولكنها قدمت اعتذارها، وأنا لا أعرف ما هي الأسباب الحقيقية.. وتردد أني بديلة لها، ولكن عندما عُرض عليّ المسلسل كان معروضا على نيللي في التوقيت نفسه. ومع احترامي الشديد لها لم يكن مقررا إطلاقا أن تقوم بنفس الدور.

·         لماذا تمت الاستعانة بسوزان نجم الدين لأداء دور الدكتورة بعد اعتذار نيللي على الرغم من كونها سورية؟

- أنا لا أرفض وجود أي فنان أو فنانة عربية في أي عمل درامي، وهذا ليس بجديد.. والتعاون بيننا مستمر، فمصر هي هوليوود الشرق. ووجودها في دور الدكتورة أمر طبيعي، وتم ترشيحها من قبل الجهة الإنتاجية والدور يناسبها.. ولكني أرفض الاستعانة بممثلة عربية لتقوم بدور بنت البلد المصرية، فالأولى أن تقوم به مصرية تستطيع أداءه بشكل أفضل.

·         هل هناك علاقة بين المسلسل والفيلم السينمائي «امرأة سيئة السمعة» الذي قدمته شمس البارودي؟

- لا إطلاقا ليست هناك أي علاقة بين المسلسل والفيلم، والموضوعان مختلفان تماما.. فقط تشابه بالأسماء.

·         أين أنت من السينما؟

- أنا لا أحب الظهور لمجرد الوجود.. ولكن يجب أن يناسب الدور إمكانياتي.. وفي الفترة الأخيرة كل ما عُرض عليّ كان غير مناسب، ولكني في الحقيقة مشتاقة للعودة إلى السينما.

·         ولكنك ظهرت في فيلم «الوعد» في مشهد واحد فقط؟

- الفيلم للكاتب وحيد حامد.. وذلك كان يكفي لظهوري كضيفة شرف. وأنا لا أرفض مشاركة النجوم الشباب، ولكن بدور مهم.. ووجودي كان مهما وله علاقة قوية بالمضمون. وأنا لا أخشى أن أقدم دور أم للنجوم الشباب، فقد قدمته وأنا في العشرينات من عمري.. لكن على طريقتي.. فلن أهدم تاريخي الفني.

·         يقال دائما إن لوسي ترفض أعمالا كثيرة بسبب الأجر؟

- أنا أقوم بحساباتي الخاصة من جميع الاتجاهات، فأنا أحب التفاصيل. وكثيرا ما أقوم بالصرف «من جيبي الخاص» على الدور.. ففي مسلسل «الباطنية» قمت بصنع الإكسسوارات الذهبية.. ومن حقي أن أطلب الأجر المناسب لي، وأنا على علم أن أجري من أقل الأجور في الوسط الفني.

·         لماذا تأخر ألبومك حتى الآن، هل تراجعت عن فكرة الغناء؟

- أنا لن أتوقف عن الغناء، وسوف أظل أغني.. وأنا الآن أقوم بالتحضير للألبوم، ولكن أريد أن أعود بألبوم قوي جدا. وبعد انتهاء تصوير المسلسل سأكثف وقتي للانتهاء من الألبوم بأقصى سرعة.

·         ولكن وجهت انتقادات كثيرة لغناء الفنانة لوسي، فما تعليقك؟

- أنا لا ألتفت على الإطلاق إلى الانتقادات الخاصة بمطالبتي باعتزال الغناء والتركيز على التمثيل والاستعراض فقط، وأقول لهم إنني لن أعتزل الغناء في الوقت الحالي.. ومن يقل ذلك يجب عليه أولا أن يقيّم أغنياتي بدلا من أن ينتقدها فقط من أجل النقد.. ويكفيني شهادة أساتذة الموسيقى وعباقرة التلحين مثل عمار الشريعي وحلمي بكر اللذين أشادا بموهبتي الغنائية.

·         ومَن مِن فناني الشباب يثير إعجابك؟

- أحب أحمد حلمي، فهو يتصرف بذكاء شديد. وهو ممثل قوي ومتمكن جدا من أدواته، وكذلك أحمد السقا.. وأحب ياسمين عبد العزيز فهي كوميديانة رائعة وطبيعية، وأيضا منة شلبي ممثلة جميلة وأعتقد أنها تستحق البطولة المطلقة.

الشرق الأوسط في

18/06/2010