ثلاث مفاجآت حلوة هلت علينا هذا الأسبوع..
اثنتان منها جاءتا عن طريق الأوبرا المصرية..
التي أصبحت اليوم وحدها المركز الحقيقي للاشعاع الثقافي بالقاهرة سواء
برامجها الغنائية أو برامجها الراقصة، ندواتها الثقافية أو عروضها السينمائية الخاصة.
المفاجأة الأولي.. كانت في عرض أوبرا جيانو دونتزيتي »أكسير الحب«
باخراج متوازن من عبدالله سعد..
وبأصوات مصرية صائبة انطلقت بقوة ومهارة
لتعبر عن هذه الاوبرا الضاحكة التي تختلف عن مثيلاتها من الاوبرات الشهيرة..
بأنها تحتوي علي حس كوميدي رفيع..
عرفت الموسيقي كيف تعبر عنه عبارة وحيوية ورشاقة
نادرة.
الموضوع في »اكسير الحب« مجرد حجة بسيطة عن عواطف تتلاعب بها الظروف..
خصوصا بعد قدوم ساحر إلي القرية..
يدعي انه يحمل معه اكسيرا للحب..
يجعل العاشق الذي يشرب يصل الي تحقيق مراده..
وما ينطوي عليه هذا الحدث بعد ذلك من مفارقات،
تؤدي في النهاية إلي وصول الشاب القروي العاشق فيمورينو الي كسب قلب
الحسناء »ادينا« التي كان يعشقها دون أمل في الاقتراب منها..
لولا ظروف وصول هذا الساحر العجيب وما نتجت
عنه زيارته من تحويل لعواطف العشاق في هذه القرية الجبلية الحلوة.
من المعروف أن الاوبرا.. في تاريخها الطويل قد لجأت أكثر مما لجأت إلي
الدراما وإلي التراجيديا لتعبر عنها من خلال موسيقي قوية صاخبة كان أشهر من
قدمها جوزبيي فردي في اوبرات نفوذ القدر ولازافيانا وريجوليتو وسواها..
ومن بعده بوتشيني الذي ارسل النغم الحلو
يتماوج مع الاصوات القوية في مواضيع ذات توجه ميلودرامي كأوبرا
»توسكا« أو »حرام تبرفلاي« وغيرهم كثيرين من اساطين الموسيقي في ايطاليا
وفي المانيا وفرنسا وروسيا.
لكن الكوميديا ظلت بعيدة قليلا عن التعبير الموسيقي الاوبرالي الا في
مناسبات ضئيلة جدا كأوبرا روسيني حلاق اشبيليه أو بعض أوبرات موزاري المرحة.
ولكن ها هو دونتزيتي يقدم في هذه الاوبرا التي تحمل اسم »اكسير الحب«
مدهش وشديد الاقناع لما يمكن أن تكون عليه الاوبرا الضاحكة.. من خلال
موسيقي فيها الكثير من المرح والدعابة ولكنها أيضا لا تخلو أحيانا من الشجن
العميق كهذه الاغنية الشهيرة التي ينشدها العاشق البائس في نهاية الفصل
الثاني..
ينعي فيها حين سوء حظه..
والتي لا يخلو كونشرتو غنائي اليوم منها حيث يتباري كبار المغنين في ادائها..
لما تحمله من شجن وحلاوة وقوة موسيقية.
لذلك كان جهدا موفقا من فرقة اوبرا القاهرة..
احياء هذه الاوبرا الخفيفة الممتعة..
واعطاء الفرصة لمغنيها الشباب بأن يؤدوا أدوار البطولة فيها الي جانب نجم
غناء ايطالي كبير لعب دور الساحر »دولكامارا«
وهو جان كارلو كوس.
اما دور العاشقين فقد اداهما..
كل من
مني رفلة.. وهشام الجندي.. واذا كنا نعرف جيدا امكانيات السيدة رفلة..
في أكثر من أوبرا شهيرة..
غنت فيها ادوارا مميزة..
فان هذه هي المرة الأولي..
التي يقوم فيها المغني الشاب هشام الجندي باداء دور البطولة وتجسيد شخصية
العاشق المريض الساذج..
الذي يعيش قصة حب بعفوية وبساطة وسذاجة تميز هذا النوع من
الناس الذين لم تفسدهم بعد شرور المدينة وطموحاتها.
والحقيقة ان »الجندي« في هذا الدور.. قد حقق لنفسه نجاحا حقيقيا واستطاع
فعلا ان يقنع المشاهدين بهذه العفوية الريفية الحلوة.. وان يعبر عن حيرة
العاشق وضعفه واستسلامه ثم ثورته واندفاعه.. يساعده علي ذلك صوت قوي وحضور
مميز.
اكسير الحب.. نصر جديد.. يضاف الي روبرتوار فرقة الاوبرا الغنائية..
ويدل علي الجهد الكبير الذي يبذله كل من
عبدالمنعم كامل ورضا الوكيل..
في سبيل تقريب هذا الفن الصعب الي ذوق
الجمهور الكبير..
من خلال ابهار مسرحي وأزياء مناسبة ثرية..
وأصوات تتعامل مع الذوق الشرقي دون أن تبتعد عن مقاماتها الاوروبية.
ولاشك أن جمهور الاوبرا.. الذي يزداد موسما بعد موسم..
قد لحق بجمهور الباليه الذي أصبح الآن يملأ القاعات كلها..
عند تقديم أي عرض جديد..
أو اعادة أي عرض حقق لفرقة الباليه القومية نجاحا كبيرا..
كزوربا أو الاوديسة أو التانجو..
وسواها.
المفاجأة الثانية التي قدمتها لنا الاوبرا هذا الاسبوع..
هو الاتجاه الجديد لنادي السينما التابع
لها..
والذي يقدم عروضه مجانا في كل يوم ثلاثاء من الاسبوع..
حيث اضاف الي برامجه المتنوعة تقديم فيلم قصير..
من اخراج الشباب المصري الواعد..
يقدمه طاقم الفيلم ويناقشه مع الجمهور..
لايمان الاوبرا بأن الفيلم القصير هو
»السلمة« الأولي.. للصعود نحو الفيلم الطويل.
وان هؤلاء الشباب الذين يطرحون آمالهم وموهبتهم وكل ما يحملونه في قلوبهم
من حب للسينما في هذه الأفلام القصيرة التي يمولونها أحيانا بأنفسهم
ويحاولون عبثا أن يجدوا منفذا ليعرضوها علي جمهور..
يراها ويحكم عليها..
وبالتالي ينير لهم الطريق الذي عليهم أن يسيروا عليه.
أول فيلم قدمه النادي في هذا الاتجاه كان فيلم »أحمر باهت«
لمخرجه محمد حماد والذي كتب له السيناريو محمود فضل والموسيقي شريف
الوسيمي.. والذي يتعرض بنعومة فائقة الي الازدواجية المؤلمة التي تعيشها
فتاة مصرية تعيش في حي شعبي عندما ترغب بارتداء ثوب داخلي أحمر اللون..
تعترض عليه جدتها..
وكأن قهر المجتمع والأسرة الخارجي لم يعد كافيا وعلينا أن
نواجه أيضا القهر الداخلي..
لخطر لا وجود له.
الفيلم قوبل باستحسان كبير..
والندوة التي اعقبته اثبتت أن الجمهور المصري قادر علي ان يفهم
هذه الاتجاهات الشابة وان يشجعها وان يقف الي جانبها.
ان نبض السينما الحقيقي يتجلي في عروق هؤلاء الشباب الذين لازالوا في ربيع
عمرهم ولازالوا يؤمنون أن السينما قادرة علي أن تكون فنا..
مهما حاول منتجو هذه الايام أن يجعلوها
سلعة تجارية محضة.
سهم مضيء آخر.. يضاف الي السهام الكثيرة التي تطلقها الاوبرا المصرية في
سماء الفن الحقيقي اما المفاجأة الثالثة..
فقد جاءتنا هذه المرة من فيلم أمريكي يحمل اسم
»القتلة« وهو نفس الاسم الذي حملته قصة مدهشة لارنست همنجواي نقلت الي
السينما بنجاح مرتين خلال العشرين سنة الاخيرة.
الفيلم الجديد لا علاقة له بالمرة بقصة همنجواي ولكنه يقدم قصة مجموعة من
القتلة لا يعرفون الرحمة توظفهم منظمة عالمية للاجرام..
وتدفع لهم مكافأة تفوق العشرين مليون دولار..
اذا نجحوا في اغتيال شاب كان ينتمي الي هذه المنظمة..
ثم تركها بعد أن سقط في حب فتاة التقاها في منتجع سياحي وأحبها وتزوجها
وقرر أن يسلك في الحياة خطا آخر.. ولكن المنظمة قررت معاقبته واللحاق به
اينما وجد..
ليدفع ثمن تمرده وتحرره..الموضوع
كما يبدو من هذا الملحق السريع..
موضوعا دراميا أسود..
ولكن الفيلم جاء علي عكس ذلك تماما..
فيلم كوميدي ضاحك..
أصبحت الجريمة والدم فيه مبعثا للضحك عوضا عن أن تكون مبعثا للرعب.
ولعل اعطاء دور البطولة الي الممثل الشاب اشتون كوتشر بوجهه الطفولي
الجذاب.. وسحره الجنسي الذي لا يخفي علي أحد وخفة دمه الواضحة هي التي جنحت
بالفيلم وصانعيه الي معالجة أفلام الرعب الدموي والمطاردات المأسوية..
بهذا الاسلوب الضاحك الذي يجنح أحيانا إلي »الفارس«
والذي يستخدم كل مفردات الفيلم البوليسي الأسود..
وكل عنفه ودمويته وقسوته..
ليحقق مشاهد تبعث علي الضحك وأحيانا علي القهقهة بما ذلك مشاهد مطاردة
السيارات.. والقتل بالسكاكين والأسلحة الثقيلة..
والانفجارات الملغومة وسواها.
انها طريقة جديدة لتقديم العنف بهذه الصورة الضاحكة..
ولكنها لا تخلو من
»خبث« تعودت عليه السينما الامريكية منذ زمن..
وهي جعلنا نعتاد علي اقصي أنواع العنف
والدم..
من خلال دغدغة احاسيسنا الضاحكة..
وجعلنا نقبل ما لا يمكن القبول به في ظروف أخري.
»القتلة« فيلم طريف.. ومسل.. وجديد في توجهه وفي أسلوبه وفي ايقاعه يؤكد
حضور اشتون كوتشر.. وقدرة السينما الامريكية علي ان تهزأ
من نفسها اذا ارادت،، وان تحول مجري النهر وتجعله يصب في الجبل عوضا عن أن
يصب في البحر.
نعم.. أسبوع مليء بالمفاجآت..
ولكنها مفاجآت ايجابية..
تفتح الستائر المسدلة لتجعلنا نطل علي السماء الواسعة الصافية.. المليئة
بالنجوم اللامعة التي تكسو حدة الظلام الذي نعيش فيه.ويا ليت هذه المفاجآت
تتكرر حتي تعود أغنية الفن الجميل لتصدم بأذاننا كما كانت تفعل قبل سنين..
ولعل هذا ليس بالأمل المستحيل.
أخبار النجوم المصرية في
17/06/2010
دراما مرئية
عصير الكتب علي
الشاشه
بقلم: د.حسن عطيه
حينما كنا صغارا، لم نكن نعرف هذا الجهاز الرهيب المسمي بالتليفزيون،
أو التلفاز كما ينعته بعض الأشقاء العرب،
أو المرناة أو الراني وفقا لمحاولات التعريب البعيدة عن الحياة اليومية،
والذي كان الأسبان يصفونه ب (الصندوق الغبي)
نظرا لتوجيهه لرسائله من طرف واحد،
لايكل ولايمل، ولايهتم بوجود المتلقي
أمام الشاشة، أو هروبه منها أثناء فترة الاعلانات الطويلة المملة، أو
انفلاته من أحاديث اكثر إملالا من الاعلانات،
وذلك قبل أن يشتد عود هذا الجهاز، ويبتكر برامج (التوك شو)
المعتمدة علي تلقي ردود فعل الجمهور للمواد المقدمة في هذه البرامج.
صحيح أننا لم نلحق بزمن (الروقان) والهدوء الرومانسي الرقيق،
كي
نقرأ (الأيام) في حضن شجر الكافور، ونحب »ماجدولين«
تحت ظلال الزيزفون، ألا أننا أمسكنا بالكتاب في
حصص المطالعة والمكانة بمدارس الخمسينيات، وحصلنا علي
كتب الستينيات التي كان كانت تخرج إلي الأسواق بمعدل كتاب كل ست ساعات،
وتباع بما بين قرشين خمسة قروش،
وذلك في
أجواء دعمت دور الكتاب في حياتنا،
وفصلت بين كتب الدراسة التي
نتعلم مادتها داخل المدرسة صباحا،
وكتب الثقافة التي
كنا ننهل من رحيقها مساء وفي
الاجازات،
حيث لم نكن نعرف شيئا اسمه الدروس الخصوصية، ومن كان منا
يتردد علي مدرس خارج المدرسة، فهو »البليد«
الذي يعجز عن التحصيل في مدارس كان مدرسوها معلمون بحق،
وأباء بجد، وعشاق علم ومعرفة بكل معني
الكلمة.
علقة رد قلبي
كان الكتاب وسيلتنا لمعرفة عظماء التاريخ والعلم والفكر فاصبحوا قدوتنا في
التقدم، وكان طريقنا نحو فنون السرد عبر مغامرات »ارسين لوبين«
و»شارلوك هولمز«
مع ميلودرامات«
عزيز أرماني
و »خليل حنا تادرس«، حتي
وصلنا لمدهشات
»يوسف إدريس« ومثيرات المتعة الذهنية والوجدانية في روايات »المازني«
و»نجيب محفوظ« و »إحسان عبدالقدوس«
و »يوسف السباعي«
وكتب »العقاد« و »طه حسين« وأشعار »علي محمود طه« و»ابراهيم ناجي«
مع تجديدات »عبدالصبور«
و »عبدالمعطي حجازي«، كما نجحت السينما في أن تدفعنا أكثر نحو قراءة الروايات الواقعية والتاريخية والرومانسية،
مقارنا فيلم (ظهور الاسلام) للمخرج »ابراهيم عزالدين«
إلي كتاب (الوعد
الحق) للدكتور »طه حسين« المعتمد علي مادته، ودفعنا فيلم (رد قلبي) للمخرج
عزالدين ذوالفقار إلي
البحث عن رواية
»يوسف السباعي« المأخوذ عنها الفيلم، وأتذكر أنني من أجل عيون هذه الرواية،
حصلت علي علقة ساخنة من أخي الاكبر،
والذي
كانت بحوزته ويخفيها عني، بحجة أنها أكبر من عمري،
فقد كنت وقتها في الصف الرابع الابتدائي، وذلك حينما حصلت عليها وانهمكت في
قراءتها أثناء غيابه،
ولما عاد أنهال عليَّ
بالضرب.
ظهر التليفزيون، فخطف العيون والأفئدة والعقول،
ومع ذلك لم
يتخلف قادته في البداية عن النهل من عالم الكتب،
فقدموا أعمال كبار الكتاب وحاوروهم، ونقلوا رواياتهم إلي
الشاشة، فقدموا لنا (هارب من الابام)
ل »ثروت أباظة«
و(لاتطفيء الشمس)
ل »احسان عبدالقدوس«
وكلاهما للمخرج »نورالدمرداش«، و»الأيام«
ل »طه حسين« من اخراج »يحيي العلمي« وغيرها من الاعمال المرئية المتميزة، والتي
وعت أن للدراما التليفزيونية الجادة حقا في الاعتماد علي
الفن الروائي، حتي
مع ظهور كتاب سيناريو كبار،
امتلكوا أدواتهم الكاملة، وتجاوزا مرحلة صياغة قصص الغير في
سيناريوهات تليفزيونية، إلي
الاعتماد علي
قصص خالصة لهم، تكتب مباشرة للتليفزيون،
وأن أدركوا فيما بعد أن عدم نشر إبداعهم في
كتب،
أو عبر روايات خالصة قد أبعدهم عن حقل التجدد بتعدد رؤي كتاب سيناريو آخرين لابداعهم،
مثلما يحدث مع النصوص المسرحية،
فراحوا
يعملون علي نشر هذه الأعمال في مجلدات مقروءة، بل والعمل علي
نشر روايات خالصة لهم، يحرصون علي عدم تحويلها بأنفسهم إلي
سيناريوهات للتليفزيون، مثلما فعل الراحل الكبير »اسامة
أنور عكاشة« حينما نشر روايته (وهج الصيف)
وترك للسيناريست
»عاطف بشاي« فرصة تحويلها لمسلسل تليفزيوني
أخرجه ابنه
»هشام عكاشة«.
حارقو الكتب
مازال للكتاب المطبوع رونقه، مع طغيان وسائل الميديا الحديثة،
وهيمنة الصورة علي الأفئدة والعقول، والرعب القديم لمخرج الموجة الفرنسية الجديدة
»فرانسوا تريفو«
في فيلمه الانجليزي
(١٥٤ فهرهايت) عام ٦٦٩١، والمعد عن الرواية المضادة لليوتوبيا والتي تحمل نفس الاسم لكاتب الخيال العلمي
الامريكي »براد بوري« عام ٣٥٩١، رعبه من أن يصل مجتمع المستقبل، مستقبله، والذي
تشير له الرواية بأنه سيكون عام
٠٩٩١، لمرحلة إلغاء الكتاب المطبوع،
داخل أنظمة تعتمد فيها السلطات الحاكمة علي الصور المستحدثة،
وتحول رجال المطافيء إلي مشعلو الحرائق في الكتب المطبوعة،
مما يلغي التاريخ الذي تحتفظ به هذه الكتب وتنقله من جيل لآخر، وتعطل فيه العقول لانغماسها في
عالم الصور المنقولة عن الواقع دون نقد له، ويعيش الانسان لحظته الخاطفة فقط.
هذا ما أرعب »تريفو« وجيله، ومع ذلك جاء عام
٠٩٩١
ومرت سنوات بعده لعقدين كاملين،
وظهر علي شاشة المرناة الكاتب صاحب العقل المتفتح والثقافة العميقة والحس
الساخر »بلال فضل« ليقدم علي قناة »دريم« منذ الأسبوع الاخير من شهر فبراير
الماضي برنامجا متميزا باسم
(عصير الكتب) تصور في تقديم أولي حلقاته أنه لن يكون له
غير مشاهد واحد،
وربما يكون هو نفسه فقط، واعتقد أنه اكتشف فيما بعد أن هناك العديد من المتابعين الجادين
لبرنامجه، والقائم علي فقرات متعددة،
ما بين تقديم لكتاب، ولقاء مع ناقد حول كتاب،
وترشيح لكتاب من أجل قراءته، وحوار مع أحد المبدعين،
مثل حواره مع الراحل الكبير »اسامة أنور عكاشة«،
والذي أعاد جزءا منه في الحلقة قبل الأخيرة، وتلقفت الصحف هذا الجزء باعتباره وصية الكاتب
الحكيم لصناع ابداع اليوم والمستقبل.
وضع »بلال فضل« في مقدمته الحلقة الأولي تصوره لبرنامجه، مؤكدا علي
أن طموحه الكبير مرتبط بأرض الواقع،
وأن أقصي
ما يتمناه، ليس تغيير الواقع، بل دفع المشاهد لعدم تغيير القناة أثناء بث البرنامج،
ومن ثم تلقي ما بيئه من معرفة، مؤكدا من خلال (مانيفستو)
البرنامج المعلن أن هدفه هو امتاع المشاهد، بأفضل متعة عقلية وأرخصها من ناحية القيمة
التجارية، ووضع
يده علي
ان الكتاب هو خير وسيلة لمعرفة الذات والمجتمع، وأنجح طريق للتقدم.
وخلال نحو خمس عشرة حلقة من برنامج (عصير الكتب)
تم تأكيد نجاحه،
بفضل جهد صاحبه وفريق العمل معه، والمكون من مجموعة متميزة من الكتاب والنقاد،
وأن مالوا لحقول الكتب الفكرية وفنون السرد الروائي، بعيدا عن حقول المسرح
والسينما، والتي
عادة ما تغيب عن البرامج التليفزيونية وصفحات الجرائد والمجلات (الأدبية)،
باعتبارها (فنونا) يبرز فيها النجوم من الممثلين والمخرجين، ويعد كتابها مجرد
(ورشجية) عند هؤلاء النجوم.
أما أهم ما حققه هذا البرنامج بالنسبة لي
كناقد متابع لما
يعرض علي المرناة، هو أنني أحرص أسبوعيا علي مشاهدته، ولم أضبط نفسي
مرة مستخدما (الحاكوم)، أي الريموت كونترول بترجمته العربية، في
تغيير القناة. هذا الحاكوم اللعين الذي عادة ما
يختفي
مني تحت المقعد أثناء بث البرنامج.
أخبار النجوم المصرية في
17/06/2010 |