رغم حرارة منافسات كأس العالم، فالسينما ما زالت تحتفظ ببريقها وجمهورها
المخلص، ولم تنخفض إيرادات الأفلام كما كان متوقعا، وتشهد صالات السينما
هذا الأسبوع تقديم خمسة أفلام جديدة تطغى عليها الدراما التاريخية
والسياسية وتستمر أفلام الرعب في الظهور للأسبوع الثالث على التوالي.
هذا الأسبوع تشهد صالات السينما فيلما لواحد من أكثر المخرجين المعاصرين
أهمية، وهو المخرج البولندي الكبير رومان بولانسكي في فيلم (الكاتب الشبح)
وهو أبرز أفلام الأسبوع يتميز بحبكة جذابة ويدور حول مذكرات رئيس وزراء
بريطاني سابق تطارده الاتهامات بارتكاب جرائم حرب.
فيلم النجم (جاكي شان) فتي الكاراتيه هو الفيلم الذي سيحظى من دون شك
بإقبال كبير على شباك التذاكر لهذا الأسبوع، يشاركه البطولة جيدين سميث،
ابن الممثل المعروف ويل سميث، والفيلم إعادة لفيلم فتى الكاراتيه 1984.
فيلم الضغينة من أفلام الرعب الأميركية المقتبسة من السينما الآسيوية
بحبكاتها المثيرة وجرعات الرعب الصادمة الحائرة بين العلم والحقيقة
والخرافة.
وفي فيلم قائد المشاة نعيش لحظات مع الفيلم التاريخي بكل الزخم الذي يحمله
مع أحداث درامية تعكس روح تلك المرحلة وتدور حول فرقة مشاة من المحاربين
اختفت، وقد لا نعرف في نهاية الأمر مدى صحة الواقعة التي بنى عليها نيل
مارشال أحداث فيلمه.
أخيرا الفيلم المصري (علقة موت) وهو فيلم نمطي ومسطح أثيرت حوله الكثير من
ردود الفعل السلبية من النقاد والجمهور، ويبرهن على الطريقة العشوائية في
توزيع الأفلام المصرية على جمهور السينما في قطر والخليج.
* الضغينةThe
Grudge 3
النوع: خيال علمي – فانتازيا
الزمن: 90 دقيقة
التصنيف:
R
البطولة: بياو ميرشوف – جوهانا برادلي
الإخراج: توبي ويكنز
فيلم أميركي مقتبس من الفيلم الياباني (جو أون) ويحكي عن امرأة يابانية
تحمل سرا لإنهاء لعنة الحقد التي راح ضحيتها عدد من الأشخاص، تسافر إلى
مبنى مسكون في مدينة شيكاغو، حيث تتعرف على أسرة تملك المبنى وتكافح
الأشباح، الجميع يواجهون شبح كاياكو لإنقاذ أرواحهم من مصير مأساوي محتوم.
لم تعد أفلام الرعب الأميركية بأفكارها الكلاسيكية المحافظة ومعالجاتها
المتكررة تسبب الإثارة المرجوة لعشاق هذا النوع من السينما، فلجأت هوليوود
إلى السينما الآسيوية بأفكارها المجنونة وخلفياتها الغامضة وأشباحها التي
تتواجد في كل وقت وأي ركن ومفاجأتها التي لا تنتهي وتقدم جرعات من الرعب
بصورة غير طبيعية.
وجدت هوليوود في أفلام الرعب الآسيوية، خاصة تلك القادمة من اليابان منجما
لا ينضب، لأنها أفلام مسبوكة بحرفية عالية فاقتبست مجموعة من أفلام الرعب
الناجحة، مثل الخاتم والماء الأسود والفيلم الكوري حكاية شقيقتين.
تبدأ الأحداث بموت جيك آخر الناجين من شقة شيكاغو، وسجل دكتور سوليفان أن
سبب الوفاة نتيجة هلوسة وتشنجات حادة، ولكن عندما وصلت الأخبار إلى ناكوا
باليابان تقرر الذهاب إلى شيكاغو في محاولة لوقف اللعنة التي تعتقد جازمة
أنها لعنة من أرواح شريرة.
تتحد ناكوا مع بعض أفراد أسرة مالك العمارة ماكس، وتوافق ليزا بعض تردد على
مسايرة ناكوا في ممارسة بعض الطقوس التي بموجبها ستذهب هذه الأرواح الشريرة
بلا رجعة.
ظهر الجزء الأول من هذه السلسلة في عام 2004 وفيه تدخل كارين للمستشفى في
طوكيو، وفي الجزء الثاني الذي أنتج في عام 2006 تتوجه أوبري إلى طوكيو
لزيارة أختها كارين، ولكن تموت أختها بعد وقت قصير من حضورها، سينما الرعب
تحقق العائدات المرجوة، والإثارة المتوقعة، وقدر كبير من الخوف لجمهورها.
* الكاتب الشبح
THE GHOST WRITER
النوع: دراما – تشويق
الزمن: 120 دقيقة
التصنيف:
PG 13 +
البطولة: إيوان ماكروجر – بيرس بروسنان
الإخراج – رومانس بولانسكي
الكاتب الشبح اسم يطلق على الكاتب الذي يسخر قلمه في خدمة شخصية معروفة
فيكتب بالنيابة عنه مذكراته وسيرته الذاتية، هذا الفيلم يحكي قصة كاتب
بريطاني ناجح يجند نفسه لمساعدة رئيس وزراء بريطاني سابق يدعى آدم لانغ في
صياغة مذكراته على خلفية اتهام محتمل من محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب
جرائم ضد الإنسانية على خلفية الحرب ضد العراق.
هناك أفلام لا يلتفت المتابع لحركة السينما العالمية إلى أبطالها أو
موضوعها أو الشركة صاحبة الإنتاج طالما أن مخرجيها في حجم ومكانة مارتن
سكورسيسي أو راديلي سكوت أو تارنتينو أو مخرج هذا الفيلم البولوني رومان
بولانسكي، وهو مخرج وكاتب وممثل ومنتج وواحد من أعظم المخرجين السينمائيين
في أوروبا الشرقية والعالم، يعود هذه المرة بعد فترة غياب طالت لخمسة أعوام
ليقدم لنا فيلما مقتبسا من رواية للكاتب روبرت هاريس.
بدأ العمل في إنتاج الفيلم في فبراير 2009 باستوديوهات بابلسبرغ بألمانيا
وذلك لعدم تمكن بولانسكي من السفر إلى لندن على خلفية ملاحقات قضائية بسبب
قضية تهمة تعود إلى عام 1977 بتهمة إقامة علاقة غير مشروعة مع فتاة قاصر،
وقد تم اعتقاله واحتجازه في سويسرا وهو في طريقه للمشاركة في مهرجان زيوريخ
السينمائي في سبتمبر 2009، ولم يتمكن من حضور تقديم فيلمه في مهرجان برلين
السينمائي في فبراير من هذا العام.
نال الفيلم تقديرا عاليا من النقاد وصل إلى %81 من أصل 70 مقالا حسب
المواقع التي تعنى بالأفلام واتفق النقاد على صورة قوية الدلالة بليغة
التعبير عن رئيس وزراء يتداعى وهو صورة كربونية من رئيس الوزراء البريطاني
السابق توني بلير، وأيضا على الإيقاع المتناغم في اختياره للقطات وزوايا
تتناسب والجو العام الذي يعيش فيه الناشر (الكاتب الشبح) في فيلا على جزيرة
أميركية نائية قبالة الساحل الشرقي.
حاز الفيلم جائزة الدب الفضي في مهرجان برلين السينمائي الستين.
بولانسكي من مواليد 1933، أول أفلامه الروائية سكين في الماء 1962 وقد حققه
ببولندا ورشح لجائزة أفضل فيلم أجنبي، وبعدها توالت الترشيحات والجوائز في
العديد من مهرجانات السينما، وفي عام 2002 حاز أوسكار أفضل إخراج عن فيلم
(عازف البيانو).
مخرج عظيم مع حياة ممتلئة بالمآسي، وسيذكر العالم دائما مقتل زوجته شارون
تيت في نهاية الستينيات وهي حامل في لندن بينما كان هو يصور فيلم (يوم
الدولفين) في لوس أنجليس على يد شارلز مانسون.
* فتى الكاراتيه
THE KARATE KID
النوع: آكشن – تشويق
الزمن: 126 دقيقة
البطولة: جاكي شان – جادن سميث
الإخراج هارلاد زوارت
تضطر امرأة إلى الرحيل مع ابنها الصغير إلى الصين بداعي العمل، وفي موطنه
الجديد يتعلم الصبي فن القتال التقليدي المعروف بالكونغ فو على يد معلم
محترف. إعادة لنسخة فيلم فتي الكاراتيه الذي أنتج عام 1984، ولكن هذه المرة
مع النجم جاكي شان الذي يلعب في الفيلم مسؤولية تدريب صبي في الثانية عشرة
على تعلم مهارات الفنون القتالية المعروفة بالكونغ فو، ويشاركه البطولة
جادين سميث ابن الممثل المعروف ويل سميث.
يتصدر الفيلم إيرادات السينما في أميركا الشمالية محققا 56 مليون دولار بعد
ثلاثة أيام فقط من نزوله لصالات السينما. لعل أهم ما يميز أفلام جاكي شان
رغم كل التحفظات هو خفة ظلها، ومبالغته الطريفة التي يعطيها دائما بعدا
إنسانيا ويجعلها أقرب إلينا فنحس تجاهها بالحب، فهو فنان ذكي يقدم أفلاما
نابضة بالحياة والحركة ومسلية.
ولقد أعرب شان على موقعة الإلكتروني عن انبهاره بالنجم الصغير جايدن سميث،
مشيراً إلى أنه أظهر براعة في تعليم المهارات القتالية، وقال إنه يرد علي
الأوامر التي يتلقاها بلغة الماندرين الصينية، كما أنه تعلم الأصول الصينية
للكثير من حركات الكونغ فو.
صورت معظم مشاهد الفيلم في بيجين بالصين في يوليو من العام الماضي، والفيلم
من إنتاج الممثل ويل سميث، ويضم الفيلم مشاهد من الفيلم الأول، فيلم مثير
بحبكة تقليدية وإيقاع متناغم.
* قائد المشاة
CENTURION
النوع: دراما – آكشن
الزمن: 97 دقيقة
التصنيف:
PG
البطولة: مايكل فاسبندر – نويل كلارك
الإخراج: نيل مارشال
فيلم تاريخي يدور حول فرقة من المحاربين الرومان يقاتلون للحفاظ على
حياتهم، ضد مقاتلين اسكتلنديين مراوغين يستخدمون تكتيك حرب الغوريلا ضدهم.
ويحكي الفيلم قصة اختفاء الفرقة التاسعة التي تضم 4.000 مقاتل، وتضاربت
الأقوال حول مصير اختفائهم ويعتقد بعض المؤرخين أنهم ذبحوا في جيرمانيا،
ويذهب البعض الآخر إلى أنهم اختفوا في الفرس.
ويقول نيل مارشال إنه لم يقصد بتحقيقه لهذا الفيلم تصحيح وقائع تاريخية،
أنا فقط أتناول الأسطورة وأحاول أن استكشف بعض النواحي.
بدأ الإعداد للفيلم في بداية 2009، وصورت مشاهد الفيلم في اسكتلندا ولندن
وكان عنوان الفيلم في البداية (الفرقة التاسعة) ثم تحول للاسم الحالي
سنتريون أو قائد المشاة.
مخرج وكاتب الفيلم نيل مارشال وهو مخرج بريطاني من مواليد نيوكاسل 1970،
بدأ الإخراج في عام 2002 بفيلم (كلب الشرطة) وشاهدت له الدوحة الشهر الماضي
فيلم الرعب (الهبوط).
* علقة موت (عربي)
النوع: آكشن
التصنيف:
pg
البطولة: طارق عبدا لحليم – سماح بسام – غسان مطر – ممدوح فرج
الإخراج: نافع عبدالهادي.
قصة الفيلم تحكي تجربة ضابط أمن دولة يصارع عصابة دولية تابعة للمافيا تدخل
البلاد لإجراء عملية إرهابية بهدف زعزعة الأمن في مصر، وذلك أثناء بطولة
المصارعة الحرة، وينزلق الفيلم إلى قضايا لا علاقة لها بالخط الرئيسي فيه،
ثم يتورط بحسن نية بعض الشباب المصري الباحث عن عمل مع هذه العصابة.
ورغم ندرة الأفلام المصرية التي تأتي على فترات متباعدة، فالمرجو على الأقل
أن تكون هذه الأفلام مهضومة، هذا الفيلم تنكر له تقريبا كل كتاب ونقاد
السينما في مصر وأجمعوا على إدانته وعجزه فهو ميلودراما رخيصة وقاصرة،
وتطرف بعض النقاد مطالبين بحذفه من قائمة الأفلام المصرية التي تنتمي للفن
السابع.
لا شك أن ما قدمه المخرج نافع عبدالهادي في أول تجربة إخراجية تستحق
المراجعة خاصة بالجزئيات المتعلقة برسم الشخصيات وطرحه للعديد من القضايا
دفعة واحدة.
يشارك في الفيلم بطل المصارعة الحرة السابق ممدوح فرج، والمطرب طارق عبدا
لحليم، والمطربة الأردنية سماح بسام، والممثل غسان مطر.
ويبرهن هذا الفيلم على أزمة السينما المصرية في تعاملها الرخيص مع بعض دول
الخليج، فرغم أن موسم الصيف في مصر حافل بمجموعة من الأفلام الجيدة التي
يتابعها عشاق السينما المصرية من خلال وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية
فإن الموزع يفضل تسويق أفلام لا موقع لها أو مضمون، وأرى أن الوقت قد حان
لاتخاذ موقف حازم تجاه هذا الأمر.
العرب القطرية في
17/06/2010 |