في العام
2004،
اصطحب الفنان العربي دريد لحام أفراد عائلته وأحفاده إلى الجنوب اللبناني
حيث
وقف عند بوابة فاطمة ليرمي جنود الاحتلال الصهيوني بحجر، متخلياً بذلك عن
جواز سفره
الدبلوماسي بوصفه سفيراً لمنظمة «يونيسيف» للنيات الحسنة لصالح انحيازه إلى
قناعاته
الوطنية. بعد أقل من ست سنوات من ذلك التاريخ، كان الرجل يصطحب زوجته ليكسر
حصار
غزة، حيث كان بانتظاره عند معبر رفح حشد كبير من وسائل الإعلام، واعتبر
حينها أنّه
أعاد مسألة الحصار إلى الواجهة الإعلامية..
وما بين الزيارتين، وما قبلهما، كان
دريد لحام رائدا من رواد الدراما العربية، قدّم من الأعمال التلفزيونية
والمسرحية
والسينمائية ما تجذر في وجدان الأمة وأبنائها على مر عقود طويلة، جميلة.
وكان دوماً
أيضاً الفنان الملتزم بقضايا أمته داخل مربّع الشاشة الصغيرة وخارجها،
وبقوّة دفع
جماهيريته فيها..
دريد لحام هو باختصار «مبدع استراتيجي» يعرف بالضبط كيف يولّد
الأفكار الجديدة والكبيرة التي سرعان ما تأتي تفاصيلها بأكثر من ظاهرها...
وليست
الناحية الوطنية والسياسية وحدها هي التي تحدّد مدى قدرة دريد لحام
الإبداعية
الإستراتيجية، وإنّما ثمة نواح إنسانية عديدة يطرقها الرجل وتؤكّد قدرته
الإبداعية،
إلى جانب ريادته الفنية.
وتأتي شهادة الدكتوراه الفخرية التي تنوي الجامعة
الأميركية في بيروت تقديمها له في السادس والعشرين من الشهر الجاري، في
سياق حياة
الرجل التي تبقى وحدة متكاملة.
وبحسب الدعوة التي وجّهها رئيس الجامعة بيتر
دورمان إلى الفنان لحام، وحصلت «السفير» على نسخة منها، فإنّ الجائزة منحت
له «اعترافاً
وتكريماًُ لمساهماتكم القيّمة في مجال الفنون، لقد جلبتم الكثير من
المتعة لأجيال عدّة من المشاهدين في العالم العربي من خلال التمثيل
والكتابة
والإخراج، إنّ مسيرة حياتكم الملهمة - من الفقر النسبي إلى النجاح
الأكاديمي
والنجومية على المسرح والشاشة وخدمة المجتمع كسفير اليونيسيف - تسطّر
الكثير عما
يمكن أيّا منا أن ينجزه في حال توفر المزيج المناسب من الموهبة والفرصة
والعزيمة».
وتعليقاً على منحه شهادة الدكتوراه الفخرية، قال الفنان دريد لحام لـ «
السفير»: «بلا شك انّ المرء يشعر بفخر كبير عند منحه مثل هذه الشهادة
الآتية من
جامعة عريقة في الشرق الأوسط، ولا سيما انّنا جميعنا تمنينا في شبابنا لو
أنّنا
انتسبنا لجامعة بهذا المستوى..».
ويرى لحام أنّه «عندما يلفت فنان مثلي نظر
جامعة بمثل هذا المستوى، فهذا يعني أنّني استطعت تحقيق نوع من النجاح على
المستوى
الفني والمهني والإنساني، وواحد من الأسباب التي ذكرها رئيس الجامعة بيتر
دورمان
لمنحي الدكتوراه هو مسألة الجهد الإنساني في المجتمع».
وتبدو شهادة الدكتوراه
الفخرية بالنسبة إلى لحام كأنّها شهادة
تفيد بأنّه يمضي في الطريق الصحيح، لذلك يجد
أنّها لا ترتّب عليه أكثر من المضي قدماً بما أنجزه على الصعيد الإنساني
وسواه.
يقول إنّه، بشكل عام، يقف إلى جانب «المظلوم والمسكين والأطفال
والطفولة...
خاصة خلال السنوات التي قضيتها مع اليونيسيف، صحيح أنّني تركت
منصبي كسفير
اليونيسيف للنيات الحسنة، لكن لم أترك مسعاي ولا جهدي تجاه
الأشخاص المحرومين من
لمسة حنان..».
وهو يعتبر أنّ مساعيه السابقة هي جزء من وصفة صحيحة وضعها لما
يجب أن يكون عليه الفنان، وبدأ على ما يبدو يجني ثمارها اليوم، وهو يرى
أنّه «بعيداً
عن مسألة الموهبة والنجاح بأدوار الفنان وعمله المهني هناك شق اجتماعي» في
حياته يتمثّل بأن «ينبض قلب الفنان بهموم مجتمعه، فلا يعيش في برج عاجي
بعيداً عما
يجري حوله، وبالتالي لا بد من أن يكون منسجماً جداً مع آمال الناس
وأحلامهم، ويدافع
عنها بشكل أو بآخر ليس بالكلمة فقط، وإنّما بالفعل إذا استطاع..».
والفعل، كما
يفهمه دريد لحام، هو أن تكسر حصار غزة،
«حتى لو كنت وحيداً، هو أن ترمي حجراً عند
بوابة فاطمة.. وأن تكون من موقعك كصاحب تجربة إبداعية مصدر إزعاج لعدوك»،
كما كانت
الحال معه حين نشرت صحيفة «بديعوت أحرونوت» مقالاً هجومياً ضدّه إثر زيارته
للجنوب
اللبناني، وهو المقال الذي يحتفظ لحام بنسخة منه في مكتبه، و«يتباهى» به
أمام ضيوفه
كما لو أنّه يتباهى بجائزة رفيعة نالها..
يشرح لحام: «أنا فخور لأنّني كنت
مزعجاً لإسرائيل خاصة بسبب وقوفي إلى جانب المقاومة.. وأفخر بأنّني مزعج
لعدوي على
الرغم من أنّي لم أطلق عليه الرصاص وإنّما استفزته مواقفي».
ويستذكر الفنان
دريد لحام زيارته إلى غزة.. فيقول «استمرت
الحرب على غزة 23 يوماً وعندما انتهت
تهيأ لي أنّ الناس تناست مسألة غزة
والجرائم التي ارتكبت فيها، كان ذلك هو الهدف
الأول من زياتي: أن تبقى غزة في البال..».
ويؤكد أنّه سعيد جداً اليوم بهذا
الضجيج العالمي لمسألة كسر الحصار عن غزة، «والآن هناك مجموعات رسمية
وشعبية تنتظر
دورها على معبر رفح للدخول إلى غزة ومواساة أهلها.. ويشرح أنّ زياراتهم لا
تعني
أنّهم كسروا الحصار «لكن حالهم حال مَن يزور مريضاً في المستشفى، فزيارتك
له لن
تشفيه لكنّها بلا شك تساعده معنوياً على تحمل الألم.
السفير اللبنانية في
15/06/2010
فريق العمل لم يكتمل
والمؤلف ما زال يكتب السيناريو
«الكونت
دي روستي»
يسابق الزمن للحاق برمضان
محمد
حسن/ القاهرة
على
الرغم من أن شهر رمضان يحلّ هذا العام في آب، إلا ان تصوير مسلسل «الكونت
دي روستي»
الذي يروي سيرة عملاق الكوميديا الراحل
ستيفان روستي، لم يبدأ بعد، كما أنّ المؤلف
عادل سلامة لم ينته من كتابة كافة الحلقات، في حين أنّ المخرج
سامي أبو الخير ما
زال يبحث عن ممثلين لأدوار بعضها ليس بثانوي.
ومرة أخرى، تطرح أسئلة حول جدية
التعاطي بهذه الطريقة مع أعمال من المفترض أن تقدم شخصيات
بارزة لا يتعين أن
تقدّمها الدراما بخفّة.
ومؤخرا، وافق الفنان محمود الجندي على تقديم شخصية نجيب
الريحاني في المسلسل الذي يؤدّي دور البطولة فيه الممثل الساخر محمود عزب.
كما
وافقت ندى بسيوني على تأدية دور زوجة ستيفان روستي، في حين لم يحدّد الفنان
أحمد
راتب بعد إذا كان سيؤدي شخصية عزيز عيد في المسلسل.
ويبحث المخرج حاليا عن طفل
لتقديم دور روستي في مرحلة الطفولة في الحلقتين الأولى
والثانية من العمل، وهو سوف
يحتاج الى تدريبات كافية قبل بدء التصوير.
وحدّدت قناة «نايل كوميدي»، منتجة
المسلسل اليوم موعدا نهائيا لبدء التصوير من أجل اللحاق
برمضان، ما سبّب مشكلة
لفريق العمل، إذ لا يزال عدد من الممثلين المرشحين يقرأون النص، ولم
يحدّدوا
مواقفهم بشأن الاشتراك فيه.
ومن بين هؤلاء الممثلة يسرا اللوزي التي رشّحها
المخرج في دور والدة ستيفان روستي في طفولته، ورانيا الكردي
المرشحة لدور ليفا
حبيبة روستي. كما أن المؤلف عادل سلامة يحاول الانتهاء من كتابة أكبر عدد
ممكن من
الحلقات قبل بدء التصوير، حيث انتهى من كتابة اثنتين وعشرين حلقة وبقي
أمامه ثماني
حلقات.
ويجتمع فريق العمل حاليا بشكل يومي للتنسيق بين العناصر الفنية من
ملابس
وديكورات وتمثيل بحيث تعكس ملامح تلك الفترة، كما عاين المخرج بعض أماكن
التصوير
واختار منطقتين للتصوير المفتوح في مدينة الانتاج الإعلامي هما شارع عماد
الدين وحي
الإسكندرية.
يُذكر أنّ رئيس قناة نايل كوميدي خالد شبانة والمشرف على إنتاج
العمل قد اتفق مع مهندس الديكور نبيل سليم على تنفيذ «ديكورات» المسلسل،
الذي تبدأ
أحداثه في العام 1891 حين ولد ستيفان روستي، وتنتهي بوفاته في
1964، كما اتفق مع
مصمّمة الأزياء سامية عبد العزيز لتصميم ملابس الشخصيات.
إشارة إلى أنّ محمود
عزب انتهى من تسجيل حلقات برنامـج «حكومة شو» الذي يسخر من أداء الحكومة
الحالية
لكن البرنامج لم يعرض حتى الآن. ويثار أن التلفزيون المصري لا ينوي عرضه في
الفترة
الحالية، كما أنه لم يسمح لجهة أخرى بإنتاجه وعرضه، ما جعل عزب
يشعر باستياء شديد
واشتكى أكثر من مرة إلى الجهات المختصة لكن بدون جدوى. ويعتقد مراقبون أن
التلفزيون
المصري يمنح محمود عزب بطولة «الكونت دي روستي» في الوقت الراهن حتى لا
يطالب بعرض
«حكومة
شو».
السفير اللبنانية في
15/06/2010
عن جديد ستيفن فريرز
«تمارا درووي».. فتّش عن المرأة
زياد عبدالله – دبي
فتش عن المرأة، لا تفتش عن المرأة فهي موجودة أصلاً، ولها أن تكون حاضرة من
عنوان الفيلم، بحيث تكون هي من سيقرر مسيره ومصائره، أو قد يكون الفيلم
حولها وحيالها، في مسعى إلى توثيق حياتها ومن حولها، يمكن لذلك أن يأتي من
باب التاريخي أو الخيالي، ويمكن أيضاً أن يحتشد بشتى أنواع القصص التي تكون
مركزها ومنطلقها ومستقرها امرأة.
مقدمة كهذه يقصد بها مقاربة أفلام المخرج البريطاني ستيفن فريرز، والنية
هنا الحديث عن جديده
Tamara Drewe «تمارا درووي»، والذي سيدفعنا للمرور على أفلامه السابقة، والتي كان
أولها فيلم «الملكة» الذي عرف به هذا المخرج خصوصاً تجسيد هيلين ميرن
الرائع لشخصية الملكة إليزابيث، الذي نالت عليه أوسكار أفضل ممثلة في دور
رئيس عام ،2007 حين كان على جميع من شاهد الفيلم أن يستوقفه هذا الأداء
الرائع الذي لن يكون إلا تتويجاً لمسيرة مميزة لممثلة استثنائية.
ما بدأنا به عن التفتيش عن المرأة سيقودنا مجدداً على المرأة التي تكون
نقطة ارتكاز فيلم فريرز الثاني «تشيري» الذي يعرض حالياً في دور العرض
المحلية وسبق أن قمنا بعرضه والتقديم له منذ أشهر، وعليه يمكننا القول بأن
فيلمي فريرز ومعهما الآن جديده دائماً مأخوذة بامرأة واحدة، لها أن تكون
ملكة في الأول، وعاشقة مجنونة في الثاني، الصفة التي تمتد لتشمل تمارا في
الثالث، وكل امرأة من تلك النساء تتحرك في فضاء مغاير عن الأخرى، الملكة
لها سياقها التاريخي والسياسي، تشيري أيضاً كونها ستكون بائعة هوى من
الطراز الملكي، بمعنى أنها ستمضي حياتها في غواية علية القوم وأفراد
الطبقات المخملية والاستقراطية في أوروبا أوائل القرن الـ،20 وحين تقرر
التقاعد والتنعم بحياتها الخاصة بعيداً عن مهنتها، فإنها ستقع في غرام شاب
تكبره بأكثر من 20 سنة، وستكون معاناتها متأتية مما كانت تذيقه للرجال
الكثر الذين مروا في حياتها، وجيش طويل من العشاق يلاحقونها، ولتصبح امرأة
هائمة لا تستطيع النجاة من غواية ذاك الشاب الذي سرعان ما يتزوج ممن في
عمره ورغماً عنه.
في «تمارا درووي» ستدخل الكوميديا بقوة المساحة السينمائية التي يؤسس لها
فريرز، سيكون علينا أيضاً أن نعرف بأنه يقارب هذه المرة طبقة ثقافية
انجليزية تعيش حياة متنعمة رغيدة، ولتأتي تمارا (جيما أرترتون) وتنسج حولها
كل الحكايات والشخصيات التي يقدمها الفيلم، سيكون على بيث (تامسن غريغ) أن
تقول «اريد أن أحب إنساناً لا كاتباً» وزوجها الكاتب نيكولاس (روجر آلام)
يتنقل من عشيقة إلى أخرى، ومن خيانة زوجية إلى أخرى، الأمر الذي سيوصله إلى
تمارا.
تجري أحداث الفيلم في قرية في الريف الانجليزي، حيث يشغل نيكولاس بيتاً
ريفاً يمنحه مساحة من الهدوء الذي يتيح له تأليف رواياته، وإلى جانبه زوجته
بيث وأصدقائهما، مثل غلن (بيل كامب) الذي يكون مختصاً بأدب الكاتب
الانجليزي توماس هاردي، وليمضي في تأليف كتاب عنه يكون استغرق في التفكير
به أكثر من 20 سنة، ستكون بيث ملهمته، والتي سرعان ما يقع في غرامها، ولدى
استجابتها لن يتردد نيكولاس بالحنق والغضب، سينسى تاريخ خياناته الطويلة
لها ولا يقبل أن تتبادل زوجته قبلة واحدة مع غلن.
كل ذلك سينسج بناء على العلاقات التي تلتقي لدى تمارا، التي تأتي القرية
لتقترب من عائلة نيكولاس، ولن يتردد نيكولاس باعتبارها كاتبة واعدة ليظفر
بها، بعد أن نكون شهوداً على علاقتها بالمغني وعازف الدرامز بن سيرجنت
(دومنيك كوبر)، الشخصية الفوضوية والشهوانية والصاخبة، بينما تمارا لا
تستطيع كتابة حرف واحد وهو يتدرب على «الدرامز» ليل نهار.
جديد فريرز مبني على مبدأ المواقف المتوالية، وتناغم كل شيء لبناء
المفارقات والمواقف المعاكسة للطبيعي، ذلك أن كل شيء يمضي يداً بيد مع
سخرية من هذه العلاقات الهشة، والتي تنبني على مبدأ خفة الحياة، وإرادة
كبرى بألا تكون الحياة ثقيلة، ثابتة في مكانها لا تتلفت بل تمضي قدماً، حتى
المصائر التي يفترض أنها مآساوية في الفيلم تأتي في قالب مضحك، كأن يقضي
نيكولاس تحت أظلاف قطيع من الأبقار، بعد نزاعه مع غلن، وأن يكون كلب بن هو
السبب، لا بل إن كل شيء موضوع في مكانه لإحداث ما يمكن إحداثه في حياة يريد
لها أن تكون بخفة ريشة دون أي حسابات لحجم الريح التي قد تعصف بها من كل
جانب، حياة ملؤها الضحك، ولتعرفها في الفيلم فتش عن تمارا وستعرف.
الإمارات اليوم في
15/06/2010 |