هو نجم يقف فى منطقة فنية خاصة جدا. يختار أدواره بحرص شديد. قادر
على إقناع من حوله بمبادئه الفنية، لأنه يسير ضد التيار فقد فاجأنا مؤخرا
بدور فى
فيلم «تلك الأيام» ليقف أمام اسم بحجم محمود حميدة. نتحدث عن أحمد الفيشاوى
الذى
حدثنا عن تجربته السينمائية المختلفة وسر عدم دخوله السباق مع أبناء جيله،
وعقود
الاحتكار مع المنتجين وأسباب عدم تواجد والده فى «تلك الأيام» كضيف شرف،
غضبه من
الذين يضعونه فى مقارنة مع فاروق الفيشاوى وأشياء كثيرة نعرفها منه.
·
عندما
يوافق نجم شاب على تقديم فيلم سينمائى مأخوذ عن رواية أدبية هذا نوع من
المغامرة
خاصة أن «تلك الأيام» لايندرج تحت نوعية الأفلام الجماهيرية ألا تتفق معى
فى ذلك؟!
-
أنا رجل المغامرات. عندما عرض علىّ السيناريو قرأته بالكامل وجلست مع
المخرج أحمد غانم ثم رجعت للرواية وقرأتها وشعرت أننى سأستمتع وأنا أمثل
دور على
النجار... فيه أدوار تعرض علىّ أظل أفكر فيها وفى النهاية أرفضها، هناك
أدوار لا
أفكر فيها نهائيا وأشعر من أول لحظة أن الدور ده بتاعى حتى إذا كان رُفض من
قبل
زملاء لى، فى النهاية الدور ينادى صاحبه، الحمدلله الفيلم يحقق إيرادات
جيدة
والجمهور سعيد به.
·
على النجار فى الرواية شخص غير
عاطفى وقد ينفر البعض
من سلوكياته لكن فى الفيلم ظهر عكس ذلك. هل
تحدثت مع السيناريست علا عز الدين
والمخرج أحمد غانم لكى تجعل الشخصية تكسب
تعاطف الجمهور؟
-
عندما
يقرأ الرواية عشرة أفراد المؤكد أن كلا منهم سيتخيل شخصيات الرواية بطريقة
مختلفة
عن الآخر. لكن عندما تشاهدين فيلماً مأخوذًا عن رواية أدبية أنت هنا أمام
شخصيات من
لحم ودم، لن تستطيعى إصدار حكم على شخصية بأنها ضعيفة لأنك قد تشاهدين هذه
الشخصية
وهى تضرب ناسا كثيرين وفى ذات الوقت لن تستطيعى القول أن هذه الشخصية قوية
وهناك
عشرة أفراد يضربون هذه الشخصية، أنا لست من النوعية التى تطلب إجراء
تغييرات على أى
شخصية أجسدها حتى تكسب تعاطف المتفرج أنا ممكن أجسد شخصية وأرغب أن يكرهها
الجمهور
ولا يتعاطف معها، وفى شخصية على النجار كان لدىّ آراء فى شكل الشخصية
الخارجى،
وأيضا كان لدىّ بعض الآراء فى الحوار وكان فيه جلسات عمل جمعتنى بالمخرج
ومحمود
حميدة وليلى سامى وقمنا بتعديلات طفيفة فى الكلام الذى تقوله الشخصيات
بالشكل الذى
يريحنا نحن كممثلين وفى ذات الوقت يليق على الشخصيات.
·
شاهدنا
مباراة فى الأداء التمثيلى بينك وبين محمود حميدة هل كانت لديك استعدادات
خاصة منك
لمواجهة نجم بحجم حميدة؟!
-
أكيد عملت حساب أننى سأقف أمام نجم
مثل محمود حميدة، لكن الحمد لله لم يكن فيه
«رهبة» لأن محمود حميدة صديق لى منذ 4
سنوات ودون أن نعمل مع بعض، عندما جمعنا فيلم «تلك الأيام» كان كل واحد منا
عارف هو
هايعمل إيه؟! وهذا احترمه فى الرجل ده، محمود حميدة بخبرته الفنية الطويلة
وخضرمته
يجعل الممثل الذى أمامه يؤدى المشاهد بإحساسه ويترك مهمة توجيه الممثل
للمخرج.
محمود حميد من أطيب الناس اللى ممكن تقابليهم فى حياتك وهو بالمناسبة مش
«تنك»
هو مثل أى بنى آدم فى الدنيا وإذا قمت بقياس تصرفات محمود حميدة على أى بنى
آدم
ستجدينه طبيعيا جدا.
·
معظم مشاهدك كانت صعبة بالفيلم..
أى مشهد منهم
عملت حسابك فيه جيدا؟!
-
كان هناك فعلا أكثر من مشهد صعب،
والحمدلله استطعت تأدية هذه المشاهد بشكل
جيد، أكثر مشهد عملت حسابه كان قيامى بضرب
ليلى سامى «أميرة» لأن المخرج اتفق معى ومعها أنه سيأخذ هذا المشهد من أول
مرة لذلك
حاولنا بقدر الإمكان ألا نضطر لإعادته لأن «ليلى» لن تتحمل الضرب بعنف
مرتين.
·
هناك رأى يقول أن فيلم «تلك
الأيام» يحتاج لنوعية معينة من الجمهور
ما رأيك؟!
-
كل فيلم له نوعية جمهور ممكن جدا متفرج يدخل السينما
لمشاهدة فيلم كوميدى ولايدخل «تلك الأيام» والعكس صحيح. أنا شخصيا من الناس
اللى
تحب تتفرج على كل نوعيات الأفلام وأعتقد أن هناك كثيرين يحبون الفرجة على
السينما
بكل أنواعها، على فكرة «تلك الأيام» فيلم تراجيدى وهذه النوعية من الأفلام
بشكل عام
لا تحقق إيرادات جيدة ورغم ذلك «تلك الأيام» حقق إيرادات جيدة، رغم أنني
كنت خائفاً
وحاطط إيدى على قلبى.
·
من صاحب اقتراح تواجد والدتك
سمية الألفى فى
فيلم «تلك الأيام» كضيف شرف ولماذا لم يتواجد والدك فى نفس
الفيلم خاصة أن هناك
أدوارًا كثيرة كانت تلائمه للظهور كضيف
شرف؟
-
تواجد والدتى فى
«تلك الأيام» كان اقتراحا من المخرج أحمد غانم وعندما عرض عليها
الأمر وافقت،
وبالنسبة لوالدى لم يكن هناك اقتراح بأن
يشارك فى هذا الفيلم بأحد أدوار الشرف
وأعتقد أنه تواجد معى فى فيلم «45 يوم»
كضيف شرف وبعدها اتخذ قرارا ألا يكرر هذا
الأمر، وده بالنسبة لى كويس لأن ماينفعش كل فيلم لى يظهر به فاروق الفيشاوى
فى
مشهد.
·
لماذا تغضب عندما يقال أحمد
الفيشاوى متفوق على
أبيه؟!
-
اتضايق جدا عندما تتم مقارنتى من قبل الناس بفاروق
الفيشاوى كأنهم يعقدون مقارنة بينى وبين
محمود عبدالعزيز. تخيلى أحدا يقول لى أنت
أفضل من محمود عبدالعزيز! فاروق الفيشاوى يمثل بطريقة وأنا أمثل بطريقة
مختلفة،
وينطبق نفس الكلام على أبناء النجوم محمود عبدالعزيز، صلاح السعدنى، فاروق
فلوكس
أبناؤهم يمثلون بطريقة مختلفة عن آبائهم لذلك لا استطيع قول أحمد صلاح
السعدنى أفضل
من والده. كل واحد منا له استايل مختلف عن والده، أنا تربطنى بوالدى صلة دم
فقط، فى
النهاية أنا ممثل وهو ممثل.
·
وهل يغضب فاروق الفيشاوى عندما
يجد
المقارنة فى صالحك؟
-
المقارنة تضايقنى أنا لكن أبويا يفرح، أى أب
فى الدنيا يريد ابنه أفضل منه لكننى أشعر
أن هذه المقارنة ليس لها داع لأنها ممكن
جدًا تكون مخالفة للحقيقة لأن فى الآخر الأمر تحكمه أذواق تجاه الفن، فيه
ناس لا
تطيقنى كممثل لكنها تموت فى فاروق الفيشاوى وفيه واحد يتفرج على فيلم «تلك
الأيام»
ويعجب به وآخر يشاهده ولا يعجبه.
·
لماذا تختار أدوارك بحسابات
مختلفة عن أبناء جيلك؟!
-
أعتبر نفسى ممثلا فى المقام الأول،
مؤمنًا تماما أن النجومية تذهب وتأتى لذلك
لا أسعى لها بقدر حرصى على السعى للعب
أدوار جيدة تعجب الناس بعد قيامى ببطولة
فيلم «45 يوم» عملت فيلم «زى النهاردة»
وفيه كنت «سنيد» لبسمة وفى ذات الوقت لعبت أدوارًا صغيرة فى
أفلام «ورقة شفرة»،
«واحد/صفر» وبعد فيلم «تلك الأيام» سيشاهدنى الجمهور فى دور
لايتعدى العشرة مشاهد
فى فيلم «خوف متكرر» لمحمد دياب لإعجابى
بالشخصية وبالرسالة التى يقدمها الفيلم
وإذا لعبت دور بطولة مطلقة فى الفترة
القادمة لن أتردد أن ألعب أدوارا صغيرة فى
أفلام أخرى لأننى فى النهاية أبحث عن الكيف وليس الكم.
·
ألا تتفق معى أن
طريقة تفكيرك قد تجعلك بعيدا عن منافسة أبناء جيلك؟!
-
الدخول فى سباق
سيعطلنى عن الأشياء التى أحبها أنا عاوز أمثل مش عاوز أتسابق
لأنى أحب التمثيل.
·
وهل ترى أن أفلام نجوم الملايين
وضعتهم فى سجن الإيرادات الضخمة
لذلك يحرصون أن تكون أفلامهم تجارية
بالدرجة الأولى بغض النظر عن المضمون؟!
-
أنا لست ضد الأفلام الجماهيرية التى تحقق إيرادات ضخمة بالعكس
أنا عاوز أعمل فيلم يحقق 50 مليونا وأكثر مفيش أحد يكره أن فيلمه يحقق
إيرادات ضخمة
وإذا عملت فيلم وحقق إيرادات مائة مليون جنيه لن أمتنع عن لعب الأدوار
الصغيرة.
·
وما رأى والدك فى أسلوب تفكيرك؟!
-
أبويا كان ضد
تفكيرى فى البداية لكن الحمدلله استوعب مثلما تفهم الكثيرون أننى لست مخطئا
فى
تفكيرى بهذا المنطق لعب الأدوار الصغيرة فى الأفلام بجوار قيامى ببطولات
مطلقة فى
أفلام أخرى مفيد لى كممثل، وللناس اللى تتفرج علىّ، وللممثلين الذين أشارك
فى
أفلامهم.
صباح الخير المصرية في
15/06/2010
مفاجآت «الديلر»
كتب
جيهان الجوهري
عندما تتواجد أسماء مثل أحمد السقا وخالد النبوى على أفيشات فيلم
سينمائى، المؤكد أن المستفيد الأول والأخير هو الجمهور لأنه
سيستمتع بنجومية أحمد
السقا وموهبة خالد النبوى فى الأداء التمثيلى غير المتوقع، وهذا ما حدث
بالفعل فى
فيلم «الديلر». نحن فى «الديلر» أمام غريمين من أبناء حى شعبى واحد
«القلعة» أحدهما
أحمد السقا «يوسف الشيخ» وهو يتسم بالهدوء والتسامح والإجرام
فى ذات الوقت والثانى
خالد النبوى «على الحلوانى» الذى لا يتردد فى التخلص من أى شخص قد يعوق
طموحاته
الإجرامية حتى إذا كان هذا الشخص هى زوجته مى سليم «سماح» التى اقتنصها من
غريمه
أحمد السقا أيام الفقر.. يشق كل من الغريمين طريقاً مختلفاً فى
عالم الإجرام..
تتصاعد الأحداث ليلتقى فى النهاية الجميع كل منهما يريد تصفية حساباته
القديمة مع
الآخر.
أحمد السقا جسد شخصية يوسف الشيخ كما كتبها السيناريست مدحت العدل
على الورق، لكننى لم أشعر بالتوهج الفنى فى أدائه وكان واضحا
أن وزنه الزائد انعكس
على أدائه لمشاهد الأكشن.. خالد النبوى أبهرنا بأدائه لدور على الحلوانى فى
كل
مرحلة على حدة ووفق كثيراً فى اختياره للشكل الخارجى للشخصية بمراحلها
المختلفة،
ومن المشاهد التى أعجبتنى مشهد النهاية الذى ضحى فيه بنفسه من
أجل حياة ابنه، ومشهد
لقائه مع غريمه أحمد السقا، ومشاهده مع زوجته مى سليم بداية من سفره معها
للخارج
وحثها على العمل كراقصة وتقديم تنازلات للزبائن.
موهبة ونجومية خالد النبوى
تستحق أن تصنع له أفلام خصيصا وتستحق اهتماماً أكبر من صناع السينما.. نضال
الشافعى
من أهم مفاجآت الفيلم فهو لعب دور «فرحات» الذى يمتلك بازارًا فى إسطنبول
ويعمل فى
ذات الوقت بتجارة المخدرات مع أحمد السقا، ورغم خروجه على
القانون إلا أن دوره به
ملمح إنسانى فهو حريص على صديقه أحمد السقا من الوقوع فى أى خطر يهدد حياته..
اسيناريو أعطى له مساحة تظهر إمكانياته
التمثيلية وأعتقد أن هذا الدور سيؤهله
لترشيحه فى أدوار سينمائية مهمة..ثانى مفاجآت الفيلم كانت مى
سليم ولا أعتقد أن
هناك من كانت ستقدم دور سماح بطريقة أفضل منها..تحية لصبرى عبدالمنعم وسامى
العدل
والمخرج أحمد صالح الذى حافظ على إيقاع الفيلم واختياره لأماكن تصوير
واقعية،
والسيناريست مدحت العدل الذى يحترم جمهور السينما وقدم له
شخصيات من الواقع تعيش
أحداثًا لها مبررها الدرامى المقنع.
صباح الخير المصرية في
15/06/2010 |