نضجت الفتاة الصغيرة ذات الطموح الجامح والإرادة القوية وأصبحت أكثر قدرة
على الاختيار، وأكثر نجاحاً فى الاختبار.. أصبحت أكثر قدرة على إدهاشك
وأكثر كفاءة فى انتزاع إعجابك..
ياسمين عبدالعزيز التى أصبحت الممثلة الوحيدة التى تنافس نجوم الشباك من
الرجال فى السينما المصرية.. تترك لإحساسها مهمة الاختيار، وتحكم على
الأمور بذكائها الفطرى الذى لا يخيب، راهنت على نفسها ودخلت معركة التحدى
مع أقوى النجوم.. قبل مشاهدتى فيلم «الثلاثة يشتغلونها» كنت أتوقع مشاهدة
فيلم مختلف يناسب الأعمار الصغيرة، ويعجب الأطفال لمجرد أنه فيلم أسرى لطيف
محترم.
لم أصدق نفسى للحظات لأن مشاهدتى للفيلم تؤكد أنها ستصل بنا إلى مرحلة
الاقتناع التام بأنها ممثلة شاملة ولم تتكرر منذ أفلام الأبيض والأسود
لسعاد حسنى وشادية.. «ياسمين» نجحت فعلاً فى دفعى لأقول «مفيش ممثلة فى مصر
ممكن تعمل الفيلم ده غير ياسمين»..
ياسمين قدمت من خلال الفيلم ٤ شخصيات، لكل منها أبعادها التمثيلية وشكلها
الداخلى والخارجى، ونجحت فى أن تضع أمامنا توليفة فنية ثرية وممتعة وهادفة،
خرجت من سينما الإفيهات والمواقف المصنوعة من أجل الضحك إلى سينما أقرب
للأفلام العالمية الترفيهية ذات الفكر والضحك والمتعة والهدف.
■ لماذا «الثلاثة يشتغلونها».. ولماذا وقع اختيارك
على هذا الموضوع تحديداً؟
ـ من الذكاء أن تقدمى موضوعات من أرض الواقع، فالمشاهد الموجود فى السينما
إن لم يجد نفسه أو أخته أو أمه فى الفيلم المعروض سيشعر بالغربة، وهذا ما
أبحث عنه فى كل فيلم، أبحث عن مدى القرب من المشاهد ومن سأكون بالنسبة له
فى هذا الفيلم، وهل سأقدم له موضوعاً يهم أبناءه أم يهمه هو من نواح
مختلفة؟!
وفى رحلة بحثى عن فكرة بعد فيلم «الدادة دودى» تحدثت معى أكثر من صديقة عن
تغير الرجال وسوء الأحوال العاطفية، وشعرت فعلاً أنها مشكلة مطروحة بقوة
لدى البنات، وعندما عرض على المنتج محمد ياسين فكرة فيلم «الثلاثة
يشتغلونها» شعرت أنها قريبة جداً من الواقع وأنها مشكلة شديدة الإلحاح،
لذلك وافقت على تقديم هذا الفيلم.
■ قدمت فى الفيلم ٤ شخصيات.. فهل كنت حريصة على
تنوع الشخصيات لإبراز قدراتك التمثيلية؟
ـ لا أفكر بهذا الشكل إطلاقاً، بدليل أن أفلامى السابقة كلها لعبت بها
شخصية واحدة.. ثم إنى لم أشترط كتابة شخصيات بل كان السيناريو مكتوباً منذ
البداية بهذا الشكل وبهذا العدد من الشخصيات بل بالعكس فالمنتج والمؤلف
يوسف معاطى رشحانى للفيلم بعد كتابته، وأنا بريئة من تهمة تفصيل الأفلام
والشخصيات التى يحاول البعض إلصاقها بى..
كما أن السبب الرئيسى فى أنى وقّعت مع المنتج محمد ياسين أنه جاء بورق جاهز
وجيد ووافقت دون أن أتحدث حتى فى الأجر، لأن الورق أهم شىء يشغلنى، وقد
عانيت مع منتجين كثيرين عرضوا علىّ أجوراً كبيرة لكنهم فشلوا فى إيجاد ورق
أو سيناريو أشعر أنه جيد ومختلف.
■ البعض اتهمك بتقليد شخصيتى «هانا مونتانا وبيتى
القبيحة» وهاجموا الفيلم قبل عرضه وبناء على التريللر فقط؟
ـ طبعاً فوجئت بأن هناك من يحاول توجيه اتهامات لى بناء على إعلان الفيلم،
وفى الحقيقة لم أهتم حتى بالرد، لسبب واحد لأن الفيلم سيرد على هذه
الافتراءات وليس من المنطقى أو الصحى أن يحاول بعض المتخصصين فى السينما أن
يوجهوا لى اتهامات أو لأى شخص بناء على إعلان الفيلم.
وبمشاهدة الفيلم سيتأكدون أنهم تسرعوا فى الحكم.. ثم إنى لم أنكر أن هناك
شخصية هانا مونتانا فى الفيلم وقلت فى أحد المشاهد ذلك لأنها شخصية لها
شعبية بين الشباب وهناك فتيات فعلاً يحاولن تقليد شخصيات من أعمال أجنبية
خاصة هانا مونتانا.. ولأن نجيبة فى الفيلم حاولت تغيير شخصيتها من حيث
الشكل، كان لابد أن تقلد شخصية معروفة، لذلك كانت هانا مونتانا.
■ وهل صحيح أنك أصبحت ترفضين أى فيلم يعتمد على
تقليد شخصيات؟
ـ طبعاً أن ممثلة ولست مونولوجست، ومع احترامى لمن يقدمون أدواراً تعتمد
على التقليد والمحاكاة وليس التمثيل، فلن أقدم أى أدوار هدفها التقليد،
وحتى فى بداياتى رفضت لأن الناس إذا عودتهم على أنى مقلدة فلن يقبلونى
كممثلة.
■ لماذا جاءت شخصيات الرجال الثلاثة فى الفيلم
مختصرة رغم أنها كانت صارخة وشديدة الأهمية؟
ـ لأن موضوع الفيلم يدور عن «اشتغالات» بعض النماذج السلبية من الرجال
للفتيات وأسباب ذلك.. لذلك جاءت النماذج الثلاثة مكثفة وواضحة لإبراز
المعنى العام للفيلم بشكل مباشر.. وكنت أعلم أن البعض سيقول طبعاً إن
المجتمع ملىء بالنماذج الإيجابية من الرجال.. وطبعاً هذا حقيقى وهناك نماذج
إيجابية ونماذج سلبية، لكن موضوع الفيلم يدور عن ثلاثة نماذج فقط لابد أن
يكونوا سلبيين لخدمة الفكرة الأساسية للفيلم.. لكن أيضاً أبرزنا نماذج
لرجال إيجابيين مثل الأب المكافح صلاح عبدالله ومدرس الجامعة الذى تزوج
نجيبة بالفعل فى آخر الفيلم.
■ الفيلم لم يخل ـ كعادة أفلامك ـ من الأطفال، فهل
حرصت على وجودهم لاجتذاب هذه الشريحة للسينما؟
ـ لا أنكر أنى أحب الأطفال جداً، فهم طبقة تهتم بها السينما العالمية
وللأسف عندما نقدم أى فيلم للأطفال فى السينما المصرية نسطحه لدرجة أن يكون
«فيلم كارتون».. وإذا كان فيلم «الدادة دودى» قيل إنه فيلم هدفه الأطفال
فهذا ليس عيباً، بالعكس فمعنى تحقيقه إيرادات ونجاحه، أننا نجحنا فى تقديم
فيلم جيد للطفل، لكنى لا أعتقد أن «الثلاثة يشتغلونها» يمكن حصره فى هذه
المنطقة فقط..
لأنه فيلم ناقش قضية تخص البنات وناقش قضية عدم فهم الإنسان لنفسه وتنفيذه
تعليمات محفوظة.. وجاءت قضية التعليم فى المدارس والحفظ دون الفهم كخط
درامى آخر، تم توظيفه جيداً.
■ الفيلم انتهى نهاية سعيدة رغم أنه كان يمكن أن
ينتهى نهاية واقعية غير سعيدة.. فهل تعمدت هذه النهاية؟
ـ أولاً أنا لا أحب النكد وأرى الناس «فيها اللى مكفيها مش ناقصة نكد ولا
إحباط» ولذلك أختار موضوعات بها هدف وبسمة للناس، لا أريد أن يدخل الناس
أفلامى ويخرجون مكتئبين، لذلك كان لابد أن تكون النهاية مصنوعة لإسعاد
الناس من ناحية وإعطاء أمل وأيضاً ليحدث توازناً، ونقدم نموذجاً إيجابياً
للرجل بعدما قدمنا ثلاثة نماذج سلبية متمثلة فى الشباب الثلاثة الذين
«اشتغلوا» نجيبة بطلة الفيلم.
■ هل طرح فيلمك فى موسم الصيف يعد تحدياً صريحاً
لنجوم السينما الرجال المسيطرين على هذا الموسم مثل السقا وحلمى وتامر
حسنى؟
ـ موضوع توقيت عرض الفيلم مسألة توزيعية ويحدده المنتج والموزع، لكن لا أحد
ينكر أن موسم الصيف له بريقه وهذا ليست له علاقة بمسألة التحدى والمنافسة
مع أى نجم آخر، لأن الأمور ببساطة محسوبة بقاعدة منطقية، هى أن الفيلم
الجيد يفرض نفسه فى أى توقيت ووسط أى عدد من المنافسات بين النجوم سواء
رجالاً أو نساء..
كما أن لكل نجم محبيه الذين يذهبون وراءه سواء فى موسم العيد أو الصيف أو
حتى موسم الخريف إذا وجد.. وعموماً أحب أن أؤكد أنى لا أرى المنافسة مع
الآخرين بالشكل السلبى، أو أننا فى حالة حرب وصراع.
المصري اليوم في
13/06/2010
الكاثوليكى يكرم ساحر السينما
المصرية
كتب
محسن حسنى
كرم المركز الكاثوليكى للسينما الفنان محمود عبدالعزيز، أمس الأول، فى
احتفالية «مشوار نجم» فى قاعة النيل للآباء الفرنسيسكان. بدأ الحفل بعرض
فيلم تسجيلى قصير يتضمن مقتطفات من أعماله السينمائية والتليفزيونية
الثرية. ثم تحدث الأب بطرس دانيال، وكيل المركز الكاثوليكى للسينما، عن
الجانبين الإنسانى والفنى لمحمود عبدالعزيز.
ندوة التكريم أدارها الناقد طارق الشناوى، ثم بدأت فقرة الزجل التى تضمنت
مسيرة محمود عبدالعزيز وقدمها ناجح فرج المحامى. أهدى الأب بطرس درع المركز
للفنان محمود عبدالعزيز الذى احتفل عقب ذلك مباشرة بعيد ميلاده، وشارك معه
فى تقطيع التورته نخبة من الحضور: الفنانة ميرفت أمين والإعلامى وائل
الإبراشى وأبناء الفنان محمود عبدالعزيز والسيناريست كرم النجار والمخرج
مجدى أبو عميرة والأستاذ هانى عزيز مستشار قداسة البابا شنودة الثالث وبعض
الشخصيات العامة.
تحدث الفنان محمود عبدالعزيز عن مشواره الفنى قائلاً: «كنت أعتقد أن الفن
هو الشهرة والمال والبنات والسيارات ثم اكتشفت أنه طريق صعب جدا ورسالة يجب
تأديتها».
وأضاف: «واجهتنى صعوبات عديدة فى بداية الطريق، وأذكر أن مخرجا – لا داعى
لذكر اسمه - قال لى: (إنت متنفعش تمثل)»، فسافرت النمسا وعملت كبائع جرائد
أمام الأوبرا هناك لمدة ٣ شهور، وهناك أعجبت بالممثلين، فعدت واستقبلنى
المخرج نور الدمرداش، وعملت معه كمساعد مخرج وفهمت كيف أحرك كل الممثلين
وأديرهم فى البلاتوه».
وقال عبدالعزيز: «كان التليفزيون مدخلى للسينما، بعد أن مارست التمثيل على
مسرح كلية الزراعة مع كرم النجار، ثم شاركت فى فيلم (آخر العمر) مع رمسيس
نجيب، ثم ابتعدت لمدة ٦ سنوات عن التمثيل حتى لا أقدم أعمالا لا ترضينى».
أكد عبدالعزيز أن شخصيته الفنية بدأت تظهر بعد مشاركته فى «العار» و«الكيت
كات»، ثم تحدث عن «الكيت كات» فقال: «عملت هذا الدور بتلقائية بسيطة ونجحت
فيه جدا».
وردا على سؤال لأحد الحضور عن عمل أبنائه فى الفن قال محمود: «أنا ضد
الوساطة، ولذلك تركت أولادى يعملون ويتعبون ليعرفوا أنه مش مشوار صعب
وثمرته ليست وجبة جاهزة».
المصري اليوم في
13/06/2010
الكنيسة الأرثوذكسية تقيم احتفالاً «عاماً» لفيلم «العبد
الهارب»
كتب
محسن حسنى
فى سابقة هى الأولى من نوعها، أقامت الكنيسة الأرثوذكسية، احتفالاً عاماً،
أمس، بعرض فيلمها «العبد الهارب»، وسط أجواء هادئة وبحضور عدد من رجال
الدين المسيحى، من بينهم القس مرقس عبدالمسيح، والقس أثناسيوس بطرس،
بالتزامن مع امتلاء طرقات الكاتدرائية بالعباسية، بلافتات من عدة كنائس،
لمؤازرة البابا شنودة، بطريرك الكرازة المرقسية، فى موقفه الرافض لتنفيذ
حكم الزواج الثانى للمطلقين المسيحيين.
تأخر العرض الخاص لمدة ساعة عن موعده، وأقيم الساعة ٨ بدلاً من ٧ مساء،
بسبب تأخر صول نقيب السينمائيين مسعد فودة، الذى شارك فريق عمل الفيلم
احتفالهم بأول عرض له، بينما غابت ميمى جمال – إحدى بطلات الفيلم – عن
الحفل لانشغالها بتصوير مسلسلات رمضانية، وحضر العرض باقى أبطال الفيلم،
وفى مقدمتهم غسان مطر وسما مطر وسمية الإمام ومينا اسيناثيوس والمؤلف ناصر
عبد المالك والمخرج جورج قسطندى.
تواكب عرض الفيلم مع احتفال الكنيسة الكاثوليكية بالفنان محمود عبد العزيز
وتكريمه فى نفس توقيت عرض «العبد الهارب»، مما جعل كاميرات الفضائيات تنقل
جزءاً من احتفال الكاتدرائية ثم تهرول للحاق بتكريم الكنيسة الكاثوليكية.
وعقب عرض الفيلم أكد مسعد فودة نقيب السينمائيين لـ«المصرى اليوم»، أنه رأى
خلال الفيلم العديد من القيم والأخلاقيات الحميدة التى تدعو إليها كل
الديانات السماوية، وأبدى تحفظاً على المستوى الفنى للفيلم، وقال: هناك
ملاحظات بسيطة لكن أيا كان مستواه الفنى، فهذه بادرة طيبة وسيتحسن المستوى
خلال الأعمال المقبلة.
وقال محمد أبوالعزم، منتج الفيلم: إقامة عرض خاص لفيلم دينى لم يكن فى
تقاليد الكنيسة الأرثوذكسية من قبل، وهذا فى حد ذاته أمر جيد، كما أن
الإقبال على إنتاج تلك النوعية من الأفلام مغامرة لأنها لا تعرض فى دور
العرض، لكنه سيتم طرحه على أسطوانات مدمجة «سى دي» و«دى فى دى»، كما ستباع
حقوق عرضه للمحطات الفضائية المسيحية .
وقال المخرج جورج قسطندى: هذه التجربة السينمائية التى يشارك بها مسلمون
ومسيحيون تنطق بوحدتنا الوطنية دون أن نتحدث نحن عنها، وخلال مدة التصوير
التى قاربت الأسبوعين لم نشعر بأى فارق بين مسلم ومسيحى داخل لوكيشن
التصوير.
وأضاف: تمت الاستعانة بـ١٢٠ ممثلاً من داخل الكنيسة، بالإضافة للعديد من
الممثلين المسلمين، وحوالى ٧٥٠ كومبارساً، كما تم التصوير فى أديرة طبيعية
وكنائس أثرية، وتم تصميم ملابس تعكس روح العصر الذى شهد تلك الأحداث.
وقال مينا أسيناثيوس، بطل الفيلم: هذه ثامن بطولة لى فى فيلم دينى، سعدت
بالتجربة لسببين، الأول هو الحفاوة الإعلامية بأول عرض لفيلم دينى داخل
الكنيسة، والثانى هو أن هذا القديس «انسيمس» لم يولد قديسا وإنما بدأ حياته
عربيدا وسارقا وزانيا وارتكب خطايا عديدة حتى ساقه القدر للعمل فى قصر
نيرون بروما، ومنه إلى حلبة المصارعة وتم إنقاذه من الموت بأعجوبة، ليتوب
بعد ذلك على يد بولس الرسول ثم يستشهد عام ١٠٧ ميلادية.
وأضاف: كنت أتمنى تقديم شخصية المسيح فى مشروع الفيلم المصرى عن المسيح
لكنه توقف – مع الأسف – وأتمنى أن أعيد اكتشاف نفسى فى السينما العادية
التى يشاهدها الجمهور فى دور العرض.
المصري اليوم في
13/06/2010 |