بعيداً عن أدوار السينما والتليفزيون التى جعلتها من نجوم الصف الأول، جلست
«يسرا» على كرسى المذيع لتقدم أول برنامج تليفزيونى لها بعنوان «العربى»،
الذى يعرض الآن على التليفزيون المصرى، وتسلط من خلاله الضوء على
الإيجابيات الموجودة فى الوطن العربى.
لماذا قررت يسرا خوض هذه التجربة الآن، ولماذا لم تعرضه فى رمضان، وهل
ستقدم منه جزءاً ثانياً، وما الشخصيات التى فشلت فى محاورتها، وما الجديد
الذى ستقدمه فى مسلسلها الجديد؟!
هذا ما سنتعرف عليه منها خلال حوارها مع الـ«المصرى اليوم»..
■ كيف ترين ردود الفعل على البرنامج؟
- ردود الفعل جاءت أكثر مما توقعت، فقد توقعت أن يحظى البرنامج باهتمام
البعض لأنى أطرح من خلاله قضايا جديدة وبشكل مختلف، وأركز فقط على
الإيجابيات الموجودة فى الوطن العربى، وهو مضمون مختلف عن باقى البرامج،
كما أن الشكل مختلف تماماً لأنه مزيج من الدراما والتوثيق.
■ ولماذا الإيجابيات فقط؟
- كل مجتمع به إيجابيات وسلبيات، وللأسف معظم برامجنا اتجهت إلى السلبيات
ولم ينظر أحد لنصف الكوب المتلئ، رغم أن النظر للإيجابيات يعطى الأمل
ويمنحنا القدرة على التفكير والبحث على نوافذ إيجابية أخرى.
■ ولماذا لم تركزى على المجتمع المصرى فقط؟
- رفضت ذلك حتى لا يتهمنى أحد بالتحيز أو العنصرية، كما أنى أقدم مشروعاً
متكاملاً مرتبطاً بالوطن العربى ككل، لأننا شعب واحد، وهمومنا واحدة إلى حد
بعيد، والسلبيات موجودة فى العالم كله حتى أمريكا، لكن لا أحد يتوقف عندها،
بل يبحثون دائما عن علاج فورى لها، ونحن نعرف مشاكلنا جيداً، ومن الصعب أن
نحلها فى يوم وليلة، لكن المهم أن نعطى فرصة لأنفسنا فى تحقيق نتائج
إيجابية.
■ كيف تركزين على الإيجابيات، وهناك أزمة عروبة بين
الدول العربية؟
- نفسى عروبتنا تعود مرة أخرى، وأعرف أن هناك عراقيل ومشاكل تواجهنا فى
العالم العربى، وأتمنى أن نتغاضى عن أى شىء حتى تعود العروبة لأنها فى
مصلحتنا، فلو اجتمعنا مرة أخرى سنصبح قوة لا تضاهيها أى قوة على مستوى
العالم، فنحن لدينا العلم والمال والجغرافيا، ومع ذلك قدمت حلقة كاملة عن
العروبة.
■ ولماذا هذا التوقيت بالتحديد؟
- لأن الأمل بدأ فى الزوال، وأشعر بذلك لكن لم أكن أعرف وقتها كيف أقول
ذلك، وكان لابد من إلقاء الضوء على النماذج الإيجابية فى كل المجالات التى
تعطى بعض الأمل، خاصة للأجيال الجديدة التى لا تعرف تاريخها جيدا، لينظروا
إلى مستقبلهم.
■ إذن هناك رسائل اجتماعية وسياسية تبث من خلال هذا
البرنامج.
- هناك أكثر من رسالة، واعترف بأن رسالة هذا البرنامج قد تكون أهم من أى
عمل فنى لأن العمل الفنى يسير فى محور درامى واحد، بينما نستعرض من خلال
البرنامج قضايا وموضوعات مختلفة لا يوجد رابط بينها، وقد تعلمت من هذا
البرنامج ما لم أتعلمه فى حياتى، وعندما انتهيت من تصويره شعرت بأنى تخرجت
فى أربع جامعات مرة واحدة، كما تعرفت على شخصيات وعقول راقية، لذلك أنا
فخورة بما قدمته.
■ لكن رسالة البرنامج قد لا تهم رجل الشارع العادى؟
- أعرف أن البرنامج يميل إلى الطابع الثقافى وقد لا يغرى نوعية من الناس
بمشاهدته، ولكنى أتمنى أن يشاهده الطلبة لأنهم أهم شريحة بالنسبة لى،
وأتمنى عرضه فى الجامعات والمدارس حتى يعرف الطلبة أهمية العلم، وأعرف أن
رجل الشارع لن يهتم به إلا إذا شعر بصدى له، لكن قد يحبه عند إعادة عرضه،
لأنه فى العرض الأول قد لا يجد ما يشجعه رغم أنى أستضيف النجوم وأداعبهم
لكى أجذب انتباه الناس، ومن واجبى تقديم هذه الرسالة لبلد أعطانى الكثير
وله فضل علىّ.
■ لماذا رفضت كل العروض السابقة للعمل كمذيعة؟
- لا أنكر أننى رشحت لتقديم العديد من البرامج منذ سنوات عديدة، ولكننى
رفضت كل هذه العروض لأن البعض كان يتوقع أن يسرا إذا قدمت برنامجاً سيكون
مجرد «تهريج» مع النجوم أو مناظرة معهم، وأنا لم أرغب فى ذلك إطلاقا وكنت
أريد أن أقدم برنامجاً أتعلم منه وأفيد به الآخرين، كما أنى لا أقدم هذا
العمل باعتبارى مذيعة، بل باعتبارى شخصا يحاول أن يستفهم ويتعرف على بعض
المعلومات بشكل شخصى، وفخورة بأن كل ضيوف البرنامج كانوا متعاونين معى.
■ هل توجد شخصيات فشلتِ فى محاورتهم؟
- هناك من رفض التسجيل فى البرنامج، بعضهم لضيق الوقت، والبعض الآخر لظروف
شخصية.. وكلاهما احترمته، وكنت أتمنى أن أسجل مع يوسف شاهين رحمه الله
وأسامة الباز، وهناك شخصيات أخرى عديدة سأسعى لمقابلتها إذا كانت لدينا
فرصة فى تقديم جزء ثان، وهذا سيتوقف على حجم رد الفعل الذى سيحققه الجزء
الأول ومدى تقبل الجمهور له.
■ لماذا لم تحاولى عرضه فى شهر رمضان؟
- رفضت أن أقدم مسلسلاً وبرنامجاً فى شهر واحد، وكان هذا شرطى الوحيد، لذلك
كان يجب عرض البرنامج الآن ثم المسلسل فى رمضان، كما طلبت أن تتوقف إعادة
عرض البرنامج فى رمضان وتبدأ بعد رمضان مباشرة.
■ لماذا لجأت إلى ورشة لكتابة مسلسل «بالشمع
الأحمر»؟
- بصراحة أنا وجمال العدل كانت أعيننا متجهة إلى مريم نعوم وشلتها منذ
عامين تقريباً، وعندما جلست معها عرضت على العديد من الأفكار، واخترت
الفكرة الخاصة بالطب الشرعى، وطلبت مريم أن تشارك ورشتها فى كتابة العمل
لأنها مشغولة طول الوقت، وتحمست للفكرة لأن العمل بطريقة الورشة يكون فى
صالح العمل، خاصة إذا كان هناك تفاهم بين أعضائها، وسعيدة بالنتائج التى
حققتها هذه الورشة لأن العمل قد كتب بشكل متميز وجديد.
■ ما سبب اختيار موضوع الطب الشرعى؟
- لأنه مجال جديد تماماً على الدراما سواء السينمائية أو التليفزيونية، كما
أن الطب الشرعى يد تخدم المجتمع.. والطب الشرعى المصرى، دائما ما يستعان به
فى قضايا عديدة خارج مصر، كما أن أطباءه جنود مجهولون ويواجهون متاعب عديدة
ويعملون فى صمت شديد وسرية تامة، والمسلسل يلقى الضوء على هذه الفئة ويكشف
كيف تعيش، وقد استعنا بالعديد من الأطباء منهم الدكتور سباعى والدكتورة
ماجدة المشرفان على الطب الشرعى لاستقاء العديد من المعلومات، كما استعنا
بجرائم حقيقية لنقدمها خلال العمل، لكن بعد معالجتها دراميا.
■ معنى كلامك أن أغلب أحداث المسلسل حقيقية؟
- هذا صحيح، لأننا نريد أن نكشف للمجتمع شكل الجرائم وكيف يتم البحث فيها،
وقد واجهتنا مشكلة الاصطلاحات الطبية لأنه لابد أن تذكرها بشكل صحيح، وفى
الوقت نفسه من الصعب أن تتجاهلها، وحاولنا تقليلها بعض الشىء لتكون ملائمة
مع جو الغموض الموجود فى المسلسل.
■ وهل تعلمت كيفية تشريح الجثث؟
- نعم.. وهى عملية صعبة رغم أنى لا أقوم بتشريح جثث حقيقية، وقد استعنا
بنماذج أخرى تعليمية، كما أنه كان لابد أن أتحدث عن التشريح وكأنى أتحدث عن
تقطيع الطماطم، وكان ذلك من أكبر الصعوبات لأنى لا أتحمل ذلك فى الواقع.
■ لماذا اخترت المخرج سمير سيف لهذا العمل؟
- لأن الموضوع يحتاج إلى مخرج صاحب خبرة ومتمرس، وهو شخص منظم ويفهم عمله
جيداً، وأعتقد أنه الشخص المناسب لهذا العمل، وقد قرأ العديد من الأبحاث عن
الطب الشرعى قبل التصوير، وهذا أفاد العمل بالكامل، وسعيدة بالعمل معه مرة
أخرى بعد غياب عشر سنوات.
■ ما رأيك فى عرض المسلسل على التليفزيون المصرى
حصريا فى ظل منافسة الفضائيات الأخرى؟
- بالفعل سعيدة بعرض المسلسل حصريا على التليفزيون المصرى لأنى بصراحة لا
أستطيع تجاهل مواقفه معى فى العديد من الأعمال، وأفخر بعرضه بهذا الشكل
لأنى حصلت على وقت كبير حتى أبنى هذه الثقة بيننا.
■ ما أسباب غيابك عن السينما؟
- هذا ليس وقت السينما لأن الموسم يختفى تدريجيا، والسوق تغير تماماً، وشهر
رمضان اقترب، وأمامنا ٤ سنوات أخرى حتى يتغير هذا المناخ، لكن إذا عرض علىّ
موضوع جيد فبالتأكيد سأقدمه، والواقع يقول إن هذا الوقت للتليفزيون، لذلك
لابد أن نعيد حساباتنا ونهتم بالدراما التليفزيونية ونقدم موضوعات لها
قيمة، لأن الفضائيات أصبحت مهمة جداً عند المشاهد المصرى والعربى.
المصري اليوم في
10/06/2010
«جلد
حى» ٥٢ دقيقة تسجيلية ترصد مخاطر عمل الأطفال فى
المدابغ
كتب
محسن حسنى
بميزانية تجاوزت ٢٠٠ ألف جنيه وفريق كبير من الباحثين والمعدين وفنيى إنتاج
وإضاءة، صور المخرج فوزى صالح خلال ٤٥ يوماً فيلمه التسجيلى «جلد حى»، الذى
يرصد خلال ٥٢ دقيقة هى مدة عرضه المخاطر التى يتعرض لها الأطفال العاملين
فى مدابغ الجلود بسبب تعرضهم لمواد كيماوية ضاره تصيبهم بأمراض صدرية
وتجعلهم عرضة لتشوهات جلدية، وكيف يتحملون كل هذا من أجل حفنة قليلة من
الجنيهات يواجهون بها الفقر فى الوقت الذى تنتهك طفولتهم دون أن يدروا.
فوزى صالح الذى تخرج فى المعهد العالى للسينما العام الحالى ٢٠١٠ تحدث عن
تجربته «جلد حى» فقال: منذ يوليو ٢٠٠٩ بدأنا العمل فى البحث والإعداد لهذا
الفيلم، وكان يفترض أن نبدأ تصويره فى يناير الماضى لكن مشكلتنا كانت
ارتفاع ميزانيته وعدم وجود ممول، حتى تحمس له الفنان محمود حميدة، صاحب
شركة البطريق للإنتاج الفنى وتبنى مسألة إنتاجه وبدأنا تصويره أول أبريل
الماضى،
ومن حسن حظنا حصول هذا الفيلم على منحة قدرها ١٠ آلاف دولار من الصندوق
العربى للثقافة والفنون بالتعاون مع معهد صن دانز للأفلام الوثائقية.
أضاف صالح: اعتزازنا- كفريق عمل- بتلك المنحة سببه أن الجهة المانحة لا
تختار إلا الأعمال الجيدة من وجهة نظرهم، وكل الأعمال التى منحوها دعماً
هذا العام- بحسب موقعها الإلكترونى- لأشخاص لهم ثقلهم الفنى، ومنهم السورى
عمر أميرالاى (سبق أن عمل معه يسرى نصرالله، كمساعد مخرج) واللبنانى أكرم
زعترى والفلسطينية ديما أبوغوش.
وعن أسباب ارتفاع تكلفة الفيلم قال صالح: نحن فريق عمل كبير مكون من باحثين
ومعدين وفنيى إضاءة وإدارة إنتاج ومهندس صوت وفنيى كاميرات، والأجور وحدها
التهمت نصف الميزانية تقريباً، كما أن أماكن تصوير الفيلم كانت متعددة
وبعضها كان صعب التصوير به، فنحن صورنا- على سبيل المثال- يوماً كاملاً فى
مولدالحسين، وتعدد أماكن التصوير يرفع التكلفة بلا شك.
وعن صعوبات التصوير فى المدابغ قال صالح: مشكلتنا الوحيدة كانت فى الاعتقاد
السائد لدى معظم الناس بخصوص تصوير هؤلاء الأطفال، فغالبية الناس تعتقد أن
كل من يحمل كاميرا ويصور هؤلاء الأطفال هو شخص مأجور يستهدف سمعة مصر، وهذا
غير حقيقى طبعاً فنحن نحب هذا البلد، وانطلاقاً من حبنا له نكافح عمالة
الأطفال بطريقتنا كسينمائيين كما أن القانون نفسه يجرم عمالة الأطفال.
أضاف صالح: «لم نواجه صعوبات من مسؤولى تلك المدابغ، لأننى تربطنى علاقات
مع معظمهم منذ فترة قبل أن أفكر فى عمل الفيلم، كما أننى اتخذت الإجراءات
القانونية اللازمة للتصوير من تصاريح وخلافه».
أشار صالح إلى أنه حكى خلال فيلمه مجموعة حكايات لهؤلاء الأطفال، بعد أن
اختار فريق إعداد الفيلم ٤٠ طفلاً ثم اخترت منهم ٩ أطفال، وحددت ٣ شخصيات
رئيسية منهم والـ٦ الباقين يظهرون كشخصيات ثانوية طوال مدة عرض الفيلم، كما
ركزت على إظهار المأساة فى حياتهم،
وما يتعرضون له من مخاطر أثناء عملهم فى مكان يوجد به ماء نار وجير حى
و«أجزا» ومواد أخرى لها أضرار كيماوية بالغة، والأكبر من هذا كله أنهم غير
مؤمن عليهم، وبالتالى يعالج أى مصاب منهم على نفقته الخاصة دون أى دعم من
المدبغ الذى يعمل فيه.
أشار صالح إلى أنه تلقى عرضاً لشراء الفيلم لكنه والمنتج محمود حميدة رفضا
بيعه لأنهما نفذاه لغرض فنى واعتبراه غير هادف للربح، كما تلقى دعوات من
عدة مهرجانات للمشاركة بفيلمه، أهمها مهرجان الفيلم العربى بواشنطن.
المصري اليوم في
10/06/2010 |