يحتل المؤرخ السينمائي المصري سمير فريد مكانة مرموقة ليس في مجال النقد
السينمائي العربي والعالمي فحسب بل على خريطة المشهد الثقافي العربي برمته
كونه صاحب تاريخ واسع في البحث والتنقيب عن الأفكار المستنيرة في العمل
الإبداعي الإنساني.
انطلقت مسيرة فريد الذي يقوم هذه الأيام بزيارة عمل إلى الأردن بعد ان أنهى
متطلبات الدراسة الجامعية الأولى في حقل النقد المسرحي لكنه اثر ان يتوجه
إلى النشاط السينمائي قبل أربعة عقود ونيف من الزمان حيث اخذ يكتب مادة
السينما في ركن خاص بجريدة الجمهورية القاهرية والتي منها واظب على تقديم
دراسات وأبحاث نقدية تحتكم إلى شروط الكتابة الإبداعية لدى قيامه بتحليل
الأفلام المصرية الجديدة وسواها من أفلام السينما العربية والأجنبية في
صالات السينما القاهرية أو لدى متابعتها في أندية ومراكز ثقافية تعرض
أفلاما من مختلف القارات وقس على ذلك تجواله في مهرجانات السينما العالمية
حيث ما زال يواظب على حضور فعاليات مهرجان كان السينمائي منذ سنوات طويلة
الأمر الذي حدا بالقائمين على المهرجان تكريمه قبل عامين كواحد من ابرز
النقاد في العالم.
بالإضافة إلى «كان» سافر فريد متتبعا أفلام مهرجانات عربية وعالمية شهيرة
في الشرق والغرب بدءا من مهرجان أيام قرطاج السينمائية ودمشق وموسكو وكارلو
فيفاري مرورا باسطنبول وسالونيك وبرلين والبندقية وانتهاء بمراكش وتطوان
وعشرات المهرجانات الأخرى.
اكتسب فريد عبر مشاركاته في الملتقيات والمهرجانات خبرات وعلاقات سينمائية
نصبته مرجعية موثوقة في الشؤون السينمائية العربية وعلى إطلاع واف بأحوال
وإشكاليات صانعيها امام معضلة الإنتاج والإلمام بما وصلت إليه السينما
العالمية من تيارات واتجاهات جديدة بحيث تلائم ذائقة المتلقي في المنطقة
العربية وإيقاع حياته.
قدم سمير فريد للمكتبة العربية اكثر من اربعين مؤلفا نقديا عن الفن السابع
جميعها كانت تنفذ حال صدورها وأعيد البعض منها في اكثر من طبعة صدرت في
بلدان متفرقة البعض منها جرى ترجمته إلى اكثر من لغة عالمية.
ساند فريد بقلمه الكثير من نتاجات السينما العربية الجديدة التي لولا يقظته
وتصميمه ومعرفته بجماليات الإبداع السينمائي لظلت في دائرة النسيان ويحسب
له انه عمل على تقديمها إلى القائمين على المهرجانات العالمية كونها أعمال
تمتلك إحساس جمالي ودرامي الأمر الذي دفع بصانعيها إلى مراتب متقدمة من
الشهرة.
عقب انتهاء عمله في صحيفة الجمهورية بدأ سمير فريد يكتب عمودا يوميا في
صحيفة (المصري اليوم) الواسعة الانتشار يطل فيه كل صباح على عشاق السينما
عارضا لهم أهم الأحداث السينمائية وراصدا دقيقا لأعمال تلك القامات
السينمائية الرفيعة ليس في الأفلام العالمية الموزعة في السوق المصرية
وإنما في أفلام متنوعة الثقافات المنجزة في قارات آسيا وإفريقيا وأميركا
اللاتينية.
لدى إقامته في عمان سيطلع الناقد الضيف على جهود الهيئة الملكية الأردنية
للأفلام في تحريك صناعة الأفلام الأردنية وترويج الثقافة السينمائية محليا.
يشار إلى ان سمير فريد يزور عمان بدعوة من إحدى المؤسسات الأكاديمية التي
تقيم ندوة متخصصة حول موضوع تناول السينما للحرب التي شنت على العراق.
(افلام.. وافلام).. كتاب عن السينما المغربية الجديدة
يتوقف كتاب (افلام.. افلام) الصادر حديثا عن منشورات وزارة الثقافة بالمغرب
عند مجموعة من الافلام السينمائية المغربية من النوعين التسجيلي والروائي
التي حققها مخرجون ومخرجات في السينما المغربية خلال العقدين الاخيرين.
قدم مؤلف الكتاب الناقد والباحث السينمائي المغربي عبد اللطيف البازي
مقاربات عامة واخرى مقارنة لانتاجات من السينما المغربية التي تتفاوت في
قيمتها الجمالية والدرامية وادراجها ضمن سلسلة الانتاجات السينمائية
العربية والعالمية يبحيث اشتغل على مقارنتها بانتاجات منتمية الى مجتمعات
ذات ثقافات متباينة (تونس ، ايران، فرنسا، اسبانيا، اميركا) على اعتبار ان
الخيال لا يعترف بالحواجز والحدود لافتا الى ان المقارنة والتنسيب هما افضل
وسيلة للتقويم وازالة اللبس وبعض الاوهام.
يحلل المؤلف فيلم (فوق الدار البيضاء.. الملائكة لا تحلق) للمخرج محمد
العسلي باعتباره نموذجا يزاوج بصعوبة بين بساطة تنطوي على بلاغة تؤشر على
القلق الفردي وهوس الانتماء الى الجماعة داخل حراك اجتماعي في فضاءات
المدينة المغربية.
وبخصوص فيلم (الراقد) لمخرجته ياسمين قصاري فالمؤلف يرى ان العمل يقترب من
الرؤية التسجيلية في بحثه عن تكافؤ العلاقة بين الرجل والمراة والجمود
القاسي الذي يعيشه كل منهما في المجتمع.
وتتعدد معالجات الكتاب النقدية لافلام على غرار: (المسألة الكبرى) لاسماعيل
فروخي، (السيمفونية المغربية) لكمال كمال، (ماروك ) لليلى مراكشي، (لولا)
لنبيل عيوش، وثلاثة افلام داوود اولاد السيد، وقراءة في فيلمي (عطش) لسعد
الشرايبي و(النظرة) لنور الدين الخماري.
لا شك ان الكتاب يفيد المهتمين والدارسين لتحولات السينما العربية الجديدة
وخاصة المغربية منها حيث يقدم تحليلا منهجيا لمواقف ومحطات ابداعية في
مسيرة صناع تلك الافلام مع تركيز جلي على افلام عربية وعالمية تتشابه
بالاساليب والرؤى الجمالية والدرامية.
يذكر ان المؤلف عبد اللطيف البازي هو ناقد سينمائي وادبي ومترجم صدر له
العام 2004 كتاب (صور تضيء بعض عتمة هذا الكون: اقتراب نقدي مقارن من
انتاجات سينمائية مغربية) ويكتب موضوعاته في الكثير من الدوريات والصحف
المغربية.
مهرجان دمشق السينمائي يحتفي بالأدب والموسيقى في (الفن السابع)
عمان – الرأي - اختارت إدارة مهرجان دمشق السينمائي المخرج البوسني الأصل
أمير كوستاريكا رئيساً للجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة في الدورة
الجديدة للمهرجان التي ستقام في الفترة من 7 إلى 13 تشرين الثاني 2010 .
يعد كوستاريكا الحائز حصل على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان الدولي
لثلاث مرات، في المرة الأولى جائزة أفضل مخرج (1985)، وفي المرتين
التاليتين على جائزة أفضل فيلم كما اختارت إدارة المهرجان الممثل السوري
أسعد فضة رئيساً للجنة تحكيم أفضل فيلم عربي في الدورة .
وفي إطار الاستعدادات للمهرجان كشف مدير المهرجان الناقد محمد الأحمد عن
بعض الأفلام التي ستشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان مبينا أن المؤسسة
تنتقي الأفلام بحرص واعتناء التي تشتمل على فيلمين سوريين وأفلام أخرى من
مصر وتركيا وألمانيا والصين.
وأوضح الأحمد أن السينما السورية ستشارك بالفيلمين: (حراس الصمت) للمخرج
سمير ذكرى وفيلم (مطر أيلول) للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد مشيرا إلى
احتمال أن يكون هناك عمل ثالث تحت عنوان (روداج) للمخرج نضال الدبس فيما
إذا أنجزه مخرجه خلال فترة المهرجان .
وأوضح انه تم اختيار الفيلم التركي (كوزموس) للمخرج ريها أيردم والفيلم
الصيني (كونفوشيوس) للمخرجة هو مي ومن ألمانيا (مصففة الشعر) وهو للمخرجة
دوريس دوري بالإضافة إلى العديد من الأفلام التي تتم مشاهدتها واختيارها من
قبل لجان المشاهدة.
وقررت إدارة المهرجان أن يكون فيلم الافتتاح الفيلم التركي (عسل) الحائز
على جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين 2010 للمخرج التركي سميح قبلان
أوغلو فيما سيكون فيلم الختام إما الفيلم التايلندي الحائز على السعفة
الذهبية في مهرجان كان2010 أو الفيلم الأرجنتيني الذي نال أوسكار أفضل
فيلم أجنبي (السر الذي في عيونهم) للمخرج خوان خوسيه كامبانيلا.
إلى ذلك تقام مجموعة من التظاهرات على هامش المهرجان تتجاوز اثنا عشر
تظاهرة مختلفة من أهمها تظاهرة لأفلام المخرج الفرنسي إريك رومير الذي غيبه
الموت العام الجاري وأخرى لأفلام المخرج الفرنسي البولندي الأصل رومان
بولانسكي وتظاهرة لأفلام المخرج الأمريكي ديفيد لينش وأخرى لمواطنة المخرج
أورسن ويلز وخامسة للمخرج البريطاني ريدلي سكوت، وأخرى للمخرج الصيني تشينغ
بالميه وخامسة للمخرج الفرنسي فرانسوا تروفو وللمخرج الروسي سيرغيه
ايزنشتاين.
كذلك هناك تظاهرات لأفلام النجمة الفرنسية بريجيت باردو، ولـ (رواية
البؤساء في السينما)، وتظاهرة (الأب والابن في السينما)، فضلاً عن تظاهرة
(مقهى السينما)، و(الدراما بإيقاع موسيقى في السينما الاستعراضية) وغيرها.
الرأي الأردنية في
08/06/2010 |