عاد خالد النبوى مؤخراً من فرنسا بعد أن تابع مشاركة فيلم «لعبة عادلة» فى
المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» وهو الفيلم الذى يجسد النبوى خلاله شخصية
عالم نووى عراقى يكشف من خلاله الأكاذيب الأمريكية فى حربها على العراق.
خالد يتابع حالياً عرض فيلم «الديلر» الذى يقدم خلاله شخصية على الحلوانى
وهو شاب تربى فى بيئة قاسية ثم سافر أوكرانيا ليعمل كـ«ديلر» فى تجارة
السلاح حتى يدفع حياته فى النهاية ثمناً من أجل إنقاذ ابنه.
«المصرى اليوم» حاورت خالد النبوى عن تجربته العالمية «لعبة عادلة»
ومشاركتها فى مسابقة «كان» كما يتحدث عن واقعية شخصية على الحلوانى التى
يقدمها فى «الديلر» ويكشف حقيقة مشكلة عدم وضع اسمه على تتر الفيلم
والتدريبات التى تلقاها لمدة ٣ أشهر من أجل إلقاء خطاب كامل باللغة
الروسية، وأشياء أخرى يتحدث عنها خلال السطور التالية:
■ ماذا كانت حساباتك فى فيلم لعبة عادلة؟
- أنا ممثل حين يعجبنى دور أعمله، و«لعبة عادلة» فيلم أمريكى ويناقش قضية
مهمة جداً هى احتلال أمريكا للعراق وبالتالى أعجبنى الدور والعمل ككل لأنه
يكشف أكاذيب بوش ونائبه ديك تشينى فى حربهما على العراق واحتلالهما لها سنة
٢٠٠٣، وهذا شىء يهمنى جداً لأنه فيلم أمريكى يظهر العرب بشكلهم الحقيقى
كعلماء وليسوا إرهابيين ويكشف أكاذيب جورج بوش فى حربه على العراق.
■ دور حمد العالم النووى هو الذى جذبك أم العمل
ككل؟
- كلاهما، لأننى أشعر بسعادة حين أشارك فى عمل ينصف العرب، وفى الوقت نفسه
أشعر بسعادة إذا كان الدور جيداً.
■ هل الهدف من الفيلم كان فضح الإدارة الأمريكية
السابقة أم مناصرة القضية العراقية؟
- الاثنان، كل منهما مرتبط بالآخر، فضح الإدارة الأمريكية السابقة سيجعلك
ترى حق الشعب العراقى فى الحياة الآمنة وسترى أن الأمريكان لم يكونوا
أخلاقيين فيما فعلوه.
■ كيف يرى الأمريكان هذ الفيلم، وهل هناك مخاوف من
رد الفعل داخل أمريكا من هذا الفيلم؟
- عظمة الأمريكان فى أنهم يقدمون أفلاماً تنقد بلدهم ورئيسهم دون أى قلق.
■ هل توقعت مسبقاً ما حدث من ردود أفعال تجاهك
وتجاه الفيلم فى «كان»؟
- إطلاقا، لم أتوقع هذه الحفاوة ولم أتوقع أن يستدعونى لحضور عرضه والمرور
على السجادة الحمراء، وهذه أول مرة أشعر بسعادة حقيقية فى «كان» رغم أننى
حضرته كزائر أكثر من مرة، لكن سعادتى هنا سببها الأساسى أن هذا الفيلم يعد
وثيقة تدين الأمريكان فى حربهم على العراق.
■ هل يمكنك وصف رد فعل الجمهور بعد عرض الفيلم فى
«كان»؟
- تصفيق حاد استمر أكثر من ١٠ دقائق وكل الجمهور العربى والغربى كان
«مبسوط» جداً باستثناء قلة أمريكية شعروا بصدمة لأنهم اكتشفوا خطأ
مفاهيمهم، وكيف أن حكومتهم ارتكبت فعلاً غير أخلاقى تماماً.
■ فى رأيك هل الحرب الأمريكية على العراق كانت صراع
حضارات؟
- لا، كانت صراع مصالح بالتأكيد، كل واحد يبحث عن مصلحته وعلينا أن نبحث عن
مصلحتنا أيضاً.
■ أنت كممثل هل وجدت نفسك أكثر فى «لعبة عادلة» أم
فى «مملكة الجنة»؟
- وجدت نفسى فى كليهما، لأن كلاً منهما به بعد أساسى وهو ضرورة ظهور العربى
بصورة مشرفة عكس الصورة المشوهة التى يصدرها الإعلام الغربى عن العالم
العربى.
■ أنت كفنان عربى هل لك حسابات محددة حين تشارك فى
عمل أجنبى كعدد المشاهد أو شكل صورتك على الأفيش أو ترتيب الاسم على التتر؟
- حسبتى الوحيدة أن هذا العمل ينصف العرب وبالتالى سأشارك به وبالرغم من
استيائى من حذف عدة مشاهد لى من «لعبة عادلة» لكننى تذكرت أن الفيلم ينفى
عن العرب تهمة الإرهاب، كما أن به نجوماً كباراً على رأسهم شون بن كانوا
مهمومين بقضية العراق، لدرجة أن شون بن ذهب للعراق متخفياً فى ٢٠٠٤ لمعرفة
الحقيقة، وحين تجد شخصاً أمريكياً يساند قضيتك فيجب أن تساعده.
■ وجودك فى عمل يشارك به نجوم عالميون مثل ناعوومى
واتس وشون بن، هل أضافوا لنجوميتك أم خطفوا منك الأضواء؟
- أرى أنهم أضافوا لى فهم نجوم كبار جداً وقد استفدت بلا شك من وجودى معهم.
■ فيلمان متتاليان يشاركان فى مهرجانات دولية،
«المسافر» فى «فينيسيا» و«لعبة عادلة» فى «كان» هل يجعلك هذا تشعر بقلق من
عملك المستقبلى؟
- لم أشعر بقلق، لأن المسافر كان الهدف منه دخول مهرجان دولى ولم يكن
فيلماً تجارياً بالمرة، ووزارة الثقافة المنتجة له تعلم ذلك جيداً، لكن
مشاركتى فى «الديلر» مثلاً المعروض حاليا لها منطق مختلف لأنه فيلم تجارى
وقريب من الناس فى الشارع.
■ بمناسبة الحديث عن «الديلر» ما حقيقة مشكلة
التترات ولماذا لم نر اسمك عليه؟
- التترات لا توجد بها مشكلة على الإطلاق، وبعض وسائل الإعلام افتعلت مشكلة
من لا شىء، وهناك اتفاق تم بينى وبين المنتج بعدم كتابة اسمى على التترات
منذ أن تعاقدت على الاشتراك فى هذا الفيلم منذ فبراير ٢٠٠٨ والعقد موجود،
ولا أحب أن أخرجه لأحد ولكن تقديرا لـ«المصرى اليوم» سوف أسمح لكم بالإطلاع
عليه.
«المصرى اليوم» اطلعت على العقد وينص البند على التالى: اتفق الطرفان على
أن تكون الدعاية المقروءة والمسموعة والمرئية بموافقة الطرفين كما اتفق على
عدم كتابة اسم الطرف الثانى خالد النبوى فى تترات المقدمة والنهاية الخاصة
بالفيلم، وأحمد السقا صديقى وهتفضل صداقتنا دائما أهم من الأفلام .
■ شكل «على الحلوانى» فى «الديلر» بداً متسقاً
بدرجة كبيرة مع شخصيته فهل كان هذا «اللوك» من اختيارك؟
- هذا الشكل يرجع الفضل فيه لعدة أشخاص، المخرج أحمد صالح وفوزى العوامرى،
المدير الفنى للفيلم وإيناس عبدالله مصممة الملابس وأنا والماكيير
والكوافير، كلنا اخترنا أن يكون لـ«على الحلوانى» لحية بهذا الشكل وأن تكون
ملابسه بهذا الشكل لتكون متسقة مع مواصفات شخصيته فهو شاب خرج من بيئة
قاسية جداً وكل شىء فعله باختياره حتى موته فى النهاية كان باختياره فهو
اختار إنقاذ ابنه مقابل أن يموت، وهذه المواصفات يجب أن يكون لها شكل محدد
وهو الشكل الذى رأيناه فى الفيلم.
■ لماذا تخلى على الحلوانى عن زوجته رغم أنه كان
يحبها من البداية ودخل فى صراع من أجل الفوز بها؟
- على الحلوانى حياته مراحل، هو فعلا أحبها ولكن فى مرحلة معينة، ثم قرر
التخلى عنها فى مرحلة أخرى، وهذه هى مواصفات شخصيته، فقد تخلى عن عائلته ثم
تخلى عن زوجته، هو فقط تمسك بابنه ودفع حياته ثمنا لإنقاذه فى نهاية
الفيلم.
■ تعاقدت على الديلر فى فبراير ٢٠٠٨ فلماذا تأخر
عرضه حتى صيف ٢٠١٠؟
- هذا له علاقة بظروف التوزيع فى السوق السينمائية كما أن التصوير توقف
أكثر من مرة وهذا كان أكثر شىء يزعجنى وبخلاف ذلك لم يكن هناك أى شىء مزعج
فى كواليس التصوير.
■ ما المشهد الذى تعتبره ماستر سين لـ«على
الحلوانى»؟
- هناك أكثر من مشهد يمكن اعتباره ماستر سين، منها مثلاً مشهد النهاية حين
يدفع على الحلوانى حياته ثمناً ليعيش ابنه مصطفى، ومشهد لقائه مع زميله بعد
فترة انقطاع طويلة ومشهد الخطاب السياسى الذى ألقاه كاملاً باللغة الروسية.
■ ما الذى شجعك لتقديم شخصية على الحلوانى؟
- على الحلوانى شبه الناس فى الشارع وده اللى شجعنى على الاشتراك فى
الفيلم، لأن على نموذج لشاب يريد أن يصنع مصيره بيده، وقد رأيت شخصيات
تشبهه فى شبرا والقلعة وإمبابة والسيدة زينب والجيزة.
■ مشهد الخطاب باللغة الروسية هل استغرق منك وقتاً
طويلاً فى التحضير له؟
- أخذ ٣ شهور، فقد كان الخطاب يزيد على ٣ صفحات كلها باللغة الروسية،
واللغة الروسية صعبة جداً وساعدنى أحد مراسلى مصر فى روسيا على حفظ هذا
الكلام.
■ لماذا رفضت القيام بدور عدى صدام حسين فى فيلم
عالمى؟
- رفضته لأن التوقيت لا يناسب لعمل دور يعطى صورة سيئة عن العالم العربى،
لأنه مش وقته أبدا أعمل دور يعطى صورة سيئة عن العالم العربى.
■ هل تغير ذوق الجمهور؟
- كل حاجة تغيرت، يعنى مثلاً بيوتنا زمان كان سقفها عالياً، ودلوقتى بقى
واطى قوى، ساعات با أحس إن الناس مخنوقة من كتر ما السقف بقى واطى، يا
ريتنا نرجع نعلى السقف تانى.
المصري اليوم في
08/06/2010 |