تخرج المؤلّف خالد دياب في كلية الفنون الجميلة وعمل مهندساً معمارياً
سنوات
عدة قبل أن يقرر استعادة حلمه القديم: «الكتابة». فطلب من
شقيقه السيناريست محمد
دياب مشاركته كتابة فيلم «ألف مبروك» الذي أدى بطولته أحمد حلمي وحقق
نجاحاً
كبيراً، ليخوض بعدها التجربة منفرداً مع حلمي أيضاً في «عسل إسود» الذي
حقّق
إيرادات تجاوزت الخمسة ملايين جنيه قبل انتهاء أسبوع عرضه
الأول.
مع دياب كان اللقاء التالي.
·
كيف جاءتك فكرة فيلم «عسل إسود»
الذي يُعرض راهناً في الصالات؟
جاءتني الفكرة من المصريين الذين عاشوا بعيداً عن مصر سنوات طويلة ثم عادوا
إليها فحدثت لهم تلك الصدمة الحضارية التي نرصدها في الفيلم.
باختصار، شخصيات
الفيلم كافة تقريباً أعرفها حتى البطل «مصري السيد العربي» هو تجسيد لشخصية
أحد
أقاربي الذي رجع الى مصر بعد سنوات طويلة عاشها بعيداً عنها فاصطدم بما آلت
إليه
الأحوال.
·
لماذا اخترت الكوميديا في أولى
تجاربك السينمائية الكاملة؟
من قال إن «عسل إسود» فيلم كوميدي؟ ينتقد العمل حال البلد ويقدّم رؤية
ساخرة
لجواز السفر الأميركي الذي يعتبره البعض نقطة قوة تدعم المرء
في مختلف مواقف حياته،
إضافة الى إشكاليات كثيرة قُدمت في إطار درامي ساخر.
لم أقصد تقديم فيلم كوميدي، فالمواقف التي تثير ضحك الجمهور في صالات العرض
تدعو
الى البكاء في الأساس، من بينها مثلاً مشهد يقف فيه بطل الفيلم
أحمد حلمي أمام كلب
ينبح بشدة فيُخرج له جواز السفر الأميركي فيخفت صوته حتى يصبح أشبه بمواء
القطط، ما
يشير الى أنه حتى الكلب «بيعمل ألف حساب» لجواز السفر الأميركي، كذلك مشهد
الطائرة
الذي أضحك كثيرين في نهاية الفيلم هو مشهد محزن أساساً.
عموماً، يحتوي الفيلم على مشاهد تراجيدية قاتمة، لكن من شدّة قسوتها نضحك
عليها
على رغم أنها عبارة عن كوارث.
·
يؤكد البعض أن كتابة الأفلام
الكوميدية أصعب أنواع الكتابة، ما تعليقك؟
تتطلب الكتابة الكوميدية مهارات معيّنة أهمها أن يكون المؤلف خفيف الظل
ولديه حس
كوميدي ساخر. شخصياً، أملك ذلك الحس والحمد لله، وهذا ما
ساعدني في تقديم عمل
يرضيني وأتمنى أن يرضي الجمهور.
·
انتقد البعض الفيلم على اعتبار
أنه أشبه بكتاب نقدي اجتماعي مؤلف من فصول عدة،
ما ردّك؟
هذا ليس عيباً بل أمر محبّب، فقد حاولت عبر «عسل إسود» تجميع السلبيات كافة
التي
نعانيها في المجتمع من خلال شخصيات كوميدية أو بدت للجمهور
كوميدية مثل شخصية
إدوارد، شاب عاطل يعبّر عن مشكلة البطالة، وإيمي سمير غانم، مدرسة لغة
إنكليزية لا
تجيد نطق الإنكليزية أساساً، في إشارة الى حال التعليم في مصر. هكذا لم أقل
للجمهور: «انتبه، التعليم في مصر يعاني أزمات»، بل حاولت إيصال
رسالة فنية ممتعة
ومفيدة في الوقت نفسه عبر فيلم يحمل قضية عميقة بعيداً عن المباشرة.
·
هل تصرّ على تقديم أفلام تحمل
قضايا عميقة مستقبلاً أم ستضطر الى التنازل بهدف
التواجد؟
لن أتنازل عن تقديم أفلام تحمل قضايا مهمة، لأن أكثر ما يؤلم السيناريت أو
الفنان عموماً تقديمه عملاً يدرك في قراره نفسه أنه سيئ،
خصوصاً أنه سيظل موصوماً
به كلما عُرض في التلفزيون.
·
هل شاركت أحمد حلمي في اختيار
الشكل الذي ظهر به في الفيلم؟
كان لدي تصوّر كتبته في السيناريو، لكن حلمي اجتهد كثيراً في إتقان الدور،
فقد
سافر إلى أميركا وعاش هناك لفترة كي يختار الشكل الذي ظهر به
في الفيلم مثل شعره
الطويل وملابسه اللافتة، وعندما عاد الى مصر استعان بمدرس أميركي لمساعدته
في
التحدّث بلهجة سليمة.
·
ما الأخطاء التي ارتكبتها في
تجربتك الأولى «ألف مبروك» وتفاديتها في «عسل
إسود»؟
ما لا يعرفه كثر أنني انتهيت من كتابة «عسل إسود» قبل «ألف مبروك» وعرضته
على
أحمد حلمي الذي قرّر تأجيله لفترة، ثم بعد عرض «ألف مبروك»
بدأنا التجهيز لـ «عسل
إسود» مجدداً.
·
هل احتجت الى إعادة كتابة
السيناريو مجدداً بعد «ألف مبروك»؟
بالتأكيد، فقد أجريت تعديلات على السيناريو وهذا منطقي، لأن المرء يتعلّم
من
تجربته وأخطائه.
·
ما الأخطاء التي ارتكبتها في
«عسل إسود» وتنوي عدم تكرارها في تجربتك
المقبلة؟
الحمد لله، لم أرتكب أخطاء في الفيلم. بصدق، أنا راضٍ عنه بنسبة مئة بالمئة،
لكني بالتأكيد سأكتشف لاحقاً أن ثمة أموراً كان يمكن تقديمها
بشكل أفضل وهذا بحكم
الخبرة التي نكتسبها مع كل عمل نقدّمه.
·
لماذا تغيَّر اسم الفيلم من «مصر
هي أوضتي» إلى «عسل إسود»؟
أحمد حلمي هو من اختار اسم الفيلم الجديد لأنه يحمل تناقضاً محبباً. فمصر
تشبه
العسل، لكن اللون الأسود يجسّد حالها، ويمثّل التناقض الذي
نحاول إبرازه في الفيلم،
فعلى رغم السلبيات كافة التي نعاني منها في بلدنا إلا أن ثمة أموراً جميلة
كثيرة
تجعلنا نعشقه.
·
ما حقيقة خلافات أسرة الفيلم مع
الرقابة التي أصرّت على تغيير اسم «مصر هي
أوضتي» كما تردّد؟
لم تحدث خلافات بيننا وبين الرقابة لأنها ببساطة لم تعترض على اسم الفيلم
أصلاً،
بل نحن من وجد أن «عسل إسود» مناسب للأحداث أكثر من الإسم
الأول.
الجريدة الكويتية في
04/06/2010
نفوذ نجوم الصف الأوّل...
وأفلام أسيرة العلب!
فايزة هنداوي
على رغم إنتاج السينما المصرية القليل في السنوات الأخيرة، ثمة أفلام لم
تعرض
جماهيريًّا بعد مع أن العمل فيها انتهى منذ سنوات وعرضت في
المهرجانات ونالت
الإعجاب والاستحسان، فما هي الأسباب؟
من ضمن أبرز هذه الأفلام: «بصرة» للمخرج أحمد رشوان، وعرض في «مهرجان
القاهرة»
منذ عامين، «على الهوا» للمخرج إيهاب لمعي وشاهدناه في «مهرجان القاهرة»
منذ ثلاثة
أعوام، «دنيا الليل» للمخرج فكري عبد العزيز... وغيرها من أفلام كان آخرها
«في لمح
البصر» للمخرج يوسف هشام الذي عرض في «المهرجان القومي للسينما».
عشوائية
يوضح أحمد رشوان، مخرج «بصرة»، أنه بعد إتمام الفيلم لا تكون للمخرج أي
سطوة في
اختيار توقيت عرضه، عازياً تأجيل عرض فيلمه إلى خلوه من نجوم
صف أول ولأنه ليس
تجارياً بالمعنى المتعارف عليه. كذلك يؤكد أن الفيلم يقدّم قضية صالحة
للطرح في أي
وقت، لذا لا يؤثر تأخير عرضه على جماهيريته.
من جهته، يُرجع يوسف هشام، مخرج «في لمح البصر»، سبب تأخر عرض الأفلام إلى
عشوائية تتسم بها السينما المصرية في مجالاتها كافة، خصوصًا
الإنتاج الذي لا يقوم
بأي دراسة للسوق قبل تنفيذ فيلم معين لمعرفة إمكان نجاحه، على عكس الدول
الغربية
حيث لا يبدأ تصوير أي عمل إلا بعد التخطيط الكامل لمدة التصوير وكلفة
الإنتاج
وبداية العرض السينمائي وجهات التوزيع، سواء المحلية أو غير
المحلية.
بدوره، يوضح المخرج فكري عبد العزيز أنه أخرج ثلاثة أفلام منذ أكثر من عام
ونصف
العام هي: «دنيا الليل»، «5 حظ»، «سيد الآس»، ولم تعرض لغاية
اليوم، لذا يعتبر نفسه
أحد أكثر المتضررين من حبس الأفلام في العلب.
يضيف عبد العزيز: «أبطال أفلامي أمثال أحمد زاهر وأحمد صفوت وشمس، من نجوم
الصف
الثاني، لذلك لا تجد أفلامي مكاناً في دور العرض المحجوزة
لنجوم الصف الأول».
منافسة
من حق المنتج اختيار التوقيت المناسب لعرض الفيلم برأي طارق رمسيس، المنتج
المنفذ لشركة «سبوت» ومنتج فيلم «في لمح البصر»، ذلك حسب
نوعيته وطبيعته، يقول: «لا
يمكن أن يصمد «في لمح البصر»، بطبيعته الفلسفية، في المنافسة أمام أفلام
محمد هنيدي
ومحمد حلمي وأحمد السقا، لذا لا بد من اختيار التوقيت المناسب كي لا «يحترق»
الفيلم».
يتفق المنتج والموزع محمد العدل مع رمسيس على ضرورة اختيار التوقيت المناسب
لعرض
الفيلم وعدم التسرع مراعاة لظروف السوق والأفلام المنافسة،
يوضح: «لأفلام الصيف،
مثلاً، طبيعة خاصة غير أفلام المواسم الأخرى، وعلى المنتج والموزع مراعاة
تلك
الظروف خدمة للفيلم».
في الإطار نفسه، يوضح المنتج الفني في «الشركة العربية للإنتاج والتوزيع»
أحمد
السيّد أنه يتقرر أحياناً عرض أحد الأفلام، لكن ظروف السوق
تتغير فجأة بشكل يراه
المنتج والموزع في غير صالح الفيلم، كعرض فيلم لأحد النجوم الكبار مثلا،
فيضطران
إلى تأجيل الفيلم، خصوصًا إذا كان أبطاله من الوجوه الجديدة أو نجوم الصف
الثاني.
في هذا السياق، يشير المخرج محمد كامل القليوبي إلى ظاهرة الاحتكار
الموجودة في
السينما المصرية، إذ «باتت صناعة السينما في يد قلة تنتج وتوزع
وتملك دور العرض في
آن، لذا تكون الأولوية في العرض لأفلامها، وهي ظاهرة محرمة قانوناً وغير
موجودة في
دول العالم».
نفوذ البطل
ترى الناقدة فريدة مرعي أن عرض الفيلم أو عدمه يعود في الأساس إلى نفوذ
بطله أو
بطلته، «مثلاً، لا يمكن أن يتأخر فيلم من بطولة عادل إمام،
فيما توضع أفلام كثيرة
في العلب لأنها لأبطال آخرين لا سطوة لهم في عالم السينما، إضافة إلى
احتكار
الشركات الكبرى للمواسم المتميزة مثل الصيف أو الأعياد لأنها تملك دور
العرض، بينما
لا تجد الشركات الصغيرة مكاناً لأفلامها على رغم كثرتها في
مصر».
الجريدة الكويتية في
04/06/2010
الذين كنا ننتظر منهم الأحسن
محمد بدر الدين
وصلت سينما 2010 في مصر إلى منتصفها، ولم نرَ فيها ما يستجيب للآمال
المتوقعة
منها. نعم، إنها فترة سينمائية مخيبة للآمال.
في تقديرنا أنه، باستثناء «رسائل البحر» كفيلم لمخرج كبير هو داود عبد
السيد
و{ولد وبنت» كفيلم أول لمخرج واعد هو كريم العدل، جاءت محصّلة
الأفلام الأخرى أقلّ
من المرتقب.
أريد أن أكون واضحاً، فأنا أتحدث عن الذين كان متوقعاً أو منتظراً منهم ما
هو
أحسن. كمثال يوضح ما أعنيه أكثر، أقول إن هاني جرجس فوزي،
المنتج الذي اتجه أخيراً
إلى الإخراج إلى جانب الإنتاج، لم يكن منتظراً منه ما يعدّ أحسن من فيلمه
«أحاسيس»
الذي عرض هذا العام. فقد اتضحت قدرته
واتجاهه ونيته، من خلال فيلمه الأول «بدون
رقابة»، والثاني «أحاسيس» الذي جاء ضمن المنوال نفسه.
لذا لم نفاجأ بالطابع التجاري، ومحاولة المنتج ـ المخرج للحصول على أعلى
ربح
ممكن، من خلال سيناريوهات ملفقة، تزدحم فيها مشاهد الجنس أو
العري من دون سبب درامي
حقيقي، فالفيلم في الأصل يخلو من الدراما الجادة من أي نوع، إنه الربح أو «الاسترزاق» عبر مخاطبة الغرائز، ولا شيء
بعد ذلك.
لست أعني ذلك النوع من الأفلام، أو تلك الأسماء من المخرجين، إنما أعني
مثلاً
المخرج خالد يوسف، الذي فاجأنا هذا العام بـ «كلمني شكراً»،
فيلم ضعيف إلى حد
الهزال وفج إلى حد الابتذال إلى درجة لم يسبق أن وقع فيها المخرج حتى في
أفلامه
التي تنتمي إلى السينما السائدة مثل «إنت عمري»، المدرج ضمن سينما
ميلودرامية
تقليدية أو «ويجا» المنتمي إلى سينما تشويق نفسية وسيناريو
متماسك، لكن من دون
تجديد.
وصل خالد يوسف إلى أكثر حالاته توفيقاً في «حين ميسرة»، الذي تميّز
بسيناريو
ناضج نابض بالحيوية والوعي كتبه ناصر عبد الرحمن، وبدا الفيلم
«جدارية» لهواجس
المصريين في العصر الحاضر بكامله، ومن الظلم اعتباره انعكاساً لمأساة سكان «العشوائيات» على خطورتها، إنما هو رصد
وانتقاد للمشاكل الرئيسة وأسبابها، من دون
إغفال البعد العربي لقطر ينتمي إلى أمة وقومية.
إذاً، لا يمكن أن يصل حجم المتوقع من هذا المخرج إلى ما شاهدناه في النصف
الأول
من 2010، من صور الاستخفاف والإسفاف في «كلمني شكراً»، هذا
الشريط الغريب الذي لم
يأت فيلماً بمعنى الكلمة من الناحية الدرامية والفنية، ولا فيلماً يعبر عن
رؤية
لقضية، بل ينضح بالتجارة والاستهلاك والحوار الرديء والتعابير والإيماءات
السوقية،
ويحاول أن يقترب مجدداً من موضوع «العشوائيات» لكن شتان بينه
وبين «حين ميسرة».
أمامنا نموذج آخر، هو المخرج الجاد مجدي أحمد علي. فقد جاء فيلمه «عصافير
النيل»
(2010)
أقل من «خلطة فوزية» (2009).
حتى لو رصدنا تحفظات على «خلطة فوزية» إلا أنه فيلم يتمتع على الأقل
بسيناريو
متماسك وحوار أخاذ معبر عن شخصيات مدهشة، في مكان وظرف بين
الواقعي الشعبي،
والمتخيل ذي الملمح الأسطوري أو الطليق.
في المقابل، يفتقد «عصافير النيل» إلى السيناريو الموفق، المشكلة أن المخرج
حوّل
بنفسه رواية المبدع المتميز إبراهيم أصلان إلى سيناريو سينمائي، بينما هذا
التحويل
من الصعوبة والدقّة بحيث يحتاج إلى سيناريست بقدرات غير عادية، ولم يكن
مجدي أحمد
علي مضطراً إلى القيام بذلك بنفسه، فاحتار وتشتت في نقل
الرواية إلى السينما، لذلك
استعان «بالفلاش باك» الذي أربك المشاهد وبمعلّق لم يضف أو يساعد على
المشاهدة إنما
بدا ثقيلاً، واختلطت الفترات الزمنية التاريخية التي مرت بها مصر في الفيلم
بينما
سلمت الرواية من ذلك كله.
على رغم هذا يتمتع «عصافير النيل» بمستويات ناضجة على صعد: التصوير لرمسيس
مرزوق، التمثيل، ومشاهد عدة جيدة، بغض النظر عن ثغرات
السيناريو.
كذلك جاءت تجربة السينما المستقلة للمنتج نفسه في «هليوبوليس» الفيلم الأول
لمخرجه أحمد عبد الله السيد، أقل شأناً من تجربة «عين شمس»
الفيلم الأول لمخرجه
إبراهيم البطوط. فالرؤية واضحة لدى مخرج «عين شمس»، حول الموضوع وأسلوب
التعبير
بينما حاول مخرج «هليوبوليس» من دون دراية كافية أو رهافة ضرورية المزج بين
الفيلم
الروائي والفيلم التسجيلي.
إذا أراد السيد أن يتابع، من خلال الصحافي (خالد أبو النجا)، ما الذي حدث
لحي
مصر الجديدة ونواحي الحياة والبشر والأقليات فيه، في ظل الواقع
الحالي بعد زمن سابق
«جميل»،
فقد فشل في تقديم تحليل دقيق وتفسير مقنع... بل ارتبك فكرياً بشدة مثلما
ارتبك فنياً بجلاء.
هذه بعض أمثلة الاضطراب، في سينما النصف الأول من عام 2010. فقد خاب أمل
عشاق
السينما، في من كنا نعتمد عليهم وننتظر منهم أعمالاً جميلة
ترضي وتقنع وتمتع فكرياً
وفنياً وجمالياً في النصف الأول من العام. نرجو ألا يخيب أملنا بالقدر نفسه
في
النصف الثاني!
الجريدة الكويتية في
04/06/2010 |