ازدياد الهوة بين أجور معدي البرامج ومقدميها والأرباح
الطائلة لشركات الإنتاج.
تثير الهوة الواسعة بين أجور العاملين على إعداد
البرنامج وأرباح شركات الإنتاج الكثير من التساؤلات، ففي يتقاضى مقدم
البرامج مبلغا
ماليا ضخما وتحصد جهات الإنتاجية أرقاما فلكية لقاء بيع برامجها إلى قناة
فضائية
يحصل معدو البرامج على بعض النقود.
وتشير "دار الإعلام العربية" إلى أن شركات الإنتاج التي تستهلك عامليها
وتمتص
دماءهم بثمن بخس تجني مبالغ طائلة من بيع برامجها لفضائيات عربية.
ويقول الإعلامي جمال الشاعر "هناك عدم عدالة في توزيع الأموال والأدوار،
فهؤلاء
العاملون في شركات الإنتاج يؤدون أكثر من عمل بما يستنفد طاقاتهم، ولا
يستفيدون
بقدر ما يقدمون، في حين يكون المستفيد الأول مقدم البرامج النجم وشركة
الإنتاج التي
تدير الجميع برأس المال المتحكم".
ويضيف "هذا ليس عدلاً، ولا يمكن فهم كلامي باعتباره دعوة لتساوي الأجور،
ولكن لا
بد أن يتم تقييم مستوى البرامج وتوزيع الأدوار بشكل متوازن، كما يجب أن
يكون هناك
تفاوت في الأجور حسب هذه الأدوار والمسؤوليات".
وتؤكد المذيعة هبة الأباصيري أن هذه المشكلة من الممكن أن تمتد أذرعها
لتطال بعض
مقدمي البرامج أيضًا، وليس العاملون من مخرجين أو مصورين أو معدين أو غير
ذلك،
"وبالتالي
لا بد من حلٍ لهذه الأزمة التي يحتكر فيها رأس المال جهود العاملين تحت
لوائه، والذين يكونون فريق عمل البرنامج، ويستحقون المشاركة في الربح".
وتضيف "لقد استغل بعض أصحاب رؤوس الأموال الأزمة الاقتصادية العالمية وقلة
فرص
العمل في مجتمعنا النامي؛ ليفرضوا رواتب ومكافآت زهيدة مقابل اشتراطهم
مجهودات
جبارة في العمل، إضافة إلى ارتفاع عدد ساعات العمل بشكل لا يتناسب مع
الطبيعة
البشرية، ولا يتوافق مع المعدلات الصحية للعمل، الأمر الذي يضطر فيه
العامل، أي
كانت وظيفته وقيمته، إلى قبول ما يُفرض عليه، حتى يستطيع إكمال دوره في
الحياة في
ظل تزايد المسؤوليات الأسرية عليه".
ولكن محمد المولى مسؤول التسويق الخارجي لمدينة الإنتاج الإعلامي يؤكد أن
أي عمل
فني يعد صناعة تحقق هدفها الفني والمادي "وبالتالي فمسألة بيع البرامج من
قبل
الجهات الإنتاجية لجهات أخرى بأسعار مجزية أمر طبيعي، لكن الجميع يرفض
استغلال جهود
العاملين وعدم إعطائهم ما يستحقون من أجور طالما أن الأمر مبنيٌّ على حصول
كل شخص
على ما يساوي جهده ومسؤولياته".
ويرى أن المنتج السينمائي عندما يعرض فيلمه في السوق ويحقق إيرادات "ليس
مطلوبا
منه أن يوزع مكسبه على جيوب من عملوا في الفيلم، بل مطلوب منه أن يعطي كل
شخص
مستحقاته أثناء العمل حسب دور محدد لكل منهم سلفا".
ولا حل من وجهة نظره لرفع مثل هذا الظلم عن فريق العمل في الشركات
الإنتاجية إلا
من خلال إضراب لمنع الاستغلال "وقتها فقط سيضطر أصحاب هذه الشركات إلى
إعادة تقييم
الأوضاع، ورفع مستوى الأجور للعاملين أصحاب الربح الحقيقي، ما يقدم
استثمارًا في
العنصر البشري وليس احتكارًا لمجهوده".
ويؤكد كريم دياب (معد برامج) أن مسألة حصول بعض العاملين والموظفين في
البرامج
على أجور ضعيفة رغم ما تحققه هذه البرامج من نجاح أو رغم بيعها بأموال
طائلة "أزمةٌ
لا نهاية لها، فعندما ظهرت الأزمة الاقتصادية العالمية كانت هناك قرارات من
بعض
أصحاب هذه البرامج والقنوات بتخفيض الأجور وإيقاف أجور البعض، رغم أنه من
الممكن أن
يكون هناك عائد لهذه البرامج".
ويؤكد أن الأزمات الاقتصادية لا يقع عبؤها إلا على العامل أو المصور أو
الموظف،
أما صاحب رأس المال فغالبا ما يكون في موقع الرابح.
ويضيف دياب أن "استغلال المعد والمخرج والمصور والمونتير الذين ينفذون
العمل
بالفعل سيستمر طالما أن سياسة الإنتاج مستمرة في منهجها التجاري وعدم إعطاء
كل ذي
حق حقه".
ولكن المنتج جمال مروان يرى أن مسألة بيع أو شراء البرامج ليست لها علاقة
بالعاملين "فلا يمكن أن يرضى أحد أن يُستغل أو يحصل على أقل من حقه، لأن
ذلك ليس في
صالح الجهة المنتجة، فهذه السياسة ستقلل من جهد العامل وإخلاصه، فنحن في
عمل يتطلب
الإبداع والتفاني في تقديم الأفكار والتنفيذ المتقن لكل شيء، فلو تم
استغلال أحد
أفراد فريق العمل في أجره فلن يقدم أي شيء لصالح العمل، ما يعود سلبيًا على
العمل
ككل".
ويؤكد أن مسألة الأجور تحددها مسؤوليات كل شخص ودوره، وليس له علاقة ببيع
جهة
إنتاجية لبرنامج أو قناة، أو حتى ما يحققه أي عمل من نجاح "فهذا أمر منطبق
على
الجهات الإنتاجية الخاصة أو الحكومية، فالموضوع محكوم بالعرض والطلب، وعلى
أي فرد
من أفراد العمل أن يبحث عن مصلحته في مكان آخر إذا وجد أنه مهضوم الحق في
الشركة
التي يعمل بها".
وتعلق الدكتورة نسرين بغدادي أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث
الاجتماعية بقولها "إن الكلام عن استغلال أي عامل يقف وراء نجاح الواقفين
أمام
الشاشات قد يعيدنا للحديث عن الرقيق بعد إلغائه بقرون، فقد عاش الإنسان
فترات طويلة
من الزمن يحارب فكرة الرق والاستعباد، لكن يبدو أننا في عصر استعباد من نوع
آخر تتم
فيه العبودية برضا الطرفين، العبد والسيد، ويقتنع المجتمع بهذه العبودية
الرأسمالية".
وتؤكد أن ما يحدث من سلوك احتكاري لمجهود وموهبة البعض يؤكد سيادة المنفعة
الفردية لصاحب رأس المال "ما يلقي بظلال نفسية سيئة على العاملين الذين
يشعرون بسلب
حقوقهم، فلا بد أن يعلم أصحاب الأعمال الاستثمارية أن خير استثمار ليس
استثمار
الذهب والفضة، وإنما الاستثمار في الفرد نفسه، وأول خطوة للاستثمار فيه أن
يأخذ ما
يساوي جهده وموهبته، خاصة في الأعمال التي تتطلب نوعًا من الإبداع".
ميدل
إيست أنلاين في
26/05/2010
عروض سينمائية
«Cop
Out»
كوميديا بسيطة زيادة عن «اللزوم» وتسلية أقل من المتوقع
إيهاب التركي
في كثير من الأحيان تلجأ السينما إلي الأفلام القديمة وتحاول محاكاتها
بصورة غير متطابقة وإنما تستلهم منها وتقتبس علي أمل أن تحصل علي بعض حظها
من النجاح، وبعد دقائق قليلة من مشاهدة الفيلم الكوميدي «Cop Out»
لابد أن يشعر المشاهد المتابع الجيد للسينما الأمريكية أنه أمام تنويعة
مكررة علي أفلام شاهدها من قبل، فيلم يجمع بين الكوميديا والأكشن البطولة
فيه لضابطي شرطة يجمع بينهما التهور والحمق، ولهذا فهما دائماً يثيران
المشاكل في عملهما لسبب بسيط للغاية، أنهما يمارسان عمل الشرطة دون أن يبدو
أي منهما ملتزمًا بالطرق المعروفة للعمل البوليسي، ورغم ما يبدو عليهما من
الخارج من إهمال وسوء، إلا أنهما في الحقيقة شخصيات خيرة تحب عملها وبعيدة
عن الفساد، ولهذا يبدو المشاهد في حيرة وهو يرفض جموحهما ولكن يحب مرحهما
ويتعاطف معهما مهما بدا منهما من أخطاء.
تبدو هوليوود في هذا الفيلم أنها تقوم بعملية إعادة تدوير وإنتاج أفلام
قديمة تنتمي لنفس النوعية وتقدمها علي أنها أفلام جديدة، هذا النوع من
الكوميديا الذي يقدمه فيلم «Cop
Out»
استهلكته السينما في السابق، ويحاول صناع الفيلم نفض التراب وتلميع نفس
نوعية الضحكات القديمة وإعادة عرضها للمشاهد مرة أخري. هذا الدويتو بين
ضابطي الشرطة الأبيض والأسمر الصديقين المختلفين دائماً قدمه «روبرت دي
نيرو» و«إيدي ميرفي» في فيلم «شوتايم»، وقدمه «ميل جيبسون» و«داني جلوفر»
في سلسلة أفلام «السلاح المميت»، الضابط المندفع الذي لا يعمل حسابًا
للقانون والآخر المتردد الذي يحاول الحفاظ علي مهنته، العاطفي المحب
لعائلته بشدة، والبارد العواطف الفاشل في إنجاح أي علاقة عاطفية أو زوجية،
ذلك التناقض بين الشخصيتين الذي يخلق كمًا من المشاكل والمواقف الضاحكة،
فهما وإن كانا زميلي عمل لكنهما لا يتفقان أبدًا، حتي في أدق اللحظات
وأكثرها توتراً تجدهما يتجادلان علي أمور تافهة، سلوكهما غير المتوقع مع
المجرمين يدفع هؤلاء المجرمين إلي الاعتراف للتخلص من أساليب استجوابهما
المثيرة للأعصاب. سيراً علي نفس هذا الكتالوج الكوميدي السابق يسير فيلم «Cop Out»
من بطولة «بروس ويليس» و«تريسي مورجان» الكوميديان الصاعد بقوة في عالم
الكوميديا، نري (بروس ويليس) في دور ضابط الشرطة الذي يوقف وزميله عن العمل
بسبب مشاكلهما الدائمة الناتجة عن الارتجال في تنفيذ قواعد عمل الشرطة،
ومشكلة الشرطي جيمي مونرو (بروس ويليس) الأكبر هي أن وقفه عن العمل جاء في
وقت حساس تستعد فيه ابنته الوحيدة للزواج، وهو يحتاج إلي المال لدفع نفقات
الزفاف، تعيش الابنة وأمها مع زوج الأم الثري الذي ينافس الأب علي حب
الابنة، أما الشريك الثاني أو الشرطي بول هودجيز (تريسي مورجان) فله مشكلة
من نوع مختلف، وهي عدم ثقته في زوجته الجميلة.. الأمر الذي يحيل حياته إلي
جحيم ويؤثر في سلوكه وتركيزه في عمله، فهو دائم التفكير في أن زوجته تخونه
مع جارهما الوسيم رغم عدم امتلاكه دليلاً علي ذلك، ولأننا أمام عمل
كاريكاتوري يعتمد علي الإضحاك في الأساس فإن كل التطورات والحلول الدرامية
تضع البطلين دائماً في مواقف تتناقض مع وظيفتهما ومع رغبتهما في حل
مشاكلهما الشخصية، يضطران للتعامل مع لصوص وتجار مخدرات وخاطفين، في الوقت
الذي يقوم اثنان من زملائهما في الشرطة بالحل مكانهما في العمل، ولأنهما
معروفان بالانضباط والالتزام بشكل حرفي بلوائح عمل الشرطة، فإن عمل مونرو
وهودجيز يتقاطع مع عملهما، وتصبح المواجهة بينهما أمرًا حتمياً حينما
يقومان سراً بعمل الشرطة رغم أنهما موقوفان بالفعل عن العمل.
بشكل عام الحبكة والقصة في الفيلم لا قيمة كبيرة لهما، فالعمل بأكمله يعتمد
علي المواقف المضحكة التي يتوقف الإضحاك فيها علي إمكانية أن تلاقي النكات
التي يلقيها الأبطال صدي لدي المتفرج. الكوميديا في الفيلم رغم أنها ليست
طازجة تماماً ومستهلكة إلا أن أداء (تريسي مورجان) المرح كان ناجحاً وإن
شابه بعض المبالغة والاعتماد أحياناً علي النكات اللفظية البذيئة، لكن
بصورة عامة طاقته وحماسته ساهمت إلي حد كبير في إبراز وإنجاح الشخصية التي
قام بتأديتها، في شخصيته قام مورجان بدور الشرطي الذي يحب اقتباس أداء
وحوار نجوم الأفلام أثناء التحقيق مع المجرمين، وكان هذا من ملامح شخصيته
الغريبة الأطوار، وكان أداء (بروس ويليس) أقل وهجاً من مورجان الذي بدا أن
عبء الكوميديا يقع علي عاتقه بصورة أكبر، ولم تكن مساحة الأكشن في الفيلم
كبيرة ليحاكي ويليس شخصيته المعروفة في سلسلة «الموت الصعب»، ومع سيناريو
ضعيف وضحك قليل وأكشن باهت ظهر الفيلم محاولة متواضعة تحاول إعادة إحياء
شكل كوميدي ساخر يعتمد علي علاقة الشرطي الأحمق المندفع بمن حوله، وهي
نوعية نجحت سابقاً بوجود حبكة جيدة ومشاهد أكشن قوية، وهو ما فشل فيه
المخرج (كيفين سميث) الذي يبدو أنه صنع الفيلم بنية إخراج فيلم بسيط ومسلٍ
فجاءت النتيجة: بساطة زيادة عن اللزوم، وتسلية أقل من المتوقع.
الدستور المصرية في
26/05/2010 |