ولدت الفنانة المصرية
ذات الاصول السورية نجاة محمد محمود حسني البابا المعروفة بـ (نجاة
الصغيرة) عام
1938
وهي الشقيقة الكبرى للفنانة سعاد حسني.
في التاسعة من عمرها قام والدها
بتكليف شقيقها الأكبر عز الدين بتدريبها على أغاني السيدة أم كلثوم كما
احضر لها
والدها مدرسين لتعليمها القراءة والكتابة، وغنت في أحد الاحتفالات أغنية
(حبيبي
يسعد أوقاته) واستمع إليها الكاتب فكرى أباظة فطالب الدولة
برعايتها.
ثم
تبناها الموسيقار محمد عبد الوهاب وسميت باسم (نجاة الصغيرة)
نظرا لوجود المطربة
نجاة على يشهرتها في هذه الفترة.
وهي في سن الرابعة عشر غنت قصيدة (نهج
البردة) ولحن لها الموسيقار محمود الشريف أول أغانيها (أوصفوا لي الحب)
وحققت
نجاحاً ملحوظاً.
وفي سن السابعة عشر سجلت للإذاعة أغنية (كل دا كان ليه)
وحققت نجاحاً كبيراً وأصبحت من نجوم الصف الأول في الغناء.
لحن لها كبار
الملحنين أعظم ألحانهم ومنهم الموسيقار محمد عبدالوهاب، الموسيقار رياض
السنباطي،
والموسيقار كمال الطويل، الموسيقار محمد الموجي والموسيقار
بليغ حمدي والموسيقار
هاني شنودة والأخوان رحباني.
شاركت في بطولة 11 فيلم سينمائي – كما اشتركت
في السهرة التليفزيونية (الدعاء) وفى المسلسل الإذاعي (سماح والبنات
الملاح).
من أشهر أغانيها: أوصفوا لي الحب، غريبة منسية، اسهر وانشغل انأ،
كلمني عن بكره، سماره، دوبنا ياحبايبنا، أيظن، ناداني الليل،
الهي ما أعظمك، يا
قلبك، حبيبي سامعني، في وسط الطريق، شكل تاني، لا تكذبي، ساكن قصادي، كل
شيء راح،
إلى حبيبي، استناني، ماذا أقول، أسألك الرحيلا، لا تنتقد خجلي، أنا بعشق
البحر،
عيون القلب، يا سلام عليك، ناداني الليل، يا هاجر بحبك، الليلة
دي، أما
غريبة.
أهم أعمالها السينمائية: هدية، محسوب العائلة، الكل يغنى، غريبة، بنت
البلد، القاهرة في الليل، الشموع السوداء، سبعة أيام في الجنة،
شاطئ المرح، ابنتي
العزيزة، جفت الدموع.
انتظرت نجاة عدة سنوات حتى تدشن نفسها كمطربة مستقلة،
ويتردد أن الموسيقار محمد عبد الوهاب قد حرر بالفعل محضراً في قسم الشرطة
ضد والد
نجاة الذي لم يستجب لطلبه بأن يتركها تتعلم أولا أصول الغناء وتصقل موهبتها
الملائكية، لكن الوالد – وهو خطاط شهير في هذا الوقت من أصل
سوري ـ كان يفخر بمواهب
أبنائه، ويريد أن يقدمهم للناس في أسرع وقت دون تخطيط كاف لذلك، فلم يلتزم
بنصيحة
عبد الوهاب، حتى نجح الأخير في فصل نجاة عنه وتعليمها أصول الفن، وهو ما
تكرر بشكل
آخر بعد ذلك بحوالي عشر سنوات مع شقيقتها من الأب، الفنانة سعاد
حسني.
ولفترة طويلة كان البعض لا يصدق ان (نجاة الصغيرة) هي الأخت الكبرى
للسندريلا، ليس بسبب عدم وجود شبه كبير في الملامح، ولكن بسبب
الاسم أيضاً، غير أن
نجاة حذفت اسم الأب من اسمها الفني، بعدما اكتفى مكتشفوها باسم (نجاة
الصغيرة)
لتمييزها عن المطربة الكبيرة في هذا الوقت
(نجاة علي)، غير ان المفارقة أن نجاة
سارت في طريقها، وحصدت شهرة لم تستمر لدى نجاة الأصلية، لدرجة
أن الأجيال التالية
لم تعرف سبباً لتمييزها بكلمة (الصغيرة) لأنهم لم يسمعوا عن (نجاة
الكبيرة).
بعد ذلك وابتداء من عام 1955 باتت نجاة مطربة معترفاً بها في
الوسط الفني المصري، وتوالت الأغنيات المؤثرة، مع أبرز الشعراء
والملحنين، مثل
(أوصفولي
الحب) كلمات مأمون الشناوي، ألحان محمود الشريف، يا قلبك، لحسين السيد
والحان رياض السنباطي، وعطشان يا أسمراني لمرسي جميل عزيز والحان محمود
الشريف.
ظلت نجاة تحاول لسنوات طويلة أن تجعل حياتها ملكاً لها وحدها!
واللافت أنها كانت تقدم أغنية جديدة في ذلك الوقت كل شهر تقريباً وأحياناً
أكثر من أغنية في الشهر الواحد، ليصل عددها إلى 18 أغنية عام
1955، واللافت أيضاً
اهتمام نجاة بالغناء الديني وغناء القصائد، وعدم اقتصار نشاطها على مجال
فني واحد،
وقدمت أيضاً أوبريت (وطني حبيبي) مع شادية وعبد الحليم حافظ وفايدة كامل
ووردة
الجزائرية، وتزامن ذلك مع عودتها للسينما بعد فترة غياب أسست
فيها اسمها كمطربة،
غير أن السينما خاصمت نجاة الصغيرة ولم تضف لها الكثير حيث قدمت عشرة أفلام
على
مدار ثلاثين عاما، غير أن تلك الأفلام لم تعكس صورة نجاة كممثلة، وبقي منها
فقط بعض
الأغاني الناجحة، وحتى التي حققت جماهيرية كان ذلك لأسباب أخرى
لا تتعلق بأداء
نجاة، مثل فيلم (الشموع السوداء) الذي تابعه الجمهور بسبب مشاركة نجم الكرة
في ذلك
الوقت صالح سليم، رغم مأساوية القصة، كذلك فيلم (7 أيام في الجنة) اعتمد
بشكل أساسي
على كوميديا امين الهنيدي وعادل إمام.
أما حياة نجاة الشخصية فظلت تحاول
لسنوات طويلة أن تجعلها ملكاً لها وحدها، لهذا تندرج أي حكايات حول
علاقاتها
العاطفية تحت بند الشائعات، أو القصص المبالغ فيها، فالنميمة الأكثر
انتشاراً حول
نجاة، أن قصيدة (لا تكذبي) للشاعر كامل الشناوي مكتوبة في نجاة بعدما شعر
الشناوي
بعدم حبها له، رغم العاطفة التي أعطاها لها، ويقال أن فرق السن الكبير بين
الطرفين
منع من تتويج قصة الحب، غير ان القصيدة تتهم نجاة بأنها دخلت في علاقة
عاطفية أخرى
فيما كانت ترتبط بمشاعرها مع الشناوي، لكن نجاة كانت أذكى وغنت
القصيدة بنفسها، رغم
أنها كانت مكتوبة ليغنيها رجل وهو ما حدث مع عبد الحليم حافظ أيضاً، لكن
غناء نجاة
كان هدفه نفي الخبر، أيضاً علاقتها بسعاد حسني كانت دائماً محل تساؤلات، هل
الغيرة
دبت بين الشقيقتين وفرقت بينهما خصوصاً مع اتجاه سعاد للغناء في الأفلام،
أم ان
العلاقة بينهما كانت على ما يرام، وتزوجت نجاة مرتين، الأولى
من العازف كمال منسي
والثانية من المخرج حسام الدين مصطفي.
وفي كلتا الحالتين لم يستمر الزواج
طويلاً، وكانت نجاة قد قللت نشاطها الفني ابتداء من منتصف السبعينات واكتفت
بالأغنيات الطويلة وأبرزها (عيون القلب) التي كان التلفزيون الأرضي المصري
يبثها
بانتظام لسنوات طويلة، غير أنها في نهاية التسعينات بدأت تبتعد عن الوسط
الفني
وأعلنت الاعتزال، وكان آخر ما غنته (أسألك الرحيلا)، قبل ان
تظهر منذ عامين تقريباً
في حفل تكريم بدولة الإمارات لتحرك نجاة من خلال محاميتها الخاصة دعوى
قضائية ترفض
فيها استغلال شخصيتها التي أدتها غادة رجب، وكانت أسرة المسلسل قد اتخذت
الحيطة
وأطلقت على شخصية نجاة اسم (نجوى) كونها قيد الحياة ولا يمكن
تجسيد شخصيتها دون
موافقتها، غير ان الدعوى لم تثمر، واستمر عرض المسلسل الذي يشير بوضوح إلى
خلاف
نجاة مع سعاد، وتأثر كامل الشناوي بعدم اهتمامها به، لكن رغم كل ذلك تبقى
نجاة
الصغيرة صوت الحب الذي لا يغيب.
القدس العربي في
21/05/2010 |