لم تكن تجربة هانى جرجس فوزى فى التعاون مع الشركة «العربية» كموزعة
لأفلامه فى ظل الخلاف مع «الثلاثى» ناجحة مائة فى المائة من وجهة نظره، فهو
يرى أن عرض فيلمى «بدون رقابة» و«أحاسيس» على شاشات «العربية» فقط تسبب فى
خسارة له بسبب الانفصال التوزيعى الحادث بين الكتلتين، بالإضافة إلى أن
صناعة السينما تخسر كل يوم بسبب المنافسة بين الكتلتين التى يدفع ثمنها
المنتجون الأفراد.
■
ما معنى أنك تخسر كثيرا بسبب عرض أفلامك مع الشركة «العربية»؟
- طبعا أخسر عندما أعرض مع «العربية» فقط وسأخسر أيضا لو عرضت مع «الثلاثى»
فقط، وقد عانيت فى أفلامى الأخيرة من عدم انتشارها بالشكل الجغرافى المطلوب
فى كل دور العرض فمثلا أنا أسكن فى المعادى وإذا لم أجد الفيلم فى نطاق
سكنى ربما لا أنزل وأتعب من أجل مشاهدته، والانفصال بين كتلتى التوزيع أثر
سلبا لأن كل كتلة تحكم قبضتها جغرافيا على بعض المناطق دون الأخرى وفى
النهاية المشاهد يتعب ويلهث وراء الفيلم ونحن كمنتجين أفراد نخسر بسبب سوء
التوزيع.
■ وما أبرز المشكلات التى تواجهها الصناعة بسبب
الانفصال بين الكتلتين؟
- للأسف الشديد الكتلتين «داخلين لبعض فى شغل تحدى وعند» وكل كتلة تحاول
غيظ الكتلة الأخرى والتفوق عليها، ولنقل المنافسة الشديدة التى فرضها هذا
الصراع المحموم أنتج ظواهر مرضية من شأنها ذبح السينما وموتها بأسرع مما
نتخيل، وأهم تلك الظواهر ظاهرة تدليل النجوم فالثلاثى إذا عرف أن إسعاد
تعطى النجم ٣ ملايين يعطيه ٥ ملايين والنجم بدوره يفرض تكاليف أخرى غير
أجره مثل فريق العمل الذى يلازمه ويحصل على مبالغ خرافية، ففى الماضى كان
هناك مثلا ماكيير وكوافير واحد للفيلم كله أما الآن فتدليل النجوم جعل لكل
فنان أكثر من ماكيير وكوافير ولبيس وحامل لعلبة السجائر وسائق للسيارة
ومساعد لجلب طلباته الشخصية من الخارج وهذا كله جعل الميزانيات تتضاعف وسبب
حالة جشع وتمرد وطمع من النجوم والفنيين الذين بدورهم أصبحوا يطالبون
بزيادة أجورهم طالما نجم الفيلم يحصل على ١٠ ملايين وأكثر فكيف اعطى العامل
٢٠٠٠ جنيه مثلا فى الشهر؟ وهذا كله صب فى النهاية على رأس صناعة السينما
والمنتجين الأفراد.
■ بصراحة هل سيطرة الكتلتين على النجوم بأجورهم
الفلكية جعلتك تضطر أن تنتج أفلام الوجوه الجديدة وأنصاف النجوم؟
- طبعا صراع الكتلتين أهم أسباب ظلم المنتج الفرد وضعف مستوى النجوم الذين
يحصل على توقيعهم فالنجم الكبير «مش فاضيلى لأنى راجل على قد حالى مش هقدر
أدفع له ١٠ ملايين أو حتى ٥ ملايين» ومن مصلحة النجم أن يذهب للشركة
الكبيرة التى يضمن إنتاجها السخى وأجرها الكبير والأهم أنه يضمن اهتمام
الشركة بعرض فيلمه فى أفضل وقت وأطول مدة عرض، ثم إن النجم حتى لو وفرت له
عنصر الأجر فهو يدرك أنه فى النهاية سيصب الأمر عند الموزع ولذلك يرى النجم
أن يقصر المسافة ويذهب مباشرة للموزع المنتج فى نفس الوقت.. ولذلك ألجأ
للوجوه الجديدة والنجوم المتوسطين لأن السوبر ستارز لن يرضوا بظروفى و«مش
فاضيين لى».
■ وما حجم تأثير أزمة ارتفاع الأسعار بدقة على
السينما نفسها وليس عليك كمنتج فرد؟
- يكفى أن أقول معلومة بسيطة جدا توضح حجم الكارثة التى تعيشها السينما
وتنتظرها، ففى عام ١٩٩٠ قدمت فيلم «زوجة محرمة» بتكلفة ١٢٠ ألف جنيه، وفى
عام ١٩٩١ أنتجت فيلم «العقرب» بتكاليف ١٣٠ ألفاً، ومن سنة ٩٦ إلى ٩٨ كانت
تكلفة الفيلم لا تتجاوز ٣٠٠ أو ٤٠٠ ألف جنيه بحد أقصى، وبعدها لا أعرف ماذا
حدث فى السينما، فقد وصل أجر النجم إلى «كام مليون زادوا أكثر من الضعف
بسبب خناقات الكتلتين» وهذا طبعا أثر على الإنتاج والقدرة على المواصلة وسط
هذه الظروف وبالتالى فالصناعة تحتضر وقدلا يصل عدد الأفلام إلى عشرة أفلام
خلال السنة المقبلة.
■ وهل تحمِّل انفصال الكتلتين كل كوارث صناعة
السينما؟
- طبعا هناك مشاكل سببها الانفصال لكن ليسوا هم فقط الذين أفسدوا ميزانيات
الأفلام وصنعوا جريمة ارتفاع التكلفة بل هناك من ساهم أكثر فى ذلك وهم
المنتجون الذين دخلوا المجال من باب رجال الأعمال الذين لا علاقة لهم
بالفن، وكل شخص من هؤلاء لا يفهم التكلفة الحقيقية فوضع الملايين ودفع بلا
حساب، وهذا أجبر المنتجين الآخرين بعد ذلك على دفع نفس الأرقام.
■ لكن يقال إن انفصال الكتلتين واستغلال الخلاف كان
له فوائد استفاد منها المنتجون الأفراد؟
- لأكون موضوعيا، لن أنكر أن هناك مميزات استفدت أنا شخصيا منها وعلى رأسها
أنى لست تحت رحمة أحد، فمن لا تروقه أفلامى أجد من تعجبه فى الجهة الأخرى
وتوفر لى ولغيرى من المنتجين عنصر الاختيار والحرية بعض الشىء كما أحصل على
العرض المادى الأفضل من أى من الجهتين.
■ لكن كل أفلامك توزعها مع الشركة العربية فأين
الاختيار هنا؟
تتميز الشركة «العربية» بمرونة أكثر بالنسبة للمنتجين الأفراد لأنها قد
تتركنى منتجاً منفذاً لفيلمى وقد تدخل شريكاً فى الإنتاج وبذلك فهى تمد
يدها للمنتجين وتساعدهم أما «الثلاثى» فينتج لنفسه بالكامل ولا يسمح بنظام
المنتج المنفذ ولا يشارك أحداً فى الإنتاج وهذا يقلل من إمكانية أن أتعاون
معه.
■ وهل يمكن أن يكون التصالح بين الكتلتين عنصراً
إيجابياً فى حل أزمة السينما وتدهورها؟
- فى الحقيقة تصالح الكتلتين له أضرار بالنسبة لنا كمنتجين أفراد فهم
يدللون على أفلامهم وعندما كان هناك تحالف ظلموا أفلامنا لصالح أفلامهم،
فمثلا ظلموا فيلم «ظاظا» لصالح أفلامهم لحلمى وهنيدى وسعد، وفيلم «علاقات
خاصة» ظلموه لصالح فيلمهم لتامر حسنى. لكن الاستفادة الوحيدة إذا عاد
التحالف فإنى سأضمن عرض فيلمى بشكل موسع جدا فى كل دور العرض.. وعلى فكرة
الكتلتان تتعرضان لخسارة فادحة بسبب خسائر الإنتاج وعدم تحقيق إيرادات تغطى
التكلفة وهما أيضا تعانيان من نقص السيولة وتحتاجان دعما ماديا.
■ إذن ما الحل فى رأيك أمام أزمة الكتلتين
والسيولة؟
- الحل أن تتدخل الدولة لإنقاذ السينما بالدعم المادى فقد تدخلت الدولة
قديما وأقامت «المؤسسة العامة للسينما» لإنقاذ السينما وقدمت أفضل أفلامنا
القديمة، وأعتقد أن الأزمة الحالية سببها توقف الدعم المادى من القنوات
العربية لصناعة السينما، وإذا كان التليفزيون المصرى سيشترى مسلسلات لرمضان
بـ٣٠٠ مليون جنيه فمن باب أولى أن يدعم المنتجين السينمائيين ثم يحصل على
حق عرض أفلامنا المصرية والاحتفاظ بأصول النيجاتيف بعد أن تستنفد العرض
السينمائى بدلا من ضياع أصول أفلامنا وهى المشكلة التى لا يجد لها
المسؤولون حلا حتى الآن.
المصري اليوم في
09/05/2010
اختيار ٤ أفلام لتنفيذها من خلال ورشة سيناريو بين مصر
وفرنسا
كتب
أحمد الجزار
استقر الناقد يوسف شريف رزق الله المشرف على ورشة السيناريو مع إحدى جهات
الدعم الفرنسية، على الأفلام الأربعة التى سيتم كتابتها من خلال ورشة تضم
كتاباً محترفين من مصر وفرنسا،
وقال رزق: معالجات الأفلام التى اخترناها هى «بأى أرض تموت» للمخرج أحمد
ماهر، و«أنا المنادى سيادتك» للمخرج شريف البندارى، و«أمينة» للمخرج أحمد
عبدالله، و«لست وحدك» لنجلى أحمد، وحتى لا تكون هناك شبهة مجاملة فى اختيار
مشروعه، حذفت اسمه عند تقديم المعالجة للجنة التقييم التى تتكون من رفيق
الصبان وماجدة واصف وياسر محب، وقد أجمعوا على اختيارها دون أن يعرفوا هوية
صاحبها.
اختارت اللجنة السيناريوهات من إجمالى ١٢ سيناريو، ومن المقرر أن يبدأ
أصحابها تجهيز بعض المعلومات الخاصة بهما وبأعمالهم حتى يتم تحديد موعد
السفر إلى فرنسا، وقال رزق الله: لم تكن هناك أى شروط عدا شرط واحد فقط هو
أن تدور أحداثها بين مصر وفرنسا،
لكن تم إلغاؤه، واختيار هذه الأعمال بهدف كتابتها تحت إشراف ٤ كتاب سيناريو
محترفين، اثنان من مصر ومثلهما من فرنسا، يجلسون مع كل كاتب سيناريو على
حدة لمدة أسبوع فى فرنسا ومثله فى مصر، ثم نعطى مهلة ستة أشهر لكتابة
السيناريوهات، ثم نعود مرة أخرى لنرى ما توصلوا إليه.
أكد رزق الله أنه لم يتم اختيار كتاب السيناريو المحترفين حتى الآن، كما
أعلن أن الورشة ليست لها علاقة بمشروع شركة «جودنيوز»، وقال: جودنيوز تعمل
بشكل منفرد ولديها أعمالها الخاصة والتى تتولى إنتاجها مع بعض الجهات
الأوروبية، كذلك لن يتم عرض السيناريوهات التى اخترناها فى اجتماع المنتجين
الأوروبيين الذى يعقد فى دورة مهرجان كان المقبلة يوم ١٨ مايو الجارى،
وسيكون حضورى مرتبطا بوظيفتى فى مدينة الإنتاج الإعلامى وهو جذب الأعمال
الأجنبية للتصوير فى المدينة لأن الاجتماع خاص بعرض الأعمال التى تصلح
للإنتاج المشترك بين مصر والدول الأوروبية، وتم اختيار مصر ضيف شرف هذا
الاجتماع الذى سيركز على شركات الإنتاج المصرية،
وأعتقد أن عدم اهتمامها به سيكون «جريمة» فى حق السينما وفى حقهم لأنه فرصة
جيدة لتحقيق تواصل بين السينما المصرية والسينما الأوروبية خاصة أنه سيضم
منتجين من معظم دول أوروبا.
المصري اليوم في
09/05/2010
«المسافة
بيننا».. رؤية جديدة لـ١١ سبتمبر بين أمريكية وطفل
باكستانى
كتب
ريهام جودة
١١ سبتمبر وشبح بن لادن، ذلك الهاجس الذى لا يزال يؤرق الأمريكيين منذ ٩
أعوام، والذى برز واضحا فى عدة أعمال سينمائية تناولت حادث برجى مركز
التجارة العالمى فى نيويورك، واهتزاز الأمن القومى الأمريكى وتداعياته،
وضحايا الهجمات وقصصهم الإنسانية،
ومن هذه الأفلام «يونايتد ٩٣» للمخرج «بول جرينجراس» و«مركز التجارة
العالمى» للمخرج «أوليفر ستون»، ما ساهم فى مزيد من الشحن والكراهية تجاه
المسلمين الذين باتوا عدوا مستهدفا سواء سياسيا أو إعلاميا فى أمريكا
وخارجها، إلا أن فيلم «المسافة بيننا» يعيد تقديم ١١ سبتمبر برؤية جديدة من
خلال قصة سيدة أمريكية ترعى طفلا باكستانيا فى العاشرة من عمره، وكأن
أمريكا التى اعتادت أن تبدو فى أفلام هوليوود راعية الشعوب ومحققة العدل لا
تزال رمزا للحرية والتسامح بل تستوعب وتغفر زلات الجميع.
تبدأ أحداث الفيلم قبل ١١ سبتمبر ٢٠٠١، حيث تجسد «مليسليو» دور «مونتين»
الأم سيئة الحظ التى تعمل مضيفة جوية فى مدينة تكساس، وعلى وشك أن تطرد من
عملها بسبب إدمانها الكحوليات وعصبيتها الزائدة، ومع وقوع الهجمات تجد
نفسها متورطة فى رعاية طفل أمريكى من أصل باكستانى يدعى عمر حسن كان على
متن الرحلة الجوية بمفرده، حيث كان من المفترض أن يتوجه لزيارة والده الذى
يعمل فى حراسة أحد الأبواب بمركز التجارة العالمى نهارا وسائق تاكسى ليلا،
ويصاب عمر بالحزن والاكتئاب، رغم حصوله على منحة دراسية فى إحدى المدارس
الداخلية الجيدة،
بينما كان يأمل فى الحلوى التى سيشتريها والده، وتصطحب «مونتين» عمر للبحث
عن والده فى مدينة نيويورك بكاملها دون أن تستأذن من أرباب عملها، فى رحلة
مشوبة بالقلق لأن عمر باكستانى مسلم تلتصق بهويته وملامحه تهمة الإرهاب،
كما لم تهتم باعتراضات أهلها، وتحاول مساعدته تعاطفا معه وقلقا على مستقبل
غامض لطفل له علاقة بهجمات ١١ سبتمبر، فقط لأنه مسلم، لن ترحم طفولته
تحقيقات المباحث الفيدرالية الأمريكية واعتقالاتها للمسلمين، لتذوب المسافة
بين الاثنين.
الفيلم الذى عرض لأول مرة فى مهرجان «ترايبيكا» السينمائى الدولى مؤخرا،
لفت أنظار النقاد خاصة أداء بطلته «مليسا ليو»، وأيضا إجادة مؤلفه ومخرجه
«ترافيس فاين» رسم العلاقة التى تربط البطلين رغم الاختلافات الكثيرة التى
تربط بينهما، إلا أن موقع «هوليوود ريبورتر» أشار إلى أنه لم يلق الإقبال
والنجاح المتوقعين رغم أن «ترايبيكا» أسس خصيصا لدعم أهالى ضحايا الهجمات،
وهو ما برره الموقع بقلة الجمهور الذى شاهد الفيلم رغم محاولات إدارة
المهرجان توفير عروض جماهيرية للأعمال المشاركة على الشاشات المفتوحة فى
عدة قاعات، إلا أن بعض النقاد برروا ذلك بمباشرة السيناريو فى تقديم
العلاقة بين البطلين، ومحاولة اجتذاب تعاطف المتفرج نحوهما بشكل متعمد دون
سلاسة، وأشار بعض النقاد إلى إجادة الطفل الباكستانى «أنطونى كيفان» تقديم
دوره الذى جاء صغيرا جدا بالنسبة لإمكانياته التمثيلية، فظل طوال الأحداث
مجرد طفل مهذب.
يشارك فى بطولة الفيلم الممثل الأمريكى من أصل مصرى سيد بدرية فى دور «براد
وليام هانيك» و«أنا صوفيا روب»، وهو إنتاج مستقل للمخرج وزوجته «كريستين»
التى شاركته تأسيس شركة إنتاجية قبل ٥ سنوات، الطريف أن المخرج كان حريصا
على بدء التصوير فى أول يوم الساعة ٩.١١ دقيقة مساء، ما يتوازى مع تاريخ
هجمات ١١-٩، وصور بعض المشاهد فى مجلس العلاقات الخارجية الإسلامية فى
نيويورك مؤكدا أن العاملين به أعجبوا كثيرا باللقطات والجمل الحوارية لتلك
المشاهد.
المصري اليوم في
09/05/2010 |