فاز هذا الفيلم الفرنسي منذ إنتاجه العام الماضي 2009 بـ 25 جائزة، ورشح
لأكثر من 15 جائزة آخرها عن احسن فيلم اجنبي في مهرجان الاوسكار.
ورغم ان الفيلم "النبي" وهو من اخراج الفرنسي "جاكيوس اودريارد" تدور
أحداثه في سجن جزيرة كورسيكا الفرنسية، حيث تبرز العنصرية بين السجناء
الأصليون أي "الكورسيكيون" والسجناء الأفارقة، وخاصة العرب الفرنسين. حيث
بطل الفيلم "مالك جبانة" الذي بلغ من العمر 16 عاما وتم نقله من سجن
الأحداث إلى سجن الكبار ليكمل ما تبق عليه من عقوبة السجن.
في هذا السجن يكتشف مالك هويته التي لا يعرفها، فهو عربي ولد على أرض
فرنسية، ولكنه لا يعرف الكتابة أو القراءة بالعربية أو الفرنسية، ولا يميز
لماذا لا يجب ان يأكل لحم الخنزير، ولا يعرف الهدف من الصلاة ليصلي مع
المسلمين في مسجد السجن! إنه يريد ان يقضي ما تبق من عقوبته في تعلم
الخياطة لقضاء الوقت وليس كخيار يريده أو يجيد صنعه.
يقع مالك أمام سطوة زعيم السجناء الكورسيكي "قيصر" الذي يدير مافيا داخل
السجن وخارجها، ويجد في هذا الشاب مبتغاه، خاصة مع إطلاق سراح أغلبية
العاملين معه في إدارة ناشطه الاجرامي. ولكي يتحرر مالك من ضعفه وخوفه
وفهمه لذاته وهويته، يجد نفسه مجبرا أمام سطوة "قيصر" زعيم هذه المافيا
بقتل سجين عربي الأصل، ويتحول إلى خادم مطيع. هذا الخادم الشاب يمتلك ذكاء
متقد يقوده مع تطور أحداث الفيلم إلى فهم هويته المركبة وأحداث إنقلاب على
زعيم المافيا، ليخرج من السجن وهو يمتلك كل شيء.
ويظل شبح ضحيته الأولى، نزيله المشترك في الزنزانة، يعلمه كل شيء، بما فيها
الأسماء والقرآن.
الفيلم يسعى لأن يقول الكثير عبر سيناريو محكم، وتحت إدارة مخرج استطاع ان
يمسك أدواته الفنية بحرفنة عالية، يرافقه أداء تمثيلي عال المستوى من
الفنان الجزائري الأصل الفرنسي الجنسية "طاهر رحيم" في مواجهة فنان مخضرم
يؤدي شخصية "القيصر" هو "نيلز أريستروب" وتشكل مواجهاتهما امتحان فني جاء
لصالح الفيلم، عبر التعابير الهادئة والمشحونة بالغضب والعنف والكراهية
المتبادلة. الأول خطف جائزة "السيزار" كأحسن ممثل، والآخر أخذ "سيزار" احسن
ممثل مساعد.
يذهب الفيلم في تأويلات عديدة وخطيرة تتعلق في شكلها الظاهري حول العصابات
ومافيا السجون وفساد النظام الأمني الفرنسي، ولكنه في العمق يطرح سؤال
الهوية الحاد على جيل عربي لا يعرف ذاته، ويجد نفسه ضائعا حتى فهم انتمائه
الشكلي كعربي!، ناهيك عن طرح قضية العنصرية بشمولية بين الأوربين والعرب،
وتغير هذه المفاهيم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. إضافة إلى صراع العرب
المهاجرين فيما بينهم ومفهوم الإنتماء عبر وسائط مثل ان هذا مسلم، هذا
يصلي، هذا يرافق الكورسيكيين، هذا يأكل لحم الخنزير!
بوابة المرأة في
09/05/2010
إشارات دينية
قوية
كتاب
إيلاي: الخير والشر باسم الدين
القاهرة - من محمد
الحمامصي
فيلم الأخوين هيوز والمبدع دينزل واشنطن يروي حكاية الكارثة
الكونية والدين والسلطة والإنسان.
"العملاق"
عنوان
تجاري سخيف جدا، بلا معنى أو دلالة، حملته أفيشات عرض فيلم
The Book Of Eli
أو
"كتاب
إيلاي" عند عرضه في دور السينما المصرية، على الرغم من أن الفيلم يحمل
رسائل
فكرية عميقة ذات مضامين مهمة، استطاع الأخوان هيوز (ألبرت وألن) أن يقدماها
بأسلوب
مدهش في بساطته وعمق دلالاته.
تنطلق الرسالة الأساسية من دور الكتب المقدسة في حياة البشر، وقيمة ما
تحمله من
عقائد دينية لعبت ولا تزال أهمية كبرى في مسيرة التاريخ الإنساني، فالإيمان
نور
يقتل الظلام ويدرأ الشر في النفس البشرية، ويقوّمها ويهذب من سلوكها
ويحميها، في
نفس الوقت الذي يمكن أن تمثل فيه هذه الكتب المقدسة قوة بيد الشر، فباسمها،
باسم
الإيمان بها هناك من يحكم ويتجبر ويتسلط ويقمع ويسلب، بل يقتل ويدمر ويهلك،
والشواهد في كلا الأمرين كثيرة قديما وحديثا.
يبدأ الفيلم على صور دمار شامل لحق بالأرض، الأرض صحراء جرداء قاحلة، الجثث
تنهشها الحيوانات الضآلة، والأحياء من البشر ينهشهم اللصوص والقتلة وآكلي
لحوم
البشر، والجميع يعيشون في جهل وأمية وعمى، البحث عن الماء والأكل يتم
بالقتل بلا
رحمة.
يطل البطل "إيلاي" الفنان الأسمر دانزايل واشنطن وقد التحف الكوفية
الفلسطينية
الشهيرة، وعلى ظهره يحمل قوسا وسهما، وبلطة أقرب للسيف، وحقيبة تحمل الكتاب
المقدس
"الإنجيل"
وفي يده عصى كتلك التي يمسك بها العميان.
الكتاب المقدس الذي نكتشف في النهاية أنه مكتوب بطريقة برايل، هو الكتاب
المقدس
الوحيد الذي نجا من الكارثة الكونية أو الحرب الكونية التي أطاحت بكل ما
على الأرض
من حضارة ومعرفة وتكنولوجيا وبشر، فلم يبق إلا الخراب وأعداد قليلة من
البشر.
يمضي إيلاي بالكتاب المقدس إلى الغرب، بناء على أوامر أصوات سواء سمعها من
داخله
أو أوحي إليه، وفي ظل حمايتها، هذه الأصوات هي من دله على مكان الكتاب
المقدس
الوحيد الباقي على الأرض، وأمرته بالتوجه به للغرب.
والفيلم جزء من رحلة "إيلاي" باتجاه الغرب، والآن قد مضى على انطلاقه 33
عاما،
ولا نعرف كم مضى على حدوث الكارثة الكونية أو الحرب الكونية، أو من أين
انطلق، لا
نعرف ولكن الكوفية الفلسطينية تعطينا مؤشرا إلى انطلاقه من الشرق، كذلك
القوس
والسهم اللذين يحملهما. في طريقه يقاتل اللصوص وآكلي لحوم البشر والقتلة،
يصل بقايا
مدينة، يدخل إلى حانة لشراء الماء الذي نفذ منه، يتحرش به اللصوص والقتلة،
فيقتلهم
جميعا.
هنا يلتقي مع "كارنيجي" الذي يقبض بيد من حديد على مصدر المياه الوحيد،
ويسيطر
على المدينة من خلال عصابة اللصوص والقتلة الأميين، هو يبحث عن الكتاب
المقدس لكي
يوسع دائرة قبضته ويمد نفوذه، ويستخدم هؤلاء لجهلهم.
يعرف "كارنيجي" قيمة أن يملك الكتاب المقدس، وقيمة أن يتحدث باسمه، ودور
ذلك في
السيطرة على البشر من خلال الإيمان "يمكنني بناء مدينة أكبر عن طريق
الإيمان" ويقول
فيما يشير إلى من حوله من سكان المدينة "هم لا يفهمون ذلك، ولا واحد منهم
فهم،
ولكني أستطيع مساعدتهم عن طريق الكتاب .. آمين".
هذا الشرير "كارنيجي" يعرف ماذا يمكن أن يفعل بالكتاب المقدس، "تخيل كيف
سيكون
العالم إذا كان لدينا الإيمان، سيعرف الناس لماذا هم هنا وماذا يفعلون، لن
يحتاجوا
لدوافع أخرى".
يحاول "كارنيجي" إقناع "إيلاي" أن يحصل منه على الكتاب، بالترغيب تارة
والترهيب
تارة والإغراء تارة، معترفا "ليس مجرد كتاب إنه سلاح، سلاح يضرب القلب
والعقل، ويجب
أن تتحكم به"، يطارده ويتمكن في النهاية من حصاره، وإطلاق الرصاص عليه،
ساخرا من
الرب الذي لم يستطع حمايته.
إن شبها قويا بين أفكار "كارنيجي" وبين أفكار هؤلاء الكهنة المتسلطين باسم
الدين
هنا وهناك، وتكاد رؤيته تنطبق على الكثيرين منهم، هؤلاء الذين يحكمون باسم
الدين،
ويقتلون باسم الدين "إذا كنا نريد حكم هذه المدينة اللعينة يجب أن نحصل على
الكتاب،
سيأتي الناس من كل أنحاء العالم، وسينفذون ما أقول لهم بالحرف الواحد،
بواسطة هذا
الكتاب".
يقتل "كارنيجي" بكل قوته ويضحي بكل رجاله ليحصل على الكتاب، وعندما يحصل
عليه،
يكتشف أنه مكتوب بطريقة برايل، والوحيدة التي تملك أن تقرأه له عشيقته
وخادمته
العمياء "كلوديا" لكنها ترفض ذلك، وتؤكد له أن حماة الكتاب سوف يخرجون عليه
وينهشونه، وهكذا يسقط الشر/ الإلحاد/ القوة المشككة في قوة الدين.
فالفيلم يحمل في إحدى رسائله انتصارا للدين، على قوى الإلحاد والكفر
والتشكيك،
ويؤكد انتصار الإيمان بما يحمل من قوى روحانية وإيمانية.
إن "إيلاي" يسير في حمى قوى روحانية إيمانية تملأ أعماقه قلبه وعقله، وكل
الصعاب
التي واجهته لم تكن لتهز هذه القوى عن مواصلة مهمته لإيصال الكتاب المقدس
إلى حيث
هو مأمور بذلك، يقاتل بضراوة ويقاوم الإغواء والإغراء، في الجزء الأخير من
رحلته
تصحبه "سولارا" الفتاة المختلفة كأمها "كلوديا" والتي يضيء حوارها معها
جانبا مهما.
يحكي "إيلاي" لـ "سولارا" أنه ذات يوم سمع أصواتا كأنها صادرة من داخله،
لكنه
سمعها بوضوح كما يسمع أي شخص يتحدث إليه، قامت الأصوات بإرشاده للمكان الذي
عثر فيه
على الكتاب المقدس، وقد أخبرته الأصوات "اذهب بالكتاب غربا" حيث سيكون
الكتاب
بمأمن، وخلال رحلته سيكون هو حامي الكتاب من أي شخص أو شيء يقف في طريقه
"لم أكن
لأنجح دون مساعدة".
هكذا يحفل الفيلم بإشارات دينية قوية، "جئنا من التراب وإلى التراب نعود"،
تكشف
في جانب منها قوة الإيمان "الإيمان قوة الضوء في الظلام"، والإشارات تحمل
كلمات
ومعاني من الكتب السماوية الثلاثة التلمود والإنجيل والقرآن.
عندما يصل "إيلاي" بالكتاب إلى، حيث يجري جمع الكتب باعتبارها تحمل تاريخ
الحضارة الإنسانية ومعارفها، يصل مصابا بطلق ناري، يطالب بأوراق وأقلام
ويبدأ في
إملاء الكتاب المقدس الذي يحفظه "في البداية خلق الله السماء، وبعد ذلك خلق
الأرض ....
إلخ".
يتم صف الكتاب بالطريقة الأولية للطباعة، حفر الحروف وتجميع الكلمات، وهكذا
تطبع
نسخة من الكتاب المقدس لتوضع جنبا إلى جنب التلمود والقرآن الكريم الذي
يظهر بغلافه
المميز.
يموت "إيلاي" بعد أن أدى مهمته، ولا تنتهي الأسئلة، حول علاقة الدين
بالإنسان
والسلطة، قوة الإيمان وقوة الإلحاد، علاقة الإنسان بالإنسان والكون، فما
أدى إلى
هذا الخراب هو الوفرة المفرطة التي ملكها الإنسان "كان الناس يملكون أكثر
مما
يحتاجون".
ومما يلفت النظر في صناعة الفيلم المنتج هذا العام 2010 أن الجرافيك يلعب
دور
البطولة، حيث ساهم في تكثير الخراب والدمار الذي لحق بالأرض، الأرض القاحلة
والسيارات والكباري المهدمة، أيضا الصورة ليست ألوان، ولا أبيض وأسود، صورة
بين
بين، صورة تكثف من وحشة المكان.
ميدل
إيست أنلاين في
09/05/2010
'النجوم
الستار لا يصلحون لتقديم السير
الذاتية'
'رجل
من هذا الزمن' يوثق سيرة مصطفى مشرفة
القاهرة – من محمد
الحمامصي
أنعام محمد علي تتناول تفاصيل حياة عالم الذرة المصري ومن
عاصره من جيل الرواد في مصر.
انتهت المخرجة
الكبيرة أنعام محمد علي من تصوير ما يقرب من نصف أحداث مسلسل "رجل لهذا
الزمان"،
الذي يتناول سيرة حياة عالم الذرة المصري مصطفى مشرفة، عن قصة وسيناريو
وحوار محمد
السيد عيد، وبطولة أحمد شاكر وهنا شيحه وإبراهيم يسري ومحمد توفيق وأحمد
خليل وحسن
كامي وسميرة عبد العزيز ونادية رشاد وغيرهم.
وصورت أنعام في 17 ديكورا أساسيا في مدينة الإنتاج الإعلامي تمثل الأماكن
التي
عاش وتعلم فيها مشرفة مثل الفيلا التي كان يقيم فيها وفيلا شقيقته وجامعة
توتنغهام
الإنجليزية التي حصل منها على بكالوريوس الرياضيات وغيرها، وهناك مشاهد سوف
يجري
تصويرها في لندن والإسكندرية والأقصر.
وأكدت أنعام التي سبق لها تقديم مسلسل "أم كلثوم" حرصها على كل تفاصيل
العمل
الفني، وقالت "لا تشغل بالي مسألة اللحاق بالعرض الرمضاني لأنني أعطي كل
مشهد حقه
ولا أريد "سلق المسلسل" لأنني لم أعتد على ذلك، بل إن المسؤولية مع مشرفة
مضاعفة
لأننا نتناول سيرة حياة عالم له ثقله العلمي الكبير وقيمته".
وتلتزم أنعام محمد على في العمل بتقديم المعلومات العلمية الخاصة بالذرة
والإشعاع، "لا يمكن أن تتخيل الجهد المبذول في تدقيق المعلومات العلمية
والتاريخية،
والدقة في الديكور والتصوير وأداء الممثلين، لابد أن يخرج المسلسل بشكل جيد
بغض
النظر عن الوقت الذي سيستغرقه".
وحول ابتعادها عن النجوم السوبر ستار واعتمادها على فنان شاب لبطولة
المسلسل
ولعب دور مشرفة قالت إنعام "النجوم الستار لا يصلحون لتقديم السير الذاتية،
وبالذات
شخصية مشرفة لأنها تحتاج لمواصفات خاصة جدا في الممثل الذي يقوم بأداء
شخصيته،
فالأحداث تبدأ منذ أن كان عمره 25 عاما وتنتهي بوفاته عن عمر 51 عاما ولابد
أن يكون
ممثلا يجيد اللغة الإنجليزية والعربية الفصحى، وأنا واثقة من أن أحمد شاكر
وكل فريق
العمل على مستوى عال جدا وسينجحون في مهمتهم على أكمل وجه".
ويرصد المسلسل فترة شباب مصطفى مشرفة وظهور جيل كامل من الرواد في كل
مجالات
العلوم والفن والسياسة والأدب والثقافة في مصر، من بداية عصر السينما
المصرية وسطوع
سيد درويش وافتتاح فرقة رمسيس المسرحية وإنشاء بنك مصر وإصدار أول دستور في
البلاد
والتحول إلى نظام المملكة كذلك الحرب العالمية الثانية، وبداية الاحتلال
الصهيوني
لفلسطين.
ميدل
إيست أنلاين في
09/05/2010 |