اخيرا تخلصت عبير صبري من الآلام النفسية التي تعرضت لها في الفترة
الاخيرة بسبب تقمص دور (بسيمة)
بعد أن ظلت كابوسا يطاردها حتي بعد كلمة »فركش«
التي أطلقها المخرج مجدي أحمد علي ..
مما سبب لها أثارا جانبية،
لكنها استطاعت أن تتخطي هذه العقبة بعد ردود الفعل الإيجابية عن بسيمة التي
توحدت معها لوقت طويل.
وما زاد الأمر
صعوبة علي عبير أن الفيلم عرض عليها بعد
غياب طويل عن السينما،
لتعود به وتدهش جمهورها من خلال دور مليء بالمشاعر والاحاسيس الدافئة في
فيلم سينمائي مأخوذ عن رواية أدبية لكاتب كبير هو ابراهيم أصلان.
بداية تقول عبير صبري إن ما جذبني في الفيلم ككل هو أنه مأخوذ عن
رواية أدبية مهمة لكاتب كبير مثل ابراهيم أصلان وهو ما شجعني اكثر علي خوض
هذه التجربة بعد أن قرأت الرواية وأعجبت بها فأقتربت أكثر من الفيلم وشعرت
بالتركيبات الانسانية العالية التي تحتوي عليها الرواية فضلا عن قناعتي
الشخصية بأهمية الروايات الادبية التي يتم تحويلها إلي أفلام سينمائية،
حيث تتسم بالعمق الشديد، وهذا ما تحقق في فيلم »عصافير النيل«
فهو فيلم خاص اختلف من وجهة نظري عن أي فيلم سينمائي له سيناريو وحوار
بجانب أن شخصية بسيمة كانت شخصية ساحرة.
·
ماذا تقصدين بأن الشخصية ساحرة؟
أنا أعتبر نفسي محظوظة بهذه الشخصية لأنها من الشخصيات النادرة التي
ينتظرها الممثل طويلا حتي تعرض عليه فهي مليئة وثرية بالمشاعر والاحاسيس
المركبة مثل كبرياء المرأة وعاطفتها وإنكسارها وحزنها فعندما يعرض علي أي
ممثل مثل هذه الفرصة يجب أن يتشبث بها ويتعامل معها علي أنها من الشخصيات
النادرة التي عثر عليه، فيجيدها ويتقنها لأنها ستعيد اكتشافه من جديد كممثل.
·
اذن بسيمة اعادت اكتشاف عبير
صبري من جديد؟!
بالتأكيد أعادت شخصية بسيمة اكتشافي،
كما أنها كانت تعتبر لي كممثلة تحديا كبيرا خاصة في الجزء الخاص بمرضها
والتي تظهر خلاله بمراحلها العمرية ومرحلة مرضها الاخيرة حيث أظهر أكبر ٠٢
سنة من عمري كمريضة بالسرطان،
فكانت فرصة لي أن أثبت نفسي من جديد،
وأقول من خلال الشخصية أنني مازلت متواجدة وأنني عبير صبري.
·
قلت إن الفيلم من نوع خاص فإلي
أي نوعية ينتمي؟
هو فيلم خاص بكل معني الكلمة سواء علي مستوي التمثيل أو الاخراج أو
التصوير أو المونتاج وغيرها من العناصر.
أننا لانقدم شخصيات الطبقة المتوسطة والشعبية مثلما نشاهدها في معظم
الافلام التي تطرح قضاياهم، كما أننا لانقدم صورة فلكلورية عن أولاد البلد
وأنما نقدم صورة حقيقية خالية من الكذب والمزايدات وبها صدق في المشاعر
والاحاسيس.
·
تخليت عن جمالك من أجل مصداقية
الدور
، ألم يشعرك هذا بالقلق خاصة أنه العمل الأول لك بعد فترة توقف ؟
لا لم أتخوف من ظهوري بهذا الشكل فلدي ثقة كبيرة في نفسي كأنثي
وكممثلة، فكان تحديا بالنسبة لي أن ألعب دورا فنيا يقدم بسيمة وليس عبير
صبري،
فضلا عن انني لست في حاجة لكي أظهر جمالي فأنا جميلة في الحقيقة، وكان
هاجسي الحقيقي تقديم شخصية مبهرة بها سمات عديدة من القوة والضعف والانكسار
وحتي عندما قدمتها في مراحلها الاولي »كبنت بلد«
لم أطرحها من باب الفلكلور البلدي.
·
اذن لو عرض عليك أدوار تفقدين
فيها جمالك ستقبلينها؟!
لن أرفضها بشرط أن يتوافر عوامل العمل الفني الجيد فأنا ممثلة ولست
عارضة أزياء وهنا الفارق كبير بين الممثلة ومن تبحث عن استعراض بجمالها
، فأنا أشعر بقيمة التميز عندما أحقق نفسي وذاتي من خلال شخصية بعيدة عن
شخصيتي الحقيقية وغريبة ومليئة بالمشاعر والاحاسيس مثل بسيمة فهذه النوعية
تستهويني.
·
دور بسيمة في الرواية مساحته
صغيرة وتم زيادته في الفيلم، كما أن الرواية قائمة علي رجل يترك الريف ويذهب
إلي المدينة لذلك رأي البعض أن دورك لم يكن محوريا ما تعليقك علي ذلك؟!
أولا أنا عرض علي نص معالج سينمائيا وقمت بتقديمه ولا أشغل بالي بهذه
الامور الخاصة بمساحة الدور، وثانيا دور بسيمة محوري،
بدليل أن الفيلم يبدأ مشاهده الأولي وهو يجمع بين بسيمة وعبدالرحيم وهم
يسترجعون حياتهم السابقة وعموما الرواية قائمة علي رجل ترك الريف ليأتي إلي
المدينة ويلقي الضوء علي كيفية تعامله مع أهل المدينة وكيف يواجه الصعوبات
التي يتعرض لها علي كل المستويات.
·
تعرضت بسيمة لكم كبير من المشاكل
بسبب جمالها هل واجهت عبير نفس المشكلة؟!
المجتمع الشرقي أو المجتمع العربي بصفة عامة مصاب بمرض نفسي هو
الانفصام في الشخصية فهو يجري وراء المرأة الجميلة ويهتم بها ويحبها في نفس
الوقت واذا لم تعره اهتماما يوجه إليها الاتهامات وهذا ورد في نص الرواية
»إن اللي مش طايل بسيمة بيشوهها«
فهذا واقع المرأة التي تتمتع بالجمال في المجتمع
العربي.
·
العمل مليء بالمشاعر والاحاسيس
التي وصفها البعض بأنها قاتمة مما يؤثر علي الفيلم من الناحية التجارية
ويعوق توصيل الرسالة إلي الجمهور؟!
لا أشغل بالي بهذا الامر فالفيلم له مخرج كبير مثل مجدي أحمد علي له
وجهة نظره وله فكره وأسلوبه في توصيل الرسالة التي يراها من خلال الشكل
والاسلوب والصورة كما أن كل شخص يتلقي الفيلم حسب ثقافته وفهمه للاشارات
الموجودة،
فليس من الضروري أن تكون كل الافلام »أضحك كركر أنسي الدنيا«
أو تكون مملوءة بالصخب والضجيج أو أن تدور في أطار واحد، فلابد أن نتقبل
الاختلاف والتميز، فعصافير النيل مختلف عن
غيره في الايقاع والشكل ولا أراه فيلما قاتما بل به انسانيات عالية جدا كما
أنه يدفعك إلي التفكير والاحساس،
وبالنسبة للجمهور أصبح يفضل السهل نتيجة إلي
الافلام التي تهاجم الحكومة أو التي تضحكه وغيرها دون النظر إلي أعمال أخري
تختبر ملكاته الفكرية والشعورية.
·
ما هي نقاط التماس بين عبير
وبسيمة؟!
سؤال من الصعب الاجابة عليه..
ولكن بالفعل هناك نقاط تماس بين عبير وبسيمة، فهي شخصية رومانسية وقوية في نفس الوقت،
تشكل حياتها طبقا لافكارها وقناعاتها وليس طبقا لما يريده الناس منها فهذه
كلها نقاط تماس بيني وبينها، وكذلك في حبها فأنا ايضا أرفض أن أتعامل مع شخص جرحني ولايقدرني أو
غير متفهم لحجمي الحقيقي ومن الطبيعي أن أتركه وأرحل.
·
حالة الحب التي جمعت بين بسيمة
وعبدالرحيم استمرت بعد فراقهما وعقب لقائهما في المستشفي لكن البعض يري ان
هذا لايمكن تحقيقه علي أرض الواقع؟!
ولم لا..
أليس من الممكن أن تحتفظ في ذاكرتك بالحب الأول
وصورة الحبيب الاول وأنت في أصعب اللحظات ومع شدة قسوة الحياة تجد نفسك
تعود بالذاكرة إلي قصة الحب الأول كما لو أنك تتشبث بأول حاجة حلوة عرفتها
في الدنيا،
فالحب الأول لايمكن نسيانه مهما طال الزمن.
·
وماذا عن الحب الأول في حياة
عبير صبري؟!
ليس من الضروري ان اقدم دورا ما أن أكون قد مررت بنفس الظروف التي مرت
بها الشخصية،
فالجمهور يخلط بين الممثل والشخصية التي يقوم
بأدائها
·
وكيف تفكر عبير في الحب؟!
أفكر كثيرا في الحب فهو الذي يعطي للانسان الحياة ويساعده علي
الاستمرارية رغم الظروف السيئة المحيطة به وهو قيمة كبيرة لايمكن أن يعيش
الانسان بدونها وأري أن بسيمة في الفيلم اعلنت من شأن الحب في الحياة.
·
هل هناك مشهد له حكاية معك في
الفيلم؟!
مشاهد المرض كانت أكثر المشاهد أرهاقا لي فقد تألمت كثيرا معها علي
المستوي النفسي والشكلي ايضا فأنا أذكر أثناء تصوير هذه المشاهد كان فريق
العمل كله يتألم لمجرد مشاهدة هذه المواقف لدرجة أن بسيمة تسببت لي في آلام
نفسية ظلت مستمرة معي حتي نهاية الفيلم وتأثرت بها بشكل حاد.
·
الفيلم شارك في عدد من
المهرجانات العربية قبل عرضه مما دفع البعض أن يطلقوا عليه لقب فيلم
المهرجانات،
ما رأيك؟!
أنا لا أفكر في هذا الامر،
كما أرفض تصنيف الافلام إلي مهرجانات أو تجاري لان هذا يعني أن الجمهور
الذي يشاهد هذه الافلام أقل فكرا وثقافة من أن يتلقاه كفيلم يمثل السينما المصرية في الخارج،
فمن وجهة نظري أري أن هذا اتهاما من الجمهور المصري عندما يطلق علي الفيلم
هذا اللقب، وعلي العكس فسفر الفيلم إلي الخارج يعني أنه يتمتع بجودة عالية
وذو قيمة هادفة جعلته قادرا علي تمثيل السينما المصرية في الخارج.
·
لماذا العودة بدور جريء كهذا..
هل كان للبطولة المطلقة عامل كبير في ذلك؟
أنا بطلة منذ بداياتي في السينما ولكن الذي شجعني للعودة هو رواية
الكاتب الكبير ابراهيم أصلان والمخرج مجدي أحمد علي وفريق العمل بالكامل
إلي جانب الدور المتميز بشكل كبير.
·
لكنك شاركتي بعد ذلك في ادوار
ثانية من خلال (نورعيني)
وضيف شرف في
(أحاسيس) ما تعليقك؟!
أنا لا أنظر للأمور بهذا الشكل وأفضل التواجد في مختلف الأدوار في
السينما، ففي فيلم »نورعيني«
أقدم دورا مختلفا مع نجم جماهيري كبير مثل تامر حسني له جمهور عريض ورغم
تاريخي الفني الا أنني سعيدة بمشاركتي له فقد أستفدت من جمهوره، وكذلك منة
شلبي باعتبارها ممثلة مهمة جدا ولا مانع لدي أن أقدم معها دور البطولة
الثانية أو المشتركة لأن الدور به حالة انسانية عميقة، حيث أظهر في دور
شقيقة منة التي تتعرض لبعض المشاكل وشقيقتها تحاول احتواء هذه المشاكل، كما
أنني أعتبرت أن هذا الفيلم من قبيل التعارف بيني والمخرج وائل احسان فأنا
لا أتعامل مع الامر من منطلق الوزن أو القياس.
·
المعروف أن مساحة الدراما في
افلام تامر حسني محدودة..
ألم تترددي في قبول الدور؟!
هذا الفيلم تحديدا أختلف عن أي فيلم اخر قدمه تامر حسني وموضوعه شمل
معاني انسانية عميقة،
كما أن تامر علي مستوي التمثيل مختلف فهو مجتهد
ودمه خفيف ومتعاون.
·
ماذا عن المسلسلات التي تشاركين
فيها وسيتم عرضها في رمضان؟!
أشارك في مسلسلين »أمرأة في ورطة«
مع الهام شاهين وتأليف أيمن سلامة واخراج عمر عبدالعزيز ومسلسل »أنا القدس«
مع عابد فهد وصبا مبارك وفاروق الفيشاوي واخراج باسل الخطيب.
·
ماذا عن اعتذارك عن عدم المشاركة
في مسلسلي »مملكة الجبل والضاحك الباكي«؟!
أرفض الحديث عنهما، فقد اعتذرت لاسباب لا أريد الخوض فيها،
كما أنها صفحة مضت وانتهت ولا أريد فتحها من جديد، وأفضل الحديث عن الاعمال
التي أقوم بتصويرها حاليا.
·
اذن ماذا عن
»أنا القدس«؟!
هو مسلسل يحكي تاريخ القضية الفلسطينية منذ عام
٧١٩١ إلي ٨٤٩١ وهي تعتبر وثيقة درامية مهمة جدا للاجيال القادمة وهدفنا
إحياء القضية حتي ولو علي مستوي الدراما فقط.
أخبار النجوم المصرية في
29/04/2010 |