يستعد الفنان السوري فراس إبراهيم لتجسيد شخصية الشاعر الفلسطيني الراحل
محمود درويش من خلال مسلسل «في حضرة الغياب» الذي عاد الى النور بعد تأجيل.
عن هذا المسلسل يقول ابراهيم لـ «الحياة»: «في بداية التفكير في المشروع
منذ أقل من سنتين كنت أبحث عن الممثل الذي سيلعب الدور، ذلك ان كل ما كان
يهمني هو كيف يمكن صنع عمل فني يتناسب مع قامة الشاعر الكبير الشعرية
والإنسانية والوطنية، لذا، تم اختيار الكاتب الصحافي المعروف حسن يوسف
لكتابة هذا العمل لتاريخه في الكتابة التلفزيونية وللثقافة الكبيرة التي
يتمتع بها وكذلك للضمير المهني العالي الذي يتميز به وشفافيته في التعاطي
مع الفكرة التي يتناولها. وأعتقد أن ما كتبه حتى الآن ينبئ بإنجاز عمل مهم
جداً عن درويش وعن حقبة مهمة جداً من تاريخ المنطقة. أما بالنسبة الى
التمثيل فبالطبع يشرفني أن أقوم بتمثيل دور محمود درويش إلا أنني لم أجرؤ
على التصريح، أو على التأكيد حتى الآن قبل أن أصل إلى قناعة تامة بأنني
قادر على الولوج إلى أغوار شخصيته ومعرفة كل التفاصيل المحيطة به وهذا ما
كنت أفعله على مدى السنتين الماضيتين. وأعتقد أنني وصلت إلى مرحلة متقدمة
جداً في البحث ومعرفة كل ما يمكن أن يساعدني لأداء الدور، لذا أجد نفسي
الآن أكثر حماسة وثقة لأداء هذا الدور على أكمل وجه».
ويتمنى إبراهيم أن يفصل الجمهور بين فراس إبراهيم المنتج وفراس الممثل،
ويقول: «اخترت
صنع مسلسل عن «أسمهان» وكنت مدركاً أن البطلة هي أسمهان وليس فؤاد أو فريد
أو الأمير حسن مع الاعتراف بأهمية هذه الشخصيات، ولو كنت أوّد الاستئثار
بالبطولة
لكان يفترض بي أن أصنع مسلسلاً عن فريد الأطرش وليس عن أخته لألعب بطولة
العمل، لذا
أرجو من المحبين والمعترضين والغيورين على العمل الاسترخاء، لأننا لن نقوم
إلا بما
يتوجب علينا القيام به لصنع عمل على أعلى المستويات».
وعما تردد من أقوال حول أن فكرة القيام بدور محمود درويش مغامرة فنية
خصوصاً أنه
ما زال عالقاً في أذهان كثر، كما أن حياته يشوبها بعض الغموض، يشدد إبراهيم
على أنه
مغامر منذ صغره، «ما الذي يمنعنا من المغامرة؟ ولماذا الاستسهال في اختيار
المواضيع
التي لا تغني أحداً ولا تُقلق أحداً؟ حسّ المغامرة في داخلي منذ الصغر
ولولا ذلك
لما وصلت إلى ما وصلت إليه حتى الآن. كنت ولا أزال أدرك صعوبة الاستمرار
على هذا
النحو في ظّل حروب عبثية تثار ضدي وحولي من دون أي معنى أو جدوى منذ
بداياتي وحتى
الآن، لكنني صامد وسأصمد لإيماني الشديد بصدقيتي وانضباطي في التعاطي مع كل
المواضيع التي أتصدى لها».
ويقول إبراهيم انه اختار اسم «في حضرة الغياب» لمسلسل محمود درويش انطلاقاً
من
كتاب لدرويش يرصد فيه تفاصيل مهمة من حياته بصيغة بديعة جداً.
المسلسل ستخرجه المخرجة الشابة رشا شربتجي، وهناك أدوار تزيد على المئتي
شخصية
ستوزع على فنانين عرب من مصر وسورية ولبنان والأردن وفلسطين وتونس وبعض
الدول
الأوروبية.
كما سيتم التصوير في فرنسا وروسيا وسورية ومصر ولبنان والأردن وتونس، «وهي
الأماكن التي عاش وتنقل فيها درويش وبالطبع سيستعيض عن التصوير في الأراضي
المحتلة
بمناطق شبيهة لها في سورية والأردن ولبنان».
وسيبدأ التصوير في منتصف أيلول (سبتمبر) المقبل ليكون جاهزاً للعرض في
رمضان 2011.
وعند سؤاله عن قراره خوض الإنتاج، يجيب: «الإنتاج بالنسبة الي لم يكن
قراراً بل
كان اهتماماً بالإحاطة بكل تفاصيل التجربة الفنية بداية من اختيار النص
وحتى يصبح
العمل على أشرطة العرض. الإنتاج مسؤولية ووجهة نظر، وبلا شك في أن مؤسسة
الإنتاج
منحتني الفرصة كممثل لتقديم أدوار جديدة بعد عشرات الأعمال التي قمت
ببطولتها لجهات
إنتاج أخرى. ومن الطبيعي أن تحقق لي مؤسستي الحماية كما تحمي المؤسسات
الأخرى
الكثير من الممثلين في العالم العربي».
فراس إبراهيم الذي يتقن اللهجة المصرية في شكل جيد خصوصاً أن ما يربطه بمصر
أكبر
بكثير من التمثيل على حد قوله خصوصاً أن والدته مصرية، يتحدث عن عمله في
الدراما
المصرية، ويقول: «بدأت مع الدراما المصرية منذ نهاية عام 1985 عندما أتيت
إلى
القاهرة لمتابعة دراستي العليا في الفنون المسرحية، وبدأت نشاطي الفني فيها
بمجموعة
من الأعمال الفنية كان من أهمها مسلسل «الحصان» مع المخرج سامي محمد علي
ومسلسل «رفاعة
الطهطاوي» مع المخرج نور الدمرداش وكذلك مسرحية «أرزة لبنان» التي أخرجها
زميلي في الدراسات العليا وقتها أشرف زكي نقيب الممثلين الحالي... إضافة
إلى أعمال
كثيرة في الإذاعة المصرية مع المخرج المتميز حسني غنيم وغيره كثر. عدت إلى
سورية في
بداية عام 1990 وانقطعت بعدها عن العمل في الدراما المصرية منذ ذلك
التاريخ، وحتى
عام 2008 عبر مسلسل «أسمهان» الذي كان عوداً حميداً لي إلى مصر كمنتج وممثل».
وعن مسلسل «اغتيال شمس»
الذي يقوم ببطولته مع الفنانة صفاء أبو السعود وخالد
زكي، من تأليف محسن الجلاد وإخراج مجدي أبو عميرة، وإنتاج الشركة المصرية
لمدينة
الإنتاج الإعلامي يوضح إبراهيم أن العمل يتحدث عن محاصرة العلماء المصريين
في
الخارج ومحاولة اغتيالهم بعد اليأس من شراء حقوق الاكتشافات العلمية التي
يقومون
بها. ويضيف: «أجسد في المسلسل شخصاً يطارد العالم المصري «شمس» في كل مكان
في
العالم محاولاً ابتزازه وتهديده لشراء الحقوق العلمية لاكتشافه. وأعتقد أن
العمل
مهم على المستوى الفكري، وأتوقع له النجاح الذي أتمنى أن يصيبني شيء
منه».
الحياة اللندنية في
16/04/2010
الشاشة الصغيرة وملعب الساسة
مالك القعقور
للمرة الأولى منــذ فتـرة طــويلــة يتوحد اللبنانيون بإعلامهم
وسيــاسيــيــهــم في حدث جامع شامل هو مباراة في كرة القدم
بين السياسيين من فريقي
الأكثرية والمعارضة ومعهم رئيس الحكومة سعد الحريري وأول جمهورهم على أرض
الملعب
رئيس الجمهورية ميشال سليمان وحشد غفير من الإعلاميين ورجال الأمن
والمرافقين.
وللمرة الأولى منذ فترة طويلة يتوحد فيها الإعلام اللبناني لينقل صورة
واحدة
بلغة واحدة مدتها نصف ساعة. أما الجمهور، وهو على الأرجح لم
يكن الشعب اللبناني
المقيم في بلده فحسب بل امتد على مساحة انتشاره في العالم وإلى حيث تصل
الفضائيات،
فلم يكن أمامه لمتابعة تلك المباراة إلا الشاشة الصغيرة، لأن اختلاف
اللاعبين إياهم
–
الساسة – طاول جمهور الملاعب فتفجر خلافات أسفرت عن قرار سياسي بمنع
حضور
الجماهير المباريات.
هي نفسها تلك الشاشة التي كانت تنقل غضب الملاعب والشوارع، تآلفت أمس لتنقل
واحدة من أبهى الصور «السياسية» في لبنان وتجعل الناس على
اختلاف انتماءاتهم
وفئاتهم يتسمّرون أمامها ليستمتعوا، بكل ما تحمل الكلمة من معنى، على مدى
نصف ساعة
بمشاهدة حاكميهم يركضون ويلهثون ويقعون على الأرض إما تعباً أو اصابة
لتحقيق هدف
أهم كثيراً من الأهداف التي تهز الشباك، وهو القول للبنانيين
في 13 نيسان (ابريل)
ذكرى اندلاع الحرب أن لا عودة إليها وأن أي منافسة في السياسة يجب أن تكون
رياضية
ولا يمكن ان تستدعي العودة الى الشارع والتقاتل.
لا يمكن الجزم بأن الشعب الذي يسير في معظمه وراء نزوات قادته وطوائفه،
تلقف
تماماً تلك الرسالة التي جيّش من أجلها كل الإعلام، لكن الأكيد
أن الجمهور الذي
تسمّر أمام الشاشة رأى للمرة الأولى في حياته أن ساسته قادرون على إسعاده
ولو من
خلال النقل الإعلامي المباشر مع التعليقات الظريفة التي كانت تأتيهم عبر
الأثير أو
تلك التي كانوا يقولونها في ما بينهم افتراضاً ونيابة عن نوابهم واستمداداً
من
خطاباتهم... التجربة من الناحية الإعلامية كانت ناجحة جداً
وحبذا لو تتكرر في كل
ذكرى أليمة مرّت على اللبنانيين وهي كثيرة كثيرة، علّ النجاح الإعلامي
يتطور ليصبح
نجاحاً في السياسة والاجتماع والرياضة أيضاً.
الحياة اللندنية في
16/04/2010
مصدّرون
فيكي حبيب
إذا كانت سوق «كان» للإنتاج التلفزيوني الحدث الأبرز الذي ينتظره ممثلو
التلفزيونات حول العالم، فإن العرب عرفوا دوماً -خصوصاً مع
انطلاق عصر الفضائيات -
كيف يحجزوا لأنفسهم مقعداً مميزاً فيها... ولكن غالباً كمستوردين لا
كمصدرين.
فالسوق التي تقفل دورتها الحالية اليوم، استقطبت دوماً المنتجين العرب
للاطلاع
على جديد عالم التلفزيون ونقله الى الجمهور. اما الإنتاج
العربي، فظل بعيداً من
التسويق الا في عدد من البلدان الإسلامية التي تهتم ببعض ما ينتج في بلادنا
من
اعمال تاريخية او دراما «هادفة». من هنا اهمية الأخبار التي تأتي في هذه
الأيام من
مدينة كان حول منح «الجزيرة للأطفال» حق توزيع مسلسل الرسوم
المتحركة «نان وليلي»
الى الشركة البريطانية «كلاسيك ميديا» التي تعتبر، كما تقول القناة
القطرية، «أكبر
شركات التوزيع المستقلة في العالم، خصوصاً ان مجموع ما وزعته وصل الى حوالى
3600
ساعة برامجية في اكثر من 170 دولة». فضلاً عن منح القناة نفسها
شركة «مونستر
الدولية» حق توزيع مسلسل آخر انتجته بشراكة مع تلفزيون بلاد الغال... من
دون ان
ننسى مسلسل «صلاح الدين... البطل الأسطورة» الذي خصصت له «الجزيرة للأطفال»
موازنة
ضخمة، واستخدمت في تصويره احدث تقنيات الغرافيك، ليكون قادراً على جذب
شاشات
أوروبية وأميركية.
وتزداد أهمية هذه الأخبار حين يكون الطرف المباشر في هذه العملية مولوداً
حديثًا
في عالم الفضائيات. فعلى رغم ان «الجزيرة للأطفال» لا تزال في سنتها
الخامسة،
فجهودها بدأت تثمر.
والواضح ان هذه الخطوة تأتي مواكبة للسياسة التي انتهجتها القناة قبل فترة
في
مجال انتاج الأفلام الوثائقية والروائية بالتعاون مع سينمائيين
عرب مثل نوري بو زيد
وبرهان علوية ومحمد ملص وأسامة فوزي... ما نتج منه افلام تلفزيونية بلغة
سينمائية،
نالت تصفيق عدد من المهرجانات التي كافأتها بجوائز. منها، مثلاً، جائزة
الاتحاد
العالمي لمؤسسات البث الخاصة في لندن... وجائزة وزارة الثقافة
الذهبية للأفلام
العربية في مهرجان القاهرة الدولي لسينما الأطفال عن فيلم «ضربة جزاء».
هذه الأخبار إذ تأتي اليوم تبدو وكأنها جواب عملي على تساؤلات تشغل الأقلام
منذ
فترة، وتدور حول عدم وجود تبادل بالمثل - حتى الآن - بين
العالم العربي وتركيا
مثلاً. بمعنى ان انتشار المسلسلات التركية على القنوات العربية لا يقابله
بعد عرض
المسلسلات العربية -خصوصاً السورية والمصرية - على الشاشات التركية، مع
الإجماع على
ان المستوى العام للأعمال العربية يفوق أحياناً المستوى العام للمسلسلات
التركية.
ترى إذا كانت «الجزيرة للأطفال» قد نجحت في تسويق الأعمال العربية في
الخارج،
أفلا يعني هذا ان مزيداً من الجهد التسويقي والفني ايضاً، قد
ينتج منه، بالتدريج،
امكانات حقيقية لانتشار انتاجاتنا العربية خارج حدودنا، ما يثريها ويتطلب
إشراك
مواهب عربية في عملية إنتاج لا تعود موجهة الى المتفرج المحلي وحده... فتخف
الشكوى
وجلد الذات، ونصبح كمن يصيب عصافير عدة بحجر واحد؟
الحياة اللندنية في
16/04/2010 |