أي فرد يتمنى أن يصبح مشهورا وأن يعرفه الجميع ويشار إليه بالبنان، لأن
البعض يظن أن السعادة تكمن في الشهرة، ولكن الذي لا يعلمه الناس أن الشهرة
يمكن أن تؤدي إلى كوارث، فمثلا العندليب الأسمر عبدالحليم هو أشهر مطرب في
الوطن العربي، ولكن ضريبة هذه الشهرة أن الصحف اتهمته بأنه يدعي المرض من
أجل الحصول على الأموال، ومن أجل أن يكسب عطف الجمهور. وإذا كان العندليب
قد اتهمته الصحف بادعاء المرض فإن البعض الآخر دفع ثمن الشهرة غاليا، وكان
الثمن لا يتوقعه أحد، فالبعض انتحر ولعل أبرزهم داليدا والممثلة الأميركية
مارلين مونرو، أما البعض الآخر فقد ذهب ضحية لجرائم قتل بشعة، وبدلا من أن
تنشر صورهم في صفحات الفن نشرت في صفحات الحوادث. في السطور القادمة نتعرف
على بعض المشاهير الذين سقطوا ضحايا للشهرة..
محمد الحلو.. وقرار الاعتزال
لا يعلم الكثيرون أن الشهرة دمرت المطرب محمد الحلو فتمنى لو كان شخصا
عاديا يعمل بأي مهنه أخرى غير الغناء, فعندما قرر محمد الحلو أن يؤمن
مستقبله أقام عدة مشاريع ولكن لم يوفق فيها, ووصلت ديونه إلى ثلاثة ملايين
جنيه, فتم تقديم الشيكات للنيابة وصدرت أحكام ضده بالحبس وتم احتجازه في
قسم مدينه نصر لمده 14 يوما, ووقتها كتبت جميع الصحف عنه وعن أسباب حبسه,
وعندما سدد جزءا وقرر أن يسافر إلى الخارج من أجل العمل حتى يستطيع سداد
ديونه, بدلا من أن يقف الجميع بجانبه اتهمته الصحف بأنه هرب إلى الخارج حتى
لا يسدد ديونه, ولذلك عندما عاد إلى مصر قرر أن يعتزل الغناء مبررا ذلك
بأنه لو كان يعمل بمهنه أخرى غير الغناء ما كتبت الصحف عنه أو اهتمت
بمتابعة أخباره, ولذلك قرر اعتزال الغناء حتى تتركه الصحافة في حاله. بعد
فترة قرر محمد الحلو العودة إلى الغناء مرة أخرى لسبب بسيط, هو أنه اكتشف
أنه لا يستطيع أن يعيش من دون الغناء.
هيفاء وهبي.. وكاميرات المصورين
يهتم الجمهور بمعرفة كل شيء عن الفنانين والمطربين, ولكن الفنان دائما
يحاول أن يحافظ على حياته الخاصة مبررا ذلك بأن الحياة الخاصة هي ملك
لصاحبها, ولكن بعض الصحف ترفض هذا الكلام لأنها ترى أن حياة المشاهير دائما
ملك لجمهورهم, وإذا كان من حق هذه الصحف نشر الأخبار الخاصة عن المشاهير
فإنه ليس من حقها نشر صور خاصة لهم إلا بعد الحصول على إذن منهم, لأنه لا
يمكن انتهاك الحياة الخاصة تحت دعوى حرية الصحافة.
وقد اقتحمت كاميرات المصورين الحياة الخاصة للمطربة هيفاء وهبي في كل مكان
تذهب إليه حتى وصل الأمر إلى التقاط صور خاصة لها في المصيف دون أن تشعر,
وقد نشرت إحدى الصحف الصفراء هذه الصور. وحدث الأمر نفسه مع زميلتها
اللبنانية نانسي عجرم, حيث التقط لها أحد المصورين صورا خاصة وهي في
المصيف. ولم يقتصر الأمر على الصور فحسب، حيث تمت فبركة أفلام مخلة لهيفاء
ونانسي وتناقلها بعض الشباب على أجهزة المحمول.
مروة.. وواقعة التحرش بها
حدث مع المطربة اللبنانية مروة واقعه في مصر لا يمكن أن تنساها, حيث حاول
بعض الشباب أن يتحرش بها داخل إحدى صالات العرض, وكان ذلك في أثناء عرض
فيلم "حاحا وتفاحة" حيث كانت مروة تؤدي في هذا الفيلم دور راقصة وكان الدور
مليئا بالإفيهات الخادشة للحياء والمشاهد الساخنة, ولذلك أخذ الجمهور عنها
انطباعا سيئا, خاصة الشباب, ولذلك عندما قررت أن تذهب إلى دور العرض من أجل
الترويج للفيلم فوجئت ببعض الشباب يحاولون التحرش بها. وقد أرجع البعض سبب
هذه الواقعة إلى مروة نفسها, لأنها هي التي تقدم دائما كليبات خليعة, وكذلك
الدور الذي قدمته في الفيلم هو الذي فعل بها ذلك.
منة فضالي.. والصور الفاضحة
كانت الفنانة منة فضالي قد اتفقت مع مصور خاص بالفنانين اسمه شريف جورج على
أن يلتقط لها بعض الصور الخاصة على شاطئ الإسكندرية, واتفقت معه على أن هذه
الصور لها فقط, حتى لا ينشرها في أي مجلة, وبعد أن أخذت منه الصور أعطته
المبلغ المتفق عليه, وطلبت منه أن يمسح هذه الصور من جهاز الكمبيوتر الخاص
به فوعدها بذلك, ولكنها فوجئت بعد ذلك بأنه باع هذه الصور لبعض المجلات
الخاصة والتي نشرتها على الغلاف, مما سبب لها أضراراً نفسيه فقامت بتحرير
محضر ضد المصور في قسم شرطة الدقي, وتم تحويل القضية للمحكمة وطالبت بتعويض
قدره خمسة ملايين جنيه عن الأضرار التي أصابتها جراء نشر هذه الصور.
من ناحية أخرى تم فسخ خطوبة منة, وطالبها خطيبها بالشبكة ولكنها رفضت أن
تعطيها له, فرفع قضية ضدها, ولكن المحكمة حكمت لها بأحقيتها في الشبكة لأن
خطيبها هو الذي فسخ الخطبة.
أشهر النجمات اللاتي فقدن حياتهن من أجل الشهرة
داليدا والخوف من تقدم العمر وتغير ملامح الوجه
داليدا اسمها الحقيقي يولاندا جيكليوتي, ولدت في حي شبرا عام 1933 لأبوين
إيطاليين, وكان والدها عازف كمان في أوبرا القاهرة. وقد بدأت حياتها الفنية
في عامها الرابع عشر وذهبت إلى فرنسا عام 1954, وهناك احترفت الغناء في
الكباريهات حتى حققت شهرة كبيرة واحترفت الغناء باللغة الفرنسية والإيطالية
لتغني بعد ذلك بلغات أخرى, واشتركت في العديد من الأفلام الفرنسية حتى
أصبحت من أشهر مطربات فرنسا في ذلك الوقت.
ولكن رغم هذه الشهرة الكبيرة فإن حياة داليا الخاصة كانت حزينة, فقد عاشت
أكثر من قصة حب انتهت جميعها بالفشل, كما تزوجت أكثر من مرة, وانتهت هذه
الزيجات بالفشل, وحتى عندما أرادت أن تنجب أخبرها الأطباء أنها لا يمكن أن
تنجب لأنها أجهضت نفسها أكثر من مرة. وتأتي المرحلة الأهم في حياه داليدا
بعد ذلك, عندما اشتركت في فيلم اليوم السادس مع المخرج الكبير يوسف شاهين,
ولكن الفيلم لم يحقق أي نجاح جماهيري لتزداد حالتها سوءا لأنها ظنت أنها هي
السبب في فشل الفيلم, ولكن كان السبب الرئيسي في فشل الفيلم هو أن الجمهور
لم يفهم الفيلم.
بعد ذلك ساءت الحالة النفسية لداليدا, خاصة بعدما تغيرت ملامح وجهها, وهذه
هي طبيعة الحياة لأن الإنسان لا بد أن تتغير ملامح وجهه مع كل مرحلة عمريه
يعيشها, ولكن داليدا كانت ترفض أن تصبح امرأة عجوزا وتبتعد عنها الأضواء,
فكانت تخاف أن تنظر في المرآة حتى لا ترى وجهها الذي تغيرت ملامحه.
وفي عام 1987 قررت داليدا إنهاء حياتها فابتلعت كمية كبيرة من الأقراص
المنومة لتنام إلى الأبد، وبجوارها رسالة كتبت فيها عبارة بسيطة تقول:
الحياة أصبحت لا تطاق سامحوني. لتنتهي حياه أشهر مطربة خافت أن يأتي يوم
وتنحسر عنها الأضواء وتم دفن داليدا بمقابر (Cimetiere
de Montmartre) في باريس, وقد تم صنع تمثال لها على القبر بنفس
الحجم الطبيعي لها.
سعاد حسني
تعتبر الفنانة الراحلة سعاد حسني هي الفنانة الوحيدة التي استطاعت أن تحقق
مكانة مثل سيدة الشاشة فاتن حمامة, وبسبب الشهرة الكبيرة التي حققتها سعاد
حسني فإنها لم تكن تتخيل في يوم من الأيام أن تبتعد عنها الأضواء وينساها
العاملون بالوسط الفني, فأصيبت باكتئاب حاد, ثم أصيبت بعد ذلك بآلام في
العمود الفقري وشلل نصفي بالوجه, فسافرت إلى لندن للعلاج هناك, ولكن حالتها
لم تتحسن بسبب عدم استجابتها للعلاج لتزداد حالتها النفسية سوءا ليتم
العثور عليها بعد ذلك جثة هامدة إثر سقوطها من شرفة الغرفة التي تسكن بها
في المستشفى ولا أحد يعلم إذا كانت انتحرت أم قتلها أحد, ولكن القضاء
البريطاني حسم الأمر وأغلق هذا الملف إلى الأبد وأعلن أن سعاد حسني ماتت
منتحرة.
الجدير بالذكر أن أسرة سعاد حسني كانت قد تقدمت منذ فترة ببلاغ للنائب
العام المصري المستشار عبدالمجيد محمود تتهم فيه ضابط أمن الدولة السابق
محسن السكري بأنه هو قاتل سعاد حسني, استنادا إلى أنه كان متواجدا بلندن
أثناء تلقي سعاد حسني للعلاج, ولكن هذا البلاغ يبدو أنه كان أشبه بكذبة
أبريل.
ذكرى.. والغيرة القاتلة
كانت المطربة ذكرى تحب الغناء إلى درجة لا يمكن وصفها, ولكنها كانت تحب
المال أيضاً, فأرادت أن تجمع المال بجانب الشهرة فتزوجت من رجل الأعمال
أيمن السويدي, ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه, فحظها العاثر أن زوجها
كان يغار عليها بشدة, كما أن عملها لم يكن له مواعيد محددة, فكانت تعود إلى
المنزل في أوقات متأخرة, ولذلك طلب منها زوجها أن تعتزل الغناء وتتفرغ
للمنزل ولكنها رفضت بشدة بسبب حبها للغناء, فطلب منها أن يكون عملها
بالنهار فقط حتى تتفرغ له أثناء عودته إلى المنزل ليلا, ولكنها رفضت أيضاً,
فهددها بأنه سوف يقتلها إن لم تنفذ طلباته, وقبل الحادث بأسبوع أعلنت ذكرى
أن حياتها مع السويدي أصبحت في خطر بسبب الشجار الدائم بينهما. وبسبب رفض
ذكرى لاعتزال الغناء قرر السويدي إنهاء حياتها, فبعد عودتهما من إحدى
السهرات تشاجر معها وطلب منها أن تعتزل الغناء وتتفرغ له وللبيت فرفضت,
فقرر أن يجعلها تعتزل الغناء إلى الأبد فأطلق عليها حوالي 20 رصاصة فتحول
جسدها إلى مصفاة, ثم قتل مدير أعماله وزوجته, ثم قرر إنهاء حياته هو الآخر
لأنه لا يستطيع أن يعيش من دون الإنسانة التي أحبها بجنون.
سوزان تميم.. والمغامرة مع الأثرياء
كانت سوزان تميم تتمنى أن تصبح مطربة مشهورة وحاربت من أجل هذا الحلم,
وقررت أن تحققه مهما كان الثمن ومهما كانت التضحية, فتزوجت من المنتج عادل
معتوق لكي ينتج لها ألبومات وتصبح مطربة مشهورة ولكن خاب ظنها, فالثقة كانت
منعدمة تماما بين الاثنين فأنتج لها بالفعل بعض الأغنيات ولكنها في المقابل
كانت توقع له على شيكات إلى أن حدث خلاف بين الاثنين, وقام عادل معتوق
بتقديم الشيكات إلى القضاء وصدر ضدها حكم بالسجن فقررت الهروب إلى مصر
فأرسل الإنتربول نشرة إلى رجال المباحث في مصر بسرعة القبض على سوزان تميم
لصدور حكم ضدها بالحبس في الإمارات فتم القبض عليها في مصر, وهنا قرر هشام
طلعت التدخل من أجل إنقاذها من السجن كما ساعدها في طلاقها منه. بعد ذلك
أقامت سوزان في مصر في فندق الفورسيزون الذي يملكه هشام طلعت, وكانت تقيم
في جناح خاص, وبدأت الخلافات بينهما عندما أرادت سوزان أن تنهي هذه اللعبة
السخيفة لأنها ببساطه كانت لا تحب هشام وإنما رأت فيه الشخص الذي سوف يمنع
السجن عنها ويساعدها في الحصول على طلاقها من عادل معتوق, ولكن هذه المرة
لم تكن تدري أن هشام قد تعلق بها ولا يمكن أن يتركها بسهولة. ولذلك عندما
هربت منه وسافرت إلى لندن أرسل إليها محسن السكري لكي تعود إلى مصر ولكنها
رفضت بحسب ما ورد في حكم محكمة جنايات القاهرة, فقرر إنهاء حياتها وأرسل
محسن السكري إلى دبي لكي ينهي حياتها بأن يلقيها من الشرفة, أو تصدمها
سيارة حتى لا يثير مقتلها أي شبهة جنائية ويقيد حادث مقتلها على أنه
انتحار, ولكن السكري فشل في ذلك وقام بذبحها لينهي حياتها إلى الأبد لتكون
سوزان تميم هي ضحية الغناء والشهرة.
في النهاية تظل الشهرة هي الحلم الذي يسعى الكثيرون إلى تحقيقه, ولكن
الشهرة مثل المرض الذي من الممكن أن يقتل صاحبه, كما أنها معرضة للزوال في
أي وقت.
العرب القطرية في
15/04/2010 |