بعد عدد من الاعتذارات التليفزيونية، اختار فتحى عبدالوهاب مسلسل
«كليوباترا» مع سولاف فواخرجى والمخرج وائل رمضان لتجسيد شخصية «كارى» التى
تعتبر الأكبر من حيث المساحة والأهمية بعد شخصية كليوباترا رغم أنها شخصية
غير حقيقية.
فتحى تحدث لـ«المصرى اليوم» عن المسلسل والسينما وتصنيفه كممثل للأدوار
الثقيلة وكبطل لأفلام المهرجانات.
■ لماذا وافقت على شخصية «كارى» فى مسلسل
«كليوباترا» واعتذرت عن أكثر من عمل ضخم؟
- كنت شديد التردد هذا العام فى انتقاء عمل رمضانى جيد، وكان ما يشغلنى أن
يكون عملا مختلفا ويحتوى على دور أو فكرة براقة لم أقدمها من قبل، وعندما
عرض على سيناريو «كليوباترا» قرأته جيدا خوفا من وجود أى تكرار بينه وبين
حياة كليوباترا التى قدمت فى أعمال أخرى، ووجدته فعلا عملا كبيرا وضخما
ومهما ودقيقاً جدا وكل شخصياته مكتوبة بعناية، كما أنه عمل شديد الجاذبية،
واكتشفت أن شخصية كليوباترا رغم شهرتها ووجودها فى بعض الأعمال فإنها مرت
مرور الكرام، ولم يتم تقديم عمل كامل عنها إلا لمرة واحدة فى السينما
العالمية، ولم يقدم عمل فى الدراما العربية عنها وعن مرحلتها التاريخية.
■ لكن شخصية «كارى» غير حقيقية؟
- فعلا، وطبيعى أن يكون فى أى مسلسل تاريخى شخصيات حقيقية وشخصيات خيالية،
ودورى لشخص يرتبط بعلاقة عاطفية مع كليوباترا قبل أن تصبح ملكة، ويستمر
معها ويساندها طوال رحلتها حتى آخر يوم فى حياتها، وهو ليس محاربا بل لص
يسرق من الأغنياء ليعطى الفقراء، وربما شخصية «كاري» مستوحاة من شخصية
«روبن هود» الشهيرة.
■ أليس من الأفضل تقديم دور تاريخى معروف مثل
«أنطونيو» أو «يوليوس قيصر»؟
- معيار تأثير الشخصية ليست له علاقة بما إذا كانت هى خيالية أم حقيقية،
المهم بالنسبة لى التنوع والتأثير فى الدور، وهذا تحقق فى شخصية «كاري»
التى أعجبت بها جدا، وأرى أنها أزاحت عنى عبء الشخصية التاريخية الحقيقية
التى يجب أن ألتزم بتفاصيلها.
■ لكن المسلسلات التاريخية لا تحظى بمشاهدة جيدة فى
رمضان؟
- استقبال الناس لأى عمل حتى لو فى رمضان لا يخضع لتصنيفه، بل لجودته،
و«كليوباترا» ليس درسا فى التاريخ أو استرجاعا لحوادث تاريخية بقدر ما هو
عمل فنى شعبى اجتماعى تاريخى إنسانى يعتمد على نظرية أن التاريخ يعيد نفسه
ويجب أن نرى تاريخنا ونستوعبه حتى نعرف ما سيحدث غدا، ويوضح لماذا يلتف
الشعب المصرى حول حاكم، وماذا يريد منه الحاكم، أى أنه تفسير لعلاقة الشعب
بالحاكم.
■ أى أن المسلسل يحمل إسقاطات سياسية على الواقع؟
- أى عمل فنى يحمل قيمة حقيقية يتم تفسيره بأكثر من وجهة نظر، وفهم مسلسل
«كليوباترا» يتوقف على قراءة كل مشاهده وتفسيره لعلاقة الشعب بالحاكم، لكنه
لا يحمل معنى مباشرا أو رسالة موجهة.
■ ما رأيك فى ظاهرة الارتفاع الخرافى لأجور النجوم
فى الدراما؟
- للأسف الشديد النجم والأجر أصبحا أول ما نعرفه عن العمل الفنى حتى قبل أن
نعرف موضوع العمل أو أهميته، وأصبحت معرفة أجر الفنان هى رقم واحد بالنسبة
للناس رغم أن تلك القضية تتداخل فيها حقائق وأكاذيب ومتاهات، فيوجد نجوم
يروجون لأجور معينة ومرتفعة حتى يضعوا أنفسهم فى منطقة شريحة عليا، والأخطر
فى موضوع الأجور أن الجميع مشغول به دون وجه حق، وهناك تجاهل واضح لنظرية
العرض والطلب، وعموما فالسوق والمنتجون وصناع الدراما هم المتحكمون فى
الأجور بناء على العرض والطلب.
■ وما رأيك فى ظاهرة لجوء نجوم السينما إلى الدراما
بسبب قلة الإنتاج السينمائى؟
- دخول نجم السينما لعالم الدراما ليست له علاقة بوجود أزمة سينمائية بقدر
ما له علاقة بمخطط النجم ومشروعاته، وهل يرى التليفزيون مناسبا له حاليا أم
لا، بدليل وجود نجوم سينما كثيرين لم يدخلوا التليفزيون ويؤجلون المشروع
برمته مثل كريم والسقا وهنيدى ومنى زكى وحلمى وغيرهم فهل هؤلاء لا علاقة
لهم بأزمة السينما؟ بالتأكيد لا، لكن التليفزيون ليس فى مشروعاتهم حاليا،
ومنذ أن وعينا على الدنيا ونحن نسمع عن أزمة السينما، وطبيعى أن تصعد
السينما أحيانا وتهبط أحيانا وفق ظروف العالم الاقتصادية مثلها مثل أى
صناعة لذلك لا يجب أن نبالغ كثيرا فى حكاية أزمة السينما.
■ هل أنت راض عن الأفلام القليلة التى تقدمها؟
- لا أعتقد أن أعمالى قليلة، بل تسير بشكل معقول، فعمل أو عملان فى العام
معدل لا بأس به، ولا يهمنى الكم بقدر ما يهمنى الكيف والتأثير، وأجد نفسى
راضيا إلى حد كبير عن أفلامى الأخيرة «خلطة فوزية» و«عزبة آدم» و«عصافير
النيل».
■ سمعنا عن مشروع فيلم يتحدث عن العنف مع المخرج
مجدى أحمد على، فما تفاصيله؟
- فعلا هناك مشروع فيلم يكتبه مجدى أحمد على مع محمد الرفاعى يتطرق لظاهرة
العنف والتشدد التى تسيطر على المجتمع المصرى حاليا، وسنبدأ التنفيذ بعد
تصوير مسلسل «كليوباترا»، وأعترف أن هناك «كيميا» تربطنى بالمخرج مجدى أحمد
على لأنه مخرج يتميز بقدرته على انتقاء الموضوع الجيد وتنفيذه بحرفية فائقة
وهذا أهم ما يجب أن يتمكن منه المخرج «الورق» و«التنفيذ» وأرى أن «دماغ
مجدى» قريب جداً منى.
■ لكن أعمالك معه ليست جماهيرية؟
- أعرف ذلك جيدا فربما يرى البعض أن هناك تعمد اختيار لأفلام وموضوعات غير
منتشرة وذلك لأنى لا أرى التوليفات السهلة والمضمونة ذات أى بريق بالنسبة
لى فإذا تعمد كل ممثل أن يستسهل فكرة أو موضوعا أو توليفة فستنهار السينما،
وإذا اعترفنا بأن السينما هى حالة من المغامرة الدائمة فلابد من دخول مناطق
جديدة والمخاطرة طوال الوقت مهما كانت النتائج خاصة أن هناك نظرية معروفة
عند كل صناع السينما وهى أنه لا توجد أى ضمانات لأى إيرادات لأى فيلم مهما
كان، فلماذا لا نقدم محتوى جيدا وجديدا طالما أن الايرادات فى كل الحالات
«على كف عفريت».
■ لكن اسمك ارتبط بالأفلام الثقيلة خصوصا أفلام
المهرجانات؟
- هذا أمر غير مزعج بالنسبة لى، بالعكس أتمنى الوصول لمرحلة أن أكون ماركة
مسجلة ومضمونة لأنى فعلا أتعب كثيرا فى الاختيار وأرفض الاستسهال، لكن
يزعجنى الربط بين الأفلام الثقيلة أو الجيدة وبين المهرجانات التى يعتقد
البعض أنها بعيدة عن الجمهور والنجاح والإيرادات.
المصري اليوم في
14/04/2010 |