قالت الفنانة بشرى إنها تعرضت للتحرش الجنسي في صغرها، وإن فيلمها القادم
سوف يناقش القضية، معربة عن أمنيتها في عمل دويتو غنائي مع عمرو دياب.
وظهرت بشرى في بدايتها الفنية كمذيعة في إحدى القنوات الفضائية المصرية ثم
بدأت انطلاقتها إلى الساحة الفنية من خلال تعاونها مع المخرج العالمي يوسف
شاهين في فيلم «إسكندرية نيويورك». وبعد ذلك تنوعت الأعمال ما بين الدراما
والسينما. وتقوم الآن بتصوير فيلمها الجديد الذي يتطرق إلى موضوع التحرش
الجنسي وأيضا تقوم بالتجهيز لألبوم غنائي جديد.. وتحدثت في حوار مع «الشرق
الأوسط» من القاهرة عن الكثير من التجارب التي مرت بها والأعمال الفنية
التي تسعى لإنجازها.. وإلى تفاصيل الحوار.
·
ما الجديد الذي تجهزين له الآن؟
ـ أنا أقوم بتصوير فيلم «987»، والفيلم من تأليف وإخراج محمد دياب في أولى
تجاربه الإخراجية، واختيار اسم الفيلم يعبر عن مضمونه وأحداثه وهناك اتجاه
آخر لتغيير اسم الفيلم.. وتمت كتابته أكثر من مرة ويشاركني البطولة نيلي
كريم وباسم سمرة وماجد الكدواني. وتم تأجيل فيلم «عروسة حلاوة» من إخراج
مريم أبو عوف، تأليف دينا قزمان ويشارك في بطولته منة شلبي، وهيدي كرم،
وأنجى وجدان، ونضال الشافعي، وهاني عادل.. وأخيرا انتهيت من تصوير مسلسل
لحظات حرجة.
·
هل يقلقك التعامل مع المخرج محمد
دياب في أولى تجاربه الإخراجية؟
ـ إطلاقا، فأنا مقتنعة أن الكاتب عندما يكون مخرجا لعمله فهو بذلك يكون
أكثر رؤية للعمل حيث إنه كتب الفيلم ويعلم تفاصيله حتى تلك التي لم تكتب
منه.. وهو أيضا شخص موهوب.. وأنا أوافقه على أي رأي يبديه لدرجة أنه يحذف
مشاهد قبل التصوير مباشرة وأنا أحترم رؤيته تماما فهو مخرج واعد ويفهم جيدا
كيفية التعامل مع فريق العمل وهو شخص ديمقراطي جدا فيناقشنا في رؤيته
ويقتنع بالصواب.. وهو حالة استثنائية لم تتكرر معي في كل أعمالي.
·
حذف مشاهد قبل التصوير مباشرة
شيء يثير القلق، هل حدث هذا معك من قبل؟
ـ أنا تخرجت في مدرسة يوسف شاهين وأعلم أن الإبداع ليس له حدود وكان المخرج
العظيم يوسف شاهين يحذف مشاهد قبل التصوير برغم التجهيز للعمل مدة طويلة من
قبل شاهين.. وأنا معتادة على هذا ولم ينتابني أي قلق والمخرج هو قائد العمل
وأنا أحترم رؤيته ووجهة نظره.
·
ماذا عن دورك في فيلم «987»؟
ـ أقوم بتجسيد شخصية فايزة، موظفة في الشهر العقاري من طبقة كادحة وتعمل
لتربية أبنائها، وخروجها للعمل يجعلها تتعرض «لقانون الزحمة» مما يجعلها
تتعرض لمواقف غير أخلاقية حيث يجور على حقوقها الإنسانية الكثير من الناس
الذين تتعامل معهم ولو بشكل مؤقت.
·
لكن قيل إن العمل يتناول التحرش
الجنسي؟
ـ من ضمن القضايا المطروحة في العمل التحرش الجنسي، وهو من أهم أحداث
العمل، ولكن يتم تناوله بشكل مختلف، لأنه يتناول جميع الطبقات، الغنية
والمتوسطة والفقيرة، من خلال فايزة التي تجسد الطبقة الفقيرة وتعرضها
للتحرش كأي شخص طبيعي.. فتعرض وجهة نظرها من خلال الأحداث وتتطرق إلى كيفية
معالجته، فالفيلم أقرب إلى قصة روائية طويلة، ويعتبر من المدرسة الواقعية،
حيث يستند إلى أحداث واقعية.
·
هل تعرضت بشرى الإنسانة للتحرش
الجنسي؟
ـ تعرضت له أكثر من مرة. وأذكر إحدى المرات عندما كنت في عمر الخامسة عشرة
وفي إحدى المواصلات العامة في طريقي إلى درس العلوم، جلست بجوار شخص في
مقتبل العمر وبدأ التحرش بي ولم أكن أفهم آنذاك ماذا يفعل، حيث كنت صغيرة.
كما كانت أنوثتي لم تكتمل بعد، ولكن بعد دقائق شعرت أن هناك شيئا غريبا
يحدث، فصرخت، وتوقف السائق ونزلت مسرعة وظللت أجري لمدة نصف ساعة حتى وصلت
للمدرسة وانهرت ودخلت في حالة إغماء.
·
وما الانطباع الذي تركه بداخلك؟
ـ تأثرت نفسيا بهذا الموقف، ولكني استطعت الانتصار على هذا الإحساس، وهو
موقف تتعرض له الكثير من الفتيات ومنهن من تخبر به ومنهن من لا تفعل وتلتزم
الصمت.. وأنا ألتمس عذرا للمتحرش وأشفق عليه، فهو شخص مريض ويجب أن يعالج،
فهو ليس مجرما وهناك ظروف عامة تدفع هؤلاء الأشخاص ليقوموا بالتحرش، منها
الحالة الاقتصادية العامة وتأخر سن الزواج وعدم قدرة الشاب على أن يعيش
حياة مستقرة.. فالكبت يولد الانفجار ولكني مستاءة جدا من هذه الأفعال، خاصة
أنها استفحلت في مجتمعنا العربي.
·
وما تبريرك لما يفعله الأطفال من
تحرش؟
ـ بالطبع التنشئة والعشوائية في التربية من أهم العوامل التي تساعد على
انتشار هذه الظاهرة مع التطور الهائل في التكنولوجيا ووسائل الإعلام التي
أثارت هذا الموضوع أمام عيون أطفالنا مما دفعهم للتفكير في هذا الأمر..
ويجب وضع قوانين رادعة لمن يقدم على هذا سواء كان طفلا أو شابا أو رجلا
كبيرا.. بالإضافة إلى أننا نحتاج إعادة هيكلة للمجتمع والسلوكيات وأظن أنها
تحتاج أعواما كاملة لتتحقق.
·
هل يتضمن الفيلم مشاهد جريئة؟
ـ فكرة الفيلم فكرة جريئة وليست مسفة، حيث إنها تعرض بشكل احترافي، ولا
نتعرض في الفيلم إلى المشاهد الساخنة. فالفيلم يحمل معنى نحاول أن نوصله
إلى الجمهور بدون جرح العين فلا نتطرق إلى الوسائل السهلة كخلع الملابس،
نحن نحاول خلق مشهد جرئ بالمعنى فقط.
·
هل يتطرق العمل إلى العشوائيات؟
ـ الكثير من الأعمال الفنية أخيرا تعرضت لموضوع العشوائيات ولكن فكرة
الفيلم بعيدة عن العشوائية ولكنه يتضمن سلوكا إنسانيا لجميع الطبقات.
·
هل ينضم هذا العمل إلى مجموعة
الأفلام الجماعية؟
ـ الفيلم بطولة جماعية وأتوقع له النجاح، فكل المشاركين في هذا العمل قدموا
من قبل أعمالا منفردة لهم من بطولتهم. وأنا أشكر الأزمة الاقتصادية التي
جعلتنا نفكر كالغرب في أن يجتمع أكثر من نجم في عمل واحد، وأخيرا شاهدت
الفيلم الأميركي
Nine الذي تقوم ببطولته مجموعة من فناني هوليود كنيكول كيدمان وصوفيا
لورين وغيرهما.. وهذا درس نتعلمه منهم.. وخاصة أن مصر هي هوليوود الشرق..
وأنا أناشد كل النجوم أن يفكروا في هذه التجربة فهي تدعم السينما.
·
يوجد الكثير من النجوم الذي لم
يتنازلوا عن أجرهم، ويفضلون الظهور كنجم أوحد في العمل؟
ـ أنا لا أنتمي إلى هؤلاء الفنانين.. فأنا قمت بعمل مسرحية «براكسا»
وتنازلت عن أجري لعشقي للمسرح كي أدعم النهوض والرجوع إلى المسرح الغنائي
مرة أخرى. فأنا أعتبر المسرح هو بيتي الثاني ولا بد أن نتغلب على مصالحنا
الشخصية من أجل مصلحة الفن، والفن مهنة ولكن يجب أن نحبها أكثر من ذلك.
·
تردد أنك تنازلت عن أجرك كي
تكوني بطلة العمل؟
ـ هذا تفكير سطحي من أصحاب هذه الكلمات.. فأنا تنازلت عن أجري لإيماني
بالفكرة مع متعتي الشخصية لوجودي على خشبة المسرح، فرد فعل الجمهور على
المسرح لا يقارن برد الفعل في دار العرض لفيلم أو حتى ردود فعل الجماهير
داخل منازلهم على مسلسل.. وعندما شاهدت المسرحية مسجلة مرة أخرى لم أشعر
بالمتعة كما شعرت بها أثناء تأديتها على المسرح.
·
لماذا تم تغيير معالجة توفيق
الحكيم إلى معالجة أخرى وإدخال تعديل عليها؟
ـ تمت المعالجة من نادر صلاح حتى تناسب الحالة الغنائية والاستعراضية،
بالإضافة إلى تغير صورة المرأة في معالجة توفيق الحكيم الذي يظهرها بشكل
شيطاني فقدمها نادر صلاح بصورة تتحد فيها مع الرجل.
·
هل أنت راضية عن ردود الفعل بعد
هذه التجربة؟ وهل تنوين تكرارها؟
ـ ردود الفعل كانت قوية جدا.. وكانت مرضية لأقصى درجة على المستوى الشخصي،
وقد أثنى على العمل النقاد والجمهور في آن واحد، وهذا لا يحدث كثيرا..
ويجري الآن العمل بالاتفاق مع وزارة الثقافة لتبني المسرحية ليتم عرضها مرة
أخرى على مسارح الدولة.
·
ألم يؤثر عملك في المسرح على
مسيرتك السينمائية؟
ـ البروفات في المسرح هي التي تأخذ بعض الوقت، وأنا أمتلك القدرة على تأدية
أكثر من عمل في وقت واحد. والفيلم لا يأخذ وقتا طويلا، وأنا أقوم بعمل أو
عملين خلال السنة. وأرى أن مقولة إن المسرح يضيع الوقت لا أساس لها، بدليل
أن نجوم الفن الجميل كانوا يستطيعون القيام بعمل أفلام سينمائية ومسرحيات
طوال العام.
·
ولماذا لم يلق فيلم «الحكاية
فيها مِنَّة» نجاحا في السينما المصرية؟
ـ هذا العمل تعرض إلى الكثير من الأزمات الإنتاجية مما أدى إلى وقف التصوير
لأكثر من مرة، ولكنني أعتبره فيلما للتسلية في عيد الفطر المبارك على نفس
نمط فيلم «العيال هربت». وأرى أنه نجح بلغة الأرقام، فقد استطاع أن يحقق
الإيرادات التي تغطي ما أنفق عليه.. و«الحكاية فيها مِنَّة» لم يكن أول
بطولة لي، فقد شاركت كبطلة مع أحمد عيد في فيلم «أنا مش معاهم» ومحمد هنيدي
في فيلم «وش إجرام».
·
بمناسبة فيلم «أنا مش معاهم»
ظهرت بصورة الفتاة المحجبة هل فكرت في الحجاب؟
ـ وأيضا في فيلم «987» أظهر محجبة.. على المستوى الفني أعشق دور الفتاة
المحجبة، فهي شخصية موجودة في حياتنا ولا نستطيع أن نغفلها. أما على
المستوى الشخصي فهذه إرادة الله، والحجاب تاج تتوج به المرأة وأنا مقتنعة
أن للحجاب وجهين، فهناك حجاب العقل والحجاب الذي تتوج به المرأة.
·
لماذا لا نشاهدك في أعمال المخرج
خالد يوسف بعد التعامل معه في فيلم «ويجا»؟
ـ لم يعرض علي أي عمل.. بالإضافة إلى أنني عملت معه في فيلم «إسكندرية
نيويورك» عندما كان مساعدا للمخرج العالمي يوسف شاهين.. وأنا أحترمه جدا
ولو تصادف وعملنا معا فأعتقد أنني سأعترض على بعض التفاصيل.
·
يقال إن خالد يوسف يتعامل مع
بطلاته بشكل يسيء للمرأة العربية؟
ـ أنا لا أدافع عن خالد يوسف ولكن أقول إنه ليس الوحيد الذي يتطرق إلى هذه
الطريقة، فهناك الكثير من الكتاب والأدباء الذين يظهرون المرأة بشكل
العاهرة وينظرون لها نظرة دونية.. وهذا يرجع إلى ثقافتهم بأن حواء أخرجت
آدم من الجنة، وأرى أن هذا غير صحيح.. وعلى الرغم من ذلك، فأنا أحترم وجهة
نظرهم، وأفلام خالد يوسف ناجحة وتحقق إيرادات مهما ثار حولها من جدل.
·
ماذا عن ألبومك الغنائي القادم؟
وهل تعتبرين نفسك مطربة أم مغنية؟
ـ أنا أقوم بالتحضير لألبوم جديد أتعاون فيه مع عمرو مصطفى ومحمد النادي
وأحمد يحيى. ويدور الألبوم في شكل نسائي إنساني يتحدث أكثر عن المرأة..
وأترك الحكم على أدائي كمغنية أو مطربة للجمهور، ولكنني أحاول مجتهدة أن
أؤدي موسيقي بشكل سليم بعيدا عن النشاز.
·
هاجموا أخيرا شيرين عبد الوهاب
بسبب أغنية «أخيرا اتجرأت» هل تناولت أمورا مشابهة في ألبومك الجديد؟
ـ لماذا نهاجم القيم الفنية.. عندنا كام مطربة في مصر اسمها شيرين عبد
الوهاب.. لا بد أن نحافظ على القيم الفنية وندعمها. وإذا وجد نقد فلا بد أن
يكون محترما وبناء، وهناك رموز أخرى كأنغام وآمال ماهر، مع رفضي للهجوم على
قيمة فنية في حجم الممثلة منى ذكي.. لقد انزعجت كثيرا.. فلا بد أن نحافظ
عليهن ونقف بجانبهن فهن نجمات لهن تاريخ.. ولكن ألبومي لا يتطرق إلى مثل
هذه الأمور، فهو يتطرق إلى موضوعات إنسانية أكثر.
·
وما رأيك في منافسة تامر حسني مع
عمرو دياب؟
ـ لا يصح أن توجد مقارنة مع العملاق عمرو دياب، فهو نجم تربع على عرش الفن
في مصر لمدة أكثر من خمسة وعشرين عاما، وما زال، ولا يقارن بأحد.. وبالنسبة
لتامر حسني فتسميته «نجم الجيل» فيها شك، ولو كان الجمهور يريد هذه التسمية
فهو حر لأنه في بداية مشواره الفني.. وأنا أتمنى أن أقوم بالغناء مع
«الهضبة» عمرو دياب و«الكينج» محمد منير وأتمنى الغناء مع شيرين عبد
الوهاب.
·
هل يوجد مشروع ارتباط قريبا؟
ـ أنا مخطوبة للمهندس الكيميائي عمرو رسلان، ونحاول التجهيز الآن لبيت
الزوجية. وقد تعرفت عليه من خلال مجموعة من الأصدقاء، وأعجبني فيه لغة
العقل والنضج والذكاء.. فهو رجل يجمع بين أصالة الرجل الشرقي وتحضر الرجل
الغربي. وهو يحترم عملي.. والذي أعجبني فيه كثيرا أنه بعيد عن الوسط الفني.
الشرق الأوسط في
02/04/2010 |