لم يكد الفنان 'عزت
العلايلي' ينتهي من تصوير دوره في مسلسل 'سنوات الحب والملح' حتى بدأ تصوير
مسلسلين
معاً هما 'الجماعة' و'موعد مع الوحوش' وهو الذي قدم من قبل مسلسلات 'اللص
والكلاب'
و'قال البحر' و'أدهم الشرقاوي'.
كما قدم أفلام 'الأرض' و'ذئاب لا تأكل اللحم'
و'السقا مات' و'بستان الدم والمجهول' وحتى 'الطريق إلى إيلات' و'التوت
والنبوت' وهي
أفلام تعد ضمن كلاسيكيات السينما المصرية.
ويعيش 'العلايلي' رغم أنه أنجز ثلاثة
مسلسلات أو كاد حالة من القلق خوفا من أن يقتل هذه المسلسلات بعضها بعضا،
وأن يكون
الإنجاز الكثير في العدد هو بوابة لمسلسل وانصراف الجمهور الذي ستغريه
شاشات
التليفزيون بعشرات الأعمال الدرامية.
سألته:
·
لماذا لم يعرض مسلسل 'سنوات
الحب والملح' الذي تم تصويره منذ فترة طويلة، بينما بدأت في تصوير مسلسلين
معاً؟
*
لقد كان من المفترض أن يعرض مسلسل 'سنوات الحب والملح' بالفعل قبل فترة،
ولكن الدقة المتناهية للمخرج 'محمد فاضل' لتقديم عمل جيد جعلت
التصوير يستغرق وقتا
أطول فكانت هناك استحالة في عرضه في رمضان الماضي، لكنه سيعرض عما قريب،
وأما مسلسل 'الجماعة' والذي يرصد لتأثير جماعة 'الإخوان
المسلمين' في عهد مؤسسها 'حسن البنا'
وحتى 'مقتله' عام 1949 فهو مسلسل هام يتعرض أيضا للملك فاروق والنحاس باشا
وفي
مسلسل 'موعد مع الوحوش' أنا كبير الوحوش.
·
كيف ترى الضجة التي تصاحب مسلسل 'الجماعة'؟
*
الذين يهاجموه لم يشاهدوه بعد فالمؤلف 'وحيد حامد' لم يخترع
(حدوتة)
بل استوثق معلوماته، فنحن نقدم عملاً محايدا موضوعيا، وألعب في المسلسل دور 'عبدالحميد كساب' الذي يحكي الموضوع وهو
شاهد على عصر 'حسن البنا' وهو شخصية مؤثرة
للغاية.
·
وماذا عن دوريك في 'الوحوش'
و'سنوات الحب والملح'؟
*
أجسد في الأول
شخصية عضو في مجلس الشعب صعيدي يسمى 'جعفر العرباوي' وهو الوحش الذي يستغل
نفوذه،
وأنا منذ فيلمي 'الطوق والأسورة' و'قفص الحريم' لم أقدم عملا صعيديا وقد
قام الشاعر
'عبدالرحمن
الابنودي' بتسجيل حوار جمالي على شريط كاسيت.
·
هل اللهجة الصعيدية
أصعب أم الفلاحي؟
*
بالطبع اللهجة الصعيدية، إذ هي الأكثر بعدا عن اللهجة
القاهرية المتداولة.
·
هل تشعر بالحرج وأنت تتعامل مع
اسمين مثل 'خالد صالح'
و'فتحي عبدالوهاب' ويوضع اسمهما قبلك في 'التترات'؟
*
هذه مسألة طبيعية، وتطور
طبيعي، فهذه مسألة لا تشغلني إطلاقا، وقد تعاملت وأنا في مثل سنهم مع
الفنان 'عماد
حمدي' و'رشدي أباظة' و'محمود المليجي' وقد احتضنوني في بداية مشواري ولم
تشغلهم مثل
هذه الأشياء، وقد تعلمت منهم أن لا تشغلني.
·
هل بالفعل بدأت مشروع كتابة
مذكراتك؟
*
تلقيت بالفعل عدة عروض من أجل هذا المشروع لكني لم أبدأ فيه بعد
فمازلت في مرحلة التفكير في هذه الخطوة.
·
من هو المسؤول عن تردي السينما؟
*
وزارة الثقافة التي أنتجت يوما أفلاما مثل الأرض والمومياء وشيء من الخوف
وكنا
نشارك في المهرجانات الدولية بقوة.
القدس العربي في
01/04/2010
انتاج الافلام عاجز عن اللحاق بالفعاليات:
تزايد المهرجانات
العربية لا يعكس نهضة سينمائية
الرباط ـ من
عمر الفاتحي:
على إمتداد الوطن العربي، وبإستثناء
دول عربية قليلة، ومنذ مطلع التسعينات تزايد عدد المهرجانات السينمائية،
قطرية
ودولية، عامة ومتخصصة، في الفيلم الطويل والقصير أو الوثائقي، هذا فضلا عن
الملتقيات والاسابيع السينمائية، التي لا ترتقي إلى مستوى
المهرجانات، من حيث
التنظيم والمشاركة والميزانيات المرصودة.
فهل نحن كعرب، نعيش فعليا نهضة
سينمائية حقيقية، على غرار ما عرفته الدول الغربية ودول المعسكر الاشتراكي
سابقا،
أم أن الآمر لايعدو أن يكون نوعا من التماهي مع هذه الدول!
حينما نرجع إلى تاريخ
السينما العالمية، نجد أن المهرجانات السينمائية، لم تؤسس من فراغ، بل هي
نتاج
طبيعي، لنهضة سينمائية عرفتها هذه الدول منذ مطلع القرن الماضي
تحولت مع الزمن، ليس
فقط، إلى مجرد فرجة كما إخترعها الاخوين الفرنسيين لوميير بل إلى صناعة
حقيقية
قائمة الذات وقطاع منتج، يشغل الملايين من المختصين، على مستوى الانتاج
وتوظيف رؤوس
أموال ضخمة، وعلى مستوى باقي المشتغلين بالسينما كمخرجين
وممثلين وتقنيين في الصورة
والصوت، سينما صامتة باللون الأبيض والأسود ثم ناطقة ملونة، ثم ذات الأبعاد
الثلاثة، يتحول معها الجمهور إلى مشارك وليس مشاهدا فقط!
فهل نحن كعرب ،مررنا
بنفس الصيرورة التاريخية للسينما، قبل أن ندخل إلى مرحلة تأسيس المهرجانات
في بعدها
القطري والدولي، الجواب بطبيعة الحال لا.
نحن كسرنا هذه القاعدة المألوفة في
تاريخ السينما، أسسنا مهرجانات قبل أن تكون لنا صناعة سينمائية وتقاليد
سينمائية،
اللهم إلا من بعض الاستثناءات العربية، كمصروالمغرب وسورية.
وتونس.'والجزائر.
المالكون للقرار الرسمي المعنيون بالسينما، لهم وجهة نظر أخرى
في الهدف من تأسيس المهرجانات، رغم عدم وجود صناعة وكوادر
سينمائية كفوءة في
بلدانهم، فهي بالنسبة لهم وسيلة للتعريف بدولهم على المستوى الاقتصادي
والسياحي
والاجتماعي وإحدى الوسائل المفضلة للدعاية الايجابية لطبيعة الاختيارات
السياسية
والاقتصادية السائدة في البلد المضيف للمهرجان . ولتحقيق هذا
المبتغى، لابد من رصد
ميزانيات ضخمة لتنظيم المهرجانات بإشراف طاقم أجنبي، يتكلف بالتنظيم
والادارة
والتسيير، بل وحتى إنتقاء الافلام المشاركة في المسابقات الرسمية ونوعية
الضيوف
الاجانب الموجهة لهم دعوات الحضور للمهرجان في سياق ما أصبح
يعرف في الوسط
السينمائي، بديبلوماسية المهرجانات التي تشتغل على الواجهة السينمائية، لكن
لخدمة
أغراض سياسية وإقتصادية وتجارية وسياحية لاعلاقة مباشرة لها بالسينما!
إن السؤال
المطروح لدى كل المهتمين بالسينما في ظل تناسل عدد المهرجانات السينمائية
في العالم
العربي، هو ما إستفدنا كعرب من هذه المهرجانات، هل ساهمت فعلا
في النهوض بالسينما
العربية؟، هل عملت على خلق تقاليد سينمائية، من شأنها دفع الشباب إلى
التعاطي
بالسينما كفن ومهنة؟، هل حفزت رجال الاعمال والمستثمرين العرب، على توظيف
أموالهم
في خلق صناعة سينمائية عربية؟، هل وبفعل الاحتكاك واللقاءات
المباشرة في هذا
المهرجان أوذاك، نؤسس فعلا لبروز جيل جديد من المخرجين السينمائيين العرب
قادرين
على طرح قضايا تهم تاريخنا وتراثنا ومجتمعاتنا، يتطلع الاخر الى معرفتها
بالصوت
والصورة وبوجهة نظرنا نحن لاوجهة نظر الغرب؟
نعم لاننكر أن هناك روائع سينمائية
عربية، كان لها حضور قوي في المحافل السينمائية الدولية وحظيت بإهتمام
وتقدير كل
المهتمين بالشأن السينمائي في بعده الوطني والدولي، ولكن هذه الروائع ،تبقى
مجرد
إستثناءات، في ظل القاعدة العامة السائدة في العالم العربي، وهي أننا ننتج
أفلاما بدعم كلي من الدولة أوبتمويل أجنبي، ولكن حضورها يكون
باهتا في المهرجانات
ولاتشكل قيمة مضافة حقيقية للسينما، لانها إما أنها تطرح قضايا هامشية،
بعيدة عن
إهتمامات الشارع العربي وهمومه اليومية أو تلجأ إلى الاقتباس المبتذل من
خلال ما
تتنتجه الشركات الاجنبية من افلام. بوليسية وعاطفية، مع إضفاء
سحنة محلية عليها
،حتى نسميها فيلما وطنيا!
لقد تحولت أغلب المهرجانات السينمائية في العالم
العربي، إلى مجرد نواد خاصة تستضيف نفس الوجوه وتستنسخ نفس الافلام، التي
يطوف بها
مخرجوها بكافة البلدان المضيفة في العالم العربي، كل شيء حاضر فيها، إلا
الثقافة
السينمائية، نأخذ مقاعدنا كمتفرجين سلبيين ونستهلك ما ينتجه
الاخرون، ونتطلع إلى
الدعم الرسمي لانتاج أفلام لا تجد طريقها إلى قاعات العرض في مدننا العربية
ويبقى
منفذها الوحيد هو عرضها في المهرجانات، سواء في إطار المسابقات الرسمية أو
من خلال
الآنشطة الموزاية في بعض بلداننا العربية، نؤسس مهرجانات وهي
لاتتوفر حتى على قاعات
سينمائية صالحة للعرض!
نرصد ومن المال العام ميزانيات ضخمة لاقامة مهرجانات، في
الوقت الذي نفتقر فيه إلى كوادر فنية في مجالات الصورة والصوت التي تعتبر
اللبنة
الأولى في كل صناعة سينمائية.
نؤسس مهرجان تلو المهرجان، في حين تتناقص صالات
العرض سنة عن سنة، ويتم هدم الكثير منها وتحويلها إلى عمارات وشقق للسكنى،
لان أغلب
المستثمرين في العالم العربي يتوجسون خيفة من توظيف أموالهم، في السينما.
مخرجون
سينمائيون يعيشون في المهجر، ينتجون أفلاما عربية، لكن بمقاييس بلد الاقامة
وبدعم
من أجنبي، كجواز مرور للمهرجانات السينمائية العالمية.
مخرجون سينمائيون عرب
لانجاز أشرطتهم، يضطرون إلى الاستعانة بطواقم فنية أجنبية مختصة في التصوير
والصوت،
لان أغلب بلداننا العربية، تفتقد إلى المدارس العليا المختصة.
ويبقى الملاذ الوحيد
هو دراسة هذه التخصصات في الخارج، وهي إمكانية غير متوفرة في أغلب الدول
العربية
بسبب غياب المنح الدراسية اللازمة للدارسة.
لقد عايشنا عن قرب وتابعنا أخبار
مهرجانات سينمائية عربية دولية، ترصد لها ميزانيات ضخمة، لكن خارج أفلام
المسابقات
الرسمية والندوات الصحافية وحفلات الافتتاح والاختتام لم نسمع أبدا أن هذا
المهرجان
أو ذاك، نظم أنشطة موازية وورشات تكوينية تشجع شباب البلد المضيف على تعلم
المبادئ
الأولية في تقنيات التصوير والصوت ـ أوكيفية كتابة سيناريو فيلم طويل أو
قصير وحتى
فيلم وثائقي او تسجيلي!
الحديث عن المهرجانات السينمائية في العالم العربي، له
صلة بمواضيع أخرى، على جانب كبير من الأهمية، وهو أن السينما العربية،
تعاني من
أزمة مضامين، بسبب غياب كتاب سيناريو متمكنين ،اللهم الا بعض الأسماء
القليلة في
العالم العربي، ولعل هذا ما يفسر رادءة أغلب الافلام العربية
التي تمطرنا بها
القنوات الفضائية العربية، سواء كانت عامة أو خاصة بالسينما.
ظاهرة تناسل عدد
المهرجانات في العالم العربي وتزامن إنعقادها في أوقات متقاربة أفرز معطى
سينمائيا
جديدا وهوعجز الانتاج السينمائي العربي عن اللحاق بهذه
المهرجانات، وهو ما يفسر كون
الأفلام المنتجة سنويا، تعرض نفسها وعلى مستوى أكثر من مهرجان، فقد نشاهد
فيلما في
مهرجان دبي، ونراه كذلك في دمشق أو القاهرة أو وهران أو قطر، يحصل هنا على
الجائزة
الكبرى ـ ويحصل هناك على جائزة أحسن سيناريو أو أحسن دور رجالي
أودور نسائي، حسب
تقدير لجان التحكيم، التي تختلف معايير تشكيلها
وحتى ادائها حسب هذا المهرجان اوذاك
في العالم العربي!
Omar_elfatihi@yahoo.fr
القدس العربي في
01/04/2010 |