في منتصف السبعينات أطلق المخرج علاء الدين كوكش إشارة البدء بتصوير
السباعية التلفزيونية (أسعد الوراق)، للكاتب عبد العزيز هلال عن رواية
الأديب الراحل صدقي إسماعيل (الله والفقر).
وقد تصدى لأدوار البطولة فيها الفنانان القديران منى واصف، وهاني
الروماني، إلى جانب عدد من نجوم الدراما في ذلك الوقت منهم الفنانون؛ ملك
سكر، أمل سكر، عدنان بركات، علي الرواس، يوسف حنا...وآخرون.ومع عرض
السباعية التي تدور أحداثها في دمشق مع بداية عشرينيات القرن الماضي، كانت
الدراما السورية على موعد مع نقلة نوعية بطبيعة موضوعاتها وفرادة أداء
الشخصيات التي كانت في مجملها مركبة تحتاج إلى ما هو أكثر من تجسيد النص
المكتوب، الأمر الذي مهد ليكون أبطال العمل من ممثلين، نجوم المرحلة
اللاحقة من الدراما السورية، بينما ترك العمق الإنساني الخاص لحكاية
المسلسل أثره في ذاكرة المشاهد.
ولاسيما أن واحداً من مشاهده عدت من المشاهد الشهيرة في تاريخ الدراما
السورية، وهي: صرخة (أسعد..)، هي صرخة الألم والقهر التي أطلقتها منيرة
(منى واصف) العاشقة الخرساء على زوجها أسعد (هاني الروماني) الذي قضى قتلاً
على يد الدرك. رؤية مختلفة كل هذا النجاح والتميز والخصوصية، كان نصب عيون
شركة عاج للإنتاج الفني، وهي تخطو باتجاه تبني مشروع إعادة تقديم عدد من
المسلسلات الدرامية القديمة التي أحدثت نجاحا وقت عرضها.وعلى رأسها مسلسل
(أسعد الوراق)، فعادت بعد خمسة وثلاثين عاماً لتنتج نسخة جديدة من المسلسل،
كتب السيناريو والحوار فيها الكاتب الشاب هوزان عكو، بينما تصدى لإخراجها
المخرجة رشا شربتجي.
النسخة الجديدة جاءت في ثلاثين حلقة، ويؤكد كاتبها الشاب هوزان عكو
أنه قام بكتابة السيناريو الجديد، بعد مشاهدته العمل القديم وقراءته
الرواية الأصلية، فاعتمد على القصة ذاتها في النسخة القديمة، ولكنه قدم
رؤية مختلفة عنها، وهو الأمر الذي سيظهر من خلال تقنية الكتابة والرؤية
وحبكة النص، مرورا بالشخصيات الجديدة والأجواء العامة، والنهايات التي هي
جديدة باستثناء الصرخة التي ستنهي العمل.
وحول ما أثير من تخوفات من لجوء النسخة الجديدة إلى (مط) حكاية
الحلقات السبع لتصير ثلاثين حلقة، أكد الكاتب عكو: كنت حريصا ألا يقع العمل
في فخ الإطالة، وهو في نسخته الجديدة أكثر تشعبا وعمقا من ناحية الخطوط
الجديدة التي أدخلتها للنص..
وعن توقعاته لردود فعل الجمهور تجاه النسخة الجديدة، رأى الكاتب عكو
أن ظروف العمل؛ إخراجاً وممثلين وإمكانيات إنتاجية، مهيأة لإنتاج عمل ناجح
وهو فرصة لترك اثر كبير يشابه الأثر الذي تركته السباعية.
الاختيار الأصعب
مشروع المسلسل الجديد شكل الاختيار الأصعب لمخرجته رشا شربتجي هو تحد
بكل مستوياته لها، ولنجاحات أعمالها السابقة، كما ترى، فإضافة إلى شعبية
النسخة القديمة من المسلسل، هي تدخل إلى بيئة لم تألفها من قبل، وبالتالي
هي ستتصدى لتقديم عوالم وأجواء لم تقدمها سابقاً في مجال الدراما (حقبة
العشرينيات).
المخرجة شربتجي التي حرصت على وجود نجمي النسخة القديمة من العمل (منى
واصف وهاني الروماني) في العمل الجديد، كنوع من التقدير لصانعي السباعية،
أهدت عملها إلى روح الأديب الراحل صدقي اسماعيل وأسرة السباعية التي حققت
هذا النجاح.
ووعدت المخرجة الشابة بالتركيز على التفاصيل الدقيقة لأسلوب حياة
السكان في الأحياء الدمشقية الفقيرة معتبرة أن هذه التفاصيل هي ما سيميز
العمل و يعطيه روحاً.
النسخة الجديدة من بطولة كل من الفنانين: أمل عرفة، تيم حسن، منى
واصف، مكسيم خليل، خالد تاجا، أيمن رضا، فراس إبراهيم، مها المصري، ضحى
الدبس، ناهد الحلبي، ديمة بياعة، ديمة الجندي، أمانة والي، أحمد مللي، إياد
أبو الشامات، رنا شميس، كندا حنا، فاتن شاهين، محمد قنوع، غزوان الصفدي،
حسن عويتي، محمد خاوندي، غادة بشور، بسام دكاك.
قصة حب.. وحزن
وتدور أحداث العمل في بداية العشرينيات من القرن الماضي، وتعرض لحكاية
أسعد (تيم حسن) الشاب اليتيم الأبوين الذي يعتبره أهل حارته مجذوباً، وتعود
ظروفه الاجتماعية لتضعه في مواجهة مع الجميع، سرعان ما يخفق قلب أسعد
لمنيرة (أمل عرفة) وتكلل علاقته بها بالزواج، إلا أن هذه الأخيرة سرعان ما
تصاب بالرعب والخرس في لحظة غضب من أسعد.
عوالم أخرى لأسعد
يعمل أسعد في وكالة للحبوب يملكها أيمن (فراس ابراهيم وهو شخص متنفذ
بشخصية مركبة لا تخلو من الطرافة على الرغم من سلبيتها، لاسيما لجهة
علاقتها الجدلية التي تربطه مع عامله أسعد.
داخل وكالة أيمن سنتعرف إلى أحمد (محمد قنوع)، وهو شخص وصولي
وانتهازي، يملك تأثيراً على أسعد درجة توريط هذا الأخير بجريمة قتل.
عائلة منيرة
يؤدي الفنان (حسن عويتي) شخصية والد منيرة الذي يحب أسعد في بادئ
الأمر ويبارك زواجه من ابنته الكبرى منيرة، ولكنه سرعان ما ينقلب ضده
بتحريض من زوجته سعاد (أمانة والي)، الراغبة في زوج أفضل من أسعد لابنتها
منيرة.
فضلاً عن البحث عن عريس مناسب لابنتها الصغرى ليلى (كندة حنا) على
الرغم من صغر سنها، وتبدو ليلى كنموذج للفتاة الدمشقية الفقيرة، وعاشقة
لأسعد الذي تجد فيه مواصفات العريس المثالي، إلا أن أسعد سرعان ما يسجن
ويعود بعد خروجه ليتزوج من شقيقتها منيرة، وأثناء فترة سجنه تجد ليلى نفسها
مجبرة على الزواج.
عائلة أبو نعيم
يؤدي الفنان (طلحت حمدي) شخصية العطار أبو نعيم لديه شاب وفتاة من
زوجته الأولى (منى واصف)، إلا أن أبا نعيم يتزوج مرة ثانية من شابة تصغره
بالسن كثيراً، ويكتشف لاحقاً أن زواجه الثاني مجرد نزوة عابرة، وأن زوجته
الشابة الجميلة تخونه؛ فيقرر قتلها وغسل العار الذي ألحقته به، الأمر الذي
يؤدي به إلى السجن.
وهناك يتعرف إلى كل من صياح (إياد أبو الشامات) وسالم (وائل زيدان)
اللذين يقرران مساعدته في الهرب معهما بعد رشوة رئيس الدرك (محمد خاوندي)،
إلا أن الأمور تنقلب وتحدث مواجهة حامية مع الدرك أثناء هروبهم وتنتهي بموت
الدرك وهروب كل من أبو نعيم وصياح للالتحاق مع الثوار بقيادة قسام (أيمن
رضا) زعيم الثوار.
أما الابن الأكبر، نعيم (مكسيم خليل)، وهو خطاط الحارة، ويشكل الجانب
الايجابي، والخير في المسلسل، ومعروف بشهامته ونخوته، إلا أنه يتعرض لمشاكل
عدة في عائلته، ومع شقيقته وصهره، إضافة إلى مشاكل الحارة نفسها.
يذكر أن العمل هو الأخير للفنان هاني الروماني الذي سبق وقدم دور أسعد
في النسخة القديمة، ويؤدي في النسخة الجديدة دور مختار الحارة.
البيان الإماراتية في
26/03/2010 |