عدد لابأس به من المشكلات واجهت د.
سيد خطاب رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية في
الأسابيع الماضية،
أبرزها كان أزمة فيلم
»المشير والرئيس« والوصول بسيناريو الفيلم لساحات المحاكم وفي هذا الحوار
يكشف سيد خطاب عن الكثير من المفاجآت ويعبر عن آرائه بحرية ويكشف عن
الموروث الرقابي الذي واجهه عند تعيينه وتفاصيل زيارة رجال الكنيسة لمكتبه
وسعيه لإكساب الرقابة في الفترة القادمة قدرا من القوة والمبادرة بدلا من
تلقيها للضربات والطعنات الخلفية،
عوضا عن صدمته في
تعامل المؤسسة التي يرأسها مع سيناريوهات السينما المصرية طوال ٠٠١ عام
وكأنها أوراق إدارية يتم التخلص منها بانتظام.
وعلي سلم الرقابة علي المصنفات الفنية،
شاهدت المخرج خالد يوسف وممدوح الليثي ـ مؤلف فيلم »المشيروالرئيس«
ـ في طريقهما لمغادرة مبني الرقابة وفور مصافحتي لرئيس الرقابة د. سيد خطاب
أكد أنه أعطي موافقة الرقابة قبل لحظات لصناع الفيلم امتثالا لأحكام القضاء
وذكرني بقوله إن هذا الحكم هو في الأساس حكم لصالح الرقابة فسألته قائلا:
لكنك سبق أن صرحت في حوار صحفي إنك توافق علي عرض سيناريوهات الافلام علي
جهات سيادية ومن ثم يكون من حق هذه المؤسسات الرفض أوالسماح..
فأجاب..
أنا أعلم التصريحات التي تشير إليها وقرأتها بالطبع، لكن
الكلام لم يكن هكذا بالضبط أنا قلت إن هذه الجهات مثل الكثير من الجهات
التي نلجأ إليها للاستشارة وبالتالي نذهب لأصحاب التخصص، بمعني إذا كان المبدع اختار أن يناقش منطقة
عقائدية علي سبيل المثال أو بعلاقات دينية متعددة،
أنا لست رجل دين في النهاية،
وبالتالي من حقي إستشارة الازهر أو الكنيسة كما
يحدث مثلا في المراجعات التاريخية، وبشأن المخابرات،
يوجد قانون خاص للقوات المسلحة - ٤١
لسنة٧٦ -
الخاص بمنع نشر أي خبر يخص القوات المسلحة دون الرجوع إليها والحصول علي
إذن كتابي منها. وبعد هذا الحكم التاريخي تم تحديد إختصاصات الرقابة ومنع
تداخل عمل المؤسسات حيث إن الرقابة لديها القدرة الافضل في التفاوض عن
المبدع.
فمؤسسة مثل القوات المسلحة من الممكن أن تسبب الاختراقات الصحفية والفنية
لها في كوارث للأمن القومي، وكنت منذ عدة أيام أناقش نفس الأمر مع الكاتب
الصحفي صلاح عيسي وأكد لي أن نفس القانون لازال فاعلا بقوة مع الصحافة.
·
كيف تفسر إذن حكم المحكمة الذي ذكر أن كلمة
»جهة سيادية« غير معرفة في الدستور؟
هذا حدث لأن الطعن والدفوع كانت بسبب أن الرقابة للمصنفات الفنية كتبت
تصريحا قائلة »يرجي ترخيص المصنف الفني لحين وصول موافقة الجهات الامنية«
هذا الارجاء الذي كتبه مدكور ثابت كان السبب في أن تصل الأمور الي ما وصلت
إليه وأعتقد أن الفترة القادمة ستشهد أسلوبا مختلفا مع المبدعين وهي النقاش
المستمر للوصول الي نتائج أفضل.
·
وهل من الافضل مناقشة العمل
الفني قبل وأثناء الكتابة أم بعد اكتماله ليعبر عن رؤية صانعه بشكل أفضل؟
أنا أتمني أن تنتهي مايسمي بالرقابة القبلية، وأن تكون الرقابة
- شأنها شأن الصحافة -
رقابة بعدية، أي بعد خروج العمل إلي النور لكن ولأن السينما
صناعة ثقيلة تكلف الملايين، فمن الصعب جدا أن يغامر المنتج صاحب رأس المال
بانتاج فيلم ومواجهة احتمال عدم الموافقة علي عرضه وبالتالي سيكون المنتج
أحوج مايكون للرقابة وفي إجازتها للفيلم أعني الموافقة القبلية.
لكني شخصيا أتمني أن تنتهي الرقابة القبلية ويأتي اليوم الذي نجلس فيه
كرقباء فقط لتصنيف الفيلم، وهذا سيكون دور الرقابة في الفترة القادمة خاصة
في عصر السموات المفتوحة وعصر تزداد فيه مساحات الحرية شئنا أو أبينا
والسينما المصرية تنتقل الآن نقلة تاريخية، فقبل أيام شاهدت جزءا من أول
فيلم مصري ثلاثي الابعاد والذي تدور أحداثه في أجواء ألف ليلة وليلة وبذلك
نعتبر ثالث دولة في العالم تنتج أفلام ثلاثية الابعاد ونملك الآن ٠١ دور
عرض مجهزة لتستقبل الافلام مباشرة مع هوليوود عن طريق الاقمار الصناعية هذه
المرحلة من المفترض أن تمارس الرقابة بشكل مغاير عن طريق الإتاحة وليس
المنع ، فالافكار تقاوم بالافكار.
ذكرت أن الرقابة مازالت موجودة في كل أنحاء العالم، لكن علي سبيل المثال لا توجد رقابة في الدولة رقم
واحد في إنتاج السينما في العالم -
الولايات المتحدة الامريكية
- بالشكل الذي نراه في مصر، فلا يحمل مبدع سيناريو فيلم ويذهب لجهة مالتعطيه الإذن والموافقة علي
ما أبدع.
في الولايات المتحدة يوجد اتحاد
الفنانين، وفي حالة وجود مخالفات تكون العقوبات شديدة
القسوة علي المستوي المادي بشكل لايستطيع منتج في مصر تحمله،
ويمكن وضع مواعيد معينة لعرض الفيلم وعدد معين من دور العرض، في مصر الآن
وبسبب الموافقة القبلية علي السيناريو،
يستطيع الصانع في حالة وجود مشكلة مع الرقابة الذهاب الي المحكمة والحصول
علي حقه.
·
أليس في هذه الحالة سيكون المبدع نفسه حريصا علي
عمله أكثر من أي شخص آخر، أعني بذلك الرقيب الذاتي؟
المبدع بالضرورة لديه الرقيب الذاتي لأنه متوجه بفنه الي الجمهور، وكل مبدع
حقيقي بمعني الكلمة يدخل بفيلمه الي قاعة السينما يجب أن يعي التنوع
الموجود في الشارع المصري ويحاول استثماره لصالحه .
المبدع يواجه تنوع ثقافي وعرقي وديني وعمري،
وهذا مايجب إلزامه بالالتزام والمسئولية ويمنعه من
عدم الاعتداء علي أي تكوين من تكوينات المجتمع.
·
قبل بدء الحوار ذكرت لي أن الرقابة ومنذ توليك
للمنصب وافقت علي »٢٦
فيلم«
في مقابل رفض ٨ أفلام فقط وأكدت أن مبدأ المناقشة والإقناع كان السبب
الرئيسي في تخفيض رقم الافلام المرفوضة ألم يسلك الرقباء من قبلك هذه
المنهج؟
للأسف لا. ويصمت قليلا ثم يقول..
لم يكن هناك مناقشة،
أو كانت تتم بأشكال أخري عندما يكتشف المسئول أن هناك مساحة للتفاوض، لكن
منذ قدومي لكرسي الرقيب وأحرص علي ترسيخ مبدأ المناقشة أي فيلم تصل قناعة
الرقباء -
أو بعضهم -
الي إمكانيه رفضه أو أن هذا السيناريو به
مخالفات لقانون الرقابة -٠٣٤
لسنه
٥٥ - وأنا مطالب بتفيذه، وفي حالة عدم تطبيقي لهذه القانون سيتم مساءلتي القانونية،
وفي حالة الوصول لهذا التصور،
يتم استدعاء المؤلف مباشرة لمناقشة أفكاره
ومحاولة الوصول لأرضية مشتركة، مثل الموقف الذي حدث قبل أيام فيلم
»كلام في الحب«.
·
البعض اشاع أن بعض رجال الدين الاسلامي والمسيحي
تدخلوا عند الرقابة لمنع هذا الفيلم؟
منذ جلوسي علي كرسي الرقيب ولم يتصل بي شخص يطالبني بمثل هذه الاشياء،
وكدنا نرفض بالفعل وعقدنا جلسة مناقشة مع طاقم العمل ووصلنا إلي أرضية
مشتركة في النهاية ففي حالة إيمان المبدع بأنه يتعامل مع جهة عدائية وجهة
لايمكن النقاش معها بأي حال من الاحوال لن نصل إلي اي شيء . نحن فقط نحافظ
علي مصالح الدولة العليا.
·
بعض الأقاويل في الوسط الفني تقول إن هناك نوعين
من المبدعين، نوع سهل المراس
ويستسلم سريعا لمقص الرقيب خاصة إذا كان
التدخل فقط في وضع لافته
»للكبارفقط«، ونوع آخر يرفض أي نوع من التدخل وقد يثير الاعلام والصحافة ضد
الرقابة وماتشكله من أداة قمع من أجل الحصول علي
حقه كاملا..
تعليقك؟
سأوضح لك أمرأ، علي سبيل المثال كنت أتحدث قبل قليل مع خالد يوسف، وأنا أري
أن المستوي اللغوي لفيلم »كلمني شكرا«
ومنذ اللحظة الأولي وحتي النهاية مستوي ثابت وبه قدر كبير من الابتذال، لكن
للاسف هذا
الفيلم صرحت به الرقابة قبل أن أتي رئيسا،
دون الاشارة الي إمكانية وضع لافته للكبارفقط.
علي الجانب الآخر، فيلم مثل »رسائل البحر« لداود عبد السيد فقد كتب تعهدا
علي نفسه -
أثناء فترة كتابة
السيناريو - أن تضع الرقابة لافتة للكبارفقط في حالة وجود مشاهد »مخلة«،
وفي حالة طلب الرقابة حذف أي جزء،
لايتم الحذف ويتم وضع لافتة
»للكبارفقط« .
·
وماهي المشاهد
»المخلة« في فيلم رسائل
البحر؟!!
مشهدان، المشهد الخاص بالشذوذ الجنسي،
حيث يضع مشروعية للزواج أو مشروعية الاختيار،
وينتصر لخيار الشذوذ الجنسي، مشروعية المرأة -
المرأة وهذه هي الرؤية التي اختارها
الفيلم، فأعتقد أن لافتة للكبارفقط منصفة جدا للفيلم،
بالاضافة الي المشهد الذي يحدث فيه البطل إلي البحر.
(بعد انتهاء الحوار، أخرج سيد خطاب تليفونه وأراني رسالة مرسلة له من إسعاد يونس تخبره
فيها أن كلمة »للكبارفقط«
أصابت الفيلم بضرر بالغ
في التوزيع الخارجي وخاصة في دولة الخليج، وشكرته في نهاية الرسالة،
الأمر الذي أشعر خطاب بالحزن تجاه الفيلم حيث يري أنه من أهم الافلام في
الفترة الاخيرة ومن المحزن أن يصاب بأي أذي خاصة من جانب الرقابة، لكنه قال
إن بريء من أي ضرر للفيلم لأن كل هذا حدث قبل قدومه للمنصب).
·
ألم يكن مثيرا للدهشة أن نجد فيلم
مثل »كلمني شكرا« دون لافتة للكبارفقط وبجواره في نفس السينما فيلم »رسائل
البحر« وعليه للكبارفقط؟
أنا كنت أتمني أن يوجد لافتة للكبار فقط علي فيلم »كلمني شكرا«
نظرا للحوار المتدني والمسف والإمضاء الذي رأيته علي الفيلم كان بسبب إجازة
الفيلم قبل قدومي للمنصب وبالمناسبة الفيلم لايخالف القواعد الرقابية،
فعندما نستشير خبراء في اللغة نجد أنه وبسبب ثراء اللغة العربية يمكن
التلاعب بالألفاظ بشكل واسع وصعب التحكم فيه أو الحكم عليه.
·
بذكر الاسكندرية وفيلم رسائل البحر،
أزمة أخري أثيرت قبل أسابيع خاصة بفيلم »
اجوراً
« الاسباني والذي تلعب بطولته ممثلة تجسد شخصية العالمة السكندرية هيباتيا،
ورأينا رفضا مستميتا من جانب الكنيسة للسماح بعرض الفيلم؟
أعتقد أن هنالك حالة من حالات الترويج الإعلامي المبالغ فيه،
خاصة مع حالة السخونة المجتمعية التي
نعيشها، وبالفعل قام بعض رجال دين المسيحي بزيارتي هنا في
المكتب، وقدموا لي بعض التقارير والمقالات الاجنبية والتي تؤكد علي سوء مستوي
الفيلم وأنه يسيء لبعض الرموز المسيحية وطلبوا بمنع عرض
الفيلم في مصر، وعندما طلب أسبوع السينما الاوروبية عرض الفيلم تم الموافقة فورا،
ولم يقدم أحد الموزعين طلبا بخصوص عرض الفيلم تجاريا وللعلم، النسخة التي
عرضت في القاهرة للفيلم والقادمة من الولايات المتحدة جاءت ومحذوف منها ٥١
دقيقة كاملة لإعتداءات اليهودية علي المسيحيين ومعني ذلك أن هناك نوعا من
الرقابة والتحكم العنصري من الجانب الآخر.
·
في الفترة الاخيرة،
أتخذ الكثيرون الرقابة كوسيلة للشهرة، عن طريق إعلان أنهم قدموا أفلاما إلي الرقابة
التي رفضتها بدورها،
وفي المقابل لا نجد ردا واضحا وقويا من الرقابة؟
هذا ما اسعي الي تحقيقه في الفترة القادمة، الرقابة بعد الآن لن تصبح مكانا لرمي الاتهامات
أو قذف الحجارة عليها كل
مؤسسات المجتمع تهاجم الرقابة، الكل يريد الرقابة علي هواه لكن تظل الرقابة دائما هدفها حفظ نسيح
المجتمع.
والفترة القادمة، أعلن لأول مرة من خلال »أخبار النجوم«
إننا في الطريق لإنشاء مكتبة كاملة
للسيناريو، فعندما جئت للرقابة اكتشفت أنه يتم التعامل مع السيناريو وكأنه مستند
حكومي ويتم التخلص منه بأنتظام وأعدامه .وقد
أصدرت أمرا إداريا بالاحتفاظ بنسخة من السيناريو علي
cd
لتكوين أكبر مكتبة في الشرق الاوسط للسيناريو الي جانب سعي الفترة القادمة
علي تنشيط الدور الثقافي للرقابة عن طريق تنظيم
ندوات ثقافية، فأنا وعند مجيئي للرقابة أصطدمت بالتراث الامني والتراث
البيروقراطي وأسعي للتغير قدر ما استطعت.
أخبار النجوم المصرية في
25/03/2010
بعد آن وصف الفنانين
بالفاسدين
نواب الشعب يردون علي
نائب العفاريت
تحقيق : خيرى الكمار مايسة
احمد
وقف عضو مجلس الشعب ليطالب بنقابة للدعاة.
مطلب لا يمكن الاعتراض عليه،
غير أن النائب الموقر وجدها فرصة للهجوم علي الفن عندما عقد مقارنة غريبة
بين الدعاة الذين لا يملكون نقابة حتي الآن،
والفنانين الذين يتمتعون بهذه الميزة رغم انهم ينشرون الفساد!
الغريب أننا عندما بحثنا عن معلومات عن العضو أمين سر لجنة الشئون الدينية
فوجئنا بان هناك من يصفه بانه نائب العفاريت!
هكذا أصبح الفنانون كلهم موضع اتهام من نائب برلماني بعد أن جرت العادة
خلال السنوات الماضية علي تقديم طلبات احاطة حول عمل فني ما.
وهو
الامر الذي كنا نتصدي له علي الدوام.
عندما سمعنا بما حدث توقعنا ان أحد الاعضاء
من المنتمين لاتجاهات سلفية هو صاحب المقولة.
لكن الغريب ان من رددها هو نائب عن الحزب الوطني وهو الامر الذي يطرح
علامات استفهام تحركت نقابة الممثلين بسرعة ووجهت خطابين لرئيس مجلس الشعب
ووزير الاعلام وعلي الفور أكد الدكتور فتحي سرور تقدير المجلس للفن
والفنانين »ولاسيما أنهم يمثلون شرائح وقطاعات ثقافية وفنية متنوعة يؤدون
رسالة سامية في التعبير عن هموم ومشكلات المواطن بالاداء الفني الناقد لدي
كل قطاعات المجتمع بمختلف طبقاته وهم يشاركوننا هذه الرسالة في التعبير عن المواطن في جانبها الفني.
قبل أن يصل الغضب الفني الي ذروته..
اطفأت كلمة الدكتور فتحي سرور رئيس البرلمان نيران الغضب الفني .
ومثلما عبر الدكتور سرور عن تقديره للفن والفنانين..
عبر أيضاعدد من أعضاء البرلمان عن احترامهم
للفنانين في هذا التحقيق، رافضين اتهامات الفساد للفن والفنانين..
رسالة سامية
في البداية يعلق د.مصطفي الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب
علي هذا الموضوع قائلا: لم استمع الي تلك العبارة، واعتقد أن الزميل النائب اذا كان قد صدر منه هذا الكلام
- وأنا لا علم لي بذلك -
فالأمر لا يتعدي كونه انه لم يحالفه التوفيق في اختيار كلماته..
فلا احد ينكر دور الفن والفنانين..
فله رسالة سامية يعلي القيم،
وينشر الحق والخير والجمال،
ويستحق الاحترام أما الفن الهابط فهو الذي ينشر
الفساد.
لا يليق
ويري النائب حمدين صباحي بدوره أن الفن رسالة سامية وراقية..
فلا قيمة لمجتمع بدونه ويضيف:
المجتمعات تقوم علي أسس مادية ونتاج فكري يخاطب عقل الانسان بكل طبقاته..
وفي رأيي أن الفن هو أحد ابداعات هذا الكائن العبقري -
وهو الانسان - وعندما يصدر تعبير »ان الفن ينشر الفساد«
فمن العيب أن يصدر مثل هذا من تحت قبة البرلمان..
فلا أحد ينكر أن هناك بعض الاعمال التي قد
نختلف معها حتي لو بشدة ولكن لا يجب أن نعمم المسألة بهذا
الشكل.. فلا يليق ببرلمان دولة محترمة ومتحضرة أن تصدر هذه العبارة.. فتلك
الكلمات التي قيلت من أحد الاعضاء تعتبر استثناء وليس الاصل وهو ليس تعبيرا
عن رأي الغالبية انما هو رأي فردي.
ويستطرد الصباحي: لقد ذكرت من قبل في لجنة الثقافة ان مهمة المجلس ليست
سلطة رقابية وانما وظيفتنا هي حماية الحريات الموجودة بالمجتمع، ومنها بالطبع حرية الابداع الفني والعلمي..
واذا لم يشكل مجلس الشعب حائط سد للافكار الفردية والتغييرات الاجتماعية
غير المألوفة والتي لا تسير في نسق طبيعي فهو لا يقوم بدوره.
ومن وجهة نظري - والكلام لصباحي -
انه عندما تقدم طلبات احاطة خاصة بالاعمال الفنية سواء فيلم أو
مسرحية أو غيرها..
فهذا يعد سوء استخدام لوقت الشعب ومشكلاته
الاساسية ويأتي علي حساب أولويات تهمه مثل الخبز والسولار وفرص العمل
وغيرها من القضايا اليومية الاخري التي تمس المواطن البسيط.
دعوة للتخلف
ويؤكد النائب جمال الزيني عضو المجلس عن الحزب الوطني انه لا يجوز تحت أي
ظرف التجاوز ضد الفن والفنانين لان دورهم مهم مثل باقي فئات المجتمع
المختلفة.. ومن هنا ينبغي أن نحترمهم ولا داعي أن نوجه أي اتهام لهم لأن
لهم نقابة واذا كنا نرغب في اقامة نقابة لأي فئة أخري من المجتمع فعلينا أن
نصر علي طلبنا حتي يتم تنفيذه دون أن ننسي للآخرين.
ويضيف النائب جمال الزيني قائلا:
نحن نعيش في عالم صغير،
والفن المحترم رسالة هادفة لاصلاح المجتمع كما أن الهجوم علي الفن تحت أي
مسمي يعتبر دعوة للتخلف، وعلينا ألا ننساق وراء الهجوم علي أي فئة في المجتمع ونحن في الألفية
الثالثة.
وأشار الزيني ان هناك بالفعل قضايا عديدة ينبغي أن نعالجها مثل غلاء
الاسعار وزيادة الاجور وجميع المشكلات القومية والمحلية وهذه أهم، ولكن
عندما يحدث تجاوز لابد أن نقف ونتصدي له بشكل حازم.. وأري أن الفنانين أفضل
كثيرا من فئات أخري تدعي انها الأفضل.
خروج علي النص
ويشدد النائب خليفة رضوان عن الحزب الوطني علي أن أي فئة في المجتمع بها
الصالح والفاسد.. كما لا يمكن اغفال دور الفن والفنانين في المجتمع لانهم يعبرون عن ظروف وقضايا الناس.ويؤكد
رضوان أن ما بدر تجاه الفنانين يعد خروجا عن النص،
فالهدف من مثل هذه التصريحات هو الشو الاعلامي،
كما انها جاءت في غير موضعها لانها ليس لها ضرورة.
رمز التقدم
وتري د.چورچيت قلليني عضو اللجنة التشريعية بمجلس الشعب انه من المفترض أن
نواب البرلمان هم ممثلون عن جموع الشعب..
لذا سنجد بينهم من لديه آراء خاصة تعبر حتي عن أقلية.وعن مسألة
أن الفن ينشر الفساد..
علقت جورجيت
: هذا خطأ طبعا لان الفن رمز لتقدم المجتمعات، واذا لم
يكن مزدهراً فهذا يدل علي تأخر المجتمع..
والفن بالمناسبة له معني أشمل،
فهو لا يقتصر علي التمثيل في الأعمال الفنية فقط..
فالمعابد والمتاحف وما بهما تعتبر انواعا
مختلفة من الفنون..
والحضارات يقاس تقدمها وحجمها منها بتقدم الفنون..
وليس معني ذلك انه لا يوجد بعض سلبيات للفن..
وانما المقصود هناك بالسلبيات هو ليس مجرد
الخروج من أفكار معينة، وانما اقصد
- والكلام لجورجيت -
الاسفاف والهبوط في الذوق العام..
وقد تكون هناك تجاوزات لا ترضي البعض ولكن يجب أن نحكم عليها علي قدر
حجمها.. وبشكل عام أنا ضد التعميم.
أخبار النجوم المصرية في
25/03/2010 |