هل سينما البعد الثالث أو ثلاثية
الأبعاد كما يفضل البعض تسميتها هي سينما المستقبل؟ وهل السينما التقليدية
التي
اعتدنا عليها, في طريقها للانقراض.
وهل التليفزيون المنزلي يستطيع مقاومة هذا الوحش القادم والمسمي بسينما
البعد
الثالث ؟ فمن ناحية يقوم حاليا صناع السينما العالمية ببحث نشر
هذا النوع من
السينما الجديدة البعد الثالث, حيث أن لها جمهورها المتزايد كل ساعة في
العالم
كله من الكبار والصغار والدليل الايرادات الضخمة المصاحبة لهذه النوعية,
والتي
تصل إلي المليارات.. وكذلك هناك طرف آخر في العملية
التكنولوجية بدأ الاستعداد
للمواجهة وهو قيام عدد من الشركات العالمية وبالتحديد اليابانية والأمريكية
متخصصة
في انتاج الأجهزة الالكترونية والكهربائية في انتاج تليفزيون جديد للمنزل
يمكن من
خلاله عرض الأفلام ذات الأبعاد الثلاثية, أي أن السينما الجديدة قد تصل
للمنزل مع
تزويد تلك الأجهزة بالنظارات الخاصة, وقد تصل التكنولوجيا
الجديدة إلي مشاهدة
الأفلام ثلاثية الأبعاد داخل المنزل دون الحاجة للنظارة نفسها.. إذن
التكنولوجيا
وصلت إلي أقصي مدي, ومازال الجديد قادما والحرب بدأت للاستحواذ علي
المشاهد,
ومن هنا كان لابد من سؤال المتخصصين من العاملين في الحقل
الفني والتقني والطبي
أيضا, للسؤال عن مدي تأثير هذه السينما علي النظر من الناحية الطبية.
كانت
البداية مع مدير التصوير والمخرج دكتور محسن أحمد وسألناه عن مستقبل
السينما
التقليدية في مواجهة هذا الوافد بسرعة الصاروخ فقال: إن لم
تجدد السينما
التقليدية شبابها من حيث الموضوعات الجديدة واستخدام التكنولوجيا الحديثة
والابهار
وعدم البخل علي العملية الانتاجية واختيار الموضوعات التي تمس الناس,
وقبل ذلك
تطوير الممثل من أدواته فإن السينما التقليدية سوف تجد نفسها
في مأزق من الممكن أن
يهدد الصناعة بشكل عام.
وأضاف أن سينما البعد الثالث في الأيام القادمة سوف
تتم إضافة تكنولوجيا جديدة لها بإضافة عناصر جديدة من الابهار لاجبار
المشاهد علي
النزول من منزله والذهاب لدور العرض, مثلا عندما يشاهد المتفرج حريقا
ونيرانا
مشتعلة من الممكن أن يشعر المتفرج بلفحة النيران وهو جالس
مكانه, بالاضافة إلي
امكانية الشعور بالبرد والحر والمطر وهو جالس علي الكرسي داخل دار العرض,
حيث
يشعر بالحالة المناخية للعمل أثناء الفرجة, حتي من الممكن أن يشعر
المشاهد
بالروائح.
وعلي العكس يقول المخرج السينمائي محمد خان مدافعا عن السينما
التقليدية وعن الخطورة التي تمثلها أفلام البعد الثالث عليها
إن السينما العادية
والتقليدية هي أصل السينما وهي الموجودة في العالم كله ومهما حدث من
تكنولوجيا
وتطوير فلن تؤثر بأي حال من الأحوال علي الصناعة لأن سينما البعد الثالث
مجالاتها
محدودة ومحصورة في تناول الموضوعات مثل الخيال العلمي
والمغامرات, وممكن
الأكشن, ولكن ليس باستطاعة سينما البعد الثالث استخدامها في الموضوعات
الاجتماعية
والانسانية والعلاقة العادية بين البشر ليس بمقدور هذه السينما الغوص في
أغوارها.
فالسينما الجديدة هي الاستثناء والأصل لسينما التقليدية التي تعرض
ويشاهدها العالم كله.
ولاكتمال الصورة من كل الزوايا كان لابد من سؤال أهل
العلم المتخصصين في هذا المجال, فذهبنا إلي المعهد العالي للسينما وسألنا
الدكتورة ليلي فخري رئيس قسم الرسوم المتحركة والجرافيك بالمعهد, حيث
قالت عن مدي
تأثر صناعة السينما التقليدية بهذا الوافد والقادم بقوة وتقصد
السينما ثلاثية
الأبعاد فقالت: عالميا من الجائز أن تؤثر هذه التكنولوجيا علي مستقبل
السينما,
ولكن في حدود بسيطة, ولكن الوضع هنا في مصر مختلف تماما لعدة أسباب,
أهمها أن
السينمات ودور العرض في مصر غير مجهزة تماما لاستقبال أفلام
ثلاثية الأبعاد'3D'
وإن كان هناك عدد قليل جدا من دور العرض الموجود بها هذه التقنية الجديدة
وهذا
العدد القليل جدا لايتناسب مع عدد السكان ومرتادي دور العرض.
وتقول دكتورة مني
الصبان الأستاذ بالمعهد العالي للسينما وعضو لجنة السينما بالمجلس الأعلي
للثقافة
قبل التفكير في مدي خطورة سيطرة الأفلام الثلاثية الأبعاد علي
عقل المشاهد المصري
والعربي لابد أولا من التفكير في رفع ذوقه السينمائي بالعمل علي عرض وتقديم
الأعمال
التي ترفع من ثقافته السينمائية ورفع نسبة الوعي بالنسبة له ثم بعد ذلك
لانخاف عليه
من السينما الثلاثية الابعاد فلابد من دراسة أولا لماذا يذهب المشاهد
للسينما
لمشاهدة الأعمال الهابطة ثم بعد ذلك نبحث الوقوف امام الخطر
المقبل من الخارج ولكن
بشكل عام لايجوز التأثير علي المشاهد الحقيقي للسينما من أفلام البعد
الثالث لعدة
أسباب في مقدمتها قلتها وارتفاع ثمن التذكرة ومحدودية الموضوعات التي
تناقشها وذلك
لقلة دور العرض الموجودة حاليا في مصر والمجهزة لعرض هذه
النوعية من الأفلام والتي
تتطلب تجهيزات خاصة.
وعن الرأي الطبي ومدي تأثير هذه النوعية من الأفلام ذات
البعد الثالث علي العينين وهل هناك ثمة خطورة واضحة في الوقت الحالي او في
المستقبل
علي عيون المشاهدين الذي تجاوز اعدادهم مئات الملايين وهل هناك تحذيرات
طبية.
يقول: د. فريد فاضل استشاري العيون والفنان التشكيلي إنه من الناحية
الصحية لاضرر علي العين من مشاهدة أفلام البعد الثالث طالما
الشبكية سليمة والمركز
الدماغي في المخ والخاص بمراكز الأبصار وتجمع الصورتين سليم فلا ضرر من
المشاهدة
علي الاطلاق طالما ان النظارة المستخدمة من النوع الجيد وان كانت عكس ذلك
فهناك
خطورة.
وفي النهاية قدمتنا الصورة مكتملة امام القاريء لعلنا نصل به الي حل
لهذا الوافد الجديد ووضعنا الصورة أيضا امام صناع السينما وهم
أدري بحالها
الأهرام اليومي في
23/03/2010
الإغراق في المحلية جعلنا.
نغرق..نغرق..نغرق
عـــلا الســـعدني
لا حديث يعلو الآن فوق الحديث عن
الاوسكار والصدمة الذي أحدثها لفيلم أفاتار للمخرج جميس كاميرون لحساب فيلم
خزانة
الألم لطليقة كاميرون وهي المخرجة كاترين بيجلو
.
حيث إن أفاتار الذي كان مرشحا لـ11 جائزة أوسكار مع لحظة الاعلان عن
الجوائز
لم يفز إلا بثلاث من الـ11 جائزة ليس هذا فقط بل وغير مؤثرة
بعكس فيلم خزانة
الالم الذي حصد من خلال آلامه علي أهم ستة جوائز أوسكار حتة واحدة أهمها
جائزة أحسن
اخراج لمخرجته لتكون أول سيدة في تاريخ الأوسكار تحصل علي هذه الجائزة هذا
يعد في
حد ذاته حدثا كبيرا ليس للمرأة في امريكا فقط بل وعلي مستوي
العالم كله ويبدو أن
المرأة عندهم اتنصفت
*وأعتقد أن ما أصاب الناس بالصدمة خاصة عندنا من هذه
الجوائز ليس راجعا الي أهمية فيلم افاتار الذي يعد بحق تحفه فنية بكل ما
تحمله
الكلمة سواء علي مستوي الصورة او الاخراج او في استخدام المعارك العسكرية
التي جاءت
في هذا الفيلم جديدة ومتفوقة علي كل المعارك الي تقدم الآن في
مثل هذه النوعية من
الأفلام عالية التكاليف وفيلم افاتار يعرض حاليا في مصر بعكس فيلم خزانة
الألم الذي
لم يعرض بعد ولكن يعرض علي النت, المهم أن الصدمة لم تكن فقط بسبب الظلم
الذي
تعرض له رغم تفوقه الفني ولكن لأن أفاتار قالها صراحة ومباشرة
أن امريكا تتدخل في
شئون أي دولة وإن لم ترضخ هذه الدولة فأنها تقرر غزوها علي الفور, أما
خزانة
الالم لم يفعل ما فعله افاتار ولم يناهض سياسة امريكا في حربها مع العراق
بل علي
العكس صور الفيلم الجنود الامريكان وركز علي معاناتهم في
العراق اثناء الحرب
واظهرهم ياحرام بأنهم المغلوبون علي أمرهم المنكسرون امام الاشرار
العراقيين وطبعا
أسقط الفيلم عمدا وليس سهوا عدم احقية وجود هؤلاء الجنود أصلا علي أرض
العراق لذلك
جاء الفوز من نصيبه بينما أفاتار الذي كان غبي ووقف امام
الطوفان السياسة الامريكية
كذلك استبعد من الجوائز إلا من ثلاث جوائز يتامي لا تثمن ولا تغني من جوع
وأدي جزاء
اللي مايسمعش كلمة من اللي ماما امريكا تقولها!
* ومن العالمية نعود الي
المحلية, وكانوا قديما يقولون إن الاغراق في المحلية يؤدي الي
العالمية,
كانوا.. أما الآن فالاغراق في المحلية لا يوصلنا الي أي شيء
وكيف يوصلنا ونحن
نغرق نغرق نغرق.. هذا ليس مجرد كلام.. بل الحقيقة كل الحقيقة فهل
يستطيع أحد ما
أن يقول لنا أين هي السينما الآن؟.. فتحديدا وبعد فيلم رسائل البحر أنقطع
الكلام
عن السينما وان كان هناك كلام فإنه يكون مجرد أخبار وكلها للأسف لاتخرج عن
توقف
تصوير الفيلم هذا او تأجيل ذاك, بينما الأخبار الحقيقية
تتعلق بالمسلسلات
الرمضانية ويبدو أن المسلسلات هي التي ستحل محل السينما حاليا ومستقبلا
بدليل
الطوفان المقبل منها للعرض في رمضان!
*دليل آخر يؤكد أننا سنكون في عصر
التليفزيون لا السينما هو هذا الكم الهائل من هجرة نجوم السينما الي
التليفزيون بمن
فيهم نجومها وسوبر ستارها والهجرة من السينما للتليفزيون لن تقتصر علي
نجومها فقط
ولانجماتها بل ومخرجيها حيث ان خالد يوسف ووائل احسان واحمد البدري وسامح
عبد
العزيز وغيرهم من مخرجي السينما سيكون لهم نصيب في تليفزيون
رمضان لهذا العام,
حتي أفلامنا السينمائية سيحولنها الي مسلسلات والنية تتجة حتي الآن الي
ثلاثة من
هذه الأفلام واهمهم العار يعني مش قادرين يدخلوا التليفزيون بفكر جديد
فعملوا مثل
التاجر لما يفلس وراحوا يبحثوا عن أفلام مهمة عاشت معنا. واستخسروا فينا
ان نعيش
علي ذكراها فراحوا يفسدوا جمالها ويحولوها الي مسخ تليفزيوني
وبعد كل ذلك تقوللي
إنه- فيه- سينما ياخي سلامات ياسينما!
* كنت أنوي بل ونويت بالفعل إلا
اكتب عن موضوع ان جومانا مراد رئيسة لجنة تحكيم في مهرجان مسقط السينمائي
حتي لا
أتهم بأنني ضدها لاسمح الله, ولكن لأن الله يعلم بسلامة نيتي جاءت
بلدياتها سوزان
نجم الدين وعبرت عما كان في مكنون نفسي من ناحيتها عندما قالت
في ندوتها عن مسلسلها
مذكرات سيئة السمعة إنني لا أعرف أحدا اسمه جومانا مراد, والحمد الله
تكون بذلك
جت من القريب ومجتش مني!
الأهرام اليومي في
23/03/2010
الارشيف القومي هو الحل
نــــادر عــــدلي
10 سنوات كاملة, والحديث عن بيع
وشراء الأفلام المصرية لا يتوقف, وظل اللاعب الاساسي في كل الصفقات
الشركات
الخليجية, أو بدقة أكثر:
شركتان كبيرتان بالتحديد هما روتانا التي يملكها الامير وليد بن طلال, وART
التي يملكها الشيخ صالح, وتمت كل الصفقات تحت رعاية ودعم
مسئولين سينمائيين
مصريين كبار, وهؤلاء روجوا مقولة أن البيع جعل لهذه الافلام قيمة!!..
وان
الأمير والشيخ حفظا شرائط الافلام من التلف, بعد أن كانت قاب وقوسين أو
أدني من
التحلل والعدم.. والرد علي هؤلاء ليس مجال حديثنا الآن.
إن ما جعل مسألة بيع
الأفلام, تعود بقوة, وتتصدر عناوين الصحف وبرامج التوك شو التليفزيونية
أنها
اتجهت الي منحني جديد, فالافلام التي تمتلكها روتانا دخلت
ضمن صفقة عقدها الامير
مع شركة عالمية كبري يملكها الملياردير اليهودي روبرت مردوخ, وعلي الجانب
الآخر
اشيع أن الشيخ صالح أوART في سبيلها لعقد صفقة لبيع الأفلام والمحطات السينمائية
لقنوات الجزيرة القطرية, والذاكرة المصرية لم تنس بعد ما فعلته الجزيرة
بعد شراء
المحطات الرياضية من الشيخ صالح.. والمعني في النهاية أن أفلامنا أو
تراثنا
السينمائي لم يعد لنا فيه أي حق, واصبح يخضع لاستثمارات
كبير, سوف تتحكم فيه
كما تشاء.ودعونا الآن من طرح أسئلة بسيطة ومهمة مثل: هل صفقات الأمير
والشيخ مع
مردوخ والجزيرة ستكون رابحة؟!.. وهل يتعذر علي المصريين مشاهدة أفلامهم
في الفترة
القادمة إلا إذا دفعوا ما يريده المستثمرون الجدد؟!.. فمثل هذه الاسئلة
يمكن أن
نجيب عليها, بل ونتدارك الأمر برمته إذا احسنا العاب
الاقتصاد.. ولكن مالا يمكن
تداركه, والذي يتطلب قرارات سريعة وحاسمة هو أن نحافظ علي تراثنا
السينمائي
أولا, وهذا يتحقق بقرار سياسي ثم اجتهاد وجهد السينمائيين وكل مصري يعرف
قيمة هذا
التراث.. ثم يأتي أخيرا كيفية توفير الأموال لاسترداد أفلامنا.
المشكلة أو
الأزمة الحقيقية التي تواجهنا الآن ليست في صفقات مردوخ وقطر, انما هي
اننا لم
نحاول علي مدي100 سنة هي عمرنا السينمائي أن نحتفظ أو نحافظ
علي هذا التراث
السينمائي, وإن لم نفعل الآن فأنه لا أمل, فما هو متاح لنا الآن يمثل
الفرصة
الأخيرة.. كيف؟!
أن يتم تداول الأفلام بين من يشاء, وإن يعرضها كما
يشاء, لا يمثل لنا مشكلة الآن, بل ربما يأتي في صالحنا ويؤكد اننا نقدم
فنا
يسعي لاقتناصه واستثماره الأخرون.. لكن تبقي المشكلة اننا لا نحتفظ بهذا
التراث, فالمفروض ـ وكما يحدث في العالم كله ـ ان يكون لدينا
أرشيف قومي يضم كل
أعمالنا السينمائية بكل ما تضمه هذا الافلام من تاريخ وفكر وفن ووجدان تمثل
جزء من
الرصيد الثقافي لشعبنا علي مدي100 سنة.. والمطالبة بهذا الأمر طوال10
سنوات
لم تتحقق.. لا اعرف لماذا؟.. ولكن كيف يتحقق هذا؟
أولا: اصدار قرار جمهوري
بانشاء الارشيف السينمائي بهدف الحفاظ علي التراث والذاكرة البصرية المصرية
للأجيال
القادمة.. وثانيا: توفير وتجهيز مبني ملائم للحفاظ علي هذا التراث..
بالاضافة
إلي اقامة سينما تيك ومتحف لتاريخ السينما. وميزانية تحقيق
ذلك ماديا ليست
كبيرة, بل أن مجرد الاعلان عن اصدار قرار جمهوري وتكوين مجلس ادارة
للارشيف
القومي, سوف يلقي دعما كبيرا من كثير من المؤسسات الدولية والعالمية مثل
الاتحاد
الأوروبي, ومثل المركز القومي الفرنسي الذي اتفق د.خالد
عبدالجليل رئيس المركز
القومي معه مؤخرا علي المساهمة في تحقيق هذا الارشيف.
لن يتحقق هذا الا اذا
تبني الأمر الوزير الفنان فاروق حسني باصرار واجتهد حتي يحققه.. فليس
مهما ان
تباع وتشتري الافلام ولمن, انما المهم أن تكون هذه الافلام
موجودة لدينا اصلا,
ونحافظ ونحتفظ بها في ارشيف قومي.
الأهرام اليومي في
23/03/2010
كيف تتنافس مع تجربة المغرب
السينمائية
أحمد عاطف
علي الرغم من أن السينما المصرية من
أعرق صناعات السينما في العالم ومن ضمن أكثرها قوة.. إلا أن ذلك لا
يمنعنا من
الاستفادة من تجارب الآخرين بالذات في هذا التوقيت الصعب التي تمر به
سينمانا
الآن.
وخلال زياراتي المتكررة للمغرب وتحديدا خلال زيارتي الأخيرة لطنجة لمتابعة
المهرجان القومي للفيلم هناك.. تأكدت كم قطعت المغرب أميالا
كثيرة عنا في أكثر من
نشاط سينمائي.. وكم نحتاج أن نقتدي بها في عالمنا السينمائي المصري
اليوم,
والأنشطة هي نشاط صندوق دعم السينما بالمغرب وهو المصدر الرئيسي لتمويل كل
الانتاج
السينمائي للأفلام الطويلة الذي بلغ15 فيلما وللأفلام
القصيرة الذي بلغ36
فيلما.. وآلية الانتاج هناك شديدة البساطة وهي أن يتقدم المخرجون بنصوص
السيناريو
من خلال مسابقة ويتم اختيار الأفضل بغض النظر عن أسماء المتقدمين وسابق
خبراتهم..
ويتم منح أكثر من80% من ميزانية الفيلم في صورة أموال سائلة تنفق علي
الفيلم..
وبمقارنة هذا الدعم بمشروع الدعم المصري الذي اقيم منذ سنوات
ولم ينته حتي الآن..
سنجد أن الدعم المصري حفل باجراءات بيروقراطية عقيمة مثل عدم دفع أموال
سائلة
للمنتجين ودفع الأموال لشركات الخدمات التي استأجر منها المخرج معداته..
وتحديد
مشاركة الدعم بما لا يزيد عن25% من ميزانية الافلام وقد تعطل
الدعم لسنوات طويلة
عندما تم اكتشاف ان السيناريوهات الممنوحة الدعم ليس مع مخرجيها مصادر
تمويل
أخري.. وتم تفضيل الأسماء الكبري المعروفة بالدعم وبدون الالتفات
للشباب..
بالاضافة للنقطة الأهم وهي أن لجنة التحكيم كانت من الأسماء
الكبري التي تكاد تكون
ثابتة في كل المسابقات من مشروع الدعم للمهرجان القومي لجائزة ساويرس ما
يشكل
احتكارا لذوق واحد في اختيار الأفلام في أغلب المسابقات والجوائز..
وتتفوق المغرب
ايضا بمهرجانها الوطني للأفلام الذي يأتي بلجنة تحكيم دولية
لضمان الحيادية..
ويقام في قاعةسينما احترافية وبقيم انشطة موازية لتشجيع الصناعة مثل لقاءات
الانتاج
المشترك مع35 منتج من بريطانيا.. والمقارنة مع المهرجان القومي في مصر
ليست في
صالحنا.. لأن العروض تقام منذ أكثر من عشر سنوات في مسرح
الجمهورية الذي يعد
مكانا غير مؤهل بتاتا للعروض السينمائية بالاضافة للآفة الكبري, وهو
تكرار اسماء
كثيرة في لجان التحكيم بدون اشراك أجيال جديدة أو عناصر تتابع السينما
الحديثة أو
أصوات مستقلة بحق.. فضلا عن عدم الاجتهاد لعمل أي أنشطة
تساعد صناعة السينما علي
النهوض بخلاف التكريمات التي باتت باهتة ولا يحضرها الجمهور بسبب عدم تجديد
رؤاها
وتكليف النقاد بكتابة كتب عنها قبل المهرجان باسابيع قليلة فتخرج أغلب
الكتب
انطباعية أكثر منها عميقة... وعلي عجل.. في المغرب رأيت
المهرجان يدعو صحفيين
ونقادا أجانب ليروج للسينما المغربية في حين أن نقادا كثيرون وممثلين
وفنيين مصريين
لايحضرون مهرجانهم لأنهم يشعرون أنه يعبر عنهم, المغرب أيضا يقيم
مهرجانات
سينمائية في كل مدينة مغربية كبيرة كل منها يحمل تخصصا ما
ومنها ما هو دولي عام
كمراكش.. في حين أننا ندور في فلك ثلاث مهرجانات أساسية هي القاهرة
والاسكندرية
والاسماعيلية.. أما النشاط الرئيسي للمغرب فهو نجاحه في أن يصبح أهم مكان
لتصوير
الأفلام العالمية في العالم ويحقق سنويا مدخولات تبلغ مائة
مليون دولار في حين لا
لانستضيف حتي ولا1% من هذا الرقم.. ولهذا حديث مطول بالمقارنة مع
الظروف
والعوائق امام اجتذاب فرق التصوير العالمية لبلادنا.. وراء كل هذا الجهد
بالمغرب
الناقد الكبير نور الدين صايل الذي حول المركز القومي للسينما
هناك والذي يرأسه الي
مؤسسة سينمائية حقيقية تضم كل الأنشطة السينمائية..
الأهرام اليومي في
23/03/2010 |