عندما شاهد الكاتب الكبير بهاء طاهر مسرحية «السلطان الحائر» التى
عرضت على مسرح ميامى منذ شهور قليلة لم يكتف بإبداء ملحوظات
إيجابية على العمل،
وإنما وصل الأمر إلى حد أن يلقب بطلة العرض «حنان مطاوع» بأنها سيدة المسرح
العربى
الجديدة وأنها تذكره بسيدات المسرح الأخريات كـ «سميحة أيوب» و«سهير
المرشدى» وأيضا «سناء جميل».
ملحوظة بهاء طاهر لابد أن تجعلنا نقف لنفكر ونتساءل عما إذا
كانت ملحوظته تحمل قدرا من المبالغة الطبيعية بسبب إعجابه
بالعمل أم أنه رأى فى
الفنانة الصاعدة شيئا لم ننتبه إليه من قبل.. المثير للانتباه أن ملحوظة
«بهاء
طاهر» جاءت بعد شهور قليلة من عرض مسلسل «وكالة عطية» عن رواية «خيرى شلبى»
للمخرج «رأفت الميهى» الذى اختار حنان للعب دور
«سندس» زعيمة الزبالين التى تحترف الغواية،
وهو الدور الذى لا يشبه بأى حال من الأحوال أى دور جسدته من
قبل أى أن «الميهى»
بدوره ربما يكون قد رأى فى حنان مطاوع شيئا لم يره مخرجون آخرون عملت معهم
قبله.
عندما تضع الواقعتين بجوار بعضهما البعض، تجد نفسك أمام سؤال يبحث عن
إجابة، هل نحمل الأمور أكبر مما تحتمله أم أننا بالفعل أمام
ممثلة مختلفة عن بنات
جيلها، وإذا كانت كذلك ما السر وراء هذا الاختلاف هل هو رؤية ووجهة نظر ما
تحكم
قراراتها الفنية أم أنها مجرد ممثلة موهوبة تجيد لعب الأدوار التى تعرض
عليها
والسلام؟!
نتصور أن السطور التالية التى تحمل إجابات حنان مطاوع عن أسئلتنا
ستكشف الحقيقة وراء نلقيب بهاء طاهر لها بـ «سيدة المسرح
العربى الجديدة»:
للمشاهدة فقط
·
فى البداية ماهى أهم مشروعاتك فى
الفترة
القادمة؟
-
فى رمضان المقبل أقدم مسلسل «أحلام مستحيلة» وهو بطولة
جماعية مع «نيللى كريم» و«ريهام عبدالغفور» و«رانيا يوسف» ومن
إخراج منال الصيفى..
وهو يدور حول مجموعة سجينات من خلفيات مختلفة حيث ألعب دور تاجرة مخدرات من
البدو،
بينما تجسد «نيللى» دور قاتلة من القاهرة فى حين نرى «ريهام» فى دور
«حرامية» من
دمياط بينما تلعب «رانيا» دور سيئة السمعة التى حكم عليها
بالسجن فى قضية
آداب.
-
السجينات الأربع يتفقن على افتتاح «بنسيون» بعد الخروج من السجن
ولكنهن يفاجأن أن حكم المجتمع أصعب بكثير من السجن .أيضا ألعب
دور البطولة النسائية
أمام «محمد فؤاد» فى مسلسل «أغلى من حياتى» والذى قام بتأليفه تامر
عبدالمنعم.. حيث
أجسد دور حبيبته وأتصور أنه سيكون عملا مختلفا تماما عما قدمته من
قبل».
·
كيف تقبلين أن تظهرى فى المسلسل
فقط كـ «حبيبة» محمد
فؤاد؟
-
المسألة ليست كذلك لأننى ببساطة لم أكن لأوافق على العمل
لولا أن وجدت نصا جيدا ودورا مختلفا تماما عن جميع أدوارى، لست
مجرد سنيدة لـ «فؤاد»
فى العمل، وإنما دورى له ملامح مميزة.
·
قريبا سيعرض فيلم ..
وأتصور أنه تجربة سينمائية مختلفة تماما
بالنسبة لك أليس كذلك؟
- «هليوبوليس»
بلا شك فيلم مختلف له مذاق مميز.. ربما يمس قضايا
الشباب مثله مثل أى فيلم آخر ولكنه يقدم مضمونه بتكنيك جديد
طبقته السينما
الأمريكية فى «كراش» و«مانجوليا» ولكنه لم يطبق فى مصر أو فى الدول العربية
من
قبل.. كل هذه الأشياء جعلتنى أقدم على التجربة دون تردد بالإضافة إلى أن
الشخصية
التى قدمتها «إنجى» تبدو عادية ولكنها من أصعب الشخصيات التى
جسدتها لأنها فى
النهاية متفرجة على الأحداث لا تشارك فيها وتكتفى بالمشاهدة.
·
لماذا تكتفى «إنجى» بالمشاهدة؟
-
المجتمع كله أصبح يكتفى
بالمشاهدة.. كثير من أفراده عاجزون عن تحقيق أبسط أحلامهم لذا إما أنهم
يلجأون إلى
الأحلام أو يكتفون بالسلبية. المساحات الرمادية فى المجتمع أصبحت أكثر
اتساعا فأنت
طوال الوقت ممزق بين احتياجات نفسية وبين قيم تندثر ورباطها ينفلت.. ممزق
بين حرمان
وبين الكثير من المغريات.. كل هذه الأشياء تنطبق أيضا على «إنجى» العاجزة
عن
الانجراف بقوة وراء تيار المغريات ولكنها فى الوقت نفسه لم
تحقق أى شىء.
للاستمتاع فقط
·
ألا يزعجك عدم التواجد سينمائيا
بالشكل
التى تستحقينه؟
-
أنا لست من الأشخاص الذين قد يزعجهم أنهم ليسوا
متواجدين بكثافة سينمائيا.. ما يشغلنى هو أن ألعب اللعبة التى
أحبها وهى التمثيل ثم
إن الوقت لم يمض بعد فمازلت أطور من نفسى ومازلت أتعلم ولكنى مستمتعة بكل
ما أفعله.
أنا لى معاييرى الخاصة التى ارتضيتها لنفسى.. تلك المعايير ربما تحول بينى
وبين أدوار معينة ولكنها فى المقابل تعوضنى بأشياء أخرى
ممتعة.. أنا مع حرية
الأفكار ولست مع حرية الأجساد.. مع تعرية الفكر ولست مع تعرية جسد الممثل
ولست أقصد
بكلامى أى إدانة أخلاقية على الإطلاق.
سندس
·
فى رمضان
الماضى عرض لك «ليالى» و«آخر أيام الحب»... ولكن ألا تظل تجربة
«وكالة عطية» مع
رأفت الميهى نقلة تليفزيونية لك؟
- «وكالة
عطية» هو بلاشك نقلة
مختلفة تماما ليس فقط لأن رأفت الميهى مخرج عبقرى له تاريخ مبهر وإنما لأنه
مغامر
لا يهوى الكليشيهات والقوالب والدليل على ذلك أنه اختارنى لشخصية لم يكن
ليتصورنى
أحد أجسدها وهى شخصية «سندس» زعيمة الزبالين الجميلة التى تشعر بأنوثتها
طوال الوقت
وتتعامل بها بل وتستخدمها للوصول لأهدافها.. شخصية بلا مبادئ.
ولكن هذا ليس
شيئا غريبا على «رأفت الميهى» الذى يعرف أن الممثل بحق يستطيع تجسيد أنماط
بشرية
مختلفة.
السيدة الجديدة
·
«السلطان
الحائر»..عمل مسرحى مهم
ومنطقة أخرى من التمثيل أليس كذلك؟
- «هذا
العمل مهم جدا بالنسبة
لى فالمسرحية ظلت تعرض لـ 3شهور متواصلة على مسرح ميامى وكان من المفترض أن
يعاد
عرضها فى فبراير الماضى ولكن ذلك لم يحدث لأسباب لا أعلمها ولكن ما يشغلنى
وأدهشنى
أن أجد كاتبا كبيرا مثل بهاء طاهر يلقبنى بـ «سيدة المسرح
العربى» الجديدة بل أن
يتفق معه إعلامى مهم مثل «أحمد المسلمانى» الذى قالها على الهواء فى
برنامجه.. تلك
الواقعة وحدها كافية بالنسبة لى.؟
مجلة روز اليوسف المصرية في
20/03/2010
هل يشجع مسلسل «قصة حب» ارتداء النقاب؟
كتب
طارق مصطفي
لفترات طويلة ظلت الدراما المصرية التليفزيونية حريصة على
الابتعاد قدر ما استطاعت عن مناقشة أى قضايا لها علاقة
بالتحولات الدينية التى طرأت
على المجتمع المصرى منذ نهاية السبعينيات وحتى الآن.. تلك التحولات التى
تطورت فى
فترة من الفترات لتأخذ شكل الجماعات الدينية المسلحة فى التسعينيات قبل أن
تختفى
تاركة وراءها منظومة فكرية ظلامية تتسع مساحاتها يوما بعد
يوم.. منظومة نرى لها
أمثلة فى كل مكان سواء فى الزى أو فى السلوكيات أو غير ذلك من المظاهر
الدينية
المبالغ فيها.
لفترات طويلة لم يكن أحد من الكتاب يقترب من تلك المنطقة
فيما عدا «وحيد حامد» الذى اعتبر هذه التحولات الدينية قضيته فى مسلسلاته
التليفزيونية، حيث ناقش الجماعات الدينية فى «العائلة» والفتنة الطائفية فى
«أوان
الورد» قبل أن يعود لفتح ملف الإخوان فى مسلسله القادم
«الجماعة».
ولكن
هناك مؤشرات توضح أن الوضع قد اختلف.. والدليل على ذلك مسلسل «قصة حب» الذى
يتم
التحضير له لعرضه فى رمضان القادم.. ذلك المسلسل الذى كتبه
لمدة عام ونصف العام
د.مدحت العدل الذى حاول بشكل محدود من قبل الاقتراب من تلك القضايا الشائكة
فى عدد
من مسلسلاته مثلما فعل فى «محمود المصرى» عندما تعرض لبداية المد الدينى
داخل
المجتمع المصرى فى السبعينيات وفى «العندليب» عندما عرض لتاريخ
وتطور جماعة الإخوان
المسلمين وصولا إلى مقتل «الهضيبى» ولكن ما كان يضعه فى خلفية الأحداث يبدو
أنه
سيتصدر المشهد فى مسلسله الجديد.
*
قصة حب
فى
«قصة
حب» الذى تخرجه لأول مرة «إيمان حداد» يعرض «العدل» لقضيته بشكل واضح وصريح
دون التفاف حولها، حيث قصة الحب التى تنشأ بين جمال سليمان أو «ياسين
الحمزاوى»
ناظر المدرسة ومدرس اللغة العربية الذى ينتمى إلى جيل الستينيات وبين
«بسمة» أو «رحمة عبد الرحمن» والدة أحد تلاميذه
المنقبة شكلا ومضمونا.. ومن خلال قصة الحب غير
التقليدية يعرض مدحت العدل للعديد من التغيرات الدينية
والاجتماعية التى اجتاحت
المجتمع المصرى فى السنوات الأخيرة وصولا إلى 2010
.
المسلسل باختصار عن
أسرة مصرية متوسطة عادية تتكون من الأخ الأكبر «ياسين الحمزاوى» أو جمال
سليمان
الذى يبلغ عمره خمسين عاما.. ذلك الأخ هو الذى قام بتربية
أخواته الأربع بعد وفاة
أمه وأبيه.. ولكنه لم يكن يدرك وقتها أنه يضحى من أجلهن بحياته الشخصية لأن
ما فعله
فى تلك الفترة الزمنية كان أمرا طبيعيا وعاديا.
نقطة التحول الرئيسية فى
المسلسل بالنسبة لـ«د.مدحت العدل» عندما تنشأ قصة الحب بين «ياسين
الحمزاوى» وبين «رحمة عبد الرحمن» أو بسمة ولية أمر أحد
تلاميذه المنقبة.. مع بداية قصة الحب تنقلب
الأحداث رأسا على عقب.. فى تلك اللحظة تصبح البديهيات موضع
تساؤلات
وشكوك.
*
كثير من الصدامات
السؤال الذى لابد أن
يطرح فى البداية كيف ولماذا تصبح قصة الحب الأساسية فى المسلسل بين رجل من
جيل
الستينيات وبين امرأة شابة منقبة أى بين طرفى النقيض؟ أما
الإجابة فكانت لدى د.مدحت
العدل الذى قال: كمؤلف علىّ أن أبحث عن القضية الملحة لدى المجتمع الآن لكى
أطرحها.. ولذا كان من المنطقى أن أناقش ذلك الصدام الذى أصبح محتدما بين
الفكر الذى
تربينا عليه فى الستينيات والذى اتسم بكونه تنويريا ثوريا تثقيفيا وبين فكر
وافد
أصبح أمرا واقعا.. لا يهمنا فى المسلسل «نقاب» «رحمة عبدالرحمن»
بقدر ما يهمنا
الظروف والمنظومة الفكرية التى جعلتها ترتدى هذا الزى ونعرض ذلك من خلال
قصة الحب
بين «ياسين» و«رحمة» المليئة بالصدامات والممنوعات، لأنه ببساطة شديدة
ووفقا
لقناعات الشخصية الفكرية ليس مسموحا لها أن تراه أو أن تكشف عن
مشاعره لها.. الصدام
فى العمل يأخذ أكثر من شكل، فهناك الصدام الأكبر بين «ياسين» الذى تعد
الموسيقى
والفن والإبداع والتحضر أشياء بديهية بالنسبة له وبين «رحمة» التى تظل هذه
الأشياء
بالنسبة لها محل شك عنيف.. أيضا هناك الصدام بين «ياسين»
وأخواته وبين «رحمة»
وعائلتها التى حتما ترى أن هذا الرجل ليس ملتزما دينيا!».
*
ياسين
ورحمة
وفقا لما علمناه من د.مدحت فإن ياسين هو ابن الستينيات..
ابن الفكر التقدمى أما «رحمة عبدالرحمن» فهى امرأة لا تملك من الدنيا إلا
ابنها
وأسرتها.. لم تسافر إلى الخليج ولم تعد من هناك بنقابها وإنما مثلها مثل أى
فتاة
عادية أحبت زميلا لها فى الكلية وتزوجته.. كان ذلك قبل أن يبدأ
فى الاتجاه نحو
المنظومة الدينية السلفية التى بدأت تزحف نحو المجتمع فى السنوات الأخيرة..
أصبح
أكثر تزمتا فأقنعها بارتداء النقاب. هذه هى الخطوط الأساسية للشخصية التى
تلعبها
«بسمة»
ولكن هناك ملابسات أخرى علمناها، لها علاقة بالتعامل الأمنى مع الشخصية
ونظرات الاتهام التى كانت تلاحقها أمنيا طوال الوقت والتى حولتها من إنسانة
عادية
إلى إنسانة متطرفة.
من المنطقى أن نتساءل: هل ستخلع «رحمة» النقاب داخل
أحداث المسلسل أم لا؟ ولكن د.مدحت يجيب عن هذا التساؤل بقوله: «لو أصبحت
القضية هل
ستخلعه أم لا؟ إذن فقدنا بوصلة المسلسل لأن ما يهمنا ليس زيها وليس «رحمة
عبد
الرحمن»، وإنما المنظومة الأكبر.. المجتمع المنتقب الذى يجبر
النساء غير المحجبات
على ارتداء الحجاب فى المواصلات العامة حتى لا ينظر الناس لهم نظرة تحقير
أو
إهانة.
*
أسئلة بسيطة
المسلسل يناقش أسئلة بسيطة
أصبحت مواضيع هامة وأساسية لدى الأسرة المصرية مثل «هل الغناء حرام أم
حلال؟.. هل
أصبحت الموسيقى والفنون من الممنوعات؟.. هل نمسك بالشوكة بيدنا اليمنى أم
اليسرى..
تلك المجموعة من الأسئلة من المفترض أنها تناقش من خلال السياق الدرامى
للأحداث.
د.مدحت قال لنا: إن «المسلسل يناقش الحياة العادية للمواطن المصرى والذى
نقدمه من
خلال شخصية «ياسين الحمزاوى».. ذلك المواطن الذى يستقل الميكروباص ويفاجأ
بالسائق
يفرض عليه الاستماع إلى شرائط دينية متطرفة تفرض عليه بدورها نمطا معينا من
التفكير.
مجلة روز اليوسف المصرية في
20/03/2010
قيادات التليفزيون تبارك المذيعات المحجبات
كتب
حسام عبد
الهادى
مازال التليفزيون المصرى ينتهج سياساته الغريبة والمثيرة للتساؤل
طوال الوقت وخاصة قنواته المتخصصة، فبعد أن أصبح عاديا فى
الفترة الأخيرة ذلك
التواجد غير العادى للفنانات المحجبات على شاشات التليفزيون المصرى، وصل
الأمر إلى
حد احتفاء مبالغ فيه بنجمات الحجاب إلى الدرجة التى يتم فيها تخصيص حلقات
كاملة لهن
يتحدثن فيها عن ماضيهن الفنى وحاضرهن الدينى ، وغالبا ما ينصب كلامهن على
الدين
وكأنهن أصبحن المتحدثات باسمه، والدليل على ذلك الحلقة التى
أجرتها منى الحسينى مع
سهير رمزى بمناسبة عيد ميلادها والتي قالت فيها سهير بشكل مباشر إنها تحرص
على
تعليم الفتيات أصول الحجاب الشيك، وكذلك حلقة مفيد فوزى مع سهير البابلى
التى كانت
سببا فى المفاجأة الأكثر استفزازا.
هذه المفاجأة - التى هى سبب هذا التحقيق -
هى قيام التليفزيون إثر عرض هذه الحلقة بالاتفاق مع سهير البابلى على تقديم
برنامج تليفزيونى ضخم مع مفيد فوزى تتحدث فيه عن القضايا الحياتية
المختلفة.. هكذا
وبين ليلة وضحاها تتحول سهير البابلى الممثلة المعتزلة
والمحجبة فجأة إلى مذيعة على
شاشة تليفزيون الدولة؟! إذن هذا يعنى أنه لم يعد لدى التليفزيون المصرى
مانع من
قبول مذيعة محجبة؟!
كان من المنطقى أن نندهش من ذلك الموقف الغريب.. تصورنا
لوهلة أنه ربما يتم ذلك دون علم قيادات التليفزيون، ولكننا توجهنا إلى تلك
القيادات
بأسئلتنا لنفاجأ بأنهم ليسوا فقط على علم بما يحدث، بل يباركونه أيضا، بل
إن
إجاباتهم فى السطور التالية حملت إلينا صدمات أكثر قوة من صدمة
تحول سهير البابلى
إلى مذيعة تطل على الجمهور المصرى من خلال شاشة التليفزيون الرسمى.
«روزاليوسف»
علمت أن المبادرة جاءت من خلال المخرج عمر زهران رئيس قناة
نايل سينما الذى يبدو كما لو أنه عراب الفنانات المحجبات على
الشاشة، ولكن مواقفه
لا تبدو غريبة عندما نعلم أن معظم سنوات عمله كانت فى شبكة الـ
ART
التى من الطبيعى
أن تقبل ظهور مذيعات محجبات على شاشتها، ولكن عليه أن يعلم أن وضع
التليفزيون
المصرى مختلف تماما عن الوضع داخل الـ ART!
هالة حشيش رئيس القطاع أكدت لنا
أنها بالفعل قامت بالاتصال بـ«سهير البابلى» بعد أن فوجئت برد فعل الجمهور
على هذه
الحلقة التى لم تكن فقط مجرد حلقة ساخنة وحامية النقاش بين طرفيها، ولكنها
كانت
أيضا حلقة تؤكد روح الوحدة الوطنية التى يتميز بها الشعب
المصرى الواحد متمثلة فى
نموذج المسيحى «مفيد فوزى» ونموذج المسلم «سهير البابلى»
بحجابها.
حجاب بلا مشاكل
سألنا «هالة حشيش» عن
فكرة استضافة فنانة محجبة لتقديم برنامج تليفزيونى مع أن التليفزيون من
المفترض أنه
لا يسمح بظهور مذيعات محجبات على شاشته، إلا أنها أجابتنا قائلة: سهير
البابلى نجمة
وليست مذيعة، وأضافت: نحن نستفيد من خبراتها ونجوميتها وحب الناس لها،
فوجودها مفيد
لنا فى كل الأحوال، وهذا ليس له علاقة بالحجاب من عدمه مثلها مثل كثير من
النجوم
الذين قدموا برامج من قبل مثل نور الشريف، وشريف منير وغادة
عادل وعزت أبوعوف وهنا
شيحا وديانا كرازون.. وغيرهم، فحجاب سهير البابلى فى برنامجها جزء من شكلها
لا
تستطيع التخلى عنه لأنها هى الضيفة علينا ونحن الذين نحتاج إليها، فلا يجوز
لنا أن
نتدخل - من الأصل - معها فى تفاصيل الحجاب!
وعن شكل وتفاصيل البرنامج قالت «هالة»:
البرنامج سيستعرض كل الأحداث الاجتماعية التى تدور حولنا من مشاكل البنات
والعنوسة والكبت ومشاكل الشباب والبطالة ومشاكل لقمة العيش
والأخلاقيات والسلوكيات
وكل ما يرتبط بالحياة.
نتوقف لنتأمل تصريحات هالة حشيش
-
رئيس قطاع
القنوات المتخصصة - التى تتجاوز حقائق مهمة ومخيفة.. فهناك فارق كبير بين
أن تستعين
القنوات مثلا بعالمة فى شئون الدين وفى هذه الحالة يصبح حجابها
جزءا من شكلها ومن
المضمون الذى تعلم مفاتيحه جيدا بحكم علمها ودراستها وبين أن يقوم
التليفزيون نفسه
بتحويل سهير البابلى أو غيرها إلى محللة أخلاقية دينية واجتماعية، وفى تلك
الحالة
سيتحول حجابها إلى منظومة فكرية تروج لها بين جمهورها من
الفتيات والنساء اللاتى
حتما سيحرصن على الاقتداء بها والاستماع إلى دفاعها عن الحجاب ومشتملاته،
فهل تعى
قيادات التليفزيون ذلك جيدا؟!
كلام فى الدين
هالة
واصلت قائلة : لا مانع إطلاقا من أن نخوض فى أمور دينية كما حدث فى حلقة
«نجم
اليوم»، وعن ميزانية البرنامج أكدت «هالة حشيش» أنها فى
البداية كان يهمها الحصول
على موافقة الطرفين «سهير البابلى» و«مفيد فوزى»، وقد حصلت على موافقتهما
بالفعل،
أما عن الميزانية فتقول: نحن نريد أن نقدم برنامجا ضخما، ثريا فى كل عناصره
دون أن
نبخل عليه ماديا، ولذلك فالميزانية التى يحتاجها البرنامج لن
نقف أمامها أو
نعرقلها.
موظفة لا.. نجمة نعم
توقعنا أن يكون
لرئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون موقف مختلف إلا أن المهندس أسامة الشيخ
فاجأنا
بقوله:
إن شاشة التليفزيون المصرى بكل قنواته وقطاعاته هى بيت لكل النجوم
دون ميل لأحد أو عزوف عن أحد، وأضاف: عندما وجدنا الفرصة
مناسبة للاتفاق مع سهير
البابلى بصرف النظر عن أنها محجبة أو غير محجبة، فنحن لا ننظر إلى حجاب
سهير
البابلى بقدر نظرنا إلى كونها نجمة محبوبة تستطيع جذب المشاهد إليها،
بالإضافة إلى
وجود محاور كبير بحجم مفيد فوزى بجانبها، وعن موافقة
التليفزيون - ممثلا فى قناة «نايل
سينما» - على ظهور ممثلة محجبة - كمذيعة - فى الوقت الذى يرفض فيه ظهور
مذيعات محجبات رد الشيخ قائلا: قضية المذيعات المحجبات وظهورهن
أو عدم ظهورهن على
الشاشة قضية لم أكن طرفا فيها، بل جئت بعد ظهورها على السطح، وأنا أرى أن
ظهور
المذيعة يختلف عن ظهور النجمة المحجبة، لأن المذيعة المحجبة هى موظفة فى
التليفزيون، والعقد الذى أبرم بين التليفزيون وبين مذيعاته لم
يبرم على أنهن
محجبات، بل أبرم على شكلهن الذى دخلن به ماسبيرو، وأى تغيير فى الشكل يعتبر
تغييرا
فى العقد، ومن هنا قضية المذيعات المحجبات قضية شائكة وطويلة، والبديل
-
وكثيرات منهن هن اللاتى يطلبن ذلك - أن يحولن اتجاههن إلى قراءة
التعليقات فى
البرامج أو الاكتفاء بالعمل الإدارى.
تصريحات رئيس اتحاد الإذاعة
والتليفزيون تبدو غريبة بحق، ولا نعلم هل هى صادرة عنه بحكم موقعه أم بحكم
السنوات
التى أمضاها هو أيضا يعمل داخل شبكة الـ ART، حيث يبدو كما لو أنه ليست لديه مشاكل
فى ظهور مذيعة محجبة على شاشة التليفزيون المصرى بقنواته الأرضية أو
الفضائية،
والدليل على ذلك أنه يعتبر قضية ظهورهن على الشاشة موضوعا لم
يكن طرفا فيه أثناء
حدوثه، أى أنه لو كان موجودا وقتها ربما كان قد اتخذ موقفا آخر مختلفا.
القضية بحق مهمة وأخطر ما فيها أن قيادات التليفزيون نفسها تبدو كما لو
أنها راضية عما يحدث وموافقة عليه، وكأنهم لا يدرون خطورة
دلالاته وأبعاده.. أو
خطورة ما سيتم تصديره للمشاهدين عندما تصبح «سهير» وأخواتها مذيعات يتولين
قيادة
الدفة الإعلامية المصرية..ولكن لا عزاء للتليفزيون المصرى فرئيسته نفسها
محجبة!!.
مجلة روز اليوسف المصرية في
20/03/2010 |